ابولمياء
2014- 10- 30, 06:45 PM
عندما كنت كبيراً ....تفتحت عيوني على أرجاء قرية جميلة تربعت منتصباً على تلةٍ شامخةٍ أحاطت بها ألوان الطبيعة من كل مكان .
و لطالما أطلتُ المكوث على نافذة ورديةٍ مشرفةٍ على أرجاء المكان مراقباً قدوم القــــطار المواظب على المرور فوق سكة حديدية موغلة في القدم كثيراً ..
علاقة حب - عجزت كلماتي عن البوح بها - ربطتني بذلك القطار الذي كان شيئاً قريبا من أعماق القلب رغم بساطته و عربته الوحيدة التــــي ظل يجرها رأس عنيد رغــم وعــــورة الدروب و ابتعاد المسافات .
سافرت بذلك القطار مراراً ... ربما سافر هو الآخر بي من دون أن ادري .
تعرفت عيوني على سهولٍ شاسعة الامتداد و جبالٍ شاهقة القمم و أنهارٍ متدفقة الـــــــمياه و أراضٍ خصبةٍ بدت
باردة التضاريس ... باهتة الألوان كلما قارنَتها أحلامي بامتداد ســــهول قريتي و عظمة جبالها و تدفق أنهارها و خصوبة ترابها الشهي الذي كان لون جلدي يشبهه كثيراً, كأن يداً قد جبلتني من ذرات ترابه ذات يوم .
محطاتٌ كثيرة استوقفت آمالي و قدمت تأشيرات دخولها لتستقر أحلامي فيها ... لكن قلبي مـــــا استطاع ذات يوم أستبدالها بمحطة قريتي التي كانت تطيل الوقوف على رصيف الشوق بانتظاري كلما أردت أن أعود .
وعندما أصبحت صغيراً ...أُلحقت عربةٌ جديدةٌ بالقطار الذي تباطأت حركته صوب القمم و بدا صفيره مشوشاً و ثقيلاً على مسامعي التي استعذبته طويلاً, فوجدت نفسي مقسماً بين العربتين كلما حزمت أمتعي وأعلنت الرحيل إلى
الضفة الأخرى للذاكرة , و تقوقعــــــــت أحلامـــــــي بين أشرعة السفر و مرافئ الحنين عندما أغلقت محطاتٌ كثيرةٌ أبوابها أمامي ,وبدأت أشــــــــعر بالتعب و الإرهاق كلما أردت أن أسافر .
وعندما أصبحت صغيراً أكثر ... و ذات صباح أسودٍ مثقل بهموم الماضي و أوجـــــــــــاع الحاضر , ألحقت عربة ثالثةٌ بالقطار, فعلا ضجيجه و بدت ملامح الضيـــاع على عينيه الوادعتين فأصبح كثيراً ما يخرج عن سكته , و يضيــــع في
دروب غريبــــــــة , و يتوقف في محطاتٍ مشوهة الجدران برسومٍ و كلماتٍ مبهمةٍ كتبت بأبجديات مبعثرة الحروف .
و ذات مرة ... حين عقدت العزم على السفرمن جديد لأجترع بعض الشموخ من كؤوس الماضي , وجدت جسدي
ممزقاً و موزعاً بين عربات ثلاثٍ , وحين غلبني النعــــــــاس أخيراً تمكن لصوص الليل من مغافلتي و سرقتي , فوجدت نفسي غريباً عن نفسي وأنكرتني قريتــــــي عندما ارتميت عائداً محطماً ذات ليل علـــــــــى شرفاتها ,و
لكنها عرفتني أخيراً حين شمــــــت رائحتي و تفحصت زمرة دمي التي ظلت إيجابية رغم كل الظروف .
و هكذا تشتت جسدي و بعثرث شذراته رياح السموم في العراء وما زال من الصعب لـــــمُ شتاتــــه من جديد
ولكني احتفظت بهويتي ,كما ظل رأســــــي معــــي محملاً بأطياف الماضي و آمـــــــال بمستقبل سيكون .
مذ ذاك اليومِ وأنا رأسٌ بلا جسد و حلمٌ بلا كينونة.
منتظراً ما زلت أن تستجمع الأقدار أشلائـي المتناثرة هنـا و هناك في أصقاع الأرض علّني أعــود كبيراً كمـا كنتُ ....
منتظراً ما زلت عودة القطار القديم لأرتاح في عربته التي طالما حملتني إلى النجوم ..!!
و لطالما أطلتُ المكوث على نافذة ورديةٍ مشرفةٍ على أرجاء المكان مراقباً قدوم القــــطار المواظب على المرور فوق سكة حديدية موغلة في القدم كثيراً ..
علاقة حب - عجزت كلماتي عن البوح بها - ربطتني بذلك القطار الذي كان شيئاً قريبا من أعماق القلب رغم بساطته و عربته الوحيدة التــــي ظل يجرها رأس عنيد رغــم وعــــورة الدروب و ابتعاد المسافات .
سافرت بذلك القطار مراراً ... ربما سافر هو الآخر بي من دون أن ادري .
تعرفت عيوني على سهولٍ شاسعة الامتداد و جبالٍ شاهقة القمم و أنهارٍ متدفقة الـــــــمياه و أراضٍ خصبةٍ بدت
باردة التضاريس ... باهتة الألوان كلما قارنَتها أحلامي بامتداد ســــهول قريتي و عظمة جبالها و تدفق أنهارها و خصوبة ترابها الشهي الذي كان لون جلدي يشبهه كثيراً, كأن يداً قد جبلتني من ذرات ترابه ذات يوم .
محطاتٌ كثيرة استوقفت آمالي و قدمت تأشيرات دخولها لتستقر أحلامي فيها ... لكن قلبي مـــــا استطاع ذات يوم أستبدالها بمحطة قريتي التي كانت تطيل الوقوف على رصيف الشوق بانتظاري كلما أردت أن أعود .
وعندما أصبحت صغيراً ...أُلحقت عربةٌ جديدةٌ بالقطار الذي تباطأت حركته صوب القمم و بدا صفيره مشوشاً و ثقيلاً على مسامعي التي استعذبته طويلاً, فوجدت نفسي مقسماً بين العربتين كلما حزمت أمتعي وأعلنت الرحيل إلى
الضفة الأخرى للذاكرة , و تقوقعــــــــت أحلامـــــــي بين أشرعة السفر و مرافئ الحنين عندما أغلقت محطاتٌ كثيرةٌ أبوابها أمامي ,وبدأت أشــــــــعر بالتعب و الإرهاق كلما أردت أن أسافر .
وعندما أصبحت صغيراً أكثر ... و ذات صباح أسودٍ مثقل بهموم الماضي و أوجـــــــــــاع الحاضر , ألحقت عربة ثالثةٌ بالقطار, فعلا ضجيجه و بدت ملامح الضيـــاع على عينيه الوادعتين فأصبح كثيراً ما يخرج عن سكته , و يضيــــع في
دروب غريبــــــــة , و يتوقف في محطاتٍ مشوهة الجدران برسومٍ و كلماتٍ مبهمةٍ كتبت بأبجديات مبعثرة الحروف .
و ذات مرة ... حين عقدت العزم على السفرمن جديد لأجترع بعض الشموخ من كؤوس الماضي , وجدت جسدي
ممزقاً و موزعاً بين عربات ثلاثٍ , وحين غلبني النعــــــــاس أخيراً تمكن لصوص الليل من مغافلتي و سرقتي , فوجدت نفسي غريباً عن نفسي وأنكرتني قريتــــــي عندما ارتميت عائداً محطماً ذات ليل علـــــــــى شرفاتها ,و
لكنها عرفتني أخيراً حين شمــــــت رائحتي و تفحصت زمرة دمي التي ظلت إيجابية رغم كل الظروف .
و هكذا تشتت جسدي و بعثرث شذراته رياح السموم في العراء وما زال من الصعب لـــــمُ شتاتــــه من جديد
ولكني احتفظت بهويتي ,كما ظل رأســــــي معــــي محملاً بأطياف الماضي و آمـــــــال بمستقبل سيكون .
مذ ذاك اليومِ وأنا رأسٌ بلا جسد و حلمٌ بلا كينونة.
منتظراً ما زلت أن تستجمع الأقدار أشلائـي المتناثرة هنـا و هناك في أصقاع الأرض علّني أعــود كبيراً كمـا كنتُ ....
منتظراً ما زلت عودة القطار القديم لأرتاح في عربته التي طالما حملتني إلى النجوم ..!!