بوعزيز 99
2013- 12- 22, 05:37 PM
ر1-موز وشخصيات عباسية
أبو العباس السفاح
هو أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، ولد بالحميمة سنة 104هـ، بويع بالخلافة ربيع الأول سنة 132هـ، توفي بمدينة الانبار ذي الحجة سنة 136هـ.
أبو جعفر المنصور
هوأبوجعفر عبد الله بن محمد بن علي. ولد بالحميمة سنة 101هـ. تمت بيعته في اليوم الذي توفي فيه أخوه السفاح. وبقى خليفة حتى توفي في ذي الحجة سنة 158هـ.
محمد المهدي
هو محمد المهدي بن المنصور، ولد سنة 126هـ بالحميمة، تولى الخلافة سنة 158 و توفي في المحرم من سنة 179هـ.
موسى الهادي
هو موسى الهادي بن محمد بن جعفر بن منصور، ولد سنة 144هـ ،تولى الخلافة سنة 169هـ ، وتوفي سنة 170هـ.
هارون الرشيد
هو هارون الرشيد بن محمد المهدي ،بويع بالخلافة سنة 170هـ ،ولم يزل حليفة حتى توفى 194هـ فكانت مدة خلافته 23سنة.
عبد الله المأمون بن هارون الرشيد
هو عبد الله المأمون بن هارون الرشيد بن محمد المهدي، ولد سنة 170هـ ،وبويع بالخلافة في السنة التيتوفى فيها أخوه سنة 198هـ ،وبقي في الخلافة حتى توفي غازيا بطرسوس سنة 218هـ ،فكانت خلافته عشرين سنة .
محمد بن الرشيد ( المعتصم بالله) وفتح عمورية
هو أبو إسحاق محمد بن الرشيد بن المهدي بن المنصور. ولد سنة 179هـ. بويع بالخلافة سنة 218هـ .وبقي فيها حتى توفي بمدينة سامراء 227هـ.
خلافة الواثق بالله وملامح من سياسته
هو أبو جعفر هارون الواثق بالله بن المعتصم بن الرشيد، أمه اسمها قراطيس ،ولد سنة 186هـ، بويع بالخلافة عقب وفاة والده 8 ربيع الأول 227هـ ،ولم يزل خليفة إلى أن توفي في ذي الحجة 232هـ
نصر بن شيث:
كان هذا الرجل من بني عقيل. يسكن يكسوم شمالي حلب ،وكان عربيا شريفا شهما له في( محمد الأمين) هوى، فلما قتل الأمين غضب خاصة أنه لما رأى العنصر العربي قد انحط شانه، وصار معظم القواد الأمراء من غيرهم ،فأعلن الخروج عن السلطان( المأمون )وكان ذلك أواخر سنة 198هـ، وتغلب على ما جاوره من البلاد وملك( سميساط) وانضم إليه خلق كثير من الأعراب وأهل الطمع وقويت شوكته وعبر الفرات إلى الجانب الشرقي وسيطر عليه.ولما انتصر (طاهر بن الحسين )على -الأمين -وملك العراق ولى (الحسن بن سهل )على كل ما افتتحه وأمر أن يسلم ذلك إليه وأن يسير إلى –الرقة-؛ لمحاربة( نصر بن شيث) وولاه( المأمون) الموصل. والجزيرة. والشام .والمغرب ،فسار طاهر إلى و جهه، وأرسل إلى نصر يدعوه إلى الطاعة وترك الخلاف، فلم يجب فتقدم إلى (طاهر) ولقيه بنواحي- يكسوم- فاقتتلا هناك قتالا عظيما انتصر فيه نصر وعاد العراق وغيره .أما عن( نصر بن شيث) فقد اتجه بعد انتصاره إلى السيطرة على( الجزيرة) حيث أتى الطالبيون فعرضوا عليه :أن يبايع لخليفة وذلك من آل على بن أبي طالب فرفض ذلك ،ثم عرض عليه أن يبايع أحد بني أمية فقال هؤلاء أدبر أمرهم وانتهى ،فعرض عليه أحد بني العباس فقال هؤلاء حاربتهم لأنهم يقدمون العجم على العرب ،ولما دخل( المأمون )بغداد طلب من( طاهر بن الحسين) أن يبعث بابنه عبد الله بن طاهر لمقاتلته( نصر بن شيث) وأعوانه وأمره بالجد في ذلك عندها كتب- طاهر- إلى ابنه عبد الله كتابا مشهورا، جمع فيه كل ما يحتاج إليه الأمراء من الآداب والسياسة والحث على مكارم الأخلاق، وهذا الكتاب قد تنازعه الناس وكتبوه وشاع أمره وبلغ المأمون خبره فدعا به فقرأ عليه، فقال ما أبقى طاهر شيئا من أمر الدنيا والدين والتدبير والرأي والسياسة وطاعة الخلفاء إلا وقد أوصى به ، ولكن اشترط نصر على المأمون ألا يطأ بساطه ،فرفض المأمون ذلك وكاتبه بعد ذلك عن طريق( عبد الله بن طاهر) وحينذاك هدم( يكسوم) وخربها ووجه بنصر إلى( المأمون )فدخل بغداد في صفر سنة 210 هـ ووكل به من يحفظه ويحرسه.
( محمد الطوسي)
قتله بابك سنه 214هـ ،وكل هذه الانتصارات التي يحرزها بابك ترجع؛.. إلى مكانه الحصين وقوته الكبيرة وشدة تأثيره في قلوب الجمهور الذين كانوا معه. حتى أن المأمون أوصى أخاه( المعتصم )حين أدركته المنية ولم يستطع القضاء عليه ،فقال له (والخرمية فاغزهم ذا جزمة وصرامة وجلد، واكنفه بالأموال والسلاح والجنود من الفرسان والرجال، فان طالت مدتهم فتجرد لهم بمن معك من أنصارك وأوليائك، واعمل في ذلك عمل مقدم النية فيه راجيا ثواب الله عليه)
نكبة الكتاب في عهد الواثق
سئل الواثق وزيره ذات ليلة عن سبب نكبة الرشيد للبرامكة؟ فأجابه أنهم استهلكوا الأموال .فقال الواثق لقد صدقت وإنما العاجز من لا يستبد، وأخذ في ذكر الخيانة وما يستحق أهلها ،ولم يمضي على ذلك أسبوع حتى أوقع بكتابه وعذبهم، حتى أدوا المال الذي ظن أنهم اختانوه مما عهد إليهم في حفظه ومنهم :احمد بن إسرائيل , سليمان بن وهب , أحمد بن الخصيب , إبراهيم بن رباح .
2-أسئلة واجوبة
س1/ ينسبالعباسيون إلى :
.العباس بن عبدالمطلب بن هاشم
س2/ وصل عدد الدعاة في الدورالأول للدعوة العباسية :
.اثني عشر نقيبا
س3/ بويع أبوالعباس السفاح بالخلافة في
ربيع الأول سنة 132هـ
يعتبر مؤسس الدولةالامويه الثانيه :-
عبد الرحمن بن معاويه بن هشام بن عبدالملك
كان أميرالبصره في عهد أبي جعفر المنصور :-
سليمان بنعلي
أعتصم المقتع الخرساني مع أنصاره بقلعه حصينه حول :-
كش
حين قبض الخليفة المأمون على ابراهيمالمهدي:
عفا عنه واطلق صراحه
س2/ ادريس بن عبد الله ابن الحسين :
2.مؤسس دولة الأدارسة
س3/ كان ليحيبن خالد بن برمك (وزير الرشيد):
1.أربعةأولاد
س4/ كان يعاصرالرشيد في مملكة الروم :
2.قسطنطين السادس
س1/ ناقش أسباباختيار خراسان مكانا للدعوة العباسية ؟
خصوبة تربتهاورعتها ومعادنها
بعدها عن مراكزالخلافة
وخلوها من ايقوات نظامية
عدم وضوحالرؤيا الاهوا
وجود جاليهعربية كبيرةوموثرة
وجود فئات منالسكان الفرسالعنصرية العربية
س2/ اذكر معالم الدور الثاني للدعوة العباسية ؟
بدا سنة 127حينما اتخذت الدعوة طريقا الكفاح المدجح بالسلاح
وتولى القيادة رجل من الدهاة السياسة ابومسلم الخرساني
ثم عقدت الالوية وسقطت الدولة المدن الخرسانية
وبويع ابو العباس السفاح بالخلافة سنة 132هـ
س3/ اكتب مذكرة تاريخية عن الأحوال الداخلية في عهد الخليفة أبو العباس السفاح؟
كانت الاحوال الداخلية في عهد السفاح اضطرابات وثورات منبعض القواد التابعين لبني امية اما خوفا من بطش العباسيين واما طمعا في اعادةالامويين فقد قضا السفاح عليهم وعلى معظم بني امية ولم يسلم منه الا من فر الىالاندلس
س4/ كيف تمكن الخليفة أبو جعفر المنصور من القضاء على أبي مسلمالخراساني؟
تمكن الخليفة ابو جعفر المنصور من القضاء علىابو مسلم الخرساني بالحيلة حيث دعاه وامنه ثم امر رئيس الشرطة بان يختبىء خلفالستارة مع اربعة من الجند وقال لهم اذا صفقت فاخرجوه واقتلوه
س6/ ما هي أهم أعمال الخليفة محمد المهدي بعد توليه الخلافة؟
عهده عهد الاعتدال واليين الذي امتازت به ايامه وايام الذين اتو بعدهوامتاز عهدة بالهدوء الداخلي واهتم بشئون التجارة فأنشأ شبكة من الطرق التجاريةجعلت بغداد مركزا" تجاريا" عالميا" وغدت المويسيقى والشعر والحكمة والأدب من مميزاتهذا العصر فهو اول الخلفاء العباسيين الذين جلسو للمظالم
س7/ ناقش صفات الخليفة موسى الهادي؟
كانموسي الهادي شديد الغيرة على حرمه ،ويشبه في ذلك سليمان بن عبد الملكفي بنيأمية ،وقد نهى أمه الخيزران أن لا يدخل عليها أحد من القواد أو رؤساء حكومته ،بعدأن كان لها نفوذ من الأمر في عهد المهدي ،مالم يكن لامرأة غيرها ،
ولما مضى أربعة أشهر- من خلافته ،أخذت المواكب تغدوا الى بابها ؛طمعا فيعطاياها ،فأغضبه ذلك ،وقال لها:لئن بلغني أنه وقف ببابك أحد من قوادي أو خاصتي أوخدمي لأضربن عنقه ولأقبضن ماله وأرجو أن تشغلي نفسك بصلاتك وتسبيحك ومصحفك فسكتت .
وكان شجاعا قويا روي عنه :أنه كانيثب على الدابة وعليه درعان ,
وكان يرى الناس لا يصلحون إذا حجب خليفتهم عنهم،حتى أنه قال- للفضل بن الربيع -الذي أقامه في حجابته بعد أبيه( لا تحجب عنيالناس فإن ذلك يزيل عني البركة ولا تلقي إلي أمر إذا كشفته أصبته باطلاً فإن ذلكيوقع بالملك ويضر بالرعية)
وقال مرة- لعلي بنصالح- أأذن للناس وفتح لهم الأبواب فدخل الناس أفواجاً ،
فلم يزل ينظر في مظالمهم إلى أن جاء الليل،
وكان كريماً يشبه أباه في أعطياته ،
ولكنه لمتطل مدته في الخلافة حتى يكون له في أحوال الأمة أثر ظاهر
س8/ اكتب عن أسباب نكبة الرشيد للبرامكة؟
قيل الغيرة والمالوقيل لما راى الرشيد انس النعمة بهم وكثرة حمد الناس لهم ورمية بامالهم دونةفتجنى عليهم وطلب مساوئهم ووقع منهم بعض الزلل خاصة (الفضل وجعفر(
س9/ ماذا تعرف عن حضارة بغداد في عهد الرشيد ؟
وصلت بغداد في عصر الرشيدالى قمه مجدها ومنتهى فخرهافمن حيث العمارة فاقت البلادالاخرىحيث بنيت فيها القصور الفخمة فتألق المهندسونفياحكام قواعدها وتنظيمهاوصار سكان بغداد نحو الفي الف نسمهحتى ازدحمت وكانت متاجر البلدان القاصية تصلها برا" وبحرا" من خرسان والهند ولصينوالشام والجزيرة حيثكانت الطرق امنة والسبل مطمئنة
س10/ ما موقف الخليفة عبد الله المأمون من حركة بابك الخرمي؟
كان موقف الخليفة عبدالله المأمون من حركة بابك الخرمي شديدا" فقدحاربهم وسخر لهذه الحرب الاموال الطائلة والفرسان والعتادوقداوصى اخاه المعتصم بمحاربتهم والتقرب الى الله بحربهم
س11/ تطورت علوم الصناعات في عهد المأمون ناقش هذه الفكرة ؟
ولما وليالمأمون كان قدتأثر فكره بما قرأ من هذه الكتب وأحسبنفعها،فقوى حركة الترجمة ونشطها ونشطها تنشيطا أساسهالاقتناع بالفائدة ،وساعده الجود والبذل في هذا السبيل،وكان بينه وبين ملك الروم مراسلات، فسأله في أحدها في الأذن بإنفاذ ماعنده من مختار العلوم القديمة المخزونة والمدخرة في بلاد الروم،فأجاب إلى ذلك بعد امتناع فأخرج المأمون لذلك جماعة منهم الحجاج بن مطر- وابنه- بطريق- وسلما صاحب بيت الحكمة وغيرهم، فأخذوا مما وجدوه من هذه الكتب
س12/ كيف تمكن الخليفة المعتصم بالله من فتح عمورية؟
سأل الخليفة المعتصمبالله أي بلاد الروم أمنع وأحصنفقيل له عموريةولم تكنغزيت من قبل ذلكفتجهز جهازا" لم يتجهزه خليفة قبلة من سلاحوالعدد والعتاد وكانت التعبئة
على ان يكون في المقدمة أشاس وعلى الميمنةوعلى الميسرةجعفر بن ديناروأمر الا فشين ان يمضي ويدخلبلاد الروم من درب الحدث اما عسكراشاس والمعتصمفأنهماوردا انقرة من غير أن يلقيا حربا" قسم المعتصم الجيش الا ثلاثةاقسام قسم فيةأشاسفي الميسرة وقسم فية هو وهو القلب وقسمفية الا فشين وهو الميمنة فسار الجيش حتى بلغ عمورية وقد تحصن اهلهاوتحرزووقد حاصرهم المسلمونودقو اسوارها بالمنجنيقحتى اوجدوفيهاثغرنا" فدخلوها من خلاله عنوة فدارت معارك وقتال عنيفوغنمو مغانما كثيرةوكانت هذه الواقعة في 6 رمضان من عام 223هـ
س13/ ناقش طبيعة العلاقات الخارجية في عهد الواثق بالله؟
كانت الحرب دائمة الاتصال بين المسلمين والروم،ولم تقدر إحدىالدولتين أن تتغلب على الأخرى ،وكثيراً ما يكون في يد إحدى الدولتين أسرى منالأخرى، ولما كان يهم كلتا الدولتين أن تخلص أسراها حذراً من الاسترقاق؛ كانتاتتفقان على مفاداة كل أسير بمثله ،
وأول فداء حصل كان في عهدالرشيد على -نهر اللامس- قريباً من- طرطوس- فودي فيه( بثلاثة آلاف وسبعمائة أسير) من المسلمين على يد- القاسم ابن الرشيد- وحصل فداء مثلهفي عهده أيضاً فدي بألفين وخمسين
س14/ قارن بين عهد الخليفة المنصور وبقية خلفاء بني العباس؟
كان الهم الأكبر للمنصور أثناء حكمه هو تقوية حكم أسرة بني العباسوالتخلص من أي خطر يهدد سيطرتهم حتى لو كان حليفا سابقا مثلأبو مسلم الخراسانيالذي قاد الثورة العباسية ضد الأمويين فيخراسان. ويعتبر أبو جعفر هو المؤسس الحقيقي للدولةالعباسية،ولاشك إن الفترة التي قضاها المنصور في الخلافةالعباسية تعتبر من أهمعصور الخلافة،فقد حكم ما يقرب من 22عاما،حكما قويا وركز الخليفة فيها جميع سلطات الدولة في يده. يقول ابنطباطبا في الفخريهو الذي سن السنن وأرسى السياسة واخترع الأشياء،وسار أبناؤه الخلفاء من بعدة على مسيرته؛ وهو فوق ذلكجعللبني العباس سند شرعي في وراثة الدولةأعطت لهم السبق على أبناء عمهمالطالبيين تمثلت في المكاتبات بينه وبين محمد بن عبد الله بن الحسن الملقب بالنفسالزكية ويتلخص ذاك السند في الفتوىبإن العم أحق في الوراثة منالبنت وإبن العم ويقصد بذلك فاطمة الزهراء، وعلي بن أبي طالب،كما أن المنصور هو من سن السياسة الدينية وجعلها أساسا لحكم العباسيينوذهب في ذلك إلى ابعد حدحتى قال إنما انا سلطان الله فيارضه
/ تعتبر حركة الراوندية أحد حركات الموالي. ناقشهذه العبارة بالتفصيل؟
وكان أبو جعفر المنصورينظر إلى الراوندية كأعداءسياسيين؛لأنهم من أتباع عدوه أبي مسلم الخراساني الذين يعملون على تحويلالخلافة إلى ملك كسروي، كما كان ينظر إليهم باعتبارهم زنادقة يرون أن تعودالمجوسية أو شكل من أشكالهاكالزرادشتيةأوالمانويةأوالمزدكيةأو غيرها، فعاملهم كما عامل أبا مسلم الخراساني وقتلهم شر قتله، إلا أنه مع ذلك لميستطيع أن يقضي عليهمقضاءاتاما،فظهروا في صور مختلفةنراها في مثل ثورات المقنع,
ادوار الدعوةالعباسية
مرت الدعوة العباسية فيطريقها بدورين متباينين وقد عرف الدور الأول بدور الدعوة السرية والدور الثاني بدورالدعوةالجهرية.
