الوجه الباسم
2011- 6- 12, 07:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
فيصل ...........طالب الصف الرابع .......بمدارس التربية الخاصة
رجع فيصل يوما من المسجد ..........فجاء إلي يخبرني انه رأى قطة ميتة تحت احدى الاشجار............وشرع يشرح لي انها انتفخت حتى خرج الدم من فمها وان النمل يغطي معظم جسدها.................
كنت استمع اليه وأتفاعل معه حتى انهى قصته............ثم سكت ..وقام الى غرفته.....وتمددعلى سريرة........
كان واضحا انه متأثر بموتها..........قلت : ربما انها احدى القطط التي يطاردها يوميا............وقد عرفها وحزن عليها.............(لانها ليست اول مرة يرى فيها قطة ميتة).............
بعد مرور عدة ايام ...........رأيته هادئ على سريره..........فقلت :هذا الوقت المناسب للمذاكرة..........واخترت واحد من كتب التخاطب الخاصة به......
جلست بهدوء عند رجليه............وأخذت اقلب صفحات الكتاب............وانا اتوقع صراخ وغضب فيصل كالعادة (لانها من ابغض الكتب لديه)..........
لكن هذه المرة هـــــااااااااااادئ على غير العادة..............
فتحت على صفحة كان بها اربع صور متسلسلة.........
الاولى: صورة لبنت تنظر من الشباك الى الجو الممطر........وفي الشارع قطة مبللة من المطر...........
الثانية: ذهبت البنت الى امها تستأذنها بإدخال القطة الى المنزل............
الثالثة: صورة البنت وقد حملت بين يديها القطة ......وكانت متوجهه الى منزلها.......
الرابعة: البنت في المنزل وبين يديها صحن لتطعم القطة.............
كان المطلوب من فيصل ....يعبر بجمل مفيدة عن تسلسل هذه الصور......مرة بالعامية .......ومرة بالفصحى......(تمهيدا لقراءة الكتب)
وكنت اشرح له .........ان الفتاة معناها بنت........وان القطة معناها بسة .............وان المنزل معناه بيت.........................
لكن مازال الهدوء يخيم على فيصل ............وانا بين الحين والاخر استرق النظر الى السماعات(كنت خائفة يطفيها وانا ما ادري)...........
لكن السماعة شغالة......... وفيصل مركز بصره في الصور.........دون ادنى تعليق..........
هذه الحالة لم اعهدها على فيصل من قبل .............
فبادرته بالسؤال:فيصل وش بك؟
فرفع الي بصرة وقال: جدتي...........ماتت اول وبعدين حطوها تحت التراب ...........او حطوها تحت التراب وبعدين ماتت؟(كان وفاة جدته قبل عدة اشهر)..........
صراحة .......كان سؤال مفاجئ .......ولم يكن متوقع............
(شكل القطة اللي في الصورة ذكرته بموت القطة اللي في الشارع ومن ثم تذكر جدته - وكان يفكر طول الوقت وانا جف حلقي من الشرح )........... لكن كان لابد لي من الجواب..........
فقلت : لا فيصل حبيبي جدتك ماتت وبعدين دفنوها تحت التراب...........
فسكت قليلا ثم قال: ماما لازم نموت........
اقفلت الكتاب (فلم يعد هذا الوقت المناسب ).....فأجبته بأختصار: لازم .
فقال :ابغى اموت شيبة ........مو ذلحين...........
فقلت : مو بكيفنا.........بكيف الله.........
فقال ......بس انا ما ابغى اموت ..........ابغى هنا (يعني الدنيا ).............
فقلت : لازم نموت........علشان الله يشوف اذا كنا كويسين يودينا الجنة........واذا موكويسين نروح النار...........
فأعاد جملته : بس انا ما ابغى اموت.............(لكن هذه المرة كان لحييه الصغيرين ينتفضان ............وعيناه ترقرقان من الدموع .................وهو عاض على شفتيه...........وكأنه يكتم بكآئه............لكن فضحته دموعه..........ورمى نفسه على وسادته واخذ يبكي..............
طبعا انا لم اتمالك نفسي............ونشبت غصة في حلقي...........فحملت كتابي ................وخرجت الى غرفتي.........وانا أبكي........وتركت فيصل يبكي على فراشه.............
لاأعلم لماذا بكيت............لبكاء فيصل !!!..........او لأني لست واثقة مما اذا كنا كويسين وندخل الجنة او العكس!!!.......... او لأن فيصل ذكرنا بالموت وقد تناسيناه...........والرسول صلى الله عليه وسلم قال:"اكثروا من ذكر هادم اللذات"....
المهم تعوذت بالله من الشيطان ..........وذهبت وغسلت وجهي.....ورجعت الى فيصل..........
