جميع التخصصات " حلم من أحلام اليقظة " ,,, محاضرات كلية العلوم في القرن 25 [الأرشيف] - ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

أميرة التميز

2011- 4- 14, 04:16 PM

من أحلام اليقظة

(الجزء الأول)

بعد أن كثر الجدل العقيم حول كليتنا المصون...و الأم التي يتردد البعض في وصفها بالأم الحنون...

بعد أن اشتكى أعضاء هيئة التدريس المحترمين من ضعف الطلاب و من عدم تكافؤ المدخلات و المخرجات...والصادرات و الواردات...

بعد أن كلت السن الطلبة والطالبات الأعزاء واكفهم بالدعاء على الظلم و الظلام.....

بعد حديث عامر ولبنى...و مقال زيد و سلمى.... و بعد التي و اللتيا....

اجتمع المسؤولون الكرام فقط ليوم وليلة...و طرحوا سؤالا مهماً....ليس طويلا و لا قصيرا ....رأته عيون البعض صعبا ... و استسهلته عيون الآخرين...."ماذا نفعل ؟ " ....

وبعد الجهد الجهيد...و العمل الجاد الدقيق....توصل المسؤولون في كليتنا المصون للسر المهول....سر التراجع الكبير ....والإخفاق الذريع....لقد قالوها بشكل صريح "لقد كنا مخطئين! "....

و في جلسة مغلقة اختلفت عن مثيلاتها من الجلسات ...سمعتهم يحاكمون كل الأساتذة ذكور و إناث....ساعة يوبخون و أخرى يستجوبون...ساعة يتحدثون و أخرى ينصتون....و استمر النقاش ساعات تلو الساعات....

انتهى اللقاء و لأول مرة في تاريخ الاجتماعات بدون طعام و لا شراب....

بعد أيام معدودة...صدرت القرارات الجديدة....وليدة تلك الساعات الطويلة.... والحوارات الهادفة و المفيدة...

هل ترغبون بمعرفة ما تمحض عن ذاك اللقاء الجميل ؟

في الجزء الثاني....بقايا حلم و بداية لثورة التغير...

تحياتي...

أميرة التميز

2011- 4- 14, 04:19 PM

من أحلام اليقظة

(الجزء الثاني)

و أخيراً....بدأت تطفح على سطح الواقع بوادر التغيير.... أزيلت الأقنعة .... غابت وجوه و ظهرت وجوه .... وفي أول أيام القرن 25.... بدأت رحلتي إلى العالمية.... لقد كان يوم مشرق و جميل .... حاولت أن أصل إلى الجامعة باكرة ....نظرت إلى الساعة.... لم تبقى سوى ساعة واحدة عن بداية المحاضرة ....

أخذت أتجول في جوانب تلك المباني العالية ....أشم عبق الورود الندية و أريج الزهور الجميلة... و وجدت الكثير الكثير من الطالبات...

اقتربت من إحدى الطاولات....كانت إحداهن تقرأ في كتاب ...و أخرى تكتب مقال....و بعضهن يخبرن عن بيان في جريدة....و الأخريات يتعلمن فن الإنصات....

و على الطاولة الأخرى ألوان و فرشاة....و طالبة حالمة هادئة ....ترسم لوحة زيتية و بجانبها أخرى مائية....إنها لشجرة جميلة بالقرب من بوابة المكتبة الكبيرة....

بينما أنا مستمتعة بما أرى ...رن هاتفي المحمول....ذو الحجم الصغير....والوزن الخفيف...والجودة العالية على الرغم من السعر الزهيد....

انه أخي....حدثني عن جمال ما رائه في موقف السيارات....لم يجد أي عناء في إيجاد مكان يظلل سيارته الجديدة ....و الأكثر من ذلك سعادته حين تحدث قليلا مع احد أساتذته المخلصين....و الذي هو دائما من المبتهجين والناصحين....

لقد اخبرني أن قاعتهم اكتظت بالحضور وطلب مني الذهاب لقاعتنا في الحال... لعلي احضى بمقعد في الصفوف الأمامية....

قلت له...لا يهم حتى لو كنت في الصف الأخير.... فهناك مكبرات للصوت ....و شاشات جانبية....

ذهبت إلى مقعدي ....و قبل أن تبدأ المحاضرة بنصف ساعة....شُغلت جميع المقاعد....دخل جميع الأساتذة و الضيوف ....

بدأ البث المباشر....اعتقد أنني رأيت أخي ....انه يضع شماغة بطريقة تميزه....كما انه يحب دائما الجلوس متطرفا الصف الأمامي....

نسيت أن أخبركم عنوان المحاضرة....لا باس بقليل من الإثارة....

في الجزء الثالث....بقايا حلم و أول محاضرة علمية في القرن 25 ....

تحياتي...

أميرة التميز

2011- 4- 14, 04:23 PM

من أحلام اليقظة

(الجزء الثالث)

لحظات من الصمت عمت أرجاء المكان...بدأ احدهم مرحبا بالحضور ثم اخذ يقدم للمحاضرة....كانت مقدمته جميلة....و كلماته رائعة....تثير الحماس بل و تشد الأذهان....ثم بلطف شديد عرج بنا إلى المقرر الدراسي و قال...

اسم المقرر: الفيزياء العامة...

الموضوع: "الكهرباء ...شريان الحياة المتدفق بالعطاء..."

يلقي المحاضرة كلا من:

1. البروفسور محمد بن الهيثم (الحفيد الخمسون ابن الحفيد مئة وخمسون للعالم الكبير الحسن بن الهيثم)....من قسم الفيزياء....

2. البروفسور محمد بن حيان (الحفيد السبعون ابن الحفيد مئة و تسعون للعالم الكبير جابر بن حيان)....من قسم الكيمياء..

3. الدكتور محمد ابن النفيس (الحفيد مئة ابن الحفيد مئة وتسعة و تسعون للعالم والطبيب ابن النفيس)....من كلية الطب...

كما سنستمع لضيوفنا الأعزاء و هم:

1. مدير عام احد اكبر شركات الكهرباء في المملكة.

2. احد ابرز المهندسين الكهربائيين في المملكة.

3. عامل كهربائي نشيط .

4. جدي و جدتي.

و يسعدنا استقبال المداخلات مباشرة من الحضور الموجود معنا هنا و المشاهدون خلف الشاشات وفي كل أرجاء المعمورة من خلال الهاتف أو البريد الالكتروني ....