الدورالأول
فأما الدور الأول فقداستمر من مطلع القرن الثاني الهجري حتى سنة 127هـ .وقد كان الدعاة والذين اشتملوا على اثني عشر نقيبا ثمانية من العربوأربعة من غير العرب في هذا الدور يجوبون خراسان في صورةتجار. ثم يقومون بنشر الدعوة من بيت إلى بيت ومن بلدة إلى أخرى في حيطةوحذر، وكان الولاة الأمويين إذا أحسوا بأحد الدعاة ولمسوا عن كثب خطره أسرعوا إليهونكلوابه، ومنأشد هؤلاء الأمويين في هذاالسبيل ( أسد بن عبد اللهالقسري ) فلقد ولي خراسانمرتين. الأولى من سنة 106 هـ
إلى سنة 109هـوالثانية من سنة 117هـإلى 120هـ .وكان في فترتي ولايته مثالا لليقظة والحزم بل كان مثالا للقسوة والعنف ولكن الدعاةالمؤمنين بحقهم لم يهدأ لهم بال فكانوا يستثيرون العصبية بين القبائل العربية ليقوىأمرهم على أنقاض هذهالفرقة. وكان زعماءالحميمة ( وهي من قرى شرق الأردنحاليا ) يكاتبون زعماء خراسانويستجيب هؤلاء الخرسانيون للدعوة في غفلة من الولاة الأمويين ثم يحيطونها بالسريةحتى يجيء الوقت المناسب للظهوروالإعجاب .وكانوا يتصلون بالعناصر المعادية للدولة الأموية وعلىرأسهم ( بكير بنماهانوهوفارسي ) وكذلك (خداش).
وفي خلال هذا الدور توفي الإمام محمد بن علي بنعبد الله بن عباس بالحميمة سنة 125هـ. وكان قد عهد بأمر الدعوة قبل وفاته لابنه إبراهيم الذيتلقب (بإبراهيم الإمام)، وقد تغيرت الأوضاع في عهد إبراهيم فانتقلت الدعوةمن السرية إلىالجهرية .ومن الدعاية والكلام إلى العمل وامتشاق الحسام.
الدور الثاني
أما الدور الثاني فقد بدأ منذ سنة 127هـحينما اتخذت الدعوة طريقاايجابيا .وانتقلت إلى دور الكفاح المدججبالسلاح. وقد تولى القيادة في هذا الدور العملي رجل مندهاةالسياسة وعباقرة الحروبوهو (أبومسلم الخراساني)وقد تجمعت مع هذا القائد جموع المستجيبين للدعوة الجديدة فأهاب بهمإلى الكفاح والعمل وخاطبهمقائلا : ( أشعروا قلوبكم الجرأة فإنها من أسبابالظفر. وأكثروا ذكر الضغائن فإنها تبعت علىالإقدام .والزموا الطاعة فإنها حصنالمحارب ) ثم عقد لقواده الألوية وهو يتلو قولهتعالى (( أذن للذين يقاتلونبأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير)) وحينأحرز عدة انتصاراتخاف ( نصر بنسيار) عاملالدولة الأموية فيخراسان .فكتب إلىالخليفة (مروان بن محمد) يعلمهحال أبي مسلم وخروجه وكثرة أتباعه وأنه يدعو إلى إبراهيم بنمحمد ).
فلما وصل كتابهإلى (مروان بن محمد) كتب إلىعامله (بالبلقاء) يأمره بأنيسير إلى الحميمةفيأخذ (إبراهيم بن محمد) فيشدهوثاقا ويرسلبهإليه .فأتى بإبراهيمإلى (مروان بن محمد) فلما دخلعليه قال: ما هذه الجموع التي خرجت بخراسان تطلب لكالخلافة؟قال له إبراهيم: مالي بشيء من ذلك علم فان كنتإنما تريد التجني علينا فدونك وماتريد. ثمبسط لسانه على مروان فأمربهفحبس ثمقتل بعد زمنيسير. وكانإبراهيم بن محمد قد أوصى قبل وفاته أبا مسلم الخراساني فقالله ( وان استطعت ألا تدعبخراسان لسانا عربيا فافعل)
ولماقتل(إبراهيم بن محمد بنعلي) خافأخواه(أبو جعفر وأبو العباس) على نفسيهما فخرجا
من الحميمة هاربين نحوالعراق ولمابلغ(أبا مسلم الخراساني) قتل(إبراهيم بن محمد وهروبإخوته إلى العراق واستخفاؤهما بالكوفةعند(أبيسلمةالخلال) أحد أنصار هذه الدعوة سار من خراسان حتى قدم الكوفة ودخل عليهما فعزاهمابأخيهما(إبراهيم بن محمد علي) الملقب بالإمام ثم قال لأبي العباس مد يدك لأبايعك فمد يدهفبايعه ...وقد أوصاه أبو العباس ألا يدع في خراسان عربيالايدخلفي أمره إلا ضرب عنقه.
الجيش
كان جيش الدولة العباسيةفي بدايتها مؤلفا منفريقين: (الأول) الجيوش الخراسانية( والثاني) الجيوش العربية وقوادهم منالفريقين بعضهم من العرب وبعضهم منالموالي،وكان التنازع شديدا بين الفريقين بداعي العصبية كل يتعصب لأبناءجنسه، وكان أكبر القواد المعروفين في أول عهدالدولة -أبو مسلمالخراساني -لجيوش المشرق الخراسانية و-عبد الله بنعلي -لجيوش المغرب
وأعظمها عربيامن -الجزيرة والشام- ولما خرج- عبد الله بن علي- عنطاعة -المنصور- وأرسل- أبومسلم- لحربه فانتصر عليه رجحت كفة الخراسانيين وصارت الثقة بهم أعظم، ولكن ذلك لميمنع –المنصور- من القضاءعلى -أبي مسلم- الذي نظر إليهنظرة الشريك المساوي في القوةوالسلطان،ويظهر أن المنصور لم يكن يرى لمصلحته ومصلحة أهل بيته ألا تظل كفةأهل خراسان راجحة فاصطنع كثيراً من رجالاتالعرب،وسلمهم قيادة الجيوش، كما استعان بأهلبيته،ومن أعظمقوادهم -عيسى بنموسى -الذيسيره المنصور لحرب- محمد بن عبدالله –وأخيه- إبراهيم -.
ومن مشهوري قوادهالعرب -معنبنزائدةالشيباني- وهو قائد شجاع كان في أيام بني أميه متنقلاً في الولايات ومنقطعاً إلى- يزيد بن عمربنهبيرهالفزاري- أمير العراق- فلما جاءت الدولة العباسية وحوصر- يزيد بن عمر- في -واسط -،أبلى معه يومئذٍ بلاءًحسناً، فلما سُلم يزيد وقتلخاف -معن -علىنفسه من المنصور، فاستتر مدة طويلة ومازال على ذلك حتى كان يوم ثورة الراوندية علىالمنصور،حيث اجتمع منهم حوالي- ستمائة رجل- ضد المنصور فخرج- معن-؛ليقاتل في جانب المنصور، وأبلى بلاءًحسناً،فكان نتيجة ذلك أن أعطاه- أبو جعفر المنصور- الأمان وأكرمه- أبوجعفر المنصور- بعشرة آلاف درهم- وولاه اليمن فمكث فيها مدة أحسن السيرةفيها
حركة المقنع الخراساني وهي أحد حركاتالموالي
ظهر هذاالرجل بخراسان وكان رجلا قبيح الخلق أعورا قصيرا من أهلمرو، عمل له وجها من ذهب وركبه على وجهه وادعىالألوهية، وكان يقول الله خلقآدم،فتحول في صورته ثم في صورة نوح ثم نوح والأنبياء جميعا حتىمحمد(ص)
ثمتحول بعده في صورة علي بن أبي طالب(رضي الله عنه) حتى وصل إلىصورة -أبي مسلم الخراساني- ثمزعم أنه انتقل منه إليه، وقال بإسقاط الصلاة والزكاة والصوم والحج، وأباح للناسالأموال والنساء لذلك عبده الناس وسجدواله .
وقد أظهر المقنع قمرا يطلع ويراه الناس على مسيرة شهر ثميأفل، وفيذلك يقول أبو العلاءالمعري :
أفق إنما البدر المقنع ضلال وغى مثل بدرالمقنع
وكان المقنع فيمبدأ أمره ينتحل مذهب- الزرامية -أتباعرزام،ولماقوى أمر- المقنع- وكثر أنصاره انضم إليه أهل بخارىوسمرقندوالأتراك الذين كانوا يقيمون حول بحرقزوين،واعتصم بقلعة حصينة حول- كش- وأرسلإليه الخليفة المهدي سبعين ألفا في القلعة مع نفر يسير منأصحابه،ولما شعر المقنع بالهزيمة أشعل النار وأحرق كل ما فيها من دوابوثيابومتاع،وأذاب النحاس والسكر فيتنور وجمع نسائه وأولاده، وطلب ممن أحب من أصحابه أن يلقوا بأنفسهم في النار؛ليرتفعوا إلى السماءفقال (أنا صاعد إلى السماء فمنأراد أن يصحبني فيشرب من هذاالشراب )وسقاهم شرابا مسموما وشرب منه فماتوا جميعا وألقى نساءه وأولاده فيالنار ثم ألقىبنفسه؛كذلك خوفا من أن يظفرأعداءه بجثته أو جثث نساءه وذلك عام 169هـ.ولكنموت المقنع لم يضع حدا لتعاليمه التي اعتنقها نفر من بلاد ما وراء النهر، وأصبحوايعرفون باسمالمقنعيةالمبيضة، واتخذوا في كل قرية مسجدا يصلون فيه ويستحلون الميتة والخنزير والنساء،وإذا رأوا مسلما قتلوه وأخفواجثته .
- عددأبناء يحي بن خالد البرمكي ثم تكلم عن واحد منهم؟
عدد هم أربعة وهم 1-محمد 2-جعفر 3-الفضل 4-موسى
جعفر بن يحيىفهو ثانيأولاد يحيى، وكان سمح الأخلاق طلق الوجه ظاهر البشر، وكان جوده وسخاؤه وعطاؤه كثير،وكان الرشيد يأنسبهأكثر منإخوانهجمعيا؛لسهوله أخلاقه فكان أكثرإخوانه منادمةللرشيد،وكان أبوه ينهاه عن ذلكحيث قال للرشيدبصراحة (يا أمير المؤمنين أناوالله أكره مداخلة ابني جعفر معك ولست آمن أن ترجع العاقبة في ذلك علي منك، فلوأعفيته واقتصرتبهعلى مايتولاه من جسيم أعمالك كان ذلك أفضل)وكان سلطان جعفر عند الرشيد قويا حيث كان يتولىأمر ديوان الخاتم وأمارة مصر سنه 176هـ
لازم ننتبه بابك الخرمي موجود في عهدالمعتصم وقبله اخوه المأمون وكل واحد له دورمختلف
بابكالخرمي في عهد المعتصم
كان لابد على المعتصم بعدما تولى الخلافة أن ينهي أمر هذا الثائر،خاصة وأن هناك وصية قوية تلقاها من أخيه المأمون في أواخر حياتهيحرصهفيهاعلى استعمال كلما لديه من قوة ضد هذا الرجل بابك؛ لذلك بذل المعتصم جهده حتى لايمتد شر بدعته في البلاد الفارسية فاختار لحربه قائدا تركيا من كبار قواده وهو( حيدر بن كلوس الأشروسني) المعروف( بالأ فشين )وذلك سنة 230هـ ،فبدأ هذا( أولا) بأنأرسل( محمد بن يوسف )إلى مدينة (أردبيل )وأمره( ثانيا ) أن يبني الحصون التي خربهابابك، ويجعل فيها الرجال لحفظ الطريق لمن يجلب الميرة إلى( أردبيل )، وفي طريقه هذاأوقع بسرية أرسلها بابك للإغارة عليه ،وهذا أول مرة ينهزم فيها لبابك جند ،ثم نظمالبريد بينه وبين الجيش، فجعل من (سامراء إلى حلوان )خيلا مضمرة في عدة مراكز تحملالكتب بأقصى سرعة، حتى أنه يقال: أن الخريطة تصل من عسكر الأفشين إلى سامراء فيأربعة أيام وأقل. ثم بعدذلكتوجه (الأفشين) حتى أتى( برزند) فعسكربهاورمىالحصون فيمابين (برزندوأردبيل) وأنزل قوادا من قواده ببعضالحصون؛لحراسة القوافل وأطلق كذلك عيونه وجواسيسه لتعرف الأخبارعن - بابك -وأول وقعة كانت بينهوبين عسكر- بابك -عند أحدحصون (الأفشين) ، حيث خرج بابك ليسيطر على مال كان قد أرسله( المعتصم) مع أحد قواده، فعلمبه (الأفشين) فخرج إليه سرا والتقيا على مقربة من الحصن، فسيطر جند( الأفشين )على رجالبابك،بينما أفلت بابك نفسه في نفر يسير واتجهوا نحو( البذ )في شمال بلاد الفرس فسار( الأفشين )من مكانه نحوهما مع رجاله، وكان قد استعد للأمر، فدارت لظى الحرببين الطرفين وانتهى الأمر باقتحام المسلمين( البذ )واستيلائهم عليه، وقد أراد بابك الهرب فأفسد عليه ا(لأفشين) خطتهوسد عليهالطرق،حيث أوقف عليها جند امنجيشهالقوي،وأخيرا قبض عليه وعلىأخيه (عبد الله) وعادبهما( الأفشين )إلى( سامراء) كما أمره المعتصم بذلك ومعهما 17 رجلا من أهلبيته. وكانيوم دخولهم( سامراء) يوما مشهودا ثم قتل( بابك )وصلب( بسامراء) كما فعلبأخيه (عبدالله )مثلذلك.
الجدير بالذكر أنجميع من قتل بابك في عشرين سنة( 22500) إنسان، وكان عنده الأسرى الذيناستنقذهم (الأفشين )منيده (7600)إنسان
ثورة الافشين والمازياز
لم يكن المعتصمينتهي من ثورة( بابك )التي هددت ملكه ،وأفنت كثيرا من جنده، وأضاعت أمواله ،حتىفوجئ بثورة( الأفشين)وبمؤامرته التي دبرها بالاشتراك مع(المازيار) وكان الأخيررئيسا (للمحمرة)وهم (فرقة من الخرمية أتباع بابك الخرمي) وقد تألق نجم( المازيار) في أيام( المأمون) فوثق به وولاه -جبال شروين- في أطراف طبرستان وسماهمحمدا.
ولما مات (المأمون) وولي أخوه( المعتصم) الخلافة كشف( المازيار) عن ميوله الثورية ودارتالمراسلات بينة وبين( بابك) وعرض عليه، مساعدته في ثورته على الخليفة العباسيوانتهز( المازيار) فرصة انشغال الخلافة العباسية بحرب( بابك) فاتصل( بالأفشين) و(ببابك) سرا ،وعمل ثلاثتهم على محو الإسلام من بلادهم،، والتخلص من حكم العرب فهذهالثورة( تعتبر ثورة دينية وسياسية معا يراد بها الاستقلال عن الدولة العباسية )ويقال أن (الأ فشين) عرف بالتعصب لبلاده وللمجوسية، وأنه وجد في داره أصناما قيلأنه كان يعبدها ،وكتب للزنادقة، كما أباح( الأفشين) لنفسه أكل المخنوقة منالحيوانات ،وكان لا يذبح على طريقة المسلمين، وكان( كالمقنع الخرساني) حين يكاتبقومه يبدأ بقوله( من اله الآلهة إلى عبده فلان )وقد ذكر المسعودي( المازيار )بعد أنقبض عليه أقر على( الأفشين) أنه بعثه على الخروج والعصيان، و من محاكمة( المعتصم) (للأفشين) يتبين مبلغ تعصب (الأفشين) لدينه ووطنه وتنكشف سلسلة التهم التي رمى بها،كما نتبين اهتمام( المعتصم)
بكشف غوامض هذه المؤامرة الخطيرة التي دبرها (الأفشين) وأنصاره ،لذلكنراه يعقد لمحاكمته مجلسا برئاسته ،ومعه وزيره( محمد بن عبد الملك الزيات) وقاضيه( أبي داوود) وكثير من رجالات الدولة، ولكن خاتمة( الأفشين )لم تكن كخاتمة (بابك)؛فانه أودع السجن ،ومات مسموما ،ثم أخرجت جثته ،فصلبت ،وأحرقت مع الأصنام التيوجدت في داره سنة 226هـ.