وجدته قد توقف عن البكاء هو ايضا..........ولكن الحزن مخيم عليه........فجلست الى جواره............
وقلت له :فيصل......انت ماتصلي؟
فقال : اصلي
فقلت:انت ما تروح التحفيظ في العصر تحفظ قرآن ؟
فقال: اروح
فقلت : طيب ..........انت تكذب ؟
فقال : لا
فقلت :انت كويس ........واللي كويس يدخل الجنة........تعرف وش في الجنة؟
فسكت..........
فقلت : فيها فواكة ..........وعصافير........وبيوت حلوة...........ولبن وعسل كثييييييييييييييير زي البحر (لانه ما يعرف النهر )........وكل حاجة تبغاها.......
فأستغليت ابتسامة صغييييييييرة على محياه........وقلت له : انت وش تبغى ؟
فقال (بكل براءة ) : ابغى ملاهي....
فضحكت......وقلت : فيها ملاهي......ها..........وش تبغى ثاني؟............
فوثب وثبه افزعتني ........وجلس وقال : ابغى دباب ابو اربع كفر.........
فلم استطع الرد عليه من كثرة الضحك............وضميته وقبلت رأسة.
نستفيد من هذه القصة ان ضعاف السمع وربما الصم ايضا .........هم اكثرملاحظة من العاديين.............واكثر تأملا...........لأن ؛ فقدانهم لبعض السمع او كله جعلهم يعتمدوا ويقووا الابصار والملاحظة...
من الصعب التعرف على تعب حالتهم النفسية لأنها تظهر على شكل هدوء عادي وسرحان فقط(هذا في الحالات المتقدمة اما المتأخرة يكون العنف ابرز سماته) وطفل ضعيف السمع لا يصرح لأحد ما يدور بخلده من تساؤلات واستفسارات ......وذلك لصعوبة التواصل _من ناحية الطفل (لايحب الكلام واذا تكلم لا يفهم المعلومات) ومن ناحية المجتمع (لا يفهم الطفل واذا فهم لا يستطيع ان يوصل له المعلومات )_
من الواجب علينا ان نعلمهم امور دينهم كلها (الصلاة والصوم وقراءة القرآن و امور الاخرة كلها)بأبسط الكلمات ونحتسب الاجر- لصعوبة تعليمهم- فلا ننسى انهم محاسبون ايضا.
فيصل ...........طالب الصف الرابع .......بمدارس التربية الخاصة
رجع فيصل يوما من المسجد ..........فجاء إلي يخبرني انه رأى قطة ميتة تحت احدى الاشجار............وشرع يشرح لي انها انتفخت حتى خرج الدم من فمها وان النمل يغطي معظم جسدها.................
كنت استمع اليه وأتفاعل معه حتى انهى قصته............ثم سكت ..وقام الى غرفته.....وتمددعلى سريرة........
كان واضحا انه متأثر بموتها..........قلت : ربما انها احدى القطط التي يطاردها يوميا............وقد عرفها وحزن عليها.............(لانها ليست اول مرة يرى فيها قطة ميتة).............
بعد مرور عدة ايام ...........رأيته هادئ على سريره..........فقلت :هذا الوقت المناسب للمذاكرة..........واخترت واحد من كتب التخاطب الخاصة به......
جلست بهدوء عند رجليه............وأخذت اقلب صفحات الكتاب............وانا اتوقع صراخ وغضب فيصل كالعادة (لانها من ابغض الكتب لديه)..........
لكن هذه المرة هـــــااااااااااادئ على غير العادة..............
فتحت على صفحة كان بها اربع صور متسلسلة.........
الاولى: صورة لبنت تنظر من الشباك الى الجو الممطر........وفي الشارع قطة مبللة من المطر...........
الثانية: ذهبت البنت الى امها تستأذنها بإدخال القطة الى المنزل............
الثالثة: صورة البنت وقد حملت بين يديها القطة ......وكانت متوجهه الى منزلها.......
الرابعة: البنت في المنزل وبين يديها صحن لتطعم القطة.............
كان المطلوب من فيصل ....يعبر بجمل مفيدة عن تسلسل هذه الصور......مرة بالعامية .......ومرة بالفصحى......(تمهيدا لقراءة الكتب)
وكنت اشرح له .........ان الفتاة معناها بنت........وان القطة معناها بسة .............وان المنزل معناه بيت.........................
لكن مازال الهدوء يخيم على فيصل ............وانا بين الحين والاخر استرق النظر الى السماعات(كنت خائفة يطفيها وانا ما ادري)...........
لكن السماعة شغالة......... وفيصل مركز بصره في الصور.........دون ادنى تعليق..........