لا استطيع أن أصور لكم حجم سعادتي في ذلك اليوم ....لقد كان أبي ينتظر أمام التلفاز قبل ساعات ....أما أمي فكانت ترفع اكفها تضرعا لله ....سائلة أن يعم الخير و نوفق أنا و أخي و كل الطلبة و الطالبات في فهم الدرس و قضاء أجمل الأوقات...
كيف بدأت المحاضرة؟ و بمن؟

كل ذلك في الجزء الرابع...بقايا حلم و تفاصيل أجمل و أروع المحاضرات...
تحياتي...

أميرة التميز

2011- 4- 14, 04:27 PM

~ :106:
هذه القصه كتبتها أختٌ لنا في جامعة أخرى
خيالها واسع وجميل
أعجبتني كثيراً فنقلتها لكن لتسمتعن بها كما اسمتعت
سأعود بإذن الله لأُ كملها لكنّ
وقت ممتع أتمناه للجميع

:106: ~

فيونكة زرقاء

2011- 4- 14, 05:39 PM

حمستيني مرة :biggrin:

خيالها واسع ماشاء الله عليها :119:

كمليها :mad:

أميرة التميز

2011- 4- 14, 10:55 PM

من أحلام اليقظة

(الجزء الرابع)

لقد بدأت المحاضرة...وكان أول المتحدثين الجد و الجدة ...حدثونا بلسان أبائهم و أمهاتهم الأوليين....

لقد حدثونا عن وسائل الإنارة في الماضي القديم.... حدثونا عن الحطب الذي كانوا يعملون بجد في جمعه و تقطيعه....و ارونا شكل الفانوس الذي صنع من زجاج و حديد....و الأتريك الذي يضغط فيه الكيروسين ....و الذي ينير بشكل أقوى من سابقيه....

كما حدثونا عن (المهفة) المصنوعة من سعف و خوص ...كانت سلاحهم لمواجهة حر آب و تموز... لقد كان حديث الجد ممتعا لم يخلو من الدعابة....ذكر لنا قصة احد أجداده المزارعين ....كانت تشفق عليه زوجته بسبب عمله المتعب في حر النهار الشديد...فما أن يعود إلى المنزل حتى تبدأ بالهف عليه حتى يغط في نوم عميق...

أما الجدة فأخذت تنظر إلى يديها اللتان أرهقتهما كل تلك السنون...بدا عليها الحزن و هي تتذكر يدا جدتها الحنون....حكت لنا عن غسل الثياب و فركها....و عصرها و نشرها....و شرحت لنا كيفية الشد و الفرد ....و استخدام الطين و العراد و الحرض....

مرة أخرى عاود الجد المزاح و قال...هل تتذكرين حديث جدتك عن يوم الزفة....قالت نعم ...كانت دائما تقول انه جميلا على الرغم من كل تلك العتمة...

ثم حدثونا عن حفظ الطعام....و كيفية التجفيف و التمليح...و التخليل و التبخير...

ثم ارونا الرحى و التاوه.... و الحب و الحربة...

أشياء كثيرة ذكروها....و حمدوا الله في كل كلمة ينطقونها....الحمد لله على هذه النعمة....نسال الله أن يديمها علينا و على أبنائنا في كل مكان و زمان انه سميع مجيب الدعاء ....

بعدها أعطي المجال للمداخلات و سؤال الجد و الجدة عن أقدم الأدوات....

.....
في الجزء الخامس....بقايا حلم ....و استعداد جمهور لرحلة شائقة من العتمة إلى النور...

تحياتي....

أميرة التميز

2011- 4- 14, 10:56 PM

من أحلام اليقظة
(الجزء الخامس)

بعد الحديث الممتع مع الجد و الجدة....لم يبقى إلا أن أقول ما كانت تردده الجدة... "الحمد الله على كل نعمة...ظاهرة وباطنه... و الحمد لله على أفضل حال، وعلى أسوء حال، والحمد لله رب العالمين على كل حال"...

لحظات ثم بدأنا بالتحليق في عالم الكهرباء الواسع و الجميل...نعم...لقد حلقنا عاليا مع أستاذنا الكبير... محمد بن الهيثم ... الأستاذ الذي يحب الجميع ويحبوه ...الأستاذ الذي يستمع للصغير كما الكبير...ما أن يبدأ بالكلام حتى تتأجج رغبتنا في تلقي العلم و معرفة المزيد....لم نشعر معه و لو للحظة بنقصنا...بل نحن علماء لأنه معنا وبيننا ...

من جملة ما قال...."أحبتي الحضور....شئنا أم أبينا...لا حياة من غير كهرباء.... انظروا حولكم...حتما ستجدونها في كل مكان...

الهواتف و الحواسيب...المصاعد و أجهزة التبريد...التلفزيون و الانترنت العجيب....

هل تنكرون كل ما نراه حولنا من اختراعات كهربائية مذهلة...

لا بد و أنكم سمعتم قصة سميث أو فافيشر والغسالة....أو كاريه والثلاجة...أو ربما هويلر و المروحة...أو شيك و مكينة الحلاقة...أو أنكم ركبتم القطار يوما و سألتم عن سيمنـز... و الأكيد أنكم شاهدتم المصباح و سمعتم الكثير عن أديسون...و بالطبع لم تنسوا فولطا و البطارية...و كذلك سيلي و المكواة الكهربائية............. "

تابع كلامه الجميل...ونحن لا زلنا في أوج النشاط...لقد أذهل الجميع بطريقة الإلقاء...اعذروني كنت أتمنى أن اكتب كل شيء لكن لدي صعوبة في تذكر كل تلك لأسماء و الأرقام .....

ثم انتقل بنا إلى الموضوع الأساسي و قال...

" هل تعلمون أحبتي الحضور أن هناك شرايين في كل ما نملك من أجهزة كهربائية....شرايين تحمل تيار كهربائي ليبعث فيها الحياة...حياة تستمر معها الحياة...و بالطبع شتان بين الحياتين و لنحمد الله......"

عرف لنا شدة التيار و الأمبير و الاميتر....و الجهد و الفولت و الفولتميتر....و لم ينسى اوم و المقاومة...بل وضح مستخدما أشكالا و رموزا و معادلات...

ثم قال ضاحكاً.." التيارات مثلنا نحن البشر ...منها المتردد و منها الثابت المستمر...."

بعد ذلك عرفنا على الاتجاه الفعلي و الاصطلاحي و قال.."المسألة ليست بذاك التعقيد أيها الأعزاء ....فالاتجاه جاء نتيجة اتفاق ابرمه العلماء ...."