نشأ بابك الخرمي في بلاد :
الفرس
من أهم مبادئ الخرمية :
تحويلالملك من العرب المسلمين الى الفرس والمجوس
تسمى العصبية الفارسية منأبناء الجيش الخراساني :
عصبية الأخوان
أطلقت كلمة الخليفة المظلوم الذي ضاعتشخصيته الحقيقية على :
الأمين
كانت علاقة بغداد بقرطبة في عهد الرشيد سيئة جداً :
لأنالرشيد ينظر إلى بني أمية نظر الخارجين على دولته
ينتسب نصر بنشيث الى :
قبيلة بني عقيل
ملك جبال البذ ورئيس من بها من الخرمية :
جاويدان بن سهرك
توفيمحمد بن علي بعد أن وضع مبادئ الدعوة سنة :
سنة 125 هـ
يعتبر جعفر بن يحي ثاني أولاد يحي , ويأنس به الرشيد أكثر منإخوانه لأنه :
ظاهر البشر , طلق الوجه , سمح الأخلاق , أكثر منادمةللرشيد
سكن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس :
الحميمة
اتخذ محمد بن عليأثناء الدعوة والمكاتبات وكم استمرت الدعوة السرية :
السرية التامة واستمرت الدعوة ,ثمان وعشرون سنة
تجلى روح السخطوالعداء في خراسان للدولة الأموية :
لعدم قبولها لسياسة الأمويين
اتخذ أبو العباس السفاح مولى له اسمه :
سديف
عسكر عبد الله بنعلي أثناء حربة لأبي مسلم الخراساني في :
نصيبين
كان أمير البصرة في عهد أبي جعفر المنصور :
سليمان بن علي
سير أبو جعفر المنصور لحرب عمه عبدالله بن علي :
أبو مسلمالخراساني
ينسب الراوندية إلى راوند القريبة من :
مرو
من أشد ولاة الأمويين في مطاردة رجال الدعوة العباسية :
أسد القسري
بلغ عدد الدعاة في الدور الأول للدعوة العباسية :
اثني عشر نقيبا
الخليفة المظلوم
(الامين)
والعصبية
(عصبية الابناء) ايابناء الغير عربيات
متى حدثت ثورة(الحسين بن علي بن الحسن المثلث)؟
في عهد الخليفة موسى الهادي
متى حدثت ثورة(نصر بن شيث)و(بابك الخرمي)؟
في عهد عبد الله المأمون
حدثت( نكبة الكتاب) في عهد-----؟
) الواثق بالله)_ابن المعتصم
في اي عهد حدثت(نكبة البرامكة)؟
في عهد(هارون الرشيد)
في اي عهد حدثت حركة(المقنع الخراساني)؟
في عهد(محمد المهدي) ابن المنصور
ظهرت حركة(الراوندية)في خلافة------؟
)ابو جعفر المنصور(
ينسب الراوندية إلى راوند القريبة من:
أصفهان
ملخص الدولة العباسية
العباسية 1 بداية الدعوة العباسية
انتقلت الدعوة قبل ذلك من الهاشمية ( يعني أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية) إلى العباسيين ( أي محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ) وذلك عام 98هـ باعتبار إن الأول رأى في الثاني العلم والفهم والإدراك وحيث لا يوجد له خلف أوصى إليه بالأمر من بعده.
أسباب اختيار خراسان مكانا للدعوة العباسية
بزغت هذه الدعوة في الكوفة ثم انتقلت بعد زمن يسير إلى إقليم خراسان، وهو يعد أفضل مكان تنمو فيه الدعوة الجديدة وتتكامل قوته ،و كانت خراسان بوضعها الجغرافي بعيدة عن المركز الرئيسي للخلافة وكانت تتجلى بها أكثر من غيرها روح السخط والعداء للدولة الأموية ؛وذلك لغلبة العنصر الأعجمي فيها على العنصر العربي.وكان سكانها مزيج من قبائل وأمم مختلفة وهذه الأمم والقبائل على اختلافها تتفق في كراهية الأمويين وعدائهم، ففيها من اسلم رغبة في الإسلام وهؤلاء كانوا يحقدون على الأمويين لتجافيهم عن مبادئ الإسلام في بعض الأحيان، وفيها من أسلم طمعا في الامتيازات التي نادى فيها الإسلام وأهمها المساواة ،وهؤلاء خاب ظنهم حينما رأوا الأمويين لا يطبقون تلك المبادئ، وفيها من حافظ على دينه الأصلي وهؤلاء كانوا ينتهزون الفرصة لإنقاذ دينهم.كذلك لا ننسى أن خراسان منطقة ذات أهمية كبرى بين الأقطار الإسلامية، فهي من الناحية الاقتصادية من أبرز المناطق، وكانت تقدم من الخراج ما يقدر بخراج مصر.
أبو العباس السفاح
هو أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، ولد بالحميمة سنة 104هـ، بويع بالخلافة ربيع الأول سنة 132هـ، توفي بمدينة الانبار ذي الحجة سنة 136هـ.
الأحوال الداخلية في عهده
لم تكن هزيمة مروان بن محمد وقتله منتهى متاعب العباسيين فانه كان لا يزال في الأمة العربية قواد ضلعهم مع بني أمية .ولا يزال عندهم شيء من القوة. فكانوا يثورون إما خوفا على أنفسهم من بني العباس الذين اظهروا قسوة شديدة في معاملة مغلوبيهم ،وإما طمعا في إعادة تلك الدولة العربية التي كان لهم منها نصيب وافر. فقضى أبو العباس أكثر حياته في إخماد تلك الثورات التي كانت كثيرة ؛لا سيما في الشام والجزيرة ،وقد كانت حياته مفعمة بحوادث القسوة مع بقايا بني أمية ومع غيرهم من أولياء الدولة الذين كان لهم الأثر المحمود في إحيائها .وكانت هذه المعاملة الشنيعة سببا لهروب الكثير منهم :عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك إلى المغرب، وتأسيسه بها مملكة واسعة الأطراف أعاد فيها مجد بيته. وكانت تنافس خلافة بني العباس في الشرق على صغر رقعتها .وكان ممن اختفى عمرو بن معاوية بن عمرو بن عتبة بن أبي سفيان ،فصار إلى سليمان بن علي بالبصرة وطلب منه أن يؤمنه ويحميه من سطوة العباسيين، فبعث سليمان بن علي إلى السفاح يطلب منه ذلك فأجابه إلى ما سأل، وأعطاه الأمان فكان هذا أول أمان بني أمية بعد أن بدد شملهم قتلا وتشريدا.ولم تكن الشدة في المعاملة قاصرة على أعدائهم، بل نال أولياءهم منها شيء عظيم وعلى رأسهم -أبا سلمة حفص بن سليمان -وزير آل محمد. فحين تم الأمر لبني العباس واتهموه بأنه كان يريد تحويل الخلافة عنهم إلى آل علي بن أبي طالب وكانوا يريدون قتله فشاوروا في ذلك أبا مسلم الخراساني، فبعث السفاح أخاه أبا جعفر المنصور إلى خراسان لمقابلة أبي مسلم الخراساني واستشارته في ذلك .فأذن له أبا مسلم في قتله فبعثوا رجلا إلى الكوفة لقتله، فقتله حين تربص له أثناء خروجه من عند السفاح وأشاعوا (العباسيين) أن الخوارج قتلوه.
أبو جعفر المنصور
هوأبوجعفر عبد الله بن محمد بن علي. ولد بالحميمة سنة 101هـ. تمت بيعته في اليوم الذي توفي فيه أخوه السفاح. وبقى خليفة حتى توفي في ذي الحجة سنة 158هـ.
الأحوال الداخلية في عهده
تولى المنصور الخلافة ولم تكن قد توطدت دعائمها. ولم يكن يخاف عليها من دولة الأمويين؛ لأنه لم يتبق لهم باقية يخاف منها، وإنما كان الخوف ينتاب المنصور من عدة جهات:
الأولى : منافسة عمه عبد الله بن علي
كان الخوف ينتاب المنصور من عمه؛ لما كان له من نباهة تذكر في بني العباس، ولأنه كان يدبر أمر جيوش الدولة من أهل خراسان وأهل الشام والجزيرة والموصل الذي أمره عليهم السفاح قبل وفاته ليغزو بهم الروم ،وقد أظهر المنصور خوفه هذا لأبي مسلم الخراساني حينما جاءه الخبر بوفاة أخيه والبيعة له ،وكان المنصور قد أرسل- عيسى بن موسى- إلى عمه -عبد الله بن علي- يطلب منه المبايعة، ولكن عبد الله بن علي انصرف بمن معه من الجيوش التي كان يدبر أمرها -وأعلن البيعة لنفسه وتحرك بهم حتى وصل إلى حران.وما أن علم المنصور بذلك حتى سير لحربه أبو مسلم الخراساني، الذي جمع إليه الجنود والسلاح والطعام وخندق حول معسكره، وكان جنده مؤلفا من :أهل الشام والجزيرة وخراسان فخاف ألا يناصحه أهل خراسان إذا رأوا أبا مسلم الخراساني مطلا، فقتل أبو مسلم منهم نحو 17000 رجلا( وان كان هذا العدد مبالغ فيه) إلا أنه قتل عدد كبير منهم فأضعف بذلك قوته، ومما دل على قلة حزمه وذكائه أنه كان من ضمن القواد الذين معه (حميد بن قحطبة) وهو من كبار القواد في الدولة العباسية فأراد أن يستريح منه ولكنه لم يجرؤ أن يقتله في المعسكر؛ خوفا من تغير الجند عليه ، فكتب له كتابا ووجهه إلى- حلب –وعليها( زفر بن عاصم) وفي الكتاب: ( إذا قدم عليك حميد بن قحطبة فاضرب عنقه) لكن -حميد -فتح الكتاب في الطريق وعلم ما فيه ودعا أناسا من خاصته فأخبرهم بالأمر وشاورهم وقال لهم:( من أراد منكم أن ينجو بنفسه ويهرب فليسر معي فاني أريد أن آخذ طريق العراق، ومن يرد منكم أن يحمل نفسه على السير فلا يفشين سري وليذهب حيث أحب) فسار معه معظم الناس. وبذلك فقد أبو مسلم الخراساني أفضل قواده.أما عن( عبد الله بن علي) فانه ترك -حران -واتجه إلى- نصيبين -فاتخذها معسكرا وحصنها ،فأقبل إليه أبو مسلم الخراساني وأراد أن يحتل موقع( عبد الله بن علي )لحصانته فبعث إليه أني لم أومر بقتالك ولكن أمير المؤمنين المنصور ولاني الشام وأنا سأذهب إليها، ومع أن( عبد الله بن علي) كان يفهم ما يريده أبو مسلم الخراساني، إلا أن جنده- أي جند الشام- وهم (جند عبد الله بن علي) قالوا له: كيف نقيم معك وهذا سيأتي بلادنا الشام وفيها حرمنا فيقتل من قدر عليه من رجالنا ويسبي ذرارينا .فأذن لنا حتى نعود إلى بلادنا الشام ونحمي من فيها ونقاتل العدو. ومع أن( عبد الله بن علي) حاول إقناعهم بأن أبا مسلم الخراساني لا يريد الشام وإنما يريد أن يذهبوا ويغادروا مكانهم الحصين- نصيبين- ليستولي هو عليه، إلا أنهم أمروا على المسير إلى الشام ،وبذلك ارتحل( عبد الله بن علي) معهم إلى الشام وترك الجميع المكان فاستولى عليه أبو مسلم مع من بقي معه من الجيوش ،وعلم( عبد الله بن علي) أن الحيلة انطلت عليه وعلى جيشه أهل الشام ،وكان لا بد للقتال أن يدور بين الجانبين ؛لان أبا مسلم ما جاء إلا لقتال (عبد الله بن علي) واستمر القتال بينهما ستة أشهر، إلا أن القوة كانت راجحة في معسكر أهل الشام (أي جند عبد الله بن علي) حتى إذا كان يوم الثلاثاء لسبع خلون من جمادى الآخرة سنة 137هـ كانت بينهما الموقعة الفاصلة ،وقد استعمل فيها أبو مسلم دهائه العسكري ،وذلك أنه أرسل إلى (الحسين بن قحطبة) وكان على الميمنة أن أعر الميمنة وضم أكثرها إلى الميسرة، وليكن في الميمنة حماة أصحابك، فلما رأى ذلك(عبد الله) أعرى ميسرته لمقاتلة ميمنة أبي مسلم ،وضم أكثر جنودها إلى الميمنة بإزاء ميسرة أبي مسلم ،فكانت الهزيمة وحينما رأى( عبد الله بن علي) أن الهزيمة تمت خاف على نفسه وفر إلى العراق تاركا معسكره، فاحتواه أبو مسلم فأمن الناس ولم يقتل أحدا، بينما استمر( عبد الله بن علي) في محبسه حتى مات سنة 147هـ.
الثانية : قوة أبي مسلم الخراساني
بعد أن قضى المنصور على عمه( عبد الله بن علي) وجه سيطرته على (أبي مسلم الخراساني )الذي أصبح بعد ذلك صاحب الشوكة والسلطان في الدولة، والذي زاده خوفا من هذا الرجل أنه- يعني أبا مسلم -بدأ لا يحترم كتب الخليفة العباسي المنصور، بل ويستهزئ بها إذا وردت إليه، لذلك صمم على الفتك به، لذلك بدأ يغير موقفه منه فبعد أن تمت هزيمة (عبد الله بن علي )بعث إليه رسولا ليحصي الغنائم التي غنمها -أبو مسلم -من عمه (عبد الله بن علي) فلما ورد الرسول المعسكر غضب- أبو مسلم -وكاد يقتل الرسول، وقال: (أأكون أمينا على الدماء غير أمين على الأموال) فعاد الرسول وأخبر المنصور بذلك، ولما خاف المنصور أن يشك- أبو مسلم -بذلك الموقف ويهرب بالتالي إلى خراسان ثم لا يستطيع أن يحصل عليه إلا بصعوبة شديدة. كتب إليه :أ(ني قد وليتك مصر والشام فهي خير لك من خراسان فأقم بالشام حتى تكون بقرب أمير المؤمنين) ولما ورد إليه الكتاب غضب- أبو مسلم –وقال: كيف يوليني الشام ومصر وخراسان من حقي، وصمم على التوجه إلى خراسان، لذلك لم يبق على المنصور إلا أن يستعمل المكر والدهاء، حيث ينصب له فخا يوقعه فيه من غير حرب ،فتوجهه المنصور إلى المدائن أبي مسلم أن يأتيه ويقدم عليه، فكتب له كتابا ردا على طلبه يوحي خلاله أنه رجل صاحب قوة ويضع نفسه في صف -الخليفة المنصور- باعتبار أنه كان له سابق العهد في إقامة دعائم الخلافة العباسية ،فكتب إليه- المنصور- كتابا لينا وطلب من كلا الرجلين( عيسى بن موسى وأبا حميد المروزي) أن يحملاه إليه ،وحين وصل أبو حميد المروزي كلمه كلاما رقيقا فيه نصيحة وتذكير بحقوق الإمام وتخويف من تفريق الكلمة ،فاستشار- أبو مسلم- مختصيه فأشاروا عليه بألا يقدم على –المنصور- ؛لأنه لم يعد يأمنه بعد أن وقع في نفسه ما وقع فقال لأبي حميد:( ارجع إلى صاحبك فليس من رأيي أن آتيه) وحينئذ بلغه الرسالة الأخيرة، وهي التي حملها معه وطلب منه أن يسلمها لأبي مسلم في حالة امتناعه عن المجيء، وفيها :(يقول لك أمير المؤمنين لست للعباس وأنا بريء من محمد إن مضيت مشاقا ولم تأتني إن وكلت أمرك لأحد سواي، وان لم آل طلبك وقتالك بنفسي، ولو خضت البحر لخضته، ولو اقتحمت النار لاقتحمتها وراءك حتى أقتلك أو أموت قبل ذلك) لذلك لم يكن أمامه بعد ذلك إلا أن يقبل بالذهاب معه. كان المنصور مصمما على قتل أبي مسلم، ولكن اجتهد أن يكون - أبي مسلم -آمنا لا يحس بشيء من الجفاء ،فلما قارب أبو مسلم- المدائن -أمر الناس وبني هاشم فتلقوه، حتى إذ أدخل على المنصور وسلم عليه سلاما لا يشوبه شيء مخيف أمره أن ينصرف ويزيل وعشاء السفر ويستريح ليلة، ولما جاء الغد أمر -عثمان بن نهيك- (رئيس الشرطة )فجاء بأربعة رجال من الحرس وأمرهم أن يكونوا خلف الرواق، فإذا هو صفق خرجوا وقتلوا- أبا مسلم- ثم دعاه فدخل عليه فأقبل عليه يحدثه عن -نصلين –(خنجرين )أصابهما في متاع عمه (عبد الله بن علي )فقال :هذا أحدهما للذي هو معه، فقال المنصور أرنيه، فأخذه وهزه المنصور ثم وضعه تحت فراشه؛ ليأمن على نفسه أن يفتك به- أبو مسلم- ثم سأله عن سبب قصده خراسان فقال دع هذا فما أصبحت أخاف أحدا إلا الله، فصفق حينئذ المنصور بيديه فخرج أولئك الحرس فقتلوه بسيوفهم، ثم أراد أن يفرق الجمع الذي أقبل معه، فأعطاهم جوائز أشغلتهم عن التفكير في الخلاف الذي دار بين الطرفين ،وبقتله ابتدأ- كما يعتقد المنصور- سلطانه الحقيقي.
