فواز بن ناصر
2012- 3- 24, 02:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لمن فاتته العقد الأولى من سلسلة ( طنطاويات ) هنا تجدها ( طنطاويات (http://www.ckfu.org/vb/t307299.html) )
( طنطاويات 1 )
( السفر الأخير )
يقول الشيخ على الطنطاوي : " لما أردت أن أسافر إلي جدة من بيروت قعدت في مطعم المطار أفطر وأنتظر , وكان المطعم ممتلئاً , وكل من فيه يأكل ويشرب ويتحدث مثلما كنت آمل وأشرب وأتحدث , تراهم فتحسبهم أصدقاء متلازمين لا يفترقون وأن شملهم جميع لا يتشتت , ولكن مطار بيروت ( الذي تحط فيه كل ربع ساعة طيارة وتقوم منه طيارة ) لا يلبث الصوت أن يخرج منه ينادي من المكبر : ركاب طائرة (( BOAC)) المسافرة إلي لندن يتوجهون إلي أرض المطار . فتترك أكلها وشربها جماعةٌ من الحاضرين وتقوم ثم ينادي : ركاب طائرة (( KLM )) المسافرة إلي جاكرتا , فيا=ترك ناسٌ أكلهم وشربهم ويقومون , وطائرة إلي أميركا , وأخرى إلي الكونغو ,و ثالثة إلي إيران ,و رابعة إلي موسكو ...
فنظرت في الناس وقلت لأخي ( وكان معي ) : هذه هي حياتنا , نعكف على طعامنا وشرابنا ومشاغل عيشتنا , وإذا بالنداء يدعو من جاء دوره ليذهب إلي حيث يُحمل , إما إلي غابات إفريقيا وإما إلي ثلج سيبيريا , وإما إلي ملاهي باريس ومشاهد نيويورك . فمن كان مستعداً للسفر , حاجاته مقضية وحقائبة معدة , وحمله خفيف , مض مستريح البال , ومن جاء دوره وهو لم يعد متاعه ولم يقض حاجته ذهب لا زاد ومضى على غير استعداد .
أفلام نستعد للسفرة التي لا بد منها , ونتزود بها الزاد الذي لا ينفع غيره ؟ أم نحن نتناسى الموت وهو أمامنا , نظنه ابعد شيء عنا وهو أقرب الأشياء منا , نصلى على الأموات ونشيع الجنائز ونحن نفكر في أمور الدنيا , كأنا مخلدون فيها وكأن الموت كُتب على الناس كلهم إلا علينا ؟ "
( نعيش في غفلة )
ينصح الشيخ على الطنطاوي القراء , ويقول : " إننا نعيش في غفلة , فلننتبه اليوم , ولنقف كما يقف المسافر على المحطة , ينظر كم قطع من الطريق وكم بقى عليه منه , ولنفتح دفاترنا كما يفتح دفاتره التاجر , لنرى ماذا ربحنا في سنتنا التي مضت وماذا خسرنا , ولنُمد أيدينا فنقول : يا رب , اغفر لنا ما سلف , ووفقنا فيما بقى .
..
أخوكم / فواز بن ناصر
لمن فاتته العقد الأولى من سلسلة ( طنطاويات ) هنا تجدها ( طنطاويات (http://www.ckfu.org/vb/t307299.html) )
( طنطاويات 1 )
( السفر الأخير )
يقول الشيخ على الطنطاوي : " لما أردت أن أسافر إلي جدة من بيروت قعدت في مطعم المطار أفطر وأنتظر , وكان المطعم ممتلئاً , وكل من فيه يأكل ويشرب ويتحدث مثلما كنت آمل وأشرب وأتحدث , تراهم فتحسبهم أصدقاء متلازمين لا يفترقون وأن شملهم جميع لا يتشتت , ولكن مطار بيروت ( الذي تحط فيه كل ربع ساعة طيارة وتقوم منه طيارة ) لا يلبث الصوت أن يخرج منه ينادي من المكبر : ركاب طائرة (( BOAC)) المسافرة إلي لندن يتوجهون إلي أرض المطار . فتترك أكلها وشربها جماعةٌ من الحاضرين وتقوم ثم ينادي : ركاب طائرة (( KLM )) المسافرة إلي جاكرتا , فيا=ترك ناسٌ أكلهم وشربهم ويقومون , وطائرة إلي أميركا , وأخرى إلي الكونغو ,و ثالثة إلي إيران ,و رابعة إلي موسكو ...
فنظرت في الناس وقلت لأخي ( وكان معي ) : هذه هي حياتنا , نعكف على طعامنا وشرابنا ومشاغل عيشتنا , وإذا بالنداء يدعو من جاء دوره ليذهب إلي حيث يُحمل , إما إلي غابات إفريقيا وإما إلي ثلج سيبيريا , وإما إلي ملاهي باريس ومشاهد نيويورك . فمن كان مستعداً للسفر , حاجاته مقضية وحقائبة معدة , وحمله خفيف , مض مستريح البال , ومن جاء دوره وهو لم يعد متاعه ولم يقض حاجته ذهب لا زاد ومضى على غير استعداد .
أفلام نستعد للسفرة التي لا بد منها , ونتزود بها الزاد الذي لا ينفع غيره ؟ أم نحن نتناسى الموت وهو أمامنا , نظنه ابعد شيء عنا وهو أقرب الأشياء منا , نصلى على الأموات ونشيع الجنائز ونحن نفكر في أمور الدنيا , كأنا مخلدون فيها وكأن الموت كُتب على الناس كلهم إلا علينا ؟ "
( نعيش في غفلة )
ينصح الشيخ على الطنطاوي القراء , ويقول : " إننا نعيش في غفلة , فلننتبه اليوم , ولنقف كما يقف المسافر على المحطة , ينظر كم قطع من الطريق وكم بقى عليه منه , ولنفتح دفاترنا كما يفتح دفاتره التاجر , لنرى ماذا ربحنا في سنتنا التي مضت وماذا خسرنا , ولنُمد أيدينا فنقول : يا رب , اغفر لنا ما سلف , ووفقنا فيما بقى .
..
أخوكم / فواز بن ناصر