الغَـدَقْ
2012- 3- 6, 02:42 AM
( صﻼة الجماعة )*جزء من محاضرة : (*الجريمة الكبرى*)* للشيخ : (*عائض القرني*)
صﻼة الجماعة وجوب أداء الصﻼة في المساجد واﻷدلة على ذلك وﻻ يقبل الله الصﻼة إﻻ في المساجد
يا أمة المساجد!
وﻻ تؤدى الصﻼة إﻻ: {*فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ***رِجَالٌ ﻻ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَﻻ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّﻼةِ}*[النور:36-37]
}*إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}**[التوبة:18]*
{وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}**[البقرة:43]*
{وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّﻼةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ**}[النساء:102].
فﻼ صﻼة إﻻ في المسجد، يقول رسول الهداية، ومنقذ اﻹنسان، ومعلم البشرية، المحرر لﻺنسان من رق التبعية صلى الله عليه وسلم: {أثقل الصﻼة على المنافقين: صﻼة العشاء، وصﻼة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما ﻷتوهما ولو حبواً، ولقد هممت أن آمر بالصﻼة، ثم أخالف إلى أناس ﻻ يشهدون الصﻼة معنا، ومعي رجال معهم حزم من حطب، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار، والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقاً سميناً، أو مِرْماتَين حسنتين لشهد الصﻼة معنا*}
وعند*أحمد*: {والذي نفسي بيده لوﻻ ما في البيوت من النساء والذرية لحرقت عليهم بيوتهم بالنار*}
يقول عليه الصﻼة والسﻼم فيما رواه*البيهقي*، وصححه*عبد الحق اﻹشبيلي*: {من سمع النداء للصﻼة فلم يأت، فﻼ صﻼة له إﻻ من عذر*}
وعند*البيهقي*عن*علي*: [[ﻻ صﻼة لجار المسجد إﻻ في المسجد*]].
ويأتي أعمى إلى رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، قيل: هو*ابن أم مكتوم*اﻷعمى الذي سماه الله في القرآن: أعمى كما في سورة عبس، لكنه والله ليس بأعمى، والذي ﻻ يعرف هدايته، إن اﻷعمى الذي ﻻ يعرف مستقبله، إن اﻷعمى الذي ﻻ يتبع كتاب ربه، ويقطع الصلة بينه وبين الله لكن*ابن أم مكتوم*أعمى البصر، وليس أعمى البصيرة، أما أعمى البصيرة فهو الذي يقول الله فيه: {*أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ**} [الرعد:19]..
{أتى*ابن أم مكتوم*فقال: يا رسول الله! أنا أعمى، بعيد الدار، ليس لي قائد يﻼئمني، وبيني وبين المسجد وادٍ مسيل وظلمة، فهل تجد لي من رخصة؟ فأرخص له، ثم تذكر صلى الله عليه وسلم عهد الله وميثاقه وفريضته، فدعاه، فقال: هل تسمع حي على الصﻼة، حي على الفﻼح، قال: نعم، قال: فأجب، فإني ﻻ أجد لك رخصة*} أي: من أين أرخص لك وهذه فريضة الله، والترخيص ﻻ يصدر إﻻ من الله، أما أنا فﻼ أجد لك رخصة أبداً،
ولذلك:مَن خان (حيَّ على الصﻼة)*****يَخون (حيَّ على الكفاحْ)مَن خان (حيَّ على الصﻼة)*****يَخون (حيَّ على الفﻼحْ)هاتوا مِن المليار مليوناً *****صِحاحاً مِن صحاحْلما خنّا حيّ على الصﻼة، حيّ على الفﻼح، خنّا حيّ على الكفاح، وحيّ على الجهاد والتضحية
اهتمام السلف بصﻼة الجماعةوأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم لم يَعُدُّوا عمﻼً، ولم يُجْمِعوا على عمل أن تركه كفر إﻻ الصﻼة.