الأحوال الخارجية في عهده
تم في عهد المنصور هروب- عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك -إلى بلاد الأندلس، حيث أسس فيها الدولة الأموية الثانية، وكان المنصور يعجب به وبقدرته وعزيمته ومع ذلك لم يكن بين الرجلين علاقة حسنة ،ولم يتسم -عبد الرحمن -هذا بأمير المؤمنين، بل تسمى بالأمير فقط ،وتعتبر أول بلاد اقتطعت من الخلافة الإسلامية الكبرى بالمشرق ،أما عن مملكة الروم التي تحد الخلافة الإسلامية من ناحية الشمال، فكان يعاصر المنصور فيها- قسطنطين الخامس- وكانت العلاقة بين الجهتين عدائية لا تترك أحدهما قتال الأخرى متى حانت الفرصة لكل منهما، فكانت الصوائف( الجنود التي تغزو في فصل الصيف )لا تنقطع عن العمل إلا لمانع، وحدث أن أغارت الروم سنة 138هـ على( ملطية )وهي في ذلك الآونة من الثغور الإسلامية ،فدخلوها عنوة .قهروا أهلها وهدموا سورها وعفا الملك عمن فيها من المقاتلة والذرية.أما من موقف المنصور من هذا الاعتداء؛ فقد أرسل عمه- صالح بن علي- ومعه أخوه -العباس بن محمد بن علي- فتم على يديهما أولا: بناء ما كان صاحب الروم هدمه من ملطية، ثم غزو أرض الروم وكان مع -صالح بن علي- آختاه( أم عيسى ولبابة ابنتا علي) وكانتا نذرتا إذا زال ملك بني أمية أن تجاهدا في سبيل الله ،وغزا كذلك معهما- جعفر بن حنظلة البهراني -وكان ذلك سنة 139هـ ،وفيها أيضا تم استنقاذ المنصور الأسرى الذين كانوا في بلاد الروم من المسلمين .وفي سنة 140هـ غزت جيوش الصوائف- الحسن بن قحطبة- مع -عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام –وأقبل -قسطنطين -صاحب الروم في جيش كثيف، فنزل بهم- جيحان- فبلغه كثرة المسلمين فأحجم عنهم، ثم لم تنطلق الصائفة بعد ذلك حتى سنة146هـ؛ لانشغال المنصور بأمر(محمد وإبراهيم ابني عبد الله)واستمرت الصائفة حتى سنة 155هـ، حيث طلب بعدها صاحب الروم الصلح على أن يؤدي للمسلمين الجزية ،والذي تجدر الإشارة إليه هنا :أن هذه الاغارات التي حدثت بين الطرفين لم يقصد بها فتح ،،بل كان كل واحد من الجانبين ينتهز الفرصة فيجتاز الحدود التي لصاحبه ثم يعود إلى مقره ثانية وكذلك المصالحات لم تكن لتستمر بينهما فترة طويلة ،بل سرعان ما يعودون إلى ما كانوا عليه.وعن الحدود الأخرى فكانت في الغالب محلا للاضطرابات، ولكنها كانت تسكن حالا بما يبذله المنصور من الهمة وإرسال الجنود إليها، وكان في كل ثغر جنود مرابطون من –المرتزقة-( وهم المفروض لهم عطاء من الديوان) ومن- المتطوعة- (وهم الذين ينتدبون للجهاد في سبيل الله لا يطلبون على ذلك أجرا إلا من الله تعالى) وكان الخليفة المنصور هو الذي يعين قائدهم وكان عددهم في ذلك الوقت كثير.
حاضرة الخلافة:
لما ولي أبو جعفر أنتقل من- الأنبار- إلى –الهاشمية- التي أسسها أخوه- أبو العباس السفاح -وأقام بها إلى أن عزم على تأسيس مدينة- بغداد- حاضرة بني العباس الكبرى ومظهر فخرهم ومدنيتهم ،وكان يريد أن يكون بعيدا عن –الكوفة-، فخرج يرتاد مسكناً لنفسه وجنده ويبتني به مدينة حتى صار إلى موضع- بغداد -وقال هذا موضع معسكر صالح .هذه –دجلة- ليس بيننا وبين الصين شئ. يأتينا فيها كل ما في البحر ،وتأتينا الميرة من :الجزيرة- وأرمينية -وما حول ذلك ،وهذا- الفرات -يجيء فيه كل شيء من- الشام –والرقة- وما حول ذلك، فنزل وضرب عسكره على- الصراة- وهو- نهر بين دجلة والفرات- ثم أمر بخط المدينة على مثال وضعه، وهي مدورة الشكل تقريبا، وجعل لها سورين :أحدهما داخل، وهو سور المدينة ،وسمكه في السماء 35 ذراعاً، وعليه أبرجه سمك كل برج منها فوق السور خمسة أذرع، وعلى السور شرف ،وعرض السور من أسفله نحو عشرين ذراعاً، ويليه من الخارج فصيل بين السورين، وعرضه ستين ذراعاً ،ثم السور الأول ودونه خندق ، وللمدينة أربعة أبواب كل أثنين منها متقابلين ،وكل منهما باب دون باب بينهما دهليز، وهكذا تأتي تفاصيل مدينة بغداد، وتتميز بسماكة جدرانها وقببها العظيمة المزخرفة ،وعلى كل باب من أبواب المدينة باب حديد عظيم كناحية أمنية .وابتنى قصره الذي يسمى- الخلد –على- دجلة -وكان موضعه وراء باب خراسان ،وفي سنه 151هـ بنى المنصور- الرصافه- لأبنه المهدي وعمل لها سوراً وخندقاً وميداناً وبستاناً وأجرى لها الماء .وبنى المنصور قصره والجامع في وسط المدينة ،وكان في صدر قصر المنصور إيوان طوله ثلاثون ذراعاً، وعرضه عشرون فوقه القبة الخضراء ،ومن الأرض إلى رأس القبة ارتفاع ثمانين ذراعاً .وقد انفق المنصور على مدينته هذه ثمانية عشرة ألف ألف دينار ،ولما انتهى من بناءها بعث إليها العلماء من كل بلد وإقليم، فجاءها الناس أفواجاً ولم تزل تتعاظم ويزداد عمرانها حتى صارت أم الدنيا وسيدة البلاد ومهد الحضارة الإسلامية في عهد الدولة العباسية وصل عدد سكانها إلى مليونين .
محمد المهدي
هو محمد المهدي بن المنصور، ولد سنة 126هـ بالحميمة، تولى الخلافة سنة 158 و توفي في المحرم من سنة 179هـ.
أعماله بعد توليه الخلافة:
ساد خلافة المهدي الهدوء والاستقرار والرفاهية التي عمت الناس جميعا في عهده؛ وذلك لأن الخلافة العباسية قد توطدت وأنياب العلويين قد كسرت، وان كان قد بقيت لهم بقايا يتطلعون للخلافة فهم لا يحتاجون للاحتراس منهم إلى مثل ما كان المنصور يحتاج إليه من الشدة ،فان كبارهم قد وضعوا تحت نظر الخليفة ببغداد، والذين كانوا في المدينة اكتفى بمراقبة الخليفة لهم فكانوا يعرضون عليه كل يوم ،ولذلك كانت حياة المهدي سعيدة لنفسه لأمته؛ فهو من بعد أبيه يشبه في كثير من الوجوه الوليد بن عبد الملك بعد أبيه.ففي أول ولايته- أمر بإطلاق من كان في سجن المنصور إلا من كان قبله تباعه دم أو قتل ،ومن كان معروفا بالسعي بالأرض بالفساد أو كان لأحد قبله مظلمة أو حق،، فالذين أطلقهم من كان جرمهم سياسيا أما أرباب الجنايات والمحبوسين لحقوق مدنية فإنهم ظلوا في حبسهم، وكان ممن أطلق -يعقوب بن داوود -كذلك أمر ببناء القصور في طريق مكة أوسع من القصور التي بناها السفاح في- القادسية- إلى- زبالة -،وأمر بالزيادة في قصور السفاح وترك منازل المنصور التي بناها على حالها، وأمر باتخاذ المصانع في كل منهل وهي -حيضان تبنى وتملا من مياه الآبار حتى يكون الاستقاء سهلا على رجال القوافل الذين لا ينقطع مرورهم من تلك الجهات- وأمر بتجديد الأميال والبرك وحفر الركايا مع المصانع وجعل لذلك عاملا خاصا يقوم به، وأمر أن يجرى على المجذومين وأهل السجون في جميع الآفاق ؛حتى لا يحتاج المجذومون الى المشي في الطرق وسؤال الناس، فيكونون سببا في انتشار المرض، وحتى يكون للمسجونين مايقومهم فلا يموتون جوعا إلا من كان له أهل يسالون عنه ،وأقام البريد بين المدينة المنورة ومكة المكرمة واليمن بغالا وابلا أيضا،وزاد في المسجد الحرام والحرم المكي فأدخل به دورا كثيرا مما يحيط به وأخذ يجلس للمظالم وتدخل القصص إليه، فارتشى بعض أصحابه بتقديم بعضها ،فاتخذ بيتا له شباك حديد على الطريق تطرح فيه القصص وكان يدخله وحده فيأخذ ما يقع بيده من القصص أولا فأولا فينظر فيه فلا يقدم بعضها على بعض، إلا انه مع ذلك كله أخذت عليه بعض المآخذ ومن أهمها:أنه أمر بمحو اسم الوليد بن عبد الملك من حائط المسجد النبوي وكتابة اسمه مكانه ،وهذا كثيرا ما يحدث من بعض الشخصيات الكبيرة التي تريد لنفسها العظمة والكبرياء فتنسب لنفسها أعمال غيرها.
الأحوال الخارجية في عهده.
كانت العلاقة بين الخلافة العباسية في بغداد وبين أمير الأندلس( عبد الرحمن الداخل )سيئة جدا، فكان المهدي ومن سبقه المنصور يهتمان بأمره ويودان إزالة دولته ، ولكن المسافة بعيدة فلم يكن باستطاعته أن يجرد -لعبد الرحمن- جيشا يخترق صحاري افريقية ويغزوه في بلاد الأندلس، لذلك اكتفى كل منهما بمعادة الآخر، وكان- شارمان- ملك فرنسا في ذلك الوقت مهتما بإعادة الدولة الرومانية الغربية التي محيت آثارها، وقد علم هذا المذكور ما بين الطرفين- المهدي- وعبد الرحمن -من عداوة شديدة، فأحب الاستفادة منها والتقرب( بمحاربة أمير الأندلس) إلى قلب الخليفة العباسي في بغداد –المهدي- ليكتسب بذلك نفوذا في الخلافة ،وبالتالي يرتفع قدره على ملك الروم في القسطنطينية- لاون الرابع- واجتهد في تحقيق بعض الشيء من ذلك في عهد هارون الرشيد.أما عن العلاقات بين المهدي وملك الروم -لاون الرابع- فكان سيئة فلم تكن الاغارات من الطرفين تهدأ بل كانت الصوائف تعمل من جانب المسلمين، وبالمقابل كانت الغارات من ملك الروم، وكان ذلك برا وبحرا.وفي سنة 263هـ ولى أمر الصائفة ابنه - هارون بن المهدي-(الرشيد) ،حيث كانت هذه الغزوة من أهم الغزوات في عهد المهدي ،فتح الله عليهم فيها فتحا كثيرا ،ومما فتح هؤلاء -حصن سمالا- بعد أن أ قاموا علية –(ثمانية وثلاثين ليلة)- وقد نصب عليها المجانيق حتى وكان فتحها على :ثلاثة شروط .ألا يقتل أهلها .ولا يرحلوا .ولا يفرق بينهم. فأعطوا ذلك، وأعطى لهم هارون بن المهدي ذلك، ثم قفل بالمسلمين سالمين إلا من كان أصيب منهم بذلك الحصن.وفي سنة 165هـ.أعاد هارون –الغزوة على بلاد الروم مرة ثانيةويقال أن عدد جيشه في هذه المرة بلغ أكثر من- تسعين ألف مقاتل- وكان الذي يقوم بأمر الروم في تلك الفترة -ايريني –(أم الملك )نيابة عن ابنها قسطنطين السادس، الذي يعتبر لا يزال صغير السن. جرى بينها وبين هارون مكتبات في طلب الصلح والموادعة وأعطاء الفدية، فقبل ذلك هارون واشترط عليها: أن تقيم الإدلاء والأسواق في طريقة؛ لأنه قد دخل مدخلا صعبا مخوفا على المسلمين ،فوافقت على هذه المطالب. حيث كان الاتفاق أن تعطيه 90000دينار، تؤديها في نيسان من كل سنة وكتبوا كتاب هدنة إلى ثلاث سنوات وسلمت الأسرى، وفي رمضان سنة 168 هـ( أي قبل انقضاء مدة الهدنة )نقض الروم الصلح المذكور، وغدروا فوجه إليهم -علي بن سليمان بن علي- وهو( والي الجزيرة وقنسرين )يزيد بن بدر البطال في سرية فردوا الروم وغنموا وظفروا .وفيما يتعلق ببلاد الهند فقد أرسل المهدي سنة 169هـ- عبد الملك بن شهاب المسمعي -في البحر إلى بلاد الهند ،وبعث معه( ألفين رجل) من أهل البصرة( وألف وخمسمائة )من المطوعة( وسبعمائة )من أهل الشام( وأربعة آلاف) من السبابجة والاسواريين، وبعد أن وصل الجميع -بإربد من( أرض الهند) سنة 169هـ أقاموا عليها يومين ونصبوا عليها المجانيق حتى فتحوها عنوة ،وأشعلوا فيها النيران ،وقتلوا من أهلها بضعة وعشرون رجلا، وأقاموا فيها -باربد -فأصابتهم أمراض مات بسببها( ألف رجل ) ثم انصرفوا حتى إذا وصلوا ساحلا من فارس يقال له -بحر حمران -عصفت عليهم الريح فكسرت عامة مراكبهم ،فغرق منهم ونجا البعض الآخر.
موسى الهادي
هو موسى الهادي بن محمد بن جعفر بن منصور، ولد سنة 144هـ ،تولى الخلافة سنة 169هـ ، وتوفي سنة 170هـ.
ثورة الحسين بن علي بن الحسن المثلث
وفي عهد- الهادي- خرج بالمدينة هذا الثائر المذكور سنة 169هـ ، وكان والي المدينة لوقته -عمر بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب -، أخذ الحسن بن محمد النفس الزكية وجماعة كانوا على شراب فأمر بهم فضربوا جميعا، ثم أمر بهم فجعل في أعناقهم حبال وطيف بهم في المدينة، فصار إليه- الحسين بن علي- فكلمه فيهم وقال له: ليس هذا عليهم وقد ضربتهم ولم يكن لك أن تضربهم، و أهل العراق لا يرون به باسا فلم تطوف بهم ،فبعث إليهم وقد بلغو البلاط فردهم وأمر بهم إلى الحبس فحبسوا يوما وليلة ،ثم كلم فيهم فأطلقهم وكانوا يراقبون- الحسن بن محمد- وكان -الحسين بن علي- ويحيى بن عبد الله بن الحسن -كفلاه فأخذ الكفيلين وسألهما عنه فحلفا أنهما لا يدريان موضعه فكلمهما بكلام أغلظ لهما فيه فحلف- يحيى بن عبد الله -ألا ينام حتى يأتيه أو يضرب عليه باب داره حتى يعلم أنه قد جاءه، فلما خرج قال - الحسين بن علي -لصديقة (سبحان الله كيف تحلف له بشيء لا تقدر عليه) قال( والله لا نمت حتى أضرب عليه باب داره بالسيف) وكانوا قد تواعدوا على أن يخرجوا بمنى أو مكة أيام الموسم وكان بالمدينة جماعة من أهل الكوفة من شيعتهم وممن كان بايع -الحسين بن علي- ففي آخر الليل خرجوا وجاء- يحيى بن عبد الله -حتى ضرب باب دار- مروان علي العمري- فلم يجده فيها ثم انتقلوا إلى المسجد ،وحين أذن الصبح جلس -الحسين بن علي- على المنبر وعليه عمامة بيضاء وإذا رأوهم الناس في المسجد رجعوا من غير أن يصلوا في المسجد، ثم جاءه الناس بعد ذلك يبايعون على كتاب الله وسنة رسوله للمرتضى من آل محمد ومع أن هناك جماعة قاومتهم لكنها لم تفلح، وبعد أن تم- للحسين بن علي -ما أراد نهبت جماعته بيت المال ،أما عن موقف الهادي من هذا الثائر فقد ولى أولا لحربه (محمد بن سليمان بن علي )الذي سار بالسلاح والعدة وكان في تلك الفترة قد حج من أهل بيته( أي الهادي )منهم (العباس بن محمد) وكان على الموسم(بن أبي جعفر بن المنصور) المهم أن الجيش بقيادة- محمد بن سليمان- سار خلف خصمه- الحسن بن علي –حتى لقيه- بفخ -ودارت بين الطرفين موقعة قتل فيها هذا الثائر وجماعة ممن معه ،وأفلت من هذه الموقعة رجلان لهما تاريخ جليل وهما (ادريس بن عبد الله بن الحسين بن علي )اخو- محمد بن النفس الزكية- وهو مؤسس دولة الأدارسة بالمغرب الأقصى، والثاني أخوه (يحيى بن عبد الله )الذي ذهب إلى بلاد الدليم .
