مشاهدة النسخة كاملة : الدراسات الاسلامية محاظرات مناهج مفسرين 1 جاهزه للتحميل ..
ملامح خجووله
2011- 3- 22, 02:40 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بنات هنا راح انزل لكم المحاظرات ..
و اتمنى تدعوون لأمي وأبوي بالشفااء العاجل ويرجعون لي بالسلامه
المحاظره الاولى
http://www.herosh.com/download/7884099/________.______.ppsx.html
المحاظره الثانيه
http://www.herosh.com/download/7884190/________._______.ppsx.html
المحاظره الثالثه
http://www.herosh.com/download/7884191/________._______.ppsx.html
المحاظره الرابعه
http://www.herosh.com/download/7884192/________._______.ppsx.html
واللي عندها اي ملاحظه تقوول :oao:
Яќặž
2011- 3- 22, 06:06 AM
الله يخليهمَ لكِ يآآربَ .. مآقصًصرتي :mh318: ..~َ
cuter
2011- 3- 22, 01:59 PM
ملامح خجووله (http://www.ckfu.org/vb/u67789.html)
يسلمك ربي
بس حبيت اسأل هي بس اربع محاضرات
الي اخذتوها
واذا عندك محاضرات ثانيه ياليت تنزلينها ومعليك امر:mh318:
سنكرس
2011- 3- 22, 04:57 PM
~ الله يجزاك الجنة ~
ويشيفيهم ’’ ياآآآآآآآآآآآآرب
ويرجعهم لك سالمين غانمين ‘
ماتقولش لحد
2011- 3- 22, 09:01 PM
سلمت ايديك
ربي يوفقك
ويرجع اهلك بالسلامه
مهره اتعبت عسافها
2011- 3- 22, 10:01 PM
بنات يطلعلي رموز لما افتحهآ ليشش؟
ومررآ مشكوووره يّ غلااي الله يشفيهم ويردهم لك سآلميييييييين ’,
طالبة متوهقة
2011- 3- 22, 10:16 PM
بنات يطلعلي رموز لما افتحهآ ليشش؟
ومررآ مشكوووره يّ غلااي الله يشفيهم ويردهم لك سآلميييييييين ’,
حتى انا يطلع لي اربع مجلدات اختآر آي واحد..!!
وكيف فتتح معكم:mh12:
تسلمين يآلغلآ يآللي نزلتي المحآضرآت ربي يرد آهللك سآلمين يآرب
بس للآسف مآفتحت:bawling:
Nicem
2011- 3- 22, 10:48 PM
وششلووون مآقدررت أحممملهآآ تكفوون اللي حملتهآآ تحططهآ هنآ بدوون روأبببط =(
ماتقولش لحد
2011- 3- 22, 11:55 PM
ايه حتى انا مافتح عندي
ملامح خجووله
2011- 3- 23, 12:54 AM
جربووا هنا حملتها مره ثانيه
هنــــــــآآآآآ (http://sa-01.ws/do.php?id=2927)
سنكرس
2011- 3- 23, 03:18 PM
الله يعافيك باااقي محاااضرة !!!
اللي فيها مدرسة العراق ؟
وهي معنا بالاختبار .. الله يجزااك الجنة
ماتقولش لحد
2011- 3- 24, 01:33 AM
:Cry111:
بنات الله يخلي لكم اللي تحبونهم ابي ماده مناهج المفسرين من وين الامتحان الي اي درس
ماتقولش لحد
2011- 3- 24, 01:37 AM
ياراااااابي مافتح عندي معليه نزليه مباشره هنا
ماتقولش لحد
2011- 3- 24, 01:51 AM
يارااااااااااااابي مافتح عندي ساعدوني:53:ا
AMOON
2011- 3- 24, 01:37 PM
المحاضرة الأولى :
مقدمات تمهيدية لمناهج المفسرين
تعريف مصطلح (مناهج المفسرين)
(مناهج المفسرين) مركب إضافي مكون من كلمتين : مناهج ، ومفسرين .
(مناهج) : جمع (منهج) وهي في اللغة مشتقة من الكلمة الثلاثية (نَهْج) والنَهْج : الطريق الواضح . يقال : نهجت لي الطريق أي أوضحته . قال تعالى (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً)
فالمنهج والمنهاج هو الطريق الواضح البيّن المستقيم .
و(المفسرين) : جمع مفسر ـ بكسر السين المشددةـ وهو الذي يتصدى لتفسير القرآن الكريم ، وبيان معانيه بعد تمكنه من آليات التفسير وأدواته التي يجب توافرها في المفسر .
فمعنى (مناهج المفسرين) هو : الخُطط العلمية الموضوعية المحددة التي التزم بها المفسرون في تفاسيرهم للقرآن الكريم ، هذه الخطط الموضوعية لها قواعد وأسس منهجية مرسومة ، ولها طرق وأساليب وتطبيقات ظهرت في تفاسيرهم .
الفرق بين المنهج والطريقة :
لابد أن نفرق بين المنهج والطريقة عند المفسرين والمحدثين والفقهاء وعلماء العقيدة والنحو ، وغيرهم .
المنهج : هو الخطة المرسومة المحددة الدقيقة ، التي تتمثل في القواعد والأسس والمنطلقات ، التي تعرّف عليها المفسر ، والتي انطلق منها في فهمه للقرآن الكريم والتي التزم بها في تفسيره له ، هذه القواعد والأسس كانت ضوابط له ولتفسيره ، فلم يخالفها ولم يخرج عنها
أما الطريقة : فهي الأسلوب الذي سلكه المفسر أثناء تفسيره لكتاب لله ، والطريقة التي عرض تفسير كتاب الله من خلالها .
وبعبارة أخرى : الطريقة هي تطبيق المفسر للقواعد والأسس المنهجية التي كانت منهجه في فهم
القرآن .
مثال على ذلك :
من قواعد منهج الإمام الطبري في تفسيره : ذكر الأقوال المأثورة للصحابة والتابعين في التفسير ، التي وصلت إليه ووقف عليها بأسانيدها المختلفة والمكررة .
هذا كلام ضمن الحديث عن (منهج الإمام الطبري في التفسير) ويعرض ضمن التعريف على قواعد منهجه فيه
أما (طريقة الطبري في التفسير) فتعني بتطبيق الطبري للقاعدة السابقة ، وذكر أمثلة ونماذج لها من تفسيره ، إذ يبين الباحث كيف طبق الطبري هذه القاعدة المنهجية على أسلوبه في عرض الروايات المختلفة المسندة .
كيفية معرفة منهج المفسر:
حتى يتعرف الدارس على قواعد منهج المفسر في تفسيره لابد أن يقوم بما يلي :
• 1 ـ الدراسة الفاحصة لمقدمة المفسر في تفسيره ، واستخراج القواعد المنهجية التي أشار إليها المفسر ، وفهم تلك القواعد والأسس .
• 2ـ الدراسة الفاحصة للتفسير ، للوقوف على توضيح القواعد التي أشار لها المفسر في مقدمته ، والوقوف على قواعد أخرى ذكرها المفسر أثناء التفسير .
أهمية معرفة مناهج :
معرفة مناهج المفسرين ضرورية للدارسين المتخصصين في الدراسات الإسلامية ، وضرورية للراغبين في العلم ، والحريصين على الثقافة الإسلامية .
فإن مدارس التفسير عديدة ، وتياراته واتجاهاته منوعة ، منذ عهد الصحابة الكرام ، وحتى العصر الحاضر ، حيث ظهر مئات المفسرين ، وكتبت مئات التفاسير ، واختلفت مناهج المفسرين في فهم القرآن وتفسيره .
فلابد من معرفة اتجاهاتها ومدارسها ، والوقوف على مناهج أصحابها ، وحسن ترتيبها وتصنيفها .
ومن الواجب على الدارس في (التفسير والمفسرين) معرفة المفسرين وتفاسيرهم ومناهجهم وطرائقهم معرفة مجملة : المفسر ونسبه ، وعصره وعلمه ، والتزامه ومنهجيته ، ونتاجه وجهوده ، وهدفه من التفسير ، ومنهجه فيه ، وتقويم ذلك التفسير ، ومعرفة ما فيه من خير وفائدة ، ومعرفة ما عليه من مآخذ .
فمناهج المفسرين تقدم للدارس القواعد والآداب والضوابط والتوجيهات التي لا بد منها في عالم التفسير ، كما تقدم له الأسس والأصول المنهجية الموضوعية التي لا بد منها في عالم التفسير ، وهي تحدث الدارس عن نشأة علم التفسير ، ومدارس واتجاهاته في التاريخ الإسلامي ، وتعرفه على أشهر التفاسير وأئمة المفسرين ، وتحدد له مناهجهم وطرائقهم في التفسير .
التفسير والتأويل معناهما والفرق بينهما
التفسير في اللغة : مصدر على وزن (تفعيل) ، والتفسير : الإيضاح والتبيين .
ومنه قوله تعالى : (ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً) أي بياناً وتفصيلا .
وهو مأخوذ من الفسر وهو الإبانة والكشف .
فسر الشيء إذا وضحه وبيّنه .
والتفسير في الاصطلاح :
هو علم يفهم به كتاب الله تعالى المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحِكمه .
الفرق بين التفسير والتأويل :
التأويل : لغة مأخوذ من أول الشيء أي رجعه ، وأوَّل الكلام وتأوَّله : قدّره وفسره .
والتأويل في اصطلاح المفسرين فيه خلاف .
وهو كما يوضحه ابن تيمية ينبغي في تحديد دلالته الاصطلاحية بالتفريق بين جيلين :
1 ـ السلف الصالح .
• 2 ـ متأخري المتفقهة والمتكلمة والمحدثة والمتصوفة ونحوهم .
فعند الأوائل نجد له معنيين :
• 1 ـ تفسير الكلام وبيان معناه، سواء أكان موافقا لظاهره أم مخالفا له، ومن ثم يكون التأويل والتفسير شيئا واحدا، أي مترادفين .
وهذا هو المعنى نفسه الذي استعمله محمد بن جرير الطبري حيث يقول عند تفسيره لآي الذكر الحكيم : القول في تأويل قوله كذا وكذا . واختلف أهل التأويل في هذه الآية ونحو ذلك . وكله محمول -كما أسلفنا - على التفسير والبيان .