اخذ بعدها يرسم لنا الدوائر الكهربية... يحسب مرة الجهد...وأخرى شدة التيار...مرة يفرع التيار....و أخرى يغير المقاومات....

أتذكر انه صمت للحظة ثم قال..."هل تساءلتم يوما عن طريقة توصيل المصابيح في منازلكم أيها الحضور الأعزاء؟..."

تابع بعدها الحديث عن طريقة التوصيل على التوالي وابنة عمها التوازي...ذكر بعض العيوب واهم المميزات...و قال..." اعتقد بأنكم عرفتم الإجابة الآن...إنها بدون شك على التوازي ...أليس كذلك يا أعزائي..." .

تمنيت أنكم معنا أيها الإخوة و الأخوات...فهناك الكثير الكثير من المعلومات...ذكرت بعضها و أخشى أن لا يسعفني الوقت لذكر غيرها...

لم تنتهي المحاضرة....

في الجزء السادس...بقايا حلم ...و حلقة علم ...

تحياتي...

أميرة التميز

2011- 4- 14, 11:04 PM

من أحلام اليقظة
(الجزء السادس)

قبل أن يختم أستاذ الفيزياء حديثه الجذاب.... ذكرنا بعلاقة الجهد بالتيار.... و نبهنا إلى الخطورة الشديد على الرغم من الفوائد الكثيرة للكهرباء ...

بينما هو يتحدث كانت نظراته تحوم حول أحد ضيوفنا الكرام ....كان يقول .."من الصعب أن ندرك الأمور هكذا دون تطبيق...ما رأيكم أن نعايش تلك الحقائق على ارض الواقع....لنرحب معا بضيف عزيز و عامل نشيط .... دائما ما استعين به لحل مشاكل منزلي الكهربائية...هو من خيرة العاملين ودائما ما يتبع إجراءات وقائية..."

تفضل عزيزي إذا سمحت....و عرفنا عن أهم مسببات الحوادث الكهربائية و بعض الطرق الوقائية....

إجابة بثقة عالية...و ابتسامة هادئة..."بكل سرور يا أستاذ"...تقدم للمنصة...و بدأ بالكلام...بعد أن رحب بالجميع صغاراً و كبار....

"احذروا سوء التمديدات الكهربائية أيها الأعزاء....فهناك أنواع كثيرة من الكابلات ... اختاروا منها ما يناسب كل تيار...و احذروا من وضع الأسلاك تحت السجاد...و لا تهملوا الكشف الدوري لتلك الأسلاك...و كل الحذر من عبث الأطفال...أو لمس الأجهزة بأيدي مبتلة بالماء...و حين تسافر لا تغفل فصل التيار... "

ثم قال.." انظروا إلى ثيابي أيها الكرام....نحن لا نلبس الملابس الفضفاضة....ولا نحمل المفاتيح و الساعات ...فهي قد تعرضنا لخطر الصدمات...."

بعد ذلك اخذ يعرفنا على الفيوز و وظيفته في حال ارتفع التيار...و العداد في حساب الطاقات ...و السيركت بريكر و وظيفتها في حال ملامسة الأسلاك....

ثم أشار إلى أهمية التأريض ....و شرح القصر في الدوائر الكهربائية....

و نصحنا بالقول مازحاً ...."إذا لاحظتم وجود الأعطال في أي مكان .... سارعوا باتخاذ اللازم .... و استدعوا الخبير الفني الواقف أمامكم الآن..."

اطرق برأسه للأرض قليلا ثم قال...."اما إذا لم يحلفكم الحظ أيها الأعزاء.... وتعرضتم لخطر الحرائق الكهربائية لا قدر الله....فحاولوا بقدر الإمكان أن تفصلوا الأجهزة عن التيار....و استخدموا الجهاز اليدوي للإطفاء.... و تذكروا دائما أن الماء ناقل للكهرباء..."

بعد هذه الكلمات...ترك مجال للمداخلات...وتلقي المكالمات الهاتفية...و قراءة بعض الرسائل الالكترونية...

.......

في الجزء السابع....بقايا حلم....وكلام عالم يفيض بالعلم....

تحياتي...

أميرة التميز

2011- 4- 14, 11:11 PM

من أحلام اليقظة
(الجزء السابع)

بعد أن انتهت المداخلات... اقبل الطبيب محمد ابن النفيس و بدون أي مقدمات " تخيلوا مستشفياتنا بدون كهرباء أيها الإخوة و الأخوات"...

لقد ذكر لنا قصة هو تشاو كون ... رجل من الصين في القرن الحادي و العشرين ... كانت تجرى له عملية جراحية عندما انقطع التيار بعد دقائق من بدء العملية...

و لأن المستشفى لم يكن لديها مولدات احتياطية...

أصيب الصيني بشلل نصفي ... و رفعت أسرته على المشفى قضية ... و بالفعل حصلت على التعويضات المالية....

التفت طبيبنا المحترم إلى احد الطلبة ... يبدوا وانه أحس بان لديه مداخلة..."هل لديك ما تقوله يا عزيزي".... أجاب الطالب بأدب و احترام" إذا سمحت لي بذلك"...قال الطبيب بلطف شديد "نعم تفضل يا عزيزي وقل ما لديك"...

" كثيرا ما نشاهد في التلفاز صور وحشيه للعلاج بالصدمات الكهربائية...هل هي صور مفتراه أم أنها حقيقية؟"

أجابه الطبيب مبتسماً " العنف ثم العنف ...هذا ما جنيناه من التلفاز و الأفلام السينمائية"....

ثم تحدث في بعض التفاصيل المهمة...." تستخدم الصدمات الكهربائية في علاج الاكتئاب الشديد و بعض الحالات المرضية...
نعم...في القديم كان يقاسي المريض رجات عنيفة قد تعرضه لكسور و نوبات تشنجية...لكننا اليوم نملك المخدر و المهدئات و أفضل الأجهزة الحديثة...
و لا اخفي عليكم أن التخدير قد ينتج عنه مضاعفات سلبية...إذ إن الخطورة ليست في استخدام الكهرباء بقدر ما هي في استخدام المخدر قبل القيام بتلك العملية...

و كما قال زميلنا العامل الكهربائي الخبير....فنحن قبل إخضاع المريض للصدمات الكهربائية لابد أن نزيل أي قطعة معدنية... حتى شباصات الشعر التي تضعها الأخوات... و لا نعملها لمن يضعون تقويم أسنان أو بداخل أجسامهم معادن علاجية"...