أبو العباس السفاح
هو أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، ولد بالحميمة سنة 104هـ، بويع بالخلافة ربيع الأول سنة 132هـ، توفي بمدينة الانبار ذي الحجة سنة 136هـ.
أبو جعفر المنصور
هوأبوجعفر عبد الله بن محمد بن علي. ولد بالحميمة سنة 101هـ. تمت بيعته في اليوم الذي توفي فيه أخوه السفاح. وبقى خليفة حتى توفي في ذي الحجة سنة 158هـ.
محمد المهدي
هو محمد المهدي بن المنصور، ولد سنة 126هـ بالحميمة، تولى الخلافة سنة 158 و توفي في المحرم من سنة 179هـ.
موسى الهادي
هو موسى الهادي بن محمد بن جعفر بن منصور، ولد سنة 144هـ ،تولى الخلافة سنة 169هـ ، وتوفي سنة 170هـ.
هارون الرشيد
هو هارون الرشيد بن محمد المهدي ،بويع بالخلافة سنة 170هـ ،ولم يزل حليفة حتى توفى 194هـ فكانت مدة خلافته 23سنة.
عبد الله المأمون بن هارون الرشيد
هو عبد الله المأمون بن هارون الرشيد بن محمد المهدي، ولد سنة 170هـ ،وبويع بالخلافة في السنة التيتوفى فيها أخوه سنة 198هـ ،وبقي في الخلافة حتى توفي غازيا بطرسوس سنة 218هـ ،فكانت خلافته عشرين سنة .
محمد بن الرشيد ( المعتصم بالله) وفتح عمورية
هو أبو إسحاق محمد بن الرشيد بن المهدي بن المنصور. ولد سنة 179هـ. بويع بالخلافة سنة 218هـ .وبقي فيها حتى توفي بمدينة سامراء 227هـ.
خلافة الواثق بالله وملامح من سياسته
هو أبو جعفر هارون الواثق بالله بن المعتصم بن الرشيد، أمه اسمها قراطيس ،ولد سنة 186هـ، بويع بالخلافة عقب وفاة والده 8 ربيع الأول 227هـ ،ولم يزل خليفة إلى أن توفي في ذي الحجة 232هـ
نصر بن شيث:
كان هذا الرجل من بني عقيل. يسكن يكسوم شمالي حلب ،وكان عربيا شريفا شهما له في( محمد الأمين) هوى، فلما قتل الأمين غضب خاصة أنه لما رأى العنصر العربي قد انحط شانه، وصار معظم القواد الأمراء من غيرهم ،فأعلن الخروج عن السلطان( المأمون )وكان ذلك أواخر سنة 198هـ، وتغلب على ما جاوره من البلاد وملك( سميساط) وانضم إليه خلق كثير من الأعراب وأهل الطمع وقويت شوكته وعبر الفرات إلى الجانب الشرقي وسيطر عليه.ولما انتصر (طاهر بن الحسين )على -الأمين -وملك العراق ولى (الحسن بن سهل )على كل ما افتتحه وأمر أن يسلم ذلك إليه وأن يسير إلى –الرقة-؛ لمحاربة( نصر بن شيث) وولاه( المأمون) الموصل. والجزيرة. والشام .والمغرب ،فسار طاهر إلى و جهه، وأرسل إلى نصر يدعوه إلى الطاعة وترك الخلاف، فلم يجب فتقدم إلى (طاهر) ولقيه بنواحي- يكسوم- فاقتتلا هناك قتالا عظيما انتصر فيه نصر وعاد العراق وغيره .أما عن( نصر بن شيث) فقد اتجه بعد انتصاره إلى السيطرة على( الجزيرة) حيث أتى الطالبيون فعرضوا عليه :أن يبايع لخليفة وذلك من آل على بن أبي طالب فرفض ذلك ،ثم عرض عليه أن يبايع أحد بني أمية فقال هؤلاء أدبر أمرهم وانتهى ،فعرض عليه أحد بني العباس فقال هؤلاء حاربتهم لأنهم يقدمون العجم على العرب ،ولما دخل( المأمون )بغداد طلب من( طاهر بن الحسين) أن يبعث بابنه عبد الله بن طاهر لمقاتلته( نصر بن شيث) وأعوانه وأمره بالجد في ذلك عندها كتب- طاهر- إلى ابنه عبد الله كتابا مشهورا، جمع فيه كل ما يحتاج إليه الأمراء من الآداب والسياسة والحث على مكارم الأخلاق، وهذا الكتاب قد تنازعه الناس وكتبوه وشاع أمره وبلغ المأمون خبره فدعا به فقرأ عليه، فقال ما أبقى طاهر شيئا من أمر الدنيا والدين والتدبير والرأي والسياسة وطاعة الخلفاء إلا وقد أوصى به ، ولكن اشترط نصر على المأمون ألا يطأ بساطه ،فرفض المأمون ذلك وكاتبه بعد ذلك عن طريق( عبد الله بن طاهر) وحينذاك هدم( يكسوم) وخربها ووجه بنصر إلى( المأمون )فدخل بغداد في صفر سنة 210 هـ ووكل به من يحفظه ويحرسه.
( محمد الطوسي)
قتله بابك سنه 214هـ ،وكل هذه الانتصارات التي يحرزها بابك ترجع؛.. إلى مكانه الحصين وقوته الكبيرة وشدة تأثيره في قلوب الجمهور الذين كانوا معه. حتى أن المأمون أوصى أخاه( المعتصم )حين أدركته المنية ولم يستطع القضاء عليه ،فقال له (والخرمية فاغزهم ذا جزمة وصرامة وجلد، واكنفه بالأموال والسلاح والجنود من الفرسان والرجال، فان طالت مدتهم فتجرد لهم بمن معك من أنصارك وأوليائك، واعمل في ذلك عمل مقدم النية فيه راجيا ثواب الله عليه)
نكبة الكتاب في عهد الواثق
سئل الواثق وزيره ذات ليلة عن سبب نكبة الرشيد للبرامكة؟ فأجابه أنهم استهلكوا الأموال .فقال الواثق لقد صدقت وإنما العاجز من لا يستبد، وأخذ في ذكر الخيانة وما يستحق أهلها ،ولم يمضي على ذلك أسبوع حتى أوقع بكتابه وعذبهم، حتى أدوا المال الذي ظن أنهم اختانوه مما عهد إليهم في حفظه ومنهم :احمد بن إسرائيل , سليمان بن وهب , أحمد بن الخصيب , إبراهيم بن رباح .
2-أسئلة واجوبة
س1/ ينسبالعباسيون إلى :
.العباس بن عبدالمطلب بن هاشم
س2/ وصل عدد الدعاة في الدورالأول للدعوة العباسية :
.اثني عشر نقيبا
س3/ بويع أبوالعباس السفاح بالخلافة في
ربيع الأول سنة 132هـ
يعتبر مؤسس الدولةالامويه الثانيه :-
عبد الرحمن بن معاويه بن هشام بن عبدالملك
كان أميرالبصره في عهد أبي جعفر المنصور :-
سليمان بنعلي
أعتصم المقتع الخرساني مع أنصاره بقلعه حصينه حول :-
كش
حين قبض الخليفة المأمون على ابراهيمالمهدي:
عفا عنه واطلق صراحه
س2/ ادريس بن عبد الله ابن الحسين :
2.مؤسس دولة الأدارسة
س3/ كان ليحيبن خالد بن برمك (وزير الرشيد):
1.أربعةأولاد
س4/ كان يعاصرالرشيد في مملكة الروم :
2.قسطنطين السادس
س1/ ناقش أسباباختيار خراسان مكانا للدعوة العباسية ؟
خصوبة تربتهاورعتها ومعادنها
بعدها عن مراكزالخلافة
وخلوها من ايقوات نظامية
عدم وضوحالرؤيا الاهوا
وجود جاليهعربية كبيرةوموثرة
وجود فئات منالسكان الفرسالعنصرية العربية
س2/ اذكر معالم الدور الثاني للدعوة العباسية ؟
بدا سنة 127حينما اتخذت الدعوة طريقا الكفاح المدجح بالسلاح
وتولى القيادة رجل من الدهاة السياسة ابومسلم الخرساني
ثم عقدت الالوية وسقطت الدولة المدن الخرسانية
وبويع ابو العباس السفاح بالخلافة سنة 132هـ
س3/ اكتب مذكرة تاريخية عن الأحوال الداخلية في عهد الخليفة أبو العباس السفاح؟
كانت الاحوال الداخلية في عهد السفاح اضطرابات وثورات منبعض القواد التابعين لبني امية اما خوفا من بطش العباسيين واما طمعا في اعادةالامويين فقد قضا السفاح عليهم وعلى معظم بني امية ولم يسلم منه الا من فر الىالاندلس
س4/ كيف تمكن الخليفة أبو جعفر المنصور من القضاء على أبي مسلمالخراساني؟
تمكن الخليفة ابو جعفر المنصور من القضاء علىابو مسلم الخرساني بالحيلة حيث دعاه وامنه ثم امر رئيس الشرطة بان يختبىء خلفالستارة مع اربعة من الجند وقال لهم اذا صفقت فاخرجوه واقتلوه
س6/ ما هي أهم أعمال الخليفة محمد المهدي بعد توليه الخلافة؟
عهده عهد الاعتدال واليين الذي امتازت به ايامه وايام الذين اتو بعدهوامتاز عهدة بالهدوء الداخلي واهتم بشئون التجارة فأنشأ شبكة من الطرق التجاريةجعلت بغداد مركزا" تجاريا" عالميا" وغدت المويسيقى والشعر والحكمة والأدب من مميزاتهذا العصر فهو اول الخلفاء العباسيين الذين جلسو للمظالم
س7/ ناقش صفات الخليفة موسى الهادي؟
كانموسي الهادي شديد الغيرة على حرمه ،ويشبه في ذلك سليمان بن عبد الملكفي بنيأمية ،وقد نهى أمه الخيزران أن لا يدخل عليها أحد من القواد أو رؤساء حكومته ،بعدأن كان لها نفوذ من الأمر في عهد المهدي ،مالم يكن لامرأة غيرها ،
ولما مضى أربعة أشهر- من خلافته ،أخذت المواكب تغدوا الى بابها ؛طمعا فيعطاياها ،فأغضبه ذلك ،وقال لها:لئن بلغني أنه وقف ببابك أحد من قوادي أو خاصتي أوخدمي لأضربن عنقه ولأقبضن ماله وأرجو أن تشغلي نفسك بصلاتك وتسبيحك ومصحفك فسكتت .
وكان شجاعا قويا روي عنه :أنه كانيثب على الدابة وعليه درعان ,
وكان يرى الناس لا يصلحون إذا حجب خليفتهم عنهم،حتى أنه قال- للفضل بن الربيع -الذي أقامه في حجابته بعد أبيه( لا تحجب عنيالناس فإن ذلك يزيل عني البركة ولا تلقي إلي أمر إذا كشفته أصبته باطلاً فإن ذلكيوقع بالملك ويضر بالرعية)
وقال مرة- لعلي بنصالح- أأذن للناس وفتح لهم الأبواب فدخل الناس أفواجاً ،
فلم يزل ينظر في مظالمهم إلى أن جاء الليل،
وكان كريماً يشبه أباه في أعطياته ،
ولكنه لمتطل مدته في الخلافة حتى يكون له في أحوال الأمة أثر ظاهر
س8/ اكتب عن أسباب نكبة الرشيد للبرامكة؟
قيل الغيرة والمالوقيل لما راى الرشيد انس النعمة بهم وكثرة حمد الناس لهم ورمية بامالهم دونةفتجنى عليهم وطلب مساوئهم ووقع منهم بعض الزلل خاصة (الفضل وجعفر(
س9/ ماذا تعرف عن حضارة بغداد في عهد الرشيد ؟
وصلت بغداد في عصر الرشيدالى قمه مجدها ومنتهى فخرهافمن حيث العمارة فاقت البلادالاخرىحيث بنيت فيها القصور الفخمة فتألق المهندسونفياحكام قواعدها وتنظيمهاوصار سكان بغداد نحو الفي الف نسمهحتى ازدحمت وكانت متاجر البلدان القاصية تصلها برا" وبحرا" من خرسان والهند ولصينوالشام والجزيرة حيثكانت الطرق امنة والسبل مطمئنة
س10/ ما موقف الخليفة عبد الله المأمون من حركة بابك الخرمي؟
كان موقف الخليفة عبدالله المأمون من حركة بابك الخرمي شديدا" فقدحاربهم وسخر لهذه الحرب الاموال الطائلة والفرسان والعتادوقداوصى اخاه المعتصم بمحاربتهم والتقرب الى الله بحربهم
س11/ تطورت علوم الصناعات في عهد المأمون ناقش هذه الفكرة ؟
ولما وليالمأمون كان قدتأثر فكره بما قرأ من هذه الكتب وأحسبنفعها،فقوى حركة الترجمة ونشطها ونشطها تنشيطا أساسهالاقتناع بالفائدة ،وساعده الجود والبذل في هذا السبيل،وكان بينه وبين ملك الروم مراسلات، فسأله في أحدها في الأذن بإنفاذ ماعنده من مختار العلوم القديمة المخزونة والمدخرة في بلاد الروم،فأجاب إلى ذلك بعد امتناع فأخرج المأمون لذلك جماعة منهم الحجاج بن مطر- وابنه- بطريق- وسلما صاحب بيت الحكمة وغيرهم، فأخذوا مما وجدوه من هذه الكتب
س12/ كيف تمكن الخليفة المعتصم بالله من فتح عمورية؟
سأل الخليفة المعتصمبالله أي بلاد الروم أمنع وأحصنفقيل له عموريةولم تكنغزيت من قبل ذلكفتجهز جهازا" لم يتجهزه خليفة قبلة من سلاحوالعدد والعتاد وكانت التعبئة
على ان يكون في المقدمة أشاس وعلى الميمنةوعلى الميسرةجعفر بن ديناروأمر الا فشين ان يمضي ويدخلبلاد الروم من درب الحدث اما عسكراشاس والمعتصمفأنهماوردا انقرة من غير أن يلقيا حربا" قسم المعتصم الجيش الا ثلاثةاقسام قسم فيةأشاسفي الميسرة وقسم فية هو وهو القلب وقسمفية الا فشين وهو الميمنة فسار الجيش حتى بلغ عمورية وقد تحصن اهلهاوتحرزووقد حاصرهم المسلمونودقو اسوارها بالمنجنيقحتى اوجدوفيهاثغرنا" فدخلوها من خلاله عنوة فدارت معارك وقتال عنيفوغنمو مغانما كثيرةوكانت هذه الواقعة في 6 رمضان من عام 223هـ
س13/ ناقش طبيعة العلاقات الخارجية في عهد الواثق بالله؟
كانت الحرب دائمة الاتصال بين المسلمين والروم،ولم تقدر إحدىالدولتين أن تتغلب على الأخرى ،وكثيراً ما يكون في يد إحدى الدولتين أسرى منالأخرى، ولما كان يهم كلتا الدولتين أن تخلص أسراها حذراً من الاسترقاق؛ كانتاتتفقان على مفاداة كل أسير بمثله ،
وأول فداء حصل كان في عهدالرشيد على -نهر اللامس- قريباً من- طرطوس- فودي فيه( بثلاثة آلاف وسبعمائة أسير) من المسلمين على يد- القاسم ابن الرشيد- وحصل فداء مثلهفي عهده أيضاً فدي بألفين وخمسين
س14/ قارن بين عهد الخليفة المنصور وبقية خلفاء بني العباس؟
كان الهم الأكبر للمنصور أثناء حكمه هو تقوية حكم أسرة بني العباسوالتخلص من أي خطر يهدد سيطرتهم حتى لو كان حليفا سابقا مثلأبو مسلم الخراسانيالذي قاد الثورة العباسية ضد الأمويين فيخراسان. ويعتبر أبو جعفر هو المؤسس الحقيقي للدولةالعباسية،ولاشك إن الفترة التي قضاها المنصور في الخلافةالعباسية تعتبر من أهمعصور الخلافة،فقد حكم ما يقرب من 22عاما،حكما قويا وركز الخليفة فيها جميع سلطات الدولة في يده. يقول ابنطباطبا في الفخريهو الذي سن السنن وأرسى السياسة واخترع الأشياء،وسار أبناؤه الخلفاء من بعدة على مسيرته؛ وهو فوق ذلكجعللبني العباس سند شرعي في وراثة الدولةأعطت لهم السبق على أبناء عمهمالطالبيين تمثلت في المكاتبات بينه وبين محمد بن عبد الله بن الحسن الملقب بالنفسالزكية ويتلخص ذاك السند في الفتوىبإن العم أحق في الوراثة منالبنت وإبن العم ويقصد بذلك فاطمة الزهراء، وعلي بن أبي طالب،كما أن المنصور هو من سن السياسة الدينية وجعلها أساسا لحكم العباسيينوذهب في ذلك إلى ابعد حدحتى قال إنما انا سلطان الله فيارضه
/ تعتبر حركة الراوندية أحد حركات الموالي. ناقشهذه العبارة بالتفصيل؟
وكان أبو جعفر المنصورينظر إلى الراوندية كأعداءسياسيين؛لأنهم من أتباع عدوه أبي مسلم الخراساني الذين يعملون على تحويلالخلافة إلى ملك كسروي، كما كان ينظر إليهم باعتبارهم زنادقة يرون أن تعودالمجوسية أو شكل من أشكالهاكالزرادشتيةأوالمانويةأوالمزدكيةأو غيرها، فعاملهم كما عامل أبا مسلم الخراساني وقتلهم شر قتله، إلا أنه مع ذلك لميستطيع أن يقضي عليهمقضاءاتاما،فظهروا في صور مختلفةنراها في مثل ثورات المقنع,
ادوار الدعوةالعباسية
مرت الدعوة العباسية فيطريقها بدورين متباينين وقد عرف الدور الأول بدور الدعوة السرية والدور الثاني بدورالدعوةالجهرية.