• 2 ـ هو نفس المراد بالكلام، فإذا كان الكلام عن طلوع الشمس فالتاويل هو نفس طلوعها، أي هو نفس الحقيقة الموجودة في الواقع الخارجي، وهذا في نظر ابن تيمية -رحمه الله- هو لغة القرآن التي نزل بها.
أما عند متأخري المتفقهة والمتكلمة والمحدثة والمتصوفة : فالتأويل هو صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به. وهذا التأويل هو التأويل الذي يتكلمون عليه في أصول الفقه ومسائل الخلاف، فإذا قال أحدهم : هذا الحديث أو هذا النص مؤول أو هو محمول على كذا . قال الآخر : هذا نوع تأويل ، والتأويل يحتاج إلى دليل .
وهذا المعنى للتأويل معنى مبتدع، وهو يشكل خطورة كبيرة على عقيدة الأمة الإسلامية، وعلى كيانها وسيادتها، إذ أخذ مطية من طرف الروافض، وملاحدة الفلاسفة وغلاة الصوفية، ومن ثم وجدنا ابن تيمية يرفضه فيقول: " والتأويل المردرد هو صرف الكلام عن ظاهره إلى ما يخالف ظاهره.
نشأة التفسير وتطوره:
جرت سنة الله تعالى في إرسال الرسل وإنزال الكتب أن يبعث لكل أمة نبياً بلسان قومه ، وأن يكون كتابه بلسانهم ، قال تعالى (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم )
وأنزل الله القرآن الكريم بلسان عربي مبين على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في جزيرة العرب ، قال تعالى (إنا أنزلناه قراناً عربياً لعلكم تعقلون) .
وكان القوم عرباً خلصاً يفهمون القرآن الكريم بمقتضى السليقة العربية واللسان العربي ، غير أن القرآن يعلو على سائر كلام العرب بألفاظه وأساليبه اللغوية والبلاغية فضلاً عن معانيه ، ولذا فقد كانوا يتفاوتون في فهمه وإدراكه وإن كان كل منهم يدرك ما يوقفه على إعجازه ، فكان بعضهم يفسر ما غمض على الآخر من معنى ، فإن أشكل عليهم لفظ أو غمض عليهم مرمى ، ولم يجدوا منْ يفسره لهم سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم فيوضح لهم ما غمض عليهم فهمه وإدراكه ، لأنه عليه الصلاة والسلام أعلم الناس بمعاني كتاب الله وإدراك أسراره ومعرفة مقاصده. بل هو الذي وجه إليه الله كلامه حيث قال: { لتبين للناس ما نزل إليهم }
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "لما نزلت { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} ، شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا أينا لا يظلم نفسه! فَقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ليس هو كما تظنون إنما هو كما قال لقمان لابنه { يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم } .
ولم يكن تفسير القرآن الكريم يدوّن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كعلم مستقل بذاته، وإنما كان يروى منه عن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يتعرض لتفسيره كما كان يروى عنه عليه الصلاة والسلام الحديث.
وقام علماء الصحابة والتابعين يبينون للناس معاني القرآن ، ويفسرونه لهم .
واستمر الصحابة يتناقلون معاني القرآن وتفسير بعض آياته على تفاوت فيما بينهم ، لتفاوت قدرتهم على الفهم ، وتفاوت ملازمتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد اشتهر كثير من الصحابة بتفسير القرآن منهم الخلفاء الأربعة ، وابن عباس وابن الزبير ، وأبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وعبدالله بن مسعود ، وأبو موسى الأشعري ، وعائشة رضي الله عنهم .
وحين اتسعت الفتوحات الإسلامية انتشر الصحابة رضي الله عنهم في البلدان المفتوحة يعلمون أهلها القرآن ويفسرون لهم معانية، وينشرون لهم علومه ومعارفه ومضى عصر الصحابة رضوان الله عليهم على ما تقدم، ثم جاء عهد التابعين الذين أخذوا علم الكتاب والسنة عنهم وكل طبقة من هؤلاء التابعين تلقت العلم على يد من كان عندها من الصحابة رضوان الله عليهم، فجمعوا منهم ما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم من الحديث، وما تلقوه عنهم من تفسير للآيات وما يتعلق بها فكان علماء كل بلد يقومون بجمع ما عُرف لأئمة بلدهم .
فنشأت ما يصح أن نطلق عليها بالمعنى الحديث (مدارس التفسير) وهي كثيرة
وأشهرها ثلاث مدارس :
مدرسة ابن عباس بمكة
مدرسة أبُيّ بن كعب بالمدينة
مدرسة عبدالله بن مسعود بالعراق
ما يميز تلك الفترة :
أن تفسير هؤلاء وغيرهم من الصحابة والتابعين لم يكن مقتصراً على علم التفسير بمعناه الخاص بل كان يشمل مع هذا علم غريب القرآن وعلم أسباب النزول وعلم الناسخ والمنسوخ وعلم المكي والمدني ونحو ذلك .
كما لم يكن شاملاً للقرآن الكريم ولا مدوناً وإنما كان بالرواية والتلقين .
ثم جاء عصر التدوين في القرن الثاني الهجري، وبدأ بتدوين الحديث بأبوابه المتنوعة ،وشمل ذلك ما يتعلق بالتفسير ، وجمع بعض العلماء ما روي من تفسير القرآن الكريم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو عن الصحابة أو عن التابعين
اشتهر منهم : يزيد بن هارون السلمي ، شعبة بن الحجاج ، وكيع بن الجراح ، سفيان بن عيينة ، وعبد الرزاق بن همام .
هؤلاء كانوا من أئمة الحديث ، فكان جمعهم للتفسير جمعاً لباب من
أبوابه .
ثم وضع بعض العلماء تفسيراً متكاملاً للقرآن وفق ترتيب آياته ،
أشهرهم :
ابن جرير الطبري المتوفى سنة (310هـ)
ومع علم التفسير كان التأليف الموضوعي لموضوعات تتصل بالقرآن
فألف في أسباب النزول والناسخ والمنسوخ ، والقراءات ، وغريب القرآن ، وغيرها واستمرت حركة التفسير في مسيرتها التاريخية على مدار القرون والأجيال ، وامتلأت مكتبة التفسير بالتفاسير المختلفة ، على اختلاف مدارسها واتجاهاتها إلى عصرنا الحاضر .
AMOON
2011- 3- 24, 01:39 PM
المحاضرة الثانية :
التفسير في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
التفسير في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
أنزل الله عز وجل القرآن بلسان عربي مبين على نبيه الأمي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليبلغه ويبينه للناس كافة ومنهم العرب الذين غلبت عليهم الأمية فنعتوا بها .
وقد تكفل سبحانه وتعالى بحفظ القرآن فقال : (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) .
كما تكفل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يجمع القرآن في صدره فقال : (لا تحرك به لسانك لتعجل به ، إن علينا جمعه وقرآنه) .
ثم كلف الله نبيه محمداً عليه الصلاة والسلام أن يبين لهم القرآن وأن يفسره لهم ، قال تعالى مخاطباً نبيه (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون) ، ولذا فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يرجعون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيما أشكل عليهم فهمه من القرآن ، فيجدون الجواب الشافي .
مقدار ما فسره النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن
اختلف العلماء في مقدار ما فسره الرسول صلى الله عليه وسلم من القرآن إلى قولين :
الأول : أن الرسول صلى الله عليه وسلم بيّن لأصحابه معاني القرآن ، كما بيّن لهم ألفاظه . وعلى رأس هؤلاء ابن تيمية .
واستدلوا على ذلك بقوله تعالى (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) قالوا : والبيان في الآية
يتناول بيان القرآن ، كما يتناول بيان ألفاظه ، وقد بين الرسول ألفاظه كلها . فلابد أن يكون قد بين كل معانيه أيضاً .
الثاني : أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبيّن لأصحابه إلا القليل من معاني الآيات ، واستدل أصحاب هذا الرأي بما روته عائشة رضي الله عنها ، قالت : (ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر شيئاً من القرآن إلا آياً بعدد ، علمه إياهن جبريل ) وغير ذلك من الأدلة .
والراجح أن الرسول صلى الله عليه وسلم بيّن الكثير من معاني القرآن لأصحابه ، كما تشهد بذلك كتب الصحاح ، ولم يبين كل معاني القرآن .
فلم يفسر لهم ما أستأثر الله بعلمه ، كقيام الساعة وحقيقة الروح . ولم يفسر لهم ما يرجع فهمه إلى معرفة كلام العرب ،ولم يفسر لهم ما تتبادر الأفهام إلى معرفته ، وهو الذي لا يعذر أحد بجهله .
ومما يؤيد أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفسر كل معاني القرآن ، أن الصحابة وقع بينهم الاختلاف في تأويل بعض الآيات ، ولو كان عندهم فيه نص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما وقع هذا الاختلاف ، أو لارتفع بعد الوقوف على النص .
منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في التفسير
لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يُطنب في تفسير الآية أو يخرج إلى ما لا فائدة في معرفته ولا ثمرة في إدراكه ، فكان جُل تفسيره صلى الله عليه وسلم بياناً لمجمل ، أو توضيحاً لمشكل ، أو تخصيصاً لعام ، أو تقييداً لمطلق أو بياناً لمعنى لفظ أو متعلقه .
التفسير في عهد الصحابة رضي الله عنهم :
تفاوت الصحابة في فهم القرآن لم يكن الصحابة رضي الله عنهم في درجة واحدة بالنسبة لفهم معاني القرآن ، بل تفاوتت مراتبهم ، وأشكل على بعضهم ما ظهر لبعض آخر منهم .
وهذا يرجع إلى تفاوتهم في القوة العقلية ، وإلى التفاوت في قوة الفهم والإدراك .
والتفاوت فيما أحاط بالآية من ظروف وملابسات ، بل كانوا يتفاوتون في معرفة المعاني التي وضعت لها المفردات .
فمن مفردات القرآن ما خفي معناه على بعض الصحابة ، وظهر لآخرين منهم .
عمر بن الخطاب (الكتاب) , عبد الله بن عباس (الكتاب)
فيرجع تفاوت الصحابة في فهم القرآن ـ كما أشرنا ـ إلى أمور عديدة منها :
• 1ـ تفاوتهم في أدوات الفهم كالعلم باللغة ، فمنهم من كان واسع الاطلاع فيها مُلمّاً بغريبها ، ومنهم دون ذلك .
• 2ـ تفاوتهم في ملازمة الرسول صلى الله عليه وسلم وحضور مجالسه .
• 3ـ تفاوتهم في معرفة أسباب النزول وغيرها مما له تأثير في فهم الآية .
• 4ـ تفاوتهم في العلم الشرعي .
• 5ـ تفاوتهم في مداركهم العقلية شأنهم شأن غيرهم من البشر .
مصادر التفسير في هذا العصر
كان الصحابة في هذا العصر يعتمدون في تفسيرهم للقرآن الكريم على أربعة مصادر :
الأول : القرآن الكريم .
الثاني : النبي صلى الله عليه وسلم .
الثالث : الاجتهاد وقوة الاستنباط .
الرابع : أهل الكتاب من اليهود والنصارى .
الأول : القرآن الكريم
فإن من آيات القرآن ما جاء مجملاً في موضع ، وجاء في موضع آخر مبيناً ، ومنه ما فيه إيجاز ، وما فيه إطناب ، ومنه ما فيه عموم وما فيه خصوص ، وما فيه اطلاق ، وما فيه تقييد ، ومثل هذا يُفسر بعضه ببعض .
لهذا كان لابد لمن يتعرض لتفسير كتاب الله أن ينظر في القرآن أولاً ، فيجمع ما تكرر منه في موضوع واحد ، ويقابل الآيات بعضها ببعض .
ليستعين بما جاء مسهباً على معرفة ما جاء موجزاً ، وبما جاء مبيناً على فهم ما جاء مجملاً ، وليحمل المطلق على المقيد ، والعام على الخاص ، وبهذا يكون قد فسر القرآن بالقرآن .
وعلى هذا فمن تفسير القرآن بالقرآن : أن يشرح ما جاء موجزاً في القرآن بما جاء في موضع آخر مسهباً ، كقصص القرآن مثلاً جاءت في بعض المواضع موجزة وجاءت القصة نفسها في موضع آخر مفصلة كقصة آدم وإبليس ، وقصة موسى عليه السلام مع فرعون .
ومن تفسير القرآن بالقرآن : أن يحمل المحمل على المبين ليفسر به ، وأمثلة ذلك كثيرة في القرآن .
انظر المثال الكتاب .
ومن تفسير القرآن بالقرآن حمل المطلق على المقيد ، والعام على الخاص : انظر المثال الكتاب .
ومن تفسير القرآن بالقرآن : الجمع بين ما يتوهم انه مختلف : انظر المثال في الكتاب .
ومن تفسير القرآن بالقرآن حمل بعض القراءات على غيرها ، فبعض القراءات تختلف مع غيرها في اللفظ وتتفق في المعنى . انظر المثال في الكتاب .
الثاني : النبي صلى الله عليه وسلم .
المصدر الثاني الذي كان يرجع إليه الصحابة في تفسيرهم لكتاب الله تعالى هو الرسول صلى الله عليه وسلم ، فكان الواحد منهم إذا أشكلت عليه آية من كتاب الله ، رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في تفسيرها ، فيبين له ما خفي عليه ؛ لأن وظيفته البيان ، كما أخبر الله عنه بذلك في كتابه حيث قال : (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون)
والذي يرجع إلى كتب السنة يجد أنها قد أفردت للتفسير باباً من الأبواب التي اشتملت عليها ، ذكرت فيه كثيراً من التفسير المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .أمثلة : انظر الكتاب .
الثالث : الاجتهاد والاستنباط :
كان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين إذا لم يجدوا التفسير في كتاب الله تعالى ، ولم يتيسر لهم أخذه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجعوا في ذلك إلى اجتهادهم وإعمال رأيهم ، وهذا بالنسبة لما يحتاج إلى نظر واجتهاد .
أما ما يمكن فهمه بمجرد معرفة اللغة العربية فكانوا لا يحتاجون في فهمه إلى إعمال النظر ، لأنهم عرب خُلّص ، شاهدوا التنزيل وحضروا مجالس الرسول صلى الله عليه وسلم ، والقرآن نزل بلسان عربي مبين .
أدوات الاجتهاد في التفسير عند الصحابة :
توافرت عند الصحابة أدوات الاجتهاد وهي :
أولاً : معرفة أوضاع اللغة العربية وأسرارها ، وهذا يعينهم على فهم الآيات التي يتوقف فهمها على فهم اللغة العربية .
ثانياً : معرفة عادات العرب ، وهي تعين على فهم كثير من الآيات التي لها صلة بعاداتهم ، قوله تعالى : (إنما النسيء زيادة في الكفر ) وقوله (وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها)، ومثل هذا يفهم المراد منه من كان يعرف عادات العرب في الجاهلية .
ثالثاً : معرفة احوال اليهود والنصارى في جزيرة العرب وقت نزول القرآن ، وهذا يعينهم على فهم الآيات التي فيها الإشارة إلى أعمالهم والرد عليهم .
رابعاً : معرفة أسباب النزول ، وما أحاط بالقرآن من ظروف وملابسات ، تعين على فهم كثير من الآيات القرآنية . لهذا قال ابن تيمية : ” معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية ، فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب ”
خامساً : قوة الفهم وسعة الإدراك ، فقد أتاهم الله عقلاً وفهماً جلوا به كثيراً من الأمور ، وهذا أمر معلوم من سيرتهم رضي الله عنهم .
وهم يتفاوتون في معرفة معاني القرآن حسب تفاوت مداركهم وتحصيلهم وحسب تفاوت قدرتهم العقلية
الرابع : أهل الكتاب من اليهود والنصارى
وذلك أن القرآن يتفق مع التوراة في بعض المسائل، وبالأخص في قصص الأنبياء ، وما يتعلق بالأمم الغابرة .
وكذلك يشتمل القرآن على مواضع وردت في الإنجيل كقصة ميلاد عيسى ابن مريم ، ومعجزاته عليه السلام .
غير أن القرآن الكريم اتخذ منهجاً يخالف منهج التوراة الإنجيل ، فلم يتعرض لتفاصيل جزئيات المسائل ، ولم يستوف القصة من جميع نواحيها ، بل اقتصر من ذلك على موضع العبرة فقط .
ولما كانت العقول دائماً تميل إلى الاستيفاء والاستقصاء ، جعل بعض الصحابة يرجعون في استيفاء هذه القصص التي لم يتعرض لها القرآن من جميع نواحيها إلى من دخل في دينهم من أهل الكتاب ، كعبد الله بن سلام ، وكعب الأحبار ، وغيرهم من علماء اليهود والنصارى .
غير أن رجوع بعض الصحابة إلى أهل الكتاب، لم يكن له من الأهمية في التفسير ما للمصادر الثلاثة السابقة ، وإنما كان مصدراً ضيقاً محدوداً ، وذلك أن التوراة والإنجيل وقع فيهما كثير من التحريف والتبديل .
فكان الصحابة لا يأخذون عن أهل الكتاب إلا ما يتفق وعقيدتهم ولا يتعارض مع القرآن .
أما ما اتضح كذبه مما يعارض القرآن ويتنافى مع العقيدة فكانوا يرفضونه ولا يصدقونه ، ووراء هذا وذاك ما هو مسكوت عنه ، لا هو من قبيل الأول ، ولا هو من قبيل الثاني ، وهذا النوع كانوا يسمعونه من أهل الكتاب ويتوقفون فيه ، فلا يحكمون عليه بصدق ولا بكذب ، امتثالاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم :“ لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا آمنا بالله وما أنزل علينا ... الآية ”
المفسرون من الصحابة
اشتهر عدد من الصحابة بالتفسير هم :
أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعبدالله بن مسعود وعبدالله بن عباس وعبدالله بن الزبير بن العوام ، وأبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وأبو موسى الأشعري ، وعائشة رضي الله عنهم أجمعين .
وهؤلاء هم الذين اشتهروا بالتفسير ، وهناك عدد آخر من الصحابة نُقل عنهم في التفسير نقلاً قليلاً لم يصل بهم إلى درجة الشهرة .
أما أكثر الصحابة رضي الله عنهم رواية في التفسير فأربعة هم :
• 1ـ علي بن أبي طالب .
• 2ـ عبدالله بن مسعود .
• 3ـ عبدالله بن عباس .
• 4ـ أبي بن كعب .
أما علي رضي الله عنه فيرجع السبب في ذلك إلى سعة علمه وتفرغه عن مهام الخلافة مدة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم وتأخر وفاته إلى زمن كثرت حاجة الناس فيه إلى من يُفسر لهم القرآن لاتساع رقعة الإسلام وكثرة الداخلين فيه .
أما الثلاثة الباقون فلأنهم أنشئوا ما نستطيع أن نسميه بالمصطلح الحديث مدارس التفسير وهي :
• 1ـ مدرسة عبدالله بن عباس في مكة .
ترجمته :
ابن عباس هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشى الهاشمى هو ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم ولد قبل الهجرة بثلاث سنين ، وأمه لُبابة الكبرى بنت الحارث ، وخالته ميمونة بنت الحارث زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم وأمّ المؤمنين ، لازم النبي صلى الله عليه وسلم في صغره ، لقرابته منه .وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وله من العمر ثلاث عشرة سنة .
فلازم كبار الصحابة وأخذ عنهم ما فاته من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت وفاته سنة ثمان وستين على الأرجح، وله من العمر سبعون سنة. مات بالطائف ودُفن بها .
ان ابن عباس يُلقَّب بالحَبْر والبحر لكثرة علمه، وكان على درجة عظيمة من الاجتهاد والمعرفة بمعنى كتاب الله، ولذا انتهت إليه الرياسة في الفتوى والتفسير، وكان عمر رضي الله عنه يُجلسه في مجلسه مع كبار الصحابة ويُدينه منه .
أسباب نبوغه:
نستطيع أن نُرجِع هذه الشهرة العلمية، وهذا النبوغ الواسع الفيَّاض، إلى أسباب نجملها فيما يلي:
أولاً: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بقوله: "اللَّهم فقِّهه فى الدين، وعلِّمه التأويل” .
ثانياً: نشأته في بيت النبوة، وملازمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم من عهد التمييز، فكان يسمع منه الشيء الكثير، ويشهد كثيراً من الحوادث والظروف التي نزلت فيها آيات القرآن.
