F!x
2013- 8- 23, 10:36 AM
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20130823/images/b50.jpg
• أثار نقل سمو وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز تحيات واعتزاز وتقدير الملك عبدالله بن عبدالعزيز لعموم المواطنين والمواطنات على ما أظهروه من وعي وإدراك عام تجاه ما يحيط بوطنهم وما تمر به المنطقة من أحداث ومتغيرات.. أثار (3) قضايا هامة.. لا يمكن للمراقب إلا أن يلتقطها ويقف عندها.. ويحللها.. ليتوصل من خلالها إلى الحقائق التي غابت أو قد تغيب على البعض هنا في الداخل السعودي أو في المنطقة بشكل عام:
هذه القضايا المهمة الثلاث هي:
• أولا: إن المملكة العربية السعودية.. قيادة وشعبا.. دولة ومجتمعا.. تنطلق في مواقفها وقراراتها من خمسة أسس وقواعد هي:
(1) عقيدة إسلامية نقية.. لا أحد يستطيع أن يزايد علينا في ذلك أو يشكك في تمسكنا بها والتزامنا بثوابتها والعمل في إطارها على الوجه الصحيح.
(2) مكتسبات تنموية وطنية.. يجب المحافظة عليها وحمايتها من العبث والتهور الذي رأيناه يحدث في دول عربية أخرى.. ورأينا ما ساد بها وانتشر من فوضى أتت على الأخضر واليابس فيها وأدنتها من حالة الانهيار والتداعي.
(3) متانة أمنية كاملة.. حققت الاستقرار لبلادنا والطمأنينة لمواطنينا ولكل من يعيشون بيننا.. وحمتنا - ولله الحمد - من المصير الذي تعيشه أوطان أخرى.. وسوف تستمر تحصن مسيرتنا الآمنة بضمانة واحدة هي وعي أبناء الوطن المتزايد بمواجهة كل الأخطار التي تهدد سلامتنا العامة.
(4) بُعد تام عن كل مظاهر التحزب.. أو الاصطفاف وراء توجهات دينية أو سياسية.. أو فكرية مختلة.. وواقعة تحت تأثير جماعات أو تكتلات أو أهواء خاصة.. لا تتسق مع فكر الأمة.. ولا مع ثوابتها.. وتتعارض تعارضا كليا مع مصالحها الوطنية.. والقومية على حد سواء، وتؤدي أول ما تؤدي إلى التفكك والتشرذم والانقسام والتناحر في النهاية.
(5) ثقة قوية ومتبادلة بين القيادة والشعب.. لقناعة كل منهما بأهمية التلاحم بين الجميع.. وضرورة توحد المواقف.. وعدم الاختلاف على الثوابت.
•• ثانيا: مسؤولية الدولة تجاه الوطن ومن ثم تجاه الإقليم الذي نعيش فيه معا.. وقد تجلى ذلك من خلال الموقف الأمين والصادق إلى جانب الشعب السوري الذي واجه جبروت نظام أسود أقام وجوده وبنى استمراره على دماء البشر حتى الآن؛ وذلك بعد أن بذلنا كل الجهد لإقناع النظام الحاكم هناك بخطأ سياساته وسوء تعامله مع شعبه.. وتجنيده بلده في خدمة بعض دول الإقليم والانسلاخ عن أرومته العربية الصميمة وتحوله إلى منصة للتآمر على أشقائه.. تحقيقا لمصالح وطموحات ذاتية محدودة على حساب شعبه وأمته، وكذلك على حساب الإقليم كله.
كما برز هذا الدور المسؤول بقوة من خلال تجاوبنا مع إرادة الشعب المصري التي تجسدت في دعوة نسبة كبيرة منه لرموز بلاده.. ولقواته المسلحة بأن يحموه من مغبة اشتعال الحرب الأهلية في وطنه.. في ظل سياسة «أخونة الدولة» على حساب حقوق الوطن والشعب المصري.. وبعيدا عن الهوية العربية والإسلامية والوطنية الحقة التي تحفظ لمصر الحد المطلوب من التماسك ووحدة الشعب وتوحد الثقافة وتحقق التعايش بين الجميع.
•• فعلت هذا المملكة.. لأنها قرأت المشهد العربي قراءة صحيحة وأمينة.. بكل ما انطوى عليه من مؤشرات قوية إلى مخاطر مرتقبة في ظل أوضاع مضطربة في منطقة تعصف بها الصراعات والتحزبات وتتجاذبها الأهواء والاتجاهات في غير صالح الفرد أو مصلحة الأمة (كما قال خادم الحرمين الشريفين وصرح بذلك وزير الداخلية).
•• وحدث هذا أيضا «استشعارا من المملكة لواجباتها الدينية والأخلاقية ودواعي المحافظة على استقرار دولنا وشعوبنا والتصدي لكل ما.. و(من) يثير الفتنة والانقسام بين أفراد المجتمع الواحد ويقود إلى تعريض مصالح العباد والبلاد للخطر والضياع محققا بذلك مصالح الأعداء والحاقدين المتربصين شرا بدول المنطقة وشعوبها».. وبالتالي فإن خروج أي فرد أو مجموعة هنا أو هناك عن هذا المسار المتسق مع مصالح هذا الوطن وتلك الأمة.. لا يمكن قبوله إلا على أنه نوع من العبث.. وبذر بذور الفتنة في مجتمع ظل نظيفا ومتجانسا وموحدا حتى الآن ويجب أن يستمر كذلك.. لأنه لم يتلوث بعد برزايا الفكر الضال وأمراض الحزبية المسمومة.. بكل ما أفزرته حتى الآن من صراعات وتوترات قسمت الشعب الواحد إلى ملل ونحل وأشياع متفرقة.. وكأنها تريد بذلك نقل أمراض مجتمعات مضطربة إلينا.. بدل أن تسعى إلى مراجعة أنماط التفكير الضيقة التي تنطلق منها أو تدعو إلى نشرها في بلدنا وبين أهلنا.. عن جهل وليس عن سوء نية بكل تأكيد لأن هذا البلد موحد الثقافة.. ومتحد الفكر.. وغير مخترق بالدرجة التي تتهدد السلامة العامة لحسن الحظ حتى الآن..
•• ثالثا: إن المملكة وانطلاقا من مكانتها الدينية والروحية (أولا).. ومن واقعها الآمن والمستقر (ثانيا) ومن نقاء ونظافة عقول الشعب الذي يحتكم إلى كتاب الله وسنة نبيه (ثالثا).. كان عليها وما زال وسوف يظل بإذن الله.. أن تظل بمثابة قوة ترجيح وتوازن في منطقة ملتهبة.. بدلا من أن تتهاون في هذا الجانب.. أو أن تتعامل معه بارتباك.. أو أن تقف منه على الحياد الجامد.. وهي ترى أن المنطقة أخذت تسير في الاتجاه الخطأ.. وأن توجه الدفة يسير نحو إدارة شؤون المنطقة بواسطة «فرقة» لها أيدلوجيتها السياسية وليست الدينية.. ولها مصالحها.. ورؤاها السياسية.. وذلك كفيل بأن يقود المنطقة كلها وليس جمهورية مصر العربية إلى حرب أهلية مدمرة.
•• هذا الواقع الذي حمل في تضاعيفه توجها نحو «الانغلاق» و«التشدد» وفرض السيطرة الفكرية للون الواحد.. والهيمنة السياسية على خدمة أهداف فصيل واحد يفكر بعيدا عن الولاء للأوطان.. وتوحد الشعوب وتكريس العدالة والمساواة بين الجميع.. هذا الواقع تطلب على الفور وقفة أمينة وصادقة وواضحة ومباشرة.. لأن جميع مؤشراته كانت تدل على أن المنطقة تسير إلى الهاوية إذا قدر لهذا الفصيل السياسي، ولا أقول الديني، أن يستمر ويتجذر في الأرض العربية ويهيمن على فكر الإنسان ويوجه سياسات الدول والبلدان..
•• ولو دقق المواطن العربي في الواقع الذي تعيشه منطقته فإنه سيدرك إلى أين تتجه دوله.. وكيف يتحول أبناء الشعب الواحد إلى خصوم لبعضهم البعض.. وكيف تشن الحروب بينهم على أسس دينية أو فئوية.. أو كتلوية.. أو عنصرية، حيث بدأت تلك الأوطان تخترق من الداخل في ظل دعم ومؤازرة متزايدة من بعض القوى الخارجية التي لا تريد لنا الاستقرار، ولا تود لبلداننا أن تنمو وتتقدم.. ولا لشعوبنا أن تتوحد وتتلاحم.
***
•• هذه الأوضاع.. وكلها في المجمل العام.. تنطوي على انسياق المنطقة إلى حالة من الدمار المادي الشامل والتدمير الفكري الشديد للعقل العربي.. وتمزيق للأواصر الإنسانية المتينة بين الشعوب والقائمة على أساس «المواطنة» وحق الجميع في العيش بسلام مع بعضهم البعض وتحت مظلة فكر إسلامي صحيح.. هذه الأوضاع هي التي حملت المملكة إلى مصارحة الشعوب.. وإلى تنبيهها إلى مغبة ما يجري وإلى من وما يراد لهم أن يقودوا الأمة إلى المصير المحتوم.
وها هو خادم الحرمين الشريفين يدعو الجميع إلى مزيد من الوعي والإدراك لحقيقة ما يجري.. وإلى الاحتكام إلى العقل.. وإلى الحكمة.. وإلى تغليب المصالح الوطنية العليا.. وإلى الابتعاد عن المهاوي والمنزلقات.. وإلى التحذير من الاصطفاف وراء كل ما من شأنه دفع المنطقة إلى المزيد من الاشتعال واقتتال الشعوب.
•• وذلك يعني بكل المقاييس:
(1) أن المملكة قد تحملت مسؤوليتها الدينية والوطنية والقومية بكل أمانة.. وعلى الجميع أن يلتف حول هذا التحليل الموضوعي لأبعاد الأحداث والتطورات التي تعيشها المنطقة..
(2) وأن على الشعب السعودي المدرك لحقيقة تلك الأخطار أن يواصل توحده.. وجهوده المنطلقة من ثوابت شريعته في نصرة الحق.. ومواجهة الضلال والتضليل بسلاح الوعي الذي يمتلكه الآن.. ويتحرك خلف قيادته بكل ثقة.
(3) وأن على القوى أو التكتلات.. أو الأطراف التي انحرفت عن الجادة.. واتخذت مواقف مغايرة لما تفرضه المصلحة الوطنية أو مصالح هذه الأمة أن تراجع حساباتها فورا.. وأن تعود إلى جادة الصواب.. وأن تصطف وراء القيادة.. وأن تختار بين أن تقول كلمة الحق عن وعي وإدراك وبعد نظر.. أو أن تمضي في الطريق الخاطئ الذي اختارته وعبرت عنه.. وأن تتحمل مقابل ذلك كل ما يتوجب على الدولة والشعب أن يتخذوه تجاهها من إجراءات لحماية السلامة العامة وكفى.
***
•• وأخيرا.. فإن السياسات والمواقف التي تتعلق بأمن وسلامة واستقرار الأوطان والدول والشعوب.. لا ترسمها فئة أو مجموعة أو تكتل.. ولا تخضع للاجتهادات أو العواطف.. أو الرؤى الضيقة والمحدودة، وإنما تضعها وتدافع عنها الشعوب التي وهبها الله قيادات حكيمة وبصيرة بشؤون الأمة.. في وزن وبعد نظر وصلاح وصدق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. الذي يحترم الخصوم آراءه ومواقفه قبل الأشقاء والأصدقاء والمنصفين في هذا العالم.
الله يحمي بلادي ......
http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTNTqPNolpv6IfkwqibTDTxfsstK7td7 StVp6iXGXPUwzI3Dui6
المصدر عكاظ
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20130823/Con20130823630416.htm
• أثار نقل سمو وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز تحيات واعتزاز وتقدير الملك عبدالله بن عبدالعزيز لعموم المواطنين والمواطنات على ما أظهروه من وعي وإدراك عام تجاه ما يحيط بوطنهم وما تمر به المنطقة من أحداث ومتغيرات.. أثار (3) قضايا هامة.. لا يمكن للمراقب إلا أن يلتقطها ويقف عندها.. ويحللها.. ليتوصل من خلالها إلى الحقائق التي غابت أو قد تغيب على البعض هنا في الداخل السعودي أو في المنطقة بشكل عام:
هذه القضايا المهمة الثلاث هي:
• أولا: إن المملكة العربية السعودية.. قيادة وشعبا.. دولة ومجتمعا.. تنطلق في مواقفها وقراراتها من خمسة أسس وقواعد هي:
(1) عقيدة إسلامية نقية.. لا أحد يستطيع أن يزايد علينا في ذلك أو يشكك في تمسكنا بها والتزامنا بثوابتها والعمل في إطارها على الوجه الصحيح.
(2) مكتسبات تنموية وطنية.. يجب المحافظة عليها وحمايتها من العبث والتهور الذي رأيناه يحدث في دول عربية أخرى.. ورأينا ما ساد بها وانتشر من فوضى أتت على الأخضر واليابس فيها وأدنتها من حالة الانهيار والتداعي.
(3) متانة أمنية كاملة.. حققت الاستقرار لبلادنا والطمأنينة لمواطنينا ولكل من يعيشون بيننا.. وحمتنا - ولله الحمد - من المصير الذي تعيشه أوطان أخرى.. وسوف تستمر تحصن مسيرتنا الآمنة بضمانة واحدة هي وعي أبناء الوطن المتزايد بمواجهة كل الأخطار التي تهدد سلامتنا العامة.
(4) بُعد تام عن كل مظاهر التحزب.. أو الاصطفاف وراء توجهات دينية أو سياسية.. أو فكرية مختلة.. وواقعة تحت تأثير جماعات أو تكتلات أو أهواء خاصة.. لا تتسق مع فكر الأمة.. ولا مع ثوابتها.. وتتعارض تعارضا كليا مع مصالحها الوطنية.. والقومية على حد سواء، وتؤدي أول ما تؤدي إلى التفكك والتشرذم والانقسام والتناحر في النهاية.
(5) ثقة قوية ومتبادلة بين القيادة والشعب.. لقناعة كل منهما بأهمية التلاحم بين الجميع.. وضرورة توحد المواقف.. وعدم الاختلاف على الثوابت.
•• ثانيا: مسؤولية الدولة تجاه الوطن ومن ثم تجاه الإقليم الذي نعيش فيه معا.. وقد تجلى ذلك من خلال الموقف الأمين والصادق إلى جانب الشعب السوري الذي واجه جبروت نظام أسود أقام وجوده وبنى استمراره على دماء البشر حتى الآن؛ وذلك بعد أن بذلنا كل الجهد لإقناع النظام الحاكم هناك بخطأ سياساته وسوء تعامله مع شعبه.. وتجنيده بلده في خدمة بعض دول الإقليم والانسلاخ عن أرومته العربية الصميمة وتحوله إلى منصة للتآمر على أشقائه.. تحقيقا لمصالح وطموحات ذاتية محدودة على حساب شعبه وأمته، وكذلك على حساب الإقليم كله.
كما برز هذا الدور المسؤول بقوة من خلال تجاوبنا مع إرادة الشعب المصري التي تجسدت في دعوة نسبة كبيرة منه لرموز بلاده.. ولقواته المسلحة بأن يحموه من مغبة اشتعال الحرب الأهلية في وطنه.. في ظل سياسة «أخونة الدولة» على حساب حقوق الوطن والشعب المصري.. وبعيدا عن الهوية العربية والإسلامية والوطنية الحقة التي تحفظ لمصر الحد المطلوب من التماسك ووحدة الشعب وتوحد الثقافة وتحقق التعايش بين الجميع.
•• فعلت هذا المملكة.. لأنها قرأت المشهد العربي قراءة صحيحة وأمينة.. بكل ما انطوى عليه من مؤشرات قوية إلى مخاطر مرتقبة في ظل أوضاع مضطربة في منطقة تعصف بها الصراعات والتحزبات وتتجاذبها الأهواء والاتجاهات في غير صالح الفرد أو مصلحة الأمة (كما قال خادم الحرمين الشريفين وصرح بذلك وزير الداخلية).
•• وحدث هذا أيضا «استشعارا من المملكة لواجباتها الدينية والأخلاقية ودواعي المحافظة على استقرار دولنا وشعوبنا والتصدي لكل ما.. و(من) يثير الفتنة والانقسام بين أفراد المجتمع الواحد ويقود إلى تعريض مصالح العباد والبلاد للخطر والضياع محققا بذلك مصالح الأعداء والحاقدين المتربصين شرا بدول المنطقة وشعوبها».. وبالتالي فإن خروج أي فرد أو مجموعة هنا أو هناك عن هذا المسار المتسق مع مصالح هذا الوطن وتلك الأمة.. لا يمكن قبوله إلا على أنه نوع من العبث.. وبذر بذور الفتنة في مجتمع ظل نظيفا ومتجانسا وموحدا حتى الآن ويجب أن يستمر كذلك.. لأنه لم يتلوث بعد برزايا الفكر الضال وأمراض الحزبية المسمومة.. بكل ما أفزرته حتى الآن من صراعات وتوترات قسمت الشعب الواحد إلى ملل ونحل وأشياع متفرقة.. وكأنها تريد بذلك نقل أمراض مجتمعات مضطربة إلينا.. بدل أن تسعى إلى مراجعة أنماط التفكير الضيقة التي تنطلق منها أو تدعو إلى نشرها في بلدنا وبين أهلنا.. عن جهل وليس عن سوء نية بكل تأكيد لأن هذا البلد موحد الثقافة.. ومتحد الفكر.. وغير مخترق بالدرجة التي تتهدد السلامة العامة لحسن الحظ حتى الآن..
•• ثالثا: إن المملكة وانطلاقا من مكانتها الدينية والروحية (أولا).. ومن واقعها الآمن والمستقر (ثانيا) ومن نقاء ونظافة عقول الشعب الذي يحتكم إلى كتاب الله وسنة نبيه (ثالثا).. كان عليها وما زال وسوف يظل بإذن الله.. أن تظل بمثابة قوة ترجيح وتوازن في منطقة ملتهبة.. بدلا من أن تتهاون في هذا الجانب.. أو أن تتعامل معه بارتباك.. أو أن تقف منه على الحياد الجامد.. وهي ترى أن المنطقة أخذت تسير في الاتجاه الخطأ.. وأن توجه الدفة يسير نحو إدارة شؤون المنطقة بواسطة «فرقة» لها أيدلوجيتها السياسية وليست الدينية.. ولها مصالحها.. ورؤاها السياسية.. وذلك كفيل بأن يقود المنطقة كلها وليس جمهورية مصر العربية إلى حرب أهلية مدمرة.
•• هذا الواقع الذي حمل في تضاعيفه توجها نحو «الانغلاق» و«التشدد» وفرض السيطرة الفكرية للون الواحد.. والهيمنة السياسية على خدمة أهداف فصيل واحد يفكر بعيدا عن الولاء للأوطان.. وتوحد الشعوب وتكريس العدالة والمساواة بين الجميع.. هذا الواقع تطلب على الفور وقفة أمينة وصادقة وواضحة ومباشرة.. لأن جميع مؤشراته كانت تدل على أن المنطقة تسير إلى الهاوية إذا قدر لهذا الفصيل السياسي، ولا أقول الديني، أن يستمر ويتجذر في الأرض العربية ويهيمن على فكر الإنسان ويوجه سياسات الدول والبلدان..
•• ولو دقق المواطن العربي في الواقع الذي تعيشه منطقته فإنه سيدرك إلى أين تتجه دوله.. وكيف يتحول أبناء الشعب الواحد إلى خصوم لبعضهم البعض.. وكيف تشن الحروب بينهم على أسس دينية أو فئوية.. أو كتلوية.. أو عنصرية، حيث بدأت تلك الأوطان تخترق من الداخل في ظل دعم ومؤازرة متزايدة من بعض القوى الخارجية التي لا تريد لنا الاستقرار، ولا تود لبلداننا أن تنمو وتتقدم.. ولا لشعوبنا أن تتوحد وتتلاحم.
***
•• هذه الأوضاع.. وكلها في المجمل العام.. تنطوي على انسياق المنطقة إلى حالة من الدمار المادي الشامل والتدمير الفكري الشديد للعقل العربي.. وتمزيق للأواصر الإنسانية المتينة بين الشعوب والقائمة على أساس «المواطنة» وحق الجميع في العيش بسلام مع بعضهم البعض وتحت مظلة فكر إسلامي صحيح.. هذه الأوضاع هي التي حملت المملكة إلى مصارحة الشعوب.. وإلى تنبيهها إلى مغبة ما يجري وإلى من وما يراد لهم أن يقودوا الأمة إلى المصير المحتوم.
وها هو خادم الحرمين الشريفين يدعو الجميع إلى مزيد من الوعي والإدراك لحقيقة ما يجري.. وإلى الاحتكام إلى العقل.. وإلى الحكمة.. وإلى تغليب المصالح الوطنية العليا.. وإلى الابتعاد عن المهاوي والمنزلقات.. وإلى التحذير من الاصطفاف وراء كل ما من شأنه دفع المنطقة إلى المزيد من الاشتعال واقتتال الشعوب.
•• وذلك يعني بكل المقاييس:
(1) أن المملكة قد تحملت مسؤوليتها الدينية والوطنية والقومية بكل أمانة.. وعلى الجميع أن يلتف حول هذا التحليل الموضوعي لأبعاد الأحداث والتطورات التي تعيشها المنطقة..
(2) وأن على الشعب السعودي المدرك لحقيقة تلك الأخطار أن يواصل توحده.. وجهوده المنطلقة من ثوابت شريعته في نصرة الحق.. ومواجهة الضلال والتضليل بسلاح الوعي الذي يمتلكه الآن.. ويتحرك خلف قيادته بكل ثقة.
(3) وأن على القوى أو التكتلات.. أو الأطراف التي انحرفت عن الجادة.. واتخذت مواقف مغايرة لما تفرضه المصلحة الوطنية أو مصالح هذه الأمة أن تراجع حساباتها فورا.. وأن تعود إلى جادة الصواب.. وأن تصطف وراء القيادة.. وأن تختار بين أن تقول كلمة الحق عن وعي وإدراك وبعد نظر.. أو أن تمضي في الطريق الخاطئ الذي اختارته وعبرت عنه.. وأن تتحمل مقابل ذلك كل ما يتوجب على الدولة والشعب أن يتخذوه تجاهها من إجراءات لحماية السلامة العامة وكفى.
***
•• وأخيرا.. فإن السياسات والمواقف التي تتعلق بأمن وسلامة واستقرار الأوطان والدول والشعوب.. لا ترسمها فئة أو مجموعة أو تكتل.. ولا تخضع للاجتهادات أو العواطف.. أو الرؤى الضيقة والمحدودة، وإنما تضعها وتدافع عنها الشعوب التي وهبها الله قيادات حكيمة وبصيرة بشؤون الأمة.. في وزن وبعد نظر وصلاح وصدق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. الذي يحترم الخصوم آراءه ومواقفه قبل الأشقاء والأصدقاء والمنصفين في هذا العالم.
الله يحمي بلادي ......
http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTNTqPNolpv6IfkwqibTDTxfsstK7td7 StVp6iXGXPUwzI3Dui6
المصدر عكاظ
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20130823/Con20130823630416.htm