مشاهدة النسخة كاملة : حياة شاعر
السلاف
2013- 2- 12, 10:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
تتقلب صفحات الأيام وتطبع فى كل صفحة أدب
وشعر جديد على أيدي شعرائنا
مهما تتغير الأوضاع تبقى اللغة العربية منبع لايوقف
من قبلهم . أننا نفخر بهم . نفخر بوجود أقلام عربية
مازلت تنسج حلاوة الكلمات من أيديهم .
قد يختلف الشعر من شاعر إلي أخر لكن المبدأ
الأساسي الذى يرتقي به كل شاعر هو اللغة
العربية هؤلاء ذكراهم لاتنسى بل تنحت في قلوبنا
وتنقش كف أيدينا بأعذب الأبيات والمعاني الراقية..
سيكون هنا وقفات سنتكلم عن الشاعر وعن نبذة
من حياتة وعن بعض قصائده...
دمتم بخير :2:
غزاله القرشي
2013- 2- 12, 10:24 PM
يا سلام عليك السلاف...
سلمت أناملك..
موضوع جداً رائع...
سَ نبدأ هذة الرحلة بالملك الضليل امرؤ القيس...
نسبة , ولادته , نشأته , حياته , مقتطفات من شعره....
:2::2::2:
السلاف
2013- 2- 12, 10:24 PM
نبذة عن حياة الشاعر حافظ ابراهيم
ولادته ونشأته
ولد حافظ إبراهيم على متن سفينة كانت راسية على النيل أمام ديروط وهي مدينة بمحافظة أسيوط من أب مصري وأم تركية. توفي والداه وهو صغير. وقبل وفاتها، أتت به أمه إلى القاهرة حيث نشأ بها يتيما تحت كفالة خاله الذي كان ضيق الرزق حيث كان يعمل مهندسا في مصلحة التنظيم. ثم انتقل خاله إلى مدينة طنطا وهنالك أخذ حافظ يدرس في الكتاتيب. أحس حافظ إبراهيم بضيق خاله به مما أثر في نفسه، فرحل عنه وترك له رسالة كتب فيها:
ثقلت عليك مؤونتي إني أراها واهية
فافرح فإني ذاهب متوجه في داهية
بعد أن خرج حافظ إبراهيم من عند خاله هام على وجهه في طرقات مدنية طنطا حتى انتهى به الأمر إلى مكتب المحام محمد أبو شادي، أحد زعماء ثورة 1919، وهناك اطلع على كتب الأدب وأعجب بالشاعر محمود سامي البارودي. وبعد أن عمل بالمحاماة لفترة من الزمن، التحق حافظ إبراهيم بالمدرسة الحربية في عام 1888 م وتخرج منها في عام 1891 م ضابط برتبة ملازم ثان في الجيش المصري وعين في وزارة الداخلية. وفي عام 1896 م أرسل إلى السودان مع الحملة المصرية إلى أن الحياة لم تطب له هنالك، فثار مع بعض الضباط. نتيجة لذلك، أحيل حافظ على الاستيداع بمرتب ضئيل.
غزاله القرشي
2013- 2- 12, 10:40 PM
نبدأ بحافظ ابراهيم وبعدوو امرؤ القيس...
انشتاين
2013- 2- 12, 10:46 PM
واصلي ابداعتك وتألقك ياسلاف
كم هو رائع ان نتذكر ادبائنا وحياتهم وادبهم الذي هو هويتنا
تحياتي الخالصة ودمتي بود:16:
السلاف
2013- 2- 12, 10:54 PM
يعطيك العافية المشرفة المتألقة غزاله
ويعطيك العافية انشتاين
أشكر المشر فة المتألقة دوما غزالله فهى صاحبة الموضوع
دمتم بخير:2:
غزاله القرشي
2013- 2- 12, 11:03 PM
يعطيك العافية المشرفة المتألقة غزاله
ويعطيك العافية انشتاين
أشكر المشر فة المتألقة دوما غزالله فهى صاحبة الموضوع
دمتم بخير:2:
العفوو...
أنتي صاحبة الفكرة...
:2::2:
غزاله القرشي
2013- 2- 13, 12:01 AM
http://www.youtube.com/watch?v=y_fYGFCccww
السلاف
2013- 2- 13, 12:34 AM
تابع الشاعر حافظ ابراهيم
شخصيته
كان حافظ إبراهيم إحدى أعاجيب زمانه، ليس فقط في جزالة شعره بل في قوة ذاكرته التى قاومت السنين ولم يصيبها الوهن والضعف على مر 60 سنة هى عمر حافظ إبراهيم، فإنها ولا عجب إتسعت لآلاف الآلاف من القصائد العربية القديمة والحديثة ومئات المطالعات والكتب وكان بإستطاعته – بشهادة أصدقائه – أن يقرأ كتاب أو ديوان شعر كامل في عده دقائق وبقراءة سريعة ثم بعد ذلك يتمثل ببعض فقرات هذا الكتاب أو أبيات ذاك الديوان. وروى عنه بعض أصدقائه أنه كان يسمع قارئ القرآن في بيت خاله يقرأ سورة الكهف أو مريم او طه فيحفظ ما يقوله ويؤديه كما سمعه بالروايه التى سمع القارئ يقرأ بها.
وفاتة...
توفي حافظ إبراهيم سنة 1932 م في الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس، وكان قد أستدعى 2 من أصحابه لتناول العشاء ولم يشاركهما لمرض أحس به. وبعد مغادرتهما شعر بوطئ المرض فنادى غلامه الذى أسرع لإستدعاء الطبيب وعندما عاد كان حافظ في النزع الاخير، توفى رحمه الله ودفن في مقابر السيدة نفيسة
السلاف
2013- 2- 13, 02:45 AM
من شعر حافظ ابراهيم.
كم مر بي فيك عيش لست أذكره ومر بي فيك عيش لست أنساه
ودعت فيك بقايا ما علقت به من الشباب وما ودعت ذكراه
أهفو إليه على ما أقرحت كبدي من التباريج أولاه وأخراه
لبسته ودموع العين طيعة والنفس جياشة والقلب أواه
فكان عوني على وجد أكابده ومر عيش على العلات ألقاه
إن خان ودي صديق كنت أصحبه أو خان عهدي حبيب كنت أهواه
قد أرخص الدمع ينبوع الغناء به وا لهفتي ونضوب الشيب أغلاه
كم روح الدمع عن قلبي وكم غسلت منه السوابق حزنا في حناياه
قالوا تحررت من قيد الملاح فعش حرا ففي الأسر ذلّ كنت تأباه
فقلت يا ليته دامت صرامته ما كان أرفقه عندي وأحناه
بدلت منه بقيد لست أفلته وكيف أفلت قيدا صاغه الله
أسرى الصبابة أحياء وإن جهدوا أما المشيب ففي الأموات أسراه
العقاد
2013- 2- 13, 06:13 AM
الله يعطيكم الف عافية , أختيار رائع للموضوع إن شاء الله نستفيد أكثر تحياتي لكم
^_^
السلاف
2013- 2- 13, 10:03 AM
الله يعطيكم الف عافية , أختيار رائع للموضوع إن شاء الله نستفيد أكثر تحياتي لكم
^_^
صبااااح الخير العقاد:16:
نورت القسم ويعطيك الف عافية :16:
السلاف
2013- 2- 14, 12:06 AM
"ضيعني صغيرا، وحمّلني دمه كبيرا، لا صحو اليوم ولا سكر غدا، اليوم خمر وغدا أمر"
ارتبطت هذه العبارة في أذهاننا بالشاعر الملقب بالملك الظليل ( امرؤ القيس ) ..
ولكن من هو الملك الظليل ؟ وما هيه قصة هذه العبارة ؟
سنتعرف عنه بشكل مبسط في هذا الموضوع
والذي أتمنى أن ينال رضاكم ..
http://alfrasha.maktoob.com/up/1925384214586445486.gif
امرؤ القيس (الملك الضليل) (124 - 80 ق.هـ / 500 - 544 م)، هو حندج بن حجر بن الحارث الكندي. من أشهر شعراء العرب، أبوه حجر بن الحارث ملك مملكة كندة هي إحدى الممالك العربية القديمة قبل الإسلام في نجد وعلى أسد وغطفان، وخاله المهلهل الشاعر.
هو أحد أشهر الشعراء العرب على مر التاريخ، حتى قيل فيه: "بدء الشعر بملك وخُتم بملك" أي بُدء الشعر بامرئ القيس وخُتم بأبي فراس الحمداني.
السلاف
2013- 2- 14, 12:09 AM
تابع .
نشأته وحياته
هو حندج بن حجر من قبيلة كندة اليمانية إما امرؤ ألقيس هو الاسم الذي عرف واشتهر به,فهو لقب لًقب به ويعني الرجل الشديد. ولد امرؤ ألقيس في نجد حوالي سنه 500م،ونشأ في أسرة ملك وسيادة وترف, فقد كان والده حجر ملكا على بني أسد وغطفان, ودام ملكه ما يقارب ستين عاماً.
كان أصغر إخوته وعاش في كنف والده الملك, كما عاش أبناء الملوك في ذلك الزمان ، وتعلم الفروسية ووسائل النجدة والشجاعة, وكان كثير التردد على أخواله في بني تغلب, فتعلم الشعر من خاله الشاعر المشهور المهلهل, الذي كان على اطلاع ومعرفة بذكائه وتوقد ذهنه وطلاقه لسانه.
السلاف
2013- 2- 14, 12:21 AM
نهاية حياته
لم تكن حياة امرؤ ألقيس طويلة بمقياس عدد السنين ولكنها كانت طويلة وطويلة جدا بمقياس تراكم الإحداث وكثرة الإنتاج ونوعية الإبداع. لقد طوف في معظم إرجاء ديار العرب وزار كثيرا من مواقع القبائل بل ذهب بعيدا عن جزيرة العرب ووصل إلى بلاد الروم إلى القسطنطينية ونصر واستنصر وحارب وثأر بعد حياة ملأتها في البداية باللهو والشراب ثم توجها بالشدة والعزم إلى أن تعب جسده وأنهك وتفشى فيه وهو في ارض الغربة داء كالجدري او هو الجدري بعينه فلقي حتفه هناك في أنقرة في سنة لا يكاد يجمع على تحديدها المؤرخون وان كان بعضهم يعتقد أنها سنه 540م.
غزاله القرشي
2013- 2- 14, 12:58 AM
نهاية حياته
لم تكن حياة امرؤ ألقيس طويلة بمقياس عدد السنين ولكنها كانت طويلة وطويلة جدا بمقياس تراكم الإحداث وكثرة الإنتاج ونوعية الإبداع. لقد طوف في معظم إرجاء ديار العرب وزار كثيرا من مواقع القبائل بل ذهب بعيدا عن جزيرة العرب ووصل إلى بلاد الروم إلى القسطنطينية ونصر واستنصر وحارب وثأر بعد حياة ملأتها في البداية باللهو والشراب ثم توجها بالشدة والعزم إلى أن تعب جسده وأنهك وتفشى فيه وهو في ارض الغربة داء كالجدري او هو الجدري بعينه فلقي حتفه هناك في أنقرة في سنة لا يكاد يجمع على تحديدها المؤرخون وان كان بعضهم يعتقد أنها سنه 540م.
الملك الضليل لم يأتية الجدري ..
بل أهديت له حلة مسمومه من قبل قيصر...
وسقط جلدة لذا لُقب بِ ذي القروح...
قرأتها في كتاب ل حسن القرشي أظن..
بتأكد من اسم الكتاب...
غزاله القرشي
2013- 2- 14, 01:02 AM
كان يفتقد عند اهله الحنان الذى يشد الاطفال الى البيت ويجمع الصبيان الى الاسرة ويجعل من الاحترام
المتبادل بينهم عرفا سائدا ولقد كان الاب ضائقا بسيرة الابن فحاول ان يقومها وان يحمله المسئولية صغيرا
فوكل اليه رعاية أملاك الاسرة من الإبل لكن امرؤ القيس فشل فى ذلك وترك تنميتها الى مباهجه لذا كان
دائم الخلاف مع والده وهناك أسباب مختلفة
غزاله القرشي
2013- 2- 14, 01:06 AM
فى رواية يرجع السبب فيها الى ان امرؤ القيس عشق عنيزة ابنة عمه شرحبيل وطلبها زمانا فلم يصل اليها
فكان مختالا يطلب الغرة من اهله فلم يمكنه ذلك حتى كان منها يوم الغدير بدارة جلجل حين ارتحل
الحى فتقدم الرجال وخلفوه النساء والعبيد والعسفاء والثقل 0 فلما راى ذلك امرؤ القيس تخلف بعد قومه
غلوة فكمن فى غيابة من الارض حتى مرت به النساء فاذا فتيات فيهن عنيزة فلما رأين الغدير قلن : لو نزلنا
فى هذا الغدير واغتسلنا ليذهب عنا بعض الكلال فقالت احداهن : فافعلن فعدلن الى الغدير فنزلن ونحين
العبيد عنهن ودخلن الغدير فاتاهن امرؤ القيس محتالا وهن غواف فاخذ ثيابهن وهن فى الغدير ثم جمعها
وقعد عليها وقال والله لا أعطى جارية منكن ثوبها ولو ظلت فى الغدير الى الليل حتى تخرج كما هى مجرده
فتكون هى التى تاخذ ثوبها فأبين ذلك عليه حتى ارتفع النهار فخشى ان يقصرن دون المنزل الذى يردن 0
فخرجت احداهن فوضع لها ثوبها ناحية فمشت اليه فأخذته ولبسته ثم تتابعن على ذلك حتى بقيت عنيزه
فناشدته ان يضع لها ثوبها فقال لاتمسيه حتى تخرجى عريانه كما خرجن فخرجت فنظر اليها مقبلة ومدبرة
فوضع لها ثوبها فاخذته ولبسته فأقبلت النسوة عليه فقلن له غدنا فقد حبستنا وجوعتنا فقال ان نحرت لكن
ناقتى تأكلن منها ؟ فقلن : نعم فانخرط بسيفه فعرقبها ثم قشطها وجمع الخدم حطبا كثيرا فأجج نارا عظيمة
فجعل يقطع لهن من كبدها وسنامها واطايبها فيرميه على الجمر وهن يأكلن منه ويشربن من فضلة كانت معه
فى زق له ويغنيهن وينبذ الى العبيد من الكباب حتى شبعن وشبعوا وطربن وطربوا فلما ارتحلوا قالت
إحداهن : احمل حشيته وانساعه : وقالت الأخرى : انا احمل طنفسته فتقسمن متاع راحلته وزاده بينهن
وبقيت عنيزة لن ولم يحملها شىء فقال لها امرؤ القيس : يابنت الكرام ليس لك بد من ان تحملينى معك فانا
لا اطيق المشي ولم اتعوده فحملته على بعيرها .........
حتى اذا اجنه الليل
اتى اهله فقال فى ذلك :
فما نيل من ذكرى حبيب ومنزل
بسقط اللوى بين الدخول فحومل
وقال أيضا : -
الا رب يوم لك منهن صالح
ولا سيما يوم بدارة جلجل
ويوم عقرت للعذارى مطيتى
فيا عجبا لرحلها المتحمل
فظل العذارى يرتمين بلحمها
وشحم كهداب الدمقسى المقتل " الدمقس / الحرير "
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة
فقالت : لك الويلات انك مرجلى
تقول وقد مال الغبيط بنا معا
عقرت بعيرى يا امرؤ القيس فانزل
فقلت لها : سيرى وارخى زمامه
ولا تبعدينى عن جناك المعلل
وان ذلك اغضب والده منه واثاره عليه فطرده
غزاله القرشي
2013- 2- 14, 01:12 AM
وقد ذكر بعض مؤرخي الرومان خبر رحلته إلى القسطنطينية، وسموه "قيساً" لا امرأ القيس، وذكروا أن القيصر وعده بإعادة ملكه ثم ولاه فلسطين، ولكن هذا لم يرض امرأ القيس فقفل راجعاً.
ولكن مؤرخي العرب يروون أن القيصر قبل وفادته وضم إليه جيشاً وفيهم جماعة من أبناء الملك؛ وأن قوماً من أصحاب قيصر قالوا له: "إن العرب قوم غدر ولا تأمن أن يظفر بما يريد ثم يغزوك بمن بعثت معه".
وآخرون يروون أن بعض العرب ممن كان مع امرئ القيس ذكروا للقيصر أن امرأ القيس قال لقومه إنه كان يراسل ابنتك ويواصلها، فأرسل قيصر إليه حلة مسمومة فلما لبسها أسرع فيه السم وسقط جلده؛ ومن أجل هذا سمي "ذا القروح" ومات بأنقرة وهو عائد من القسطنطينية. والظاهر أن امرأ القيس أصيب أثناء عودته بمرض جلدي سبب له قروحاً.
كان دين امرئ القيس الوثنية وكان غير مخلص لها. فقد روي أنه لما خرج للأخذ بثأر أبيه مر بصنم للعرب تعظمه يقال له ذو خلصة. فاستقسم بقداحه وهي ثلاثة: الآمر والناهي والمتربص. فأجالها فخرج الناهي. فعل ذلك ثلاثاً فجمعها وكسرها. وضرب بها وجه الصنم. وقال: "لو كان أبوك قتل ما عقتني".
وكان امرؤ القيس يلقب بالملك الضليل؛ وبذي القروح؛ لما أصيب به في مرضه على ما ذكرناه.
غزاله القرشي
2013- 2- 14, 01:15 AM
شرب امرؤ القيس سبعا، فلما صحا آلى ألا يأكل لحما، ولا يشرب خمرا، ولا يدهن بدهن، ولا يصب امرأة حتى يدرك بثأره، فلما جنه الليل رأى برقاً فقال:
أرقت لبرق بلـيل أهـل
يضيء سناه بأعلى الجبل
أتاني حديث فـكـذبـتـه
بأمر تزعزع منه القلـل
بقتل بنـي أسـد ربـهـم
ألا كل شيء سواه جلـل
فأين ربيعة عـن ربـهـا
وأين تميم وأين الخـول
ألا يحضرون لدى بـابـه
كما يحضرون إذا ما أكل
غزاله القرشي
2013- 2- 14, 01:31 AM
http://www.youtube.com/watch?v=8G3YAM0sooI
معلقته...
انشتاين
2013- 2- 14, 02:27 AM
معلقة امرئ القيس التي مطلعها
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل
هي على البحر الطويل وتقطيعها
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلُ فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلُ
انشتاين
2013- 2- 14, 02:48 AM
هاجس امرئ القيس ورقيه من الجن
وهاجس امرئ القيس هو لافظ بن لاحظ . حدث رجل من أهل الشام أنه خرج
في طلب لقاح له على فحل كأنه فدن
يسبق الريح حتى دفعه إلى خيمة وبفنائها شيخ كبير قال : فسلمت فلم يرد علي،
فقال : من أين وإلى أين ؟
قال : فاستحمقته إذ بخل برد السلام و أسرع إلى السؤال .
فقلت : من ههنا وأشرت إلى خلفي، وإلى ههنا وأشرت أمامي .
فقال : أما من ههنا فنعم وأما من ههنا فوالله ما أراك تبتهج بذلك
إلا أن يسهل عليك مداراة من من ترد عليه ، فقلت : وكيف ذلك أيها الشيخ ؟
قال : لأن الشكل غير شكلك . والزي غير زيك .
فضرب قلبي أنه من الجن . فقلت : أو تروي من أشعار العرب شيئا ؟
قال : نعم، وأقول . قلت : أنشدني، كالمستهزئ به . فأنشدني قول امرئ القيس :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل *** بسقط اللوى بين الدخول فحومل
فلما فرغ قلت : لو أن امرئ القيس ينشر لردعك عن هذا الكلام .
فقال : ماذا تقول ؟ قلت : هذا لامرء القيس ، قال لست أول من كفر نعمة أسداها ،
قلت : ألا تستحي أيها الشيخ ، ألمثل امرئ القيس يقال هذا .
قال : أنا والله منحته ما أعجبك منه ، قلت : فما اسمك ؟
قال : لافظ بن لاحظ فقلت : اسمان منكران ، قال : أجل ،
فاستحمقت نفسي له بعدما استحمقته لها ، وقد عرفت أنه من الجن .
غزاله القرشي
2013- 2- 16, 02:50 AM
شخصية اليوم الشاعرة الأموية ولادة بنت المستكفي...
غزاله القرشي
2013- 2- 16, 02:58 AM
ولادة بنت المستكفي بالله محمد بن عبد الرحمن الأموي
شاعرة أندلسية
من بيت الخلافة الأموية في الأندلس والدها هو المستكفي بالله
بايعه أهل قرطبة على الحكم بعد وفاة المستظهر.
طبعا الان سأتي لكم بأراء متضاربة قيلت فيها وهذا هو الجدل الذي اثارته
بين الناقلين والرواة فقال كل منهم رأي فيها
قيل عنها : كانت ولادة من الشعراء القلائل الذين نظموا الشعر
وأجادوا فيه فقد كانت جزلة الألفاظ
حسنة القول وقد كانت تُعد في منزلها مجلساً للشعراء في ذلك الوقت
تجلس إليهم وتخالطهم وتساجلهم
فقد كان هذا المجلس يغشاه كل أهل الأدب والظرف
لما لولادة من حلاوة العشرة ورفعة النفس وكرم العطاء
وبالرغم من هذه المخالطة المستمرة ,
عرف عنها أنها كانت عفيفة وذات شرف. امتاز شعرها بالجرأة والعاطفة
وقيل عنها : كانت ولادة في المغرب تعد كعلية بالمشرق
إلا أن ولادة تزيد بمزية الحسن الفائق، وأما الأدب والشعر والنادر،
وخفة الروح فلم تكن تقصر عنها، وكان لها صفة في الغناء ،
وكان لها مجلس يغشاه أدباء قرطبة وظرفاؤها،
فيمر فيه من النادر وإنشاد الشعر كثير لما اقتضاه عصره
وقيل فيها : كانت ولادة ذات شخصية مبهرة الى حد الإفتنان
و سريعة البديهة ،حلوة المعشر و خفيفة الظل..
فهي التي اقترن سحر شعر النساء عينى عينكبإسمها ،و لقد هام بها الكثيرون
و كانت جميلة ..فاتنة..و تدرك مدى جمالها و سحرها
غزاله القرشي
2013- 2- 16, 03:01 AM
وقيل فيها : كانت لعوب تجاهر بشهواتها ..مغترة بجمالها لأبعد حد..
قيل عنها أنها لم تكن لعوب لكنها كانت جريئة و تبوح بما تشتهي بشكل صارخ.
فهي لم تكن من الإنحراف بحيث يكون بعض شعرها قرينة على سوء بها،
و إنما كانت طبيعة ندوتها ، فمنتداها في قرطبة كان منتدى لأحرار مصر ،
و فناؤها ملعباً لجياد الشعر و النثر..و جمالها و حسبها و ذكاؤها كل ذلك دفعها
لمجاراة طبيعة زمانها و الإستجابة إلى المناخ العام المحيط بها..
قيل عنها أنها وضعت نفسها في موضع الريبة و من يضع نفسه في موضع الريبة
لا بد أن يناله شئ من شبهاتها..و لقد أوجدت الى القول فيها السبيل
بقلة مبالاتها،و مجاهرتها بملذاتها..
وبرأيي الخاص كانت ولادة شاعرة جريئة بشخصية قوية فرضت نفسها
بفضل روعة اسلوبها وشعرها وفاثْرت واثّرت في ا لادب الاندلسي
وكتبت ما بدا لها فكانت معضم اشعارها نسائيه لا تعد قصائد بل مقطوعات ونتف
لها قوة قصائد وان كان في بعضها كلام يعتبر مخالفا فتعذر علي نقله
كانت اميرة بكل ما في الكلمة من معنى وابياتها خير دليل
لحاظُكم تجرحُنا في الحشا **وَلَحظنا يجرحكم في الخدود
جرح بجرحٍ فاِجعلوا ذا بذا **فما الّذي أوجبَ جرح الصدود
----
أَلا هَل لنا من بعد هذا التفرّق** سبيلٌ فيشكو كلّ صبّ بما لقي
وَقد كنت أوقات التزاورِ في الشتا **أبيتُ على جمرٍ من الشوق محرقِ
فَكيفَ وقد أمسيت في حال قطعة** لَقد عجّل المقدور ما كنت أتّقي
تمرُّ الليالي لا أرى البين ينقضي** وَلا الصبر من رقّ التشوّق معتقي
سَقى اللَه أرضاً قد غدت لك منزلاً** بكلّ سكوب هاطل الوبل مغدقِ
-----
غزاله القرشي
2013- 2- 16, 03:04 AM
تشتهر ببيتين شهيرين من الشعر قيل أنها كانت تكتب كل واحد منهما على جهة من ثوبها:
أنا والله أصلح للمعالي وأمشي مشيتي وأتيه تيهاً
وأمكن عاشقي من صحن خدي وأعطي قبلتي من يشتهيها
غزاله القرشي
2013- 2- 16, 03:07 AM
ابتذل حجابها بعد نكبة أبيها وقتله وتغلب ملوك الطوائف عليه , وكانت ذات أدب ونوادر عجيبة ونظم جيد , فمنه ما كتبت به إلى ابن زيدون وهي راضية عنه :
ترقب إذا جن الليل زيارتـــــــي ... فإني رأيت الليل أكتم للســــــر
وبي منك ما لوكان للبدر لم يُنر ... وبالليل لم يظلم وبالنجم لم يسر
وقولها فيه وهي غاضبة عليه :
إن ابن زيدون علي فضــــــله ... يلج بي شتما ولا ذنب لــــي
يلحظني شزرا إذا جئتـــــــــــه ... كأنما جئت لأخصي علـــــي
تعني غلاما له اسمه علي.
غزاله القرشي
2013- 2- 16, 03:14 AM
إن قصة حب ولادة وابن زيدون واحدة من أجمل قصص الحب والغرام في تاريخ الأندلس وفي تاريخ الأدب العربي بصفة عامة ، ولولا هذا الحب ما وصل إلينا هذا الشعر الجميل لابن زيدون ولولادة .
في حدائق مدينة قرطبة الأندلسية بدأ اللقاء الأول بين ابن زيدون وولادة .... هو في ميعة الشباب ، وهي أُنثى رائعة الجمال ،
تحت ظلال الأشجار الوارفة ، كانا يتساقيان كؤوس الحب
تقول ولادة عن اللقاء الأول :
ترقب إذا جن الظلام زيارتي
فإني رأيت الليل أكتم للسر
وبي منك لو كان البدر ما بدا
وبالليل ما أدجى وبالنجم لم يسر
ويروي ابن زيدون الشاعر الولهان :
يا أخا البدر سناءً وسنى
حفظ الله زمانا أطلعك
إن يطل بعدك ليلي فلكم
بت أشكو قصر الليل معك
وتتعاون الإضرابات السياسية ، التي كانت سائدة في ذلك العصر ، وما نتج عنها من مؤامرات ووسائل لم ينج منها أي شيء
حتى الحب الصادق بالإضافة إلى الغيرة ، ضد هذا الحب ، ومحدث القطيعة بين الحبيبين ابن زيدون وولادة
ويرجع النقاد هذه القطيعة إلى أسباب شتى ، منهم من يقول إنها الغيرة ، لما ذكر أنه في أحد الأيام استمع ابن زيدون إلى صوت جارية ولادة واسمها "عُتبة " وطلب منها أن تعيد ، فغضبت ولادة إذ ظنت أن ابن زيدون بغازل جاريتها وسرعان ما أنشدت :
لو كنت تنصف في الهوى ما بيننا
لم تهو جاريتي ولم تتخير
وتركت غصنا مثمرا بجماله
وصخت للغصن الذي لم يثمر
ولقد علمت بأنني بدر السما
لكن دهيت لشقوتي بالمشتري
بينما يرى البعض الآخر أن سبب القطيعة بين ابن زيدون وولادة هو نقد ابن زيدون لبيت قالته ولادة وهو :
سقى الله أرضا قد غدت لك منزلا
بكل سكوب هاطل الوبل مغدق
وكان نقد ابن زيدون للبيت بأنه أشبه بالدعاء على المحبوب من الدعاء له .
وهنا اصطدمت ذات ولادة الشاعرية المتضخمة بذات ابن زيدون الناقدة ، وحدثت القطيعة .
وإن كان هناك من يرى أن القطيعة سببها انضمام ابن زيدون لحركة "الجهاورة" المعادية لبني أمية وهي بنت خليفة أموي .
ولم تنتظر ولادة كثيرا فقد اختارت الوزير ابن عبدوس ليكون العاشق الجديد الكريه نكاية بابن زيدون الذي اعتدى على سلطانها الأدبي ، ونظر إلى امرأة أخرى كما تعتقد ، حاول ابن زيدون عبثا تقديم اعتذرات تلو الأخرى ليستعيد حبه الضائع بلاجدوى ، وما سمعت ولادة له ،حيث نجح ابن عبدوس وأعوانه في تدبير مؤامرة ضد ابن زيدون لإبعاده عن طريق ولادة
غزاله القرشي
2013- 2- 16, 03:16 AM
... وبعد مدة قدم ابن زيدون إلى المحاكمة وحكم عليه بالسجن ..
ومن سجنه راح ابن زيدون يئن ويتعذب ، ويكتب الكثير من القصائد الخالدة عن حبه الذي كان ، ولكن ولادة كانت قد أصمت الأذن وأغلقت مزاليج القلب
حينما دلت قصائد ابن زيدون على إخلاصه لحبه ولولادة ، فإنها بالتالي دلت على طبيعة ولادة العابثة اللاهية التي تتساقى كؤوس الهوى مع ابن عبدوس بينما الحبيب وراء القضبان يعاني الظلم والإنقهار والوحدة والإنتظار ..
ويهرب ابن زيدون من سجنه ويعفو عنه الخليفة ويحاول استعادة حب ولادة برقيق الشعر وعذب القول علها ترق وتعود لأيام الحب الأول
فيرسل لها قصيدته الشهيرة التي يقول فيها ::
أضحى التنائي بديلا من تدانينا
وناب عن طيب لقيانا تجافينا
هلّا وقد حان صبح البين صبحنا
حين فقام بنا للحين ناعينا
بنتم وبنّا فما ابتلت جوانحنا
شوقا إليكم ولا جفت مآقينا
لا تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا
إن طالما غير النأي المحبينا
وفي الجواب متاع لو شفعت به
بيض الأيادي التي مازالت تولينا
عليك مني سلام الله ما بقيت
صبابة منك تخفيها فتخفينا
لقد تمكنت ولادة من ابن زيدون حتى بهجرانها فقد فجرت به طاقات شعرية هائلة أغنت تراثنا الشعري ، فلقد أحب وتعذب وعانى من أجل حب ضائع وما تمكن من استعادته حتى آخر لحظة من عمره
غزاله القرشي
2013- 2- 16, 03:33 AM
وقد نكل به الوزير أنذاك واوشا به عند االخليفة المستكفي فأمر الخليفة بسجنه إلى الموت وبعد اربعون عام قضاها ابن زيدون في السجن تمكن من الهروب من السجن وقد وصل الخبر إلى مسمع الخليفة انذاك وقد عفا عنه بحجه أنه قد كبر في السن . واين ذهب ابن زيدون بعد هروبه من السجن . فلقد توجه إلى الحديقة المشهورة التي كان يجالس بها محبوبته ولادة
وقد علمت ولادة أن عشيقها ابن زيدون قد هرب من السجن وسرعان ما هتف قلبها بانه هناك في الحديقة ينتظرها وسرعان ما توجهت ولادة الى الحديقة وقابلت عشيقها ابن زيدون وحضنته بقوة وفارقا الحياه معا
عن اقوى قصة حب عرفها التاريخ
ومات ابن زيدون
وماتت ولادة
وبقي حبهما يحكى وينشد
غزاله القرشي
2013- 2- 20, 02:05 AM
شخصية اليوم الشاعر ( أبن زيدون )
الصاحب , الوزير , العلامة أبو الوليد , أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي , القرشي , الأندلسي , القرطبي , الشاعر , حامل لواء الشعر في عصره .
كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف. فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد.
ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين. وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا. ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي. وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.
غزاله القرشي
2013- 2- 20, 08:24 AM
وصف ابن زيدون للزهراء...
http://www.youtube.com/watch?v=TbHU5tN5Teo
غزاله القرشي
2013- 2- 20, 08:27 AM
نونية إبن زيدون
أَضْحَى التَّنَائِي بَدِيْلاً مِنْ تَدانِيْنا * * * وَنَابَ عَنْ طِيْبِ لُقْيَانَا تَجَافِيْنَا
ألا وقد حانَ صُبح البَيْنِ صَبَّحنا * * * حِينٌ فقام بنا للحِين ناعِينا
مَن مُبلغ المُبْلِسينا بانتزاحِهم * * * حُزنًا مع الدهر لا يَبلى ويُبلينا
أن الزمان الذي ما زال يُضحكنا * * * أنسًا بقربهم قد عاد يُبكينا
غِيظَ العِدى من تساقينا الهوى فدعوا * * * بأن نَغُصَّ فقال الدهر آمينا
فانحلَّ ما كان معقودًا بأنفسنا * * * وانبتَّ ما كان موصولاً بأيدينا
لم نعتقد بعدكم إلا الوفاءَ لكم * * * رأيًا ولم نتقلد غيرَه دينا
ما حقنا أن تُقروا عينَ ذي حسد * * * بنا، ولا أن تسروا كاشحًا فينا
كنا نرى اليأس تُسلينا عوارضُه * * * وقد يئسنا فما لليأس يُغرينا
بِنتم وبنا فما ابتلت جوانحُنا * * * شوقًا إليكم ولا جفت مآقينا
نكاد حين تُناجيكم ضمائرُنا * * * يَقضي علينا الأسى لولا تأسِّينا
حالت لفقدكم أيامنا فَغَدَتْ * * * سُودًا وكانت بكم بيضًا ليالينا
إذ جانب العيش طَلْقٌ من تألُّفنا * * * وموردُ اللهو صافٍ من تصافينا
وإذ هَصَرْنا غُصون الوصل دانية * * * قطوفُها فجنينا منه ما شِينا
ليسقِ عهدكم عهد السرور فما * * * كنتم لأرواحنا إلا رياحينا
لا تحسبوا نَأْيكم عنا يُغيِّرنا * * * أن طالما غيَّر النأي المحبينا
والله ما طلبت أهواؤنا بدلاً * * * منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا
يا ساريَ البرقِ غادِ القصرَ فاسق به * * * من كان صِرفَ الهوى والود يَسقينا
واسأل هناك هل عنَّي تذكرنا * * * إلفًا، تذكره أمسى يُعنِّينا
ويا نسيمَ الصِّبا بلغ تحيتنا * * * من لو على البعد حيًّا كان يُحيينا
فهل أرى الدهر يَقصينا مُساعَفةً * * * منه ولم يكن غِبًّا تقاضينا
ربيب ملك كأن الله أنشأه * * * مسكًا وقدَّر إنشاء الورى طينا
أو صاغه ورِقًا محضًا وتَوَّجَه * * * مِن ناصع التبر إبداعًا وتحسينا
إذا تَأَوَّد آدته رفاهيَة * * * تُومُ العُقُود وأَدْمَته البُرى لِينا
كانت له الشمسُ ظِئْرًا في أَكِلَّتِه * * * بل ما تَجَلَّى لها إلا أحايينا
كأنما أثبتت في صحن وجنته * * * زُهْرُ الكواكب تعويذًا وتزيينا
ما ضَرَّ أن لم نكن أكفاءَه شرفًا * * * وفي المودة كافٍ من تَكَافينا
يا روضةً طالما أجْنَتْ لَوَاحِظَنا * * * وردًا أجلاه الصبا غَضًّا ونَسْرينا
ويا حياةً تَمَلَّيْنا بزهرتها * * * مُنًى ضُرُوبًا ولذَّاتٍ أفانِينا
ويا نعيمًا خَطَرْنا من غَضَارته * * * في وَشْي نُعمى سَحَبْنا ذَيْلَه حِينا
لسنا نُسَمِّيك إجلالاً وتَكْرِمَة * * * وقدرك المعتلى عن ذاك يُغنينا
إذا انفردتِ وما شُورِكْتِ في صفةٍ * * * فحسبنا الوصف إيضاحًا وتَبيينا
يا جنةَ الخلد أُبدلنا بسَلْسِلها * * * والكوثر العذب زَقُّومًا وغِسلينا
كأننا لم نَبِت والوصل ثالثنا * * * والسعد قد غَضَّ من أجفان واشينا
سِرَّانِ في خاطرِ الظَّلْماء يَكتُمُنا * * * حتى يكاد لسان الصبح يُفشينا
لا غَرْو فِي أن ذكرنا الحزن حِينَ نَهَتْ * * * عنه النُّهَى وتَركْنا الصبر ناسِينا
إذا قرأنا الأسى يومَ النَّوى سُوَرًا * * * مكتوبة وأخذنا الصبر تَلْقِينا
أمَّا هواكِ فلم نعدل بمنهله * * * شِرْبًا وإن كان يروينا فيُظمينا
لم نَجْفُ أفق جمال أنت كوكبه * * * سالين عنه ولم نهجره قالينا
ولا اختيارًا تجنبناه عن كَثَبٍ * * * لكن عدتنا على كره عوادينا
نأسى عليك إذا حُثَّت مُشَعْشَعةً * * * فينا الشَّمُول وغنَّانا مُغَنِّينا
لا أَكْؤُسُ الراحِ تُبدى من شمائلنا * * * سِيمَا ارتياحٍ ولا الأوتارُ تُلهينا
دُومِي على العهد، ما دُمْنا، مُحَافِظةً * * * فالحُرُّ مَنْ دان إنصافًا كما دِينَا
فما اسْتَعَضْنا خليلاً مِنك يَحْبسنا * * * ولا استفدنا حبيبًا عنك يُثْنينا
ولو صَبَا نَحْوَنا من عُلْوِ مَطْلَعِه * * * بدرُ الدُّجَى لم يكن حاشاكِ يُصْبِينا
أَوْلِي وفاءً وإن لم تَبْذُلِي صِلَةً * * * فالطيفُ يُقْنِعُنا والذِّكْرُ يَكْفِينا
وفي الجوابِ متاعٌ لو شفعتِ به * * * بِيْضَ الأيادي التي ما زلْتِ تُولِينا
عليكِ مِني سلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ * * * صَبَابةٌ منكِ نُخْفِيها فَتُخفينا
غزاله القرشي
2013- 2- 20, 02:32 PM
تعتبر هذه القصيدة من أجمل قصائد الغزل في الشعر العربي ، لكونها خرجت من قلب صادق قد اكتوى بنار الهوى، واصطلى بلهيب الجوى ، مدحها الناقدون وأثنوا عليها ثناءً لا مزيدَ عليه ، شاعرها هو ابن زيدون الذي تيتم بالأديبة الشاعرة ( ولادة المستكفي ) التي كان حبها للأدب والشعر كبيرًا ، الأمر الذي دفعها لعقد مجلس لها ، يجتمع فيه الشعراء وأهل الأدب ، وكانت لما تملكه من جمال باهر بغية الكثير من الشعراء الذي يدلفون إلى مجلسها ليمتعوا أنضارهم بها وليتغزلوا بجمالها ودلالها ، وكانت هي بنفس الوقت تشعر كل واحد منهم بانجذابها إليه ، ومحبتها له ، فظلت تلعب بمشاعرهم - حبًا للشعر - حتى يقولوه ، وكان مما قالته طمعًا في استثارتهم :
أمكِّنُ عاشقي من صحنِ خدي ***وأعطي قبلتي منْ يشتهيها
وبقيت على هذه الحال مدة من الزمن إلى أن رآها الشاعر ابن زيدون فهام بها ، وعشقها حتى الجنون ، ولم تكن هي بأقل منه عشقًا له ، إلا أنها فارقته ليس كرهًَا له ؛ وإنما لإعجابها بتلك القصائد الغزلية التي شدا بها ابن زيدون ، فأرادت أن تبتعد عنه - مع شوقها إليه - حتى يتعذب بفراقها ويتوجد عليها ؛ لينطق بأعذب الشعر وأجمل القصيد ، فكانت تقول لن أحرم محبي الشعر من شعر ابن زيدون بقربي إليه فكان ما أرادت ، وقال ابن زيدون هذه الأبيات :
أضْحى التَّنائي بديلاً من تَدانينا
ونابَ عن طيبِ لُقْيانا تَجافينا
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, Ahmed Alfaifi