بعد أن انتهى طبيبنا العزيز من الإجابة ... بدأ يحدثنا عن الآثار الخطيرة التي قد تسببها الحوادث الكهربائية....فمنها الحروق التي تختلف شدتها من بسيطة إلى شديدة...و منها التعرض لخطر الصدمة الكهربائية ... فالإصابة حين يمر التيار بالقلب و الدماغ حتما ستكون اشد خطورة...

ثم أنهى حديثة المهم بكيفية القيام بالإسعافات الأولية ... و إنعاش القلب و الرئتين وبعض الإرشادات الضرورية....

انتهى حديث الطبيب و سنستمع بإذن الله للبقية....

في الجزء الثامن...بقايا حلم و استنزاف مزيد من العلم...

تحياتي....

أميرة التميز

2011- 4- 14, 11:15 PM

من أحلام اليقظة
(الجزء الثامن)

نسيت أن أخبركم شيئا مهما يا رفاق ....لقد مضت أربع ساعات ....و لم يغادر احد المكان ....مع العلم انه لا وجود لكشف الحضور و الغياب....

اقبل الأستاذ محمد بن حيان...لم أتمالك نفسي... ضحكت و ضحك الجميع ... كان يرتدي بالطواً ابيضاً.... و يضع في جيبه الأمامي أنبوبة اختبار....و اعتقد أنني رأيت قمع بوخنر في الجيب الجانبي...وفي الجيب الآخر ماصة وماسك أنابيب....
لقد نظر إلى الجمهور باسماً و قال..."بلا أيها الأعزاء ...لازلنا في محاضرة الفيزياء...."

هو يعشق الكيمياء فوق الذي تتصورون... والأكثر من ذلك انه اسر قلوب الجميع...
رسم الابتسامة على الشفاه وادخل البهجة في النفوس...

بعد أن رحب بالجميع .... أسرع قائلاً "هل تعلمون يا أعزائي .... أن أول تيار كهربائي نتج عن تفاعل كيميائي"

"هل نسيتم الخلية البسيطة التي صنعها فولتا... كيف كان لتلك النبطية أن تنتج الكهرباء دون الاستعانة بالكيمياء ..."

ثم بدأ بالكلام عن البطاريات ....تحدث عن أنواعها و أحجامها و أسعارها.." فمنها الأولية و الثانوية...الصغيرة و المتناهية الصغر ... الضخمة و المتفاوتة في الكبر... ومنها الجاف و السائل....الخفيف و الثقيل....الغالي و الرخيص ..."

بعدها اخذ يعدد الكثير من استخداماتها...و قال .." هل تجهلون دور البطاريات في إمداد سفن الفضاء و الغواصات... في الهواتف و المسجلات... في الكشافات اليدوية و لعب الأطفال...في آلات التصوير و الحاسبات... بل هي تجاوزت كل ذلك لتصل إلى القلب و تدخل في صنع منظم الضربات...و لا يخفى عليكم فائدتها عند الطوارئ...خاصة في المستشفيات و حالات الحرائق..."

ثم وصف الخلية الجافة..و بدا بشرح العملية الكيميائية... وصف الانود و الكاثود...و أشاد بدور الالكتروليت...كان مثاله على ذلك خلايا الكربون ـ الخارصين...ذكرنا بالتأكسد و الاختزال ... و عرفنا بكلوريد الامونيوم و أكسيد المنجنيز...

بعد ذلك توجه لنا بالسؤال ... "ما هو عمر البطاريات المستخدمة يا أعزائي؟"
و لكنه هو أيضاً من أجاب ..."هناك من لها عمر محدود ...و منها ما يطول....نعم ...و السر في ذلك الشاحن المثير... فهو يعمل على إمرار التيار في عملية الشحن و باتجاه مضاد للذي يكون في عملية التفريغ..."

ثم تحدث عن البطاريات المستهلكة .... و ضرورة إزالتها من الأجهزة...هل تعلمون لماذا؟...
ذكر بأنها قد تتلف الأجهزة ...خاصة بعد أن تتآكل جدرانها ويتسرب الالكتروليت منها...
تابع حديثه المثير ....لم نشعر معه بالوقت ...و حين أنهى كلامه ...اخذ يلملم أوراقه ...أراد أن يخرج منديل من جيبه لتسقط منه بطارية صغيرة و بضع أوراق ترشيح...

بادر بالقول ضاحكاُ..." لم استطع النوم البارحة...فقمت بتجربة رائعة...كان من بين أدواتها ورقة ترشيح و ملح طعام و بطارية ... لقد كنت أحاول الكتابة بالكهرباء ايها الاعزاء ".

انهى الأستاذ الحديث ...و لا زلنا نرغب في سماع المزيد...

الجزء التاسع ....بقايا حلم و مزيد من العلم....

تحياتي...

أميرة التميز

2011- 4- 14, 11:24 PM

من أحلام اليقظة
(الجزء التاسع)

بعد أن انتهى الأستاذ محمد بن حيان من لملمت أوراقه...تقدم إليه احد الضيوف و عانقه.... لقد كان مشهداً رائعا ً و مؤثراً.... سمعت من زميلاتي انه من احد الطلاب المميزين...لقد تخرج قبل أعوام قليلة و هو اليوم احد ابرز المهندسين الكهربائيين....

كنا ننتظر حديثه بشوق و لهفة ....بالطبع لأنه سينقل إلينا تجربته و كفاح تلك السنوات الطويلة...

بعد كلمات جميلة من الشكر و الثناء...بدأ المهندس حديثه عن الهندسة و الكهرباء....
"الهندسة الكهربائية هي السبيل لتطور الإضاءة و الاتصالات و كافة الأجهزة الكهربائية... هي من سيجيبكم عن كيفية عمل كل من الهاتف و الفاكس ...بالإضافة إلى الراديو و التلفاز...هي من سيعرف لكم الرجل الآلي...و الطائرة بدون طيار.... هي من سيشرح لكم عمل الستالايت و الرادار... بل حتى طريقة عمل الكريدت كارد..."

اخبرنا بان الهندسة الكهربائية تنقسم إلى عدة أقسام....منها ما يعرف بهندسة الطاقة الذي يعنى باستخدام الإشارات الكهربائية لإنتاج و نقل الطاقة... و هناك ما يعرف بهندسة التحكم ومهمته توظيف التقنيات وتحويل الأعمال اليدوية إلى ذاتية التحكم...و منها ما يعنى بالشرائح الالكترونية الموجودة في قلب أي نظام كهربائي و يعرف بهندسة الالكترونيات ... أما ما يهتم بنقل المعلومات و فك الشفرات فيعرف بهندسة الاتصالات ...

ثم حدثنا عن المواد التي يدرسها طلاب الهندسة و قال "استطيع القول أن الهندسة الكهربائية ثلثها فيزياء و ثلثها الثاني رياضيات أما ثلثها الأخير فهو الإبداع... لن اخفي عليكم اعتمادها الكبير على الرياضيات كالتفاضل و التكامل و المصفوفات... لقد أطلق عليه البعض تخصص (الدوافير)...لعلهم بالغو قليلا ...فهو بالفعل بحاجة إلى جد و اجتهاد لكنها هي طبيعة الحال في بقية الأقسام ..."

لقد تحدث عن طبيعة عمل المهندس الكهربائي ودوره الفعال في تفادي المخاطر التي قد تنجم عن الكهرباء... ذكر أن الأخطاء واردة... و قد تقع الكثير من الحوادث والكوارث المؤلمة...
تحدث عن دوره في عمل المخططات التصميمية ...و ضرورة تطبيق كافة المواصفات الوطنية القائمة على أسس فنية آمنة وسليمة...

استمر الحديث الممتع و المفيد و بعد ذلك تُرك مجال للمداخلات ...

لقد طرح احدهم مشكلة يعاني منها بعض الطلبة والطالبات... و لعلاج هذه المشكلة لابد من معرفة الأسباب و المسببات...

هل لديكم شعور بطبيعة المشكلة؟!..

في الجزء العاشر ... بقايا حلم ...و علم لا يقف عند الحواجز و المشكلات...

تحياتي...

أميرة التميز

2011- 4- 14, 11:31 PM

من أحلام اليقظة
(الجزء العاشر)

:106:

كانت مداخلة احد الطلاب تتحدث عن معانته مع الرياضيات... كان يخشى أن تكون عائقاً في طريقه...و تمنع عنه الإحساس بمتعة الفيزياء...
تلته مداخلة إحدى الطالبات... شاركته المعاناة...و قالت ببالغ الحزن و الأسى"لقد صنع بنا الصفر الصغير ما صنع...و أعيتنا الكسور...كنا مجموعة كبيرة قبل سنوات....قررنا أن نجمع لحظات السعادة و نطرح منها الهموم...لكن الرياضيات أبت إلا أن تقسمنا ...بل وعلمتنا الضرب بعد أن كنا مسالمين..."

لقد استأذن احد الحضور و أعلن عن رغبته في الإجابة...انه البروفسور محمد الخوارزمي... أستاذ الرياضيات الشهير ... والغني عن التعريف... بالطبع فهذا الشبل من ذاك الأسد الكبير...

"أيها الأعزاء ..انتم تعلمون بان الفيزياء علم الطبيعة ... و لابد أن تعلموا بأن لغتها الرياضيات بل هي لغة الجمال في أي مكان ...

كيف للرياضيات أن تكون عقبة في طريق الفيزياء...أو ليس علماء الفيزياء هم أكثر الناس احتكاك بها... لعل الرياضيات عانت قليلا من الوحدة ...لكن الفيزياء لم تتوانى عن جمع كل العلوم لتخرجها من عزلتها...

ألم يكن ألبرت أينشتاين فيزيائيا مشهوراً .. لقد تفوق أيضا على كل أقرانه في الرياضيات...
و كذلك إسحاق نيوتن...ألم تساهم عبقريته في اكتشاف حساب التفاضل و التكامل..بل انه عين أستاذا للرياضيات في كامبردج أحدى أرقى الجامعات ...
وهل نسيتم العالم ستيفن هوكنج الذي أتى بنظرية الانفجار العظيم ...العالم الذي يعيش في صمت مطبق حبيس ذاك الكرسي الكهربائي العجيب...و مع ذلك لم يمنعه المرض من تحقيق النجاح...لقد جاء بعد نيوتن بثلاث قرون ليصبح أستاذ الرياضيات الأول في جامعة كامبردج واستمر حتى حقق حلمه الجميل ...

أيها الأعزاء احمدوا الله الليل و النهار فانتم في أحضان جامعة تشجع على طلب العلم و تتبع نهج الإسلام... احمدوا الله أن جامعتكم لم تتبع سياسة الفيلسوف اليوناني العظيم أفلاطون... و أنها لم تكتب على باب الجامعة " من يجهل الرياضيات لا يدخل من هذا الباب"... حاولوا جهدكم...ابدأوا بحل المسائل...لا تكتفوا بواحدة...وان واجهتكم المصاعب فلا تترددوا بالسؤال...مكتبي و بيتي مفتوحان لكم ...وقلبي قبلهما يا أعزاء.."

ليتكم معي وشاهدتم ماذا فعل بالحضور... كلامه أزاح عنهم هم ثقيل... لم يكن من أولئك العلماء اللذين سمعت عنهم أو قرأت...علماء لم يتجاوز علمهم تلك الأبحاث التي اكتظت بها أرفف المكتبات...مع أن هناك مكان أرقى من ذاك المكان...نعم ...هي بالتأكيد عقولنا نحن الطلاب...

"الصفر .. تلك النقطة التي تغير ملامح الأعداد...جميلة في خانة الآحاد ...و أكثر جمالا في العشرات ...بل و أكثر تألقاً في المئات ...لم تشحنها الرياضيات بتلك الأقطاب...فكانت الأصل في النظام الطبيعي للأعداد...و الأصل في تدريج محاور الإحداثيات... أما الأعداد و الكسور .... الجمع و الطرح ... القسمة والضرب...هي الأساس الذي لا غنى عنه في الرياضيات ... "

"الأكثر من كل ذلك أليست الكتلة والطول والزمن كميات يمكن أن تقاس...إذن لا بأس في التعبير عنها برموز و ندخلها عالم المعادلات... انتم بالتأكيد تدركون أهمية المعادلات في تلخيص الكم الكبير من المعلومات...و لعلكم سمعتم بالمعالجة الرياضية و دورها في اكتشاف النظريات...

كيف لنا أن ندرس القوى في الفيزياء دون معرفتنا بحساب المثلثات...أم كيف لنا أن نبين حركة الكواكب و المجرات ...و نحسب ميل المنحيات .. أو تلك المساحات تحتها بدون معرفة بحساب التفاضلات والتكاملات..."

لقد كان حديثه من أروع ما سمعت...وشعرت بأنني للتو فهمت الرياضيات...

