Dr.Mayamin
2012- 7- 16, 08:47 PM
ترى ماذا تعنى التوعية الصيدلانية ؟
التوعية الصيدلانية هى أن يعرف المريض أو المستهلك ما يهمه عن الدواء والعلاج الذى يستخدمه للمعالجة من أى مرض ، ومتى ومن وكيف يستخدمه ، وتظهر أهميتها لأن العلاقة بين المريض والمرض هى الدواء ، لذا يحتاج الناس لتلك التوعية بشدة ، على الأقل لمنع المعالجة بصورة خاطئة.
وقد نعانى أحياناً من بعض الناس الذين يهوون الإفتاء وكأنهم يعرفون كل شيء عن أى شيء ، فقد تجده أحياناًُ سياسياً محنكاً ، أو حكم مباريات دولي ، أو مستشاراً قانونياً ، أو طبيباً أو صيدلانياً وهو قد لا يفقه في أى من تلك المجالات شيئاً إلا اليسير .
وسأذكر لكم بعض السلبيات الموجودة فى مجتمعاتنا والتى تظهر فيها الحاجة الماسة لتلك التوعية :-
1-طب الجيران :
وهو قد تفشى كثيراً وخصوصاً فى المجتمعات الأقل فى مستوى المعيشة ، فقد تجد طفلاً مريضاً ،فتشكو أمه لجارتها مرض ابنها ، فتصف لها جارتها دواء قد تداوى بها ابنها الذي ظهرت عليه أعراض مشابهة من قبل ، فتأخذه الأم لابنها وهى لاتعلم أنه قد تتشابه أعراض بعض الأمراض ولكن تختلف طريقة العلاج والدواء ، وبالطبع يتم هذا دون أخذ رأى الطبيب أو الصيدلى أو كلاهما .
2-طب الأعشاب والطب البديل :
مصطلحان جديدان ظهرا تلك الأيام تزامناً مع زيادة الأمراض المنتشرة والدعوة للعودة مرة أخرى للعلاج من الطبيعة ، مما فتح الباب على مصراعيه لكل من عرف اليسير من المعلومات الطبية للتحدث فى هذا الشأن ، وقد يؤدى به أحياناً كثيرة للإفتاء بغير علم كما ذكرنا ، دون بناء تلك المعلومات على مصادر علمية أوفارماكولوجية ، وقد يؤدى ذلك ببالغ الضرر لدى المريض- بالاستخدام على المدى البعيد - والذى يكون فى وضع الغريق المتشبث بالقشة ، ولا يعلم أن تلكم القشة هى التى ستقصم حتماً ظهر البعير.
3-المضادات الحيوية :
وتعد من أخطر أنواع الأدوية إذا لم يتم التعامل معها بحرص وبإهتمام شديدين ، فعند تعاطى المريض للمضاد الحيوى ويشعر بالتحسن التدريجي يتوقف عن إكمال الجرعة الموصوفة له من هذا المضاد الحيوى ، ولا يعلم أن الميكروب حدث له بعض الضعف فقط ولم يتم التخلص منه نهائياً ، مما قد يؤدى بعض الأحيان إلى إعادة نشاط هذا الميكروب وقد يستعيد نشاطه ويصبح أقوى مما كان حتى يقاوم هذا المضاد ، فيضطر المريض لتناول مضاد حيوى أقوى مرة أخرى ، وقد يكرر المريض نفس الخطأ وتدور الدائرة معه ، ولو كان يعلم الخير لالتزم من أول الأمر وما مسه السوء.
4-الحفظ والتخزين :
ونتحدث هنا عن الحفظ والتخزين بواسطة المريض نفسه للدواء ، فقد لا يهتم المريض بتخزين الدواء فى الظروف الملائمة له ، أو قد يقوم بفتح المستحضرات الصيدلانية السائلة خصوصاً ويستخدمها لفترة ثم يعود لاستخدامها بعد فترة طويلة معتقداً بأن مازال للدواء التأثير والفاعلية حتى انتهاء تاريخ الصلاحية المسجل على العبوة ، ولا يعلم أنه هناك فترة صلاحية أخرى بعد فتح العبوة نتيجة تعرضها للهواء الجوى بما يحمله من ميكروبات أو أن يتعرض للأكسدة ، وللعلم أن فترات الصلاحية للمستحضرات الصيدلانية السائلة تسير على النحو التالى :
أ)قطرت العين والأذن :من 8 إلى10 أيام من يوم فتح العبوة.
ب)المضادات الحيوية :من 10 إلى 12 يوماً من يوم فتح العبوة.
ج) المعلقات : من 15 إلى 20 يوماً من يوم فتح العبوة والتخفيف بالماء.
د) الأدوية السائلة : من حوالى 6 إلى 8 أشهر.
5- الاستخدام المخالف:
وهنا يقوم الشخص باستخدام الدواء ليس للحصول على تأثيره المخصص له ، بل للحصول على أثر جانبي له قد لا يفيد المريض ، فعلى سبيل المثال هناك العديد من أدوية السعال تستخدم الكحول كمذيب مساعد لها ، والكثير يعرف تأثير الكحول على الجهاز العصبي المركزى وما يسببه من حالات اللاوعى، إلى جانب تأثيره على جدار المعدة ووظائف الكبد والكلى
، وهناك أيضاً بعض قطرات العين تستخدم مع الأقراص المخدرة لعمل خليط جيد لإذهاب وتغييب العقل تماماً ، وقد يؤدى كثرة استخدام هذا الأسلوب إلى أضرار بالغة وبعيدة المدى على هذا الشخص ، وقد يحتاج الطلبة الدارسون أيضاً لهذا الوعى وخصوصاً أثناء تعاملهم مع الأدوية
6- الاستخدام الخاطئ :
وهنا يظهر عدم دراية المريض بكيفية استخدام المستحضر الصيدلاني الموصوف له ، فلا عجب إن وجدت مريض يقول لك إن الدواء الذي أخذته كان فعالاً ولكنه كان سيء الطعم كما أنه ذاب فى الفم سريعاً ، لأنه وببساطة شديدة قد أخذ لبوساً فى فمه ، ولا يعلم أنه من المفترض أن اللبوسات والأقماع تؤخذ عن طريق الشرج أو المهبل للسيدات .
وأيضاً قد يستخدم المستحضرات المخصصة للإستعمال الخارجى عن طريق الفم أو العكس ، لذا يجب على الصيدلى توعية المريض بكيفية استخدام هذا المستحضر مهما كانت ثقافة المريض.
7- العلاج الذاتى :
عندما يصاب المريض بأى أعراض طفيفة يقوم بمعالجة نفسه بنفسه عن طريق أخذ أى دواء يجده أمامه ، فلا مانع أن يأخذ أقراص تعالج ضغط الدم المرتفع وهو مريض بالبرد العام ، فالمريض لا ينظر ولا يهتم إلى ما يعالجه الدواء ، كل ما يشغل باله آنذاك هو أن يتعاطى دواء مهما كان ، ولا يهتم بالآثار المترتبة على فعلته تلك.
8-التداخلات الدوائية :
وهى من أخطر الأشياء التى من الممكن أن يتعرض لها المريض ، كما أنها تحدث متخفية دون أن يبدو أن هناك أمراً ما سيحدث ، فالمريض عندما يأخذ دواء لمرض ما ، ودواء آخر لعلاج مرض آخر قد يقوم بتعاطى الدوائين معاً ولا يعلم انه من الممكن ان يتسبب تداخل الدوائين فى حدوث أى مما يأتى :
إما أن يتسبب كلا منهما فى إلغاء تأثير الآخر ، وإما أن يتسبب فى تكوين مواد أخرى لها تأثير ضار على المريض ، وقد يتطور الأمر إلى نتاجات مميتة ، أو أن يتفاعل هذا الدواء مع الطعام او الشراب ، فعلى سبيل المثال الأسبرين لا يؤخذ مع عصير الليمون أو البرتقال نظراً لأن كلاهما يحتويا على حمض الأسكوربيك والسيتريك والذان يتفاعلان مع الأسبرين وبالتالى لا يظهر تأثير الأسبرين ، هذا ما يحدث عندما يصاب المريض بالبرد مثلاً فيحتاج للمسكنات وخوافض الحرارة ، ومع أن كل منهم له تأثيره الإيجابي فى علاج تلك الأعراض ، ولكن ليس سوياً فى نفس الوقت يتم العلاج بهم ، ناهيكم عن الكثير والكثير من باقي تلك الأمثلة والتي أتمنى ألا يتعرض لها أحد ، وهنا يظهر دور الصيدلي فى أداء مهمته بتوعية المريض بمثل تلك الأشياء.
ما أردته من كتابة هذا المقال ليس نقد واقع مجتمعنا لمجرد النقد ، بل من أجل أن نصل به لصحة أفضل وعيشة أسعد وأجساد أصح ، فالعقل السليم فى الجسم السليم ، ولن تتقدم شعوبنا إلا بعقول وأجساد صحيحة وسليمة .
كما أتمنى أن يكون هذا المقال بداية لحملات التوعية بمجتمعاتنا العربية ، ليتحقق حلم التوعية إن شاء الله .