الدورالأول
فأما الدور الأول فقداستمر من مطلع القرن الثاني الهجري حتى سنة 127هـ .وقد كان الدعاة والذين اشتملوا على اثني عشر نقيبا ثمانية من العربوأربعة من غير العرب في هذا الدور يجوبون خراسان في صورةتجار. ثم يقومون بنشر الدعوة من بيت إلى بيت ومن بلدة إلى أخرى في حيطةوحذر، وكان الولاة الأمويين إذا أحسوا بأحد الدعاة ولمسوا عن كثب خطره أسرعوا إليهونكلوابه، ومنأشد هؤلاء الأمويين في هذاالسبيل ( أسد بن عبد اللهالقسري ) فلقد ولي خراسانمرتين. الأولى من سنة 106 هـ
إلى سنة 109هـوالثانية من سنة 117هـإلى 120هـ .وكان في فترتي ولايته مثالا لليقظة والحزم بل كان مثالا للقسوة والعنف ولكن الدعاةالمؤمنين بحقهم لم يهدأ لهم بال فكانوا يستثيرون العصبية بين القبائل العربية ليقوىأمرهم على أنقاض هذهالفرقة. وكان زعماءالحميمة ( وهي من قرى شرق الأردنحاليا ) يكاتبون زعماء خراسانويستجيب هؤلاء الخرسانيون للدعوة في غفلة من الولاة الأمويين ثم يحيطونها بالسريةحتى يجيء الوقت المناسب للظهوروالإعجاب .وكانوا يتصلون بالعناصر المعادية للدولة الأموية وعلىرأسهم ( بكير بنماهانوهوفارسي ) وكذلك (خداش).
وفي خلال هذا الدور توفي الإمام محمد بن علي بنعبد الله بن عباس بالحميمة سنة 125هـ. وكان قد عهد بأمر الدعوة قبل وفاته لابنه إبراهيم الذيتلقب (بإبراهيم الإمام)، وقد تغيرت الأوضاع في عهد إبراهيم فانتقلت الدعوةمن السرية إلىالجهرية .ومن الدعاية والكلام إلى العمل وامتشاق الحسام.
الدور الثاني
أما الدور الثاني فقد بدأ منذ سنة 127هـحينما اتخذت الدعوة طريقاايجابيا .وانتقلت إلى دور الكفاح المدججبالسلاح. وقد تولى القيادة في هذا الدور العملي رجل مندهاةالسياسة وعباقرة الحروبوهو (أبومسلم الخراساني)وقد تجمعت مع هذا القائد جموع المستجيبين للدعوة الجديدة فأهاب بهمإلى الكفاح والعمل وخاطبهمقائلا : ( أشعروا قلوبكم الجرأة فإنها من أسبابالظفر. وأكثروا ذكر الضغائن فإنها تبعت علىالإقدام .والزموا الطاعة فإنها حصنالمحارب ) ثم عقد لقواده الألوية وهو يتلو قولهتعالى (( أذن للذين يقاتلونبأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير)) وحينأحرز عدة انتصاراتخاف ( نصر بنسيار) عاملالدولة الأموية فيخراسان .فكتب إلىالخليفة (مروان بن محمد) يعلمهحال أبي مسلم وخروجه وكثرة أتباعه وأنه يدعو إلى إبراهيم بنمحمد ).
فلما وصل كتابهإلى (مروان بن محمد) كتب إلىعامله (بالبلقاء) يأمره بأنيسير إلى الحميمةفيأخذ (إبراهيم بن محمد) فيشدهوثاقا ويرسلبهإليه .فأتى بإبراهيمإلى (مروان بن محمد) فلما دخلعليه قال: ما هذه الجموع التي خرجت بخراسان تطلب لكالخلافة؟قال له إبراهيم: مالي بشيء من ذلك علم فان كنتإنما تريد التجني علينا فدونك وماتريد. ثمبسط لسانه على مروان فأمربهفحبس ثمقتل بعد زمنيسير. وكانإبراهيم بن محمد قد أوصى قبل وفاته أبا مسلم الخراساني فقالله ( وان استطعت ألا تدعبخراسان لسانا عربيا فافعل)
ولماقتل(إبراهيم بن محمد بنعلي) خافأخواه(أبو جعفر وأبو العباس) على نفسيهما فخرجا
من الحميمة هاربين نحوالعراق ولمابلغ(أبا مسلم الخراساني) قتل(إبراهيم بن محمد وهروبإخوته إلى العراق واستخفاؤهما بالكوفةعند(أبيسلمةالخلال) أحد أنصار هذه الدعوة سار من خراسان حتى قدم الكوفة ودخل عليهما فعزاهمابأخيهما(إبراهيم بن محمد علي) الملقب بالإمام ثم قال لأبي العباس مد يدك لأبايعك فمد يدهفبايعه ...وقد أوصاه أبو العباس ألا يدع في خراسان عربيالايدخلفي أمره إلا ضرب عنقه.
الجيش
كان جيش الدولة العباسيةفي بدايتها مؤلفا منفريقين: (الأول) الجيوش الخراسانية( والثاني) الجيوش العربية وقوادهم منالفريقين بعضهم من العرب وبعضهم منالموالي،وكان التنازع شديدا بين الفريقين بداعي العصبية كل يتعصب لأبناءجنسه، وكان أكبر القواد المعروفين في أول عهدالدولة -أبو مسلمالخراساني -لجيوش المشرق الخراسانية و-عبد الله بنعلي -لجيوش المغرب
وأعظمها عربيامن -الجزيرة والشام- ولما خرج- عبد الله بن علي- عنطاعة -المنصور- وأرسل- أبومسلم- لحربه فانتصر عليه رجحت كفة الخراسانيين وصارت الثقة بهم أعظم، ولكن ذلك لميمنع –المنصور- من القضاءعلى -أبي مسلم- الذي نظر إليهنظرة الشريك المساوي في القوةوالسلطان،ويظهر أن المنصور لم يكن يرى لمصلحته ومصلحة أهل بيته ألا تظل كفةأهل خراسان راجحة فاصطنع كثيراً من رجالاتالعرب،وسلمهم قيادة الجيوش، كما استعان بأهلبيته،ومن أعظمقوادهم -عيسى بنموسى -الذيسيره المنصور لحرب- محمد بن عبدالله –وأخيه- إبراهيم -.
ومن مشهوري قوادهالعرب -معنبنزائدةالشيباني- وهو قائد شجاع كان في أيام بني أميه متنقلاً في الولايات ومنقطعاً إلى- يزيد بن عمربنهبيرهالفزاري- أمير العراق- فلما جاءت الدولة العباسية وحوصر- يزيد بن عمر- في -واسط -،أبلى معه يومئذٍ بلاءًحسناً، فلما سُلم يزيد وقتلخاف -معن -علىنفسه من المنصور، فاستتر مدة طويلة ومازال على ذلك حتى كان يوم ثورة الراوندية علىالمنصور،حيث اجتمع منهم حوالي- ستمائة رجل- ضد المنصور فخرج- معن-؛ليقاتل في جانب المنصور، وأبلى بلاءًحسناً،فكان نتيجة ذلك أن أعطاه- أبو جعفر المنصور- الأمان وأكرمه- أبوجعفر المنصور- بعشرة آلاف درهم- وولاه اليمن فمكث فيها مدة أحسن السيرةفيها
حركة المقنع الخراساني وهي أحد حركاتالموالي
ظهر هذاالرجل بخراسان وكان رجلا قبيح الخلق أعورا قصيرا من أهلمرو، عمل له وجها من ذهب وركبه على وجهه وادعىالألوهية، وكان يقول الله خلقآدم،فتحول في صورته ثم في صورة نوح ثم نوح والأنبياء جميعا حتىمحمد(ص)
ثمتحول بعده في صورة علي بن أبي طالب(رضي الله عنه) حتى وصل إلىصورة -أبي مسلم الخراساني- ثمزعم أنه انتقل منه إليه، وقال بإسقاط الصلاة والزكاة والصوم والحج، وأباح للناسالأموال والنساء لذلك عبده الناس وسجدواله .
وقد أظهر المقنع قمرا يطلع ويراه الناس على مسيرة شهر ثميأفل، وفيذلك يقول أبو العلاءالمعري :
أفق إنما البدر المقنع ضلال وغى مثل بدرالمقنع
وكان المقنع فيمبدأ أمره ينتحل مذهب- الزرامية -أتباعرزام،ولماقوى أمر- المقنع- وكثر أنصاره انضم إليه أهل بخارىوسمرقندوالأتراك الذين كانوا يقيمون حول بحرقزوين،واعتصم بقلعة حصينة حول- كش- وأرسلإليه الخليفة المهدي سبعين ألفا في القلعة مع نفر يسير منأصحابه،ولما شعر المقنع بالهزيمة أشعل النار وأحرق كل ما فيها من دوابوثيابومتاع،وأذاب النحاس والسكر فيتنور وجمع نسائه وأولاده، وطلب ممن أحب من أصحابه أن يلقوا بأنفسهم في النار؛ليرتفعوا إلى السماءفقال (أنا صاعد إلى السماء فمنأراد أن يصحبني فيشرب من هذاالشراب )وسقاهم شرابا مسموما وشرب منه فماتوا جميعا وألقى نساءه وأولاده فيالنار ثم ألقىبنفسه؛كذلك خوفا من أن يظفرأعداءه بجثته أو جثث نساءه وذلك عام 169هـ.ولكنموت المقنع لم يضع حدا لتعاليمه التي اعتنقها نفر من بلاد ما وراء النهر، وأصبحوايعرفون باسمالمقنعيةالمبيضة، واتخذوا في كل قرية مسجدا يصلون فيه ويستحلون الميتة والخنزير والنساء،وإذا رأوا مسلما قتلوه وأخفواجثته .
- عددأبناء يحي بن خالد البرمكي ثم تكلم عن واحد منهم؟
عدد هم أربعة وهم 1-محمد 2-جعفر 3-الفضل 4-موسى
جعفر بن يحيىفهو ثانيأولاد يحيى، وكان سمح الأخلاق طلق الوجه ظاهر البشر، وكان جوده وسخاؤه وعطاؤه كثير،وكان الرشيد يأنسبهأكثر منإخوانهجمعيا؛لسهوله أخلاقه فكان أكثرإخوانه منادمةللرشيد،وكان أبوه ينهاه عن ذلكحيث قال للرشيدبصراحة (يا أمير المؤمنين أناوالله أكره مداخلة ابني جعفر معك ولست آمن أن ترجع العاقبة في ذلك علي منك، فلوأعفيته واقتصرتبهعلى مايتولاه من جسيم أعمالك كان ذلك أفضل)وكان سلطان جعفر عند الرشيد قويا حيث كان يتولىأمر ديوان الخاتم وأمارة مصر سنه 176هـ
لازم ننتبه بابك الخرمي موجود في عهدالمعتصم وقبله اخوه المأمون وكل واحد له دورمختلف
بابكالخرمي في عهد المعتصم
كان لابد على المعتصم بعدما تولى الخلافة أن ينهي أمر هذا الثائر،خاصة وأن هناك وصية قوية تلقاها من أخيه المأمون في أواخر حياتهيحرصهفيهاعلى استعمال كلما لديه من قوة ضد هذا الرجل بابك؛ لذلك بذل المعتصم جهده حتى لايمتد شر بدعته في البلاد الفارسية فاختار لحربه قائدا تركيا من كبار قواده وهو( حيدر بن كلوس الأشروسني) المعروف( بالأ فشين )وذلك سنة 230هـ ،فبدأ هذا( أولا) بأنأرسل( محمد بن يوسف )إلى مدينة (أردبيل )وأمره( ثانيا ) أن يبني الحصون التي خربهابابك، ويجعل فيها الرجال لحفظ الطريق لمن يجلب الميرة إلى( أردبيل )، وفي طريقه هذاأوقع بسرية أرسلها بابك للإغارة عليه ،وهذا أول مرة ينهزم فيها لبابك جند ،ثم نظمالبريد بينه وبين الجيش، فجعل من (سامراء إلى حلوان )خيلا مضمرة في عدة مراكز تحملالكتب بأقصى سرعة، حتى أنه يقال: أن الخريطة تصل من عسكر الأفشين إلى سامراء فيأربعة أيام وأقل. ثم بعدذلكتوجه (الأفشين) حتى أتى( برزند) فعسكربهاورمىالحصون فيمابين (برزندوأردبيل) وأنزل قوادا من قواده ببعضالحصون؛لحراسة القوافل وأطلق كذلك عيونه وجواسيسه لتعرف الأخبارعن - بابك -وأول وقعة كانت بينهوبين عسكر- بابك -عند أحدحصون (الأفشين) ، حيث خرج بابك ليسيطر على مال كان قد أرسله( المعتصم) مع أحد قواده، فعلمبه (الأفشين) فخرج إليه سرا والتقيا على مقربة من الحصن، فسيطر جند( الأفشين )على رجالبابك،بينما أفلت بابك نفسه في نفر يسير واتجهوا نحو( البذ )في شمال بلاد الفرس فسار( الأفشين )من مكانه نحوهما مع رجاله، وكان قد استعد للأمر، فدارت لظى الحرببين الطرفين وانتهى الأمر باقتحام المسلمين( البذ )واستيلائهم عليه، وقد أراد بابك الهرب فأفسد عليه ا(لأفشين) خطتهوسد عليهالطرق،حيث أوقف عليها جند امنجيشهالقوي،وأخيرا قبض عليه وعلىأخيه (عبد الله) وعادبهما( الأفشين )إلى( سامراء) كما أمره المعتصم بذلك ومعهما 17 رجلا من أهلبيته. وكانيوم دخولهم( سامراء) يوما مشهودا ثم قتل( بابك )وصلب( بسامراء) كما فعلبأخيه (عبدالله )مثلذلك.
الجدير بالذكر أنجميع من قتل بابك في عشرين سنة( 22500) إنسان، وكان عنده الأسرى الذيناستنقذهم (الأفشين )منيده (7600)إنسان
ثورة الافشين والمازياز
لم يكن المعتصمينتهي من ثورة( بابك )التي هددت ملكه ،وأفنت كثيرا من جنده، وأضاعت أمواله ،حتىفوجئ بثورة( الأفشين)وبمؤامرته التي دبرها بالاشتراك مع(المازيار) وكان الأخيررئيسا (للمحمرة)وهم (فرقة من الخرمية أتباع بابك الخرمي) وقد تألق نجم( المازيار) في أيام( المأمون) فوثق به وولاه -جبال شروين- في أطراف طبرستان وسماهمحمدا.
ولما مات (المأمون) وولي أخوه( المعتصم) الخلافة كشف( المازيار) عن ميوله الثورية ودارتالمراسلات بينة وبين( بابك) وعرض عليه، مساعدته في ثورته على الخليفة العباسيوانتهز( المازيار) فرصة انشغال الخلافة العباسية بحرب( بابك) فاتصل( بالأفشين) و(ببابك) سرا ،وعمل ثلاثتهم على محو الإسلام من بلادهم،، والتخلص من حكم العرب فهذهالثورة( تعتبر ثورة دينية وسياسية معا يراد بها الاستقلال عن الدولة العباسية )ويقال أن (الأ فشين) عرف بالتعصب لبلاده وللمجوسية، وأنه وجد في داره أصناما قيلأنه كان يعبدها ،وكتب للزنادقة، كما أباح( الأفشين) لنفسه أكل المخنوقة منالحيوانات ،وكان لا يذبح على طريقة المسلمين، وكان( كالمقنع الخرساني) حين يكاتبقومه يبدأ بقوله( من اله الآلهة إلى عبده فلان )وقد ذكر المسعودي( المازيار )بعد أنقبض عليه أقر على( الأفشين) أنه بعثه على الخروج والعصيان، و من محاكمة( المعتصم) (للأفشين) يتبين مبلغ تعصب (الأفشين) لدينه ووطنه وتنكشف سلسلة التهم التي رمى بها،كما نتبين اهتمام( المعتصم)
بكشف غوامض هذه المؤامرة الخطيرة التي دبرها (الأفشين) وأنصاره ،لذلكنراه يعقد لمحاكمته مجلسا برئاسته ،ومعه وزيره( محمد بن عبد الملك الزيات) وقاضيه( أبي داوود) وكثير من رجالات الدولة، ولكن خاتمة( الأفشين )لم تكن كخاتمة (بابك)؛فانه أودع السجن ،ومات مسموما ،ثم أخرجت جثته ،فصلبت ،وأحرقت مع الأصنام التيوجدت في داره سنة 226هـ.
