آوفه
2011- 10- 9, 02:29 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
كيفكم جميعاً ..
ملخص المحاضرة الثالثه والرابعه ..
وبالتوفيق للجميع
المحاضرة الثالثه
الاستشراق
تعريف الاستشراق:
- ما معنى هذه الكلمة ؟
لو أرجعنا هذه الكلمة إلى أصلها لوجدناها مأخوذة من كلمة شرق ثم أضيف إليها ثلاثة حروف هي الألف والسين والتاء , ومعناها طلب الشرق , وليس طلب الشرق سوى طلب علوم الشرق وآدابه ولغاته وأديانه.
- إن كلمة (الاستشراق) كلمة مولدة وعصرية , ومأخوذة من الفعل ( استشرق) , ومن كلمة (شرق) , وقد عرّف صاحب معجم متن اللغة كلمتي الاستشراق والمستشرقين بقوله: الاستشراق طلب علوم الشرق ولغاتهم, ويسمى من يقوم بذلك (مستشرق) , وجمعه مستشرقون , وما ينجزونه يمسى استشراقاَ.
- وفي اللغة الانجليزية يعرف بـ " أوريانتليزم" (Orientalism ), كما يعرف المستشرق بـ " أوريانتاليست" (Orientalist ), وكلمة الاستشراق في اللغة الانجليزية مأخوذة من كلمة " أوريانت " ( (Orientالتي هي بمعنى الشرق, فحقيقة مصطلح كلمة الاستشراق أنها ترجمة لكلمة " أوريانتليزم" ( (Orientalismالتي أدرجت في قاموس الأكاديمية الفرنسية " في القرن التاسع عشر , وبالتحديد في عام 1838.
- أي أن هذا المصطلح خرج قبل القرن التاسع عشر , وبرز وتحدث عنه عدد من الغربيين , ثم أدرج في ذلك القاموس في القرن التاسع عشر ميلادي .
هو تعلم علوم الشرق .
ويرى المستشرق ( ميكائيل أنجلو جويدي ) أن المستشرق الجدير بهذا اللقب هو الذي لا يقتصر على معرفة بعض اللغات التي تتحدث بها الأمم الشرقية وإدراك عاداتها فحسب ، بل يجمع إلى ذلك الوقوف على القوى الروحية والفكرية والأدبية التي أثرت في الثقافة الإنسانية
تاريخ الاستشراق :
- لا يمكن تحديد اسم أول غربي اعتنى بالدراسات الشرقية ، ولا في أي وقت
- ولكن المتوقع أن رجال الكنيسة في أوروبا هم أول من قصد البلاد الشرقية ،
-ولاسيما الأندلس إبان ازدهارها لدراسة العلوم الإسلامية وترجمة القرآن الكريم والعلوم الأخرى وبخاصة الفلسفة والطب والرياضيات ،
-ومن أوائل هؤلاء الراهب الفرنسي (جربرت ) الذي انتخب بابا لكنيسة روما عام 999م بعد عودته من الأندلس ،
-وبطرس المحترم (1092 ـ 1156م)، وجيراردي كريمون (1114ـ 1187م)
-تلك كانت البداية ، إلا أن المؤرخين يكادون يجمعون على أن الاستشراق انتشر في أوروبا بصفة نشيطة بعد فترة عهد الإصلاح الديني على يد ( مارتن لوثر ) عام 1543م ،
مراحل الاستشراق :
لقد مرَّ الاستشراق بثلاث مراحل ، وهي على النحو الآتي :
المرحلة الأولى : مرحلة استكشاف كنه الإسلام وأسباب انتشاره ، وحقيقة الفاتحين المسلمين وسر قوتهم العسكرية ، وتعد هذه المرحلة مرحلة موضوعية تبحث عن الحقيقة .
المرحلة الثانية : وهي مرحلة مشوبة بالعدوان ،وتبحث عن العيوب والنقائص في العلوم الإسلامية وبُنية المجتمع ، وتوجّه الصليبيين ضد مصالح المسلمين ، وتعمل على إثارة الشّبه حول قضايا الإسلام لإضعاف القناعة به .
