تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اِنْبعاث!


Actor
2012- 9- 9, 07:59 PM
الصدفة المحضة .. رمتني لهذا القسم في الملتقى الذي ظننته يتّسم بالجدية لا غيرها ،
و لا أدري حقيقةً ما الذي جعلني أفتتح هذا المتصفح .
أهي رغبةٌ في المشاركة و حسب؟
أم لعلّه هروبٌ من صرامة التعليم و كآبته؟

اطلعتُ على القليل من المواضيع هنا .. و وجدتُ أرواحًا خفيفة و حروفًا نقية بعضها يتسلل
للنفس دون استئذان كما لو كانت هواء .

و على طريقتكم أيها الزملاء ... سأبدأ بنبذةٍ بسيطة عن محدثكم و العذر لو خالطها غموض :
رجلٌ من الزمن أو خارجه - لا يفرق كثيرًا -
بسيطٌ حدّ التعقيد
مُهتمٌ بالتوافه بعدما أدرك أن لا شيء يستحق العناء
مُحبطٌ يتظاهر بالحرص على الحياة
طالب طبٍّ فاشل ، تحوّل لطالب تعليمٍ عن بعد بعد سنين من الضياع
موظفٌ حكوميّ - أي أنه يعيش بطالةً مُقنّعة كأغلب الموظفين الحكوميين -
هوايته التسكع و الامتلاء بالفراغ بعدما أخذتْ الكُتب و السينما من وقته الكثير


أظنكم تعيشون دهشةً مؤقتة بعد هذه النبذة
ذاك ما أرجوه
ذاك ما أرجوه

Actor
2012- 9- 9, 09:33 PM
إن الحادث الخارق إذا وقع مرتين لا يصبح رهيبًا! *
* قصة الألف - بورخيس -

Actor
2012- 9- 9, 09:47 PM
أرق

في الظلمة البليدة استلقى منهكًا بعد يومٍ رتيب ،
بدأتْ الأصوات - التي تخفيها ضوضاء النهار - في الظهور : خطوات عقرب ساعة الحائط ،
قطرات الصنبور الذي لم يغلق جيّدًا ، أزيز السرير ، و الراتعون في رأسه منذ زمنٍ طويل ،
تململ قليلاً ،.. حطّتْ عليه الفكرة اللئيمة ، حاول أنْ يقبض عليها ، لكنها تفلّتتْ ،
اكتفى بترتيبها على الضوء الخافت و هي تتدلّى فوق رأسه ، بدتْ له خلّاقةً مبهرة ، و حينما أبصرها بعينه المغمضة
أدرك بشاعتها و سخفها .
استيقظ متأخرًا .. ليستقبل يومًا رتيبًا كالمعتاد ، الأصوات تلاشتْ و الفكرة اللئيمة تغط في سباتٍ عميق .

Actor
2012- 9- 9, 09:57 PM
أصدقائي .. رفقاء الأمس
كلما اقتربتُ منكم اتسعتْ المسافة بيننا ،
أنتم مشغولون بالمستقبل ، و أنا منهمكٌ في استرجاع الماضي ،
أيامكم حافلةٌ بصلابة الواقع ، و أيامي محاطةٌ بهُلام الأوهام ،
أصبحتم مضجرين كـ التزاماتٍ مفروضة ، أصبحتم حقيقيين أكثر ممّا ينبغي ،
لماذا نلتقي كل ليلة لأسمع ترهاتكم المكرورة ، مغامراتكم ، شكواكم ، ملاحظاتكم البديهية ،
ضحكاتكم المغتصبة ، و رحليكم المفاجئ إثر اتصالٍ قصير؟ .

Actor
2012- 9- 9, 10:01 PM
ليس الضحك بدايةً سيئةً للصداقة .. ومازال أفضل نهايةٍ لها *
* رواية دوريان جري - أوسكار وايلد -

Actor
2012- 9- 10, 10:36 PM
ذكرى

مُنذكِ و منذ الرصيف الحزين و الدهشة الأولى ،
منذ الكلمات الركيكة على الشفاه المرتعشة و التفاتات الخوف المتواترة ،
منذ أن عقدنا صفقةً خاسرة مع القدر و غفلنا عن ورقةٍ تُضمر الرحيل .

كيف أنتِ الآن؟ ليس هو السؤال الأهم
بل : لماذا أنتِ كل أوان؟!

مُنذكِ : و أنا أعرف القادم من أيامي فكلها : أمْس !
و العصفور الذي يحط على النافذة ما عاد يثير الاهتمام ،
و حين أزاول الحياة .. فكأنما أعيش فترة مجاملةٍ مقيتة مع مجهولٍ بغيض .

لم يطرأ تبدّلٌ يُذكر بعد رحيلك ...
فقط .. أتحايل على الوقت و أستخدم ساعةً مُعطّلة ، أعرف الوجهة الصحيحة و أتجنبها ..
فما من شيءٍ غير التيه حتى لو لم أتجنبها .
الفوضى تعمّ الأرجاء كما عهدتيها ، غير أني بدأتُ في ترتيب الماضي لحظةً لحظة .. على رفوف ذاكرتي .
كل الأشياء من حولي تحتفظ بشكلها القديم لكنّ الفراغ الكئيب جعلني أتاملها من جديد
لأكتشف فيها أسرار وجودي و غموض التلاشي .


كم عمر غيابك؟
فهو يافعٌ لا يشيخ و إن طال به الأمد ،
لا أتوسّلكِ رأفةً بقلبٍ يلهج باسمكِ كل نبضة .. إنما أسألكِ الانصاف إذا ما علمتِ
أنٌ للأماني غصونٌ يانعة و الغياب رياحٌ عاتية لن تردعها رقّةُ الانحناء .

Actor
2012- 9- 10, 10:40 PM
من المستحيل أن يحب المرء بلا وهم !*

* رواية الانتباه - ألبرتو مورافيا -

Actor
2013- 10- 11, 11:43 AM
صباحكِ ما تشتهين : أنا و رائحة البُنّ و كتابٌ جيّد ،
كيف أنتِ اليوم؟
أجيبي على وجه السرعة .. حتى أعرفُ إلى أيّ حالٍ سأكون اليوم .

منذكِ .. لم يطرأ جديد .. عدا رقمًا في الروزنامة
منذكِ .. و كل جديد .. يبدو باهتًا كـ نهايةٍ معروفة

أحتاجكِ غدًا ... قولي : سأفعل
هكذا بعد الإحباط و العزلة يكون لديّ أمل ... و لو من قبيل الوهم

أجيبي فقط ..
بأي شيءٍ و لو على سبيل العطف
ليكن ذلك في شكل قُبلة أو شتيمة .. أو حتى ضحكةٍ قصيرة
لتعلمي ... قليلكِ : ................................. خيرٌ وفير .

Actor
2013- 10- 17, 03:22 AM
عندما لا تجد منفذاً لوجه امرأة ، ابحث في صوتها عن شخصيتها *
* فسوق - عبده خال -

Actor
2013- 10- 17, 03:29 AM
لـ صوتكِ في النداء الخفيض : التفاتات فاقدات الأعناق ،
لـ سمعي الارهاف كما لو أنه آخر ما أسمع ، أتحسسه بأصابعي و له في فمي طعمُ فاكهةٍ سماوية .

صوتكِ : تلامسٌ بين غيمتين ... وفي الأسفل - دائمًا - قلبي يعاني الجدب ،
لا الحروف هي .. هي ، و لا أسماء الأشياء تصفها ... بل تخلقها من جديد .

Actor
2013- 10- 19, 04:17 PM
Mis. Solo
تُشيرين بإصبعكِ ناحية أشيائي المُهملة فتصبح محط اهتمام الجميع ،
الفضل لكِ ، والمجد لأشيائي البسيطة .
شكرًا .. بإزاء لطفكِ .. كم تبدو هزيلة

ليثاوي الرياض
يشرفني أنْ تجد في ( انبعاث ) ما يرضي ذائقتك ،
تقديري لـ نُبلٍ تتحلى به

Actor
2013- 11- 24, 04:20 AM
أ - ج

حين تأتي .. يخلو المكان رغم احتشاده ،
حين تخطو .. فما بين الخطوتين : حقلُ سنابل و فراشاتٌ زاهية .
و إذ تصمتْ ..... تصبح حاسة السمع .. فائضًا عن الحاجة ،
أمّا و إنْ تحدثتْ ... تستحيل الحواس كلها .. سمْع!.

ذكيةٌ متزنة .. رقيقةٌ ماكرة .. عفويةٌ صعبة
كيما تدركها : أنت بحاجةٍ لـ خيالٍ خصب ، لـ حظٍ وافر ، لـ جناحين من نور .
للسؤال عنها .. لا تقل : مَن هي؟ ........ بل : كم هي؟
لأنها هالةٌ من عبير ، هائلةٌ كـ الحكايات القديمة ، مترعةٌ بكل جميلٍ يُشتهى .

و إذ تغيب!..
تغيب؟!
مثلها لا يغيب - أبًدا - حتى و لو لم يحضر .

Actor
2014- 1- 10, 04:34 AM
إن المرأة هي المكان الوحيد الذي يجعل من الجهات الأربع جهةً واحدة لا يمكن تحديدها
الأرجوحة - محمد الماغوط -

Actor
2014- 1- 10, 04:39 AM
برْد

الوعود الرطبة لا تنفع حطباً لمن يشتكي البرد!..
و الذي يقايض قلبه بأملٍ مؤجل .. عليه ألا يتذمر في نهاية المطاف من وجوده بين الأشياء المهملة .
هناك من يخيط للحب حُلةً جميلة و يجعلك ترتديها في الحلم _ فقط _
و عندما تفيق على عُريّك متأخراً .. لن تجد غير وسادةٍ مبللة تواري بها خيبتك .
هناك _ أيضاً _ من يحاصرك باختيارك ، يعزلك عنك وعمّن سواه ، يجردك من عينيك ليرى بهما في دروب رغبته ،
و بعدما يستنزفك .................. يرحل
و قد وَضَعَ في صدرك حنيناً مكتملاً ، و في ذاكرتك بوصلةً مؤشرها _ دائماً _ باتجاهه .

Actor
2014- 5- 27, 09:44 PM
لهْفة

كل ما في الجمر : إني أشتاقكِ .
أسرقُ ابتسامةً من وجه طفل ، و أطرق بها نافذتك... فلا تجيبين ،
لأعود بُخطىً متخاذلة كما لو أني أتوكأ على عكازٍ لا يُرى .

و قبل الترمّد :
سنلتقي عمّا بعيد .. غدًا أو بعد غدٍ على الأرجح :
تتلعثمين بعذرٍ ركيك ، و على الفور أقبله ...... بـ قُبلة .

Actor
2015- 3- 5, 05:17 AM
تردّد

أي حماقةٍ في أنْ تبدأ من جديد؟ .. أنْ تعود أدراج الجراح؟
تكتبتكَ على رمل الحاضر ، و المستقبل حافلٌ بالرياح؟!

لا بأس ...
فنحن حين نكتب إنما نستفرغ بأدب ، نحاول أن نتخفّف .. لنستطيع إكمال رحلة المجهول .
أو كما يقول نيتشه : ( أكتبُ لأني لم أجد وسيلةً أخرى أتخلّص بها من أفكاري )!

ما يقارب العام .. و لا جديد يُذكر ، نسخةٌ مُملّة من أعوام سابقة ، و الوحيد الذي يتغيّر
رقمٌ في روزنامة الأيام .
تشعر و كأنك تُكمل مهمةً جماعية لا تعنيك تمامًا ، و لكنك _ لاعتباراتٍ كثيرة _ مُلزمٌ بإكمالها .
لا تهتم لما تخسره ، و لا تغريك مكاسبك الزائفة ، و حين تستيقظ وحيدًا .. ينهال عليك حشدٌ
من الأفكار اللئيمة كلها تتفق على إقناعك بعبثيّة ما تزاوله .

حياة القطيع مريحةٌ و بليدة ، و الخروج عليها مجازفةٌ غير مامونة العواقب .
و هكذا الإنسان ... إما أنْ يتعايش مع القطيع و ينتظر متى ينمو له حافرًا ، أو أنْ يتجرأ و يؤول
مصيره إلى حشرةٍ بائسة ... أو حُرٌّ آبق .