قال*شقيق بن عبد الله العقيلي*: [[أجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن من ترك الصﻼة فقد كفر*]]
ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يشتاق للصﻼة دائماً وأبداً في المسجد،
تقول*عائشة*رضي الله عنها وأرضاها: {*كان صلى الله عليه وسلم يكون في مهنة أهله -في خدمة أهله- يقطع اللحم، ويخصف النعل، ويرقع الثوب فإذا سمع الله أكبر، قام إلى الصﻼة كأننا ﻻ نعرفه وﻻ يعرفنا*}.
هذا معنى ﻻ إله إﻻ الله، هذا معنى التوجه إلى الله، ليس اﻹسﻼم افتراءً ودجﻼً وكذباً، ليس اﻹسﻼم نفاقاً وخنوعاً في البيوت والناس يصلون في المساجد،
وفي*صحيح مسلم*عن*ابن مسعود*رضي الله عنه قال: [[والله لقد رأيتُنا مع رسول صلى الله عليه وسلم وما يتخلف عن الصﻼة إﻻ منافق معلوم النفاق، ولقد كان يؤتي بالرجل يهادى به بين الرجلين، حتى يقام في الصف*]].
لذلك كان*السلف الصالح*رضي الله عن*السلف*، وسﻼم على*السلف الصالح*ﻻ يفتئون إذا سمعوا: الله أكبر، إﻻ أن يقوموا مباشرة إلى المسجد.
يقول*سعيد بن المسيب*رحمه الله وهو في سكرات الموت، وبناته يبكين عليه، قال: [[ﻻ تبكين عليَّ فوالله ما فاتتني تكبيرة اﻹحرام مع اﻹمام أربعين سنة*]]
وقال*اﻷعمش سليمان بن مهران*؛ الزاهد العابد، العﻼمة النحرير، وهو في سكرات الموت، وابنه يبكي عليه، قال: [[يا بني ﻻ تبكِِ عليَّ، فوالله ما فاتتني صﻼة الجماعة ستين سنة]]
وكان*ثابت بن عبد الله بن الزبير*كلما أصبح بعد الفجر يرفع يديه، ويقول: [[اللهم إني أسألك الميتة الحسنة، اللهم إني أسألك الميتة الحسنة، فقال له أبناؤه: ما هي الميتة الحسنة يا أبتاه؟ فقال: أن يتوفاني ربي وأنا ساجد في الصﻼة. ومضى عمره، فلما حضرته سكرات الموت سمع التكبير لصﻼة المغرب، فقال ﻷبنائه: احملوني إلى المسجد، فقالوا: يا سبحان الله! أنت في سكرات الموت والله عذَرك، قال: ﻻ والله! ﻻ أسمع حيّ على الصﻼة حيّ على الفﻼح وأبقى في بيتي، فحملوه على أكتافهم، فلما صلى صﻼة المغرب، وكان في السجدة اﻷخيرة توفاه الله في سجوده*]] هذه هي الميتة الحسنة، هذا هو المصير المحمود، هذا هو المستقبل الرائع.
الحض على صﻼة الجماعةيا شيوخ اﻹسﻼم! ويا شباب اﻹسﻼم! أي إيمان بالله لمن يصلي بالبيت ويسمع داعي الله وليس له عذر، وأي إسﻼم لمن يتخلف عن المساجد، إنه منافق معلوم النفاق، يقول عليه الصﻼة والسﻼم فيما رواه*الترمذي*: {من رأيتموه يعتاد المساجد فاشهدوا له باﻹيمان*} فإن الله يقول:*إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ**[التوبة:18]
وهذا هو الرسول عليه الصﻼة والسﻼم في لحظات حياته اﻷخيرة، وفي أنفاسه اﻷخيرة في سكرات الموت يلفظ الشهادة، ويقول: {الصﻼة، الصﻼة، وما ملكت أيمانكم*}.الله الله في الصﻼة، الله الله في الصﻼة.