المرحلة الثالثة : وهي مرحلة العدوان السافر ، وقد ظهرت بعد فشل الحملات الصليبية التي كان آخرها الحملة الثامنة بقيادة لويس التاسع الذي لفت أنظار الغرب بعد أسره في المنصورة بمصر إلى الغزو الفكري حين قال : ( لا سبيل إلى النصر والتغلب على المسلمين عن طريق القوة الحربية ، لأن تديّنهم بالإسلام يدفعهم للمقاومة والجهاد وبذل النفس في سبيل الله لحماية دار الإسلام وصون الحرمات والأعراض ، وأنه لابد من سبيل آخر وهو تحويل الفكر الإسلامي وترويض المسلمين عن طريق الغزو الفكري ).
فكانت منعطفاً في تاريخ الاستشراق حوّلته إلى حرب العقيدة والفكر عن طريق التأليف والمؤتمرات والمجلات ووسائل النشر .
أهداف الاستشراق :
الهدف الأول ـهدف علمي ( هدف موضوعي ) :
أقبل نفر قليل من المستشرقين على كتب التراث الإسلامي بهدف الإطلاع على حضارات الأمم وثقافاتها ولغاتها ودراستها دراسة موضوعية وجادة رغبة في الوصول إلى الحقيقة العلمية ، وقد كانوا أقل من غيرهم خطأً ، لأنهم فيما يظهر لم يتعمدوا التحريف والدّس ، فجاءت بحوثهم أقرب إلى الصواب والموضوعية من غيرهم ،بل إن منهم من اهتدى إلى الإسلام مثل ( اللورد هيدلي دانين دنينيه ) وتسمى ( بناصر الدين دنينيه ) ، ومنهم من كان مُنصفاً في رأيه مثل ( رينان ) الذي أنكر ألوهية المسيح عليه السلام وأثنى على كتب السيرة النبوية ، و ( كان لايل ) الذي أعجب بشخصية الرسول ، ووعدّه من الأبطال ، على أن هؤلاء غالباً ما يعتمدون على مواردهم المالية الخاصة بحيث يتمكنون من البحث المجرد عن الهوى أو التأثير الخارجي
الهدف الثاني ـهدف صليبي ، وتمثل فيما يأتي :
1 ـ الانتصار للصليبية التي اتجهت حملاتها إلى البلاد الإسلامية ثم الاستمرار في القيام بدور الهجوم الفكري على عقيدة الأمة الإسلامية وفكرها بعد فشل هذه الحملات عسكرياً عن طريق تشويه مبادئ الإسلام وقِيَمه ومصادره وتاريخه .
2 ـ التهيئة للتبشير بالنصرانية بين المسلمين ليقوم الاستشراق بوظيفة تجهيز المنصرين ، وإحاطتهم بواقع العالم الإسلامي ، وعيوب المجتمعات الإسلامية ، وأماكن تجمعات النصارى المقيمين في البلاد الإسلامية ، ومدى تأثيرهم ومساعدتهم لدوائر التنصير بالمعلومات .
3 ـ الحاجة إلى العلوم الإسلامية تجاوباً مع الضغط الفكري الذي تتعرض له الكنيسة عن طريق النقد للنظريات والآراء الفلسفية والتاريخية التي كانت تتبناها الكنيسة وتُضفي عليها صفة القداسة ، مما اضطرها إلى إعادة النظر في شروح الأناجيل لمحاولة تفهمها على أساس التطورات العلمية الجديدة ، ولاسيما بعد حركة الإصلاح الديني التي قادها ( مارتن لوثر ) ، ومن هنا اتجهوا إلى الدراسات العبرانية وهذه أدّت إلى الدراسات العربية ، لأن هذه الأخيرة كانت ضرورية لفهم الأولى ، ومع مرور الزمن اتسع نطاق الدراسات الشرقية.