ثالثاً: ملازمته لأكابر الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، يأخذ عنهم ويروى لهم، ويعرف منهم مواطن نزول القرآن، وتواريخ التشريع، وأسباب النزول، وبهذا استعاض عما فاته من العلم بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
رابعاً: حفظه للغة العربية، ومعرفته لغريبها، وآدابها، وخصائصها، وأساليبها، وكثيراً ما كان يستشهد للمعنى الذي يفهمه من لفظ القرآن بالبيت والأكثر من الشعر العربي.
خامساً: بلوغه مرتبة الاجتهاد، وعدم تحرجه منه، وشجاعته في بيان ما يعتقد أنه الحق، دون أن يأبه لملامة لائم ونقد ناقد، ما دام يثق بأن الحق في جانبه .
قيمة ابن عباس في تفسير القرآن:
تتبين قيمة ابن عباس في التفسير، من قول تلميذه مجاهد: "إنه إذا فسَّرَ الشئ رأيت عليه النور"، ومن رجوع بعض الصحابة وكثير من التابعين إليه فى فهم ما أشكل عليهم من كتاب الله .
وكان ابن عباس كغيره من الصحابة الذين اشتهروا بالتفسير، يرجعون في فهم معاني القرآن إلى ما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى ما يفتح الله به عليهم من طريق النظر والاجتهاد، مع الاستعانة في ذلك بمعرفة أسباب النزول والظروف والملابسات التي نزل فيها القرآن. وكان رضي الله عنه يرجع إلى أهل الكتاب ويأخذ عنهم، بحكم اتفاق القرآن مع التوراة والإنجيل في كثير من المواضع التي أُجمْلِت في القرآن وفُصِّلت في التوراة أو الإنجيل .
كما كان ابن عباس رضي الله عنه يرجع في فهم معاني الألفاظ الغريبة التي وردت في القرآن إلى الشعر الجاهلي ، وكان غيره من الصحابة يسلك هذا الطريق في فهم غريب القرآن، ويحض على الرجوع إلى الشعر العربي القديم، ليُستعان به على فهم معانى الألفاظ القرآنية الغريبة .
أسباب الوضع على ابن عباس:
ولمكانة ابن عباس رضي الله عنهما في التفسير ومنزلته الكبيرة فقد كثر الوضع عليه في هذا الباب .
ويبدو أن السر في كثرة الوضع على ابن عباس، هو أنه كان من بيت النبوة والوضع عليه يُكسب الموضوع ثقة وقوة أكثر مما لو وُضِع على غيره، أضف إلى ذلك ابن عباس كان من نسله الخلفاء العباسيون، وكان من الناس مَن يتزلف إليهم، ويتقرَّب منهم بما يرويه لهم عن جدهم.
وكانت هناك مدرسة يتلقى تلاميذها التفسير عن ابن عباس. استقرت هذه المدرسة بمكة، ثم غدَّت بعلمها الأمصار المختلفة .
ومن أشهر تلاميذ ابن عباس : مجاهد بن جبر ، وسعيد بن جبير ، وطاوس بن كيسان ، وعطاء بن أبي رباح ، وعكرمة مولى ابن عباس .
AMOON
2011- 3- 24, 01:40 PM
المحاضرة الثالثة :
التفسير في عهد الصحابة (2)
عبد الله بن مسعود ترجمته:
هو عبد الله بن مسعود بن غافل، يصل نسبه إلى مُضَر، ويُكنَّى بأبي عبد الرحمن الهذلي ، وأُمه أُم عبد بنت عبدود، من هذيل، وكان يُنسب إليها أحياناً فيقال ابن أم عبد .
وهو أول مَن جهر بالقرآن بمكة وأسمعه قريشاً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأُوذي في الله من أجل ذلك، ولما أسلم عبد الله ابن مسعود أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فكان يخدمه في أكثر شئونه، وهو صاحب طهوره وسواكه ونعله
وقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة وشهد له بالفضل وعلو المنزلة .
وقد ولى بيت المال بالكوفة لعمر وعثمان، وقدم المدينة في آخر عمره، ومات بها سنة اثنتين وثلاثين، ودفُن بالبقيع ليلاً، تنفيذاً لوصيته بذلك، وكان عمره يوم وفاته، بضعاً وستين سنة.
مبلغة من العلم:
كان ابن مسعود من أحفظ الصحابة لكتابة الله، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يسمع منه القرآن، وقد أخبر هو بنفسه عن ذلك فقال :
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ علي سورة النساء ، قال : قلت : أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال : إني أحب أن أسمعه من غيري ، فقرأت عليه حتى بلغت ” فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ” فاضت عيناه صلى الله عليه وسلم .
وقد أقام رضي الله عنه بالكوفة يأخذ عنه أهلها الحديث والتفسير والفقه، وهو معلمهم وقاضيهم، ومؤسس طريقتهم في الاعتداد بالرأي حيث لا يوجد النص
قيمة ابن مسعود في التفسير:
روى ابن جرير وغيره عن ابن مسعود أنه قال: "كان الرجل منا إذا تعلَّم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن"، ومن هذا الأثر يتضح لنا مقدار حرص ابن مسعود على تفهم كتاب الله تعالى والوقوف على معانيه .
قال عبد الله - يعنى ابن مسعود:“ والذى لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيم نزلت وأين نزلت، ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله منى تناله المطايا لأتيته ”
وهذا الأثر يدل على إحاطة ابن مسعود بمعانى كتاب الله، وأسباب نزول الآيات، وحرصه على تعرف ما عند غيره من العلم بكتاب الله تعالى ولو لقى عنتاً ومشقة .
وبالجملة فابن مسعود كما قيل: أعلم الصحابة بكتاب الله تعالى، وأعرفهم بمحكمه ومتشابهه وحلاله وحرامه، وقصصه وأمثاله، وأسباب نزوله .
الرواية عن ابن مسعود ومبلغها من الصحة:
ابن مسعود أكثر مَن روَى عنه في التفسير من الصحابة بعد ابن عباس رضي الله عنه، قال السيوطي في الإتقان: وأما ابن مسعود فقد رُوِى عنه أكثر مما رُوِى عن علىّ، وقد حمل علم ابن مسعود في التفسير أهل الكوفة نظراً لوجوده بينهم، يجلس إليهم فيأخذون عنه ويروون له، فمن رواته مسروق بن الأجدع الهمداني ، وعلقمة بن قيس النخعي، والأسود بن يزيد، وغيرهم من علماء الكوفة الذين تتلمذوا له ورووا عنه.
3 - علىّ بن أبى طالب ترجمته:
هو أبو الحسن، علىّ بن أبى طالب بن عبد المطلب، القرشي الهاشمي ، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصهره على ابنته فاطمة، وذُرِّيته صلى الله عليه وسلم منها.
أُمه فاطمة بنت أسد بن هاشم. وهو أول هاشمي وُلِد من هاشميين، ورابع الخلفاء الراشدين، وأول خليفة من بنى هاشم، وهو أول مَن أسلم من الأحداث وصدَّق برسول الله صلى الله عليه وسلم. هاجر إلى المدينة.
وقد شهد عليّ المشاهد كلها إلا تبوك ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلَفه على أهله، وله في الجميع بلاء عظيم ومواقف مشهورة،وقد أعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم اللواء في مواطن كثيرة .
وهو أحد العشرة المبشَّرين بالجنة، اجتمع فيه من الفضائل ما لم يحظ به غيره، فمن ورع في الدين، إلى زهد في الدنيا، إلى قرابة وصهر برسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى علم جم وفضل غزير، وقد توفى رحمه الله في رمضان سنة أربعين من الهجرة، مقتولاً بيد عبد الرحمن بن ملجم الخارجي ، وعمره ثلاث وستون سنة، وقيل غير ذلك.
مبلغه من العلم:
كان رضي الله عنه بحراً في العلم، وكان قوى الحُجَّة، سليم الاستنباط، أُوتِىَ الحظ الأوفر من الفصاحة والخطابة والشعر، وكان ذا عقل قضائي ناضج، وبصيرة نافذة إلى بواطن الأُمور، وكثيراً ما كان يرجع إليه الصحابة في فهم ما خفي واستجلاء ما أشكل .
وقد ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم قضاء اليمن، ودعا له بقوله: "اللّهم ثبِّت لسانه واهد قلبه"، فكان مُوفَّقاً ومُسدَّداً، فيصلاً فى المعضلات، حتى ضُرِب به المثل فقيل: "قضية ولا أبا حسن لها” .
مكانته من التفسير:
جمع علىّ رضي الله عنه إلى مهارته في القضاء والفتوى، علمه بكتاب الله، وفهمه لأسراره وخفي معانيه، فكان أعلم الصحابة بمواقع التنزيل ومعرفة التأويل، وقد رُوِى عن ابن عباس أنه قال: "ما أخذت من تفسير القرآن فعن علىّ بن أبى طالب".
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن علىّ رضي الله عنه أنه قال:"واللهِ ما نزلت آية إلا وقد علمتُ فيم نزلت، وأين نزلت، وإن ربى وهبَ لي قلباً عقولاً، ولساناً سؤولاً”.
الرواية عن علىّ ومبلغها من الصحة:
كثرة الرواية في التفسير عن علىّ رضي الله عنه، كثرة جاوزت الحد، الأمر الذي لفت أنظار العلماء النُقَّاد، وجعلهم يتتبعون الرواية عنه بالبحث والتحقيق، ليميزوا ما صح من غيره.
وما صح عن علىّ في التفسير قليل بالنسبة لما وُضِع عليه، ويرجع ذلك إلى غُلاة الشيعة، الذين أسرفوا في حبه فاختلقوا عليه ما هو برئ منه، إما ترويجاً لمذهبهم وتدعيماً له، وإما لظنهم الفاسد أن الإغراق في نسبة الأقوال العلمية إليه يُعلى من قدره، ويرفع من شأنه العلمي .
• 4 - أُبَىّ بن كعب ترجمته:
هو أبو المنذر، أو أبو الطفيل، أُبَىّ بن كعب بن قيس، الأنصاري الخزرجى، شهد العقبة وبدراً، وقد أثنى عليه عمر رضي الله عنه فقال: "أُبَىّ سيد المسلمين" وقد أُختْلِفُ فى وفاته على أقوال كثيرة، والأكثر على أنه مات فى خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
مبلغه من العلم:
كان أُبَىّ بن كعب سيد القُرَّاء، وأحد كُتَّاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قال فيه صلى الله عليه وسلم: "وأقرؤهم أُبَىّ بن كعب"، وليس أدل على جودة حفظه لكتاب الله تعالى من قراءة النبى صلى الله عليه وسلم .
