المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أروع محاكمة على مر التاريخ


ابن فـــهـــد
2011- 5- 16, 04:25 PM
أروع محاكمة على مر التاريخ


من كتاب ( قصص من التاريخ ) للشيخ الأديب علي الطنطاوي رحمه الله ،


وأصلها التاريخي في الصفحة 411 من ( فتوح البلدان ) للبلاذري ، طبعة مصر سنة 1932 م .



في عهد الخليفة الصالح "عمر بن عبد العزيز" ، أرسل أهل سمرقند رسولهم إليه بعد دخول الجيش الإسلامي لأراضيهم دون إنذار أو دعوة ، فكتب مع رسولهم للقاضي أن احكم بينهم ، فكانت هذه القصة التي تعتبر من الأساطير.


وعند حضور اطراف الدعوى لدى القاضى ، كانت هذه الصورة للمحكمة:


صاح الغلام : يا قتيبة ( بلا لقب )


فجاء قتيبة ، وجلس هو وكبير الكهنة السمرقندي أمام القاضي جميعا


ثم قال القاضي : ما دعواك يا سمرقندي ؟


قال السمرقندي: اجتاحنا قتيبة بجيشه ، ولم يدعُـنا إلى الإسلام ويمهلنا حتى ننظر في أمرنا ..


التفت القاضي إلى قتيبة وقال : وما تقول في هذا يا قتيبة ؟


قال قتيبة : الحرب خدعة ، وهذا بلد عظيم ، وكل البلدان من حوله كانوا يقاومون ولم يدخلوا الإسلام ، ولم يقبلوا بالجزية ..


قال القاضي : يا قتيبة ، هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب ؟


قال قتيبة : لا ، إنما باغتناهم لما ذكرت لك ..


قال القاضي : أراك قد أقررت ، وإذا أقر المدعي عليه انتهت المحاكمة ؛


يا قتيبة ما نـَصَرَ الله هذه الأمة إلا بالدين واجتناب الغدر وإقامة العدل.


ثم قال القاضي : قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند من حكام وجيوش ورجال وأطفال ونساء ، وأن تترك الدكاكين والدور ، وأنْ لا يبقى في سمرقند أحد ، على أنْ ينذرهم المسلمون بعد ذلك !!


لم يصدق الكهنة ما شاهدوه وسمعوه ، فلا شهود ولا أدلة ، ولم تدم المحاكمة إلا دقائقَ معدودة ،


ولم يشعروا إلا والقاضي والغلام وقتيبة ينصرفون أمامهم.


وبعد ساعات قليلة ، سمع أهل سمرقند بجلبة تعلو ، وأصوات ترتفع ، وغبار يعم الجنبات ،ورايات تلوح خلال الغبار ، فسألوا ، فقيل لهم : إنَّ الحكم قد نُفِذَ وأنَّ الجيش قد انسحب ، في مشهدٍ تقشعر منه جلود الذين شاهدوه أو سمعوا به.


وما إنْ غرُبت شمس ذلك اليوم ، إلا والكلاب تتجول بطرق سمرقند الخالية ، وصوت بكاءٍ يُسمع في كل بيتٍ على خروج تلك الأمة العادلة الرحيمة من بلدهم ، ولم يتمالك الكهنة وأهل سمرقند أنفسهم لساعات أكثر ، حتى خرجوا أفواجاً وكبير الكهنة أمامهم باتجاه معسكر المسلمين وهم يرددون شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله.


فيا الله ما أعظمها من قصة ، وما أنصعها من صفحة من صفحات تاريخنا المشرق ،


أرأيتم جيشاً يفتح مدينة ، ثم يشتكي أهل المدينة للدولة المنتصرة ، فيحكم قضاؤها على الجيش الظافر بالخروج ؟


والله لا نعلم شبها لهذا الموقف لأمة من الأمم .

هتوشة
2011- 5- 17, 10:50 AM
سبحان الله
قصص تبعث في النفس الأمل
وتخدر الروووح عن مايحدث في الساحه الان
من قلق وتوتر وعدم أمان الله المستعان
تسلم يمناك على الطرح اراااقي

مس تسذآ
2011- 5- 19, 07:10 PM
يعطيك العافيه

نجداويه
2011- 5- 20, 05:52 PM
:(204)::(204)::(204)::(204)::(204)::(204)::(204):

يكفيني وجودك
2011- 5- 23, 11:58 AM
يعطيك العافيه