وطُعن أمير المؤمنين*عمر*رضي الله عنه وأرضاه فأصبحت عيونه تهراق بالدموع، وهو لم يكمل الصﻼة، فأعانه الله على إكمالها، فأخذ يقول: [[الله الله في الصﻼة، ﻻ حظ في اﻹسﻼم لمن ترك الصﻼة*]].
وقد قال بوجوب الصﻼة في الجماعة جمهرةٌ مِن أهل العلم، منهم:*عمر*ومعاذ*وعلي*وعائشة*وابن عباسواﻷوزاعي*وأبو ثور*والشافعي*، وحقق ذلك*ابن حزم*في*المحلى*، واشترطها*ابن تيمية*شيخ اﻹسﻼم، قال: "هي شرط في صحة الصﻼة" أي: الجماعة، فكأنها إذا صُلِّيت فُرادى ﻻ تصح عند هذا اﻹمام العمﻼق، وﻻ تُقبل إﻻ من عذر.
فالله، الله، يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم في الصﻼة جماعة، إن كنتم تريدون وجهَ الله، إن كنتم تريدون المستقبلَ الرائع الطيب، إن كنتم تريدون الثباتَ والخاتمةَ الحسنة، والرزقَ الحﻼل، والولدَ الصالح، والسعةَ في الرزق، والراحةَ في البال، واليقينَ، واﻻتصالَ بالحي القيوم، واﻷمنَ، والسكينةَ فالصﻼة في الجماعة.
وإنه -والله- ﻻ تعمر بيوتكم، وﻻ يصلح أبناؤكم، وﻻ يبارك الله في رزقكم، إﻻ إذا عبدتموه في المساجد خمس مرات، فمن صلى معنا خمس مرات شهدنا له بالله العظيم أنه مؤمن، ومن تخلف عنا بﻼ عذر شهدنا عليه أنه منافق:*}وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً}**[البقرة:143]
فنحن شهداء الله في أرضه، من شهد له المسلمون بخير فهو خيِّر، ومن شهدوا عليه بشر فهو شرير.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو التواب الرحيم.
:004::004:
صﻼة الجماعة وجوب أداء الصﻼة في المساجد واﻷدلة على ذلك وﻻ يقبل الله الصﻼة إﻻ في المساجد
يا أمة المساجد!
وﻻ تؤدى الصﻼة إﻻ: {*فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ***رِجَالٌ ﻻ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَﻻ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّﻼةِ}*[النور:36-37]
}*إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}**[التوبة:18]*
{وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}**[البقرة:43]*
{وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّﻼةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ**}[النساء:102].
فﻼ صﻼة إﻻ في المسجد، يقول رسول الهداية، ومنقذ اﻹنسان، ومعلم البشرية، المحرر لﻺنسان من رق التبعية صلى الله عليه وسلم: {أثقل الصﻼة على المنافقين: صﻼة العشاء، وصﻼة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما ﻷتوهما ولو حبواً، ولقد هممت أن آمر بالصﻼة، ثم أخالف إلى أناس ﻻ يشهدون الصﻼة معنا، ومعي رجال معهم حزم من حطب، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار، والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقاً سميناً، أو مِرْماتَين حسنتين لشهد الصﻼة معنا*}
وعند*أحمد*: {والذي نفسي بيده لوﻻ ما في البيوت من النساء والذرية لحرقت عليهم بيوتهم بالنار*}
يقول عليه الصﻼة والسﻼم فيما رواه*البيهقي*، وصححه*عبد الحق اﻹشبيلي*: {من سمع النداء للصﻼة فلم يأت، فﻼ صﻼة له إﻻ من عذر*}
وعند*البيهقي*عن*علي*: [[ﻻ صﻼة لجار المسجد إﻻ في المسجد*]].
ويأتي أعمى إلى رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، قيل: هو*ابن أم مكتوم*اﻷعمى الذي سماه الله في القرآن: أعمى كما في سورة عبس، لكنه والله ليس بأعمى، والذي ﻻ يعرف هدايته، إن اﻷعمى الذي ﻻ يعرف مستقبله، إن اﻷعمى الذي ﻻ يتبع كتاب ربه، ويقطع الصلة بينه وبين الله لكن*ابن أم مكتوم*أعمى البصر، وليس أعمى البصيرة، أما أعمى البصيرة فهو الذي يقول الله فيه: {*أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ**} [الرعد:19]..
{أتى*ابن أم مكتوم*فقال: يا رسول الله! أنا أعمى، بعيد الدار، ليس لي قائد يﻼئمني، وبيني وبين المسجد وادٍ مسيل وظلمة، فهل تجد لي من رخصة؟ فأرخص له، ثم تذكر صلى الله عليه وسلم عهد الله وميثاقه وفريضته، فدعاه، فقال: هل تسمع حي على الصﻼة، حي على الفﻼح، قال: نعم، قال: فأجب، فإني ﻻ أجد لك رخصة*} أي: من أين أرخص لك وهذه فريضة الله، والترخيص ﻻ يصدر إﻻ من الله، أما أنا فﻼ أجد لك رخصة أبداً،
ولذلك:مَن خان (حيَّ على الصﻼة)*****يَخون (حيَّ على الكفاحْ)مَن خان (حيَّ على الصﻼة)*****يَخون (حيَّ على الفﻼحْ)هاتوا مِن المليار مليوناً *****صِحاحاً مِن صحاحْلما خنّا حيّ على الصﻼة، حيّ على الفﻼح، خنّا حيّ على الكفاح، وحيّ على الجهاد والتضحية
اهتمام السلف بصﻼة الجماعةوأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم لم يَعُدُّوا عمﻼً، ولم يُجْمِعوا على عمل أن تركه كفر إﻻ الصﻼة.
قال*شقيق بن عبد الله العقيلي*: [[أجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن من ترك الصﻼة فقد كفر*]]
ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يشتاق للصﻼة دائماً وأبداً في المسجد،
تقول*عائشة*رضي الله عنها وأرضاها: {*كان صلى الله عليه وسلم يكون في مهنة أهله -في خدمة أهله- يقطع اللحم، ويخصف النعل، ويرقع الثوب فإذا سمع الله أكبر، قام إلى الصﻼة كأننا ﻻ نعرفه وﻻ يعرفنا*}.
هذا معنى ﻻ إله إﻻ الله، هذا معنى التوجه إلى الله، ليس اﻹسﻼم افتراءً ودجﻼً وكذباً، ليس اﻹسﻼم نفاقاً وخنوعاً في البيوت والناس يصلون في المساجد،
وفي*صحيح مسلم*عن*ابن مسعود*رضي الله عنه قال: [[والله لقد رأيتُنا مع رسول صلى الله عليه وسلم وما يتخلف عن الصﻼة إﻻ منافق معلوم النفاق، ولقد كان يؤتي بالرجل يهادى به بين الرجلين، حتى يقام في الصف*]].
لذلك كان*السلف الصالح*رضي الله عن*السلف*، وسﻼم على*السلف الصالح*ﻻ يفتئون إذا سمعوا: الله أكبر، إﻻ أن يقوموا مباشرة إلى المسجد.
يقول*سعيد بن المسيب*رحمه الله وهو في سكرات الموت، وبناته يبكين عليه، قال: [[ﻻ تبكين عليَّ فوالله ما فاتتني تكبيرة اﻹحرام مع اﻹمام أربعين سنة*]]
وقال*اﻷعمش سليمان بن مهران*؛ الزاهد العابد، العﻼمة النحرير، وهو في سكرات الموت، وابنه يبكي عليه، قال: [[يا بني ﻻ تبكِِ عليَّ، فوالله ما فاتتني صﻼة الجماعة ستين سنة]]
وكان*ثابت بن عبد الله بن الزبير*كلما أصبح بعد الفجر يرفع يديه، ويقول: [[اللهم إني أسألك الميتة الحسنة، اللهم إني أسألك الميتة الحسنة، فقال له أبناؤه: ما هي الميتة الحسنة يا أبتاه؟ فقال: أن يتوفاني ربي وأنا ساجد في الصﻼة. ومضى عمره، فلما حضرته سكرات الموت سمع التكبير لصﻼة المغرب، فقال ﻷبنائه: احملوني إلى المسجد، فقالوا: يا سبحان الله! أنت في سكرات الموت والله عذَرك، قال: ﻻ والله! ﻻ أسمع حيّ على الصﻼة حيّ على الفﻼح وأبقى في بيتي، فحملوه على أكتافهم، فلما صلى صﻼة المغرب، وكان في السجدة اﻷخيرة توفاه الله في سجوده*]] هذه هي الميتة الحسنة، هذا هو المصير المحمود، هذا هو المستقبل الرائع.
الحض على صﻼة الجماعةيا شيوخ اﻹسﻼم! ويا شباب اﻹسﻼم! أي إيمان بالله لمن يصلي بالبيت ويسمع داعي الله وليس له عذر، وأي إسﻼم لمن يتخلف عن المساجد، إنه منافق معلوم النفاق، يقول عليه الصﻼة والسﻼم فيما رواه*الترمذي*: {من رأيتموه يعتاد المساجد فاشهدوا له باﻹيمان*} فإن الله يقول:*إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ**[التوبة:18]
وهذا هو الرسول عليه الصﻼة والسﻼم في لحظات حياته اﻷخيرة، وفي أنفاسه اﻷخيرة في سكرات الموت يلفظ الشهادة، ويقول: {الصﻼة، الصﻼة، وما ملكت أيمانكم*}.الله الله في الصﻼة، الله الله في الصﻼة.
وطُعن أمير المؤمنين*عمر*رضي الله عنه وأرضاه فأصبحت عيونه تهراق بالدموع، وهو لم يكمل الصﻼة، فأعانه الله على إكمالها، فأخذ يقول: [[الله الله في الصﻼة، ﻻ حظ في اﻹسﻼم لمن ترك الصﻼة*]].
وقد قال بوجوب الصﻼة في الجماعة جمهرةٌ مِن أهل العلم، منهم:*عمر*ومعاذ*وعلي*وعائشة*وابن عباسواﻷوزاعي*وأبو ثور*والشافعي*، وحقق ذلك*ابن حزم*في*المحلى*، واشترطها*ابن تيمية*شيخ اﻹسﻼم، قال: "هي شرط في صحة الصﻼة" أي: الجماعة، فكأنها إذا صُلِّيت فُرادى ﻻ تصح عند هذا اﻹمام العمﻼق، وﻻ تُقبل إﻻ من عذر.
فالله، الله، يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم في الصﻼة جماعة، إن كنتم تريدون وجهَ الله، إن كنتم تريدون المستقبلَ الرائع الطيب، إن كنتم تريدون الثباتَ والخاتمةَ الحسنة، والرزقَ الحﻼل، والولدَ الصالح، والسعةَ في الرزق، والراحةَ في البال، واليقينَ، واﻻتصالَ بالحي القيوم، واﻷمنَ، والسكينةَ فالصﻼة في الجماعة.
وإنه -والله- ﻻ تعمر بيوتكم، وﻻ يصلح أبناؤكم، وﻻ يبارك الله في رزقكم، إﻻ إذا عبدتموه في المساجد خمس مرات، فمن صلى معنا خمس مرات شهدنا له بالله العظيم أنه مؤمن، ومن تخلف عنا بﻼ عذر شهدنا عليه أنه منافق:*}وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً}**[البقرة:143]
فنحن شهداء الله في أرضه، من شهد له المسلمون بخير فهو خيِّر، ومن شهدوا عليه بشر فهو شرير.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو التواب الرحيم.
:004::004: