القحواط 1913م
2009- 1- 21, 10:08 AM
لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّامِ واليَمَـن ِإِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحـدِ والكَفَـنِ
إِنَّ الغَريِـبَ لَـهُ حَـقٌّ لِغُرْبَتِـهِ على الْمُقيمينَ في الأَوطانِ والسَّكَنِ
لا تنهرنَّ غريبـا حـال غربتـهِ الدهـرٌ ينهـره بالـذل والمحـنِ
سَفَري بَعيدٌ وَزادي لَـنْ يُبَلِّغَنـي وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والمـوتُ يَطلُبُنـي
وَلي بَقايا ذُنـوبٍ لَسْـتُ أَعْلَمُهـا الله يَعْلَمُهـا فـي السِّـرِ والعَلَـنِ
مَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْـثُ أَمْهَلَنـي وقَدْ تَمادَيْتُ في ذَنْبـي ويَسْتُرُنِـي
تَمُرُّ ساعـاتُ أَيَّامـي بِـلا نَـدَم ٍولا بُكـاءٍ وَلاخَـوْفٍ ولا حَـزَنِ
أَنَا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْـوابَ مُجْتَهِـداً عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُني
يَا زَلَّةً كُتِبَتْ فـي غَفْلَـةٍ ذَهَبَـتْ يَا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُنـي
دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسـي وَأَنْدِبُهـا وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالتَّذْكِيـرِ وَالحَـزَنِ
دع عنك عذلي يا من كان يعذلنـي لو كنت تعلم ما بي كنت تعذرنـي
دعني أسحُّ دموعا لا انقطاع لهـا فهل عسى عبرةٌ منهـا تُخلصنـي
كَأَنَّني بَينَ جُلِّ الأَهـلِ مُنطَرِحَـا ًعَلى الفِـراشِ وَأَيْديهِـمْ تُقَلِّبُنـي
وقد تجمَّع حولي مَن ينوحَ ومـن يبكي علـيَّ وينعانـي ويندبنـي
وَقد أَتَوْا بِطَبيـبٍ كَـيْ يُعالِجَنـي وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هذا اليـومَ يَنْفَعُنـي
واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُها مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفقٍ ولا هَـوَنِ
واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها وصَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني
وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَـنِ
وَقامَ مَنْ كانَ حِبُّ النّاسِ في عَجَلٍ نَحْـوَ المُغَسِّـلِ يَأْتينـي يُغَسِّلُنـي وَ قالَ يا قَوْمِ نَبْغِي غاسِـلاً حَذِقـا ًحُراً أَرِيبـاً لَبِيبـاً عَارِفـاً فَطِـنِ
فَجاءَني رَجُـلٌ مِنْهُـمْ فَجَرَّدَنـي مِنَ الثِّيـابِ وَأَعْرَانـي وأَفْرَدَنـي
وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحـاً وَصَارَ فَوْقي خَرِيرُ الماءِ يَنْظِفُنـي
وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَنـي غُسْلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَـوْمَ بِالكَفَـنِ
وَأَلْبَسُونـي ثِيابـاً لا كِمـامَ لهـا وَصارَ زَادي حَنُوطِي حينَ حَنَّطَني
وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيا فَـوا أَسَفـا ًعَلـى رَحِيـلٍ بِـلا زادٍ يُبَلِّغُنـي
وَحَمَّلوني على الأْكتـافِ أَربَعَـةٌ مِنَ الرِّجالِ وَخَلْفِي مَـنْ يُشَيِّعُنـي
وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفوا خَلْفَ الإِمَامِ فَصَلَّى ثـمّ وَدَّعَنـي
صَلَّوْا عَلَيَّ صَلاةً لا رُكـوعَ لهـا ولا سُجـودَ لَعَـلَّ اللهَ يَرْحَمُنـي
وَأَنْزَلوني إلى قَبري علـى مَهَـل ٍوَقَدَّمُـوا واحِـداً مِنهـم يُلَحِّدُنـي
وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنيهِ أَغْرَقَنـي
فَقـامَ مُحتَرِمـاً بِالعَـزمِ مُشْتَمِـلا ًوَصَفَّفَ اللَّبِنَ مِنْ فَوْقِي وفارَقَنـي
وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِمـوا حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ
في ظُلْمَةِ القبـرِ لا أُمٌّ هنـاك ولا أَبٌ شَفـيـقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّسُـنـي
وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَرَت ْمِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان أَدهَشَني
مِنْ مُنكَرٍ ونكيرٍ مـا أَقـولُ لهـم قَدْ هَالَني أَمْرُهُمْ جِـداً فَأَفْزَعَنـي
وَأَقْعَدوني وَجَـدُّوا فـي سُؤالِهِـم ُمَالِي سِوَاكَ إِلهي مَـنْ يُخَلِّصُنِـي
فَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوٍ مِنـك يـا أَمَلـي فَإِنَّنـي مُوثَـقٌ بِالذَّنْـبِ مُرْتَهَـنِ
تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُـوا وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي فَأَثْقَلَني
واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْلاً لها بَدَلـي وَحَكَّمَتْهُ عَلىَ الأَمْـوَالِ والسَّكَـنِ
وَصَيَّرَتْ وَلَـدي عَبْـداً لِيَخْدُمَـه وَصَارَ مَالي لهم حِـلاً بِـلا ثَمَـنِ
فَـلا تَغُرَّنَّـكَ الدُّنْيـا وَزِينَتُـهـا وانْظُرْ إلى فِعْلِها في الأَهْلِ والوَطَنِ
وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَـنِ
خُذِ القَنَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِهـا لَوْ لم يَكُنْ لَـكَ إِلا رَاحَـةُ البَـدَنِ
يَا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَـرا ًيَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ
يَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي فِعْلاً جميـلاً لَعَـلَّ اللهَ يَرحَمُنـي
يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَـنِ
ثمَّ الصلاةُ على الْمُختـارِ سَيِّدِنـا مَا وَصَّا البَرْقَ في شَّامٍ وفي يَمَـنِ
والحمـدُ لله مُمْسِينَـا وَمُصْبِحِنَـا بِالخَيْرِ والعَفْوْ والإِحْسانِ وَالمِنَـنِ
إِنَّ الغَريِـبَ لَـهُ حَـقٌّ لِغُرْبَتِـهِ على الْمُقيمينَ في الأَوطانِ والسَّكَنِ
لا تنهرنَّ غريبـا حـال غربتـهِ الدهـرٌ ينهـره بالـذل والمحـنِ
سَفَري بَعيدٌ وَزادي لَـنْ يُبَلِّغَنـي وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والمـوتُ يَطلُبُنـي
وَلي بَقايا ذُنـوبٍ لَسْـتُ أَعْلَمُهـا الله يَعْلَمُهـا فـي السِّـرِ والعَلَـنِ
مَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْـثُ أَمْهَلَنـي وقَدْ تَمادَيْتُ في ذَنْبـي ويَسْتُرُنِـي
تَمُرُّ ساعـاتُ أَيَّامـي بِـلا نَـدَم ٍولا بُكـاءٍ وَلاخَـوْفٍ ولا حَـزَنِ
أَنَا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْـوابَ مُجْتَهِـداً عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُني
يَا زَلَّةً كُتِبَتْ فـي غَفْلَـةٍ ذَهَبَـتْ يَا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُنـي
دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسـي وَأَنْدِبُهـا وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالتَّذْكِيـرِ وَالحَـزَنِ
دع عنك عذلي يا من كان يعذلنـي لو كنت تعلم ما بي كنت تعذرنـي
دعني أسحُّ دموعا لا انقطاع لهـا فهل عسى عبرةٌ منهـا تُخلصنـي
كَأَنَّني بَينَ جُلِّ الأَهـلِ مُنطَرِحَـا ًعَلى الفِـراشِ وَأَيْديهِـمْ تُقَلِّبُنـي
وقد تجمَّع حولي مَن ينوحَ ومـن يبكي علـيَّ وينعانـي ويندبنـي
وَقد أَتَوْا بِطَبيـبٍ كَـيْ يُعالِجَنـي وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هذا اليـومَ يَنْفَعُنـي
واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُها مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفقٍ ولا هَـوَنِ
واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها وصَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني
وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَـنِ
وَقامَ مَنْ كانَ حِبُّ النّاسِ في عَجَلٍ نَحْـوَ المُغَسِّـلِ يَأْتينـي يُغَسِّلُنـي وَ قالَ يا قَوْمِ نَبْغِي غاسِـلاً حَذِقـا ًحُراً أَرِيبـاً لَبِيبـاً عَارِفـاً فَطِـنِ
فَجاءَني رَجُـلٌ مِنْهُـمْ فَجَرَّدَنـي مِنَ الثِّيـابِ وَأَعْرَانـي وأَفْرَدَنـي
وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحـاً وَصَارَ فَوْقي خَرِيرُ الماءِ يَنْظِفُنـي
وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَنـي غُسْلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَـوْمَ بِالكَفَـنِ
وَأَلْبَسُونـي ثِيابـاً لا كِمـامَ لهـا وَصارَ زَادي حَنُوطِي حينَ حَنَّطَني
وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيا فَـوا أَسَفـا ًعَلـى رَحِيـلٍ بِـلا زادٍ يُبَلِّغُنـي
وَحَمَّلوني على الأْكتـافِ أَربَعَـةٌ مِنَ الرِّجالِ وَخَلْفِي مَـنْ يُشَيِّعُنـي
وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفوا خَلْفَ الإِمَامِ فَصَلَّى ثـمّ وَدَّعَنـي
صَلَّوْا عَلَيَّ صَلاةً لا رُكـوعَ لهـا ولا سُجـودَ لَعَـلَّ اللهَ يَرْحَمُنـي
وَأَنْزَلوني إلى قَبري علـى مَهَـل ٍوَقَدَّمُـوا واحِـداً مِنهـم يُلَحِّدُنـي
وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنيهِ أَغْرَقَنـي
فَقـامَ مُحتَرِمـاً بِالعَـزمِ مُشْتَمِـلا ًوَصَفَّفَ اللَّبِنَ مِنْ فَوْقِي وفارَقَنـي
وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِمـوا حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ
في ظُلْمَةِ القبـرِ لا أُمٌّ هنـاك ولا أَبٌ شَفـيـقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّسُـنـي
وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَرَت ْمِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان أَدهَشَني
مِنْ مُنكَرٍ ونكيرٍ مـا أَقـولُ لهـم قَدْ هَالَني أَمْرُهُمْ جِـداً فَأَفْزَعَنـي
وَأَقْعَدوني وَجَـدُّوا فـي سُؤالِهِـم ُمَالِي سِوَاكَ إِلهي مَـنْ يُخَلِّصُنِـي
فَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوٍ مِنـك يـا أَمَلـي فَإِنَّنـي مُوثَـقٌ بِالذَّنْـبِ مُرْتَهَـنِ
تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُـوا وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي فَأَثْقَلَني
واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْلاً لها بَدَلـي وَحَكَّمَتْهُ عَلىَ الأَمْـوَالِ والسَّكَـنِ
وَصَيَّرَتْ وَلَـدي عَبْـداً لِيَخْدُمَـه وَصَارَ مَالي لهم حِـلاً بِـلا ثَمَـنِ
فَـلا تَغُرَّنَّـكَ الدُّنْيـا وَزِينَتُـهـا وانْظُرْ إلى فِعْلِها في الأَهْلِ والوَطَنِ
وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَـنِ
خُذِ القَنَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِهـا لَوْ لم يَكُنْ لَـكَ إِلا رَاحَـةُ البَـدَنِ
يَا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَـرا ًيَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ
يَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي فِعْلاً جميـلاً لَعَـلَّ اللهَ يَرحَمُنـي
يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَـنِ
ثمَّ الصلاةُ على الْمُختـارِ سَيِّدِنـا مَا وَصَّا البَرْقَ في شَّامٍ وفي يَمَـنِ
والحمـدُ لله مُمْسِينَـا وَمُصْبِحِنَـا بِالخَيْرِ والعَفْوْ والإِحْسانِ وَالمِنَـنِ