هذه الحالة لم اعهدها على فيصل من قبل .............
فبادرته بالسؤال:فيصل وش بك؟
فرفع الي بصرة وقال: جدتي...........ماتت اول وبعدين حطوها تحت التراب ...........او حطوها تحت التراب وبعدين ماتت؟(كان وفاة جدته قبل عدة اشهر)..........
صراحة .......كان سؤال مفاجئ .......ولم يكن متوقع............
(شكل القطة اللي في الصورة ذكرته بموت القطة اللي في الشارع ومن ثم تذكر جدته - وكان يفكر طول الوقت وانا جف حلقي من الشرح )........... لكن كان لابد لي من الجواب..........
فقلت : لا فيصل حبيبي جدتك ماتت وبعدين دفنوها تحت التراب...........
فسكت قليلا ثم قال: ماما لازم نموت........
اقفلت الكتاب (فلم يعد هذا الوقت المناسب ).....فأجبته بأختصار: لازم .
فقال :ابغى اموت شيبة ........مو ذلحين...........
فقلت : مو بكيفنا.........بكيف الله.........
فقال ......بس انا ما ابغى اموت ..........ابغى هنا (يعني الدنيا ).............
فقلت : لازم نموت........علشان الله يشوف اذا كنا كويسين يودينا الجنة........واذا موكويسين نروح النار...........
فأعاد جملته : بس انا ما ابغى اموت.............(لكن هذه المرة كان لحييه الصغيرين ينتفضان ............وعيناه ترقرقان من الدموع .................وهو عاض على شفتيه...........وكأنه يكتم بكآئه............لكن فضحته دموعه..........ورمى نفسه على وسادته واخذ يبكي..............
طبعا انا لم اتمالك نفسي............ونشبت غصة في حلقي...........فحملت كتابي ................وخرجت الى غرفتي.........وانا أبكي........وتركت فيصل يبكي على فراشه.............
لاأعلم لماذا بكيت............لبكاء فيصل !!!..........او لأني لست واثقة مما اذا كنا كويسين وندخل الجنة او العكس!!!.......... او لأن فيصل ذكرنا بالموت وقد تناسيناه...........والرسول صلى الله عليه وسلم قال:"اكثروا من ذكر هادم اللذات"....
المهم تعوذت بالله من الشيطان ..........وذهبت وغسلت وجهي.....ورجعت الى فيصل..........
وجدته قد توقف عن البكاء هو ايضا..........ولكن الحزن مخيم عليه........فجلست الى جواره............
وقلت له :فيصل......انت ماتصلي؟
فقال : اصلي
فقلت:انت ما تروح التحفيظ في العصر تحفظ قرآن ؟
فقال: اروح
فقلت : طيب ..........انت تكذب ؟
فقال : لا
فقلت :انت كويس ........واللي كويس يدخل الجنة........تعرف وش في الجنة؟
فسكت..........
فقلت : فيها فواكة ..........وعصافير........وبيوت حلوة...........ولبن وعسل كثييييييييييييييير زي البحر (لانه ما يعرف النهر )........وكل حاجة تبغاها.......
فأستغليت ابتسامة صغييييييييرة على محياه........وقلت له : انت وش تبغى ؟
فقال (بكل براءة ) : ابغى ملاهي....
فضحكت......وقلت : فيها ملاهي......ها..........وش تبغى ثاني؟............
فوثب وثبه افزعتني ........وجلس وقال : ابغى دباب ابو اربع كفر.........
فلم استطع الرد عليه من كثرة الضحك............وضميته وقبلت رأسة.
نستفيد من هذه القصة ان ضعاف السمع وربما الصم ايضا .........هم اكثرملاحظة من العاديين.............واكثر تأملا...........لأن ؛ فقدانهم لبعض السمع او كله جعلهم يعتمدوا ويقووا الابصار والملاحظة...
من الصعب التعرف على تعب حالتهم النفسية لأنها تظهر على شكل هدوء عادي وسرحان فقط(هذا في الحالات المتقدمة اما المتأخرة يكون العنف ابرز سماته) وطفل ضعيف السمع لا يصرح لأحد ما يدور بخلده من تساؤلات واستفسارات ......وذلك لصعوبة التواصل _من ناحية الطفل (لايحب الكلام واذا تكلم لا يفهم المعلومات) ومن ناحية المجتمع (لا يفهم الطفل واذا فهم لا يستطيع ان يوصل له المعلومات )_
من الواجب علينا ان نعلمهم امور دينهم كلها (الصلاة والصوم وقراءة القرآن و امور الاخرة كلها)بأبسط الكلمات ونحتسب الاجر- لصعوبة تعليمهم- فلا ننسى انهم محاسبون ايضا.