نشأ بابك الخرمي في بلاد :
الفرس
من أهم مبادئ الخرمية :
تحويلالملك من العرب المسلمين الى الفرس والمجوس
تسمى العصبية الفارسية منأبناء الجيش الخراساني :
عصبية الأخوان
أطلقت كلمة الخليفة المظلوم الذي ضاعتشخصيته الحقيقية على :
الأمين
كانت علاقة بغداد بقرطبة في عهد الرشيد سيئة جداً :
لأنالرشيد ينظر إلى بني أمية نظر الخارجين على دولته
ينتسب نصر بنشيث الى :
قبيلة بني عقيل
ملك جبال البذ ورئيس من بها من الخرمية :
جاويدان بن سهرك
توفيمحمد بن علي بعد أن وضع مبادئ الدعوة سنة :
سنة 125 هـ
يعتبر جعفر بن يحي ثاني أولاد يحي , ويأنس به الرشيد أكثر منإخوانه لأنه :
ظاهر البشر , طلق الوجه , سمح الأخلاق , أكثر منادمةللرشيد
سكن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس :
الحميمة
اتخذ محمد بن عليأثناء الدعوة والمكاتبات وكم استمرت الدعوة السرية :
السرية التامة واستمرت الدعوة ,ثمان وعشرون سنة
تجلى روح السخطوالعداء في خراسان للدولة الأموية :
لعدم قبولها لسياسة الأمويين
اتخذ أبو العباس السفاح مولى له اسمه :
سديف
عسكر عبد الله بنعلي أثناء حربة لأبي مسلم الخراساني في :
نصيبين
كان أمير البصرة في عهد أبي جعفر المنصور :
سليمان بن علي
سير أبو جعفر المنصور لحرب عمه عبدالله بن علي :
أبو مسلمالخراساني
ينسب الراوندية إلى راوند القريبة من :
مرو
من أشد ولاة الأمويين في مطاردة رجال الدعوة العباسية :
أسد القسري
بلغ عدد الدعاة في الدور الأول للدعوة العباسية :
اثني عشر نقيبا
الخليفة المظلوم
(الامين)
والعصبية
(عصبية الابناء) ايابناء الغير عربيات
متى حدثت ثورة(الحسين بن علي بن الحسن المثلث)؟
في عهد الخليفة موسى الهادي
متى حدثت ثورة(نصر بن شيث)و(بابك الخرمي)؟
في عهد عبد الله المأمون
حدثت( نكبة الكتاب) في عهد-----؟
) الواثق بالله)_ابن المعتصم
في اي عهد حدثت(نكبة البرامكة)؟
في عهد(هارون الرشيد)
في اي عهد حدثت حركة(المقنع الخراساني)؟
في عهد(محمد المهدي) ابن المنصور
ظهرت حركة(الراوندية)في خلافة------؟
)ابو جعفر المنصور(
ينسب الراوندية إلى راوند القريبة من:
أصفهان
ملخص الدولة العباسية
العباسية 1 بداية الدعوة العباسية
انتقلت الدعوة قبل ذلك من الهاشمية ( يعني أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية) إلى العباسيين ( أي محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ) وذلك عام 98هـ باعتبار إن الأول رأى في الثاني العلم والفهم والإدراك وحيث لا يوجد له خلف أوصى إليه بالأمر من بعده.
أسباب اختيار خراسان مكانا للدعوة العباسية
بزغت هذه الدعوة في الكوفة ثم انتقلت بعد زمن يسير إلى إقليم خراسان، وهو يعد أفضل مكان تنمو فيه الدعوة الجديدة وتتكامل قوته ،و كانت خراسان بوضعها الجغرافي بعيدة عن المركز الرئيسي للخلافة وكانت تتجلى بها أكثر من غيرها روح السخط والعداء للدولة الأموية ؛وذلك لغلبة العنصر الأعجمي فيها على العنصر العربي.وكان سكانها مزيج من قبائل وأمم مختلفة وهذه الأمم والقبائل على اختلافها تتفق في كراهية الأمويين وعدائهم، ففيها من اسلم رغبة في الإسلام وهؤلاء كانوا يحقدون على الأمويين لتجافيهم عن مبادئ الإسلام في بعض الأحيان، وفيها من أسلم طمعا في الامتيازات التي نادى فيها الإسلام وأهمها المساواة ،وهؤلاء خاب ظنهم حينما رأوا الأمويين لا يطبقون تلك المبادئ، وفيها من حافظ على دينه الأصلي وهؤلاء كانوا ينتهزون الفرصة لإنقاذ دينهم.كذلك لا ننسى أن خراسان منطقة ذات أهمية كبرى بين الأقطار الإسلامية، فهي من الناحية الاقتصادية من أبرز المناطق، وكانت تقدم من الخراج ما يقدر بخراج مصر.
أبو العباس السفاح
هو أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، ولد بالحميمة سنة 104هـ، بويع بالخلافة ربيع الأول سنة 132هـ، توفي بمدينة الانبار ذي الحجة سنة 136هـ.
الأحوال الداخلية في عهده
لم تكن هزيمة مروان بن محمد وقتله منتهى متاعب العباسيين فانه كان لا يزال في الأمة العربية قواد ضلعهم مع بني أمية .ولا يزال عندهم شيء من القوة. فكانوا يثورون إما خوفا على أنفسهم من بني العباس الذين اظهروا قسوة شديدة في معاملة مغلوبيهم ،وإما طمعا في إعادة تلك الدولة العربية التي كان لهم منها نصيب وافر. فقضى أبو العباس أكثر حياته في إخماد تلك الثورات التي كانت كثيرة ؛لا سيما في الشام والجزيرة ،وقد كانت حياته مفعمة بحوادث القسوة مع بقايا بني أمية ومع غيرهم من أولياء الدولة الذين كان لهم الأثر المحمود في إحيائها .وكانت هذه المعاملة الشنيعة سببا لهروب الكثير منهم :عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك إلى المغرب، وتأسيسه بها مملكة واسعة الأطراف أعاد فيها مجد بيته. وكانت تنافس خلافة بني العباس في الشرق على صغر رقعتها .وكان ممن اختفى عمرو بن معاوية بن عمرو بن عتبة بن أبي سفيان ،فصار إلى سليمان بن علي بالبصرة وطلب منه أن يؤمنه ويحميه من سطوة العباسيين، فبعث سليمان بن علي إلى السفاح يطلب منه ذلك فأجابه إلى ما سأل، وأعطاه الأمان فكان هذا أول أمان بني أمية بعد أن بدد شملهم قتلا وتشريدا.ولم تكن الشدة في المعاملة قاصرة على أعدائهم، بل نال أولياءهم منها شيء عظيم وعلى رأسهم -أبا سلمة حفص بن سليمان -وزير آل محمد. فحين تم الأمر لبني العباس واتهموه بأنه كان يريد تحويل الخلافة عنهم إلى آل علي بن أبي طالب وكانوا يريدون قتله فشاوروا في ذلك أبا مسلم الخراساني، فبعث السفاح أخاه أبا جعفر المنصور إلى خراسان لمقابلة أبي مسلم الخراساني واستشارته في ذلك .فأذن له أبا مسلم في قتله فبعثوا رجلا إلى الكوفة لقتله، فقتله حين تربص له أثناء خروجه من عند السفاح وأشاعوا (العباسيين) أن الخوارج قتلوه.
أبو جعفر المنصور
هوأبوجعفر عبد الله بن محمد بن علي. ولد بالحميمة سنة 101هـ. تمت بيعته في اليوم الذي توفي فيه أخوه السفاح. وبقى خليفة حتى توفي في ذي الحجة سنة 158هـ.
الأحوال الداخلية في عهده
تولى المنصور الخلافة ولم تكن قد توطدت دعائمها. ولم يكن يخاف عليها من دولة الأمويين؛ لأنه لم يتبق لهم باقية يخاف منها، وإنما كان الخوف ينتاب المنصور من عدة جهات:
الأولى : منافسة عمه عبد الله بن علي
كان الخوف ينتاب المنصور من عمه؛ لما كان له من نباهة تذكر في بني العباس، ولأنه كان يدبر أمر جيوش الدولة من أهل خراسان وأهل الشام والجزيرة والموصل الذي أمره عليهم السفاح قبل وفاته ليغزو بهم الروم ،وقد أظهر المنصور خوفه هذا لأبي مسلم الخراساني حينما جاءه الخبر بوفاة أخيه والبيعة له ،وكان المنصور قد أرسل- عيسى بن موسى- إلى عمه -عبد الله بن علي- يطلب منه المبايعة، ولكن عبد الله بن علي انصرف بمن معه من الجيوش التي كان يدبر أمرها -وأعلن البيعة لنفسه وتحرك بهم حتى وصل إلى حران.وما أن علم المنصور بذلك حتى سير لحربه أبو مسلم الخراساني، الذي جمع إليه الجنود والسلاح والطعام وخندق حول معسكره، وكان جنده مؤلفا من :أهل الشام والجزيرة وخراسان فخاف ألا يناصحه أهل خراسان إذا رأوا أبا مسلم الخراساني مطلا، فقتل أبو مسلم منهم نحو 17000 رجلا( وان كان هذا العدد مبالغ فيه) إلا أنه قتل عدد كبير منهم فأضعف بذلك قوته، ومما دل على قلة حزمه وذكائه أنه كان من ضمن القواد الذين معه (حميد بن قحطبة) وهو من كبار القواد في الدولة العباسية فأراد أن يستريح منه ولكنه لم يجرؤ أن يقتله في المعسكر؛ خوفا من تغير الجند عليه ، فكتب له كتابا ووجهه إلى- حلب –وعليها( زفر بن عاصم) وفي الكتاب: ( إذا قدم عليك حميد بن قحطبة فاضرب عنقه) لكن -حميد -فتح الكتاب في الطريق وعلم ما فيه ودعا أناسا من خاصته فأخبرهم بالأمر وشاورهم وقال لهم:( من أراد منكم أن ينجو بنفسه ويهرب فليسر معي فاني أريد أن آخذ طريق العراق، ومن يرد منكم أن يحمل نفسه على السير فلا يفشين سري وليذهب حيث أحب) فسار معه معظم الناس. وبذلك فقد أبو مسلم الخراساني أفضل قواده.أما عن( عبد الله بن علي) فانه ترك -حران -واتجه إلى- نصيبين -فاتخذها معسكرا وحصنها ،فأقبل إليه أبو مسلم الخراساني وأراد أن يحتل موقع( عبد الله بن علي )لحصانته فبعث إليه أني لم أومر بقتالك ولكن أمير المؤمنين المنصور ولاني الشام وأنا سأذهب إليها، ومع أن( عبد الله بن علي) كان يفهم ما يريده أبو مسلم الخراساني، إلا أن جنده- أي جند الشام- وهم (جند عبد الله بن علي) قالوا له: كيف نقيم معك وهذا سيأتي بلادنا الشام وفيها حرمنا فيقتل من قدر عليه من رجالنا ويسبي ذرارينا .فأذن لنا حتى نعود إلى بلادنا الشام ونحمي من فيها ونقاتل العدو. ومع أن( عبد الله بن علي) حاول إقناعهم بأن أبا مسلم الخراساني لا يريد الشام وإنما يريد أن يذهبوا ويغادروا مكانهم الحصين- نصيبين- ليستولي هو عليه، إلا أنهم أمروا على المسير إلى الشام ،وبذلك ارتحل( عبد الله بن علي) معهم إلى الشام وترك الجميع المكان فاستولى عليه أبو مسلم مع من بقي معه من الجيوش ،وعلم( عبد الله بن علي) أن الحيلة انطلت عليه وعلى جيشه أهل الشام ،وكان لا بد للقتال أن يدور بين الجانبين ؛لان أبا مسلم ما جاء إلا لقتال (عبد الله بن علي) واستمر القتال بينهما ستة أشهر، إلا أن القوة كانت راجحة في معسكر أهل الشام (أي جند عبد الله بن علي) حتى إذا كان يوم الثلاثاء لسبع خلون من جمادى الآخرة سنة 137هـ كانت بينهما الموقعة الفاصلة ،وقد استعمل فيها أبو مسلم دهائه العسكري ،وذلك أنه أرسل إلى (الحسين بن قحطبة) وكان على الميمنة أن أعر الميمنة وضم أكثرها إلى الميسرة، وليكن في الميمنة حماة أصحابك، فلما رأى ذلك(عبد الله) أعرى ميسرته لمقاتلة ميمنة أبي مسلم ،وضم أكثر جنودها إلى الميمنة بإزاء ميسرة أبي مسلم ،فكانت الهزيمة وحينما رأى( عبد الله بن علي) أن الهزيمة تمت خاف على نفسه وفر إلى العراق تاركا معسكره، فاحتواه أبو مسلم فأمن الناس ولم يقتل أحدا، بينما استمر( عبد الله بن علي) في محبسه حتى مات سنة 147هـ.
الثانية : قوة أبي مسلم الخراساني
بعد أن قضى المنصور على عمه( عبد الله بن علي) وجه سيطرته على (أبي مسلم الخراساني )الذي أصبح بعد ذلك صاحب الشوكة والسلطان في الدولة، والذي زاده خوفا من هذا الرجل أنه- يعني أبا مسلم -بدأ لا يحترم كتب الخليفة العباسي المنصور، بل ويستهزئ بها إذا وردت إليه، لذلك صمم على الفتك به، لذلك بدأ يغير موقفه منه فبعد أن تمت هزيمة (عبد الله بن علي )بعث إليه رسولا ليحصي الغنائم التي غنمها -أبو مسلم -من عمه (عبد الله بن علي) فلما ورد الرسول المعسكر غضب- أبو مسلم -وكاد يقتل الرسول، وقال: (أأكون أمينا على الدماء غير أمين على الأموال) فعاد الرسول وأخبر المنصور بذلك، ولما خاف المنصور أن يشك- أبو مسلم -بذلك الموقف ويهرب بالتالي إلى خراسان ثم لا يستطيع أن يحصل عليه إلا بصعوبة شديدة. كتب إليه :أ(ني قد وليتك مصر والشام فهي خير لك من خراسان فأقم بالشام حتى تكون بقرب أمير المؤمنين) ولما ورد إليه الكتاب غضب- أبو مسلم –وقال: كيف يوليني الشام ومصر وخراسان من حقي، وصمم على التوجه إلى خراسان، لذلك لم يبق على المنصور إلا أن يستعمل المكر والدهاء، حيث ينصب له فخا يوقعه فيه من غير حرب ،فتوجهه المنصور إلى المدائن أبي مسلم أن يأتيه ويقدم عليه، فكتب له كتابا ردا على طلبه يوحي خلاله أنه رجل صاحب قوة ويضع نفسه في صف -الخليفة المنصور- باعتبار أنه كان له سابق العهد في إقامة دعائم الخلافة العباسية ،فكتب إليه- المنصور- كتابا لينا وطلب من كلا الرجلين( عيسى بن موسى وأبا حميد المروزي) أن يحملاه إليه ،وحين وصل أبو حميد المروزي كلمه كلاما رقيقا فيه نصيحة وتذكير بحقوق الإمام وتخويف من تفريق الكلمة ،فاستشار- أبو مسلم- مختصيه فأشاروا عليه بألا يقدم على –المنصور- ؛لأنه لم يعد يأمنه بعد أن وقع في نفسه ما وقع فقال لأبي حميد:( ارجع إلى صاحبك فليس من رأيي أن آتيه) وحينئذ بلغه الرسالة الأخيرة، وهي التي حملها معه وطلب منه أن يسلمها لأبي مسلم في حالة امتناعه عن المجيء، وفيها :(يقول لك أمير المؤمنين لست للعباس وأنا بريء من محمد إن مضيت مشاقا ولم تأتني إن وكلت أمرك لأحد سواي، وان لم آل طلبك وقتالك بنفسي، ولو خضت البحر لخضته، ولو اقتحمت النار لاقتحمتها وراءك حتى أقتلك أو أموت قبل ذلك) لذلك لم يكن أمامه بعد ذلك إلا أن يقبل بالذهاب معه. كان المنصور مصمما على قتل أبي مسلم، ولكن اجتهد أن يكون - أبي مسلم -آمنا لا يحس بشيء من الجفاء ،فلما قارب أبو مسلم- المدائن -أمر الناس وبني هاشم فتلقوه، حتى إذ أدخل على المنصور وسلم عليه سلاما لا يشوبه شيء مخيف أمره أن ينصرف ويزيل وعشاء السفر ويستريح ليلة، ولما جاء الغد أمر -عثمان بن نهيك- (رئيس الشرطة )فجاء بأربعة رجال من الحرس وأمرهم أن يكونوا خلف الرواق، فإذا هو صفق خرجوا وقتلوا- أبا مسلم- ثم دعاه فدخل عليه فأقبل عليه يحدثه عن -نصلين –(خنجرين )أصابهما في متاع عمه (عبد الله بن علي )فقال :هذا أحدهما للذي هو معه، فقال المنصور أرنيه، فأخذه وهزه المنصور ثم وضعه تحت فراشه؛ ليأمن على نفسه أن يفتك به- أبو مسلم- ثم سأله عن سبب قصده خراسان فقال دع هذا فما أصبحت أخاف أحدا إلا الله، فصفق حينئذ المنصور بيديه فخرج أولئك الحرس فقتلوه بسيوفهم، ثم أراد أن يفرق الجمع الذي أقبل معه، فأعطاهم جوائز أشغلتهم عن التفكير في الخلاف الذي دار بين الطرفين ،وبقتله ابتدأ- كما يعتقد المنصور- سلطانه الحقيقي.
الأحوال الخارجية في عهده
تم في عهد المنصور هروب- عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك -إلى بلاد الأندلس، حيث أسس فيها الدولة الأموية الثانية، وكان المنصور يعجب به وبقدرته وعزيمته ومع ذلك لم يكن بين الرجلين علاقة حسنة ،ولم يتسم -عبد الرحمن -هذا بأمير المؤمنين، بل تسمى بالأمير فقط ،وتعتبر أول بلاد اقتطعت من الخلافة الإسلامية الكبرى بالمشرق ،أما عن مملكة الروم التي تحد الخلافة الإسلامية من ناحية الشمال، فكان يعاصر المنصور فيها- قسطنطين الخامس- وكانت العلاقة بين الجهتين عدائية لا تترك أحدهما قتال الأخرى متى حانت الفرصة لكل منهما، فكانت الصوائف( الجنود التي تغزو في فصل الصيف )لا تنقطع عن العمل إلا لمانع، وحدث أن أغارت الروم سنة 138هـ على( ملطية )وهي في ذلك الآونة من الثغور الإسلامية ،فدخلوها عنوة .قهروا أهلها وهدموا سورها وعفا الملك عمن فيها من المقاتلة والذرية.أما من موقف المنصور من هذا الاعتداء؛ فقد أرسل عمه- صالح بن علي- ومعه أخوه -العباس بن محمد بن علي- فتم على يديهما أولا: بناء ما كان صاحب الروم هدمه من ملطية، ثم غزو أرض الروم وكان مع -صالح بن علي- آختاه( أم عيسى ولبابة ابنتا علي) وكانتا نذرتا إذا زال ملك بني أمية أن تجاهدا في سبيل الله ،وغزا كذلك معهما- جعفر بن حنظلة البهراني -وكان ذلك سنة 139هـ ،وفيها أيضا تم استنقاذ المنصور الأسرى الذين كانوا في بلاد الروم من المسلمين .وفي سنة 140هـ غزت جيوش الصوائف- الحسن بن قحطبة- مع -عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام –وأقبل -قسطنطين -صاحب الروم في جيش كثيف، فنزل بهم- جيحان- فبلغه كثرة المسلمين فأحجم عنهم، ثم لم تنطلق الصائفة بعد ذلك حتى سنة146هـ؛ لانشغال المنصور بأمر(محمد وإبراهيم ابني عبد الله)واستمرت الصائفة حتى سنة 155هـ، حيث طلب بعدها صاحب الروم الصلح على أن يؤدي للمسلمين الجزية ،والذي تجدر الإشارة إليه هنا :أن هذه الاغارات التي حدثت بين الطرفين لم يقصد بها فتح ،،بل كان كل واحد من الجانبين ينتهز الفرصة فيجتاز الحدود التي لصاحبه ثم يعود إلى مقره ثانية وكذلك المصالحات لم تكن لتستمر بينهما فترة طويلة ،بل سرعان ما يعودون إلى ما كانوا عليه.وعن الحدود الأخرى فكانت في الغالب محلا للاضطرابات، ولكنها كانت تسكن حالا بما يبذله المنصور من الهمة وإرسال الجنود إليها، وكان في كل ثغر جنود مرابطون من –المرتزقة-( وهم المفروض لهم عطاء من الديوان) ومن- المتطوعة- (وهم الذين ينتدبون للجهاد في سبيل الله لا يطلبون على ذلك أجرا إلا من الله تعالى) وكان الخليفة المنصور هو الذي يعين قائدهم وكان عددهم في ذلك الوقت كثير.
حاضرة الخلافة:
لما ولي أبو جعفر أنتقل من- الأنبار- إلى –الهاشمية- التي أسسها أخوه- أبو العباس السفاح -وأقام بها إلى أن عزم على تأسيس مدينة- بغداد- حاضرة بني العباس الكبرى ومظهر فخرهم ومدنيتهم ،وكان يريد أن يكون بعيدا عن –الكوفة-، فخرج يرتاد مسكناً لنفسه وجنده ويبتني به مدينة حتى صار إلى موضع- بغداد -وقال هذا موضع معسكر صالح .هذه –دجلة- ليس بيننا وبين الصين شئ. يأتينا فيها كل ما في البحر ،وتأتينا الميرة من :الجزيرة- وأرمينية -وما حول ذلك ،وهذا- الفرات -يجيء فيه كل شيء من- الشام –والرقة- وما حول ذلك، فنزل وضرب عسكره على- الصراة- وهو- نهر بين دجلة والفرات- ثم أمر بخط المدينة على مثال وضعه، وهي مدورة الشكل تقريبا، وجعل لها سورين :أحدهما داخل، وهو سور المدينة ،وسمكه في السماء 35 ذراعاً، وعليه أبرجه سمك كل برج منها فوق السور خمسة أذرع، وعلى السور شرف ،وعرض السور من أسفله نحو عشرين ذراعاً، ويليه من الخارج فصيل بين السورين، وعرضه ستين ذراعاً ،ثم السور الأول ودونه خندق ، وللمدينة أربعة أبواب كل أثنين منها متقابلين ،وكل منهما باب دون باب بينهما دهليز، وهكذا تأتي تفاصيل مدينة بغداد، وتتميز بسماكة جدرانها وقببها العظيمة المزخرفة ،وعلى كل باب من أبواب المدينة باب حديد عظيم كناحية أمنية .وابتنى قصره الذي يسمى- الخلد –على- دجلة -وكان موضعه وراء باب خراسان ،وفي سنه 151هـ بنى المنصور- الرصافه- لأبنه المهدي وعمل لها سوراً وخندقاً وميداناً وبستاناً وأجرى لها الماء .وبنى المنصور قصره والجامع في وسط المدينة ،وكان في صدر قصر المنصور إيوان طوله ثلاثون ذراعاً، وعرضه عشرون فوقه القبة الخضراء ،ومن الأرض إلى رأس القبة ارتفاع ثمانين ذراعاً .وقد انفق المنصور على مدينته هذه ثمانية عشرة ألف ألف دينار ،ولما انتهى من بناءها بعث إليها العلماء من كل بلد وإقليم، فجاءها الناس أفواجاً ولم تزل تتعاظم ويزداد عمرانها حتى صارت أم الدنيا وسيدة البلاد ومهد الحضارة الإسلامية في عهد الدولة العباسية وصل عدد سكانها إلى مليونين .
محمد المهدي
هو محمد المهدي بن المنصور، ولد سنة 126هـ بالحميمة، تولى الخلافة سنة 158 و توفي في المحرم من سنة 179هـ.
أعماله بعد توليه الخلافة:
ساد خلافة المهدي الهدوء والاستقرار والرفاهية التي عمت الناس جميعا في عهده؛ وذلك لأن الخلافة العباسية قد توطدت وأنياب العلويين قد كسرت، وان كان قد بقيت لهم بقايا يتطلعون للخلافة فهم لا يحتاجون للاحتراس منهم إلى مثل ما كان المنصور يحتاج إليه من الشدة ،فان كبارهم قد وضعوا تحت نظر الخليفة ببغداد، والذين كانوا في المدينة اكتفى بمراقبة الخليفة لهم فكانوا يعرضون عليه كل يوم ،ولذلك كانت حياة المهدي سعيدة لنفسه لأمته؛ فهو من بعد أبيه يشبه في كثير من الوجوه الوليد بن عبد الملك بعد أبيه.ففي أول ولايته- أمر بإطلاق من كان في سجن المنصور إلا من كان قبله تباعه دم أو قتل ،ومن كان معروفا بالسعي بالأرض بالفساد أو كان لأحد قبله مظلمة أو حق،، فالذين أطلقهم من كان جرمهم سياسيا أما أرباب الجنايات والمحبوسين لحقوق مدنية فإنهم ظلوا في حبسهم، وكان ممن أطلق -يعقوب بن داوود -كذلك أمر ببناء القصور في طريق مكة أوسع من القصور التي بناها السفاح في- القادسية- إلى- زبالة -،وأمر بالزيادة في قصور السفاح وترك منازل المنصور التي بناها على حالها، وأمر باتخاذ المصانع في كل منهل وهي -حيضان تبنى وتملا من مياه الآبار حتى يكون الاستقاء سهلا على رجال القوافل الذين لا ينقطع مرورهم من تلك الجهات- وأمر بتجديد الأميال والبرك وحفر الركايا مع المصانع وجعل لذلك عاملا خاصا يقوم به، وأمر أن يجرى على المجذومين وأهل السجون في جميع الآفاق ؛حتى لا يحتاج المجذومون الى المشي في الطرق وسؤال الناس، فيكونون سببا في انتشار المرض، وحتى يكون للمسجونين مايقومهم فلا يموتون جوعا إلا من كان له أهل يسالون عنه ،وأقام البريد بين المدينة المنورة ومكة المكرمة واليمن بغالا وابلا أيضا،وزاد في المسجد الحرام والحرم المكي فأدخل به دورا كثيرا مما يحيط به وأخذ يجلس للمظالم وتدخل القصص إليه، فارتشى بعض أصحابه بتقديم بعضها ،فاتخذ بيتا له شباك حديد على الطريق تطرح فيه القصص وكان يدخله وحده فيأخذ ما يقع بيده من القصص أولا فأولا فينظر فيه فلا يقدم بعضها على بعض، إلا انه مع ذلك كله أخذت عليه بعض المآخذ ومن أهمها:أنه أمر بمحو اسم الوليد بن عبد الملك من حائط المسجد النبوي وكتابة اسمه مكانه ،وهذا كثيرا ما يحدث من بعض الشخصيات الكبيرة التي تريد لنفسها العظمة والكبرياء فتنسب لنفسها أعمال غيرها.
الأحوال الخارجية في عهده.
كانت العلاقة بين الخلافة العباسية في بغداد وبين أمير الأندلس( عبد الرحمن الداخل )سيئة جدا، فكان المهدي ومن سبقه المنصور يهتمان بأمره ويودان إزالة دولته ، ولكن المسافة بعيدة فلم يكن باستطاعته أن يجرد -لعبد الرحمن- جيشا يخترق صحاري افريقية ويغزوه في بلاد الأندلس، لذلك اكتفى كل منهما بمعادة الآخر، وكان- شارمان- ملك فرنسا في ذلك الوقت مهتما بإعادة الدولة الرومانية الغربية التي محيت آثارها، وقد علم هذا المذكور ما بين الطرفين- المهدي- وعبد الرحمن -من عداوة شديدة، فأحب الاستفادة منها والتقرب( بمحاربة أمير الأندلس) إلى قلب الخليفة العباسي في بغداد –المهدي- ليكتسب بذلك نفوذا في الخلافة ،وبالتالي يرتفع قدره على ملك الروم في القسطنطينية- لاون الرابع- واجتهد في تحقيق بعض الشيء من ذلك في عهد هارون الرشيد.أما عن العلاقات بين المهدي وملك الروم -لاون الرابع- فكان سيئة فلم تكن الاغارات من الطرفين تهدأ بل كانت الصوائف تعمل من جانب المسلمين، وبالمقابل كانت الغارات من ملك الروم، وكان ذلك برا وبحرا.وفي سنة 263هـ ولى أمر الصائفة ابنه - هارون بن المهدي-(الرشيد) ،حيث كانت هذه الغزوة من أهم الغزوات في عهد المهدي ،فتح الله عليهم فيها فتحا كثيرا ،ومما فتح هؤلاء -حصن سمالا- بعد أن أ قاموا علية –(ثمانية وثلاثين ليلة)- وقد نصب عليها المجانيق حتى وكان فتحها على :ثلاثة شروط .ألا يقتل أهلها .ولا يرحلوا .ولا يفرق بينهم. فأعطوا ذلك، وأعطى لهم هارون بن المهدي ذلك، ثم قفل بالمسلمين سالمين إلا من كان أصيب منهم بذلك الحصن.وفي سنة 165هـ.أعاد هارون –الغزوة على بلاد الروم مرة ثانيةويقال أن عدد جيشه في هذه المرة بلغ أكثر من- تسعين ألف مقاتل- وكان الذي يقوم بأمر الروم في تلك الفترة -ايريني –(أم الملك )نيابة عن ابنها قسطنطين السادس، الذي يعتبر لا يزال صغير السن. جرى بينها وبين هارون مكتبات في طلب الصلح والموادعة وأعطاء الفدية، فقبل ذلك هارون واشترط عليها: أن تقيم الإدلاء والأسواق في طريقة؛ لأنه قد دخل مدخلا صعبا مخوفا على المسلمين ،فوافقت على هذه المطالب. حيث كان الاتفاق أن تعطيه 90000دينار، تؤديها في نيسان من كل سنة وكتبوا كتاب هدنة إلى ثلاث سنوات وسلمت الأسرى، وفي رمضان سنة 168 هـ( أي قبل انقضاء مدة الهدنة )نقض الروم الصلح المذكور، وغدروا فوجه إليهم -علي بن سليمان بن علي- وهو( والي الجزيرة وقنسرين )يزيد بن بدر البطال في سرية فردوا الروم وغنموا وظفروا .وفيما يتعلق ببلاد الهند فقد أرسل المهدي سنة 169هـ- عبد الملك بن شهاب المسمعي -في البحر إلى بلاد الهند ،وبعث معه( ألفين رجل) من أهل البصرة( وألف وخمسمائة )من المطوعة( وسبعمائة )من أهل الشام( وأربعة آلاف) من السبابجة والاسواريين، وبعد أن وصل الجميع -بإربد من( أرض الهند) سنة 169هـ أقاموا عليها يومين ونصبوا عليها المجانيق حتى فتحوها عنوة ،وأشعلوا فيها النيران ،وقتلوا من أهلها بضعة وعشرون رجلا، وأقاموا فيها -باربد -فأصابتهم أمراض مات بسببها( ألف رجل ) ثم انصرفوا حتى إذا وصلوا ساحلا من فارس يقال له -بحر حمران -عصفت عليهم الريح فكسرت عامة مراكبهم ،فغرق منهم ونجا البعض الآخر.
موسى الهادي
هو موسى الهادي بن محمد بن جعفر بن منصور، ولد سنة 144هـ ،تولى الخلافة سنة 169هـ ، وتوفي سنة 170هـ.
ثورة الحسين بن علي بن الحسن المثلث
وفي عهد- الهادي- خرج بالمدينة هذا الثائر المذكور سنة 169هـ ، وكان والي المدينة لوقته -عمر بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب -، أخذ الحسن بن محمد النفس الزكية وجماعة كانوا على شراب فأمر بهم فضربوا جميعا، ثم أمر بهم فجعل في أعناقهم حبال وطيف بهم في المدينة، فصار إليه- الحسين بن علي- فكلمه فيهم وقال له: ليس هذا عليهم وقد ضربتهم ولم يكن لك أن تضربهم، و أهل العراق لا يرون به باسا فلم تطوف بهم ،فبعث إليهم وقد بلغو البلاط فردهم وأمر بهم إلى الحبس فحبسوا يوما وليلة ،ثم كلم فيهم فأطلقهم وكانوا يراقبون- الحسن بن محمد- وكان -الحسين بن علي- ويحيى بن عبد الله بن الحسن -كفلاه فأخذ الكفيلين وسألهما عنه فحلفا أنهما لا يدريان موضعه فكلمهما بكلام أغلظ لهما فيه فحلف- يحيى بن عبد الله -ألا ينام حتى يأتيه أو يضرب عليه باب داره حتى يعلم أنه قد جاءه، فلما خرج قال - الحسين بن علي -لصديقة (سبحان الله كيف تحلف له بشيء لا تقدر عليه) قال( والله لا نمت حتى أضرب عليه باب داره بالسيف) وكانوا قد تواعدوا على أن يخرجوا بمنى أو مكة أيام الموسم وكان بالمدينة جماعة من أهل الكوفة من شيعتهم وممن كان بايع -الحسين بن علي- ففي آخر الليل خرجوا وجاء- يحيى بن عبد الله -حتى ضرب باب دار- مروان علي العمري- فلم يجده فيها ثم انتقلوا إلى المسجد ،وحين أذن الصبح جلس -الحسين بن علي- على المنبر وعليه عمامة بيضاء وإذا رأوهم الناس في المسجد رجعوا من غير أن يصلوا في المسجد، ثم جاءه الناس بعد ذلك يبايعون على كتاب الله وسنة رسوله للمرتضى من آل محمد ومع أن هناك جماعة قاومتهم لكنها لم تفلح، وبعد أن تم- للحسين بن علي -ما أراد نهبت جماعته بيت المال ،أما عن موقف الهادي من هذا الثائر فقد ولى أولا لحربه (محمد بن سليمان بن علي )الذي سار بالسلاح والعدة وكان في تلك الفترة قد حج من أهل بيته( أي الهادي )منهم (العباس بن محمد) وكان على الموسم(بن أبي جعفر بن المنصور) المهم أن الجيش بقيادة- محمد بن سليمان- سار خلف خصمه- الحسن بن علي –حتى لقيه- بفخ -ودارت بين الطرفين موقعة قتل فيها هذا الثائر وجماعة ممن معه ،وأفلت من هذه الموقعة رجلان لهما تاريخ جليل وهما (ادريس بن عبد الله بن الحسين بن علي )اخو- محمد بن النفس الزكية- وهو مؤسس دولة الأدارسة بالمغرب الأقصى، والثاني أخوه (يحيى بن عبد الله )الذي ذهب إلى بلاد الدليم .