فقد أخرج الترمذى بسنده إلى أنس بن مالك رضى الله عنه أنه قال: "إن النبى صلى الله عليه وسلم قال لأُبَىّ بن كعب: إن الله أمرنى أن أقرأ عليك: {لَمْ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ} قال: آلله سمانى لك؟ قال: نعم، فجعل أُبَىّ يبكى”.
مكانته في التفسير:
كان أُبَىّ بن كعب من أعلم الصحابة بكتاب الله تعالى، ولعل من أهم عوامل معرفته بمعاني كتاب الله، هو أنه كان حَبْراً من أحبار اليهود، العارفين بأسرار الكتب القديمة وما ورد فيها، وكونه من كُتَّاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا بالضرورة يجعله على مبلغ عظيم من العلم بأسباب النزول ومواضعه، ومُقَدَّم القرآن ومُؤخره، وناسخه و منسوخه .
ثم لا يُعقل بعد ذلك أن تمر عليه آية من القرآن يشكل معناها عليه دون أن يسأل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لهذا كله عُدّ أُبَىّ بن كعب من المكثرين في التفسير، الذين يُعتدَّ بما صح عنهم، ويُعوَّل على تفسيرهم.
الرواية عنه في التفسير ومبلغها من الصحة:
كثرت الرواية عن أُبَىّ بن كعب في التفسير وتعدَّدت طرقها، وتتبع العلماء هذه الطرق بالنقد، فعدَّلوا وجرَّحوا، لأنه كغيره من الصحابة لم يسلم من الوضع عليه
قيمة التفسير المأثور عن الصحابة
أولا: تفسير الصحابي له حكم المرفوع، إذا كان مما يرجع إلى أسباب النزول، وكل ما ليس للرأي فيه مجال، أما ما يكون للرأي فيه مجال، فهو موقوف عليه ما دام لم يسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثانياً: ما حُكِمَ عليه بأنه من قبيل المرفوع لا يجوز رده اتفاقاً، بل يأخذه المفسر ولا يعدل عنه إلى غيره بأية حال.
ثالثاً: ما حُكِمَ عليه بالوقف، تختلف فيه أنظار العلماء:
فذهب فريق: إلى أن الموقوف على الصحابي من التفسير لا يجب الأخذ به لأنه لَمَّا لم يرفعه، عُلِم أنه اجتهد فيه، والمجتهد يُخطئ ويُصيب، والصحابة في اجتهادهم كسائر المجتهدين.
وذهب فريق آخر إلى أنه يجب الأخذ به والرجوع إليه، لظن سماعهم له من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأنهم إن فسَّروا برأيهم فرأيهم أصوب، لأنهم أدرى الناس بكتاب الله، إذ هم أهل اللسان، ولبركة الصحابة والتخلق بأخلاق النبوة، ولِمَا شاهدوه من القرائن والأحوال التي اختُصوا بها، ولِمَا لهم من الفهم التام والعلم الصحيح، لا سيما علماؤهم وكبراؤهم كالأئمة الأربعة، وعبد الله بن مسعود، وابن عباس وغيرهم.
مميزات التفسير في هذه المرحلة
يمتاز التفسير في هذه المرحلة بالمميزات الآتية:
أولاً: لم يُفَسَّر القرآن جميعه، وإنما فُسِّر بعض منه، وهو ما غمض فهمه وهذا الغموض كان يزداد كلما بَعُد الناس عن عصر النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، فكان التفسير يتزايد تبعاً لتزايد هذا الغموض، إلى أن تم تفسير آيات القرآن جميعها.
ثانياً: قِلَّة الاختلاف بينهم في فهم معانيه .
ثالثاً: كانوا كثيراً ما يكتفون بالمعنى الإجمالي، ولا يُلزمون أنفسهم بتفهم معانيه تفصيلاً، فيكفى أن يفهموا من مثل قوله تعالى: {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} .. أنه تعداد لِنعمَ الله تعالى على عباده.
رابعاً: الاقتصار على توضيح المعنى اللُّغوي الذي فهموه بأخصر لفظ، مثل قولهم: {غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ}.. أي غير متعرض لمعصية، فإن زادوا على ذلك فمما عرفوه من أسباب النزول.
خامساً: ندرة الاستنباط العلمي للأحكام الفقهية من الآيات القرآنية وعوم وجود الانتصار للمذاهب الدينية بما جاء في كتاب الله، نظراً لاتحادهم في العقيدة، ولأن الاختلاف المذهبي لم يقم إلا بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم.
سادساً: لم يُدَّون شيء من التفسير في هذا العصر، لأن التدوين لم يكن إلا في القرآن الثاني . نعم أثبت بعض الصحابة بعض التفسير في مصاحفهم فظنها بعض المتأخرين من وجوه القرآن التي نزل بها من عند الله تعالى.
سابعاً: اتخذ التفسير في هذه المرحلة شكل الحديث، بل كان جزءاً منه وفرعاً من فروعه، ولم يتخذ التفسير له شكلاً منظماً، بل كانت هذه التفسيرات تُروى منثورة لآيات متفرقة، كما كان الشأن في رواية الحديث .
AMOON
2011- 3- 24, 01:41 PM
لعيووونكم:love080:
اذا وصلي الباقي بحطه
Nicem
2011- 3- 24, 01:51 PM
أموووووووووووووون فدييييييييييييتكـ وقسسسسسسسسسسسم
الله يووفقك يَ رب بكل موآآدك ,,
يسلمممُوووو =)
AMOON
2011- 3- 24, 02:49 PM
أموووووووووووووون فدييييييييييييتكـ وقسسسسسسسسسسسم
الله يووفقك يَ رب بكل موآآدك ,,
يسلمممُوووو =)
افداااك :love080:
ويااااااااك يالغلاا
سنكرس
2011- 3- 24, 03:50 PM
المحاضرة الرابعة :
التفسير في عهد التابعين
ابتداء هذه المرحلة:
تنتهي المرحلة الأولى للتفسير بانصرام عهد الصحابة، وتبدأ المرحلة الثانية للتفسير من عصر التابعين الذين تتلمذوا للصحابة فتلقوا غالب معلوماتهم عنهم.
وكما اشتهر بعض أعلام الصحابة بالتفسير والرجوع إليهم في استجلاء بعض ما خفي من كتاب الله، اشتهر أيضاً بالتفسير أعلام من التابعين، تكلَّموا في التفسير، ووضَّحوا لمعاصريهم خفي معانيه.
مصادر التفسير فى هذا العصر:
وقد اعتمد هؤلاء المفسِّرون فى فهمهم لكتاب الله تعالى على ما جاء فى الكتاب نفسه، وعلى ما رووه عن الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى ما رووه عن الصحابة من تفسيرهم أنفسهم، وعلى ما أخذوه من أهل الكتاب مما جاء فى كتبهم، وعلى ما يفتح الله به عليهم من طريق الاجتهاد والنظر فى كتاب الله تعالى.
مدارس التفسير فى عصر التابعين:
فتح الله على المسلمين كثيراً من بلاد العالَم فى حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفى عهود الخلفاء من بعده، ولم يستقروا جميعاً فى بلد واحد من بلاد المسلمين .وقد حمل هؤلاء معهم إلى هذه البلاد التى رحلوا إليها، ما وعوه من العلم، وما حفظوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس إليهم كثير من التابعين يأخذون العلم عنهم، وينقلونه لمن بعدهم، فقامت فى هذه الأمصار المختلفة مدارس علمية، أساتذتها الصحابة، وتلاميذها التابعون .واشتهر بعض هذه المدارس بالتفسير، وتتلمذ فيها كثير من التابعين لمشاهير المفسِّرين من الصحابة، فقامت مدرسة للتفسير بمكة، وأخرى بالمدينة، وثالثة بالعراق، وهذه المدارس الثلاث، هى أشهر مدارس التفسير فى الأمصار فى هذا العهد
أولاً: مدرسة التفسير بمكة:
* قيامها على ابن عباس:
قامت مدرسة التفسير بمكة على عبد الله بن عباس رضى الله عنهما، فكان يجلس لأصحابه من التابعين، يُفسِّر لهم كتاب الله تعالى، ويوضح لهم ما أشكل من العناية، وكان تلاميذه يعون عنه ما يقول، ويروون لمن بعدهم ما سمعوه منه.
أشهر رجالها:
وقد اشتهر من تلاميذ ابن عباس بمكة: سعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة مولى ابن عباس، وطاووس بن كيسان اليمانى، وعطاء بن أبى رباح.
وهؤلاء كلهم كانوا من الموالى، وهم يختلفون فى الرواية عن ابن عباس قِلَّة وكثرة، كما اختلف العلماء فى مقدار الثقة بهم والركون إليهم.
1 - سعيد بن جبير:
* ترجمته:
هو أبو محمد - أو أبو عبد الله - سعيد بن جبير بن هشام الأسدى الوالبى، مولاهم. كان حبشى الأصل، أسود اللون، أبيض الخصال. سمع جماعة من أئمة الصحابة. وروى عن ابن عباس، وابن مسعود، وغيرهما.
* مكانته فى التفسير:
كان رحمه الله من كبار التابعين ومتقدميهم فى التفسير والحديث والفقه، أخذ القراءة عن ابن عباس عرضاً، وسمع منه التفسير، وأكثر روايته عنه وقد جمع سعيد القراءات الثابتة عن الصحابة وكان يقرأ بها
ولقد جمع سعيد علم أصحابه من التابعين، وألمَّ بما عندهم من النواحى التى برزوا فيها، فقد قال خصيف: "كان من أعلم التابعين بالطلاق سعيد بن المسيب. وبالحج عطاء، وبالحلال والحرام طاووس، وبالتفسير أبو الحجاج مجاهد بن جبر، وأجمعهم لذلك كله سعيد بن جبير".
لهذا كله نجد أستاذه ابن عباس يثق بعلمه، ويحيل عليه مَن يستفتيه، وان يقول لأهل الكوفة إذا أتوه ليسألوه عن شئ: أليس فيكم ابن أم الدهماء؟ - يعنى سعيد بن جبير هذا وقد وَثَّقَ علماء الجرح والتعديل سعيد بن جبير، فقال أبو القاسم الطبرى: هو ثقة، حُجَّة، إمام على المسلمين.
وقد قُتل فى شعبان سنة 95 هـ (خمس وتسعين من الهجرة)، وهو ابن تسع وأربعين سنة، قال أبو الشيخ: قتله الحجاج صبراً. وله مناظرة قبل قتله مع الحجاج، تدل على قوة يقينه، وثبات إيمانه، وثقته بالله، فرضي الله عنه وأرضاه.
2 - مجاهد بن جبر:
* ترجمته:
هو مجاهد بن جبر، المكى، المقرئ، المفسِّر، أبو الحجاج المخزومى، مولى السائب بن أبى السائب. كان أحد الأعلام الأثبات. ولد سنة 21 هـ (إحدى وعشرين من الهجرة) فى خلافة عمر بن الخطاب. وكانت وفاته بمكة وهو ساجد، سنة 104 هـ (أربع ومائة) على الأشهر، وعمره ثلاث وثمانون سنة.
* مكانته فى التفسير:
كان مجاهد - رحمه الله - أقل أصحاب ابن عباس رواية عنه فى التفسير، وكان أوثقهم، لهذا اعتمد على تفسيره الشافعى والبخارى وغيرهما، ونجد البخارى رضى الله عنه فى كتاب التفسير من الجامع الصحيح، ينقل لنا كثيراً من التفسير عن مجاهد، وهذه أكبر شهادة من البخارى على ثقته وعدالته، واعتراف منه بمبلغ فهمه لكتاب الله تعالى.
وقد روى الفضل ابن ميمون أنه سمع مجاهداً يقول: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة.
وقال ابن سعد: كان ثقة، فقيهاً، عالماً، كثير الحديث.
وقال الذهبى فى الميزان، فى آخر ترجمة مجاهد: أجمعت الأُمة على إمامة مجاهد والاحتجاج به. وقد أخرج له أصحاب الكتب الستة.
كل هذه شهادات من العلماء النُقَّاد تشهد بعلو مكانته فى التفسير.
ولكن مع هذا كله، كان بعض العلماء لا يأخذ بتفسيره، فقد روى الذهى فى ميزانه: أن أبا بكر بن عياش قال: قلت للأعمش: ما بال تفسير مجاهد مخالف؟ أو ما بالهم يَتَّقون تفسير مجاهد؟ - كما هى رواية ابن سعد - قال: كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب.
هذا هو كل ما أُخِذ على تفسيره ولكن لم نر أحداً طعن عليه فى صدقه وعدالته. وجملة القوَل فإن مجاهداً ثقة بلا مدافعة،
وإن صح أنه كان يسأل أهل الكتاب فما أظن أنه تخطى حدود ما يجوز له من ذلك، لا سيما وهو تلميذ حَبْر الأُمة ابن عباس. الذى شدَد النكير على مَن يأخذ عن أهل الكتاب ويُصَدِّقهم فيما يقولونه مما يدخل تحت حدود النهى الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3 – عِكرمة
*ترجمته:
هو أبو عبد الله عكرمة البربرى المدنى مولى ابن عباس (أصله من البربر بالمغرب) روى عن مولاه، وعلىّ بن أبى طالب، وأبى هريرة، وغيرهم.
مطاعن مَن لا يُوَثِّقونه:
وإنَّا لنجد العلماء الذين لم يثقوا بعكرمة، يصفونه بالجرأة على العلم ويقولون: إنه كان يَدَّعى معرفة كل شيء من القرآن، ويزيدون على ذلك فيتهمونه بالكذب على مولاه ابن عباس، ويتهمونه بأنه كان يرى رأى الخوارج.
وكلها تهم باطلة لا تقوم على أساس، فعِكرمة مولى ابن عباس، كان يلازمه ويخالطه، فلا يضره كثرة الرواية عنه لأن هذا أمر طبيعى، وأما ما رُمى به من الميل للخوراج، فافتراء عليه، ولا يكاد يتفق مع سلوكه فى حياته، قال ابن حجر: "فأما البدعة، فإن ثبتت عليه فلا تضر حديثه، لأنه لم يكن داعية، مع أنها لم تثبت عليه”
شهادات الموثِّقين له :
ولو أننا تتبعنا أقوال المنصفين، الذين عرفوا حقيقة هذا التابعى الجليل، لوجدناه رجلاً ثبتاً، لا يُتهم فى عدالته، وكل ما قيل فى شأنه من التهم لا يُراد به إلا أن يفقد الناس ثقتهم به وركونهم إليه.
وقال البخارى: ليس أحد من أصحابنا إلا وهو يحتج بعكِرمة .
وقال المروزى: أجمع عامة أهل العلم بالحديث على الاحتجاج بحديث عِكرمة، واتفق على ذلك رؤساء أهل الحديث من أهل عصرنا.
مبلغه من العلم ومكانته في التفسير:
هذا وإن عكرمة رضي الله عنه، كان على مبلغ عظيم من العلم، وعلى مكانة عالية من التفسير خاصة، وقد شهد له العلماء بذلك، فقال ابن حبان: كان من علماء زمانه بالفقه والقرآن. وقال: عمرو بن دينار: دفع إلىّ جابر ابن زيد أسأل عنها عِكرمة وجعل يقول: هذا عِكرمة مولى ابن عباس، هذا البحر فسلوه وكان الشعبى يقول: ما بقى أحد أعلم بكتاب الله من عكرمة.
هذا بعض ما قيل فى عكرمة، مما يشهد لمكانته فى العلم عامة، وفى التفسير خاصة، ولا عجب، فإن ملازمته لمولاه ابن عباس،
توفى رحمه الله سنة 104 هـ (أربع ومائة من الهجرة).
أولاً: مدرسة التفسير بالمدينة:
*قيامها على أُبَىّ بن كعب:
كان بالمدينة كثير من الصحابة، أقاموا بها ولم يتحوَّلوا عنها كما تحوَّل كثير منهم إلى غيرها من بلاد المسلمين، فجلسوا لأتباعهم يعلمونهم كتاب الله تعالى وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقامت بالمدينة مدرسة للتفسير، تتلمذ فيها كثير من التابعين لمشاهير المفسِّرين من الصحابة. ونستطيع أن نقول: إن قيام هذه المدرسة كان على أُبَى بن كعب، الذي يُعتبر بحق أشهر من تتلمذ له مفسِّرو التابعين بالمدينة.
* أشهر رجالها:
وقد وُجِد بالمدينة فى هذا الوقت كثير من التابعين المعروفين بالتفسير، اشتهر من بينهم ثلاثة، هم: زيد بن أسلم، وأبو العالية، ومحمد بن كعب القرظى. وهؤلاء منهم مَن أخذ عن أُبَىّ مباشرة، ومنهم مَن أخذ عنه بالواسطة.
1 - أبو العالية:
ترجمته ومكانته فى التفسير:
هو أبو العالية رفيع بن مهران الرياحى مولاهم، أدرك الجاهلية، وأسلم بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم بسنتين. روى عن علىّ، وابن مسعود، وابن عباس. وابن عمر، وأُبَىّ بن كعب، وغيرهم، وهو من ثقات التابعين المشهورين بالتفسير
وقد أجمع عليه أصحاب الكتب الستة.
وكان يحفظ القرآن ويتقنه
وقال فيه ابن أبى داود: ليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقراءة من أبى العالية.
وتُروى عن أُبَىّ بن كعب نسخة كبيرة فى التفسير،
. وكانت وفاته سنة 90 هـ (تسعين من الهجرة) على أرجح الأقوال فى ذلك.
2 - محمد بن كعب القرظى
* ترجمته ومكانته فى التفسير:
هو أبو حمزة - أو أبو عبد الله - محمد بن كعب بن سليم بن أسد القرظى المدنى، من حلفاء الأوس. روى عن علىّ، وابن مسعود، وابن عباس، وغيرهم. وروى عن أُبَىّ بن كعب بالواسطة. وقد اشتهر بالثقة، والعدالة، والورع، وكثرة الحديث، وتأويل القرآن. قال ابن سعد: كان ثقة، عالماً، كثير الحديث، ورعاً .
وهو عند أصحاب الكتب الستة. وقال ابن عون: ما رأيت أحداً أعلم بتأويل القرآن من القرظى. وقال ابن حبان: كان من أفاضل أهل المدينة علماً وفقهاً، وكان يقص فى المسجد فسقط عليه وعلى أصحابه سقف فمات هو وجماعة معه تحت الهدم، سنة 118 هـ (ثمانى عشرة ومائة من الهجرة)، وقيل غير ذلك، وهو ابن ثمان وسبعين سنة.
3 - زيد بن أسلم
ترجمته ومكانته فى التفسير:
هو أبو أسامة - أو أبو عبد الله - زيد بن أسلم، العدوى المدنى الفقيه المفسِّر، مولى عمر بن الخطاب رضى الله عنه. كان من كبار التابعين الذين عُرفوا بالقول فى التفسير والثقة فيما يروونه، قال فيه الإمام أحمد، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والنسائى: ثقة. ويكفينا شهادة هؤلاء الأربعة الأعلام دليلاً قوياً على ثقته وعدالته، كما أنه عند أصحاب الكتب الستة. ولقد كان زيد بن أسلم معروفاً بين معاصريه بغزارة العلم، فكان منهم مَن يجلس إليه، ويأخذ عنه، ويرى أنه ينفعه أكثر من غيره وقد عُرف زيد بأنه كان يُفسِّر القرآن برأيه ولا يتحرج من ذلك. ، فقد روى حماد بن زيد، عن عبيد الله بن عمر أنه قال فيه: لا أعلم به بأساً، إلا أنه يُفسِّر برأيه القرآن ويُكثر منه، وهذه شهادة من عبيد الله بن عمر أن زيداً ثقة لا يؤخذ عليه شئ إلا إنه كان يُكثر من القول بالرأي.
وهذ الا يُعَد مغمزاً من عبيد الله فى ثقته وعدالته، كما لا نستطيع أن نُعِد هذا طعناً منه فى علمه، فلعل عبيد الله كان ممن يتورعون عن القول فى القرآن برأيهم كغيره من الصحابة والتابعين، وكان زيد يرى جواز تفسير القرآن بالرأى فلا يتحرج منه كما لا يتحرج من ذلك كثير من الصحابة والتابعين.
وأشهر مَن أخذ التفسير عن زيد بن أسلم من علماء المدينة: ابنه عبد الرحمن بن زيد، ومالك بن أنس إمام دار الهجرة.
وكانت وفاته سنة 136 هـ (ست وثلاثين ومائة من الهجرة) وقيل غير ذلك.
سنكرس
2011- 3- 24, 03:52 PM
بس ادعوا لي ,,
امم مين ينزل المحاضرة الخامسة ؟؟!!!
هي اللي فيها عن مدرسة العراق ..
؟؟!!
ياليت قبل يوم السبت ,,,
طالبة متوهقة
2011- 3- 24, 05:45 PM
:love080:آموووون و سنكرس:love080:
وه ربي يسعدكم ويسهل عليكم تسلمييين يآآموووووون دايمآ تفيدينآ ربي يوفقك ويجزآك كل خييير
طالبة متوهقة
2011- 3- 24, 05:51 PM
بنااات الآختبآر إلي اي محاضره..؟!
الآختبآر هو الآسبوع الجاي يعني مو الآثنين هذآآ إلي بعده صح
آبي تآكد بس:(107):
AMOON
2011- 3- 24, 06:56 PM
الإختبار 5 محاضرات
ولوو لازم نتعااون فدييتك:love080:
بقت محاضره يالييت أحد يفيدنااا
:love080:
ماتقولش لحد
2011- 3- 24, 09:10 PM
يالبية عليكم
وربي انكم اطيب بناااااااااااااااااااااااات
ربي يوفقكم وينجحكم
عن جد ريحتوني ربي يريحكم
تسلمين اموووووووووووووووووووووووون
فديتك
AMOON
2011- 3- 24, 09:21 PM
يسلمك حبيبتي:love080:
بقى محاضره وحده اللحين :000:
ملامح خجووله
2011- 3- 24, 10:42 PM
أمووون ربي يسعدك وتسلم يمينك يالغاليه ما قصرتي
الله ييسر لك كل أمووركـ
مشكووره ع المساعده لآهنتي يالغلا :106:
والمحاظره الخامسه مانزلت بالويب ستي أنتظرها ..
AMOON
2011- 3- 25, 09:28 AM
أمووون ربي يسعدك وتسلم يمينك يالغاليه ما قصرتي
الله ييسر لك كل أمووركـ
مشكووره ع المساعده لآهنتي يالغلا :106:
والمحاظره الخامسه مانزلت بالويب ستي أنتظرها ..
ويسسسسععععععد يابعدهم:love080:
كلامك احرجني
:mh318:
هذاا واجبي يالغلا:love080:
سنكرس
2011- 3- 25, 10:11 PM
ياليت ماااا تنسوووونها المحاضرة الخامسة ,,
عز ودلال
2011- 3- 26, 01:27 AM
الله يعطيك العافيه يارب ويشفي اهلك ويردهم لك سالمين غانمين ...~ :106:
أنا رابع إنتساب وماعندي إلا هالماده من ثالث ..
AL_joharh
2011- 3- 26, 01:54 PM
الله يشفي امك وابوك ويرجعهم لك وهم باحلى صحه يارب :love080:
..
طيب بسالكم هذا المنهج مطالبين فيه بنات الانتساب او من الكتاب الموجود في التوصيف ؟
ملامح خجووله
2011- 3- 26, 02:29 PM
اتوقع كلنا نفس المنهج واذا تبين اسأل الكتوره من عيوني بكره او بعده اروح لها
ثواني وانزل لكم المحاظره الخامسه
واللي ما تتحمل معاها تدخل من متصفح قووقل :oao:
سنكرس
2011- 3- 27, 04:20 PM
وووينك ؟؟ ملامح خجوولة ؟؟!!
آآبي المحاضرة 5 ؟؟!!
AL_joharh
2011- 3- 27, 04:30 PM
ملامح ايه الله يعافيك تاكديلي ورديلي خبر
اخاف احملها واطبعها ونصير موب مطالبين فيها :/
ماتقولش لحد
2011- 3- 27, 08:09 PM
ملامح خجوله
يلبى الخجوله انا
ياليت تنزلي المحاظره مثل مانزلتها امون
لانا الروابط ماأعرفلها
ربي يوفقك
ويسر لك كل اموووووووووورك
سنكرس
2011- 3- 30, 11:54 PM
<<<<<<< ,,,, جااااري الانتظار ملامح ,,, :(269):
ملامح زعلانه
2011- 4- 2, 11:14 AM
سلام
بنات انا عندي المحاضره الخامسه بس حاولت افتحها عشان احطها هووون بس مو راضيه تفتح وحاولت احطها من خلال ارفاق ملف بالمشاركه لكن يقول الملف خاطىء !!!!:bawling:
علموني كيف عشان احطها لكم :(269):
ملامح زعلانه
2011- 4- 2, 11:33 AM
:24_asmilies-com:
ملامح زعلانه
2011- 4- 2, 12:13 PM
بعد عناء وفرفره عرفت احطه لكم:biggrin:
بس تكفوووووووون لا تنسون تسونه لنا مثل ماسوت الأخت ملامح خجوله لأني مو عارفه افتحه واطبعه :bawling:
أمااااااانه مو تحملون وتروحون فتحوه لنا :bawling:
ملامح زعلانه
2011- 4- 2, 03:09 PM
افا المشاهدات 16
ولا وحده كلفت على نفسها تفتحه لنا !!!! :bawling::bawling::bawling::bawling:
طالبة متوهقة
2011- 4- 2, 08:07 PM
بنات المحاضره الخامسه مانزلتوهآآ الاختبار الاثنين ماباقي شيء:bawling::000:تكفون إلي تحملت عندهآ تنزلهآآ والله يوفقهآ ويجزاهآ كل خيير
:(204)::love080:
سنكرس
2011- 4- 2, 08:13 PM
المحاااضرة 5 :biggrin:
أدعواااااااااااا لي ,,,
التفسير في عهد التابعين(2)
ثالثاً: مدرسة التفسير بالعراق
قيامها على ابن مسعود:
قامت مدرسة التفسير بالعراق على عبد الله بن مسعود رضى الله عنه، وكان هناك غيره من الصحابة أخذ عنهم أهل العراق التفسير، غير أن عبد الله ابن مسعود كان يعتبر الأستاذ الأول لهذه المدرسة، نظراً لشهرته فى التفسير وكثرة المروى عنه فى ذلك .
ولأن عمر رضي الله عنه لما وَلَّى عمار بن ياسر على الكوفة، سيَّر معه عبد الله بن مسعود مُعلِّماً ووزيراً، فكونه مُعلِّم أهل الكوفة بأمر أمير المؤمنين عمر، جعل الكوفيين يجلسون إليه، ويأخذون عنه أكثر مما يأخذون عن غيره من الصحابة.
ويمتاز أهل العراق بأنهم أهل الرأى. وهذه ظاهرة نجدها بكثرة فى مسائل الخلاف، ويقول العلماء: إن ابن مسعود هو الذى وضع الأساس لهذه الطريقة فى الاستدلال، ثم توارثها عنه علماء العراق، ومن الطبيعى أن تؤثر هذه الطريقة فى مدرسة التفسير، فيكثر تفسير بالرأى والاجتهاد، لأن استنباط مسائل الخلاف الشرعية، نتيجة من نتائج إعمال الرأى فى فهم نصوص القرآن والسُّنَّة.
* أشهر رجالها:
وقد عُرِف بالتفسير من أهل العراق كثير من التابعين، اشتهر من بينهم علقمة بن قيس، ومسروق، والأسود بن يزيد، ومُرَّة الهمدانى، وعامر الشعبى، والحسن البصرى، وقتادة بن دعامة السدوسى .
1 - علقمة بن قيس
ترجمته ومكانته فى التفسير:
هو علقمة بن قيس، بن عبد الله، بن مالك، النخعى الكوفى، ولد فى حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عن عمر، وعثمان، وعلىّ، وابن مسعود، وغيرهم. وهو من أشهر رواة عبد الله بن مسعود، وأعرفهم به، وأعلمهم بعلمه.وكان رحمه الله ثقة مأموناً، على جانب عظيم من الورع والصلاح. قال فيه الإمام أحمد: ثقة من أهل الخير. وهو عند أصحاب الكتب الستة.قال أبو نعيم: مات سنة 61 هـ (إحدى وستين، أو اثنتين وستين من الهجرة)، وعمره تسعون سنة.
2 – مسروق
ترجمته ومكانته فى التفسير:
هو أبو عائشة، مسروق بن الأجدع بن مالك بن أُمية الهمدانى الكوفى العابد. سأله عمر يوماً عن اسمه فقال له: اسمى مسروق بن الأجدع، فقال عمر: الأجدع شيطان، أنت مسروق بن عبد الرحمن، روى عن الخلفاء الأربعة، وابن مسعود، وأُبَىّ بن كعب، وغيرهم، وكان أعلم أصحاب ابن مسعود، يمتاز بورعه وعلمه وعدالته، وكان شريح القاضى يستشيره فى معضلات المسائل
وقال علىّ بن المدينى: ما أقَّدِمُ على مسروق من أصحاب عبد الله أحداً. وهذه الشهادة من ابن المدينى، يبدوَ أنها قائمة على ما امتاز به مسروق من غزارة العلم الذى استفاده من جلوسه لكثير من الصحابة ولابن مسعود على الأخص، الأمر الذى جعله يجمع بين علم هؤلاء جميعاً،
ثم إن هذا التتلمذ لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولابن مسعود الذي اشتهر بتفسير القرآن، جعل من مسروق إماماً فى التفسير، وعالماً خبيراً بمعاني كتاب الله تعالى.
أما ثقته وعدالته، فأمر اعترف به علماء الجرح والتعديل، فقال ابن معين: ثقة، لا يُسئل عن مثله. وقال ابن سعد: كان ثقة، وله أحاديث صالحة. وذكره ابن حبان فى الثقات، وقد أخرج له الستة. وكانت وفاته سنة 63 هـ (ثلاث وستين من الهجرة) على الأشهر.
3 - الحسن البصرى
ترجمته ومكانته فى التفسير:
هو أبو سعيد، الحسن بن أبى الحسن يسار البصرى مولى الأنصار، وأُمه خيرة مولاة أُم سلمة. قال ابن سعد: ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر ونشأ بوادى القرى، وكان فصيحاً ورعاً وزاهداً، لا يُسبق فى وعظه، ولا يُدانَى فى مبلغ تأثيره على قلوب سامعيه. روى عن علىّ، وابن عمر، وأنس، وخلق كثير من الصحابة والتابعين.
وإن الحسن البصرى ليجمع إلى صلاحه وورعه وبراعته فى الوعظ، غزارة العلم بكتاب الله تعالى، وسُّنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأحكام الحلال والحرام، وقد شهد له بالعلم خلق كثير، فقال أنس بن مالك: سلوا الحسن، فإنه حفظ ونسيناوروى أبو عوانة عن قتادة أنه قال: ما جالست فقيهاً قط إلا رأيت فضل الحسن عليه.
وقال ابن سعد: كان الحسن جامعاً، عالماً، رفيعاً، فقيهاً، ثقة، مأموناً، عابداً، ناسكاً، كثير العلم فصيحا، جميلاً وسيما.
وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. توفى رحمه الله تعالى سن 110 هـ (عشر ومائة من الهجرة) وهو ابن ثمان وثمانين سنة.
4 – قتادة
ترجمته ومكانته فى التفسير:
هو أبو الخطاب، قتادة بن دعامه السدوسى الأكمه، عربى الأصل، كان يسكن البصرة. روى عن أنس، وأبى الطفيل، وابن سيرين، وعكرمة، وعطاء بن أبى رباح، وغيرهم. وكان قوى الحافظة، واسع الاطلاع فى الشعر العربى، بصيراً بأيام العرب، عليماً بأنسابهم، متضلعاً فى اللغة العربية، ومن هنا جاءت شهرته فى التفسير.
وقال قتادة على مبلغ عظيم من العلم فوق ما اشتُهِر به من معرفته لتفسير كتاب الله. حتى قدَّمه بعضهم على كثير من أقرانه، وجعل بعضهم من النادر تقدم غير عليه. وقال فيه سعيد بن المسيب: ما أتانى عراقى أحسن من قتادة.ونجد أصحاب الصحاح يُخَرِّجون له، ويحتجون بروايته،قال أبو حاتم: أثبت أصحاب أنس: الزهرى، ثم قتادة.
وقال ابن حبان فى الثقات: كان من علماء الناس بالقرآن والفقه، ومن حُفَّاظ أهل زمانه.
وكانت وفاته سنة 117 هـ (سبع عشرة ومائة من الهجرة)، وعمره إذ ذاك ست وخمسون سنة على المشهور.
قيمة التفسير المأثور عن التابعي:
اختلف العلماء فى الرجوع إلى تفسير التابعين والأخذ بأقوالهم إذا لم يُؤثَر فى ذلك شيء من الرسول صلى الله عليه وسلم، أو عن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
فنُقِل عن الإمام أحمد رضى الله عنه روايتان فى ذلك: رواية بالقبول، ورواية بعدم القبول، وذهب بعض العلماء: إلى أنه لا يُؤخذ بتفسير التابعى، واختاره ابن عقيل، وحكى عن شعبة
. واستدل أصحاب هذا الرأى على ما ذهبوا إليه: بأن التابعين ليس لهم سماع من الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا يمكن الحمل عليه كما قيل فى تفسير الصحابى: إنه محمول على سماعه من النبى صلى الله عليه وسلم . وبأنهم لم يشاهدوا القرائن والأحوال التى نزل عليها
القرآن، فيجوز عليهم الخطأ فى فهم المراد وظن ما ليس بدليل دليلاً، ومع ذلك فعدالة التابعين غير منصوص عليها كما نُصَّ على عدالة الصحابة.
. نُقِل عن أبى حنيفة أنه قال: "ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين، وما جاء عن الصحابة تخيرنا، وما جاء عن التابعين فهم رجال ونحن رجال".
وقد ذهب أكثر المفسِّرين: إلى أنه يؤخذ بقول التابعى فى التفسيبر، لأن التابعين تلقوا غالب تفسيراتهم عن الصحابة، فمجاهد مثلاُ يقول: عرضتُ المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته، أُوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها. وقتادة يقول: ما فى القرآن آية إلا وقد سمعتُ فيها شيئاً. ولذا حكى أكثر المفسِّرين أقوال التابعين فى كتبهم ونقلوها عنهم مع اعتمادهم لها.
والذى تميل إليه النفس: هو أن قول التابعى فى التفسير لا يجب الأخذ به إلا إذا كان مما لا مجال للرأى فيه، فإنه يؤخذ به حينئذ عند عدم الريبة، فإن ارتبنا فيه، بأن كان يأخذ من أهل الكتاب، فلنا أن نترك قوله ولا نعتمد عليه، أما إذا أجمع التابعون على رأى فإنه يجب علينا أن نأخذ به ولا نتعداه إلى غيره.
قال ابن تيمية: قال شعبة بن الحجاج وغيره: أقوال التابعين ليست حُجَّة، فكيف تكون حُجَّة فى التفسير؟ بمعنى أنها لا تكون حُجَّة على غيرهم ممن خالفهم، وهذا صحيح، أما إذا أجمعوا على الشئ فلا يُرتاب فى كونه حُجَّة فإن اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حُجَّة على بعض ولا على مَن بعدهم، ويُرجع فى ذلك إلى لغة القرآن، أو السُّنَّة، أو عموم لغة العرب، أو أقوال الصحابة فى ذلك.
مميزات التفسير فى هذه المرحلة:
أولاً: دخل فى التفسير كثير من الإسرائيليات ، وذلك لكثرة مَن دخل من أهل الكتاب فى الإسلام، وكان لا يزال عالقاً بأذهانهم من الأخبار ما لا يتصل بالأحكام الشرعية، كأخبار بدء الخليقة، وأسرار الوجود، وبدء الكائنات. وكثير من القصص. وكانت النفوس ميَّالة لسماع التفاصيل عما يشير إليه القرآن من أحداث يهودية أو نصرانية، فتساهل التابعون فزجوا فى التفسير بكثير من الإسرائيليات والنصرانيات بدون تحرٍّ ونقد.
وأكثر من رُوى عنه فى ذلك من مسلمى أهل الكتاب: عبد الله بن سلام، وكعب الأحبار، ووهب بن منبه، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.
ثانياً: ظل التفسير محتفظاً بطابع التلقى والرواية، إلا أنه لم يكن تلقياً ورواية بالمعنى الشامل كما هو الشأن فى عصر النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه، بل كان تلقياً ورواية يغلب عليهما طابع الاختصاص، فأهل كل مصر يعنون - بوجه خاص - بالتلقى والرواية عن إمام مصرهم، فالمكيون عن ابن عباس، والمدنيون عن أُبَىّ، والعراقيون عن ابن مسعود... وهكذا.
ثالثاً: ظهرت فى هذا العصر نواة الخلاف المذهبى، فظهرت بعض تفسيرات تحمل فى طيَّاتها هذه المذاهب، فنجد مثلاً قتادة بن دعامة السدوسى يُنسب إلى الخوض فى القضاء والقَدَر ويتُهم بأنه قدرى، ولا شك أن هذا أثَّرَ على تفسيره، ولهذا كان يتحرج بعض الناس من الرواية عنه.
رابعاً: كثرة الخلاف بين التابعين فى التفسير عما كان بين الصحابة رضوان الله عليهم، وإن كان اختلافاً قليلاً بالنسبة لما وقع بعد ذلك من متأخرى المفسِّرين.
ملامح زعلانه
2011- 4- 2, 08:30 PM
بنات المحاضره الخامسه مانزلتوهآآ الاختبار الاثنين ماباقي شيء:bawling::000:تكفون إلي تحملت عندهآ تنزلهآآ والله يوفقهآ ويجزاهآ كل خيير
:(204)::love080:
يآقلبي انا نزلتها لكم Zip بالمرفقات
سنكرس انتي :(204):
الله يعطييييييييك العافيه وربي ييسر لك امورك ويرزقك كل اللي ببالك ~ آآآمين :wink:
لآنا مشاري
2011- 4- 3, 01:03 AM
الله يوفقك ويشفي لك أهلك ويردهم لك سالمين غانمين ^^
ماتقولش لحد
2011- 4- 3, 03:31 AM
ربي يوفقك ياسنكرس
ويريحك دنيا واخره
AMOON
2011- 4- 3, 03:32 PM
سنكرس
جعلك تجيبين بهالماده A+ قولي آمييييييييييييين
ربي يوفقك ويسعدك ياارب:love080:
موني الخبر
2011- 4- 3, 08:02 PM
يعطيكم العاااافيه بس بسأل مين الدكتوره اللي انتوا حاطين محاضراتها شريفه او منيره الله يوفقكم ردوا ضروري
ba6boo6ah
2011- 4- 3, 09:06 PM
موني انتي عند اي دكتورة اتوقع كلهم نفس الشي نزلها من الويب سيتي
لآنا مشاري
2011- 4- 3, 09:52 PM
كلهم نفس الشي !
طالبة متوهقة
2011- 4- 3, 10:10 PM
بنات انا ماتنزلت عندي من الويب سيتي واخذت المحاضرات منكم إلي نزلتوها هنآ (امون +سنيكرس) بسآل نذاكر منهم كامله هي متآكدين مانرجع للكتاب ابد خايفه تكون ناااقصه:000::000:
لاتلومني بس خايفه وبعدين تراجم الصاحبه والتابعين كثير آحس :bawling:
مافيه احد معين قالت نركز علييه
الله يوفقنآ ويسهل علينآ يآرب:106::smile:
AMOON
2011- 4- 4, 05:03 AM
اي حبيبتي المحاضرات كامله من الويب ستي
بس بعض الأشياء مكتوب جنبها الكتاب <<يعني ترجعين للكتاب احاديث او آيات
هو كثير بس دكتوره شريفه طمنتناا:love080:
سوري على التأخير
موووفقيين
فرآوله
2011- 4- 14, 09:46 PM
جزاااااااكم الله الف خير
وفي موازين اعمالكم يارب
يارب ماتحملون ولا ماده مثل ماساعدتونا
:love080::love080:
AMOON
2011- 4- 14, 10:28 PM
الإختبار كان مره سهل
مشتركين فيه الثلاث دكتورات
شريفه وقماشه ومنيره
ربي يسعدهم:love080:
الغَـدَقْ
2011- 4- 15, 09:04 PM
طيب اموووووووووون جزاك الله الخيررررررررر
اكتبي لنا الاسئله اللي تذكرتيه من الامتحان
:love080:
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, Ahmed Alfaifi