المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة ياااااااارب سامحني


¾قبور الياسمين¾
2011- 9- 10, 05:06 PM
في يوم من الأيام ,, والذي لن يبرح مخيلتي ما حييت ,,
وبعد صلاة المغرب مباشرة , وقفت أمام باب إحدى الصيدليات أنتظر قدوم الصيدلي ,
وأثناء ذلك إذ بسيارة تقف بجوار سيارتي , يقودها شاب عشريني , وبجانبه إمراة ,
ترتدي نظارة لم تمنع نظرتي الخاطفة من رؤية تجاعيد جفونها

و دمعةٌ يتيمة تعلقت على هدبها

وصل الصيدلي , وعندما هم في فتح الواجهات الثلاث للصيدلية , وإذ بالشاب
يطلق بوق سيارته ,قاصدا بها الصيدلي الذي لم يلقي له بالا , واستمر في فتح الابواب , اعاد
الشاب مافعله في المرة الأولى , التفت الصيدلي و ملامح وجهه يداعبها الغضب ,
وهو يقول : لاحول ولاقوة الا بالله , وكأنه سمعني حين قلتها بصمت !,
فُتح الباب الرئيسي , وعند دخولنا , اعاد الشاب فعلته ولكن لا حياة لمن تنادي !
وبينما الصيدلي يأخذ مكانه ,

قلت له : يا أخي الناس ذولا فيهم كسل غريب , (البقالات) ومشيناها , لكن صيدلية !
قال : انا عارف , لا ومعاه حرمه , خلاص انزل وخد حاقتك وتوكل , ايه الكسل دا !
قلت : كلها دقيقة ينزل وماهي بضارته , قلة حيا صراحة
قال : خليك منه , انت عاوز ايه
قلت : عطني كذا و كذا

اخذت الأدوية , اتجهت لسيارتي , وعند خروجي , القيت نظرة على الشاب وتفاجأت ,
بأنه غير موجود , وباب السائق مفتوح و نظرات المراة تتجه لمكان الشاب , ومن حركة
رأسها ويديها ايقنت بأنها تتحدث مع أحد ما , اثناء ذلك
فُتح الباب الذي خلف السائق , ولكني لا ارى أحد ,
ركبت سيارتي , وأنا في قمة الحيرة والإستغراب , ولا زلت أنظر و اترقب ,
ترددت كثيرا بين أن أذهب لأرى ما يحدث وبين أن ابقى !!
فتحت المرأة بابها , - المشهد الآن بطئ جدا - ,, لأن بطلته (أطال الله عمرها)
هي تلك المرأة المسنة , التي اثقلت كاهلها تصاريف السنين, من نزولها وحتى وصولها للجهة الأخرى ,
ما يعادل المسافة التي قطعتها أنا من باب الصيدلية إلى سيارتي عشر مرات , وبينما هي
في طريقها إلى الشاب , سمعت هذه المحادثة

قالت : ياوليدي عوّد , لا إله الا الله , كان خليتني أنزل
قال: يايمه عودّي انتي الله يخليتس لي , خلاص عودّي ,
قالت : لا حول ولاقوة الا بالله , ياولدي لاتنزله لاتنزله وانا امك !
- هنا سمعت صرخة قوية من الشاب -
قال : خلاص هذا انا نزلته عودّي يايمه !
قالت : وكيف بتَرْكبه ؟!!

كل مايخطر على بال , من هموم الدنيا , وقع على رأسي , أثناء هذه المحادثة ,

:: أما تفاصيل ما حدث فهو أنّ




الشاب "مُقْعَد" , نزل من سيارته سقوطاً على الأرض , وأخذ يزحف حتى وصل
للباب الآخر , فتح الباب , ثم سحب كرسيه المتحرك , حتى أوقعه على جسده



,(وهذا سبب صرخته تلك)

نزلت مسرعاً إلى الشاب



,

قلت : السلام عليكم




قال : وعليكم السلام




قلت : خلاص الله يحفظك , ابرجع الكرسي , وبرجعك للسيارة , وعلمني وش تبي من الصيدلية




قال : لا يا خوي شكرا , الله يسهل عليك




الأم : ياولدي خلاص عذبت عمرك , وانا بروح اجيب الأبر ترى الحاجة لي وأنا أمك



,
قلت : يا خالة انا بجيب اللي تبون , يارجال والله ماتروح , اذكر الله وخلني ارجعك ياخوك




الأم : خلاص ياولدي عوّد مكانك أو جعت قلبي عليك وأنا أمك

اعدت الكرسي إلى مكانه , وحملت الرجل ايضا إلى مكانه ,







قلت : وش تبون من الصيدلية




قال : أُبر سكر و مسحات طبيّة لأمي ,




قلت : ابشر وجعلها ما تشوف شر

عدت للصيدلية , وضميري يردد في ذروة تأنيبه لي



"سامحك الله لما تجاهلتني"




, ودموعي تراود عيني عن نفسها , وإذ بالصيدلي , واضعاً كفيه على وجهه



,
ظننتها حركة طبيعية , وعندما رفعهما , وإذ به في حالة ذهول , وهو يقول




(سامحني يارب) –



كان متابعا لما حدث الذي صار بيني وبينهم عند

السيارة -




قلت أنا : و سامحني يارب

اخذت الأبر , والمسحات الطبية ,
واعطيتها الشاب




وقلت : اقسم بالله ما اخذ ريال واحد



, ليست من باب الصدقة ولا العطف , ولكن




عل الله يكفر بها , ظلما اوقعته عليك قبل قليل حين , تكلمت وظننت فيك السوء




واسأل الله ان يشفيك , وأن يشفي والدتك , وان يحفظكما لبعض ,




ياترى كم من الظلم نوقعه على الآخرين بدون وجه حق ,




لماذا لا نلتمس الأعذار قبل ان تتطفل رعونة الأحكام ,




على الآنام ,وقبل أن تتسابق الكلمات إلى حلوقنا ,




من غير رادع وكانها معصومة عن النقص و الإجحاف ,




قد نتساهل في مثل هذه الأمور , او نمر بها مرور




الكرام , ولكن عندما نتوقف مع أنفسنا قليلا , حتماً سنوقن




بأنها ليست ذنوباً نستصغرها في ظل الغفلة التي نعيشها,




فـ/الذنوب صغائر و كبائر ,



ولكن الظلم صغيره كبير




وكبيره كبير




وأين المعافون من هذا المشهد الذي يتجسد فيه انبل مراتب البر بالوالدين




فليس المعاق من ابتلي بجسده بل المعاق من عق بوالديه





"اللهم أهدنا لـ/أحسن الأخلاق , لا يهدينا لـ/أحسنها إلا أنت




واصرف عنّا اللهم سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت


وارزقنا البر بوالدينا يارب العالمين

ملاك السديري
2011- 9- 10, 05:10 PM
احساااااس مرهف ومعبر ومشااااعر فيااااضه 000
ابدعتي في نثر حرفك واحاسيسك000
سلمت وسلم نقلك الجميل 000
ننتظر جديدك بكل الشووووووق والود000
لك مني اجمل واعذب التحيه

امواج الغلا
2011- 9- 13, 09:40 PM
يعطييك العاااااافيه


تسلم الايااادى :106:

أنين
2011- 9- 13, 09:40 PM
لك كل الشكر..:106: