حلم ملوك
2012- 3- 11, 12:50 PM
حكي ان كسرى كان جالسا هو وزوجته شيرين على منظرة له تشرف على الدجله , وأنه عاين صيادا للسمك قد رمى شبكته , وأظهر فيها سمكه كبيره لم ير أحسن منها . فأعجبته
وقال لزوجته : أحببت أن يهدي لي هذا الصياد تلك السمكه لأحسن اليه .
فلما رأى الصياد تلك السمكه , قال لنفسه : الرأي ان اقدم هذه السمكه للملك , فاني لم أصد مثلها طوال عمري .
فان أعطاني شيئا يكون أحسن من بيعها , وان لم يعطني شيئا فأفرض أنها لم تقع في شبكتي
فصنع لها طبقا من قضبان الخشب ووضع لها حشيشا ووضع السمكه عليه . وحملها الى باب القصر
فدخل على كسرى وأعطاه اياها , فسر الملك لذالك كونه وافق مافي نفسه , وأمر الخازن ان يعطي الصياد اربعة الاف درهم , فمضى الصياد مع الخازن ليأخذ المال
فقالت شيرين لكسرى : أيها الملك : أما والله لقد أفسدت عليك أمر خاصتك وعوامك بما أمرت به لهذا الصياد
فقال لها : وكيف ذلك ؟ فقالت : لأن هذا الأمر لابد أن يشيع بين الناس . ومتى عاد الملك واعطى أحدا شيئا دون الاربعة آلاف درهم , يقول : أعطاني الملك دون ماأعطى لمن قدم اليه سمكه ! وان أعطيته أكثر مما أعطيت الصياد ذهبت أموالك وأنفذت خزائنك .
فلما سمع مقالها , قال لها : ان هذا الأمر قد فاتني , ولن أعود الى مثله
فقالت له : ان العاقل اذا وقع منه أمر وأمكنه استدراكه فيجب عليه ان يستدركه .
فقال : وكيف ذلك ؟ فقالت : بأن تحضر الصياد وتسأله عن السمكه : هل هي ذكر أم انثى
فان قال انها ذكر . فقل له : اني ظننتها انثى , وأعدها اليه واعطه خمسة دراهم , وان قال انها انثى فقل له : اني ظننتها ذكرا , فاستحسن رأيها , وأمر باحضار الصياد , فأحضر بين يديه
فقال له : ياهذا هذه السمكه ذكر أم انثى ؟
وكان الصياد خفيف الروح , فقال : ايها الملك هذه السمكه خنثى لاذكر ولاانثى , فاستلقى كسرى ضاحكا
وقال للخازن : احضر له اربعة الآف درهم أخرى , فأحضرها الخازن وأخذها الصياد , ووضعها في جراب على عنقه , فسقط درهم منه , فألقى الجراب عن عاتقه وأخذ الدرهم ووضعه في الجراب وحمل الجراب ومضى
فقالت شيرين : ايها الملك وضعت معروفك عند من لايستحقه , فقال لها : وكيف ذلك ؟ فقالت ألا تنظر الى خسة هذا الصياد , فانه لم ير في حياته عشرة دراهم مجتمعه , وقد وصل اليه هذا المال الجزيل , وعندما سقط منه درهم واحد وضع المال عن كاهله ليأخذه ولم يتركه لينتفع به بعض غلمان الملك .
فقال لها : لعل له عذرا , قالت : والله ماعذره الا خسة نفسه
فأمر كسرى باحضار الصياد , فلما حضر قال له : ويلك ! انك لم تر في عمرك مائة درهم , وعندما سقط درهم واحدا أخذته ولم تتركه لبعض خدمي ؟
فقال الصياد : ايها الملك عندما سقط الدرهم لم أخذه حبا له , وانما الملك قد غمرني باحسانه ووجب علي شكره
لما سقط الدرهم خفت أن أتركه فأكون قد كفرت احسانك ,
فقال الملك : وكيف ذلك , قال الصياد : لأن على وجه الدرهم الاول صورة الملك , وعلى الوجه الآخر اسمه . فخفت ان يطأه احد بقدمه وهو لايعلم
فاستحسن كسرى مقاله , وأمر له بأربعة الاف درهم اخرى
وأمر حاجبه أن ينادي أن الملك قد أمر أن لايتدبر أحد برأي النساء , فان من تدبر بهن خاب , وخسر خسرانا مبينا
hilm almlook
:oao:
وقال لزوجته : أحببت أن يهدي لي هذا الصياد تلك السمكه لأحسن اليه .
فلما رأى الصياد تلك السمكه , قال لنفسه : الرأي ان اقدم هذه السمكه للملك , فاني لم أصد مثلها طوال عمري .
فان أعطاني شيئا يكون أحسن من بيعها , وان لم يعطني شيئا فأفرض أنها لم تقع في شبكتي
فصنع لها طبقا من قضبان الخشب ووضع لها حشيشا ووضع السمكه عليه . وحملها الى باب القصر
فدخل على كسرى وأعطاه اياها , فسر الملك لذالك كونه وافق مافي نفسه , وأمر الخازن ان يعطي الصياد اربعة الاف درهم , فمضى الصياد مع الخازن ليأخذ المال
فقالت شيرين لكسرى : أيها الملك : أما والله لقد أفسدت عليك أمر خاصتك وعوامك بما أمرت به لهذا الصياد
فقال لها : وكيف ذلك ؟ فقالت : لأن هذا الأمر لابد أن يشيع بين الناس . ومتى عاد الملك واعطى أحدا شيئا دون الاربعة آلاف درهم , يقول : أعطاني الملك دون ماأعطى لمن قدم اليه سمكه ! وان أعطيته أكثر مما أعطيت الصياد ذهبت أموالك وأنفذت خزائنك .
فلما سمع مقالها , قال لها : ان هذا الأمر قد فاتني , ولن أعود الى مثله
فقالت له : ان العاقل اذا وقع منه أمر وأمكنه استدراكه فيجب عليه ان يستدركه .
فقال : وكيف ذلك ؟ فقالت : بأن تحضر الصياد وتسأله عن السمكه : هل هي ذكر أم انثى
فان قال انها ذكر . فقل له : اني ظننتها انثى , وأعدها اليه واعطه خمسة دراهم , وان قال انها انثى فقل له : اني ظننتها ذكرا , فاستحسن رأيها , وأمر باحضار الصياد , فأحضر بين يديه
فقال له : ياهذا هذه السمكه ذكر أم انثى ؟
وكان الصياد خفيف الروح , فقال : ايها الملك هذه السمكه خنثى لاذكر ولاانثى , فاستلقى كسرى ضاحكا
وقال للخازن : احضر له اربعة الآف درهم أخرى , فأحضرها الخازن وأخذها الصياد , ووضعها في جراب على عنقه , فسقط درهم منه , فألقى الجراب عن عاتقه وأخذ الدرهم ووضعه في الجراب وحمل الجراب ومضى
فقالت شيرين : ايها الملك وضعت معروفك عند من لايستحقه , فقال لها : وكيف ذلك ؟ فقالت ألا تنظر الى خسة هذا الصياد , فانه لم ير في حياته عشرة دراهم مجتمعه , وقد وصل اليه هذا المال الجزيل , وعندما سقط منه درهم واحد وضع المال عن كاهله ليأخذه ولم يتركه لينتفع به بعض غلمان الملك .
فقال لها : لعل له عذرا , قالت : والله ماعذره الا خسة نفسه
فأمر كسرى باحضار الصياد , فلما حضر قال له : ويلك ! انك لم تر في عمرك مائة درهم , وعندما سقط درهم واحدا أخذته ولم تتركه لبعض خدمي ؟
فقال الصياد : ايها الملك عندما سقط الدرهم لم أخذه حبا له , وانما الملك قد غمرني باحسانه ووجب علي شكره
لما سقط الدرهم خفت أن أتركه فأكون قد كفرت احسانك ,
فقال الملك : وكيف ذلك , قال الصياد : لأن على وجه الدرهم الاول صورة الملك , وعلى الوجه الآخر اسمه . فخفت ان يطأه احد بقدمه وهو لايعلم
فاستحسن كسرى مقاله , وأمر له بأربعة الاف درهم اخرى
وأمر حاجبه أن ينادي أن الملك قد أمر أن لايتدبر أحد برأي النساء , فان من تدبر بهن خاب , وخسر خسرانا مبينا
hilm almlook
:oao: