مشاهدة النسخة كاملة : المستوى الخامس بعد مذاكره العقيده
مترفة
2013- 11- 24, 09:26 PM
التعريف بالعقيدة
العقيدة لغة
من عقد بمعنى الشد والوثوق والثبات والتأكيد والصلابة في الشي
وفي اصطلاح الشرع
يرجع مفهوم العقيدة إلى الأمور التي يجب أن يصدقها قلبك وتطمئن إليها نفسك ، وتكون يقينا لا يمازجه ريب ولا يخالطه شك .
والعقيدة أيضا تعني : الإيمان الجازم بالله ، وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، وبكل ما جاءت به النصوص الصحيحة من أصول الدين وأمور الغيب وأخباره ، وما اسنبطه وأجمع عليه سلفنا الصالح .
لحاجة إلى العقيدة وأهمية دراستها
ـ إن حاجة العباد إلى فهم العقيدة الصحيحة فوق كل حاجة ،
-وعلم العقيدة به ينعقد في الأفئدة معنى التوحيد ومفهوم الإيمان وحقيقته
ـــ العقيدة الصحيحة هي طريق النجاة من النار
ـــ أن الله حرم مخالفتها
ـــ أن الالتزام بها شرط لصحة الأعمال وقبولها
ـــ أنها تحفظ العقل وتحرره من الخرافات والأهواء
مصادر العقيدة الإسلامية :
أولا : القرآن الكريم
ثانيا : السنة النبوية المطهرة وهي ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو عمل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية .
ثالثا : الإجماع : وهو اتفاق مجتهدي العصر من هذه الأمة على أمر من أمور الدين ،
مترفة
2013- 11- 24, 09:56 PM
الإيمان في اللغة : له استعمالان :
1ـ فتارة يتعدى بنفسه: فيكون معناه التأمين أي إعطاء الأمان، وآمنته ضد أخفته ويأتي بمعنى الحافظ ، وتأتيمن معنى الأمانة وهي نقيض الخيانة ،
2 ـ وتارة يتعدى بالباء: فيكون معناه التصديق ، ويفهم منه ، أن التصديق كما يكون بالقلب واللسان يكون بالجوارح أيضاً .
والأصل في الإيمان الدخول في صدق الأمانة التي ائتمنه الله عليها، فإذا اعتقد التصديق بقلبه كما صدق بلسانه فقد أدى الأمانة، وهو مؤمن، ومن لم يعتقد التصديق بقلبه فهو غير مؤد للأمانة التي ائتمنه الله عليها، وهو منافق .الإيمان اصطلاحا :
هو اعتقاد وقول وعمل
والإيمان في لسان الشرع هو التصديق بالقلب، والعمل بالأركان
أن الإيمان قول وعمل وعقيدة
أن الإيمان يعني : ” تصديق بالجنان ، وإقرار باللسان ، وعمل بالأركان
وخالف كثير من أصحابنا ( أي الحنفية ) وأسقطوا العمل عن مفهوم الإيمان فقالوا هو ” الإقرار باللسان ، والتصديق بالجنان ”
ويثبت إجماع أهل السنة على أن الإيمان قول وعمل
والنصوص عن الأئمة كثيرة جداً في قولهم: إن الإيمان قول وعمل، نقل كثيراً منها المصنفون في عقيدة أهل السنة من الأئمة المتقدمين ، ولا فرق بين قولهم: إن الإيمان قول وعمل، أو قول وعمل ونية، أوقول وعمل واعتقاد. فكل ذلك من باب اختلاف التنوع .
وخلاصة ما سبق من حقيقة الإيمان اصطلاحا : أنها (مركبة من قول وعمل، والقول قسمان:
1 ـ قول القلب، وهو الاعتقاد، 2 ـ وقول اللسان، وهو التكلم بكلمة الإسلام.
والعمل قسمان: 1 ـ عمل القلب: وهو نيته وإخلاصه، 2 ـعمل الجوارح
الأدلة على أن الإيمان اعتقاد وقول وعمل
فإذا زالت هذه الأربعة، زال الإيمان بكماله، وإذا زال تصديق القلب لم تنفع بقية الأجزاء، فإن تصديق القلب شرط في اعتقادها وكونها نافعة، وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق ، فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان، وأنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب، وهو محبته وانقياده، كمالــــــم ينفع إبليسَ وفرعونَ وقومَه واليهودَ والمشركينَ الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول، بل ويقرون به سراً وجهراً، ويقولون: ليس بكاذب، ولكن لا نتبعه ولا نؤمن به .
الأدلة على أن الإيمان اعتقاد وقول وعمل
1ـ الدليل على أن الإيمان اعتقاد بالقلب :(ولما يدخل الإيمان في قلوبكم
ـ وقال - صلى الله عليه وسلم: " يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان إلى قلبه".
إلى غير ذلك من الأدلة الصريحة في أن إيمان القلب شرط في الإيمان، ولا يصح الإيمان بدونه، وأنه إذا وجد سرى ذلك إلى الجوارح .
وإيمان القلب ليس مجرد العلم والمعرفة والتصديق بالله عز وجل وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم ـ بل لابد مع ذلك من الانقياد والاستسلام، والخضوع والإخلاص، مما يدخل تحت عمل القلب.
ـ الدليل على أن الإيمان إقرار باللسان :فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق) .
قوله صلى الله عليه وسلم " الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان ” .
الشهادتان أصل قول اللسان وهما شرط في صحة الإيمان:
اتفق أهل السنة على أن النطق بالشهادتين شرط لصحة الإيمان
والمقصود بالشهادتين كما لا يخفى ليس مجرد النطق بهما، بل التصديق بمعانيهما وإخلاص العبادة لله، والتصديق بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم والإقرار ظاهراً وباطناً بما جاء به فهذه الشهادة هي التي تنفع صاحبها عند الله عز وجل،
3 ـ الدليل على أن الإيمان عمل بالأركان : قوله تعالى: (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا) .
صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم : " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ” ،
ثانيا : درجات الإيمان
درجات الإيمان ثلاث درجــات :
للإيمان درجات وللناس فيه طبقات ، فهناك حد أدنى من أخل به ذهب إيمانه، وحد أعلى يبلغ بصاحبه درجة الصديقين
الـدرجــة الأولى أصل الإيمان: أو ( الإيمان المجمل أو مطلق الإيمان ) .
والمقصود به الحد الأدنى من الإيمان الذي هو شرط صحة الإيمان والنجاة من الخلود في النار في الآخرة إن مات على ذلك
وهذا الإيمان غير قابل للنقصان، لأن نقصانه يعني خروج الإنسان عن اسم الإيمان.
وهذه الدرجة يطلق على صاحبها الإسلام أو الإيمان المقيد
الدرجة الثانية : الإيمان الواجب:أو ( الإيمان الكامل، أو الإيمان المفصل أو الإيمان المطلق أو حقيقة الإيمان ) .
ويكون صاحبه ممن يؤدون الواجبات وبجتنبون الكبائر وهو ممن وعد بالجنة بلا عذاب، ولهذا لا يوصف أهل الكبائر بالإيمان المطلق
، لأن الإيمان المطلق هو الذي يستحق صاحبه الثواب ودخول الجنة بلا عذاب، وهؤلاءمعرضون للوعيد ودخول النار إلا أن يشاء الله
ما حكم من أتى الواجبات، واجتنب الكبائر، ولكنه ارتكب بعض الصغائر، هل ينقص عن درجة الإيمان الواجب؟
وقد أجاب عن ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية بجواب محكم في كتابه الإيمان ، فقال:
(والرسول - صلى الله عليه وسلم - لم ينفه - أي الإيمان - إلا عن صاحب كبيرة ، فالمؤمن الذي يفعل الصغيرة هي مكَفَّرَة عنه بفعله للحسنات، واجتنابه الكبائر، لكنه ناقص الإيمان عمن اجتنب الصغائر ، فمن أتى بالإيمان الواجب ولكنه خلطه بسيئات كفرت عنه بغيرها، ونقص بذلك درجة عمن لم يأت بذلك).
إذن أهل هذه الدرجة متفاوتون على حسب تورعهم عن الصغائر، فمن كان منهم أحرص على اجتنابها كان إيمانه أكمل ممن يغشاها.
الدرجة الثالثة : الإيمان المستحب: أو ( الإيمان الكامل بالمستحبات ، ودرجة الإحسان ) :
وصاحب هذه المنزلة لا يكتفي بعمل الواجبات وترك المحرمات، بل يضيف إلى ذلك فعل المستحبات، وهذا حاله في عامة الأعمال كالصلاة والحج والصوم والغسل وغيره.
فمن أتى بالواجبات فقط فهو من أهل الإيمان الواجب، ومن زاد على ذلك المستحبات فهو من أهل الإيمان المستحب.
(فالمسلم الذي لم يقم بواجب الإيمان هو الظالم لنفسه، والمقتصد هو المؤمن المطلق الذي أدى الواجب وترك المحرم، والسابق بالخيرات هو المحسن الذي عبد الله كأنه يراه،
مترفة
2013- 11- 24, 10:04 PM
أدلة الحنفية في إخراج العمل من مسمى الإيمان :
أجمع علماء السلف على أن المسلم لو صدق بقلبه وأقر بلسانه ، وامتنع عن العمل بجوارحه فهو عاص لله ورسوله ، مستحق للوعيد ، وعليه فهم يجمعون على أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان ، إلا أن الحنفية خالفوا بالقول بعدم دخول الأعمال في مسمى الإيمان ، واختلاف الحنفية اختلاف صوري ، ولهم أدلة استندوا إليها
أولا : أدلة الحنفية في إخراج العمل من مسمى الإيمان :
1 ـ أن الإيمان في اللغة التصديق ، ومنه قوله في سورة يوسف ( وما أنت بمؤمن لنا ) أي : بمصدق .
2 ـ أن التصديق بالقلب هو الواجب على العبد حقا لله تعالى ، وهو تصديق رسول الله فيما جاء به من عند الله ، فمن صدقه فهو مؤمن فيما بينه وبين الله تعالى .
3 ـ أن التصديق ضدُ الكفر ، والكفر تكذيب وجحود ، وهما يكونان بالقلب ، ويدل على أن موضع الإيمان هو القلب لا اللسان ، قوله تعالى ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) .
4 ـ لو كان الإيمان مركب من قول وعمل لزال كله بزوال جزئه .
5 ـ أن العمل عطف على الإيمان في مواضع كثيرة في القرآن ، والعطف يقتضي المغايرة ، ومنه قوله تعالى : ( آمنوا وعملوا الصالحات ) .
ثــانيا : مناقشة أدلة الحنفية :
1 ـ مناقشة الدليل الأول :
أ ـ أن التصديق لا يرادف الإيمان ، فيقال للمخبَر ـ مثلا ـ إذا صدَق : صدَقه ، ولا يقال آمنه ، ولا آمن به ، بل يقال : آمن له ، ومنه قوله تعالى ( فآمن له لوط ) علما بأن فرق المعنى واضح وثابت ، فلا يقال صدقت إلا لمن أخبر عن مشاهدة أو غيب ،
2 ـ مناقشة الدليل الثاني :
أما قولهم بأن التصديق بالقلب هو الواجب على العبد حقا ، فمن صدَّق رسول الله فيما جاء به فهو مؤمن ، قلنا : أن من صدق ولم يتكلم بلسانه ، ولا صلى ولا صام ، ولا أحب الله ورسوله ، بل كان مبغضا لرسول الله ، معاديا له ، فهذا ليس بمؤمن ، لأن الفوز والفلاح مترتب على العمل بمقتضى الشهادتين .
3 ـ مناقشة الدليل الثالث :
أما قولهم بأن التصديق ضد الكفر ، والكفر تكذيب وجحود فمردود بأن لفظُ الإيمان لا يقابل بالتكذيب، وإنما يُقابَلُ بالكُفْر، والكفرُ لا يختصُّ بالتكذيب، بل لو قال: أنا أعلمُ أنكَ صادقٌ ولكن لا أتبعُكَ بل أعاديكَ وأبغضُكَ وأخالفُكَ، لكان كُفرهُ أعظمُ، فعُلِمَ أن الإيمانَ ليس هو التصديقَ فقط، ولا الكفرُ هو التكذيبَ فقط، بل إن الكفرُ يكونُ تكذيباً، ويكون مخالَفةً ومعاداةً بلا تكذيب، وكذلك الإيمانُ يكونُ تصديقاً وموافقةً وموالاةً وانقياداً، ولا يكفي مجَّردُ التصديق.
4 ـ مناقشة الدليل الرابع :
أما قولهم بأن الإيمان لو كان مركبا من قول وعمل لزال كله بزوال جزئه ، فلو أرادوا بأن هيئة الإيمان لن تكون كاملة فلا خلاف ، ولكن لا يلزم من زوال بعضها زوال سائر الإيمان ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : "الإيمانُ بِضعٌ وسَبعون شُعبةً، أعلاها قولُ لا إله إلا اللـه، وأدناها إماطةُ الأذى عن الطريقِ" فهذه الشعب منها ما يزول الإيمان بزوالها ، كشعبة الشهادة ، ومنها ما لا يزول الإيمان بزوالها ، كشعبة إماطة الأذى عن الطريق ، وبينهما شعب متفاوتة بين ما يقرب من الشهادة ، وما يقرب من إماطة الأذى .
5 ـ مناقشة الدليل الخامس :
وأما استدلالهم بأن العطف يقتضي المغايرة ، فلا يكون العمل داخلا في مسمى الإيمان : فيرد عليه بأن عطف العمل الصالح على الإيمان يقتضي المغايرة مع الاشتراك في الحكم ،
فالمغايرة على مراتب :
أعلاها : أن يكونا متباينين ، ليس أحدهما الآخر ولا جزء منه ، ولا بينهما تلازم ، كقوله تعالى في سورة الأنعام ( خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ) .
ثانيها : أن يكون بينهما تلازم ، كقوله في سورة البقرة ( ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون ) .
ثالثها : من باب عطف بعض الشيء عليه ، كقوله تعالى في سورة البقرة ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ) .
رابعها : عطف الشيء على الشيء لاختلاف الصفتين ، كقوله تعالى في سورة غافر ( غافر الذنب وقابل التوب ) .
، ومعلوم أن هذه الأعمال مع إيمان القلوب هي الإيمان ، ولا أدل أن الأعمال تدخل في مسمى الإيمان من ذلك ، فإنه فسر الإيمان بالأعمال ولم يذكر التصديق ، للعلم بأن هذه الأعمال لا تفيد مع الجحــود .
مترفة
2013- 11- 24, 10:09 PM
الأدلة على دخول الأعمال في مسمى الإيمان
من خلال ما سبق بان لنا أن أهل السنةإلا الحنفية قالوا بأن أعمال الجوارح داخلة في مسمى الإيمان، وهذا هو الراجح وله قام الدليل ، ومن أدلتهم على ذلك
الدليل الأول :ورد في سورة البقرة قول الله - عز وجل (وما كان الله ليضيع إيمانكم) ” :
وقد ثبت في سبب نزول هذه الآية كما في حديث البراء الطويل وغيره وفي آخره " أنه مات على القبلة قبل أن تحول رجال وقتلوا ، فلم ندر ما نقول فيهم فأنزل الله تعالى (وما كان الله ليضيع إيمانكم) ووضع البخاري هذا الحديث في مواضع ومنها " باب الصلاة من الإيمان ”.
وقد أجمع المفسرون على أنه أراد صلاتكم إلى بيت المقدس، فثبت أن الصلاة إيمان، وإذا ثبت ذلك، فكل طاعة إيمان إذ لم أعلم فارقاً في هذه التسمية بين الصلاة وسائر العبادات .
الدليل الثاني : ورد في سورة الأنفال قوله تعالى: (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا) ” ومثله جميع الآيات المشابهة كقوله عز وجل في سورة النور : (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه) :
ففي هذه الآيات إشارة إلى أن جميع الأعمال المذكورة من واجبات الإيمان فلهذا نفي الإيمان عمن لم يأت بها، فإن حرف "إنما" يدل على إثبات المذكور ونفي غيره .
الدليل الثالث : ما جاء في حديث وفد عبد القيس الذي أخرجه البخاري ومسلم ، قوله صلى الله عليه وسلم :
" آمركم بالإيمان بالله وحده وقال: هل تدرون ما الإيمان بالله وحده؟ " قالوا الله ورسوله أعلم قال " شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وأن تعطوا من الغنائم الخمس " الحديث .
ففي هذا الحديث فسر الرسول صلى الله عليه وسلم للوفد الإيمان هنا بقول اللسان، وأعمال الجوارح .
ومعلوم أنه لم يرد أن هذه الأعمال تكون إيماناً بالله بدون إيمان القلب، لما قد أخبر في مواضع أنه لابد من إيمان القلب، فعلم أن هذه مع إيمان القلب هي الإيمان، وأي دليل على أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان فوق هذا الدليل؟ فإنه فسر الإيمان بالأعمال ولم يذكر التصديق مع العلم بأن هذه الأعمال لا تفيد مع الجحود .
الدليل الرابـــع : قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم : " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " الحديث :
وقد وردت في معنى هذا الحديث أحاديث أخرى تبرهن على دخول الأعمال في مسمى الإيمان ، ومنها ما ورد في نفي الإيمان عمن ارتكب الكبائر وترك الواجبات كقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد من الحديث الصحيح " لا إيمان لمن لا أمانة له ”.
يقول ابن رجب تعليقاً على ذلك : ” فلولا أن ترك هذه الكبائر من مسمى الإيمان لما انتفى اسم الإيمان عن مرتكب شيء منها لأن الاسم لا ينتفي إلا بانتفاء بعض أركان المسمى أو واجباته ” .
ويقول ابن تيمية : ” ثم إن نفي الإيمان عند عدمها دال على أنها واجبة فالله ورسوله لا ينفيان اسم مسمى أمر الله به ورسوله إلا إذا ترك بعض واجباته كقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري : " لا صلاة إلا بأم القرآن ” .
الدليــل الخامس : قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم : " الطهور شطر الإيمان ” .
الدليل الســادس : قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد والترمذي وهو حسن : " من أعطى لله ومنع لله، وأحب لله وأبغض لله، وأنكح لله فقد استكمل إيمانه " .
وهذا يدل على أن الأعمال جزء من مسمى الإيمان يكمل بوجودها وينقص بنقصها .
الدليل السابـــع : حديث شعب الإيمان الذي أخرجه مسلم ،من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان ” .
وعدها أيضاً الحافظ ابن حجر فقال: ”هذه الشعب تتفرع عن أعمال القلب، وأعمال اللسان، وأعمال البدن، فأعمال القلب فيه: المعتقدات والنيات ، وتشتمل على أربع وعشرين خصلة ثم ذكرها ، وأعمال اللسان : وتشتمل على سبع خصال ثم ذكرها ، وأعمال البدن
: وتشتمل على ثمان وثلاثين خصلة ثم ذكرها، إلى أن قال: فهذه تسع وستون خصلة ويمكن عدها تسعاً وسبعين خصلة باعتبار إفراد ما ضم بعضه إلى بعض مما ذكر. والله أعلم
أولاً: أن الطاعات جميعاً ومنها أعمال الجوارح تدخل في مسمى الإيمان.
ثانياً: أن الإخلال والتقصير بأداء الطاعات يضر في الإيمان.
مترفة
2013- 11- 24, 11:01 PM
1 ـ من مجالات الزيادة والنقصان في الإيمان :
عرفنا أن الإيمان: قول وعمل، وأن القول يشمل قول القلب واللسان، وأن العمل يشمل عمل القلب والجوارح ، فهل التفاضل يكونبعمل الجوارح فقط؟ .
أم بعمل القلب فقط؟ ..أم أن التصديق والمعرفة يشملهما التفاضل أيضاً؟
وإذا كان كذلك فكيف تكون الزيادةوالنقصان في التصديق والمعرفة؟
وللجواب على ذلك نقول ابتداءا: إن الكلام عن زيادة الإيمان ونقصانه فرع عن القول فيالطاعات وأنها إيمان .
بداية..اتفق أهل السنة على أن الإيمان يزيد وينقص ، ومن مجالات زيادته ونقصانه :
ـ يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .
ـ ويزيد بذكر الله عز وجل وينقص بالغفلة ونسيان ذكر الله عز وجل .
من مجالات الزيادة والنقصان في الإيمان :
وفي الجواب عما سبق نقول :
قد يفهم البعض أن السلف يَقْصُرون مجال التفاضل على عمل الجوارح وقول اللسان .
والحقيقة :خلاف ذلك، فقول السلف :“إن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية”، لا يقصدون بالطاعة عمل الجوارح وقول اللسان فقط ،بل عمل القلب من الطاعة،
فهل يمكن أن يقال إن الناس متساوون في حبهم وبغضهم وخوفهم ورجائهم؟ كذلك أيضاً يقولون : إن الإيمان ينقص بالحسد والكبر والعجب إلخ مما ينافي عمل القلب الواجب .
أيضاً التصديق والمعرفة والعلم (أي قول القلب) تشمله الزيادة والنقصان وهو من الطاعات ، والخلاصة : أن الزيادة والنقصان تشمل عمل القلب وقوله .
من مجالات الزيادة والنقصان في الإيمان :
وعليه نصل إلى قاعدة هي: أن ” إيمان الصديقين ليس كإيمان غيرهم ” .
الأدلة على زيادة الإيمان ونقصانه :
2 ـ الأدلة على زيادة الإيمان ونقصانه :
أولا : من القرآن الكريم :
ـ قال تعالى
الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) ، وقال تعالى: (ويزداد الذين آمنوا إيماناً) .، وهذه أدلة صريحة تثبت زيادة الإيمان وبثبوت الزيادة يثبت النقصان .
وفي ذلك يقول ابن بطال : (فإيمان من لم تحصل له الزيادة ناقص).
الأدلة على زيادة الإيمان ونقصانه :
ثانيا : الأدلة من السنة النبوية ، وهي كثيرة ، ومنها :
ـ منها حديثُ الأمانة ".. وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان.. الحديث "
ـ وحديث : ” يخرجُ مِنَ النارِ من في قلبهِ أدنى أدنى مثقالِ ذَرَّةٍ من إيمانٍ ” .
الأدلة على زيادة الإيمان ونقصانه :
وفي بيان ذلك يقول الإمام النووي :
” فالقول الصحيح الذي قاله المحققون أن معناه لا يفعل هذه المعاصي وهو كامل الإيمان، وهذا من الألفاظ التي تطلق على نفي الشيء ويراد نفي كماله” .