عافاكم الله من كل مرض ، وسلمتم من كل سوء.
منقول
التوعية الصيدلانية هى أن يعرف المريض أو المستهلك ما يهمه عن الدواء والعلاج الذى يستخدمه للمعالجة من أى مرض ، ومتى ومن وكيف يستخدمه ، وتظهر أهميتها لأن العلاقة بين المريض والمرض هى الدواء ، لذا يحتاج الناس لتلك التوعية بشدة ، على الأقل لمنع المعالجة بصورة خاطئة.
وقد نعانى أحياناً من بعض الناس الذين يهوون الإفتاء وكأنهم يعرفون كل شيء عن أى شيء ، فقد تجده أحياناًُ سياسياً محنكاً ، أو حكم مباريات دولي ، أو مستشاراً قانونياً ، أو طبيباً أو صيدلانياً وهو قد لا يفقه في أى من تلك المجالات شيئاً إلا اليسير .
وسأذكر لكم بعض السلبيات الموجودة فى مجتمعاتنا والتى تظهر فيها الحاجة الماسة لتلك التوعية :-
1-طب الجيران :
وهو قد تفشى كثيراً وخصوصاً فى المجتمعات الأقل فى مستوى المعيشة ، فقد تجد طفلاً مريضاً ،فتشكو أمه لجارتها مرض ابنها ، فتصف لها جارتها دواء قد تداوى بها ابنها الذي ظهرت عليه أعراض مشابهة من قبل ، فتأخذه الأم لابنها وهى لاتعلم أنه قد تتشابه أعراض بعض الأمراض ولكن تختلف طريقة العلاج والدواء ، وبالطبع يتم هذا دون أخذ رأى الطبيب أو الصيدلى أو كلاهما .
2-طب الأعشاب والطب البديل :
مصطلحان جديدان ظهرا تلك الأيام تزامناً مع زيادة الأمراض المنتشرة والدعوة للعودة مرة أخرى للعلاج من الطبيعة ، مما فتح الباب على مصراعيه لكل من عرف اليسير من المعلومات الطبية للتحدث فى هذا الشأن ، وقد يؤدى به أحياناً كثيرة للإفتاء بغير علم كما ذكرنا ، دون بناء تلك المعلومات على مصادر علمية أوفارماكولوجية ، وقد يؤدى ذلك ببالغ الضرر لدى المريض- بالاستخدام على المدى البعيد - والذى يكون فى وضع الغريق المتشبث بالقشة ، ولا يعلم أن تلكم القشة هى التى ستقصم حتماً ظهر البعير.
3-المضادات الحيوية :
وتعد من أخطر أنواع الأدوية إذا لم يتم التعامل معها بحرص وبإهتمام شديدين ، فعند تعاطى المريض للمضاد الحيوى ويشعر بالتحسن التدريجي يتوقف عن إكمال الجرعة الموصوفة له من هذا المضاد الحيوى ، ولا يعلم أن الميكروب حدث له بعض الضعف فقط ولم يتم التخلص منه نهائياً ، مما قد يؤدى بعض الأحيان إلى إعادة نشاط هذا الميكروب وقد يستعيد نشاطه ويصبح أقوى مما كان حتى يقاوم هذا المضاد ، فيضطر المريض لتناول مضاد حيوى أقوى مرة أخرى ، وقد يكرر المريض نفس الخطأ وتدور الدائرة معه ، ولو كان يعلم الخير لالتزم من أول الأمر وما مسه السوء.
4-الحفظ والتخزين :
ونتحدث هنا عن الحفظ والتخزين بواسطة المريض نفسه للدواء ، فقد لا يهتم المريض بتخزين الدواء فى الظروف الملائمة له ، أو قد يقوم بفتح المستحضرات الصيدلانية السائلة خصوصاً ويستخدمها لفترة ثم يعود لاستخدامها بعد فترة طويلة معتقداً بأن مازال للدواء التأثير والفاعلية حتى انتهاء تاريخ الصلاحية المسجل على العبوة ، ولا يعلم أنه هناك فترة صلاحية أخرى بعد فتح العبوة نتيجة تعرضها للهواء الجوى بما يحمله من ميكروبات أو أن يتعرض للأكسدة ، وللعلم أن فترات الصلاحية للمستحضرات الصيدلانية السائلة تسير على النحو التالى :
أ)قطرت العين والأذن :من 8 إلى10 أيام من يوم فتح العبوة.
ب)المضادات الحيوية :من 10 إلى 12 يوماً من يوم فتح العبوة.
ج) المعلقات : من 15 إلى 20 يوماً من يوم فتح العبوة والتخفيف بالماء.
د) الأدوية السائلة : من حوالى 6 إلى 8 أشهر.
5- الاستخدام المخالف:
وهنا يقوم الشخص باستخدام الدواء ليس للحصول على تأثيره المخصص له ، بل للحصول على أثر جانبي له قد لا يفيد المريض ، فعلى سبيل المثال هناك العديد من أدوية السعال تستخدم الكحول كمذيب مساعد لها ، والكثير يعرف تأثير الكحول على الجهاز العصبي المركزى وما يسببه من حالات اللاوعى، إلى جانب تأثيره على جدار المعدة ووظائف الكبد والكلى
، وهناك أيضاً بعض قطرات العين تستخدم مع الأقراص المخدرة لعمل خليط جيد لإذهاب وتغييب العقل تماماً ، وقد يؤدى كثرة استخدام هذا الأسلوب إلى أضرار بالغة وبعيدة المدى على هذا الشخص ، وقد يحتاج الطلبة الدارسون أيضاً لهذا الوعى وخصوصاً أثناء تعاملهم مع الأدوية
6- الاستخدام الخاطئ :
وهنا يظهر عدم دراية المريض بكيفية استخدام المستحضر الصيدلاني الموصوف له ، فلا عجب إن وجدت مريض يقول لك إن الدواء الذي أخذته كان فعالاً ولكنه كان سيء الطعم كما أنه ذاب فى الفم سريعاً ، لأنه وببساطة شديدة قد أخذ لبوساً فى فمه ، ولا يعلم أنه من المفترض أن اللبوسات والأقماع تؤخذ عن طريق الشرج أو المهبل للسيدات .
وأيضاً قد يستخدم المستحضرات المخصصة للإستعمال الخارجى عن طريق الفم أو العكس ، لذا يجب على الصيدلى توعية المريض بكيفية استخدام هذا المستحضر مهما كانت ثقافة المريض.
7- العلاج الذاتى :
عندما يصاب المريض بأى أعراض طفيفة يقوم بمعالجة نفسه بنفسه عن طريق أخذ أى دواء يجده أمامه ، فلا مانع أن يأخذ أقراص تعالج ضغط الدم المرتفع وهو مريض بالبرد العام ، فالمريض لا ينظر ولا يهتم إلى ما يعالجه الدواء ، كل ما يشغل باله آنذاك هو أن يتعاطى دواء مهما كان ، ولا يهتم بالآثار المترتبة على فعلته تلك.
8-التداخلات الدوائية :
وهى من أخطر الأشياء التى من الممكن أن يتعرض لها المريض ، كما أنها تحدث متخفية دون أن يبدو أن هناك أمراً ما سيحدث ، فالمريض عندما يأخذ دواء لمرض ما ، ودواء آخر لعلاج مرض آخر قد يقوم بتعاطى الدوائين معاً ولا يعلم انه من الممكن ان يتسبب تداخل الدوائين فى حدوث أى مما يأتى :
إما أن يتسبب كلا منهما فى إلغاء تأثير الآخر ، وإما أن يتسبب فى تكوين مواد أخرى لها تأثير ضار على المريض ، وقد يتطور الأمر إلى نتاجات مميتة ، أو أن يتفاعل هذا الدواء مع الطعام او الشراب ، فعلى سبيل المثال الأسبرين لا يؤخذ مع عصير الليمون أو البرتقال نظراً لأن كلاهما يحتويا على حمض الأسكوربيك والسيتريك والذان يتفاعلان مع الأسبرين وبالتالى لا يظهر تأثير الأسبرين ، هذا ما يحدث عندما يصاب المريض بالبرد مثلاً فيحتاج للمسكنات وخوافض الحرارة ، ومع أن كل منهم له تأثيره الإيجابي فى علاج تلك الأعراض ، ولكن ليس سوياً فى نفس الوقت يتم العلاج بهم ، ناهيكم عن الكثير والكثير من باقي تلك الأمثلة والتي أتمنى ألا يتعرض لها أحد ، وهنا يظهر دور الصيدلي فى أداء مهمته بتوعية المريض بمثل تلك الأشياء.
ما أردته من كتابة هذا المقال ليس نقد واقع مجتمعنا لمجرد النقد ، بل من أجل أن نصل به لصحة أفضل وعيشة أسعد وأجساد أصح ، فالعقل السليم فى الجسم السليم ، ولن تتقدم شعوبنا إلا بعقول وأجساد صحيحة وسليمة .
كما أتمنى أن يكون هذا المقال بداية لحملات التوعية بمجتمعاتنا العربية ، ليتحقق حلم التوعية إن شاء الله .
عافاكم الله من كل مرض ، وسلمتم من كل سوء.
منقول