الهدف الثالث ـهدف دفاعي :
حرص عليه رجال الكنيسة عن طريق الكتابة باللغات المحلية في أوروبا لتشويـه صورة الإسلام ووصفه بالوحشية والعداء للشعوب الأخرى ، والشدة في الأحكام حتى لا يغتر أبناء أوروبا بالحضارة الإسلامية ولاسيما في عهد ازدهار الحضارة العثمانية وامتداد فتوحاتها إلى قلب أوروبا مما كان محل إعجاب كثير من الأوروبيين وانبهارهم متنكرين بذلك للأهداف العلمية
وسائل الاستشراق وأنشطة المستشرقين :
1 ـ التأليف : اتجه عدد كبير من المستشرقين إلى التأليف في موضوعات مختلفة عن الإسلام وعقيدته ورسوله صلى الله عليه وسلم وقرآنه والسنة النبوية ، وتعمّد غالب هؤلاء تشويه صورة الإسلام وإثارة الشبهات حوله ، ومن هؤلاء :
ـ أ . ج . أربري : وهو مستشرق إنجليزي معروف بالتعصب ضد الإسلام ، ومن كتبه : (الإسلام اليوم ) صدر عام 1943م . ( التصوف ) صدر عام 1950م
( ترجمة القرآن ) صدر عام 1950م .
ـ أ . ر. جب : وهو مستشرق إنجليزي معادٍ للإسلام ، تتّسم كتبه بالعمق والخطورة ومنها : (طريق الإسلام) بالاشتراك ، ( الاتجاهات الحديثة في الإسلام ) صدر عام 1947م ، ( المذهب المحمدي ) صدر عام 1947م .
ـ أ . ج . فينسينك : عدوّ لدود للإسلام يدّعي أن الرسول صلى الله عليه وسلم ألَّف القرآن من خلاصة الكتب الدينية والفلسفية التي سبقته ، ومن كتبه ( عقيدة الإسلام ) صدر عام 1932م .
2 ـ الجمعيات والمجلات : أنشئ في أوروبا عدد من الجمعيات التي تخدم الاستشراق ، وتسعى إلى تحقيق أهدافه ابتداءً من عام 1787م ، حيث أنشئت جمعية المستشرقين في فرنسا ، وأُلحق بها أخرى عام 1820م ، وأصدرت ( المجلة الآسيوية ) ، وفي لندن تألفت جمعية تحت رعاية الملك عام 1823م باسم ( الجمعية الآسيوية الملكية )، وفي أمريكا عام 1842م نشأت ( الجمعية الشرقية الأمريكية ) ، وصدرت عدة مجلات منها : ( مجلة الدراسات الشرقية ) وكانت تصدر في ولاية ( أوهايو ) ، ومجلة ( شئون الشرق الأوسط )وهي ذات طابع سياسي .
3 ـ الدوائر المعرفية : ومن أشهرها ( دائرة المعارف الإسلامية ) التي كانت تصدر بعدة لغات ، وقد استنفر المستشرقون كل قواهم وسخروا كل أقلامهم من أجل إصدار هذه الموسوعة التي تعتمد على الخلط والتحريف والعداوة السافرة لفكر الإسلام .
إلى غير ذلك من المجالات ، مثل محاولتهم الدخول في المجامع العلمية العربية كمجمع اللغة العربية بالقاهرة وفي دمشق ، كما حاولوا التأثير على مبادئ التربية الإسلامية واستبدالها بالمبادئ الغربية.
آثار الاستشراق على ثقافة المسلمين :
- أدّى الاستشراق إلى إضعاف عقيدة المسلمين ،
- وتشويه صورة الإسلام لدى أبنائه ،
- وإشعارهم بتناقض دينهم وقصوره في مواجهة الجديد والمتطور في واقع الحياة ، ومقارنة ذلك بالفكر الغربي الذي أظهره المستشرقون في صورة الفكر المتكامل والمتلائم مع الحياة العصرية ،
- مما أدّى إلى انهزام نفسية كثير من المسلمين أمام التيار الجارف من كتابات المستشرقين التي تدس الفكر المنحرف ، وتثير الشبه حول الإسـلام .
.
كيفكم جميعاً ..
ملخص المحاضرة الثالثه والرابعه ..
وبالتوفيق للجميع
المحاضرة الثالثه
الاستشراق
تعريف الاستشراق:
- ما معنى هذه الكلمة ؟
لو أرجعنا هذه الكلمة إلى أصلها لوجدناها مأخوذة من كلمة شرق ثم أضيف إليها ثلاثة حروف هي الألف والسين والتاء , ومعناها طلب الشرق , وليس طلب الشرق سوى طلب علوم الشرق وآدابه ولغاته وأديانه.
- إن كلمة (الاستشراق) كلمة مولدة وعصرية , ومأخوذة من الفعل ( استشرق) , ومن كلمة (شرق) , وقد عرّف صاحب معجم متن اللغة كلمتي الاستشراق والمستشرقين بقوله: الاستشراق طلب علوم الشرق ولغاتهم, ويسمى من يقوم بذلك (مستشرق) , وجمعه مستشرقون , وما ينجزونه يمسى استشراقاَ.
- وفي اللغة الانجليزية يعرف بـ " أوريانتليزم" (Orientalism ), كما يعرف المستشرق بـ " أوريانتاليست" (Orientalist ), وكلمة الاستشراق في اللغة الانجليزية مأخوذة من كلمة " أوريانت " ( (Orientالتي هي بمعنى الشرق, فحقيقة مصطلح كلمة الاستشراق أنها ترجمة لكلمة " أوريانتليزم" ( (Orientalismالتي أدرجت في قاموس الأكاديمية الفرنسية " في القرن التاسع عشر , وبالتحديد في عام 1838.
- أي أن هذا المصطلح خرج قبل القرن التاسع عشر , وبرز وتحدث عنه عدد من الغربيين , ثم أدرج في ذلك القاموس في القرن التاسع عشر ميلادي .
هو تعلم علوم الشرق .
ويرى المستشرق ( ميكائيل أنجلو جويدي ) أن المستشرق الجدير بهذا اللقب هو الذي لا يقتصر على معرفة بعض اللغات التي تتحدث بها الأمم الشرقية وإدراك عاداتها فحسب ، بل يجمع إلى ذلك الوقوف على القوى الروحية والفكرية والأدبية التي أثرت في الثقافة الإنسانية
تاريخ الاستشراق :
- لا يمكن تحديد اسم أول غربي اعتنى بالدراسات الشرقية ، ولا في أي وقت
- ولكن المتوقع أن رجال الكنيسة في أوروبا هم أول من قصد البلاد الشرقية ،
-ولاسيما الأندلس إبان ازدهارها لدراسة العلوم الإسلامية وترجمة القرآن الكريم والعلوم الأخرى وبخاصة الفلسفة والطب والرياضيات ،
-ومن أوائل هؤلاء الراهب الفرنسي (جربرت ) الذي انتخب بابا لكنيسة روما عام 999م بعد عودته من الأندلس ،
-وبطرس المحترم (1092 ـ 1156م)، وجيراردي كريمون (1114ـ 1187م)
-تلك كانت البداية ، إلا أن المؤرخين يكادون يجمعون على أن الاستشراق انتشر في أوروبا بصفة نشيطة بعد فترة عهد الإصلاح الديني على يد ( مارتن لوثر ) عام 1543م ،
مراحل الاستشراق :
لقد مرَّ الاستشراق بثلاث مراحل ، وهي على النحو الآتي :
المرحلة الأولى : مرحلة استكشاف كنه الإسلام وأسباب انتشاره ، وحقيقة الفاتحين المسلمين وسر قوتهم العسكرية ، وتعد هذه المرحلة مرحلة موضوعية تبحث عن الحقيقة .
المرحلة الثانية : وهي مرحلة مشوبة بالعدوان ،وتبحث عن العيوب والنقائص في العلوم الإسلامية وبُنية المجتمع ، وتوجّه الصليبيين ضد مصالح المسلمين ، وتعمل على إثارة الشّبه حول قضايا الإسلام لإضعاف القناعة به .
المرحلة الثالثة : وهي مرحلة العدوان السافر ، وقد ظهرت بعد فشل الحملات الصليبية التي كان آخرها الحملة الثامنة بقيادة لويس التاسع الذي لفت أنظار الغرب بعد أسره في المنصورة بمصر إلى الغزو الفكري حين قال : ( لا سبيل إلى النصر والتغلب على المسلمين عن طريق القوة الحربية ، لأن تديّنهم بالإسلام يدفعهم للمقاومة والجهاد وبذل النفس في سبيل الله لحماية دار الإسلام وصون الحرمات والأعراض ، وأنه لابد من سبيل آخر وهو تحويل الفكر الإسلامي وترويض المسلمين عن طريق الغزو الفكري ).
فكانت منعطفاً في تاريخ الاستشراق حوّلته إلى حرب العقيدة والفكر عن طريق التأليف والمؤتمرات والمجلات ووسائل النشر .
أهداف الاستشراق :
الهدف الأول ـهدف علمي ( هدف موضوعي ) :
أقبل نفر قليل من المستشرقين على كتب التراث الإسلامي بهدف الإطلاع على حضارات الأمم وثقافاتها ولغاتها ودراستها دراسة موضوعية وجادة رغبة في الوصول إلى الحقيقة العلمية ، وقد كانوا أقل من غيرهم خطأً ، لأنهم فيما يظهر لم يتعمدوا التحريف والدّس ، فجاءت بحوثهم أقرب إلى الصواب والموضوعية من غيرهم ،بل إن منهم من اهتدى إلى الإسلام مثل ( اللورد هيدلي دانين دنينيه ) وتسمى ( بناصر الدين دنينيه ) ، ومنهم من كان مُنصفاً في رأيه مثل ( رينان ) الذي أنكر ألوهية المسيح عليه السلام وأثنى على كتب السيرة النبوية ، و ( كان لايل ) الذي أعجب بشخصية الرسول ، ووعدّه من الأبطال ، على أن هؤلاء غالباً ما يعتمدون على مواردهم المالية الخاصة بحيث يتمكنون من البحث المجرد عن الهوى أو التأثير الخارجي
الهدف الثاني ـهدف صليبي ، وتمثل فيما يأتي :
1 ـ الانتصار للصليبية التي اتجهت حملاتها إلى البلاد الإسلامية ثم الاستمرار في القيام بدور الهجوم الفكري على عقيدة الأمة الإسلامية وفكرها بعد فشل هذه الحملات عسكرياً عن طريق تشويه مبادئ الإسلام وقِيَمه ومصادره وتاريخه .
2 ـ التهيئة للتبشير بالنصرانية بين المسلمين ليقوم الاستشراق بوظيفة تجهيز المنصرين ، وإحاطتهم بواقع العالم الإسلامي ، وعيوب المجتمعات الإسلامية ، وأماكن تجمعات النصارى المقيمين في البلاد الإسلامية ، ومدى تأثيرهم ومساعدتهم لدوائر التنصير بالمعلومات .
3 ـ الحاجة إلى العلوم الإسلامية تجاوباً مع الضغط الفكري الذي تتعرض له الكنيسة عن طريق النقد للنظريات والآراء الفلسفية والتاريخية التي كانت تتبناها الكنيسة وتُضفي عليها صفة القداسة ، مما اضطرها إلى إعادة النظر في شروح الأناجيل لمحاولة تفهمها على أساس التطورات العلمية الجديدة ، ولاسيما بعد حركة الإصلاح الديني التي قادها ( مارتن لوثر ) ، ومن هنا اتجهوا إلى الدراسات العبرانية وهذه أدّت إلى الدراسات العربية ، لأن هذه الأخيرة كانت ضرورية لفهم الأولى ، ومع مرور الزمن اتسع نطاق الدراسات الشرقية.
الهدف الثالث ـهدف دفاعي :
حرص عليه رجال الكنيسة عن طريق الكتابة باللغات المحلية في أوروبا لتشويـه صورة الإسلام ووصفه بالوحشية والعداء للشعوب الأخرى ، والشدة في الأحكام حتى لا يغتر أبناء أوروبا بالحضارة الإسلامية ولاسيما في عهد ازدهار الحضارة العثمانية وامتداد فتوحاتها إلى قلب أوروبا مما كان محل إعجاب كثير من الأوروبيين وانبهارهم متنكرين بذلك للأهداف العلمية
وسائل الاستشراق وأنشطة المستشرقين :
1 ـ التأليف : اتجه عدد كبير من المستشرقين إلى التأليف في موضوعات مختلفة عن الإسلام وعقيدته ورسوله صلى الله عليه وسلم وقرآنه والسنة النبوية ، وتعمّد غالب هؤلاء تشويه صورة الإسلام وإثارة الشبهات حوله ، ومن هؤلاء :
ـ أ . ج . أربري : وهو مستشرق إنجليزي معروف بالتعصب ضد الإسلام ، ومن كتبه : (الإسلام اليوم ) صدر عام 1943م . ( التصوف ) صدر عام 1950م
( ترجمة القرآن ) صدر عام 1950م .
ـ أ . ر. جب : وهو مستشرق إنجليزي معادٍ للإسلام ، تتّسم كتبه بالعمق والخطورة ومنها : (طريق الإسلام) بالاشتراك ، ( الاتجاهات الحديثة في الإسلام ) صدر عام 1947م ، ( المذهب المحمدي ) صدر عام 1947م .
ـ أ . ج . فينسينك : عدوّ لدود للإسلام يدّعي أن الرسول صلى الله عليه وسلم ألَّف القرآن من خلاصة الكتب الدينية والفلسفية التي سبقته ، ومن كتبه ( عقيدة الإسلام ) صدر عام 1932م .
2 ـ الجمعيات والمجلات : أنشئ في أوروبا عدد من الجمعيات التي تخدم الاستشراق ، وتسعى إلى تحقيق أهدافه ابتداءً من عام 1787م ، حيث أنشئت جمعية المستشرقين في فرنسا ، وأُلحق بها أخرى عام 1820م ، وأصدرت ( المجلة الآسيوية ) ، وفي لندن تألفت جمعية تحت رعاية الملك عام 1823م باسم ( الجمعية الآسيوية الملكية )، وفي أمريكا عام 1842م نشأت ( الجمعية الشرقية الأمريكية ) ، وصدرت عدة مجلات منها : ( مجلة الدراسات الشرقية ) وكانت تصدر في ولاية ( أوهايو ) ، ومجلة ( شئون الشرق الأوسط )وهي ذات طابع سياسي .
3 ـ الدوائر المعرفية : ومن أشهرها ( دائرة المعارف الإسلامية ) التي كانت تصدر بعدة لغات ، وقد استنفر المستشرقون كل قواهم وسخروا كل أقلامهم من أجل إصدار هذه الموسوعة التي تعتمد على الخلط والتحريف والعداوة السافرة لفكر الإسلام .
إلى غير ذلك من المجالات ، مثل محاولتهم الدخول في المجامع العلمية العربية كمجمع اللغة العربية بالقاهرة وفي دمشق ، كما حاولوا التأثير على مبادئ التربية الإسلامية واستبدالها بالمبادئ الغربية.
آثار الاستشراق على ثقافة المسلمين :
- أدّى الاستشراق إلى إضعاف عقيدة المسلمين ،
- وتشويه صورة الإسلام لدى أبنائه ،
- وإشعارهم بتناقض دينهم وقصوره في مواجهة الجديد والمتطور في واقع الحياة ، ومقارنة ذلك بالفكر الغربي الذي أظهره المستشرقون في صورة الفكر المتكامل والمتلائم مع الحياة العصرية ،
- مما أدّى إلى انهزام نفسية كثير من المسلمين أمام التيار الجارف من كتابات المستشرقين التي تدس الفكر المنحرف ، وتثير الشبه حول الإسـلام .
.