زيادة الإيمان ونقصانه :
ثالثا : من أقوال الصحابة في زيادة الإيمان ونقصانه :
ـ قول أبي الدرداء: : مِن فِقهِ العبدِ أن يتعاهدَ إيمانَهُ وما نَقَصَ منه، ومن فقه العبدِ أن يعلَمَ: أيزدادُ هو أم ينقصُ؟ .
ـ وكان عمر يقول لأصحابه : هَلُمُّوا نَزدَدْ إيماناً، فيذكرونَ اللـهَ .
ـ وكان ابن مسعود يقولُ في دعائه: اللهمَّ زِدنا إيماناً ويقيناً وفقهاً .
ـ وكان معاذ بن جبل يقولُ لِرجُلٍ: اجلِسْ بنا نؤمن ساعَةً.
ـ وصحَّ عن عمار بن ياسرٍ أنه قال: ثلاثٌ من كُنَّ فيه فقد استكمل الإيمانَ : إنصافٌ من نفسِه، والإنفاقُ مِن إقتارٍ، وبذلُ السلام للعالَم.
وجوه التفاضل في الإيمان بالزيادة والنقصان :
3 ـ وجوه التفاضل في الإيمان بالزيادة والنقصان :
بين الإمام ابن تيمية أن التفاضل في الإيمان بدخول الزيادة والنقص فيه يكون من وجوه متعددة نذكر منها ما يأتي :
الوجه الأول : الأعمال الظاهرة :
فإن الناس يتفاضلون فيها ، وتزيد وتنقص ، وهذا مما اتفق الناس على دخول الزيادة فيه والنقصان .
الوجه الثاني : زيادة أعمال القلوب ونقصها :
فإنه من المعلوم بالذوق الذي يجده كل مؤمن أن الناس يتفاضلون في حب الله ورسوله وخشية الله والإنابة إليه والتوكل عليه والإخلاص له وفي سلامة القلوب من الرياء والكبر والعجب ونحو ذلك والرحمة للخلق والنصح لهم ونحو ذلك من الأخلاق الإيمانية
وجوه التفاضل في الإيمان بالزيادة والنقصان :
وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله ومن كان يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار) .
وجوه التفاضل في الإيمان بالزيادة والنقصان :
وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله ومن كان يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار) .
الوجه الثالث: تفاضل التصديق والعلم في القلب باعتبار الإجمال والتفصيل :
فليس تصديق من صدَّق الرسول مجملا من غير معرفة منه بتفاصيل أخباره ، كمن عرف ما أخبر به عن الله وأسمائه وصفاته والجنة والناروالأمم وصدَّقه في ذلك كله ، وليس من التزم طاعته مجملا ومات قبل أن يعرف تفصيل ما أمره به ، كمن عاش حتى عرف ذلك مفصلا وأطاعه فيه.
الوجه الرابع : أن التفاضل يحصل في هذه الأمور من جهة دوام ذلك وثباته وذكره واستحضاره : كما يحصل البغض من جهة الغفلة عنه والإعراض والعلم والتصديق والحب والتعظيم وغير ذلك فما في القلب هي صفات وأعراض وأحوال تدوم وتحصل بدوام أسبابها وحصول أسبابها. والعلم وإن كان في القلب فالغفلة تنافي تحققه والعالم بالشيء في حال غفلته عنه دون العالم بالشيء في ذكره له.
الوجه الخامس: أن التفاضل يحصل من هذه الأمور من جهة الأسباب المقتضية لها :
فمن كان مستند تصديقه ومحبته أدلة توجب اليقين وتبين فساد الشبهة العارضة لم يكن بمنزلة من كان تصديقه لأسباب دون ذلك .
الوجه السادس : أن يقال: ليس فيما يقوم بالإنسان من جميع الأمور أعظم تفاضلا وتفاوتا من الإيمان فكلما تقرر إثباته من الصفات والأفعال مع تفاضله فالإيمان أعظم تفاضلا من ذلك : أي أن الإنسان لا يستطيع أن يعبر بفعله أو صفته عن أعلى درجات
فمن قال الحب لا يزيد ولا ينقص كان قولـه من أظهر الأقوال فسادا ، ومعلوم أن الناس يتفاضلون في حب الله أعظم من تفاضلهم في حب كل محبوب ، فهو سبحانه اتخذ إبراهيم خليلا واتخذ محمدا أيضا خليلا كما استفاض عنه أنه قال:
( لو كنت متخذا خليلا من أهل الأرض لاتخذت أبا بكر خليلا ؛ ولكن صاحبكم خليل الله )
ومن هنا نصل إلى قاعدة : أن الإيمان أعظم تفاضلا في القلب من الحب.
مترفة
2013- 11- 24, 11:26 PM
الايمان للغه معناه التامين اي اعطاء الامان وياتي بمعنى الحافظ وياتي بمعنى الامانه وهي نقيض الخيانه وتاره يتعدى بالباء فيكون معناه التصديق ويفهم منه ان التصديق كما يكون بالقلب وللسان يكون بالجوارح ايضا
والاصل في الايمان الدخول في صدق الامانه التى ائتمنه الله عليها
فاذا اعتقد التصديق بقلبه كم اصدق بلسانه فقد ادى الامانه وهو مؤمن
مترفة
2013- 11- 24, 11:34 PM
الايمان اصطلاحا هو اعتقاد وقول وعمل والايمان في لسان الشرع هو التصديق بالقلب والعمل بالاركان
ان الايمان قول وعمل وعقيده وتفق مالك والشافعي واحمد وغيرهم ان الايمان تصديق بالجنان واقرار باللسان وعمل بالاركان وخالفو الحنيفيه واسقطو العمل فقالو الاقرار باللسان والتصديق بالجنان
مترفة
2013- 11- 24, 11:43 PM
ان ايمان القلب شرط في الايمان ولا يصح الايمان بدونه
وايمان القلب ليس مجرد العلم والمعرفه والتصديق بالله وخبر الرسول والانقياد والاستسلام والخضوع والاخلاص وتدخل تحت عمل القلب
مترفة
2013- 11- 24, 11:54 PM
الايمان اصله الايمان الذي في القلب ولابد فيه من شيئين تصديق القلب واقراره ومعرفته
مترفة
2013- 11- 25, 12:02 AM
الايمان الاقرار باللسان الاعمال التى تودى باللسان كالشهادتين والذكر وتلاوةالقران والصدق والنصيحة والدعاء وغير ذلك مما يؤدىالا باللسان
الشهادتان اصل قول اللسان وهما شرط في صحه الايمان
مترفة
2013- 11- 25, 12:11 AM
الـدرجــة الأولى أصل الإيمان: أو ( الإيمان المجمل أو مطلق الإيمان ) .
والمقصود به الحد الأدنى من الإيمان الذي هو شرط صحة الإيمان والنجاة من الخلود في النار في الآخرة
الدرجة الثانية : الإيمان الواجب:أو ( الإيمان الكامل، أو الإيمان المفصل أو الإيمان المطلق أو حقيقة الإيمان ) .
ويكون صاحبه ممن يؤدون الواجبات وبجتنبون الكبائر وهو ممن وعد بالجنة بلا عذاب،
الدرجة الثالثة : الإيمان المستحب: أو ( الإيمان الكامل بالمستحبات ، ودرجة الإحسان ) :
وصاحب هذه المنزلة لا يكتفي بعمل الواجبات وترك المحرمات، بل يضيف إلى ذلك فعل المستحبات،
مترفة
2013- 11- 25, 12:18 AM
أصل الإيمان: أو ( الإيمان المجمل أو مطلق الإيمان ) .وهذا الإيمان غير قابل للنقصان، لأن نقصانه يعني خروج الإنسان عن اسم الإيمان.
وهذه الدرجة يطلق على صاحبها الإسلام أو الإيمان المقيد (مؤمن ناقص الإيمان أو فاسق,فيدخل تحت هذه االدرجةأهل الكبائر
ولهذا لا يوصف أهل الكبائر بالإيمان المطلق وهؤلاءمعرضون للوعيد ودخول النار إلا أن يشاء الله.
الله (فالمسلم الذي لم يقم بواجب الإيمان هو الظالم لنفسه، والمقتصد هو المؤمن المطلق الذي أدى الواجب وترك المحرم، والسابق بالخيرات هو المحسن الذي عبد الله كأنه يراه
مترفة
2013- 11- 25, 12:33 AM
أجمع علماء السلف على أن المسلم لو صدق بقلبه وأقر بلسانه ، وامتنع عن العمل بجوارحه فهو عاص لله ورسوله ، مستحق للوعيد ، وعليه فهم يجمعون على أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان
مترفة
2013- 11- 25, 12:44 AM
أن الحنفية خالفوا بالقول بعدم دخول الأعمال في مسمى الإيمان ، واختلاف الحنفية اختلاف صوري
أن التصديق بالقلب هو الواجب على العبد حقا لله تعالى ، وهو تصديق رسول الله فيما جاء به من عند الله ، فمن صدقه فهو مؤمن فيما بينه وبين الله تعالى
أن التصديق ضدُ الكفر ، والكفر تكذيب وجحود ، وهما يكونان بالقلب ، ويدل على أن موضع الإيمان هو القلب لا اللسان ،لو كان الإيمان مركب من قول وعمل لزال كله بزوال جزئه العمل عطف على الإيمان في مواضع كثيرة في القرآن ، والعطف يقتضي المغايرة ،
مترفة
2013- 11- 25, 01:10 AM
1 ـ مناقشة الدليل الأول :
أ ـ أن التصديق لا يرادف الإيمان فلا يقال صدقت إلا لمن أخبر عن مشاهدة أو غيب ،
أما قولهم بأن التصديق بالقلب هو الواجب على العبد حقا لأن الفوز والفلاح مترتب على العمل بمقتضى الشهادتين .
أما قولهم بأن التصديق ضد الكفر ، والكفر تكذيب وجحود فمردود بأن لفظُ الإيمان لا يقابل بالتكذيب، وإنما يُقابَلُ بالكُفْر، والكفرُ لا يختصُّ بالتكذيب ، فعُلِمَ أن الإيمانَ ليس هو التصديقَ فقط، ولا الكفرُ هو التكذيبَ فقط، بل إن الكفرُ يكونُ تكذيباً، ويكون مخالَفةً ومعاداةً بلا تكذيب، وكذلك الإيمانُ يكونُ تصديقاً وموافقةً وموالاةً وانقياداً، ولا يكفي مجَّردُ التصديق
فهذه الشعب منها ما يزول الإيمان بزوالها ، كشعبة الشهادة ، ومنها ما لا يزول الإيمان بزوالها ، كشعبة إماطة الأذى عن الطريق ، وبينهما شعب متفاوتة بين ما يقرب من الشهادة ، وما يقرب من إماطة الأذى .
أن يكونا متباينين ، ليس أحدهما الآخر ولا جزء منه 1، ولا بينهما تلازم 2أن يكون بينهما تلازم 3من باب عطف بعض الشيء عليه 4عطف الشيء على الشيء لاختلاف الصفتين
مترفة
2013- 11- 25, 01:27 AM
الأدلة على دخول الأعمال في مسمى الإيمان أن أهل السنةإلا الحنفية قالوا بأن أعمال الجوارح داخلة في مسمى الإيمان، وهذا هو الراجح
وقد أجمع المفسرون على أنه أراد صلاتكم إلى بيت المقدس، فثبت أن الصلاة إيمان، وإذا ثبت ذلك، فكل طاعة إيمان إذ لم أعلم فارقاً في هذه التسمية بين الصلاة وسائر العبادات .
إشارة إلى أن جميع الأعمال المذكورة من واجبات الإيمان فلهذا نفي الإيمان عمن لم يأت بها، فإن حرف "إنما" يدل على إثبات المذكور ونفي غيره .
ومعلوم أنه لم يرد أن هذه الأعمال تكون إيماناً بالله بدون إيمان القلب، لما قد أخبر في مواضع أنه لابد من إيمان القلب، فعلم أن هذه مع إيمان القلب هي الإيمان، وأي دليل على أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان فوق هذا الدليل؟ فإنه فسر الإيمان بالأعمال ولم يذكر التصديق مع العلم بأن هذه الأعمال لا تفيد مع الجحود
مسمى الإيمان ، ومنها ما ورد في نفي الإيمان عمن ارتكب الكبائر وترك الواجبات
يقول ابن رجب تعليقاً على ذلك : ” فلولا أن ترك هذه الكبائر من مسمى الإيمان لما انتفى اسم الإيمان عن مرتكب شيء منها لأن الاسم لا ينتفي إلا بانتفاء بعض أركان المسمى أو واجباته ” .
ويقول ابن تيمية : ” ثم إن نفي الإيمان عند عدمها دال على أنها واجبة فالله ورسوله لا ينفيان اسم مسمى أمر الله به ورسوله إلا إذا ترك بعض واجباته كقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري : " لا صلاة إلا بأم القرآن ” .
قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم : " الطهور شطر الإيمان ” .
وهذا يدل على أن الأعمال جزء من مسمى الإيمان يكمل بوجودها وينقص بنقصها
وأعمال البدن، فأعمال القلب فيه: المعتقدات والنيات ، وتشتمل على أربع وعشرين خصلة ثم ذكرها ، وأعمال اللسان : وتشتمل على سبع خصال ثم ذكرها ، وأعمال البدن
: وتشتمل على ثمان وثلاثين خصلة ثم ذكرها، إلى أن قال: فهذه تسع وستون خصلة ويمكن عدها تسعاً وسبعين خصلة باعتبار إفراد ما ضم بعضه إلى بعض مما ذكر. والله أعلم ” .
أولاً: أن الطاعات جميعاً ومنها أعمال الجوارح تدخل في مسمى الإيمان.
ثانياً: أن الإخلال والتقصير بأداء الطاعات يضر في الإيمان.
مترفة
2013- 11- 25, 01:39 AM
عرفنا أن الإيمان: قول وعمل، وأن القول يشمل قول القلب واللسان، وأن العمل يشمل عمل القلب والجوارح
..اتفق أهل السنة على أن الإيمان يزيد وينقص
ـ يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .
ـ ويزيد بذكر الله عز وجل وينقص بالغفلة ونسيان ذكر الله عز وجل .
يقولون : إن الإيمان ينقص بالحسد والكبر والعجب إلخ مما ينافي عمل القلب الواجب .
” إيمان الصديقين ليس كإيمان غيرهم
أولا : من القرآن الكريم :
ـ قال تعالى : (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم) .
ثانيا : الأدلة من السنة النبوية ، وهي كثيرة ، ومنها :
ـ منها حديثُ الأمانة ".. وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان.. الحديث "
الأدلة على زيادة الإيمان ونقصانه :
وفي بيان ذلك يقول الإمام النووي :
” فالقول الصحيح الذي قاله المحققون أن معناه لا يفعل هذه المعاصي وهو كامل الإيمان، وهذا من الألفاظ التي تطلق على نفي الشيء ويراد نفي كماله” .
ـ ومنها أحاديث كمال الإيمان :
ـ ومنها قوله صلى الله عليه وسلم " أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً " .
فدل هذا القول على أن حسن الخلق إيمان، وأن عدمه نقصان إيمان، وأن المؤمنين متفاوتون في إيمانهم، فبعضهم أكمل إيماناً من بعض .
مترفة
2013- 11- 25, 01:44 AM
زيادة الإيمان ونقصانه :
ثالثا : من أقوال الصحابة في زيادة الإيمان ونقصانه :
ـ قول أبي الدرداء: : مِن فِقهِ العبدِ أن يتعاهدَ إيمانَهُ وما نَقَصَ منه، ومن فقه العبدِ أن يعلَمَ: أيزدادُ هو أم ينقصُ؟ .
ـ وكان عمر يقول لأصحابه : هَلُمُّوا نَزدَدْ إيماناً، فيذكرونَ اللـهَ .
ـ وكان ابن مسعود يقولُ في دعائه: اللهمَّ زِدنا إيماناً ويقيناً وفقهاً .
ـ وكان معاذ بن جبل يقولُ لِرجُلٍ: اجلِسْ بنا نؤمن ساعَةً.
ـ وصحَّ عن عمار بن ياسرٍ أنه قال: ثلاثٌ من كُنَّ فيه فقد استكمل الإيمانَ : إنصافٌ من نفسِه، والإنفاقُ مِن إقتارٍ، وبذلُ السلام للعالَم.
مترفة
2013- 11- 25, 01:46 AM
الترك الباقي للمبدعين :)
طالب تاريخ
2013- 11- 25, 07:31 AM
عقيده واحد او اثنين حددي ؟؟؟؟
مترفة
2013- 11- 25, 04:24 PM
اكيد العقيده 2 تابعه لمستوي خامس
مترفة
2013- 11- 25, 04:39 PM
3 ـ وجوه التفاضل في الإيمان بالزيادة والنقصان :
الوجه الأول : الأعمال الظاهرة :
فإن الناس يتفاضلون فيها ، وتزيد وتنقص ، وهذا مما اتفق الناس على دخول الزيادة فيه والنقصان .
الوجه الثاني : زيادة أعمال القلوب ونقصها :
أن الناس يتفاضلون في حب الله ورسوله وخشية الله والإنابة إليه والتوكل عليه والإخلاص له وفي سلامة القلوب من الرياء والكبر والعجب
الوجه الثالث: تفاضل التصديق والعلم في القلب باعتبار الإجمال والتفصيل :
فليس تصديق من صدَّق الرسول مجملا من غير معرفة منه بتفاصيل أخباره ، كمن عرف ما أخبر به عن الله وأسمائه وصفاته والجنة والناروالأمم وصدَّقه في ذلك كله
الوجه الرابع : أن التفاضل يحصل في هذه الأمور من جهة دوام ذلك وثباته وذكره واستحضاره : كما يحصل البغض من جهة الغفلة عنه والإعراض والعلم والتصديق والحب والتعظيم وغير ذلك
الوجه الخامس: أن التفاضل يحصل من هذه الأمور من جهة الأسباب المقتضية لها :
فمن كان مستند تصديقه ومحبته أدلة توجب اليقين وتبين فساد الشبهة العارضة لم يكن بمنزلة من كان تصديقه لأسباب دون ذلك .
الوجه السادس : أن يقال: ليس فيما يقوم بالإنسان من جميع الأمور أعظم تفاضلا وتفاوتا من الإيمان فكلما تقرر إثباته من الصفات والأفعال مع تفاضله فالإيمان أعظم تفاضلا من ذلك : أي أن الإنسان لا يستطيع أن يعبر بفعله أو صفته عن أعلى درجات
أن الإيمان أعظم تفاضلا في القلب من الحب
مترفة
2013- 11- 25, 04:49 PM
1 ـ القول الأول لأهل السنة في العلاقة بين الإيمان والإسلام .
أحدهما: أن مسماهما يختلف على حسب الإفراد والاقتران. وهو قول أكثر أهل السنة أولا : قوله تعالى : (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا). الآية:
استدل أصحاب هذا القول بالآية على التفريق بين مسمى الإيمان والإسلام عند الاقتران، فقالوا إن هذه الآية أثبتت لهم الإسلام ونفت عنهم الإيمان مما يدل على أن مرتبة الإيمان أعلى واستدلوا بها على أن الإسلام المثبت يثابون عليه وهذا أحد القولين في تفسير هذه
والآخر: أن مسماهما واحد
أن الإيمان أخص من الإسلام،
أوجب الله النار على الكبائر، فدل بذلك على أن اسم الإيمان زائل عن من أتى كبيرة،
والوعد الذي في القرآن بالجنة وبالنجاة من العذاب إنما هو معلق باسم الإيمان، وأما اسم الإسلام مجرداً فما علق به في القرآن دخول الجنة، لكنه فرضهُ وأخبر أنه دينه، وبالإسلام بعث جميع النبيين
مترفة
2013- 11- 25, 04:51 PM
أن الإيمان أكمل من الإسلام حيث إن المؤمن المطلق موعود بالجنة أما المسلم المطلق فلم يرد أنه يدخل الجنة بلا عذاب، لأنه قد يكون مسلماً ولا يكون مؤمناً كاملاً
واسم الإسلام يتناول أيضاً ما هو أصل الإيمان وهو التصديق الباطن، ويتناول أصل الطاعات
أن الإيمان والإسلام يجتمعان ويفترقان، ” وأن كل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمناً
فجعل الدين ثلاث طبقات: أولها الإسلام، وأوسطها الإيمان، وأعلاها الإحسان، فالمحسن مؤمن، والمؤمن مسلم، وأما المسلم فلا يجب أن يكون مؤمناً (أي الإيمان التام) .
مترفة
2013- 11- 25, 05:04 PM
أن مسمى الإيمان والإسلام واحد
أولا :قول الله عز وجل: (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين)
القول الثاني: أن مسمى الإيمان والإسلام واحد :
(ونحن له مسلمون فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا) .
فحكم الله بأن من أسلم، فقد اهتدى، ومن آمن فقد اهتدى ، وبذلك سوَّى بين الإيمان والإسلام ) .
فالصلاة والزكاة من الإيمان، وقد سماها الله ديناً، وأخبر أن الدين عند الله الإسلام، فقد سمى الله الإسلام بما سمى به الإيمان، وسمى الإيمان بما سمى به الإسلام، وبمثل ذلك جاءت الأخبار عن النبي - صلى الله عليه وسلم ..
1 ـ أن أصل الإيمان التصديق، والخضوع والانقياد تابع، وأصل الإسلام الخضوع والانقياد، ومنه الأركان الخمسة، لذلك نجد في أكثر النصوص إطلاق الإيمان على الباطن، والإسلام على الظاهر، ومن ذلك حديث جبريل عليه السلام المشهور.
لم يرد في النصوص الوعد بالجنة على الإسلام المطلق، كما في الإيمان المطلق.
3 ـ لم يرد في النصوص أن الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله (قول القلب)، يدخل في مسمى الإسلام، كما ورد في دخول أعمال القلب والجوارح في الإيمان، وإن كان يلزم الإسلام جنس تصديق.
لا يعرف في النصوص نفي الإسلام عمن ترك شيئاً من الواجبات، أو فعل الكبائر كما ورد في الإيمان
مترفة
2013- 11- 25, 05:05 PM
ـالإيمان الكامل، لابد أن يكون معه إسلام كامل، أما الإسلام الكامل فلا يلزم منه الإيمان الكامل ولكن لابد أن يكون معه أصل الإيمان.
ـ يمكن أن يقال إن المسلم الممدوح هو المؤمن الممدوح
عادل المطيري
2013- 12- 7, 02:05 PM
http://img03.arabsh.com/uploads/image/2013/12/04/0c32404a61fb02.gif
شموع الامل1432
2013- 12- 7, 09:48 PM
اسال الله لنا ولك التوفيق في الدنيا والاخره
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, Ahmed Alfaifi