:106:

أنهى حديثه الجميل ...و لا يزل هناك وقت طويل عن نهاية المحاضرة....
في الجزء الحادي عشر ...بقايا حلم وباقة علم تكللها زهور المعرفة...

تحياتي ..

أميرة التميز

2011- 4- 14, 11:37 PM

من أحلام اليقظة
( الجزء الحادي عشر)

بعد أن استمعنا للمداخلات ... تُرك المجال لآخر ضيف معنا للمشاركة...انه مدير عام احد اكبر شركات الكهرباء في المملكة...

لقد بدأ حديثه بالترحيب و التعريف بالشركة و مهامها...ذكر بأن الطلب على الطاقة الكهربائية يزداد بشكل هائل وسريع ...وارجع ذلك إلى الازدهار الذي تشهده المملكة في كل المجالات...

تحدث عن مهام الشركة اتجاه النمو الاقتصادي والاجتماعي...لم ينسى مسؤوليتها اتجاه ما نمر به من ظروف مناخية ...ثم أشار إلى عامل يجعل الأمور أكثر تعقيدا ... انه بالطبع غياب الوعي لدى بعض المستهلكين...

لقد كان صريحا ً جدا حين خاطبنا قائلاً " لاشك أنكم ممن يتذمرون من الانقطاع المتكرر للكهرباء... نحن مثلكم ونقدر مدى انزعاجكم...و أقولها بكل صدق... أن توفير الطاقة لكم هو هدفنا الرئيسي يا أعزاء..."

"انتم ترون الارتفاع الكبير في درجات الحرارة...لقد تجاوزت الأحمال كل التوقعات...نحن نحاول جهدنا في وضع الخطط و تجهيز المحطات...كل ذلك لنتفادى الضغط الكبير في فصل الصيف و بالأخص ساعات الذروة يا عزاء... ولا أنسى هنا دور المصانع الكبيرة والشركات ... نحن نشكرها على تعاونها معنا لتخفيف بعض الأحمال...فهي بالرغم من التزاماتها إلا أنها تعاونت و عطلت بعض ما لديها من أعمال..."

تحدث بعد ذلك عن المشاكل الخاصة التي تسبب انقطاع التيار... فمنها عطل في المحركات... وقد يكون خطأ من احد المقاولين...ذكر بأن الشركة تتحمل الخطأ بل وتسعى بأقصى سرعتها لحله وتأمين الراحة للمواطنين...

ثم تحدث عن مسؤولية الشركة في التطوير ..." لا ننكر أبدا دور الجامعات في تأهيل أبنائنا الطلاب ... نحن نحرص دائما على تخصيص جزء من دخل الشركة لتمويل البحوث في جامعات المملكة و معاهدها المتخصصة... خاصة تلك التي تُعنى بترشيد استخدام الطاقة الكهربائية و تحافظ على البيئة... بل وندعمها ببرامج تدريبية و نشجع القوى العاملة... "

بعدها وجه الكلمة الأخيرة بقوله "أجدها فرصة كبيرة أن أوجه في هذا اللقاء نداء يأمل منكم التجاوب...أرجو منكم يا أعزائي الترشيد في استخدام الكهرباء... خاصة في أوقات الذروة التي تكون في النهار... لنستغني عن كل الأجهزة غير الضرورية في هذه الأوقات... عملنا معاً حتماً سيضمن استمرار الكهرباء دون انقطاع...و ثقوا تماما أن راحة المواطن وسلامته هي ما يهمنا في المقام الأول أيها الإخوة و الأخوات..."

بعد أن انتهى ضيفنا الكريم من الحديث...تلقى الإخوة المنظمين مباشرة مكالمة هاتفية ... أنها مداخلة من احد المتابعين للمحاضرة ومن خارج الجامعة...

لقد طرح سؤلا مهما...ولعله خطر على بال البعض منكم يوما ما...
في الجزء الثاني عشر ...بقايا حلم و علم يجيب عن كل التساؤلات...

تحياتي...

أميرة التميز

2011- 4- 14, 11:43 PM

من أحلام اليقظة
( الجزء الثاني عشر)

بعد أن بدأ المتصل بالسلام قال بلطف شديد... "لن أطيل عليكم الكلام...لدي سؤال واحد وأتطلع لسماع الإجابة عليه من الأساتذة الكرام..."

"من الإجحاف أن ننكر ما تقدمه محطات الطاقة الكهربائية من خدمات...وكذلك الأجهزة الكهربية التي لا غنى لنا عنها في أي وقت من الأوقات...ألم تصبح ملازمة لنا في كل مكان ... إنها معنا حتى في غرف النوم وبالقرب من السرير... بل لا ننكر أنها تنام بجوارنا وتشاطرنا الوسادة و الشخير...

و لكن ماذا بشأن المجالات الكهرومغناطيسية الناشئة عنها ...ألا تجدون في تلك المجالات خطر كبير على صحة الإنسان ؟..."

بادر أستاذنا الكبير محمد بن الهيثم بالرد على السؤال ...لكنه قبل أن يجيب شكر المتصل على هذا السؤال...وأشار بأنه مهم وحساس...

"بالفعل أصبحت الموجات والمجالات الكهرومغناطيسية تملأ الجو المحيط... ولو هيأ لنا أن نراها لكانت الصورة أمام عيننا ضبابية بشكل عجيب... ولولا ملامسة أقدامنا للأرض لأصبحنا لمبات مضيئة يوما من الايام..."

ثم ابتسم قائلا.."نحن بحاجة هنا لطبيبنا المتخصص ابن النفيس...لاشك أن لديه إجابة تزيل الغموض و تريح النفوس..."

بدأ الطبيب ابن النفيس بشكر الأستاذ ثم أسرع بالإجابة على السؤال...
"إن كنا سنتحدث عن الآثار الصحية للمجالات الكهرومغناطيسية فالحقيقة أنها مازالت محل خلاف بين العلماء...
لكنهم لا يختلفون على أن طول زمن التعرض لهذه المجالات يلحق ضرراً بصحة الإنسان... كالشعور بالإرهاق والصداع ...وربما خفض معدلات التركيز الذهني والإحباط ....وقد يتجاوز ذلك إلى أعراض عضوية تظهر في الجهاز البصري و القلبي الوعائي بل والمناعي أيضا أيها الكرام...

لابد لنا من الإجراءات الوقائية ...علينا التقليل من فترة التعرض لهذه المجالات...لنحاول الجلوس بعيداً عن الشاشات...و لا ننسى إطفاء الشاشة عند عدم الاستعمال... والحذر كل الحذر من مجففات الشعر يا أخوات...أما الساعات فلنحاول وضعها بعيدا عن السرير ولو لمتر واحد أيها الأعزاء....
لنبعد أجسادنا بقدر الإمكان عن أي مصدر للتيار ... وكلما كانت غرفة النوم خالية من تلك المؤثرات والملوثات سنحصل على نوم هادئ وأحلام سعيدة بإذن الله...

ومن المهم هنا أن أنبه المرضى اللذين يستخدمون أجهزة تنظيم ضربات القلب الاصطناعية ... وأولئك المرضى المصابين بالكسور والحاملين لشرائح أو مسامير معدنية...
عليكم بالحذر ثم الحذر يا أعزائي...حاولوا الابتعاد قدر الإمكان من مصادر الإشعاعات الكهرومغناطيسية وأي مجال كهربائي..."

"أما عن طريقة التخلص من الموجات الكهرومغناطيسية التي استقرت في أجسادنا بطريقة وأخرى أيها الإخوة والأخوات....فليس هناك أفضل من السجود في الصلاة ... طريقة قدمها لنا الإسلام على طبق من ذهب وبدون أي عناء....فالحمد لله رب العالمين ... الحمد لله رب العالمين..."

لقد كان حديثة رائعا جدا...أدركنا عظمة الإسلام بكل ما للكلمة من معنى يا رفاق...فأوامر ديننا الحنيف ونواهيه تصب دائما وأبدا في مصلحة الإنسان...

كنت اعتقد بان المحاضرة ستنتهي عند هذا الحد...هل انتهت فعلا أم أن هناك شيء آخر سيقال؟!..
في الجزء الثالث عشر ...بقايا حلم و علم لا يعرف الحدود والنهايات...

تحياتي...

أميرة التميز

2011- 4- 14, 11:46 PM

من أحلام اليقظة
( الجزء الثالث عشر)

نعم... وللأسف الشديد انتهت المحاضرة بانتهاء تلك المداخلات...

لقد وزعت علينا أوراق الواجب المنزلي مع بعض الملاحظات...

لم تكن أسئلة لفرد العضلات... أو التعجيز وجلب العقد النفسية والاضطرابات... بل كانت أسئلة تثير لدينا الرغبة في حل المزيد وكشف الكثير وبذل كل ما نملك من طاقات...

طلب منا أستاذ الفيزياء محاولة الحل الجاد...اخبرنا بأنه سيناقش الصحيح منها والخاطئ مع ذكر الأسباب...
اخبرنا بان نصف الإجابة يكمن في فهم السؤال...والنصف الأخر سيكون عرض للقوانين ثم إجراء لبعض الحسابات...

بعد ذلك شكر أستاذنا كل الحضور والمشاهدين والمنظمين ...
كانت كلماته رائعة ... عشنا معها أجمل اللحظات وأصعبها في آن واحد...
كانت جميلة حين ذكرنا بما حصلنا عليه من علم ومعرفة... وصعبة جدا حين أعلن عن نهايتها وأصبح علينا مغادرة المكان وكل تلك الوجوه التي جعلتنا نشعر بحب صادق للعلم والعلماء...

بالفعل غادرنا المكان ... ولكننا لازلنا في الجامعة ولازال هناك وقت عن نهاية الدوام...

آه...اعتذر منكم يا رفاق ...نسيت أن أخبركم ما قاله لنا الأستاذ...
"احتفظوا يا أعزائي بما سمعتم وشاهدتم من معلومات...انتم بالتأكيد ستكونون بحاجتها في محاضرتكم القادمة والمحاضرات الأخرى إن شاء الله..."
اعتقد بأنكم عرفتم إلى أين توجهنا وما هي المحاضرة القادمة...

في الجزء الرابع عشر ...بقايا حلم وعلم يدفعنا قُدماً نحو الأمام...

تحياتي...

أميرة التميز

2011- 4- 14, 11:48 PM

من أحلام اليقظة
( الجزء الرابع عشر)

لا اخفي عليكم أيها الأعزاء...وقفنا مندهشين أمام باب المعمل الكبير...

الباب الرئيسي مصنوع من الزجاج المقاوم للكسر... لا وجود أمامه لتلك السلالم والمطبات... انه في الدور الأرضي ... وعلى كلا الجانبين باب للطوارئ لا قدر الله ....

أسرعنا بالدخول...وازداد الذهول...يعجز اللسان عن وصف المكان ...انه مشرق وجميل...مرتب ونظيف....

هناك مساحات واسعة للحركة بين الطاولات... ومساحات كافية حول كل جهاز...أجهزة كثيرة...هناك الأساسية منها والمتوفرة بعدد كبير…
أذكر إنني رأيت الفولتميتر ... والاميتر و بجانبه الجلفانوميتر ...

كانت هناك الكثير من ساعات الإيقاف...والمساطر المترية... الصلبة منها والمرنة... بل ويوجد أيضا أدوات متنوعة لقياس أنصاف الأقطار وأدق الأبعاد...أنواع مختلفة من القدمات والميكروميترات...
حين فتحنا أدراج الطاولات وجدنا الكثير من الأسلاك....بمختلف الأطوال والألوان...ووجدنا أيضا عدد من الحاسبات...وبعض الأقلام....

وعندما اقتربنا من الدواليب الجانبية...شاهدنا المرايا والعدسات....ووجدنا أيضا عدد من الأجهزة المعقدة التركيب... حاولنا أن نتعرف عليها من خلال ماهو مكتوب في تلك الملصقات...اذكر أنني قرأت عن المذبذب والمطياف...وبينما نحن نتجول هنا وهناك دخلت أستاذة المعمل وأجلنا رحلة الاستكشاف...

ألقت علينا التحية بابتسامة أزالت معها كل المخاوف والاضطرابات...وقبل أن تبدأ في الدرس ذكرتنا بضرورة الحذر والتأني وإتباع كل ماهو مكتوب من نصائح وإرشادات....

لقد كان درسنا تطبيق عملي للمحاضرة السابقة... ولقد قضينا وقتا مثيرا وممتعا...كان الجميع يعملون ... وكانت أستاذتنا تتنقل بيننا وتجيب عن كل التساؤلات...لم نحرج من طرح أي سؤال...لأنها هي من يشجعنا على ذلك ويثير في داخلنا الرغبة والحماس...إنها بالفعل أروع من أن تصفها الكلمات...

عندما انتهينا من العمل كانت هناك دقائق معدودة عن نهاية الدوام...خرجنا من المعمل...بدأنا نتحدث بشكل سريع ونسترجع أحداث يوم جميل...ثم تفرقنا عندما جاءت لحظة الانصراف ونحن على أمل اللقاء في غد أكثر جمال...

لم يبقى لدي ما يقال...فقط سأردد جملة كان يرددها الجميع في يومنا المليء بأروع الأحداث ... "من الظلم أن نجعل غدنا كيومنا الذي عشناه"...كان يومنا جميلا بكل معنى الكلمة ولكننا قررنا أن يكون الغد أكثر بل وأكثر جمال...

هل انتم بحاجة الآن لقراءة تفاصيل ذلك الغد الجميل؟

في الجزء الخامس عشر ...بقايا حلم تعلن عن نهاية حلم لتبدأ من جديد حلم آخر جميل ......حلم سيظل العلم هو عنوانه الأبرز بتغير الزمان والمكان...

تحياتي...

أميرة التميز

2011- 4- 14, 11:53 PM

من أحلام اليقظة
( الجزء الخامس عشر)

كنت انتظر أخي في الصالة المخصصة للانتظار....ما هي إلا لحظات حتى رن هاتفي المحمول...إنها رسالة قصيرة من أخي ...." أختي العزيزة ..أنا بانتظارك ..لا تتأخري"...

قمت من فوري وتوجهت إلى البوابة...لم أعاني في البحث عنه...انه أمامي مباشرة...
حين ركبت السيارة شعرت بالحماس يتأجج من تحية أخي...بالفعل هي ثواني معدودة حتى بدأ بالحديث عن المحاضرة ونتائج التجربة العملية ...

اخبرني بأنه سعيد جدا وانه قرر أن يصبح مهندسا كهربائيا ...ثم توجه بالسؤال لي مسرعا وقال "ماذا عنك ؟ الم تقرري بعد؟ "...

كنت مسرورة بهذا الحماس وبدأت بالحديث معه عن سعادتي أيضا في هذا اليوم الدراسي الجميل... شعرت بأنني أريد أن أكون أي شيء له علاقة بالفيزياء ..بل كل شيء...

تبادلنا النقاش ثم قلت له.." لا تتعجل يا أخي فربما محاضرة الغد تجعلك ترغب في شيء آخر...أليس ذلك ممكنا"...أجابني مبتسما "ربما..ولكنني لا اعتقد انه سيكون بعيد عن الكهرباء.."

الحقيقة انه يصر دائما على القيام بإصلاح أي عطل في الأجهزة الكهربائية...لكن أمي كانت تقف له بالمرصاد وتمنعه بشدة ...وكانت تسمح له فقط بتغير لمبات المنزل عند الحاجة...

عندما وصلنا إلى المنزل وجدنا أبي وأمي بانتظارنا... القينا التحية ...
مع أن أبي لا يتحدث إلا في الأدب العربي إلا إنني وجدته متحمسا جدا للحديث عن المحاضرة وما سمعه عن الكهرباء...اخذ يتحدث مع أمي وأخي عن المدرسة قديما وكيف كانت حصص الفيزياء....

بينما هم يتحدثون ذهبت مسرعة وغيرت ملابسي ثم اتجهت إلى المطبخ لأساعد أمي في تجهيز وجبة الغذاء...

بعد أن انتهينا من الطعام...قررت أن اخذ قسط من الراحة لكي أبدا بعد ذلك في حل أسئلة الواجب المنزلي...أما أخي فهو لا يمتنع عن لعب الكرة مهما كانت الظروف والأسباب...و لكنه قبل أن يخرج اخبرني برغبته في استذكار بعض المعلومات معي بعد العشاء...

نمت قليلا ...
وها أنا استيقظ الآن ...
يا الهي ..كنت نائمة على ورقة واجب الفيزياء...
ماذا حدث؟..
تذكرت...
يبدو أنني كنت احلم...
نعم لقد كان حلم جميل ......
فانا لا زلت في القرن الحادي والعشرين ...
ولا زلت أفكر في حلا لمسألة الواجب المنزلي...

تحياتي...

أميرة التميز

2011- 4- 15, 12:02 AM

النهاية....
:119:

قد لا تكون المعلومات بالمستوى المطلوب ولكنني كنت أود تقديم بعض الفائدة التي جنيتها بعد سنوات دراسية طويلة..
وبعد التنقل هنا وهناك بين صفحات الانترنت الممتعة والمفيدة..
اتمنى انكم وجدتم ولو جزء بسيط من المتعة والفائدة...

أريد أن أقدم الشكر لكل من قرأ هذا الموضوع وكل من ساهم بالتعليق وكتابة الجميل من العبارات...

.. :106: ..

كانت تلك هي نهاية حلم أختنا المبدعة مومنتم طالبة من طالبات كلية العلوم بجامعة الملك سعود
وفقها الله وحفظها ورعاها أينما كانت :106:
نقلت حلمها لكنّ لأنني عشت ذلك الحلم معها بكل تفاصيله من خلال قراءتي له
وقمت ببعض التعديلات البسيطة عليه فعذراً مومنتم فلست بفيزيائية لأجيب على أسئلة القراء :106:...

.. :106: ..

فيزيائية طموحة

2011- 4- 15, 03:48 PM

ماشاء الله لاقوة إلا بالله

حقا انه حلم مومنتم جميل ولكن يبقى السؤال هل سيتحقق هذا الحلم قبل القرن الخامس والعشرين :g2:
واكثر ماأعجبني فيه هو شدة الترابط بين العلوم الفيزياء والكيمياء والرياضيات والطب والنقاشات التي تمت بين المحاضرين والحضور:(204):

وبالطبع ان لكل واحدة منا حلم تتمنى تحقيقه ولكن هل فكرتم كيف ستحققن هذا الحلم ؟

هل سألتن أنفسكن مالفائدة من دراسة كل هذه المقرارات ولماذا نصرف وقتنا لدراستها ؟

فلتبحث كل واحدة منا عن إجابات شافية لهذه التساؤلات وإن كانت بالإيجاب فلتعمل على أساسها

وإن كانت بالسلب فلتبحث عن طرق تحويل السلب إلى إيجاب ثم تسير على هذا الدرب :(204):

أنار الله طريقكن بنور العلم والهداية والإيمان

أميرة التميز :106:

جزاك الله خيرا على نقلك المميز

بوركت وبوركت جهودك :106: