مشاهدة النسخة كاملة : المستوى الخامس مجلس استذكار مقررات المستوى الخامس
إيثاار
2014- 11- 8, 08:36 PM
http://im60.gulfup.com/HwmaH8.jpg
مساءٌ يصافح أرواحكم
ويطرقُ أبواب الألباب ويُنادي بالجد والاجتهاد
؛
سندُقُ بإذن الله الأجراس ونُضي المكان ونبتدئ
بدايةً جديةً بإذن الله ..
سنأخذها مجالساً للاستذكار سويةً والاستفسارات والمُضي
بإذن الله لـِ (ِ+A)
إيثاار
2014- 11- 8, 09:05 PM
سأسير لكم بخطة ٍلنختتم المواد قبل موعد الاختبارات
بإذن الله ستكون 3 أيام لكل مقرر مع العزيمة سنختتمها بإذن الله
بدأت الليلة بمقرر الشعر العباسي وهو بإذن الله جميل ولاصعوبة تُذكر
غزاله القرشي
2014- 11- 8, 09:13 PM
بارك الله فيكِ إيثار وجزاكِ الله خير ...
تيرم دراسي مُمتع بإذن الله وفالكم ال a+ مع إيثار :004::106:
إيثاار
2014- 11- 8, 09:15 PM
المحاضرة الأولى عند الإلمام بالآتي فأنتم قد ضمنتموها بإذن الله
حقق الشعر في العصر العباسي تطوراً كبيراًفي؟؟
*اغراضه وافكاره وشكله الفني ,وزناً وقافية ولغة.
حقق الشعر العباسي تطوراً كبيراً وذلك نتيجة..؟؟
*نتيجة لأتساع جوانب التجربة العقلية عن طريق الترجمة والاختلاط بأجناسٍ بشرية مختلفة، وتطور المعارف الدينية واللغوية والأدبية ، واتساع حركة التأليف، وظهور المعارف الفلسفية.
من الشعراء المحدثون في العصر العباسي..؟
*بشار وأبي نواس ومطيع بن إياس.
الثورة العباسية..؟
*وهي الثورة التي نشبت ضد الأمويين.
الثورة العباسية اراد بها اصحابها..؟
*الإصلاح الاجتماعي.
بدأت الدولة العباسية..؟
*سراً
العباسيون لا يذكرون للناس انهم طلاب خلافة انما..؟
*إنما يذكرون لهم أنهم يطلبون إسقاط الدولة الأموية الجائرة
اتجه إلى المسجد الجامع في الكوفة ، فبايعه الناس ، وارتقى المنبر، فاشرأبَّت إليه الأعناق وأصغت إليه الآذان، ، فإذا هو يحتج بآي القرآن الكريم على أن بيته العباسي أحق بالخلافة..فمن هو..؟؟
*ابو العباس.
اتخذها العباسيون موئلاً لخلافتهم..؟؟
*العراق.
اختارها ابو جعفر المنصور لتكون حاضرة الخلافة..؟
*بغداد.
اصطلح المؤرخون الى تقسيم العصر العباسي الى..؟
*ثلاثة عصور.
العصر العباسي الاول يبدأ من..؟؟
*من قيام الخلافة العباسية إلى أول خلافة المتوكل (132 - 232هـ ، 749 - 846م).
العصر العباسي الثاني يبدأ من..؟؟
*(232 - 334هـ ، 846 - 945م) من خلافة المتوكل إلى استقرار الدولة البويهية.
العصر العباسي الثالث يبدأ من..؟؟
*(334 - 656هـ ، 945 - 1258م) من استقرار الدولة البويهية إلى سقوط بغداد على أيدي التتار.
رأى أن يبتعد بحاضرة دولته عن الكوفة مركز العلويين من قديم حتى يأمن على نفسه مما قد ينشب فيها من
ثورات، وحتى يعزل جنده عن أهلها فلا يفسدوهم؛ فاختار بغداد عاصمة الدولة..فمن هو..؟؟
*ابو جعفر المنصور.
عني بها المنصور عناية بالغة حتى اصبحت اهم مدينة في العالم العربي..؟
*بغداد.
اتخذها المعتصم موضعاً لخلافته واهتم بها اهتماماً كبيراً...؟؟
*سامراء شرقي دجلة.
كانت الطوابع الغالبة على نظم الحكم السياسية والإدارية للدولة العباسية..؟؟
*الطوابع الفارسية.
انتقلت إلى العصر العباسي بحذافيرها في كل شؤون الحكم...؟؟
* النظم الساسانية.
اتسع الخلفاء في محاكاة الدواوين الساسانية، وأخذوا عنهم نظامي..؟؟
*نظام الادارة ,ونظام الوزارة.
كانوا يستأثرون بشؤون الخلافة ويرقون إلى أعلى المناصب..؟
*الوزراء الفرس.
حوكيت تقاليدهم حتى في أزياء رجال الحاشية والموظفين وطبقاتهم...؟
*التقاليد الساسانية.
ظهر العداء واضحاً بين العرب والفرس، وتوالت بينهما الثورات بسبب..؟
* بتولي الفرس أعلى المناصب وأرفعها.
قبضوا على زمام الحكم في عهد المعتصم ، وتقلدوا زمام الشؤون الإدارية بجانب تقلدهم زمام الشؤون العسكرية..؟
*الاتراك.
ثورة أشعلها رجل فارسي ضد الدولة العباسية..؟
*ثورة الزنج.
استمرت ثورة الزنج..؟
*14 سنه ونحو اربعة اشهر.
انتهت ثورة الزنج بـ..؟
*الهزيمة وقتل صاحب الثورة.
تدخل الأتراك في شؤون الحكم وهم ليس لديهم دراية بالسياسة. من الاسباب التي أدت إلى..؟
*تدهور الدولة العباسية.
كثرت الثورات على الدولة العباسية حتى استنزفت موارد الدولة..ومنها ..؟
*ثورتي الزنج والقرامطة.
إيثاار
2014- 11- 8, 10:32 PM
ما المقصود بالحياة الاجتماعية هو كل ما يتعلق بالحياة العباسية من: طبقات المجتمع المختلفة، وما في هذا المجتمع من حضارة وترف ولهو ، وما شاع فيه من رقيق وجواري وغناء ، ومجون وشعوبية وزندقة ، وما انتشر فيه من نزعات الزهد والتصوف.
• طبقات المجتمع:
انقسم المجتمع العباسي إلى ثلاث طبقات:
الطبقة الأولى: الطبقة العليا:وهي طبقة الخلفاء والوزراء والقادة والولاة ومن تبعهم من الأمراء والأعيان وكبار رجال الدولة .وهذه هي الطبقة التي غرقت في النعيم والترف والرفاهية واللهو والمجون .وهي نفس الطبقة التي اهتمت ببناء القصور وزخرفتها والاهتمام المبالغ فيه بها .
الطبقة الثانية:وهي الطبقة الوسطى : وهي طبقة التجار والصناع والموظفين ورجال الجيش والمغنيين . وهي طبقة تعيش في ستر ومعيشة متوسطة.
الطبقة الثالثة: وهي طبقة العامة:وهي الأكثرية ، وتشمل طبقة الزراع والحرفيين والخدم والرقيق وأهل الذمة. وهذه الطبقة التي يقع عليها عبء الطبقتين السابقتين ؛ حيث كانت تعاني كثيراً من البؤس والشقاء.
الحضارة والترف واللهو.
تفننت الطبقة الأولى (الطبقة العليا)، طبقة الخلفاء والوزراء والقادة والولاة ومن تبعهم من الأمراء والأعيان وكبار رجال الدولة – في الحصول على كل أنواع الحضارة والترف واللهو؛ حيث تفنن الخلفاء والوزراء في بناء القصور والاهتمام بها اهتماماً عظيماً على حساب الطبقات الأخرى ، فأنفقوا الدنانير والدراهم بدون حساب وبدون رقابة وبالغوا في اللهو والترف إلى حد السفه وساعد في ذلك الفراغ والمال والانصراف عن شؤون الحكم ، وترك شؤونه للأتراك ليقرروا ما يشاءون .
وطبيعي أن تدفع الأموال الكثيرة لا إلى النعيم فحسب ، بل أيضاً إلى الترف في الحياة وكل أسبابها المادية من دور مزخرفة وفرش وثيرة وثياب أنيقة معطرة ومطاعم ومشارب من كل لون والتماس لكل أدوات الزينة والتفنن فيها تفنناً يتيح كل ما يمكن من استمتاع بالحياة.
وطبيعي أن يُشيع في هذا الجو الزاخر بالترف،التأنق في الملبس والثياب ، وقد عمَّ حينئذ ببغداد لبس الأزياء الفارسية ، فكانت كل طائفة من طوائف الموظفين ورجال الدولة تلبس زياً خاصاً بها يميزها عن الطوائف الأخرى .
واستكثروا حينئذ من العطور وأنواع الطيب الغالية كالمسك والكافور والعنبر ....
ولا ريب في أن هذا كله كان على حساب العامة المحرومة التي كانت تحيا حياة بؤس وشقاء
الرقيق والجواري والغناء:
انتشر الرقيق والجواري، وشاع الغناء في العصر العباسي بطريقة مفرطة؛ حيث ملئت القصور بالرقيق والجواري،وصاحب الجو المشبع بالموسيقى والغناء .
وارتفع سعر الجواري بقدر؟؟ إتقانهن للغناء وما يتمتعن به من جمال.
وعلى هذا النحو كانت الجواري والقيان في هذا العصر من العوامل الفعالة في انتشار الظرف والرقة؟؟ في المجتمع العباسي حتى أصبحا سمتين بارزتين فيه، وبذلك رقَّت المشاعر والأحاسيس، ورقت الأذواق وأرهفت إرهافاً شديداً.
وقد دفع هذا الفساد الخلقي الذي كان يشيعه القيان والجواري في هذا العصر إلى انتشار الغزل المكشوف الذي لا تصان فيه كرامة المرأة والرجل جميعاً.
المجون والشعوبية والزندقة:
انتشرت موجة المجون والشعوبية والزندقة في هذا العصر انتشاراً واسعاً؛ حيث ظل الناس يتمادون في شرب الخمر وأصبحت قصور الخلافة مقاصف للشراب والسماع والغناء وكذلك قصور الوزراء والأمراء وكبار رجال الدولة حتى تورط فيها القضاة.
كما استعرت نار الشعوبية أكثر مما كانت عليه في العصور السابقة.
وقد أخذ الشعوبيون وبالأخص الفرس منهم يشيدون بحضارتهم ومجدهم ، ونقمتهم على الواقع العربي.
وأهم شاعر في العصر العباسي أوقد نيران هذه الخصومة وظل يمدها بحطب جزل من أشعاره هو: بشار بن برد.
وأدت الشعوبية إلى وجود خطر جسيم آلا وهو الزنادقة الذين أبغضوا العرب ، وكل ما يتصل بهم فأبغضوا الإسلام وشككوا في النبوات عامة.
وقد قُتل كثيرون من رءوس الزنادقة في هذا العصر.
الزهد والتصوف:
ليس معنى حديثنا عن كثرة المجون والفسق واللهو في العصر العباسي أن هذا العصر كان عصر فسق ومجون ولهو وزندقة .
فقد كثر فيه الزهاد والنساك فالمساجد عامرة بذكر الله تعالى خاصة من طبقة العامة ، ويشهد لذلك المحدِّث إبراهيم بن إسحاق الزاهد الناسك الذي رفض أن يتقاضى أجراً على علمه.كما انتشرت موجة التصوف وإن كان لها جذورها في القرن الثاني الهجري، لكنها ازدهرت وتطورت في هذا العصر حتى اهتم المستشرقون بدراستها وبيان أثرها . ومن هؤلاء المتصوفة ( ذو النون المصري ، والحارث بن أسد ، والترمذي ، وغيرهم ).
على أن هذا الزهد الإسلامي وما ارتبط به من مقدمات التصوف كانت تجري بجانبه أسراب من زهد فاسد هو؟؟ زهد الزنادقة الذين اعتنقوا تعاليم المانوية على نحو ما يلقانا في أشعار صالح بن عبد القدوس المقتول لمانويته.
ومعنى ذلك أن العصر العباسي شهد لونين من الزهد: زهداً إسلامياً خالصاً أعدَّ للنسك والتصوف، وزهداَ مانوياَ مارقاً ،وقد مضت الدولة تقاومه وتقاوم أصحابه مقاومة عنيفة
إيثاار
2014- 11- 9, 12:12 PM
المحاضرة الثالثة الحياة العقلية والثقافية
المقصود بالحياة العقلية والثقافية ؟؟؟كل ما كان يدور في العصر العباسي من تجانس ثقافي ولغوي بين الشعوب التي دخلت البيئة العربية، وكذلك الحركات العلمية والترجمة، وأيضاً الاهتمام بالعلوم العربية والدينية ، والمذاهب الكلامية.
• الامتزاج الجنسي واللغوي والثقافي. كيف ؟؟
كانت الدولة العباسية تضم بين جناحيها بلاد السند وخراسان وما وراء النهر وإيران والعراق والجزيرة العربية والشام ومصر والمغرب . وهي أوطان كثيرة وكان يعيش فيها منذ القدم شعوب متباينة في الجنس واللغة والثقافة ، غير أنها لم تكد تدخل في نطاق العروبة حتى أخذت عناصرها المختلفة تمتزج بالعنصر العربي امتزاجاً قوياً ، فإذا بناء إزاء أمة عربية تتألف من أجناس مختلفة، وقد مضت هذه الأجناس تنصهر في الوعاء العربي حتى غدت كأنها جنس واحد.
كما كان هناك بين هذه الأجناس المزج الروحي الذي صنعه الإسلام. وقد أسرع من أسلموا من الشعوب المفتوحة جميعاً إلى تعلم لغة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، فلم يمض نحو قرن حتى أخذت العربية تسود في كل أنحاء العالم الإسلامي لا بين المسلمين وحدهم ، بل أيضاً بين غيرهم ممن بقي على دينه القديم. وليس معنى ذلك أن جميع أصحاب اللغات القديمة هجروا لغاتهم تماماً ، فقد ظلت من ذلك بقايا حتى في أكثر البيئات تعرباً.
ولم تفسد هذه الكلمات الدخيلة العربية فقد كانت تأتي على هامشها ، وكثيراً ما كانت تعرَّب بحيث تتفق واللسان العربي.
ولا نبالغ إذا قلنا إن كل ألوان الثقافات العامة التي كانت مبثوثة في البلدان المفتوحة تحولت إلى العربية دون حاجة إلى ترجمة منظمة لسبب طبيعي وهو أن شعوب هذه الثقافات تحولوا عرباً ، فكان طبيعياً أن تتحول معهم ثقافاتهم وأن لا تنتظر حتى ينظم لها النقل والترجمة.
الحركة العلمية:
نتيجة لدعوة الإسلام للعلم والتعلم ، فقد نشطت الحركة العلمية في العصر العباسي نشاطاً واسعاً، وبدأت بالكتاتيب؛ حيث كان النشء يتردد على الكتاتيب؛ ليتعلم الخط والكتابة والقراءة وحفظ القرآن الكريم ومبادئ الحساب وهكذا. وكانت المساجد مكملة للكتاتيب ، فمن يريد أن يكمل دراسته عليه أن يلتحق بحلقة من حلقات المسجد فهي أشبه بالمعاهد العليا ، وكان لكل فرع من العلوم حلقة خاصة به.
وكان مما ساعد على النهضة العلمية في ذاك العصر ما كان يقام في المساجد وقصور الخلفاء والوزراء من مناظرات بين العلماء.
وكان الوراقون ودكاكينهم أشبه بدور النشر في عصرنا، يتردد عليهم من يريد الاطلاع. كما اهتم الفرس بالمكتبات.
ودفع الشغف العلمي بين الطبقات في ذاك العصر إلى الرحلة من بلد إلى بلد طلباً للعلم؛ فرحل اللغويون إلى البوادي رغم صعوبة الحياة فيها.
وامتازت في هذا العصر البصرة بسوق باديتها المعروف بسوق المربد، وكان منهلاً لشباب البصرة يغدون عليه ويروحون للقاء الفصحاء من الأعراب والتحدث إليهم تمريناً لألسنتهم وتربية لأذواقهم ومحاولة لاكتساب السليقة العربية المصفَّاة من شوائب العجم.كما ظهرت بجانب حلقات العلم التي كانت تقام في المساجد، ظهور طائفة من العلماء والأدباء نوعوا معارفهم تنويعاً واسعاً، حيث مضوا يختلفون إلى جميع الحلقات.إضافة إلى المجالس الأدبية، واستخدام الورق.وهذا كله عمل على ازدهار الحركة العلمية في العصر العباسي.
ترجمة العلوم:
ازدهرت الترجمة في العصر العباسي وتحولت من الترجمة الحرفية إلى ترجمة الفقرة والعبارة ، وأعيدت ترجمة العديد من الكتب ، وزاد التوسع في ترجمة شتى العلوم والمعارف المختلفة ، فترجمت علوم الطبيعة وعلوم الطب والهندسة والرياضيات والفلك ،...وأصبح للترجمة مدارس كبيرة.
وتنشط الترجمة في عصر الرشيد ووزرائه البرامكة نشاطاً واسعاً، وكان مما أذكى جذوتها حينئذ إنشاء دار الحكمة وتوظيف طائفة كبيرة من المترجمين للعمل بها ، وجلب الكتب إليها من بلاد الروم. وتبلغ هذه الموجة الحادة للترجمة أبعد غايتها في عهد المأمون، إذ تحول بخزانة الحكمة إلى ما يشبه معهداً علمياً كبيراً وقد ألحق بها مرصده المشهور في الترجمة.
الاهتمام بالعلوم اللغوية والنحوية والبلاغية والنقد والتاريخ:
زاد الاهتمام بالعلوم العربية في العصر العباسي ؛ ففي مجال اللغة أُلفت العديد من المؤلفات اللغوية ، من ذلك: مؤلفات الجاحظ ، وابن قتيبة. وفي مجال النحو زاد نشاط النحاة في ذلك العصر واتسعت المدارس النحوية وازدهرت ولم يقتصر الأمر على المدرسة البصرية والكوفية؛ بل ظهرت المصرية والأندلسية ،.
كما نشطت الكتابات التاريخية ، فنجد كتابة السيرة النبوية ، وكتابة الأحداث الإسلامية والأمم والدول والطبقات.
واتسعت كتابة التاريخ لتشمل تاريخ العرب في الجاهلية وفتوحاتهم ودولتهم في الإسلام وتاريخ الرسل والأنبياء ، وهبطت إليهم روافد من تاريخ الأمم القديمة وخاصة الفرس، إذ عُني ابن المقفع وغيره بترجمة الكتب المؤلفة في سير ملوك العجم.
الاهتمام بعلوم القراءات والتفسير والحديث والفقه:
نما التفسير في العصر العباسي نمواً واسعاً وظهرت اتجاهاته وتأويلاته ، وتطور منهج التأليف في الحديث الشريف ، فظهر مسند أحمد وصحيح البخاري ومسلم.
وكان هذا العصر مهتماً بنشاط الدراسات الفقهية والتشريعية؛ فظهر الاجتهاد الفقهي بصورة واضحة.
وأخذ الفقهاء يصوغون الفقه صياغة علمية دقيقة على نحو ما صاغ اللغويون النحو وغيره من العلوم اللغوية.
الاعتزال:
انتشر الاعتزال في العصر العباسي وكثر أتباعه ؟؟، وإن قل نشاطه في عهد المتوكل؟؟؟ ؛ لتحرش الفقهاء بهم.
على أن الاعتزال استمر في نشاطه وظهر منهم أعلام في مجالات مختلفة ، منهم: الجاحظ ، والخياط ، وغيرهم،
إيثاار
2014- 11- 9, 12:15 PM
لكلِ من سيصحبني في المستوى الخامس
الملون مواضع أسئلة محتملة
وبالتوفيق :icon1:
إيثاار
2014- 11- 10, 12:31 AM
المحاضرة الخامسة أغراض الشعر العباسي ثانياً- الرثاء
الرثاء لغة واصطلاحاً:
الرثاء لغـة : رَثى فلان فلاناً يَرْثيه رَثْياً ومَرْثية:إذا بكاه بعد موته. ورثيتُ الميْت رَثْيَا ورثاء ومَرْثاة ومَرْثية: مدحته بعد الموت وبكيته ، وعدَّدْتُ محاسنه، ونظمت فيه شعراً .
المعنى الاصطلاحي : صناعة الشعر في المرثي بكاءً وندباً وعزاءً، أو هو فن شعري يعبر عن خلجات النفس الإنسانية.
ألوان أو أقسام الرثاء:
للرثاء ثلاثة ألوان : النــدب والتأبين والعزاء .
الندب : هو النوح أو البكاء على الميت بالعبارات المشجية وبالألفاظ المحزنة التي تصدع القلوب القاسية ، وتذيب العيون الجامدة.
التأبين : الثناء على الشخص حياً أو ميتاً ، ثم اقتصر استخدامه على الموتى فقط.
العزاء : أصل العزاء الصبر ، ثم اقتصر استعماله في الصبر على كارثة الموت، وأن يرضى من فقد عزيزاً بما فاجأه به القدر.
موضوعات الرثاء:
احتدم الرثاء في العصر العباسي ، فلم يمت خليفة ولا وزير ولا قائد مشهور إلا رثاه الشعراء .
و سعر موت الأبناء وذوي الرحم قلوب الشعراء ، فبكوهم بدموع غزار .كما بكوا زوجاتهم ، وبكوا كذلك العلماء والجواري .
وظهرت ضروب جديدة في الرثاء لم تكن معروفة قبل هذا العصر ، من ذلك رثاء المدن والحدائق والأملاك.
ومن موضوعات الرثاء التي استحدثت في العصر العباسي رثاء الحيوانات والطيور.ونحاول الوقوف عند أنواع المراثي .
رثاء الحيوانات:
من موضوعات الرثاء التي استجدت في العصر العباسي رثاء المدلل من الحيوانات المستأنسة. فلم يعد الإنسان هو الكائن الوحيد الذي حزن الشعراء لفقده ، وإنما شاركه في هذا كائنات أخرى كالحيوانات الأليفة والطيـور المستأنسة ، فقد رأينا بعض الشعراء في العصر العباسي يبكون الكلاب، والقطط، والديـوك، وغيرها مـن تلك الحيوانات والطيور التي أحبها الإنسان وألفها، وأستأنس بها، ووجـد فيها السلـو والنفـع معـاً.
وهذا الضرب من الرثاء يكشف عن معنى إنساني حضاري ، حيث تتولد العاطفة التي تربط بين الإنسان وهذا النوع من الحيوان ، والتي تغدو قوية في نفس الإنسان حتى إن فقده للحيوان الأليف لديه يبعث في نفسه الأسى والحزن .
وجاءت الأشعار في هذا الباب تحمل أسمى العواطف الإنسانية الممتزجة بالحزن الذي يبرهن على المعاناة التي يجدها الإنسان بعد رحيل أليفه وأنيسة من الحيوانات والطيور، ولعل هذا الحزن يرجع إلى ما في هذه الحيوانات من فوائد جمة .
ولو تتبعنا بعض النماذج التي رثى فيها الشعراء أليفهم وأنيسهم من الحيوانات لطالعنا الشاعر أبو نواس بأرجوزته في **** الذي لسعته حية في عرقوبه فمات ، ويستهلها بقوله:
يا بؤس ***ي سـيد الكــــلاب
قد كان أغناني عــن العقـاب
وهذا ابن العلاف النهرواني، يتفجع على (هرة) فهي عنده بمكانة الولد، قائلاً:
يا هرُ فارقتنـا ولـم تعــد وكنـت عندي بمنزل الولـد
وقد رثي الشعراء طيورهم لما لها من أهمية ؛ فهي مصدر غذاء وأنس، فأبو الفرج يرثي ديكاً لـه ، قائلاً :
أبكـي إذا أبصرت ربْعَك موحشـاً
بتحنن وتأســـف وشهيــق
فرثاء الحيوانات والطيور يعد من الموضوعات الجديدة التي استحدثت في العصر العباسي وإن كان له رواسب في الشعر الجاهلي إلا أن تشبعه بثقافات العصر العباسي وحضاراته وأخيلته جاء وكأنه فن جديد لا عهد للعرب به.
رثاء المدن:
تتمتع المدينة في العصر العباسي باستيعابها لألوان الثقافة وكل أسباب الحضارة والتمدن ، لذا فقد صارت تمثل كياناً له معنى ووجوداً في نفوس أهلها ، وأن أهلها قد صـاروا تربطهم بها روابط كثيرة ، مادية ومعنوية ، وقد تولد في نفوسهم ـ نتيجة لذلك ـ شعور إنساني نبيل إزاء المدنية ، عبروا عنه في صدق وحرارة عندما رأوا الخراب والدمار يحل بها ، وكأنهم فقدوا بهـا عـزيزاً لديهـم. حتى كان لبعض المدن في نفوس الشعراء منزلة تقارب منزلة الأهل والولد ؛ لذلك حين سقطت دولتها، وتحول المجد عنها بكاها الشعراء كما يبكون أبناءهم ، وناحوا عليها كما ينوحون على أعز عزيز لديهم.
من هنا ظهر في العصر العباسي إطار جديد للرثاء متعلق بالنقلة الحضارية، وهو رثاء المدن، وقد كان جديداً بكل معاني الكلمة، وإن كان لهذا الفن جذور في الشعر الجاهلي - مثلاً عند امرئ القيس - فقد جاء في العصر العباسي متشبعاً بالمعطيات الثقافية والفنية ، فظهر فناً متكاملاً وكأنه فن جديد لا عهد للعرب به، إذ إن علاقة الإنسان بالمدنية من قبل لم تتوطد بالشكل الذي توطدت به في العصر العباسي . هذا من جهة . ومن جهة أخرى لم تشهد المدن الإسلامية قبل هذا العصر من الدمار والتخريب ما شهدته بعض مدن العراق في هذا العصر .
ونماذج رثاء المدن في الشعر العباسي أكثر من أن تحصى ، من ذلك رثاء بغداد؛ حيث كانت أول محنة أصيبت بها مدينة في العراق في العصر العباسي هي المحنة التي أصيبت بها بغداد العاصمة ، حين نشب الصراع بين الأمين والمأمون ، فقد حاصرت جيوش المأمون بغداد وضربت المدينة بالمجانيق ، فاصطلي الأهالي بهذه النيران، وخرجوا من بيوتهم مشتتين بعد تهدمها ، وكثر الخراب والهدم والدمار ، حتى درست محاسن بغداد ؛ وقد صور هذا العتري في قوله:
من ذا أصابـك يا بغـداد بالعيـن ألم تكوني زماناً قـرَّةَ العيـــن ؟!
ألم يكن فيـك قوم كان مسكنهـم وكـان قربهـمُ زَيْنـاً من الزيـن ؟!
يكشف الشاعر في عاطفة صادقة عن حزن عميق لما حل بالمدينة من دمار بعد أن كانت قرة للعين ، ويبكي الشاعر فراق أهلها بعد أن كانوا زينتها وهم يعيشون فيها في رغد من العيش.
وشاعر آخر يستبدل بدل الدمع دماً لشدة حزنـه على بغـداد، قائلاً:
بكيت دماً على بغداد لمَّـــــا فقدتُ غَضَارةَ العيـش الرقيـــق
ومهما يكن من شيء فإن رثاء المدن في العصر العباسي كان يمثل موقفاً جديداً لشاعر العصر، فرضته عليه ظروف الحياة في المدينة وارتباطه الوجداني بها، إلى جانب الأحداث والظروف السياسية الداخلية التي عرفها ذلك العصر.
رثاء الجواري والغلمان:
كثر الرقيق في العصر العباسي كثرة مفرطة ??بسبب من كانوا يؤسرون في الحروب وبسبـب انتشار تجارته ؛ وقد كانت قصور الخلفاء والأعيان تزخر بالجواري والخدم .
وكان للجواري مكانة كبيرة في نفوس الخلفاء والأمراء ، ينظمون الشعر فيهن إذا أعرضن ، وكم تباكى الخلفاء وأبكوا الحاضرين معهم لموت جارية من جواريهم ، من هنا شاع في العصر العباسي رثاء الجواري .
ويمكن القـول إن هذا النوع من الرثاء يوشك أن يكون مستحدثاً في العصر العباسي ??؛ لكثرتـه ولاهتمام الخلفاء به ، فالرشيد أقسم أنه سوف لا يسر بشيء بعد جاريته " هيلانه "، فبفراقها فارق لذة العيش ، يقول:
أقول لما ضمنـوك الثـــــرى وجالـت الحسـرة في صدري
أذهـب فلا والله لا ســــرنى بعــدك شيء أخــر الدهــر
وابن الرومي ماتت مغنيته " بستان " حزن عليها حزناً شديداً وأخذ يعبر عن هذا الحزن في مائة وخمسة وستين بيتاً من الشعـر من ذلك قـوله :
كـوَّر شمـس النهـار فانكـدرت كواكب الليـل كل مُنْكــدر
فكأن القيامة قد قامت بموتها .
فالبكاء على الجارية بكاء على فقد الأنس والنعيم ومباهج الحياة وكذا الحال في بكاء الغلمان
رثاء العلماء والأدباء:
ومما شاع في العصر العباسي - والذي يعد من مستجدات الرثاء - رثاء العلماء والأدباء ، فقد رثي أعرابي العالم الجليل محمد بن جرير الطبري ، فبين أن موته خطب عجز عنه الصبر ، قائلاً:
حـدث منقطـع وخطب جليــل دق عـن مثلـه اصطبـار الصبـور
قام ناعـي العلوم أجمـع لمــــا قـام ناعـــي محمد بن جريـــر
فهـوت أنجـم لها زاهــــرات مؤذنــات رسومهــا بالدثــور
رثاء الخلفاء والوزراء:
وشاع في العصر العباسي رثاء الخلفاء والوزراء والأمراء والقادة
وجاءت تعبيراتهم تفيض بالألم والحسرة لفقدهم.
فهذا المتوكل لمكانته في نفوس الشعراء رثوه رثاءً حاراً ، فهذا قول " محمد بن يزيد الأموي " يخاطب القبر بأن روحه بداخله:
أيهـا القبـر إن فيـك لروحــي نُزعـت من مفاصلي وعظامــي
رثاء الرفقاء والأصدقاء:
ومن ملامح التجديد في مضامين الرثاء، رثاء الرفقاء والأصدقاء؛ لما لهم من مكانة خاصة في النفس، ففقدهم كان مؤلماً.
وقد شاع في العصر العباسي بكاء الرفقاء والأصدقاء، بكاء يفجر الحزن في النفس؛ لما يصور من شقاء الأصدقاء بموت رفاقهم وكيف يصطلون بنار الفـراق المحـرقة، وأخذ الشعراء يعبرون عن حزنهم بأبيات شعرية، فهذا "بشار" يتحسر على صديقه ، قائلاً:
ويلي عليه وويلتي مــن بينــه كان المحب وكنـت حبـاً فانقضى
قد ذقت ألفتـه وذقـت فراقـه فوجدت ذا عسـلاً وذا جمر الغضا
رثاء الأبناء:
ورثاء الأبناء من الأنماط التي يمتلئ بها الرثاء في كل العصور، وهو من أشرف الأشعار وأصدقها.
ويكون التجديد في الشعر الذي يتناول رثاء الأبناء بقدر ما يعكسه العصر على الشاعر من رقة مشاعر وأحاسيس تتأثر بها قصائده ؛ والشاعر العباسي عبر عن حزنه الشديد لفقد ابنه بمظاهر الحزن المختلفة من بكاء شديد أو أرق متواصل ، أو ما وصل إليه حالهم بعد أبنائهم ، أو بكل وسائل التعبير المختلفة .
وأفضل من استخدم الدموع مظهراً من مظاهر الحزن " ابن الرومي " عندما اختطف الموت ابنه (محمد)، فأخذ يبكيه بكاء حاراً ، مخاطباً عينيه أن ترسل الدموع غزيرة ، قائلاً:
بكـاؤكُما يُشْفي وإن كان لا يُجْدي
فَجُـودا فقد أودى نظيـركُمَا عنْـدي
" وبشار بن برد " يعد نفسه غريباً بعد موت ابنه محمد،قائلاً:
كأنــي غريــب بعد موت محمد
وما الموت فينـا بعـده بغريــب
رثاء الآباء:
ويعد رثاء الآباء من أنماط الرثاء التي انتشرت في العصر العباسي ويرجع هذا إلى أن "معظم الشعراء ينشأون يتامى " بسبب ما في هذا العصر من ثورات وحروب وموت وتعذيب ، وهذا النوع من الشعر أقل بكثير من الشعر الذي يرثي الأبناء لاختلاف عاطفة الابن نحو أبيه عن عاطفة الأب نحو ابنه ؛ فحزن الأب على ابنه أشد بكثير من حزن الابن على أبيه .
يقول المعري في وفاة والده:
وبعدك لا يَهْوى الفُؤادُ مســـرَّةً وإْن خان في وصْـل السُّرور فلا يَهْني
رثاء الزوجة:
حظيت الزوجة باحترام الرجل العربي وتقديره ، واستأثرت بحبه على مر العصور ، وجزع على هجرها وظعنها .
فكان للزوجة في العصر العباسي مكانة غالية عند زوجها ، فاحتفي بها حية وحزن حزناً شديداً لفقدها ، واستعان الشعراء على ذلك بمعطيات البيئة العباسية في طريقـة التعبير عن أحزانهم ؛ فهذا شاعر عباسي يتمنى افتداء زوجته بنفسه وإلا فليمت معها، قائلاً :
فيا ليتني للمـوت قدمت قبلهــا وإلا فليت المـوت أذهبنـا معــاً
إيثاار
2014- 11- 10, 09:50 AM
المحاضرة السادسة أغراض الشعر العباسي الهجاء والفخر والعتاب والزهد
بعض فنون الشعر العباسي وهي:( الهجاء، والفخر، والعتاب والاعتذار، والزهد).
• الهجاء:
إذا تركنا المديح والرثاء إلى الهجاء وجدنا معالم التطور فيه أعمق وأوسع منها في المديح الخالص؛ إذ كان يتصل بحياة الشعب والعامة اتصالاً وثيقاً. ولعله أدق من اتصال المديح بحياة العامة.
وإذا كان فن النقائض ضعف في العصر العباسي فإن فن الهجاء لم يضعف بسبب التنافس الشديد بين الشعراء ، وقد عمت فيه روح جديدة .
ويخيل لمن يقرأ شعر الهجاء في العصر العباسي أن أصحابه لم يتركوا مثلبة خلقية أو نفسية في شخص إلا صوروها . ولم يترك الشعراء خليفةً ولا وزيراً ولا قاضياً ولا عالماً ولا مغنياً إلا كالوا له الهجاء كيلاً ، ويمكن تلمس ذلك في أي ديوان شعر من دواوين شعر العصر العباسي.
يقول علي بن بسام في هجاء العباس بن الحسن وزير المستكفي:
وزارة العباس من نحسها ستقلع الدولة من أُسّها
شبهته لما بدا مقبلاً في خلع يخجل من لبسها
جارية رعناء قد قدّرت ثياب مولاها على نفسها
وقد هجاء حماد عجرد الشاعر بشار، قائلاً:
ألا مَن مُبلِّغٌ عني الذي والِدُه بُردُ
إذا ما نُسِب الناسُ فلا قَبِلٌ ولا بَعدُ
وأعَمى يُشبه القِرد إذا ما عَمِيَ القِردُ
ولو تُلقِيه في صَلْدٍ صَفاً لا نْصَدَعَ الصَّلْدُ
هو ال***ُ إذا ما مات لم يُوجَدْ لـه فَقْدُ
ويقال إن بشاراً حين سمع هذه الأبيات بكى من شدة إيلامها لنفسه.:sm1:
ويكثر في هجاء بشار وغيره هتك الأعراض، وربما كان لشيوع الفحش والمجون أثر في ذلك.
وتشيع في كثير من قطع الهجاء روح السخرية المريرة ، وقد تشيع روح الفكاهة المضحكة.
فيمكن القول إن الهجاء العباسي أصبح الصحيفة التربوية المقابلة للمديح ، فالمدح يرسم المثالية الخلقية لهذه التربية ، والهجاء يرسم المساوئ الفردية والاجتماعية التي ينبغي أن يتخلص منها المجتمع العباسي .
الفخر: ظلت للفخر حيويته القديمة وإن ضعف صوت الفخر القبلي ، وإن كنا نجده من حين لآخر عند بعض الشعراء العباسيين ، كما هو عند أبي نواس الذي كان يتعصب لمواليه من بني سعد العشيرة القحطانية ، ونظم في ذلك أشعاراً كثيرة .
وكما هو عند البحتري الذي يفتخر بقبيلته ” طي ” ، وكذلك علي بن الجهم الذي افتخر بأهله القرشيين ، قائلاً:
أُولئكَ آلُ اللـهِ فِهْرُ بنُ مالكٍ بهم يُجْبَرُ العظمُ الكسيرُ ويُكْسَرُ
هُمُ الْمَنْكِبُ العالي عَلى كُلِّ مَنْكِبٍ سيوفُهُم تُفْني وتُغْني وتُفْقِرُ
وارتفع الفخر السياسي ، ونجد ذلك واضحاً عند ابن المعتز الذي يفتخر بأحقية بني العباس بالخلافة ، يقول مقدماً بعض شيمه:
لا أشرَبُ الماءَ إلاّ وهوَ مُنجَرِدٌ من القَذَى ولغَيري الشَّوبُ والرَّنِق
عَزمي حُسامٌ، وقَلبي لا يُخالِفُهُ، إذا تَخاصَمَ عَزْمُ المَرءِ والفَرَق
فهو يشرب الماء صفواً وغيره يشربه كدراً وشوباً وطيناً ، وهو قوي لا يخاف.
الشوب: الماء المخلوط - الرنق: الكدر.
لفرق: الخوف.
وما يلاحظ على الفخر العباسي أن كثيراً من الشعراء صدروا في فخرهم عن شعور طاغ بالمروءة والكرامة والشيم الرفيعة ، كما في قول الشاعر العباسي:
وَمَن يَفتَقِر مِنّا يَعِش بِحُسامِهِ وَمَن يَفتَقِر مِن سائِرِ الناسِ يَسأَلِ
وَإِنّا لَنَلـهو بِالسُيوفِ كَما لَهَت فَتاةٌ بِعِقدٍ أَو سِخابِ قَرَنفُلِ
سخاب قرنفل: قلادة من الطيب.
العتاب والاعتذار: وأكثر الشعراء في العصر العباسي من العتاب والاعتذار ، سواء بين المتحابين أو بين الأصدقاء ، وقد تفننوا في ذلك على صور شتى تسعفهم ملكاتهم العقلية الخصبة بمعان وخواطر لم تفد على سابقيهم ، أو لعلها وفدت ولكنهم أبرزوها إبرازاً جديداً ، تسعفهم في ذلك مشاعرهم المرهفة وأذواقهم المتحضرة الرقيقة ومهارتهم في الإتيان بالمعاني التي تروق العقول والقلوب.
وربما كان من أجمل ما صاغوه في العتاب قول سعيد بن حميد:
أقللْ عتابك فالبقاءُ قليل والدهر يَعدِلُ تارةً ويميلُ
لم أبْكِ من زمن ذَمَمتُ صُروفه إلا بكَيتُ عليه حين يَزُولُ
ولكُلّ نائبةٍ ألمت مُدةٌ ولكل حالٍ أقبَلت تَخويلُ
ومن أشهر شعراء الاعتذار في العصر العباسي وأكثرهم تفنناً في فيه البحتري ، وقد أجمع القدماء على الإعجاب باعتذاراته للفتح بن خاقان وزير المتوكل ومن طريف ما قاله فيها :
أُقِرُّ بِما لَمْ أجْنِهِ مُتَنَصِّلاً إلَيْكَ، على أنّي إخالُكَ ألْوَمَا
ليَ الذّنْبُ مَعْرُوفاً، وإن كنتُ جاهلاً بهِ، وَلَكَ العُتْبَى عَلَيّ وأنْعِمَا
وَمِثْلُكَ إنْ أبْدَى الفَعَالَ أعادَهُ، وإنْ صَنَعَ المَعرُوفَ زَادَ وَتَمّمَا
الزهد: كان الزهد من الموضوعات التي تتصل بحياة العامة ، وقد نشأ عنه التصوف.
وكانت الحانات في العصر العباسي تكتظ بالفقهاء والمحدِّثين والعبَّاد والنسَّاك والوعاظ وكانوا يدعون إلى الزهد وترك المتاع الفاني والإقبال على ما عند الله من المتاع الباقي ، مكررين الحديث عن الموت والتقوى والعمل الصالح . وبلغ من انتشار شعر الزهد حينئذ أن اشترك فيه كثير من الشعراء الذين تطفح دواوينهم بالحديث عن الخمر والمجون من أمثال: أبي نواس ، وابن الرومي ، وابن المعتز .
يقول أبو نواس:
أيا رُبَّ وَجهٍ، في التّرابِ، عَتيقِ، ويا رُبَّ حُسْنٍ، في التّرابِ، رَقيقِ
أرى كل حيٍّ هالِكاً وابنَ هالِكٍ، وذا نَسَبٍ في الـهالكينَ عَريقِ
فقُلْ لقرِيبِ الدّارِ: إنّكَ ظاعِنٌ إلى مَنْزِلٍ نائي الْمَحَلِّ سَحيقِ
إذا امتَحَنَ الدُّنيا لَبيبٌ تكَشَّفَتْ لـهُ عَنْ عَدوٍّ في ثِيابِ صَديقِ
ويقول علي بن الجهم زاهداً:
وعاقِبَةُ الصَّبْرِ الْجَمِيلِ جَمِيلَةٌ وأَفْضَلُ أَخْلاقِ الرِّجالِ التَّفَضُّلُ
وما المالُ إلاَّ حَسْرَةٌ إنْ تركتَهُ وغُنْمٌ إذا قَدَّمْتَهُ مُتَعَجَّلُ
ولِلْخَيْرِ أَهْلٌ يَسْعَدُونَ بِفِعْلِه ولِلنَّاسِ أَحْوالٌ بهم تَتَنَقَّلُ
وللـهِ فِينا عِلْمُ غَيْبٍ وإنَّما يُوَفِّقُ مِنَّا مَنْ يَشاءُ ويَخْذُلُ
إيثاار
2014- 11- 10, 10:05 PM
المحاضرة السابعة أغراض الشعر العباسي
بقي غرضين من أغراض هذا الشعر ، وهما : الغزل ، والشعر التعليمي.
• مفهوم الغزل:
الغزل في لغة العرب يعني الظهور والارتفاع إلى نشاط الحركة المميزة، ومنه سميت الغزالة بهذا الاسم ، ذلك الحيوان البري لرشاقة حركته وسحره الظاهر، وسميت الشمس بالغزالة لارتفاعها والحرارة المتوهجة منها.
أما في الاصطلاح فهو يعني التودد إلى النساء ، وحب الحديث إليهن. وقالوا الغزل:التصابي.
عامل الغزل : الحب ومن طبع الإنسان أن يستلطف كل جميل ويميل إليه.
أنواع الغزل: (الغزل العذري)
الغزل العذري: هو الذي يخرج عن عاطفة صادقة وعماد هذا اللون الصدق في العاطفة والعفة في القول فلا يتناول الشاعر ما يناقض العفة وإنما يعتمد على المعاني الروحية والنوازع القلبية.
نشأ هذا النوع من الغزل في بادية العصر الأموي.
الغزل الصريح:
ازدهر هذا الغزل وترعرع في البيئة الحضارية في العصر الأموي ويطلق عليه الغزل الحسي حيث له طابع حسي في التعبير عن عواطف الحب .
الغزل العباسي:
ولعل الشاعر العباسي لم يُعن بموضوع قديم كما عني بالغزل ، وكانوا ينظمونه تعبيراًعن عاطفة الحب الإنسانية الخالدة ، وتلبية لحاجات الناس الوجدانية حاجات المغنين والمغنيات من المقطوعات والأشعار التي توقّع الآلات والمعارف الموسيقية ، ولذلك تطلبها دائماً دور القيان والطرب.
وكاد أن يكون لكل شاعر طائفة من الجواري يحففن به ، وكان منهن كثيرات يحسن نظم الشعر؛ لذلك كان طبيعياً أن يشيع الغزل الماجن في هذا العصر.
وقد مضى الغزل يجري في نفس التيارين الذين اندفع فيهما عصر بني أمية ، ونقصد تيار الغزل الصريح والغزل العفيف.
وكان تيار الغزل الصريح أكثر انتشاراً بسبب كثرة الجواري والقيان ، وخرج هذا النوع من الغزل عن كل حشمة ووقار، فأصبح يختلف عما كان عليه عند عمر بن أبي ربيعة في العصر الأموي. واستحدثت من الغزل ضروباً جديدة كالتغزل بالغلمان ، كما هو عند بشار ، وأبي نواس.
أما الغزل العذري ( العفيف) فقد أخذ يضيق ضيقاً شديداً في العصر العباسي بالقياس إلى عصر بني أمية الذي أخذ ينتشر فيه هذا النوع من الغزل انتشاراً واسعاً.
وإن كنا نجده عند الشاعر العباسي العباس بن الأحنف، من ذلك قوله:
واللـهِ لَوْ أنّ القُلوبِ كَقَلْبِها ما رَقّ للوَلدِ الصّغيرِ الوَالدُ
كتَبتْ بأن لا تأتِني فَهَجَرْتُها لتَذوق طَعمَ الـهَجْرِ ثمّ أُعاوِدُ
ويقول العباس أيضاً:
أزَينَ نِساءِ العالَمينَ أجيبي دُعاءَ مَشوقٍ بالعِراقِ غرِيبِ
كتَبتُ كِتابي ما أقُيمُ حروفَه لشِدّة إعوالي وطُول نَحيبي
أخُطُّ وأمحو ما خَطَطتُ بِعَبْرةٍ تَسُحُّ على القِرطاس سَحَّ غُروبِ
أيا فوزُ لو أبصرتني ما عَرَفتِني لطولِ شُجوني بعدَكُم وشحوبي
وأنتِ من الدُّنيا نصيبي فإن أمُت فليتكِ من حُورِ الجِنانِ نصيبي
أرى البَيْنَ يشكوهُ المُحبُّون كلُّهمْ فيا رَب قرِّبْ دارَ كلِّ حَبيبِ
من خصائص الغزل العباسي:
1- تداوله أفذاذ الشعراء العباسيين.
2- صيغ بعقلية خصبة حديثة.
3- احتوى على قدر من التوليد في المعاني القديمة.
4- اعتمد على الأخيلة الجديدة.
5- اتسع لكل الصور القديمة من نسيب ووصف الأطلال والديار الدارسة، إضافة إلى الصور الجديدة.
6- يحتوي على الفكر الدقيق والإحساس المرهف المناسب لحضارة العصر.
الشعر التعليمي: الشعر التعليمي فن استحدثه العباسيون ولم تكن له أي أصول قديمة .
وقد دفع إليه رقي الحياة العقلية في العصر العباسي ؛ فإذا نفر من الشعراء ينظمون بعض القصص أو بعض المعارف أو بعض السير والأخبار .
ومن أوائل ما يلقانا من ذلك، تحدث صفوان الأنصاري في أشعاره عن فضل الأرض وما تحمل من كنوز ومعادن كريمة.
وقد عمل أبان بن عبد الحميد على إشاعة هذا الفن الشعري الجديد، فقد نظم فيه تاريخاً وفقهاً وقصصاً كثيرة.
وأهم من ذلك كله أنه نظم في القصص كتاب كليلة ودمنة في أربعة عشر ألف بيت، يستهلها بقوله:
هذا كتاب أدب ومحنة وهو الذي يدعى كليلة ودمنة
وابن المعتز يعنى بنظم سيرة المعتضد الخليفة العباسي ، وعلي بن الجهم ينظم قصيدة مزدوجة في التاريخ تقع في أكثر من ثلاثمائة بيت ، منها قوله:
يا سائِلِي عَنِ ابْتِداءِ الخَلْقِ مَسْأَلَةَ الْقاصِدِ قَصْدَ الْحَقِّ
أَخْبَرَنِي قُوْمٌ مِنَ الثِّقاتِ أُولُو عُلُومٍ وَأُولُو هَيْئاتِ
كما لابن دريد قصائد تعليمية في مجال اللغة
إيثاار
2014- 11- 10, 10:44 PM
المحاضرة الثامنة
من أعلام الشعر العباسي بشار بن برد
بشار بن برد“.
• بشار بن برد( مولده ونشأته):
بشار بن برد: ولد بشار بن برد بن يرجوخ في البصرة سنة95هـ وقيل سنة96هـ ، وفيها نشأ.
فارسي الأب ، رومي الأم ، أخذ يتلون في انتسابه ، مرة ينتسب إلى قيس غيلان ، ومرة ينتسب إلى بني عامر.
كان أبوه طياناً يعيش من ضرب اللبن ، وله أخوان: بشر وبشير كانا قصابين، وكان أحدهما أعرج والآخر أبتر.
ولد بشار أعمى، فلم ينظر إلى الدنيا قط، وعبَّر عن عماه مبكراً قائلاً:
عمِيتُ جَنِينا والذكاءُ من العَمَى فجئتُ عجيبَ الظن للعِلم مَعْقِلا :icon9:
يعد بشار أشهر الشعراء المخضرمين للدولتين الأموية والعباسية ، ورأس الشعراء المحدثين وأحد البلغاء المكفوفين وإمام الشعراء المولدين.
لقد حددت آفة بشار حياته منذ نعومة أظفاره ، فاتجه إلى المساجد وإلى مربد البصرة ينهل من حلقات العلم والشعر ، وأعانته نشأته في بني عُقيل على أن يتمثل السليقة العربية .
ولم يكد يبلغ العاشرة حتى أخذ ينبوع الشعر يسيل على لسانه.
وكان الهجاء حينئذ يضطرم في موطنه اضطراماً لا بين جرير والفرزدق فقط ، بل بين جميع الشعراء ، فكان من الطبيعي أن الهجاء أول الموضوعات التي نظم فيها بشار شعره.
كما اشتد بـ ”بشار“ طموحه إلى إتقان اللغة العربية ، فاتجه نحو البادية ، فقام فيها فترة مكنت له من عربية لسانه وفقهه الدقيق في اللغة وشؤون البادية ، وعاد إلى البصرة يُكثر من الاختلاف إلى حلقات المتكلمين ومجالسهم .
وجعل بشار يتابع بنهم كتب الأدب القديمة ، حتى اشتهر بشعره ، وعد من مشاهير شعراء عصره ، وكان في مقدمة الذين نبغوا في أوائل العصر العباسي الأول ، وهو مقدم عليهم بإجماع الرواة ورئيسهم بلا خلاف .
ذكر“ الجاحظ ”: ” المطبعون من الشعراء : بشار،والسيد الحميري ، وأبو العتاهية، وابن عيينة، ولكن بشار أطبعهم“.
ويقال أيضاً: ”إن أكثر الناس شعراً في الجاهلية والإسلام ثلاثة: بشار وأبو العتاهية والسيد الحميري“.
العوامل المؤثرة في حياته وشاعريته:
1- أصله الفارسي:
فقد كان فارسي الأصل ، فورث عن الفرس حدة المزاج ، والتعصب لأصله.
2- عماه:
فكان يحس بالمرارة من عماه والحقد على المبصرين.
3- فقره وأسرته:
لقد ضاعف في نفسه وزاد من حقده فقر أسرته وتخلفها في المجتمع.
4- تربيته في بني عقيل وذهابه إلى البادية ؛ مما جعله يتقن العربية ويتمثل سليقتها بكل مقوماتها.
5- تردده على حلقات المتكلمين بالمساجد يستمع إلى محاورات لأصحاب الملل والنحل والأهواء المختلفة.
6- اطلاعه على ما نقله ابن المقفع إلى العربية من الآداب الفارسية وغير الفارسية ، ومن الآراء المختلفة ، وكان ذلك كله سبباً في أن يحدث تشويشاً في فكره وأن تمتلئ نفسه بالشك والحيرة ، فتحول شعوبياً يبغض العرب والعروبة.
7- بيئته:
كانت بيئة بشار تكتظ بالجواري والقيان ، فاختلط بهن وتغزل فيهن، وساعده على ذلك فقد بصره ؛ حيث مال إلى التجسيد والتشخيص.
هذه العوامل وغيرها أثرت في طبيعة بشار وفي شعره؛ فجاءت طبيعته شديدة التعقيد ، وجاء شعره لاذع الهجاء، حسي الغزل.
شاعريته :
لـ ”بشار“ شاعرية خصبة أصيلة أتيح لها أن تتجاوب مع روح العصر وتعبر عن خوالج النفس ، فالغزل والهجاء والمدح والوصف والرثاء والحكمة كلها فنون كان فيها بشار قوي الحس ، مرهف الشعور ، سريع الانفعال.
ولـ“ بشار“ قدرة فائقة على التوفيق بين اللفظ والمعنى وبين الصورة والموضوع ، فهو شاعر مطبوع ولم يكن متكلفاً .
وهذا الشاعر الأعمى وهبه الله طبعاً قاسياً وذكاءً حاداً، فقد قال في شعره : ” لي اثنا عشر ألف بيت عين ” .
أغراضه الشعرية
( الغزل والنسيب).
باب الغزل عند بشار من الأبواب الشعرية التي احتلت جانباً مهماً في ديوانه ؛ فهو يصف مجالس حبه ، ويتحدث عن حبيباته إلى غير ذلك.
يقول عنه الجاحظ:“ إنه هو والأعشى وهما أعميان قد اهتديا من حقائق هذا الأمر ما لا يبلغه البصير ولـ ”بشار“ خاصة في هذا الباب ما ليس لأحد“.
وقال الأصفهاني: ” عهدي بالبصرة وليس فيها غزل ولا غزلة إلا ويروى من شعر بشار ”.
ويتضح في غزل بشار أنه يتمثل لكل ما نظم في هذا الفن قديماً من التشبيب والنسيب وبكاء الديار ، ومن الغزل المادي عند عمر بن أبي ربيعة وأقرانه ، ومن الغزل العذري عند جميل وأمثاله . وقد مضى في كل ذلك يستلهم الرقي العقلي الحديث والحضارة العباسية.
ومن شعره في محبوبته ” عبده ”:
أَبِيتُ أَرمَدَ مَا لمْ أَكْتحِلْ بِكُمُ وَفِي اكْتِحالٍ بِكُمْ شافٍ مْن الرَّمَدِ
وَكُلُّ حِبٍّ سَيَسْتشْفِي بِحِبَّتِهِ سَاقتْ إلى الغيِّ أَوْ سَاقتْ إِلى الرَّشدِ
وكثيراً ما كان يردد في أشعاره أن السمع يحل محل العين في تقدير الجمال، قائلاً:
يا قوْمِ أذْنِي لِبعْضِ الحيِّ عاشِقةٌ
والأُذن تَعْشَقُ قبْل العَيْن أحْيانَا
قالوا بِمَن لا تَرى تَهْذِي فقُلْتُ لَهُمْ
الأُذنُ كالعَيْن تُؤْتِي القَلْبَ ما كَانَا يالجمالها:verycute:
فقد أثبت بشار براعته في صياغة الشعر الغزلي الرفيع وأجاد فيه.
المديح:
يعد المديح أهم غرض وصلَّ بشاراً بالتراث، فقد حافظ فيه على نهج القدماء ، سواء من حيث جزالة الألفاظ ورصانتها ومتانتها، أو من حيث المنهج الذي سار عليه القدماء حيث كانوا يبداؤن قصائد المديح بالغزل والنسيب ثم الوصف ثم المدح ثم الحكمة، وكل ذلك احتذاه بشار في كثير من مدائحه ، بل احتذى نفس المعاني والأخيلة.
وأخذ يخلع على ممدوحيه من الخلفاء والولاة نفس الشيم الرفيعة التي طالما خلعها الجاهليون والإسلاميون من الكرم والمروءة والشجاعة ، ... والصفات الدينية التي خلعها الإسلاميون
على ممدوحيهم من الخلفاء والوزراء. يمدح أحد الوزراء، قائلاً:
إِذَا جِئتَهُ للْحَمْدِ أشْرَقَ وَجْهُهُ إِلَيْكَ وأعْطَاكَ الكرَامةَ بالحَمد
ويلاحظ أنه يُدخل في خيوط قصيدته خيوطاً جديدة ويمكن تبين ذلك في استلهامه كلام ابن المقفع في الأدب الكبير،من ذلك قوله:
إذا كنت في كل الأمور معاتباً
صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى
ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
الرثاء:
عرفنا أن بشاراً كان منغمساً في اللهو ، ولم تكن نفسه مفطورة على الأسى والحزن ، لذا لم نجد له مراثي كثيرة ، ومع ذلك رثي ابنه محمداً في قصيدة تصور لنا عاطفة الأب المفجوع، قائلاً:
أُصيبَ بُنَيَّ حينَ أورقَ غصنُهُ وألقى عليَّ الـهمَّ كلُّ قريبِ
الهجاء والفخر:
توجد عدة عوامل جعلت بشاراً يسرف في الهجاء والفخر، منها:
1- كان يريد أن يشتهر كما اشتهر جرير والفرزدق في هذين الفنين.
2- فقد بصره ولَّد عنده مرارة وحقداً
3- كان مولى والموالي كان يُنظر إليهم نظرة احتقار، فولَّد ذلك عنده كره للمجتمع.
4- فقره وبؤسه وبؤس عائلته، جعله ناقماً على من حوله.
أما فخره فكان يفتخر بأنه قيسي حيث كان والي العراق يزيد بن عمر بن هبيرة كان يتعصب لأصوله من قيس ، وكان بشار يعيش في كنفه ، هذا في العصر الأموي.
أما في العصر العباسي لما كثر العنصر الفارسي وحقق انتصارات عديدة تحول بشار شعوبياً متعصباً لأصله الفارسي، يقول:
إِذَا ما غَضِبْنَا غَضْبَةً مُضَرِيّةً هَتَكْنَا حِجَابَ الشَّمْسِ أوْ تُمطِر الدِّمَا
إِذَا ما أَعَرْنا سَيِّداً من قَبِيلَةٍ ذُرَى مِنْبَرٍ صَلَّى علَينا وسَلَّما
مما سبق يتبين أن بشاراً تمسك بالتراث وواءم بينه وبين عصره
إيثاار
2014- 11- 10, 11:54 PM
المحاضرة التاسعة
من أعلام الشعر العباسي أبو نواس
• :مولده ونشأته ووفاته وأصله
أبو نواس:هو الحسن بن هانئ، ويعد أهم شاعر يصور الفساد الخلقي من جميع نواحيه.
ولد في الأهواز - من بلاد خوزستان – سنة145هـ على التقريب.
نشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد واتصل فيها بخلفاء بني العباس، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي سنة198ه.
أصله: فارسي الأم والأب ، وكني بكنية يمنية هي: أبو نواس، وكان يسعى إلى إلحاق نسبه بالعرب.
حياته:
نشأ أبو نواس يتيماً، :Cry111:حيث قدمت به أمه إلى البصرة بعد سنتين من مولده، وترعرع في بيئة سادها التهافت على اللهو، فلم تعبأ أمه بحاله، فأسلمته إلى عطار بالبصرة ، فمكث عنده ؛ ليتعلم العربية والشعر، إلى أن صادفه عند العطار ”والبة بن الحباب“ الشاعر الماجن ، وأعجب كل منهما بالآخر ، وأخرجه والبة معه إلى الكوفة- وربما كان من دوافع خروجه إلى الكوفة مع والبة بن الحباب ، سيرة أمه في البصرة التي كانت تلاحقه وتؤذيه- وبقي معه ومع ندمائه ، وخرج عليهم بالشعر ، وفاقهم جميعاً.
وقدم بغداد فبلغ خبره الرشيد فأذن له بمدحه فمدحه بقصائد طنانة، ثم انقطع على مدح محمد الأمين الخليفة العباسي، وثبت عنده بعض ما يوجب تعزيزه فسجنه، ولم يلبث بعد خروجه من السجن أن توفي عام198ه، ودفن بمقبرة الصالحين بالجانب الغربي من بغداد.
ثقافته:
يقول الدكتور/أحمد زكي عنه:“ أبو نواس شاعر ، ولكنه لم يعدم الاتصال بأصحاب الحديث وعلماء الأخبار واللغة، واتصل بالأعراب ورحل إلى البادية ، وقرأ ما خلفه الفرس، وأحاط بما شاع من آثار اليونان، فكان نمطاً بصرياً ، يجمع بين رقة الفنان ودقة العالم“.
أخذ يفد إلى المربد، كما أخذ ينهل من دروس اللغويين ومحاضراتهم ، خاصة خلف الحمر.
وقرأ كتب الحديث على بضعة من أئمة البصرة . وقرأ شعر ذي الرُّمة على الراوية محمد بن حبيب الناشئ، وتخرج في الشعر ومعانيه على يد خلف الأحمر.
وتفرغ أبو نواس للنوادر والمُلح والميل إلى الهزل والعبث.
ولما تقدمت به السن وعلته الشيخوخة ، أخذ ينيب إلى ربه، وينظم أبياتاً مختلفة في الزهد والتنسك.
العوامل المؤثرة في طبعه وشاعريته:
1- أصله الفارسي، الذي ورَّث فيه حدة المزاج العصبي.
2- ثقافته وثقافة عصره: تثقف أبو نواس بكل الثقافات التي عاصرها من عربية وإسلامية ، ومن هندية وفارسية ويونانية ، ومن مجوسية ويهودية ونصرانية، كما غرف من حضارة عصره المادية في آثامها وخطاياها.
3- سيرة أمه المنحرفة: حيث جعلته يتخذ من المجون والفسق أداة،بل ملجأ للهروب من أزمته ومن هموم الحياة وأحزانها، وأحياناً يعلن تمرداً وإلحاداً في الدين، ولكنه إلحاد عابر،لا إلحاد عقيدة .
4- ميله إلى الهزل والعبث، ولعل ذلك هو الذي جرَّه إلى صياح كثير في وجه الدين الحنيف، وكان إذا تلوَّمه بعض معاصريه قال:“ والله ما أدين غير الإسلام ولكن ربما نزا بي المجون حتى أتناول العظائم“.
5- كان يحظى بملكات شعرية بديعة، وهي ملكات صقلها بالدرس الطويل للشعر القديم واللغة العربية الأصيلة، حتى قال الجاحظـ :“ ما رأيت أحداً أعلم باللغة من أبي نواس، وأضاف إلى هذا العلم علماً جديداً بقوالب الشعر الجاهلي والإسلامي وما صارت إليه عند بشار وأقرانه من أوائل العباسيين ”.
ومن خلال هذه القوالب جميعها أخذت شخصيته تنمو في اتجاهين:
أ- اتجاه يحافظ فيه على التقاليد الموضوعة دون أن يشتط في التجديد.
ب- اتجاه يجدد فيه تجديداً واسعاً ، يجدد في معانيه وألفاظه .
ويمكن أن نسلك في الاتجاه الأول مدائحه وأراجيزه ومراثيه، وبينما نسلك في الاتجاه الثاني أهاجيه وغزلياته وخمرياته وكل ما يتصل بعبثه ولهوه.
شاعريته:
يمثل أبو نواس عصره المضطرب أصدق تمثيل ، كما اشتهر بتنقيح الشعر، وهو من الشعراء المطبوعين ، استطاع أن يفرض شخصيته على شعره وأوجد فنوناً جديدة كالغزل المذكر ، وأوسع بعض الأغراض القديمة فجعل منها فنوناً مستقلة كالخمريات.
ويشهد المؤرخون أن شعره عذب يسير على الألسن ويعلق بالذاكرة ؛فيقول الدكتور /زكي المحاسني:“ لقد جدد أبو نواس في الشعر العربي فجاد بفنون ما عرفها العرب في شعرهم من قبل ، فإذا ذكر المجون في شعر العرب عُد أباه وأمه ولا تثريب على أبي نواس أن تكون لغته في المجون والخمر رهوة خالية من الغريب نقية صافية .
أغراضه الشعرية:
نظم أبو نواس شعره في جميع الأغراض الشعرية ، ونقف عند جانب من هذه الأغراض:
المدح:
كان كثيراً في مدائحه ما يحتفظ بالمقدمات القديمة، وله في ذلك:
يا دارُ! ما فعَلَتْ بكِ الأيّامُ، ضامتكِ، والأيّامُ ليسَ تُضامُ
ويلاحظ أنه لم يكن يطيل في وصف رحلته بالصحراء ، وإن كان يطيل التعمق أكثر في المبالغة حين يمدح الخلفاء، كقوله في الرشيد:
وَأخَفْتَ أهْلَ الشّرْكِ، حتى إنّهُ لَتخافُكَ النُّطَفُ التي لم تُخلَقِ
وجانب آخر في بعض مدائحه يمتاز به عن بشار ،حيث كان يعمد كثيراً إلى الألفاظ العذبة الرشيقة التي تموج بالنعومة والخفة فيؤلف منه مدائحه ، كقوله في الأمين:
مَلِكٌ ، إذا عَلِقَتْ يداكَ بحَبْلِهِ لا يَعترِيكَ البُؤسُ والإعْدامُ
أراجيزه:
وأبو نواس في أراجيزه ووصفه للصيد وأدواته وجوارحه أكثر تمسكاً بالقوالب القديمة، يقول:
كأنّ نسراً ما توكّلْنا بهِ يعفو على ما جَرَّ من ثِيابهِ
توكلنا به:اعتمدنا عليه.
يعفو:يمحو.
الرثاء:
كان أبو نواس يتخير لمراثيه أسلوباً جزلاً مصقولاً، وقد يكثر فيه من الغريب، خاصة إذا كان من يبكيه من اللغويين مثل خلف الأحمر، وفي مراثيه يمتاز بحرارة اللهجة وصدق العاطفة ، ومن مراثيه في الأمين، قوله:
طوَى الموتُ ما بيْني وبينَ محمّدٍ، وليسَ لَما تطْوي المنيّةُ ناشِرُ
لئن عمَرَتْ دُورٌ بمنْ لا أودّهُ، فقد عَمَرَتْ ممّنْ أُحِبُّ المقابرُ
الغزل:
لأبي نواس أشعار غزلية رقيقة في الغزل، فهام بـ“جنان“ وبغيرها من النساء، وتغزل فيهن، وجاء شعره في الغزل سهل الأسلوب، صريح العبارة ، متأثراً بعمر بن أبي ربيعة في غزلياته:
يقول في جنان محبوبته:
وقائلةٍ لي: كيْفَ كنتَ تُريدُ؟ فقلتُ لـها: أن لا يكونَ حسودُ
لقد عاجلتْ قلبي جِنانُ بهجرِها، وقد كان يكفيني بذاكَ وَعِيدُ
رَأيتُ دنوّ الدّارِ ليسَ بنافعٍ، إذا كانَ ما بينَ القلوبِ بعيدُ
خمريات أبي نواس:
إن أبا نواس مصور ماهر، يصف ما تراه العين بألفاظ يغمرها البيان ،ومعان تبلغ السمو والروعة، راحت تشغله أقداح الراح ومجاهرته بالدعوة إلى الخمر والثورة على الأخلاق والتقاليد، وكم يعجبك صدق صورته وصدق تشبيهه فهو يشبه لطف الخمر في كأسها، فيقول:
كأنّ يدَ النديمِ تديرُ منها شعاعاً لا تحيطُ عليه كاسُ
ويدعو إلى وصف الخمر وما يتعلق بها بدلاً من وصف الأطلال، قائلاً:
لا تَبْكِ ليلى، ولا تطْرَبْ إلى هندِ، واشْرَبْ على الوَرْدِ مِنْ حَمْراءَ كالوَرْدِ
كأساً إذا انْحَدَرَتْ في حلْقِ شاربها، أجْدَتْهُ حُمْرَتَها في العينِ والخدّ
واسمعه كيف يبدع في وصف الخمرة وصفائها، قائلاً:
معتَقةٌ ، حمراءُ، وَقْدَتُها جَمرُ، ونَكْهتُها مسْكٌ، وطَلْعتُها تِبرُ
ويقول:
ألا فاسقِني خمراً، وقل لي: هيَ الخمرُ،
ولا تسقني سرّاً إذا أمكن الجهرُ
وهكذا يمضي الشاعر في خمرياته بصور فنية رائعة تحفل بالمادة القديمة والحديثة.
الزهد:
تشير دلائل كثيرة إلى أن أبا نواس لم يكن زنديقاً ولا كافراً ،بل كان ماجناً عامر القلب بالإيمان؛فحين بلغ السن بأبي نواس مبلغه وخطه الشيب أخذ يفيق أحياناً من سكر،مفكراً في الحياة وعواقبها وفي البعث والنشور والموت والفناء، وكان من حين لآخر ينيب إلى ربه، مما جعله يردد أنغاماً مختلفة في الزهد والدعوة إلى الانصراف عن الشهوات والاستعداد للآخرة،بالتقى والعمل الصالح، كقوله:
يا طالب الدنيا ليجمعها جمعت بك الآمال فاقتصد
واعمل لدار أنت جاعلها دار المقامة آخر الأبد
إيثاار
2014- 11- 11, 09:29 AM
المحاضرة العاشرة من أعلام الشعر العباسي أبو العتاهية
• مولده وحياته ونشأته: هو أبو إسحاق إسماعيل بن القاسم بن المؤيد بن كيسان العنزي، ولدفي ” عين التمر“ بالقرب من الأنبار سنة130هـ، وتوفي سنة211هـ، وأوصى أن يكتب على قبره:
إنّ عَيْشاً يَكونُ آخِرُهُ المَوْ تَ لَعَيشٌ مُعَجَّلُ التّنغيصِ
كان أبوه نبطياً من مولى بني عنزة، أما أمه فكانت من مولى بني زهرة. وكان أبوه يعمل بالحجامة، ويظهر أن سيل العيش قد ضاقت به في بلدته فانتقل منها إلى الكوفة بأسرته، ومعه الصغيران:زيد وأبو العتاهية.
ولا يكاد يشب أبو العتاهية حتى نراه ينتظم في سلك المحنثين. ولعل ذلك ما يدل على ما كان يحسه هذا الغلام من ضياع.
إذ نشأ في أسرة فقيرة مغموراً، لا يعتز بأي شيء في دنياه من جاه أو ثروة، وكان دميم الوجه، قبيح المنظر.
نزعت به نفسه إلى اللهو والمجون ، وهذا مما اضطره أن يمشي في طريق وعرة المسالك وانخرط في جماعة المخنثين.
تفجر ينبوع الشعر على لسانه منذ الصغر، فكان يأتيه الأحداث والمتأدبون فينشدهم أشعاره ويكتبونها على ما تكسر من الخزف وما يشترونه من الجرار.
وهناك في الكوفة أخذ أبو العتاهية يختلف على مجالس أهل العلم والأدب في مساجد أهل الكوفة.فتعلم العربية ومهر بالشعر، حتى دوت شهرته فيما بعد .
قصد أبو العتاهية الكوفة وأقبلت عليه الدنيا حين ولي الخلافة المهدي، فأعجب الخليفة المهدي بمدحه فأخذ يغدق عليه جوائزه ، وأوسع له في مجالسه ، ويقال إنه كان يعطيه على القصيدة سبعين ألف درهم.
أحب أبو العتاهية ” عُتبة“ وهي جارية من جواري المهدي ، وراح يتغزل بها ، وكانت هي تزدريه ، كما ازدرته ” سُعدى“ من قبل.
علم الخليفة المهدي بتغزل أبي العتاهية في جواري قصره، فغضب وأمر بضربه مائة سوط وسجنه، ولم يلبث يزيد بن منصور الحميري أن شفع له لدى المهدي فعفي عنه وردَّ إليه حريته.
وقد ظل يذكر“عُتبة“ويتغنى باسمها طويلاً، ولعل ذلك هو الذي جعل المهدي يقول عنه: إنك إنسان متعتَّه، فاستوي له بذلك لقبه (أبو العتاهية)وغلب هذا اللقب على اسمه.
وظل يعيش حياة اللهو والمجون حتى سنة 180هـ ، حيث تحول من حياة اللهو والمجون إلى حياة الزهد والتقشف ولبس الصوف.
ويحاول الرشيد أن يعود به ثانية إلى حياته القديمة ، وإلى ما كان يصنع له من رقائق الغزل فيمتنع وضيق صدر الرشيد بامتناع أبي العتاهية ، ويأمر بضربه وحبسه في دار موسِّعاً عليه حتى يصدع لأمره .
ويسترسل أبي العتاهية في استعطاف الرشيد، قائلاً:
إنما أنت رحمة وسلامة زادك اللـه غبطة وكرامة
لو توجعت لي فروحت عني روح اللـه عنك يوم القيامة
ويرق قلب الرشيد ويأمر بإطلاقه ، ويأخذ منذ هذا التاريخ الإكثار من شعر الزهد وذكر الموت والفناء والدعوة لمكارم الأخلاق.
يعد أبو العتاهية من المتقدمين في طبقة بشار وأبي نواس، وكان الشعر عنده سهلاً حتى يحكى أنه قال يوماً لو شئت أن أجعل كلامي كله شعراً، وهذا دليل قاطع على سرعة بديهيته.
وكل من يطلع أشعاره تتجلى له تلك المسحة الغالبة على شعره من الزهد ؛ حيث تطغى على فنونه الشعرية الأخرى.
كما أن شعره يمثل حياته أصدق تمثيل ؛ فهو في شطر من حياته يتغزل ويصف الخمر .وهو في الشطر الثاني من حياته يكف عن الغزل ووصف الخمر مستبدلاً بها الزهد ونثر الحكم والدعوة إلى مكارم الأخلاق.
وتتميز أشاعره بطلاقة الطبع ورشاقة النظم ، وهي ذات ألفاظ تسيل نعومة وعذوبة ولاسيما في الزهديات وذم الدنيا في مدائحه تحريض على التقوى والانصراف عن الدنيا ، متمسكاً بالأسلوب القديم ، يتخلى عن وصف الصحراء والأطلال إلا ما قد يأتي عرضاً ، من مدائحه في المهدي:
أتَتْهُ الخِلافَةُ مُنْقادَةً إلَيْهِ، تُجَرِّرُ أذْيالَهَا
وَلم تَكُ تَصْلُحُ إلاّ لَهُ، ولم يَكُ يَصْلُحُ إلاّ لَهَا
ولوْ رامَها أحَدٌ غَيرَهُ، لَزُلزِلَتِ الأرْضُ زلْزالَهَا
أما الغزل عند أبي العتاهية فكثير ورقيق ، يصدر عن نفس وثابة مُلهمة ولاسيما أقواله في عتبة، والتي منها:
كأنّها ، من حُسنِها، دُرّةٌ، أخرَجَها اليَمُّ إلى السّاحِلِ
كأنّ، في فيها وفي طَرْفِها، سَواحِراً أقبَلنَ من بابِلِ
ويقول:
يا عُتبَ سَيّدَتي! أمَا لكِ دينُ؟ حتى متى قَلبي لدَيكِ رَهِينُ؟
يا عُتْبَ! أينَ أفرّ منكِ، أميرَتي! وعليّ حِصْنٌ منْ هَواكِ حَصِينُ
وينتقل أبو العتاهية من مرحلة غزله ولهوه إلى مرحلة جديدة، تعد انقلاباً في حياته ، وهي حياة الزهد، وظل نحو ثلاثين عاماً يتغنى بالكأس الخالدة كأس الموت الدائرة على الخلق ، فالكل مصيره إلى الفناء، قائلاً:
لِدوا للمَوْتِ ، وابنُوا للخرابِ، فكُلّكُمُ يَصِيرُ إلى تَبابِ
وقوله:
الناس في غفلاتهم ورحى المنيّة تطحن
ويواصل مسجلاً أن الطبيب قد يسبق مريضه إلى الموت، قائلاً:
وقَبلَكَ داوَى الطّبيبُ المَريضَ، فَعاشَ المَريضُ وماتَ الطّبيبُ
وفي زهده أدعية وابتهالات إلى رب العالمين:
إلَهي لا تُعَذّبْني، فَإنّي مُقِرٌّ بالّذي قَدْ كانَ مِنّي
وَمَا لي حَيلَةٌ، إلاّ رَجائي، وَعَفُوكَ، إن عفوْتَ، وَحسنُ ظني
وأشعاره في الزهد والمواعظ والحكم لا مثيل لها ، كأنها مأخوذة من الكتاب والسنة ، وما جرى من الحكم على ألسنة السلف.
من كل ما تقدم عرفنا أبا العتاهية في مختاراته الشعرية : لطيف المعاني ، ألفاظه سهلة، يميل إلى التجديد الشعري، فقد حرر نفسه من التقيد بالمعاني والأوزان، متأثراً بالأدب الفارسي والحكمة اليونانية ، وكان أول من ولج باب الزهد في التصوف.
إيثاار
2014- 11- 11, 09:52 AM
المحاضرة الحادية عشرة(المتنبي)
مولده:
ولد الشاعر الحكيم أبو الطيب المتنبي في محلة كندة بالكوفة. وقد أجمع الرواة أن تاريخ مولده هو سنة303هـ.
أصله نشأته:
عربي الأصل، نشأ في أسرة فقيرة، ويعرف أبوه بعبدان السقا، كان عمله سقاية الماء في محلة كندة.
وفاته: قتل المتنبي هو وابنه وغلامه في رمضان سنة354ه.
حياته:
تردد في أقطار الشام يمدح أمراءها وأشرافها حتى اتصل بالأمير سيف الدولة الحمداني ، فحسن موقعه عنده وأحبه وقربه وأجازه الجوائز ، وكان يجري عليه كل سنة ثلاثة آلاف دينار خلا الإقطاعات والهدايا المتفرقة .
ثم وقعت وحشة بينه وبين سيف الدولة ففارقه وقدم مصر ومدح كافوراً الإخشيدي فأجزل صلته وخلع عليه ووعده أن يبلغه كل ما في نفسه .
وكان أبو الطيب قد سمت نفسه إلى تولي عمل من أعمال مصر فلما لم يرضه هجاه وفارقه وسار إلى بغداد. وتنقل بين البلدان يمدح الأمراء والوزراء، فمدح ابن العميد ، ومدح عضد الدولة.
وفي بغداد سنة أربع وخمسين وثلاث مئة تعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه ، فقتل المتنبي ومن معه.
العوامل المؤثرة في ثقافته وفي شعره:
1- مدارس العلويين:
أرسله والده إلى مدارس العلويين في الكوفة ليتعلم فيها القراءة والكتابة مع فريق من أشراف العلويين.
2- دكاكين الوراقة ومقابلته للعلماء والباحثين:
أخذ يختلف على دكاكين الوراقين لمطالعة بعض الكتب والكراريس.
وكانت هذه الحوانيت منتدى للأدب، يقصدها العلماء والأدباء والباحثون ، فلابد أنه كان يلقى كثيراً منهم ويتصل بهم. وطبيعي أن تلك الحوانيت هي التي مهدت للمتنبي ثقافته الأولى.
3- ذكاؤه الحاد.
ساعده ذكاؤه الحاد أن ينهل من كل تلك العلوم والمعارف ، فيروى أنه كان قوي الذاكرة ، سريع الحفظ.
4- ذهابه إلى البادية لتيقن اللغة العربية.
ذهب للبادية وأقام فيها سنتين لتقويم لسانه وتعلم اللغة.
5- تأثره بفلسفة أبي الفضل.
رحل إلى الكوفة وفيها تأثر بأبي الفضل الذي تفقه في الفلسفة اليونانية.
ادعاء المتنبي للنبوة:
ذهبت بعض الروايات إلى ادعاء المتنبي للنبوة، والذي يمكن ملاحظته على تلك الروايات أن الذين يرونها أشخاص مجهولون، وأن رواياتهم قد تناقلتها الأفواه، فزادت فيها ونقصت، ولكننا نجد أن الرواة المعلومين ممن اتصلوا بالمتنبي وشرحوا شعره، أو ممن جاءوا بعده، وعنوا عناية كبيرة بشعره، لا يذكرون لنا شيئاً عن هذه النبوة كابن جني وأبي العلاء المعري.
كما أن المتنبي قد أنكر بطرق عدة ادعاءه النبوة، وأن ابن جني صديق المتنبي يذكر أنه إنِّما لُقِّب بالمتنبي لقوله:
أنَا في أُمّةٍ تَدارَكَهَا اللّـ ـهُ غَريبٌ كصَالِحٍ في ثَمودِ
مَا مُقامي بأرْضِ نَخْلَةَ إلاّ كمُقامِ المَسيحِ بَينَ اليَهُودِ
شاعريته:
لعب المتنبي دوراً كبيراً في الشعر العربي، فقد طرق أبواب الفنون الشعرية المعروفة، ولم يكن في وقته من يساويه في فنونه التي جمع فيها من الأدب فنوناً، وذلك أنه ضرب في كل شيء منه بسهم وافر. وكان يتخذ شعره صناعة، فلا يقوله ارتجالاً، ولا يندفع مع سجيته، وقد أجاد وأبدع في شعره سواء من ناحية الخيال والأسلوب.
ويظهر أن ذكاءه الحاد ونفسيته العالية ساعداه كثيراً على التحليق في شعره بين كثير من الشعراء الذين عاصروه.
والمتصفح لديوانه يجد أن شعره يتصف برقة وصدق لهجة وبراعة تركيب وروعة معان.
فهو شاعر متقد العاطفة، مرهف الحس، تطالعنا في شعره صور مغرية جذابة تأخذ بمعاقل القلب.
وكان المتنبي من أبعد الشعراء صيتاً في هذه الحقبة الزمنية.
فنونه الشعرية:
تفوق المتنبي في أغراض معينة منها: المدح والفخر، والهجاء والحكمة والرثاء والوصف .
وكان أبو الطيب كثير المبالغة في شعره. وكان فخوراً بشعره، لا يرى في الشعراء من يوازيه، وقد ساءه من سيف الدولة أن يساويه بغيره وهو الشاعر الكبير الذي يحب سيف الدولة حباً صادقاً، فعاتبه على ذلك، ودعاه إلى التمييز بين الشحم والورم، والنور
والظلمة، وأن يقدر مكانه الرفيع بين الأدب والشعر، قائلاً:
وَمَا الدّهْرُ إلاّ مِنْ رُواةِ قَصائِدي
إذا قُلتُ شِعراً أصْبَحَ الدّهرُ مُنشِدَا
وَدَعْ كلّ صَوْتٍ غَيرَ صَوْتي فإنّني
أنَا الطّائِرُ المَحْكِيُّ وَالآخَرُ الصّدَى
وربما كان المتنبي وحده الشاعر الذي حضر الحروب في هذه الحقبة، وحارب في جيش سيف الدولة، وذاق لذة النصر ومرارة الهزيمة، وقال أحسن الشعر العربي الذي قيل في وصف الحرب من قبل ومن بعد، ويكفيه أنه استطاع أن ينشد بمجلس سيف الدولة على رؤوس حساده:
وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَينِ بهِ حتى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَوْتِ يَلْتَطِمُ
ألخَيْلُ وَاللّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُني وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَمُ
صَحِبْتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ منفَرِداً حتى تَعَجّبَ مني القُورُ وَالأكَمُ
ويذهب الدكتور عبد الوهاب عزام إلى أن قصائد المتنبي في وصف حروب سيف الدولة الداخلية والخارجية تفوق الملاحم اليونانية واللاتينية والهندية والفارسية؛ فهو الشاعر الذي وصف وقائع ذلك العصر وحوادثه الجسام وجلائل الحروب والأعمال وصفاً دقيقاً في قصائد حماسية رائعة.فمن أقواله في السيف:
إذا كنتَ تَرْضَى أنْ تَعيشَ بذِلّةٍ فَلا تَسْتَعِدّنّ الحُسامَ اليَمَانِيَا
تعقيب:
فالمتنبي بحر متلاطم الأمواج لا زال شاغل الناس ومالئ الدنيا ومدد الشعراء وتنازُع الباحثين على مدارج العصور
إيثاار
2014- 11- 11, 11:14 PM
المحاضرة الثانية عشرة( أبو العلاء المعري) ( رهين المحبسين).
• مولده ونشأته:
هو أبو العلاء المعري أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري التنوخي.
الشاعر الفيلسوف.
ولد في معرة النعمان سنة 363هـ. والمعرة بلدة قريبة من حلب، وإليها نسب.
نشأ في بيت علم معروف. فأبوه من العلماء، وجده وأبو جده وجد جده كلهم تولوا قضاة المعرة.
أصيب بالجدري وهو لم يتجاوز الرابعة من عمره، فكف بصره.
بقي المعري نحواً من سبعة وثلاثين عاماً يشارك في الحياة وينظم الشعر ويؤلف ويعلم حتى استفاضت شهرته.
ثقافته:
وقد كان ذكياً شديد الذكاء، فلم تمنعه عاهته عن الدرس، فدرس العلوم التي تدرس في عصره من فقه ونحو وأدب، وجعل يتابع بنهم كتب الأدب القديمة من أدبية وتاريخية.
درس على أبيه وعلى بعض المشايخ من علماء المعرة، وقد ساعده مركز عائلته على هذا الدرس.
ثم تثقف كثيراً من العلوم والآداب بصورة خاصة، وأخذ يقول شعراً جيداً، ولما اشتد ساعده رحل إلى أنطاكية واللاذقية وطرابلس لطلب العلم ومنها إلى بلاد الشام، واتصل بالرهبان.ويقال إن اتصاله بالرهبان هيأ له أن يدرس الفلسفة اليونانية.
المعري في بغداد:
بلغ أبو العلاء المعري السادسة والثلاثين من عمره، وقد يمم بغداد حاضرة الخلافة العباسية وقبلة الطامحين، ففتن بها ومال إليها، كما يقول:
كَلِفْنا بالعِراق، ونحنُ شَرْخٌ، فلم نُلْمِمْ به، إلاّ كُهولا
ونتيجة لأن المعري كان كثير الاعتداد بشخصيته، لم يتملق للرؤساء، ولم يمدح أحداً منهم، ولذلك لم يجد منهم التفاتاً، وأدى هذه إلى تبرمه في إقامته في بغداد، وبينما هو على هذه الحالة، إذ أتاه كتاب من أهله يخبره بمرض أمه، فوجم أبو العلاء،
اضطرم باله وساءت حالته، فلم يبق أمامه إلا أن عزم على الرحيل
وهنا اندفع أبو العلاء يودع بغداد وداعاً يفيض وفاءً ويتدفق حزناً ولوعةً،وفي ذلك يقول:
إذا نأتِ، العِراقَ، بنا المَطايا ، فلا كُنّا، ولا كان المَطِيّ
على الدّنيا السلامُ، فما حياةٌ، إذا فارَقْتُكمْ إلاّ نَعِيُّ
لقد غادر شاعرنا بغداد، بعد إقامة دامت سنة وأربعة أشهر، ولكنه وصل المعرة وقد توفيت والدته، ولدى وصوله المعرة، اعتزل الناس وجلس في بيته لا يغادره وسمى نفسه (رهين المحبسين).
أسباب عزلة أبي العلاء المعري:
1- الاضطراب الذي أصاب عصره:
الانقلاب السياسي الذي كان يسود الشام في عصر أبي العلاء قد بلغ درجة أثرت على أخلاق الناس عامة، وجعلت الناس لا يأمنون على أنفسهم وأموالهم. وقد ساعد هذا الاضطراب التزام أبي العلاء الاعتزال عن الناس.
2- عاهته:
كانت عاهة أبي العلاء المعري سبباً في كرهه الحياة والناس، فالأعمى عادة يسيء الظن بالناس، ودائماً ما يفسر سلوك الناس تفسيراً يبَّغض إليه الناس.
3- اطلاعه على نظريات الفلاسفة:
لعل اطلاعه على نظريات الفلاسفة وحيرتهم في تفسير غاية الحياة، جعله يكره الحياة والناس ويعتزلهم.
كل هذه العوامل وغيرها مجتمعة جعلته يعتزل الناس نيفاً وأربعين سنة.
ولكن انعزاله لا يعني انقطاعه عن العمل، بل كان منزله مقصد طلاب العلم والمعرفة من كل الآفاق. فقضى هذه السنين بالدرس والتدريس.
شاعريته:
بدأ أبو العلاء يقرض الشعر وهو في الحادية عشرة من عمره، وقد نيف على الثمانين وما ترك القريض وما أعرض عنه.
ولأبي العلاء ثلاثة دواوين فقط وهي: سقط الزند والدرعيات واللزوميات .
وهو في الشعراء والحكماء والمفكرين والمؤلفين واللغويين من كبارهم، مارس أكثر المعارف التي اشتمل عليها عصره.
شعره:
حين نعرض لشعر أبي العلاء نستطيع أن نقسمه إلى قسمين: الشعر الذي قاله في شبابه قبل أن يعتزل الناس، وهو شعر قاله في فترة تبلغ نحواً من خمس وعشرين سنة، وقد جُمع في ديوان خاص يسمى ( سقط الزند) وقد طبع هذا الديوان غير مرة.
ثم شعره في الفترة التي اعتزل فيها الناس، وقد جُمع في ديوان خاص يعرف بـ ( اللزوميات)أو( لزوم ما لا يلزم).
ولم يكن إنتاج أبي العلاء يقتصر على الشعر، بل ولج باب النثر، وله في ذلك تصانيف كثيرة.
خصائص شعر المعري في الفترة الأولى:
وهو شعر يسوده التقليد في الطريقة والأسلوب، ولهذا نراه ينحو منحى القدماء فهو يبدأ بالغزل أو بذكر النوق والمطايا التي تحمله إلى ممدوحيه إذا شاء المدح، وفي مدحه أيضاً لا يعدو أن يذكر الصفات التي اعتاد الشعراء أن يسبغوها على ممدوحيهم من شدة بأس وشكيمة إلى غير ذلك .
وغزله فيها غزل متكلف ظاهر الصنعة، فهو يحذو حذو أبي تمام في اصطناع البديع، وحذو المتنبي في التزام المقابلة والمبالغة. يقول:
ألا في سبيلِ المَجْدِ ما أنا فاعلُ: عَفافٌ وإقْدامٌ وحَزْمٌ ونائِلُ
تُعَدّ ذُنوبي، عندَ قَوْمٍ، كثِيرَةً، ولا ذَنْبَ لي إلا العُلى والفواضِل
خصائص شعره في الفترة الثانية من حياته:
ويغلب على شعره في هذه الفترة سيطرة العقل وسعة الخيال .
يمثل الشعر في هذه الفترة شعر اللزوميات أو لزوم ما لا يلزم، ويختلف عن شعره في الطور الأول بانصرافه عن الأسلوب الشعري التقليدي وعن مواضيع الشعر التي يطرقها الشعراء عادة، فليس في شعره مديح ورثاء وغزل كما نراه في شعره في طور الشباب، وإنما كان يدور هذا الشعر حول التأملات في الحياة والموت والأديان، وهذه التأملات أشبه ما تكون بخواطر الفلاسفة منها بخواطر الشعراء، وكان ينظمها أبو العلاء في شعره.
وعندما تقرأ شعر اللزوميات تجده ناقماً ثائراً على كل معتقد، ويتحدى كل تقليد في الحياة، ترى جواً صاخباً مشوناً بالثورة الجامحة والتشاؤم المقيت، فهو بمعظمه لا يثير العواطف ولا يحرك الخيال بقدر ما يخاطب العقل ويدعو إلى التفكير وإطالة النظر فيه.
وقد أحاط أبو العلاء هذه التأملات بإطار من الألفاظ العربية والتعابير المعقدة، وقيد قوافيها بقيود التزمها لا يُلزم الشاعر لزومها.
خصائص شعره في الفترة الثانية من حياته:
ويغلب على شعره في هذه الفترة سيطرة العقل وسعة الخيال .
يمثل الشعر في هذه الفترة شعر اللزوميات أو لزوم ما لا يلزم، ويختلف عن شعره في الطور الأول بانصرافه عن الأسلوب الشعري التقليدي وعن مواضيع الشعر التي يطرقها الشعراء عادة، فليس في شعره مديح ورثاء وغزل كما نراه في شعره في طور الشباب، وإنما كان يدور هذا الشعر حول التأملات في الحياة والموت والأديان، وهذه التأملات أشبه ما تكون بخواطر الفلاسفة منها بخواطر الشعراء، وكان ينظمها أبو العلاء في شعره.
وعندما تقرأ شعر اللزوميات تجده ناقماً ثائراً على كل معتقد، ويتحدى كل تقليد في الحياة، ترى جواً صاخباً مشوناً بالثورة الجامحة والتشاؤم المقيت، فهو بمعظمه لا يثير العواطف ولا يحرك الخيال بقدر ما يخاطب العقل ويدعو إلى التفكير وإطالة النظر فيه.
وقد أحاط أبو العلاء هذه التأملات بإطار من الألفاظ العربية والتعابير المعقدة، وقيد قوافيها بقيود التزمها لا يُلزم الشاعر لزومها.
كما أن للفلسفة والعلوم الطبيعية تأثير كبير في الشعر العربي، وقد وجدنا لأبي العلاء الكثير من النفثات الفلسفية وهي موزعة في قصائده.
وفاته:
اعتل رهين المحبسين في أوائل شهر ربيع الأول سنة441هـ ومات في اليوم الثالث من علته، تاركاً وصيته أن يكتبوا على قبره: ”هذا جناه أبي عليَّ وما جنيت على أحد“.
ويروى أنه عندما مات وقف على قبره أربعة وثمانون شاعراً يرثونه، ولمدى سبعة أيام أقام مقرئو المعرة على قبره يتلون القرآن حتى أتموه مائة ختمة.
إيثاار
2014- 11- 11, 11:35 PM
المحاضرة الثالثة عشرة(أبو فراس الحمداني- الشريف الرضي)
• أبو فراس الحمداني:حياته ونشأته:
هو الحارث بن سعيد بن حمدان، ولد سنة عشرين وثلاثمائة للهجرة أو إحدى وعشرين وثلاثمائة للهجرة في منبج في الموصل.
لقد عاش أبو فراس في عصر كان مليئاً بالاضطرابات السياسية والأدبية،يموج بالفتن والإزعاج، ويضطرب بالغارات والحروب ،... فكان شاعرنا عنوان الفتوة والفخر وفارس الهجاء ....فهو عربي أصيل النزعة والروح، متأثر بالقومية الدينية ، له من الفتوة والطموح ما يجعله في مصاف الشعراء الخالدين والعباقرة الأفذاذ.
وهو أحد فرسان الدولة الحمدانية في حلب وشجعانها الأفذاذ المعدودين، وكان أحد الموصوفين بفصاحة المنطق وبلاغة القول وكرم اليد والنفس، قضى سني شبابه في حومانة القتال وبين قراع السيوف، وكان عفيف اللسان جواداً، ولأنه أمير مترف، فهو لم يتكسب بشعره.
أسره:
أسر أبو فراس مرتين من قِبل الروم، ففي المرة الأولى لم يطل أسره وافتداه سيف الدولة، أما في المرة الثانية طال به الأسر أكثر من أربع سنوات.
وكان أبو فراس خلال أسره يرسل الشعر الرقيق في غياث سيف الدولة وتحريضه على فكه من الأسر، وعرفت قصائده التي كتبها في أسره بالروميات، وهي ذات طابع خاص من الحنين والشوق والإحساس بالغربة والوحدة. وقتل أبو فراس، في ضيعته سنة357هـ، وهو لم يتجاوز السابعة والثلاثين.
رأي النقاد فيه:
قال عنه الثعالبي:“فرد دهره وشمس عصره أدباً وفضلاً وكرماً ونبلاً ومجداً وبلاغةً وبراعةً وفروسيةً وشجاعةً، وشعره مشهور سائر بين الحسن والجودة والسهولة والجزالة والعذوبة والفخامة والحلاوة والمتانة، ومعه رواء الطبع وسمة الظرف وعزة الملك“.
ويقول عنه الزركلي في الأعلام:“أبو فراس الحمداني أمير شاعر فارس وهو ابن عم سيف الدولة وله وقائع كثيرة، وكان سيف الدولة يحبه ويجله ويستصحبه في غزواته ويقدمه على سائر قومه....جرح في معركة الروم فأسروه سنة 351هـ فامتاز شعره في الأسر برومياته“.
شعره:
قال أبو فراس الشعر في الأغراض المختلفة: كالغزل والرثاء والعتاب والفخر والحرب، وكان شعره سجلاً حافلاً صادقاً لحياته وأحاسيسه ومشاعره وعواطفه وخاصة مديحه وفخره وحماسياته.
يتميز شعره بالصفاء لفظاً والجزالة أسلوباً والوضوح معنىً، وهو بعد ذلك بعيد عن الصنعة والتكلف،ولم يتناول أبو فراس الأغراض الدينية.
إذا تأملت شعره في جميع الفنون في جزالته ومتانته وعذوبته وسلاسته وانسجامه وأخذه بمجامع القلوب وجمعه لأنواع المحاسن التي تطلب من الشعراء علمت انه ليس في شيء من المبالغة اقترانه إلى ملك الشعراء امرئ القيس ومساواته للمتنبي .
فلقد احتل شعر أبي فراس مركزاً رفيعاً وشهرة عظيمة، فهو مجموعة عواطف صادقة تعبر عن شعور حقيقي، جزل الأسلوب، سلس العبارة، تنقاد إليه القوافي بغير تكلف،وتنشال عليه المعاني متزاحمة في غير معاناة، لذا جاء خالياً من المبالغات والإسفاف، ونم عن ذوق سليم، وطبع رائق، وروح سامية.
لقد ترجمت أشعاره إلى اللغة الألمانية، وله ديوان شعر جمعه ابن خالويه المتوفى سنة370هـ، وأعيد طبعه مراراً.
تلك هي صفحة من حياة الشاعر العظيم أبي فراس الحمداني، مليئة بالإحساس طافحة بالأماني، وقد أثبت لنا بجدارة فائقة شعره الفذ بما ينطوي عليه من جمال الأسلوب وسمو المعاني، ودقة التفكير ورقة اللفظ، وحسن الانسجام، وبلاغة القول وجزالته.
خصائص شعر الروميات:
نظم أبو فراس خلال أسره ما يعرف بالروميات، ذاع صيتها وبلغ بها أعلى ما يبلغه شاعر من الشعر العاطفي بما فيها من حنين وشوق وذكريات وأحداث وآمال وآلام.
فالروميات صورة حية لنفسية الشاعر الأسير، وبرز فيها:
أ- حنين إلى الوطن.
ب- إباء وبطولة.
ج- وفاء ابن بار بأمه.
د- كتمان محب يعرف قيمة نفسه وقيمة من يحب .
ه- ألم صادق لعزة جُرحت من الأسر. و- عتاب وشكوى وتذكير بمواقف.
الشريف الرضي:
هو أبو الحسن الشريف الرضي ، ولد ببغداد سنة 359هـ. ينحدر من أسرة عريقة النسب، نشأ في بيت علم وشرف، ودرس علوم الدين والعربية على أبيه وعلى غيره من من علماء بغداد في ذلك الحين.عاش في القرن الربع للهجرة في ظل الخلافة العباسية. توفي سنة 406هـ.
شعره:
كان الشريف الرضي يقول الشعر؛ ليرضى هوايته، ويعبر عن انفعالاته النفسية، ويُظهر مكانته في المعرفة، ولذلك لم يطرق أبواب الشعر إلا في هذه النواحي، ولذا نرى أن شعر الفخر يحتل جزءاً كبيراً من ديوانه.
ثم نجد الشريف الرضي ذا عاطفة رقيقة، شديد الولع بالحب والجمال، كثير التغزل، ثم هو رجل تربطه بالناس روابط الصداقة؛ فنجده ينظم أصدقائه ومراسلاتهم وهو ما يسمى بـ (الإخوانيات).
ونجد أن باب الرثاء يحتل جزءاً من شعره، كما رثى من فقد من أصدقائه.
ونتيجة لأنه لم يتكسب بشعره لذا قل عنده المديح، وهذا لا يعني أنه لم يمدح أحداً قط، فقد مدح بعض الخلفاء ممن تربطه بهم روابط الصداقة، ولكن هذا المدح لم يقصد به التكسب.
وفي مدحه نلمح نزعة اعتزازه بشخصيته.
وأجمع المؤرخون أن الشريف الرضي أشعر قريش.
وشعره حسن الانتقاء للألفاظ، ويحسن تأليفها في انسجام ومتانة، رفيع في التعبير وطريقة الاختصار الذي يغلب على التعبير العربي ، فهو يختصر الصور الشعرية اختصاراً، فهو حين يصور يذكر الخطوط العريضة ، ولا يحاول أن يذكر الأجزاء.
أثاره:
من أثاره:
1- رسائله في ثلاثة مجلدات.
2- مجازات الأثار النبوية.
3-تلخيص البيان في مجازات القرآن.
4- حقائق التأويل في متشابه التنزيل.
5- نهج البلاغة.
6- سيرة والده الطاهر.
7- ديوان شعره.
أغراضه الشعرية:
المدح: ومن يطالع مدائحه يجد روح الشمم والإباء مبثوثة في ثنايا ديوانه. فلا أثر للتذلل فيها ، ومنها قوله:
عَطْفاً ، أمِيرَ المُؤمِنينَ، فإنّنَا في دَوْحَةِ العَلْيَاءِ لا نَتَفَرّقُ
الغزل: فيبدوا أن الشريف كان رقيق العاطفة، فهو لا ينظم في الغزل مقلداً على عادة الشعراء في بدء قصائدهم، ولكنه كان ينظم للتعبير عن حاجة في نفسه على التغني بالحب والجمال، ولا يعني هذا أنه كان يحيا حياة غزله. من غزله:
يا ظَبيَةَ البَانِ تَرْعَى في خَمَائِلِهِ ليَهنَكِ اليَوْمَ أنّ القَلبَ مَرْعَاكِ
المَاءُ عِنْدَكِ مَبْذُولٌ لشَارِبِهِ ولَيسَ يُرْوِيكِ إلاّ مَدمَعي البَاكي
الفخر: وفخر الشريف الرضي لا يقل قوة ومتانة عن غزله، فهو يحتل المكان الأوفر من شعره، ولا غرو فهو سليل بيت النبوة ، نشأ مزهواً بفخر المتنبي، مترسماً خطاه في كثير من الأحيان.
له شعر غني بمعاني الفخر والإعزاز، حافل بذكر مآثر آبائه في السلم والحرب، يقول:
أنَا ابنُ السّابِقِينَ إلى المَعَالي إذا الأمَدُ البَعيدُ ثَنَى البِطَاءَ
إذا رَكِبُوا تَضَايَقَتِ الفَيَافي وَعَطّلَ بعضُ جمعِهِمُ الفضَاءَ
الرثاء: أما في الرثاء، فقد تميز شعر الشريف ببراعته في هذا الباب، ويبدو تفجعه عميقاً وإخلاصه مشهوداً فيمن فقد من أفراد أسرته أو من الخلفاء والملوك والكتاب والأصدقاء والعلماء، من ذلك قوله:
فَارَقْتُ فِيكِ تَماسُكي وَتَجَمّلي وَنَسِيتُ فيكِ تَعَزُّزي وَإبَائي
كانت تلك شذرات من سيرة الشريف الرضي وشعره، وفي الديوان الكثير من القصائد الحسان والمقاطع الجميلة التي تعد من جوامع الكلم.
•
إيثاار
2014- 11- 11, 11:54 PM
المحاضرة الرابعة عشرة
(خصائص الشعر العباسي وقضاياه ونقده)
في هذه المحاضرة أن نبين بعض خصائص الشعر العباسي، وبعض قضاياه.
• خصائص الشعر العباسي:
أولاً- رقة العبارة:
يمكن القول إن ألفاظ الشعر العباسي وعباراته جاءت متأثرة بالعصر بما فيه من: حضارة، وثقافة، ورقي.
فأصبح الشاعر يصف الخمر وشاربها ومقدمها، ويصف الطبيعة من حدائق وبساتين،... بدلاً من أن يصف الأطلال.
فانعكس ذلك على ألفاظهم وعباراتهم فجاءت محملة بالرقي والتطور.
ثانياً- التفنن في المعاني:
لم يركن الشاعر العباسي إلى المعاني التي استخدمها الشعراء الجاهليين أو الإسلاميين أو الأمويين، بل أخذ يولد المعاني السابقة ويأتي بمعان جديدة تتناسب مع روح العصر، وأخذ الكلام يفتح بعضه بعضاً.
ثالثاً- التوفر على البديع اللفظي:
توسع العباسيون في استخدام علم البديع، وتفننوا فيه، وكثر التأليف فيه؛ فهذا ابن المعتز ألَّف كتاب: (البديع ).
فيعد أدباء العصر العباسي هم من ابتكروا علم البديع.
رابعاً- التجديد في الموضوعات:
أخذت موضوعات الشعر القديمة تجدداً واسعاً في معانيها، فقد أخذت تعرض بصورة أدق وأعمق، وأخذت تدخل عليها إضافات كثيرة.
ولم يقف الشاعر العباسي عند ذلك فقد أخذ ينمّي بعض جوانب هذا الشعر حتى لتخرج منه فروع جديدة كثيرة.
ففي مجال المدح:
وفي مثالية الشيم الرفيعة التي كان يصف بها الشعراء ممدوحيهم،
فقد تناول الشعراء العباسيون هذه الشيم شيمة شيمة، وأخذوا يفردونها بمقطوعات أو قصائد، يجردونها لها محللين، ومفكرين ملاحظين، فقطعة في تصوير الكرم، وقطعة في تصوير الحلم وقطعة في تصوير الحياء، وقطعة في تصوير العفة، وقطعة في تصوير الصبر والتنفير من اليأس.
كما عدل بعض الشعراء العباسيين عن الوقوف على الأطلال إلى الوقوف على القصور، ومنهم من استبدل وصف الصحراء بوصف الخمر وشاربها ومقدمها،...
وفي مجال الهجاء:
فقد وسعوا معاني الهجاء وما فيه من أخلاق مذمومة، فتناولوها هي الأخرى بالبسط والتفصيل منفصلة عن أشعار الهجاء.
وقد وقفوا طويلاً عند واجبات الأخوة والصداقة واختيار الإخوان والأصدقاء، وفي ذلك يقول أبو العتاهية:
احذر الأحمقَ أن تصحبه إنَّما الأحمقُ كالثوب الخَلَقِ
الخَلَق: البالي.
وفي مجال الوصف:
فقد أكثر الشعراء العباسيون من وصف الأمطار والسحب، كما أكثروا من وصف الرياض وخاصة في فصل الربيع حين تتبرج الطبيعة بمناظرها الفاتنة.
ونرى أن شعراء كثيرين منهم يعنون بوصف مظاهر الحضارة العباسية المادية وما يتصل بها من الترف في الطعام والتأنق في الملابس والثياب، ووصف القصور وما حولها من بساتين وما يجري فيها من الظباء والغزلان، وأكثروا من وصف الحيوانات والطير والحشرات.
وفي مجال المراثي:
اتسع الشعراء العباسون بمراثيهم حتى شملوا بها الطير والحيوان والبساتين والمدن، وكان منهم من يبكي في مقدمات مدائحه أحياناً الشباب في بيت أو أبيات قليلة.
كما برعوا في تصوير عواطفهم ومشاعرهم في حالة فقد عزيز عليهم.
وفي مجال الشعر التعليمي:
فقد دفع رقي الحياة العقلية في العصر العباسي إلى استحداث هذا النوع من الشعر الذي يقوم على نظم بعض القصص والعلوم والمعارف أو بعض السير والأخبار.
خامساً- التجديد في الأوزان والقوافي:
نتيجة لاتساع موجة الغناء في العصر العباسي فكان لابد من البحث عن أوزان جديدة تناسب الشعر الغنائي وموجة الغناء.
فلم يلبث الشاعر العباسي أن حاول النفوذ إلى أوزان جديدة، وإذا هو يكتشف وزنين ، وهما وزنا المضارع والمقتضب.
واكتشف الشاعر العباسي أيضاً وزن المتدارك أو الخبب.
كما جددوا في القوافي مستحدثين ما سموه باسم المزدوج والمسمَّطات.
قضايا الشعر العباسي:
بقيام الدولة العباسية في أوائل القرن الثاني الهجري أخذت الحياة العربية تبتعد تدريجياً عن البداوة وتدنو من الحضارة. وكان ذلك بفعل ما طرأ على المجتمع العربي من تغيرات سياسية واجتماعية وفكرية.
وقد ظهر في القرن الثاني طائفة من الشعراء تأثروا أكثر من غيرهم بمظاهر الحضارة العباسية الجديدة وعُرفوا“ بالشعراء المحدثين“.
فهؤلاء تلقفوا الشعر من القرن الأول صحيحاً قوي العبارة، جزل التراكيب، تغلب عليه روح البداوة القديمة في المنهج والصياغة والمعنى والخيال.
وقد شعروا بحكم تحضرهم أن احتذاء القدماء في شعرهم احتذاء تاماً يتنافى مع روح العصر الذي يعيشون فيه، ومن ثَمَّ راحوا يطوعونه لأغراضهم ويجددون فيه.
ولما كان القدماء قد سبقوهم إلى كل شيء في الشعر من حيث فنونه ومعانيه وأساليبه، فإنهم قصروا تجديدهم على ديباجة الشعر وصياغته، وعلى التعبير عن بعض النزعات والرغبات الحبيسة التي وجدت في حرية المجتمع العباسي وروح التسامح.
ومن ثَمَّ ظهرت بعض القضايا الخاصة بالشعر وبالنقد وإن كانت قد تداولت من قبل ، فإنها تبدوا وكأنها جديدة التناول ومن هذه القضايا: ( عمود الشعر، اللفظ والمعنى، السرقات الشعرية ، القدماء والمحدثون، الشعوبية، السخرية ،.....).
نقد الشعر العباسي:
والمتتبع لحركة النقد في القرن الثاني الهجري يرى أنها قائمة على نشاط اللغويين والنحويين، ووجهوها اتجاهين:
أحدهما:
امتداد للنقد الجاهلي والإسلامي مع شيء من التطوير.
الثاني:
الاتجاه العلمي في النقد وتمثل في جمع الحجج والأدلة والتأليف، كتأليف كتاب:“جمهرة أشعار العرب“ للقرشي، و“طبقات الشعراء“لابن سلام الجمحي.
وإذا ألقينا نظرة على ميدان النقد في القرن الثالث الهجري رأينا أن هناك أربع طوائف من النقاد لكل منها منهاجُها الخاص ومقياسها الذي تقيس به الشعر وتحكم عليه.
فهناك طائفة اللغويين والنحاة، وطائفة الشعراء المحدثين، وطائفة العلماء الذين أخذوا بحظ يسير من المعارف الأجنبية، وطائفة من أخذوا من القديم من اللغويين ولكنهم عُنوا أكثر منهم بالمحدثين.
:106:انتهى مُقرر الشعر العباسي
إيثاار
2014- 11- 12, 09:29 AM
االمُقرر الثاني ..
أدب أطفال :106:
إيثاار
2014- 11- 12, 09:41 AM
المحاضرة الأولى
مقدمة في أدب الأطفال
مفهوم أدب الأطفال
الأدب تصوير أو تعبير عن الحياة، والفكر والوجدان، من خلال أبنية لغوية، وهو رسالة في خدمة المجتمع والإنسانية، وأدب الأطفال جزء من ذلك الأدب،إلا أنه موجه إلى فئة سنية معينة هم الأطفال. ولأجل الكشف عن هذا الأدب لا بد من الوقوف على المواضيع الأتية:
احتياجاتهم في إطار المثل والانطباعات السليمة
أهمية أدب الأطفال
تلتمس أهمية أدب الأطفال في مواطن كثيرة يمكن إجمالها في النقاط الآتية:
- يساعد أدب الأطفال في صقل سلوك الأطفال وفق قوانين وقيم أخلاقية تسهم في بناء مجتمع قوي متقدم.
- يمكّن أدب الأطفال الأطفال من أن يتعرفوا الخبرات الكثيرة لمن يكبرهم سنا ويفوقهم تجربة، فيسلموا بمطالب الحاضر ويتسلحوا بأدواته.
- يمكّن أدب الأطفال من أن يكون الطفل في موقع الناقد الواقعي المنشئ فقد كنا وما زلنا نكتفي بنقل ما ينتجه الآخرون دون تمحيص كاف أو نقد واع، ونريد لأطفالنا أن يبتعدوا عن مظاهر الاتكالية، واللامبالاة، والتقليد الأعمى، والرياء، والكذب، والخنوع، والتفكير الخرافي الهدام.
- من خلال أدب الأطفال يمكن للأطفال أن ينزعوا من نفوسهم كل آثار الاستغلال والجشع، وأن تبنى شخصياتهم بناء يمكنهم من العمل المبدع الخلاق.
- يزيد في إرهاف الحس الجمالي لدى الأطفال وتشويقهم إلى الروائع الفنية وتمكينهم من تقييم الجمال.
- من خلال إعداد أدب خاص للأطفال يحس الأطفال بالاستقرار والأمن لأن هذا الإحساس هو الأساس في بناء صرح الحياة النفسية للطفولة.
- يكسب الأطفال المهارات المختلفة التي تساعدهم على الإنتاج أولاً وعلى كسب الثقة بالنفس ثانياً، كما يزدهر بقدراتهم ومواهبهم.
- يربي على الشجاعة والجرأة لأن الشجاعة غذاء النفس ومورد للعقل وموئل للشخصية السوية.
- ينمي لديهم التعبير الخلاق بحيث يصبح الطفل قادراً على الكتابة والتعبير عن مشاعره الخاصة.
- يتأسس لدى الطفل النمو الاجتماعي بحيث يتعلم القيم الاجتماعية وأن يميز بين القيم الاجتماعية المستحبة وغيرها.
- يساعد أدب الأطفال في إشباع فضول الطفل وحبه للمعرفة ، فهو يقظ شغوف بالتعرف على جميع أنواع المخلوقات وخاصة الحيوانات منها ويلذ له أن يقرأ عن جوانب مختلفة من طبيعة بلاده وفي بلدان أخرى من العالم.
- يستطيع الطفل أن يتعرف إلى الشخصيات التاريخية والأدبية والعلمية المختلفة، كما يسهم أدب الأطفال في غرس حب الوطن لدى الأطفال من خلال قصص البطولات وأخبار المشاهير ورجال التاريخ.
- إن أدب الأطفال بما يتهيأ له من اختيار الموضوع وتكوين الشخصيات واستخدام الأسلوب والتراكيب والألفاظ المناسبة للأطفال يساعد في توفير أسباب النوم السليم المتكامل للأطفال، وإعدادهم لتحمل مسؤولية الغد بعزيمة ووعي وكفاية وإخلاص.
إيثاار
2014- 11- 12, 09:56 AM
المحاضرة الثانية
أوجه التشابه والاختلاف بين أدب الأطفال وأدب الكبار
تمهيد
يتضمن الأدب بمعناه العام أدب الكبار وأدب الصغار على حد سواء، لكن هناك أوجه يتشابه فيها أدب الكبار مع أدب الصغار، ومع ذلك لا يعد أدب الصغار تصغيراً لأدب الراشدين ؛لأن لأدب الأطفال خصائص تفرضها طبيعة الأطفال أنفسهم، فالطفل ليس مجرد رجل صغير كما كان يشاع من قبل, إذ إن للأطفال حاجاتهم وقدراتهم وخصائصهم، أي أن هناك صفات معينة تختص بها الطفولة وحدها.
أوجه الشبه
يتفق أدب الأطفال وأدب الكبار في معايير الجودة في الكتابة الأدبية، إذ يجب أن يخضع الأدبان إلى معايير الجودة نفسها في الكتابة الأدبية من دقة في التعبير، وحسن في العرض، ومنطقية في البناء، وتكامل بين أجزاء العمل الأدبي، وجمال الصياغة إلى غير ذلك من المعايير التي تقيم على أساسها الأعمال الأدبية.
أوجه الاختلاف
هناك العدييد من نقاط الاختلاف بين أدب الكبار وأدب اللأطفال يمكن إجمالها في الآتي:
- الشكل الذي تخرج به كتب الأطفال ينبغي أن يختلف عن ذلك الذي يخرج للكبار من حيث الصور والرسوم ومن حيث نمط الكتابة أوغير ذلك من مقومات الإخراج الفني المتعددة.
- لأدب الأطفال طريقة خاصة تُعرض بها الأحداث، ومنطق خاص يكمن ورائها، والعلاقات التي تحكمها ذات ميزة خاصة.
- مضمون كتب الأطفال وقصصهم يختلف عن مضمون كتب الكبار ومؤلفاتهم، سواء من حيث الأفكار أو الشخصيات أو الأماكن أو الأحداث أو غيرها من مقومات العمل الأدبي.
- اللغة التي يكتب بها للأطفال ينبغي أن تتميز عن تلك التي يُكتب بها للكبار.
- تختلف عملية النقد والتحليل والتوجيه الأدبي حيث القيم النقدية والجمالية والنظرية الأدبية لكل من الأدبين لا تلتقي، ويترتب على هذا أن المعايير التي على أساسها ننقد ونحكم على أدب الكبار تختلف عنها بالنسبة لأدب الأطفال، حيث يخضع أدب الكبار إلى النظريات والمدارس الفنية والنقدية من كلاسيكية وواقعية ومنهج تاريخي وتفكيكي، في حين أن أدب الأطفال يخضع لأسس تتصل بعالم الطفولة، بما يفرضه من أسس نفسية واجتماعية ولغوية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمراحل العمرية للطفل التي جميعها تسعى لتهيئة الطفل لمرحلة النضج وتحمل المسؤولية
- أدب الكبار في معظمه أدب على الورق يُقرأ كثيراً ويُسمع كثيراً ويُشاهد أحياناً، أما أدب الأطفال فليس أدب ورق، بل مشاهدة بصرية قراءةً أو فُرجةً وتتلقاه الأذن كثيراً، وهو في كل الأحوال مرتبط بالمرحلة الزمنية للطفل، فالمرحلة الأولى تكون المشافهة والاستماع أكثر قبولاً وتأثيراً، وفي المرحلة المتوسطة ما بين طفولة المهد وطفولة الشباب تكون القراءة ممزوجة بالرؤية والمشاهدة من أفضل وسائل نقل أدب الطفل. أما في مراحل ما بعد سن التاسعة فإن القراءة ثم المشاهدة من أقوى قنوات التأثير بأدب الطفل
إيثاار
2014- 11- 12, 08:48 PM
المحاضرة الثالثة
أنواع أدب الأطفال
:ينقسم أدب الأطفال في أنواعه إلى
القصة
المسرحية الأغاني والأشعار
أولا : قصص الأطفال
المفهوم:
قصص الأطفال فن من فنون أدب الاطفال، له خصائص وعناصر بنائية من خلالها يتعلم الطفل فن الحياة. فهي فن نثري تخيلي يرمي منه الكاتب إلى تقديم رؤية خاصة للأطفال، والقصة تحتل المرتبة الأولى في الإنتاج الفكري الموجه للطفل على اختلاف عمره ولغته، حيث يبدأ استمتاع الطفل بالقصة منذ وقت مبكر في أواخر السنة الثالثة من عمره.
أهمية القصة في أدب الأطفال
تعد القصة من الأنشطة المحببة للأطفال، فكل طفل لديه ميل طبيعي للاستماع للقصص وهذا الميل نابع من أهميتها التي تتمثل في الأمور الآتية:
- تتيح القصة للأطفال الاستماع للغة جيدة ، حيث يغني الأطفال محصولهم اللغوي، إضافة إلى تعرفهم على تراكيب لغوية متعددة ومتنوعة.
- يستخلص الأطفال من خلال القصة العبرة والمفهوم والسلوك المرغوب فيه بطريقة شائقة تخلو من الأمر والنهي.
- تعمل القصة على توسيع خيالات الطفل، وتشجيع ميوله الاستقلالية والإبداعية، مما يساعد على بناء شخصيته.
- تزود القصة الطفل بالمعلومات وتعرفه المناسب من غير المناسب، وتنمي معرفته بالماضي والحاضر، وتُهيء له المستقبل.
- تنمي له مهارات التذوق الأدبي، فترتقي بإحساسه الأدبي، مما يجعله أكثر تفاعلا مع قضاياه ومجتمعه .
عناص ومقومات القصة
المعايير التي يجب توافرها في قصص الأطفال، وتُقدر
قيمة القصة بناءً على تمام هذه المقومات هي:
الموضوع أو الفكرة الرئيسية
يعد اختيار الفكرة الخطوة الأولى في طريق وضع قصة ناجحة، حيث يجب اختيار فكرة أو موضوع يتناسب مع الطفل في كل مرحلة من مراحل نموه مع مراعاة الخصائص النفسية والعاطفية والعقلية له. وأن يكون الموضوع الذي تتناوله القصة موضوعاً قيّماً وجديراً بأن يُقدم للأطفال، ومن أفضل المواضيع التي من الممكن أن تطرح، قصص تنطوي أحداثها على حقائق تستحق أن تخلد وتستلهم الحياة الشعورية الداخلية للإنسان، شريطة أن هذه الحقائق لا تنمي فيهم العواطف الحمقاء أو الشعور الواهي، بل تُكوّن فيهم دقة الشعور ورقة الإحساس.
البناء والحبكة
على الكاتب أن يبني سلسلة من الوقائع والحوادث تُكوّن بنية القصة، بحيث تأتي بطريقة مقنعة ومرتبطة ارتباطاً منطقياً يجعل من مجموعها وحدة متماسكة الأجزاء.
وهناك صورتان رئيسيتان لبناء الحُبكة القصصية
أ. صورة البناء:
تعتمد وحدة السرد على شخصية البطل الذي تتبلور حوله الحوادث، بحيث يمثل العمود الفقري الذي يربط بين أجزاء القصة، مثال ذلك قصص المغامرات.
ب. الصورة العضوية:
وفيها يرسم الكاتب تصميماً واضحاً للقصة ويُعنى بجميع جوانب القصة بحيث يؤدي كل منها دوره في مكانه المناسب لتقود كل خطوط القصة للنهاية المرسومة.
سمات الحبكة الجيدة
أ. ارتباط أحداث القصة وشخصياتها وما تقوم به من أعمال ارتباطاً منطقياً مقنعاً.
ب. انتهاء أحداث القصة إلى عقدة يشعر القارئ معها بالسعادة والرضا وهو يتابع حل هذه العقدة التي هي نهاية العمل القصصي.
ج. أن تحوي القصة مشكلة واحدة أو عقدة واحدة أو عددا محدود من الشخصيات، لأنه ليس للطفل إدراك كاف يمكنه من متابعة أكثر من مشكلة أو عقدة في العمل القصصي أو أحداث وذكريات حدثت في العصور القديمة مكاناً وزماناً.
السرد
هناك العديد من الطرق يمكن أن يراوح بينها كاتب قصص الأطفال في سرده :
الطريقة المباشرة: يتخذ الكاتب فيها لنفسه موقعا خارج أحداث القصة
طريقة السرد الذاتي:يسرد الكاتب قصته على لسان إحدى الشخصيات
طريقة الوثائق: يقدم الكاتب القصة عن طريق عرض مجموعة من الخطابات أو اليوميات أو الوثائق.
الشخصيات
الشخصية: هي من تقوم بالأحداث في القصة، ويجب أن تكون واقعية تتكلم بصدق وحرارة وإخلاص. وهي على نوعين:
شخصيات نامية: تتطور من موقف لآخر وتتغير تصرفاتها تبعاً لتغير المواقف والظروف.
شخصيات ثابتة: لا تتأثر بالأحداث ولا تنمو ولا تتطور، ويصعب جعل شخصيات قصص الأطفال تتغير وتنمو لأن هذه القصص قصيرة ولا تتحمل شخصياتها عملية التغيير، وعادة تكون الشخصيات في قصص الأطفال واضحة لا يزيد عددها عن مستوى قدرة الطفل على التذكر والاستيعاب ويجب أن تكون مقنعة للقارئ الصغير.
.
الزمان والمكان
الزمان والمكان في قصص الأطفال لهما خصائصهما ومؤثراتهما، فالبيئة يجب أن تكون أصيلة، أو خيالية مثل الخيال العلمي المستقبلي، وفي كلا الحالين يجب أن يعطي الزمان والمكان إحساساً صادقاً.
الحل
الحل وهو ما تنتهي به القصة، ولكل قصة حل، إلا أن بعض الكُتاب لا يعنون به ويرون أن قوانين الحياة وأعمالها متجددة باستمرار.
المغزى
أن يكون للقصة هدف إنساني نبيل تحاول زرعه في الطفل.
الحوار
يستعمل في تطوير الأحداث وبناء القصة وكشف عناصر الشخصية وأحاسيسها وشعورها الباطن، وينقسم قسمين:
حوار داخلي
حوار خارجي
إيثاار
2014- 11- 13, 09:36 AM
المحاضرة الرابعة
أنواع قصص الأطفال
: ثمة أنواع عديدة لقصص الأطفال يمكن تفصيلها كالأتي
قصص ألعاب الأصابع
هي قصص صغيرة تقدم للأطفال الذين تبلغ أعمارهم من 2-4 سنوات، يستخدم عند إلقائها اليد وأصابع اليد مع ترديد كلمات مُنغّمة، تهدف إلى الربط بين حركة الأصابع واليدين واللفظ المنطوق.
هذا الترابط يتيح للأطفال الوعي، والانتباه، والدقة، وتثبيت كلمات الأنشودة في ذاكرة الطفل، كما يساعد على تجاوز صعوبات النطق ويسهم في طلاقة التعبير .
القصص الفكاهية ( الهزلية )
قصص تضخم العيوب لإثارة الضحك، تتضمن التكرار بوصفه عنصرا مهما من عناصرها، وفيها مواعظ خلقية.
قيمتها التربوية تتركز في إمتاع الأطفال، والترويح عن أنفسهم،والتنفيس عن الضغوط التي تحيط بهم، وتزرع فيهم مبادئ أخلاقية فلا تضحكهم لمجرد الضحك، وتنبه أذهانهم وتدفعهم إلى التفكير
القصص العلمية
قصص تتضمن بعض الحقائق والمعلومات بصورة مبسطة، فهي تتحدث عن حقائق موجودة فعلا.
القصص التاريخية
تنمي مدارك الطفل بالأحداث الماضية، وتقوي فيه روابط الانتماء، ونكران الذات والتسامي والتضحية.
قصص الفلكور الشعبي
هي القصص الشفوية المستمدة من التراث .
القصص الدينية
هي القصص ذات الطابع الديني، مثل قصص القران الكريم، وسير الأنبياء، والخلفاء الراشدين، والأبطال الذين دافعوا عن الدين.
قصص الساحرات
هي الحكايات الخيالية، وقصص المغامرات، مثل مصباح علاء الدين، وعلي بابا وبساط الريح وغيرها.
قصص الخيال العلمي
قصص الخيال العلمي: أي قصص المستقبل، وقد تصبح حقيقة في قادم الأيام وقد لا تصبح، تهدف إلى تعريف الأطفال بالمعرفة المعاصرة، وامتدادها إلى المستقبل.
إيثاار
2014- 11- 13, 10:08 AM
1. المحاضرة الخامسة
معايير اختيار قصص الأطفال
ثمة معايير أساسية يجب أن تتوفر في القصة الموجهة للطفل حتى تلقى النجاح المطلوب، وهذه المعايير تنسرب في:
المضمون
الشكل
أ. المضمون:
- أن تكون أحداث القصة بسيطة ومصورة، وأن تكون الصور كبيرة؛ حيث إن الصور تعد لغة الطفل، كما يجب أن تتميز الصور بالحركة والنشاط والبهجة والألوان الزاهية.
- أن تكون القصة خالية من صور العنف، على أن تتضمن السلوك والقيم الإيجابية المرغوب فيها.
- تتضمن القصة إجابات عن أسئلة الأطفال وعما يحدث أو يدور حولهم في الحياة.
- يجب أن تكون للقصة فكرة جيدة واضحة لا غموض فيها، عميقة
لا ساذجة ولا سطحية.
-لا بد أن يكون للقصة التي تُحكى للطفل عنوان يشتق من بيئته، ويكون حسياً يحمل الفرح والمرح لا التخويف والإزعاج.
- السير في القصة بأسلوب تام متدرج في الأحداث، يساعد الطفل على التمكن من مهارة ترتيب الأحداث وتتابعها، كما لا بد من تنويع الصوت ليتمثل المعنى.
- التناول السريع الذي لا يُعنى بالتفصيل في عرض جوانب القصة.
- العناية بالجوانب العلمية أمر ضروري في القصة.
- إكساب الطفل اتجاهات مصاحبة بطريقة غير مباشرة، مثل احترام أراء غيره، ونسبية الحقائق، واستخدام الأسلوب العلمي في حل المشاكل.
- العناية بالحوار.
- الصراع في القصة، عنصر دائم الحضور، ولا بد من تأكيد انتصارالخير وتحبيذه لدى الأطفال.
- تنمي في الطفل الخيال، وثتير التفكير والرغبة في استكشاف الحقائق والمعلومات.
- يشكل الموضوع والصور والرسوم وحدة متكاملة داخل القصة، أما الكلمات فتكون قليلة وموجهة للكبار لكي يساعدوا الأطفال على فهم واستيعاب المضمون.
- يجب أن يكون للصور دور في تحقيق المرح والسعادة وفي تنمية
التخيل، وتنشيط التفكير، وتقريب مفهوم الكتاب للطفل، وتكوين اتجاهات إيجابية، وتقديم المعلومات الحسية، والعلاقات المكانية، والأطوال، والأوزان، والأحجام، وإدراك العلاقات، وتكامل الخبرة.
ب. الشكل:
- أن يكون غلاف القصة سميكاً وملوناً بألوان زاهية تجذب انتباه وعناية الأطفال وتنمي لديهم الإحساس بالجمال.
- أن يكون نوع الورق جيداً وسميكاً بحيث يتحمل كثرة استخدام الأطفال للقصة.
- أن تكون حروف الطباعة ذات حجم كبير.
- تشتمل القصة على صور ورسومات للحيوانات والطيور والأطفال ونماذج من البيئة التي يعيشها الطفل.
- أن يكون عنوان القصة مناسباً لإدراك الطفل وموجزاً ومثيراً لانتباهه.
- قد تكون للقصة مزايا اللعبة، وقد تقدم للطفل على شكل أجزاء متحركة بحيث يستطيع الطفل أن يحركها بنفسه.
- قد يصاحب القصة شريطاً مسجلا ليستمع إليه الأطفال في شرح مضمون كل صورة وما تعبر عنه من أحداث.
- قد تكون القصة على شكل حيوان أو طائر أو لعبة من اللعب التي .يميل إليها الأطفال
- أن تكون الصور والرسوم كبيرة، لأنه من الصعب على الطفل أن يركز بصره لمدة طويلة على التفاصيل الدقيقة للصور.
إيثاار
2014- 11- 13, 11:13 AM
1. المحاضرة السادسة
مسرح الطفل ( الدراما )
مفهوم مسرح الطفل
الدراما مرادفة في كثير من الأحيان لكلمة المسرحية، التي هي الصورة اللغوية التي تأخذ شكلها النهائي حين تُؤدى على خشبة المسرح؛ لكي يتلقاها الجمهور سواء أكان هذا الجمهور من الصغار أم الكبار.
يشمل مسرح الطفل: النشاط التمثيلي، ومسرح العرائس، والمسرح الغنائي، والمسرح التربوي.
والمسرحية بخلاف القصة محكومة بمقومات العمل المسرحي، حيث تخضع لقيود الزمان والمكان، وتحمل طابع إندماجي، أي تجعل الطفل يتفاعل مع المسرحية ويُعمل خياله ويندمج معها.
والسن المناسب لمشاهدة الطفل للمسرح ما بين الرابعة والسادسة فما فوق.
العناصر الأساسية في الكاتب المسرحي
هناك العديد من العناصر الأساسية التي تقوم عليها المسرحية يمكن إجمالها في الأتي:
الفكرة او الموضوع
الفكرة هي روح المسرحية، دونها يتفكك العمل الفني، ويصعب فهمه، ويفضل أن تكون الفكرة الأساسية في المسرحية مختفية دائماً عن المنظر المجرد، بمعنى أن ينظم المؤلف الأحداث داخلها ولا يفصح عنها صراحة، لأن ذلك يضعف قيمتها الأدبية، ويضعف من تأثيرها على المشاهدين.
الشخصيات
يقدم الكاتب عن طريقها فكرته ويعرض موضوعه، والكاتب حين يرسم شخصياته، يحاول أن يقدمها للجمهور من خلال شكلها وتصرفاتها، وحركاتها، وملامحها، وملابسها، ولهجتها، من خلال الوقوف على الأبعاد الثلاثة لها؛ البعد الجسمي، والبعد النفسي، والبعد الاجتماعي، وهذه الأبعاد متداخلة يؤثر بعضها على الآخر.
يجب أن تكون الشخصيات في أدب الطفل واضحة المعالم على قدر قليل من الدهاء والتعقيد، يكشف مظهرها عن مخبرها، والشخصيات الهزلية تستهوي الأطفال في الطفولة المبكرة، كذلك شخصيات الحيوانات والأشجار التي تتكلم وتتقمص سلوك البشر
أما شخصيات الأبطال البواسل الخارقة للعادة، فتستميل الطفل في سنوات الطفولة المتأخرة، والأطفال يميلون بصفة عامة إلى الشخصية البطولية التي ينتصر فيها البطل على القوى الشريرة.
الصراع
يعد الصراع من أهم عناصر المسرحية، ومن طبيعته إثارة انفعال المشاهدين وتحريك عواطفهم. وفي مسرحيات الأطفال يجب أن يكون عنصر الصراع مما يناسبهم ويدور في مجالات عنايتهم، وإذا أراد الكاتب أن يدخل في المسرحية نوعاً من الصراع الذهني بين مجموعة من الأفكار فيجب أن يفعل هذا بحذر ووعي وذكاء حتى لا يتحول إلى شيء ممل يفقد كثير من القدرة على شد عناية الأطفال. والصراع العقلي الذي يمتع الكبار كثيراً ما يكون مملاً لا يناسب الصغار،.
ولا بد من أن تكون اللحظات الأخيرة من مسرحيات الطفل مدروسة بعناية إذ ينبغي ألا يستهان بالحالة النفسية التي يغادر الطفل المسرح على إثرها
لذلك لا بد أن تكون اللحظات التي تتبع الذروة واضحة شاملة فيها من الجديد ما يضيف لخبرات الطفل خبرة يستفيد منها ممتعة تسعد الطفل.
الحركة
الحركة لها أهمية كبيرة في مسرح الأطفال حيث تقوم عليها عملية جذب انتباه الأطفال باستمرار، فالحركة العضوية المجسمة تستهوي الأطفال،
البناء الدرامي
يتخذ البناء الجيد للمسرحية التقليدية شكلاً هرمياً يبدأ بعرض خيوط الأزمة وشخصياتها والعلاقات القائمة بينها، ثم تأخذ الأزمة التي يتمخض عنها الصراع الدرامي في النمو والتطور والصعود من خلال الحدث الدرامي حتى تصل إلى القمة أو الذروة تأخذ بعد هذا بالانحدار على السفح الآخر نحو الحل الذي يُنتهى إليه فيه.
في البناء الدرامي لمسرحيات الأطفال يجب أن نبتعد عن التعقيد، وتشابك الأحداث، لما يعلو على مستوى الأطفال، كما يجب أن تراعى قدرة الأطفال على التتبع والتذكر والفهم والاستيعاب والربط بين الحوداث المتنوعة، هذا بالإضافة إلى قدرتهم على تركيز الاهتمام كلما قل عدد فصول المسرحية كان هذا أفضل، وقد تكون مسرحية الفصل الواحد أنسب لهم في كثير من الأحيان، فإذا ازدادت عن فصل واحد، وجب ألا تطول مدة الانتظار بين الفصول.
الحوار
الحوار هو الأداة الرئيسية للتعبير في المسرحية، ومنه يتكون نسيجها، وهو الذي يعطيها قيمتها الأدبية، لكنه لا يكتمل إلا بعد أن يعطيه الممثلون الحركة وطريقة النطق، لأن الحوار الدرامي الحقيقي هو ذلك الذي يعتمد على الحركة وتنغيم الصوت، ويستمد من الممثلين قدراً كبيراً من حيويته وتأثيره، ولا يجوز أن ينزلق الحوار فيتحول إلى أسلوب خطابي أو مناقشة ذهنية راكدة تجمد الحياة على المسرح.
أما في مسرحيات الأطفال فيجب أن يكون الحوار بمستواهم اللغوي
والفكري، وفي مستوى قدرتهم على الفهم إذا كان الممثلون من الكبار ، وفي مستوى قدرتهم على الأداء إذا كان من يقوم بتمثيله الأطفال فلا تطول فتراته ولا تتعقد مخارج كلماته ولا يتطلب في إلقائه براعة لا تصل إليها إمكانات الأطفال.
ويمكن أن نستعمل العامية المهذبة في تمثيليات الأطفال في الحضانة ورياض الأطفال، ونرقى بلغة الحوار إلى العربية البسيطة مع بداية المرحلة الابتدائية.
أنواع مسرحيات الأطفال
- المسرحيات التي يقوم فيها الأطفال بالتمثيل وحدهم.
- المسرحيات التي يقوم فيها الأطفال بالتمثيل إلى جانب الكبار.
- المسرحيات التي يقوم بالتمثيل فيها الكبار فقط.
- مسرحيات تقوم العرائس أو الدمى بأداء الأدوار فيها، وإذا كان النص المسرحي سيكتب ليقوم الأطفال بأدائه على خشبة المسرح، فإن كاتب النص يجب أن يراعي مستويات الأطفال اللغوية والعلمية، وإمكانيات الأداء لديهم.
معايير مسرح الأطفال
- أن تتناسب المسرحيات مع نمو الأطفال عقلياً ونفسياً واجتماعياً ولغوياً، أي أن تتلاءم مع حاجات ورغبات وقدرات الأطفال في كل
مرحلة.
- أن يكون الحدث الرئيسي في المسرحية محدداً واضحاً، وأن تكون الأحداث الأخرى مكملة أو مفصلة للحدث الرئيسي مع الابتعاد عن التركيز على الحوادث الفرعية لأن الحدث الرئيسي لا يتبلور ويتصاعد بشكل سليم إلا من خلال تتابع الوقائع والحوادث الفرعية بصورة منطقية محكمة.
- أن لا تكون المسرحية في نصها بعيدة عن تصورات الطفل وعن عالمه، أو أن تكون مجرد تلفيقات أو أراء يستلمها المؤلف، فيصبها في قالب مسرحي متصوراً أنها ذات شأن إلا أن أول ما يقتضيه مسرح الأطفال نصاً يتلاءم مع قدراتهم ويمنحهم خبرة مسرحية.
- انتقاء عناصر مسرحية كفوءة على مستوى المخرجين والمنفذين والممثلين والموسيقيين والمصممين لأن النص المسرحي لا يتاح له أن يتحول إلى قوة نابضة بالحياة على المسرح إلا من خلال تلك العناصر.
- أن لا يبالغ في إظهار الأشرار بأشكال منفردة مخافة أن يتصور الأطفال خطأ أن الشر يرتبط بالمظهر الخارجي.
- أن يتم التوازن بين مراحل تطور المسرحية.
- الابتعاد عن المواعظ أو الأسلوب الخطابي الذي يثير جزع الأطفال.
- أن تراعى في المسرحية قدرات الأطفال على التركيز والانتباه.
- استثمار حب الأطفال للطبيعة والحياة لتنمية حبهم للعلم والإنسانية
وازدرائهم لكل الأفكار التي لا تريد للإنسانية السلام والرفاه والسعادة عن طريق تنمية عواطف الحب عموماً، وإعلاء تعلق الأطفال بالخيال عن طريق تسريب الأفكار والمواقف الخيالية إلى مسرحياتهم.
- أن يتفنن الفنيون في شد الطفل من خلال استخدام الإنارة والرسوم والأغاني والموسيقى، لخلق عالم جديد ساحر وجذاب، وأن يكون الديكور المسرحي مريحاً ذا تراكيب بسيطة وألوان متوازنة.
إيثاار
2014- 11- 13, 03:08 PM
المحاضرة السابعة
شعر الأطفال وأغانيهم
لون من ألوان الأدب يجد الأطفال أنفسهم من خلاله، يحلقون في الخيال متجاوزين الزمان والمكان، يضفي لمسات فنية على جوانب الحياة لتمسي لوحات فنية زاخرة، طريقته في المعالجة تقتضي كلمات مألوفة، وخبرات محدودة.
خصائص شعر الأطفال
للشعر مقاييس خاصة وخصائص تميزه عن النثر.
- موسيقى الشعر:
يجب أن تكون الإيقاعات والأوزان والقوافي واضحة رنانة.
- أسلوب التعبير الشعري:
يتخذ من التعبير عن طريق الصورة أداةً للتعبير، ويجب أن تكون واضحة في متناول الطفل.
- المضمون الشعري:
بما أن الشعر يخاطب الوجدان البشري، ويحرك كوامنه بفضل
مضمونه، فإذا تناول قضايا منطقية أو علمية يجب أن يلونها بألوان عاطفية، ويربطها بالوجدان الإنساني لكي يهز هذا الوجدان.
يجب أن يكون شعر الأطفال بسيط الفكرة، والفكرة ذات مغزى أو هدف تربوي وأن تكون المعاني التي يشتمل عليها معاني حسية يستطيع الطفل إدراكها.
ينبغي أن تكون لغته بسيطة خالية من المفردات الصعبة، أن تكون متجانسة مع الأفكار التي تحملها، إضافة إلى سرعة الإيقاع والحركة اللذين يوحيين بمعاني جديدة
أنواع شعر الأطفال
- الشعر القصصي، يتناول فكرة بشكل قصصي.
- الشعر الدرامي، يكتب هذا الشعر للعرض ضمن واحد من الوسائل الثقافية الدرامية الإذاعة، التلفاز، المسرح.
- الشعر التعليمي، يتضمن قيم تعليمية، ويستعمل داخل الفصول في المدارس.
معايير اختيار شعر الأطفال
- استخدام الكلمات التي يتسع لها قاموس الأطفال اللغوي والإدراكي.
- أن يتجانس اللفظ مع المعنى فيكون رقيقاً في الموقف الرقيق، وقوياً في المواقف القوية.
- أن يتسم بالإيقاع والموسيقى اللذين يوحيان بمعان تتجاوز المعنى الذي تدل عليه الألفاظ.
- أن يحمل أفكاراً وقيما تمد الأطفال بالتجارب والخبرات.
- أن ينشط مخيلة الطفل.
- أن يكون مرتبطا بحواس الطفل.
- أن تكشف كل مقطوعة شعرية جانب من جوانب الحياة في الجمال والطبيعة.
- الابتعاد عن العواطف والانفعالات الحادة كالحزن والقلق والحب.
- أن تتوافر فيه الجاذبية التي تدعو الأطفال إلى التعاطف مع أفكاره وإيقاعاته من خلال الصور الحسية، والصيغ الطلبية، كالاستفهام والنداء.
- تكرار بعض الألفاظ والمقاطع.
- محاكاة أصوات الطبيعة والحيوانات والآلات.
- الحركة (تمثيل حركي).
- الاعتماد على المعاني الحسية.
إيثاار
2014- 11- 13, 03:37 PM
المحاضرة الثامنة
الأناشيد
تعد الأناشيد والتنغيم من أهم الفنون التي يستجيب لها الطفل في بواكير حياته؛ لأنها تساعد الأطفال على سرعة الحفظ، كما تشجع النغمات الإيقاعية الطفل المتلعثم في الكلام أثناء الأناشيد، ويميل الأطفال إلى التنغيم والإيقاع فطرياً، وقد أخذ النشيد طابعاً منهجياً حين دخل إلى كتب الأطفال بطريقة هادفة ومفيدة وموجهة الأطفال على تنمية جوانب وهكذا يساعد هذا النشاط
الموسيقي المعرفية والوجدانية والحركية، أي أنه ليس نشاطاً قائماً بذاته، بل يشتمل على المعاني الجميلة والتعود على سماع العبارات الأدبية والغناء والألعاب الحركية المختلفة..
أهداف أناشيد الأطفال :
.1 تنمية حب التنغيم والإنشاد عند الطفل وتذوق الشعر.
.2 تنمية قدرة كل طفل على استخدام صوته.
.3 تهيئة الفرصة للأطفال للتعبير عن أنفسهم.
.4 ترغيب الأطفال في اكتساب المهارات التعليمية عن طريق
إنشاد الأنشودة.
.5 المساهمة في تخليص الطفل من التمركز حول ذاته.
.6 مساعدة الطفل على التكيف مع الظروف التي يمر بها.
شروط اختيار النشيد للأطفال :
.1 يحب الأطفال الأغاني الموزونة ذات النغم واللحن البسيط.
.2 أن تناسب المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل.
.3 أن تكون ملحنة ذاتياً أو سهلة التلحين.
.4 اختيار الأغاني المرتبطة بأحداث وأشياء مألوفة.
.5 اختيار الأغاني التي تتصل بالخبرات التي يتعلمها الأطفال.
.6 أن تكون سهلة الألفاظ من أجل الحفظ والترديد.
.7 أن تراعي انفعالات الأطفال الشخصية والنفسية.
.8 التركيز على ميول الصغار واهتماماتهم المستمدة من حياتهم الخاصة.
9 التركيز على المبادئ التي تدعو إلى الإيمان والمحبة والصداقة وإلى كثير من المثل والقيم والاتجاهات الحسنة.
.10 التركيز على المرح وما يبعث على الراحة والبهجة في النفوس.
أنواع النشيد
.1 النشيد الديني :
هو النشيد الذي يركز على تعلم الطفل العقيدة الإسلامية، ومعرفة الخالق سبحانه، والتعرف على صفات رسوله، وأركان الإسلام، ومن أمثلة أناشيد الأطفال الدينية :
أنا إنسان لي عينـان أقرأ بهمـا في القرآن
أنا إنسان لي أذنـان أسمع بهمـا كـل أذان
أنا إنسان لي رجلان أمشي بهما في اطمئنان
شكراً لله الرحمــن فالله يجازي من يشكـر
محمد نبينا
محمد نبـينـا أمـه آمنـة
أبوه عبـد الله ما مـا رآه
جـده اللي ربـاه
أبو طالب عمه كان يدافع عنـه
السيدة حليمـة مرضعـة نبينـا
ولد في مكـة مات في المدينة
صلى الله عليه وسلم
النشيد الوطني: .2
وهو النشيد الذي يحث الطفل على التعلق بأرضه ووطنه والانتماء إليه والدفاع عنه.
3. النشيد الاجتماعي :
ويركز على تنمية الروح الاجتماعية عند الأطفال، وتعريفهم بآداب التعامل والحديث مثل قول محمد الهراوي على لسان طفل يعمل نجارا بعد الدروس
أنا في الصبح تلميذ وبعد الظهر نجار
فلي قلم وقرطاس وإزميل ومنشار
وعلمي إن يكن شرفا فما في صنعتي عار
فللعلماء مرتبة وللصناع مقدار.
4. النشيد الترفيهي:
يسعى إلى إدخال البهجة والسرور إلى قلوب الأطفال
النشيد الوصفي: .5
ويركز على وصف الطبيعة ويربط الأطفال بما يحيط بهم من مظاهر طبيعية.
النشيد الحركي: .6
يسهم في تنمية الثقة لدى الطفل، وفي تقبله للآخرين، وخروجه من التمركز حول نفسه ليتأقلم ويحب الآخرين.
كيف نعلم الأناشيد
.1 حفظ النشيد أولاً.
.2استخدام حركة الأيدي والأصابع.
.3 توزيع أدوات موسيقية بسيطة على الأطفال.
.4الترديد مع الأطفال الأغنية من ثلاث إلى أربع مرات.
شروط نجاح الأناشيد
1. اجتماع الأطفال في غرفة التعلم.
2. وجود مساعد في التنظيم والإعداد.
3. خبرات الأطفال السابقة.
4. خبرات المدرب ومهاراته الفنية.
5. توفير الإمكانات المادية مثل الإكسسوارات والملابس ومسرح العرائس.
6. مراعاة خصائص نمو الطفل العقلية والنفسية والاجتماعية واللغوية.
.
7. التركيز على فكرة واحدة قدر الإمكان.
8. أن تكون هذه الفكرة قريبة من بيئة الطفل.
فوائد الأناشيد
.1 الناحية البدنية : يعد النشيد نوعاً من التدريب للجسم والعضلات الصوتية، حيث ينمي المرونة والقوة والنشاط والحيوية.
.2 الضبط والعمل داخل الروضة : ينمي النشيد عند الأطفال النظام.
.3 الناحية العقلية : ينمي الحس الإبداعي عند الأطفال، ويعرفهم بما هو جدير بالتأمل والإعجاب، بالإضافة إلى ما يحمله من أفكار جديدة.
.
4. الناحية الأخلاقية : عنصر النشيد من عناصر السمو الأخلاقي، يدفع إلى حب الحياة وحب الناس ويكسب الطفل السلوكيات الخلقية الحسنة والعادات والقيم الفاضلة.
.5 الناحية اللغوية : يصقل النشيد لغة الطفل ويساعده عى النطق والأداء الصحيح، ويزيد من قاموسه اللغوي والمعرفي.
.6الناحية النفسية : يعالج النشيد الخجل والانطواء والعزلة ويعطي الطفل الجرأة والقدرة على مشاركة الجماعة.
.
.8 صقل مواهب الأطفال وإبداعاتهم.
.9 غرس الفضائل والقيم والاتجاهات السلوكية والدينية السليمة.
.10 تدريبهم على النطق اللغوي السليم.
.11 جلب البهجة والسرور والمرح إلى أنفسهم.
المعينات التربوية والأجهزة على تقديم نشيد متكامل
:
1.عرائس يد
2. مسرح العرائس.
3.جهاز تسجيل.
4. جهاز العرض العلوي.
5. جهاز التلفزيون.
6. أدوات وخامات مختلفة من البيئة.
7. صور لمناظر مختلفة.
__
إيثاار
2014- 11- 13, 03:54 PM
1. المحاضرة التاسعة
أشهر أدباء أدب الأطفال
أول ما ظهر أدب الأطفال بشكله الرسمي في فرنسا في القرن السابع عشر، إذ لم يكن مألوفاً بين الأدباء بل ينزل من قيمتهم إلى أن جاء الشاعر الفرنسي تشارلز بيرو عام 1697، كتب قصصاً للأطفال تحت عنوان (حكايات أمي الأوزة ) باسم مستعار وقصص أخرى (سندريلا) (والجميلة النائمة)، وقد لاحظ تشارلز بيرو الإقبال العظيم على قصصه من قبل الأطفال، فألف مجموعة أخرى بعنوان (أقاصيص وحكايات من الزمن الماضي) وكتب اسمه واضحاً هذه المرة.
أصبحت الكتابة جدية للأطفال في القرن الثامن عشر على يد (جان جاك روسو) وانتشرت آراؤه وتعاليمه عن طريق كتاب (إيميل) عام 1762، حيث عُني بدراسة الطفل كإنسان قائم بذاته. في عام (1747 إلى 1791) صدرت أول صحيفة للأطفال تحت اسم (صديق الأطفال) بلغة سهلة تهدف إلى التسلية والترفيه وتنمية الخيال وإغنائه، وظهر في فرنسا أيضاً أشهر الكُتّاب لهذا الأدب الذي عُرف بأمير الحكاية الخرافية في الأدب العالمي وهو الشاعر (لافونتين)، وجاء بعد فرنسا انجلترا فكتبت للأطفال بهدف الوعظ والإرشاد دون أن تولي عقلية الطفل وتفكيره عناية ومثال ذلك كتاب (للبنين والبنات) لجون بان يان، وكان (جون نيوبري) صاحب أول مكتبة أطفال في العالم طلب من الكُتّاب والمؤلفين أن يُبسطوا كتباً من كتب الكبار حتى تتناسب مع عقليتهم، ومن هذه القصص (روبنسون كروزو، ورحلات جلفر) لذا فقد دُعي بالأب الحقيقي لأدب الأطفال في انجلترا.
نُشرت أول مجموعة للأطفال عام 1865، بعنوان أليس في بلاد العجائب للكاتب (لويس كاروز).
أما في البلاد العربية فكان أول من قدم كتاباً مترجماً عن اللغة الإنجليزية للأطفال هو (رفاعة الطهطاوي) في أوائل القرن التاسع عشر، ترجم قصصاً تُدعى (حكايات الأطفال وعقلة الأصبع)، ثم تبعه أحمد شوقي فكتب أكثر من ثلاثين قصة شعراً وعشر مقطوعات ما بين أغنية وأنشودة منها على سبيل المثال لا الحصر (الثعلب في السفينة، وال*** والحمامة، والأسد والضفدع).
وأخذ أدب الأطفال مكانته الحقيقية في العالم العربي في عام 1922 على يد محمد الهراوي فألف عدة كتب للأطفال منها
(سمير الأطفال للبنين، ثم سمير الأطفال للبنات) وكتب لهم أغاني وقصص (جحا والأطفال وبائع الفطير) وكانت تتميز كتاباته بسهولة اللفظ، ويسر التعبير،وحلاوة الإيقاع.
أما كامل الكيلاني فقد كتب للأطفال القصص الديني، وقصص الحيوان وقدم لهم قصص من ألف ليلة وليلة، وقصص حي بن يقظان وابن جبير.
وهناك محاولات أخرى في البلدان العربية في مجال أدب الأطفال مثل محمد عثمان من مصر، ومعروف الرصافي من العراق وحسني فريز من الأردن، وسليمان العيسى من سوريا.
إيثاار
2014- 11- 13, 05:10 PM
المحاضرة العاشرة
خصائص أدب الأطفال
يجب أن يتسم أدب الأطفال بخصائص تؤهله لحمل هذه التسمية، ويمكن عرض هذه الخصائص على النحو الآتي :
- الاقتصاد الذي يتمثل في تقديم الأفكار بصيغ أدبية لا ترهق الطفل، ولا تكلفه جهوداً كبيرة، يتأتى ذلك عن طريق استخدام كلمات أو تعابير واضحة لا تحتمل أكثر من معنى واحد، و تكون معبرة موحية مع عدم اللجوء إلى الإطناب، فكثيراً ما يشعر الأطفال بالأفكار والحقائق التي تتوارد في ثنايا المادة الأدبية على أنها متكلفة. من هنا فإن أهمية الأفكار والحقائق تكون في مقدرتها على دفع الطفل على التفكير والتأمل.
- وضوح الأسلوب وقوته وجماله، إن أبرز خصائص الأسلوب
في أدب الأطفال هو وضوحه وقوته وجماله، ويتمثل وضوح الأسلوب وبساطته في وضوح الكلمات، ووضوح التراكيب اللغوية وترابطها، ووضوح الأفكار، وكل غموض في هذه الجوانب يشوه المادة الأدبية ويفسدها. والحقيقة تكون دائماً أكثر جمالاً إذا بدت واضحة، ويكون التأثير الذي تحدثه عميقاً بقدر ما يكون التعبير عنها بسيطاً، ولا ندع للطفل من الخواطر الجانبية ما يشتت ذهنه.
أما قوة الأسلوب فإنها تتمثل في المثيرات أو المنبهات التي توقظ أحاسيس الطفل ومشاعره، وتحرك وعيه وخيالاته، وتدفعه إلى التأمل والتعاطف، إضافة إلى ما تضفيه إلى الفكرة من جمال.
أما جمال الأسلوب فإنه يتمثل في التناغم بين الأصوات والمعاني عن طريق استخدام ألفاظ وتعابير سلسة موحية، وفي التواؤم بين الأفكار والمواقف، وصدق ما يثيره من إحساسات ومشاعر دون اصطناع أو تكلف، كما أن ملامح جمال الأسلوب التوافق بين الأسلوب والأفكار؛ لأن الأفكار المختلفة يتولد عنها تعبيرات مختلفة، إضافة إلى تواؤم الأسلوب مع قدرات الطفل الأدبية والعقلية والعاطفية.
- القاموس الإدراكي، لا يصح الاعتماد على قاموس الطفل اللغوي وحده، لأن للأطفال إلى جانب قاموسهم اللغوي قاموساً إدراكياً ، وهو يعني قدرة الأطفال على فهم الكلمات والتعابير الأخرى، من خارج قاموسهم اللغوي الذي يتحدثون، لكن هذا لا يسوغ الخروج عن المدى الذي يرسم قدرات الأطفال على الفهم.
- توفر الخفة في أسلوب أدب الأطفال، بحيث نستطيع القول إن كل فقرة منه لا بد أن تحمل فكرة وابتسامة.
- الوظيفة اللغوية، إن للغة وظيفة لا بد أن يدركها كاتب أدب الأطفال، ألا وهي كونها أداة تواصل اجتماعي، وبتعميق هذه الوظيفة يتعمق إنتماء الطفل للجماعة، ويحول بينه وبين الإنغلاق على الذات، ولا بد للكاتب أن يعد الطفل على لغة تتناسب والعصر الذي يعيش فيه.
- وجود المقومات الفنية شرط أساسي لكي نسمي أية مادة مكتوبة أدباً، وفي حالة غياب هذه المقومات تغيب صفة الأدب عن تلك المادة إذ تتحول إلى مادة تقريرية.
- تقديم أدب ملتزم وهادف يساعد على الارتقاء بالطفل، مع أخذنا بعين الاعتبار المستويات الفنية لكل فئة من فئات العمر.
إيثاار
2014- 11- 13, 05:25 PM
المحاضرة 11
السمات اللغوية لفنون أدب الأطفال
مرحلة الطفولة المبكرة
تمتد مرحلة الطفولة المبكرة من سن سنتين إلى ست سنوات، وأنسب الفنون فيها للطفل ما يدور في بيئة واقعية محدودة.
السمات اللغوية
- التطور السريع في اللغة .
- العناية بموسيقى الكلمات،والاستمتاع بالجمل المنغومة، والإفتتان بالسجع، والوزن، ولو لم يؤديا معنى .
- الشوق إلى سماع التكرار الموسيقي للجمل والكلمات المعادة، مما يزيد في خبرته اللغوية، ويعاظم ثروته اللغوية، وغالبا ما تأخذ الكلمة في البداية في ذهن الطفل دلالة غير دقيقة تتعدل بتزايد المواقف والخبرات.
الطفل يتعلم الأسماء أولا وخاصة أسماء الأشياء المحيطة به،وتأتي بعد ذلك الأفعال،ثم تأتي فترة يبطئ فيها نمو الأسماء، ويزيد نمو الأفعال،وتظهر الصفات مع الأفعال أو بعدها، والصفات المحسوسة تسبق الصفات المعنوية، ثم يتعلم الظروف، لان الصفات تملك خصائص يسهل إدراكها مثل أبيض أحمر
يغلب على لغة الطفل تناول المحسوسات لا المجردات يبدأ الأطفال تعلم الأسماء المحسوسة يتبعها الأفعال والحروف ويتأخر ظهور المعنويات مثل الكرامة والشعور والحرية، لأنها تقتضي خبرات مستمرة .
يغلب على لغة الطفل التركيز حول الذات فالطفل قبل سن المدرسة غير اجتماعي متمركز حول نفسه وحتى إذا خاطب غيره فيكون مقصده النهائي هو النفس لذا تكثر عنده ضمائر المتكلم أنا،تاء الفاعل وياء المفعول، بل إنه يكرر ضمير الأنا حيث يمكنه الاستغناء عنه .
يشوب كلمات قاموس الطفل الغموض ويعوزه التحديد،لأن مفرداته اللغوية في تزايد حيث تبلغ أكثر من ألفي كلمة في حوالي السنة السادسة من عمره هذا الكم من المفردات يدخله في منطقة ضبابية تقود إلى استخدام الطفل للمفردات استخداما مشوشا غير دقيق
تكرار الكلمات والعبارات، فثمة نزوع طبيعي من الطفل تجاه تكرار الكلمات والعبارات يعود لغريزة المحاكاة والتقليد المخبوءة في الطفل.
تقديم المتحدث عنه في الجملة الخبرية، فيقول الشمس طلعت لا طلعت الشمس إلا في إجابة السؤال .
اختلاف مفاهيم الأطفال لكثير من الكلمات والتراكيب عن مفاهيم الكبار لنفس الكلمات والتراكيب، حيث إن النمو اللغوي مظهر من مظاهر النمو العقلي، يخضع لعامل النضج من ناحية ثم لعامل التعلم من ناحية أخرى، فكلما ازدادت خبراته العقلية ازدادت مفاهيمه اللغوية دقة ووضوحا
إيثاار
2014- 11- 13, 05:40 PM
المحاضرة 12
مرحلة الطفولة المتوسطة
تبدأ من ست إلى ثمان سنوات، ويطلق عليها علماء النفس مرحلة التبذير الحركي، أو مرحلة الخيال المنطلق ؟؟لأن الطفل في حالة نشاط زائد،
كما ويطلقون عليها مرحلة الكتابة المبكرة،؟؟ حيث يبدأ الطفل تعلم القراءة والكتابة، وهو ما يجب التنبه له، فبعد أن كانت المرحلة السابقة تعتمد على الصور والرسوم فقط، أضيف إلى ذلك عبارات قليلة مفهومة للطفل.
السمات اللغوية
زيادة نمو محصلته اللغوية، إذ تتطور قدرة الطفل على القراءة، مما يزيد في محصوله اللغوي، لكن يجب التنبه إلى أن أغلب الكلمات لا تعني لديه شيئا إلا إذا ارتبطت بخبرة حسية.
التعامل مع اللغة الفصحى بصورة مباشرة، حيث كان الطفل يتعامل في المرحلة السابقة مع اللغة العامية (السمعية) في حين أنه في هذه المرحلة يتعامل مع اللغة البصرية لغة الكتابة والتدوين، وهي في طبيعتها تختلف كثيرا عن اللغة العامية.
مرحلة الطفولة المتأخرة
تمتد ما بين سن التاسعة والثانية عشرة تقريبا (ما قبل المراهقة) تنقسم من حيث التطور اللغوي إلى مرحلتين:
الكتابة الوسيطة (من سن الثامنة إلى العاشرة تقريبا)
وهي مرحلة يكون الطفل قد سار شوطا لا بأس به في طريق تعلم القراءة والكتابة، وهنا يمكن أن يتسع قاموس الطفل لكي نقدم له قصة كاملة بالرسوم، تسهم فيها الكتابة بدور رئيس، مع مراعاة أن تكون العبارات المستعملة بسيطة سهلة مكتوبة بخط النسخ الواضح السهل.
مرحلة الكتابة المتقدمة (من سن العاشرة إلى سن الثانية عشرة تقريبا)
يكون قاموس الطفل قد اتسع إلى درجة كبيرة، وفي هذه المرحلة يزداد اتقان الطفل للمهارات اللغوية، وتزداد مفرداته، ويدرك الاختلاف والتباين القائم بين الكلمات، كما يدرك التشابه والتماثل اللغوي، ويدرك المعاني المجردة مثل الصدق والأمانة، ويزيد مدى الانتباه والقدرة على التركيز في هذه السن، ويتحقق الاستقلال في مهارة القراءة، ويقرأ الطفل في استغراق كامل وبتنوع قرائي.
إيثاار
2014- 11- 13, 05:59 PM
المحاضرة 13
تطبيقات على أدب الأطفال
كان في قديم الزمن ثلاث عنزات، كانت العنزات ذكية وشجاعة، وفي أحد الأيام الجميلة، خرجت العنزات الثلاث، وذهبت إلى تلة طلباً للعشب الطيب لترعاه فتصبح سمينة.
• وجدت العنزات الثلاث نهراً وهي في طريقها نحو التلة، وقد امتدت على الضفة المقابلة من النهر مرجة بديعة خضراء، رأت العنزات في تلك المرجة أحسن عشب عرفته في حياتها.
• وكان فوق النهر جسر خشبي، وتحت الجسر عفريت قبيح المنظر، والناس لا يمرون على الجسر خوفاً منه، وكان العفريت كلما سمع صوت أقدام على الجسر، يظهر فجأة ويأكل الشخص الذي يحاول العبور.
كانت العنزات الثلاث تخاف كثيراً كلما فكرت بالعفريت، ومع ذلك كانت تشتاق كثيراً إلى العشب الطيب في المرجة الخضراء على الضفة الثانية من النهر.
وبعد مدة قصيرة قالت أصغر العنزات، إنها تريد أن تكون أول من يحاول عبور الجسر،
تِك، تَك، تِك، تَك.
هكذا سُمع صوت حوافر أصغر العنزات على الجسر الخشبي.
وفجأة أطل رأس العفريت القبيح، وقد بلغ من قبحه أن أصغر العنزات كادت تقع على الأرض من شدة الخوف، فقال العفريت بصوت مخيف: «من الذي يطقطق على جسري»؟
أجابت أصغر العنزات بصوت مرتجف: «أنا يا سيدي أنا أصغر العنزات، إني ذاهبة إلى المرجة لأرعى العشب وأصبح سمينة»، فقال لها العفريت بصوت مرعب: «لا بد لي من أكلك».
فقالت أصغر العنزات بصوت ضعيف: «لا يا سيدي، أرجوك ألا تأكلني إني صغيرة جداً، ولست سمينة أبداً، انتظر حتى تأتي العنزة الثانية، إنها أسمن مني كثيراً».
قال العفريت: «حسناً هيا انصرفي سأنتظر مرور العنزة الثانية»، وهكذا اجتازت أصغر العنزات الجسر بسلام، وراحت تقفز فرحة إلى المرجة الخضراء وترعى العشب الطيب.
عندها قالت العنزة الثانية، إنها ستحاول عبور الجسر.
تِك تَك تِك تَك،
هكذا سُمع وقع حوافر العنزة الثانية.
وفجأة أطل رأس العفريت القبيح، وقد بلغ من قبحه أن العنزة الثانية كادت أن تسقط على الأرض من شدة الخوف، فقال العفريت بصوته المخيف: «من الذي يطقطق فوق جسري»؟
فأجابته بصوت ضعيف: «أنا ثانية العنزات ذاهبة إلى المرجة لأرعى العشب وأصبح سمينة»،
فقال العفريت بصوت مرعب: «إذاً سوف آكلك».
فقالت العنزة الثانية بصوت مرتجف: «أرجوك أن لا تأكلني، أنا لست كبيرة، ولست سمينة، انتظر مرور التيس، إنه كبير جداً، وسمين جداً».
فقال لها العفريت: «حسناً ابتعدي عن وجهي إني سأنتظر إلى أن يمر التيس السمين»،
وهكذا اجتازت العنزة الثانية الجسر سالمة، وراحت تقفز فرحة إلى المرجة وترعى العشب الطيب.
وأخيراً جاء دور أكبر العنزات في محاولة عبور الجسر، وكان حقاً تيساً كبيراً له لحية طويلة وقرنان كبيران وقويان.
طُق، طَق، طُق، طَق
طُق، طُق، طُق، طُق
هكذا كان وقع حوافر التيس على الجسر الخشبي.
وفجأة أطل رأس العفريت القبيح، وقد بلغ من قبحه أن أكبر العنزات الثلاث كاد أن يقع من شدة الخوف، لكنه لم يظهر خوفه بل واصل سيره بخطوات أشد:
طُق، طَق، طُق، طق
ُطق، طُق، طُق، طُق
وإذا بالعفريت يصيح بصوت مخيف: «من الذي يطقطق على جسري»؟
جاءه صوت أكبر العنزات أعلى من صوته وأشد:
«أنا، أنا هو التيس، أكبر العنزات»
فقال العفريت مهدداً بصوته المرعب: «إذاً سوف آكلك»
وضرب بحوافره خشب الجسر بقوة شديدة جداً.
عندها هجم التيس الشجاع، ونطح العفريت بقرنيه الكبيرين القويين، فتدحرج العفريت عن الجسر وسقط في النهر.
سقط العفريت القبيح في النهر، وقد سبق رأسه رجليه، وشق طريقه في المياه العميقة، مطلقاً رشاشاً عظيماً، واختفى أثره، تلك كانت نهاية العفريت.
ومنذ تلك اللحظة أصبح الناس يجتازون الجسر دون خوف ولم يعد العفريت يطل برأسه من تحت الجسر ليصيح بصوته المرعب: «من الذي يطقطق فوق جسري»؟
وعندها أصبحت الحياة هنيئة للعنزات الثرث في تلك المرجة المنبسطة على التلة وراحت ترعى العشب الطيب وأصبحت حقاً سمينة.
المحاضرة 14
العنزات الثلاث
نماذج من التطبيقات الوسائل حول قصة العنزات الثلاثأ. بطاقات للاستيعاب والفهم:
اذكر صفة واحدة من صفات العنزات الثلاث.
أين يقع النهر الصغير؟
ماذا قال الوحش الشرير لأصغر العنزات عندما مرت فوق الجسر؟
ب. حول الصورة: الصورة الأولى: ألوان:
لون السماء (أزرق) السماء ـــــــــــــــــــــــ زرقاء
لون العنزة الكبيرة ــــــــــــــــــــــــ (أسود) كبرى العنزات ــــــــــــ (سوداء)
لون العنزة ـــــــــــــــــــ أحمر (الوسطى)
وسطى العنزات ـــــــــــــــــ (حمراء)
لون صغرى العنزات ــــــــــــــ (أبيض)
صغرى العنزات ــــــــــــــــــــ (بيضاء)
لون الجبال ـــــــــــ وــــــــــــــــــــ وــــــــــــــ (أزرق، وأخضر، وأبيض)
أشكال:
للعنزة الكبيرة ـــــــــ (قرنان)
شخصيات:
كم شخصية في هذه اللوحة؟
ماذا تفعل ثانية العنزات؟
تثغو (ثغاء)
تنبح
تموء
لم تلتصق العنزة الصغيرة بأختها؟
وماذا يبدو عليها؟ أنها تشعر:
بالخوف
بالأمان
بالنعاس
أسئلة ونشاطات للتفكير:
تعليل:
لم وصفت العنزات بالذكاء؟
لم وصفت بالشجاعة؟
لم اختارت العنزات المرجة الخضراء دون التلة؟
مقارنة:
قارن بين جوابي العنزة الصغيرة والعنزة الثانية للوحش الشرير.
قارن بين العنزات الثلاث من حيث تشابهها واختلافها.
الشكل
الفعل
استنتاج: لأن الوحش الشرير كان يأكل كل من يمر على الجسر... لذلك استنتجت العنزات أنه سيأكلهن.
هل هذا الاستنتاج صحيح أو خطأ ولم؟
استقراء: من قراءتك للقصة والصور كانت العنزات تعيش في منطقة:
سهلية
ساحلية
جبلية
الجسر الذي كان يحرسه الوحش الشرير كان ملكاً:
للوحش الشرير
للدولة والناس
للعنزات الثلاث
يبدو أن العنزات الثلاث قد وضعت خطة للمرور على الجسر ما هذه الخطة؟
الفصل الذي حدثت فيه القصة لا يمكن أن يكون خريفاً أو شتاءً... لم؟
للبحث والاستكشاف:
أين يعيش الماعز؟
أين تبنى الجسور؟
أين يكون العشب أخضر طويلاً؟
للنشاط الإبداعي:
اكتب فقرة تصف فيها الطبيعة حول العنزات الثلاث.
اكتب فقرة تصف فيها الوحش الشرير وقبح منظره تخيل رجلاً طيباً
يحب مساعدة الناس والحيوان كان يحرس هذا الجسر... فكيف تصفه؟
إيثاار
2014- 11- 13, 06:03 PM
استخدمت التلوين لمواضع محتملة للأسئلة
مقررين ممتعين في القراءة
بالتوفيق يارفقة :rose:
غزاله القرشي
2014- 11- 13, 07:37 PM
تمنيت لو أنني لم أدرس المقررين .. كي استذكرها مع إيثار ...
أعجز عن شكركِ ...
بوركتِ:004:
إيثاار
2014- 11- 24, 09:20 PM
المادةالأدبية الثالثة
:106::106:
المحاضرة الأولى
مفهوم النثر العباسي وتطوره
مقدمة:
إذا تتبعنا ما ظهر في الأدب العربي من مؤلفات ودراسات وأبحاث، فإننا نجد أن الشعر قد استأثر بالمقام الأول من اهتمام الدارسين، واحتل مكان الصدارة في المؤلفات القديمة والدراسات الحديثة.
أما النثر – وهو قسيم الشعر في ميدان الأدب – فإنه لم يحظ بمثل ما حظي به قسيمه من عناية واهتمام، على الرغم من أنه أقرب من الشعر في التعبير عن الجماهير؛ لأنه أكثر ميلاً إلى السهولة في الأداء والتعبير؛ ولأنه يمثل لغة الجماهير فهو أكثر سهولة في التلقي والفهم.
• مفهوم النثر العربي:
النثر : هو أحد قسمي الأدب الرئيسيين " الشعر والنثر " … يتميز عن الشعر بخلوصه من كل قيد إلا قيد سلامة اللغة ، واستقامة المعنى ، وجودة التعبير ، أما الوزن والقافية فلا يختصان بالنثر، لغلبة العقل والمنطق عليه ولأن المقصود منه في الأساس حسن إيصال المعنى إلى فهم السامع أو القارئ ، وقد استعاض عنهما بالسجع .وهو أنواع ثلاثة : النثر الأدبي " الخطبة ، والأقصوصة ، والرواية ، والمسرحية … الخ " ، والنثر العلمي ، والنثر الفلسفي.
تطور النثر العباسي:
تميز العصر العباسي بمظاهر جديدة لم تكن معهودة من قبل في العصر الأموي، تلك هي ظهور ثقافات جديدة وافدة، انصبت على العرب من الأمم العريقة المجاورة .
والذي لا ريب فيه أن هذه الثقافات الوافدة – فارسية وهندية ويونانية- قد أغنت طاقة اللغة العربية بفيض من المعاني العقلية والفلسفية.
وبذلك أصبح النثر العربي نثر ثقافة متشعبة تمدها روافد كبيرة من الفرس والهند واليونان.
وهكذا أصبح النثر العربي في العصر العباسي متعدد الفروع، فهناك:
1- النثر العلمي: الذي ساد في كتب الفقه والطب والفلك والتاريخ وتقويم البلدان.
2- النثر الفلسفي: الذي غلب على كتب الفلسفة والمنطق وعلم الكلام.
3- النثر الفني الخالص أو النثر الأدبي: الذي تجلى في كتب الأدب والنقد والرسائل والمقامات،....
كما أصبح النثر العربي في العصر العباسي في صورته الفنية متعدد الأنماط.
وكانت بعض صوره امتداداً للقديم من مثل ما كان من خطب الخلفاء الأول من بني العباس وتوقيعاتهم، ومن ذلك أيضاً نثر ابن المقفع في طابعه العام.
وقد استحدثت العربية – حينئذ- أسلوباً متميزاً حيث استبعدت الألفاظ البدوية الغريبة من العصر والحضارة مع العناية في ذات الوقت بفصاحة اللفظ وجزالته واتخذت اللغة لنفسها أصولاً بيانية خاصة كما أفادت من بلاغة الأمم الأخرى.
وقد تفاعل النثر مع ثقافات العصر محتفظاً بمقوماته العربية الأصيلة ، فلم يحدث الازدواج اللغوي الذي يعرض اللغة للضياع ، بل جدت فنون حديثة عن طريق المترجمين والمتكلمين والكتاب المجددين.
ومن الصواب القول إن العصر العباسي الأول كان بحق عصر النقل والترجمة ، فقد خطت الترجمة خطوات واسعة – في العصر العباسي الثاني على يد حنين بن اسحق وتلامذته.
الجاحظ والنثر الفني:
ومن الجدير بالذكر أن الجاحظ وهو من كتاب العصر العباسي في كتاباته النثرية قد نبه إلى أمور منها:
1- الوضوح في القول وعدم التكلف والبعد عن الغريب والمبتذل.
2- تحدث عن جزالة الألفاظ وعذوبتها.
3- أشاد إلى اختيار الألفاظ والسجع وأثره في نفوس السامعين.
4- ترددت على لسانه فنون بديعية وبيانية كالكتابة، والاحتراس والحقيقة والمجاز والاستعارة... وهيأ ذلك لظهور علم البديع عند ابن المعتز.
بعض المؤلفات في النثر العباسي:
ظهرت في العصر العباسي عدة مؤلفات في النثر منها:
1- الكامل للمبرد. 2- أدب الكاتب لابن قتيبة. 3- كتاب نقد النثر لقدامة بن جعفر. 4- رسالة في موازين البلاغة وتسمى بالعذراء لإبراهيم بن المدبر.
عوامل ازدهار وتطور النثر العباسي:
تهيأت للنثر الفني في العصر العباسي أسباب كثيرة جعلته ينمو ويزدهر، فقد أخذ يمتد ليستوعب العلوم والفلسفة، كما يستوعب مادة عقلية عميقة حتى في المجال الأدبي .
ويمكن إجمال العوامل التي أثرت في تطور النثر في العصر العباسي فيما يلي:
1_ ازدهار حركة الترجمة والتأثر بالآثار الأدبية الأجنبية والمناظرات والأفكار البلاغية لدى الفرس واليونان والهند.
2_ انتشار الوعاظ والقصاص والنساك في المسجد والساحات والتفاف العامة حولهم.
3_ ظهور المذاهب الفلسفية وأقوال الحكماء في الثقافات الأجنبية في الأدب العربي.
4_ احتدام الجدل الديني وقيام المناظرات بين الفرق الإسلامية.
5- ظهور المؤلفات المتخصصة في مجال النثر العربي .
6- اهتمام الكتاب بالنثر العربي في هذا العصر.
7- ظهور حركة الترجمة حيث عملت على الامتزاج الثقافي.
8- المناخ المناسب لتطور النثر العربي.
9- قدرته على استيعاب الثقافات الوافدة إلى البيئة العربية.
10- تأثره بالنثر الأموي والإسلامي.
11- تأثره ببلاغة وأساليب القرآن الكريم الكريم والحديث النبوي الشريف.
12- المذاهب الكلامية وأثرها في تعمق النثر العباسي.
13- تعدد أنماط النثر العباسي.
14- قوة اللغة العربية ورقيها والاهتمام بها في هذا العصر.
إيثاار
2014- 11- 24, 10:15 PM
المحاضرة الثانية
فنون النثر العباسي (الخطابة)
مقدمة:
شهد فن الخطابة رواجاً وازدهاراً في العصر الجاهلي وعصر صدر الإسلام والعصر الأموي، وذلك لأهمية الخطابة وقوة تأثيرها، ولتوافر حرية القول، ومن هنا احتلت الخطابة موقعاً متقدماً بين فنون القول النثرية، فكانت ذات مكانة مهمة ومستوى فني رفيع في العصور المذكورة.
• الخطابة في العصر العباسي:
جاء العصر العباسي فحافظت الخطابة على مكانتها ومستواها الرفيع في بداية العصر، لكنها لم تلبث على ذلك طويلاً حتى خفتت، ويرجع هذا الخفوت إلى سببين رئيسيين هما:
1- أن العباسيين لم يطلقوا لها الحرية التي كانت تؤدي إلى قوتها وازدهارها من قبل.
2- أن فنوناً نثرية أخرى نافستها على مكانتها.
أنواع الخطابة:
إذا نظرنا إلى أنواع الخطابة العباسية فإننا نجد أنها مماثلة للأنواع السائدة فيما سبقه من عصور، وهي: الخطب السياسية، والخطب الدينية، والخطب الحربية، وخطب الوفادة والاحتفالات، وخطب النكاح، وسوف نعرض لهذه الأنواع.
الخطب السياسية:
كان العباسيون في بداية عهدهم يسعون إلى تثبيت حكمهم وتوطيد الدعائم لملكهم، فاستخدموا الخطابة للدفاع عن أنفسهم واجتذاب الناس إليهم، ومن هنا فقد حافظت الخطابة السياسية على مكانتها ومستواها في عهود الخلفاء العباسيين الأوائل.
غير أن العباسيين بعد أن استتب لهم الأمر عملوا على إخماد الأصوات ، فضعفت الخطابة السياسية لعدم توافر حرية القول، ولضعف الأحزاب السياسية المعارضة.
ومن الخطب السياسية التي قيلت في أوان ازدهار الخطب السياسية في هذا العصر، خطبة أبي العباس عبد الله بن محمد المعروف بالسفاح.
افتتح أبو العباس خطبته بقوله: ” الحمد لله الذي اصطفى الإسلام لنفسه، فكرمه وشرفه وعظمه، واختاره لنا وأيده بنا، وجعلنا أهله وكهفه وحصته والقُوَّام به “
ثم ذكر قرابة العباسيين للنبي(صلى الله عليه وسلم) في آيات القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرا)
الخطب الدينية: كانت الخطابة الدينية ومازالت حريَّة بالتقدم والرقي والازدهار؛ لأن الإسلام قد وفر لها الفرص ، ومهد لها السبل لتحقيق ذلك؛ إذ جعلها تواكب الدعوة ، وتعالج القضايا التي تتصل بصالح المسلمين ، وجعلها واجبة على بعض الصلوات كصلاة الجمعة والعيدين، ومن هنا فقد ازدهرت الخطابة في عصر صدر الإسلام والعصر الأموي أيما ازدهار.
وفي العصر العباسي توفرت الأسباب التي أدت إلى ازدهار هذا النوع من أنواع الخطابة ، فالفرص التي أتيحت لتقدم الخطابة الدينية في عصر صدر الإسلام والعصر الأموي ظلت متاحة في عصر بني العباس. ولكن وجدت أسباب أخرى جعلت هذه الخطابة تضعف قليلاً، ثم تدخل في طور الجمود.
وأهم هذه الأسباب:
1- أن بعض الخطباء أخذوا يخطبون بكلام غيرهم.
من ذلك نجد هارون الرشيد يستن سنة كانت سبباً في أن تضعف هذه الخطابة على ألسنة الخطباء ، إذ طلب الأصمعي أن يُعد لابنه الأمين خطبة الجمعة .
2- أن الخطب الدينية قد أصبحت زاخرة بالقوالب الجاهزة
والعبارات المحفوظة، التي تفرض نفسها على كل خطبة .
ومن أمثلة ذلك أن المهدي خطب ذات مرة ، فقال:“ إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه ، وثنى بملائكته ، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) آثره بها من بين الرسل إذ خصكم بها من بين الأمم.
وعقب جلال الدين السيوطي على هذه العبارة بقوله: ” وهو أول من قال ذلك في الخطبة ، وقد استنها الخطباء من بعده.
3- أن الخطب الدينية قد خرجت في كثير من الأحيان ، عن الغرض الذي شُرعت له، فهذه الخطب شرعت في الإسلام لمعالجة الأحداث المتجددة والوقائع الجارية ، ولكنها خرجت عن ذلك في فترات متعددة من العصر العباسي.
الخطب الحربية:
إن العصر الذهبي للخطب الحربية هو العصر الذي شهد معارك الفتح الإسلامي في أيام الخلفاء الراشدين وبني أمية، وشهد أيضاً الحروب الناشئة عن الفتنة التي مني بها المسلمون منذ أواخر عهد عثمان بن عفان- رضي الله عنه – وقد كان قادة الجيوش والخطباء المرافقون لكل جيش يلهبون حماس المقاتلين بالخطب قبل المعركة ، ويلقون الخطب في أعقاب المعارك للتهنئة بالانتصار.
غير أن الخطب الحربية خفت صوتها مع ركود حركة الفتح وضعفت شوكت الأحزاب المعارضة في العصر العباسي، وإن كانت الحروب التي شهدها هذا العصر بين العباسيين والروم أو بين العباسيين والخارجين عليهم، قد ظلت حافزاً لإلقاء الخطب الحربية بين حين وآخر.
ولعل أول ما يتبادر إلى الذاكرة من هذه الخطب ، خطبة أبي العباس السفاح التي ألقاها في أهل الشام بعد انتصار العباسيين على الأمويين في معركة (الزاب).
ومن قوله فيها: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ) ، نكص بكم – يأهل الشام – آل حرب وآل مروان، يتسكعون بكم الظلم،...“
خطب النكاح:
تسمى خطب النكاح أيضاً خطب الزواج أو خطب الإملاك.
وقد أكثر الناس من النسج على منوال خطبتي نكاح هما:
1- الخطبة التي ألقاها أبو طالب عند تزويج النبي ( صلى الله عليه وسلم) من خديجة بنت خويلد
2- الخطبة المأثورة عن الإمام علي الرضا.
وتبدو الخطبة التي ألقاها المأمون في تزويج بعض أهل بيته كأنها نسخة من خطبة الإمام علي الرضا.وقد دخل هذا النوع من الخطب طور الجمود في وقت مبكر، فأصبح يعاد ويكرر.
خطب الوفادة:
ضعفت خطب الوفادة في العصر العباسي، فأصبحت قليلة العدد، قليلة الشأن ، وذلك لأن خلفاء بني العباس لم يكونوا يرحبون بوفود العرب ووفود البلدان التي كانت تقصد بني أمية بالترحيب والتكريم. ومن هذه الخطب التي ألقاها عبد الملك بن صالح بين يدي هارون الرشيد يهنئه بمولود ويعزيه عن موت ولده، إذ قال :“ يا أمير المؤمنين سرك الله فيما ساءك ، وجعل هذه لهذه ثواباً للصابرين وجزاء الشاكرين“.
خصائص الخطابة العباسية:
أ- من الناحية الموضوعية:
1- اتخذ الخطباء العباسيون الموضوعات التقليدية موضوعاً للقول ، وضاقت بهم سبل التجديد في الموضوعات والمعاني.
2- الأفكار التي عبروا عنها ، لم تكن بالعمق الذي ينتظره الباحث من خطباء عاشوا في العصر الذهبي للفكر الإسلامي ، فاشتملت خطبهم على أفكار مسطَّحة ، نظراً لضيق صدر السلطة، وميل معظم الخطباء إلى إيثار السلامة.
3- يحمد للخطباء العباسيين أنهم كانوا يميلون إلى المعاني الواضحة التي لا ترهق الذهن للكشف عن المقصود.
ب- من ناحية البناء الفني:
كان للخطب العباسية هيكل عام يقوم على أربعة أركان:
1- التحميد: فقد حرص الخطباء العباسيون على افتتاح خطبهم بحمد الله، وكانوا يسمون كل خطبة لا يذكر فيها الله في أولها بالبتراء، وكانوا يوجزون فيه.
2- الصلاة على النبي: فقد كانوا يعمدون فيه إلى الإيجاز.
3- الموضوع: كانوا في عرض موضوعاتهم يميلون إلى الإيجاز مع مراعاة مقتضى الحال.
4- الخاتمة: غالباً ما كانت تختتم خطبهم بالدعاء ، حيث يدعو الخطيب لنفسه ولغيره بما فيه الخير والصلاح.
ج- من ناحية الأسلوب:
1- الميل إلى السلاسة في الأساليب، والسهولة في العبارات والتراكيب.
2- استخدام الجمل المستوية الخالية من التعقيد .
3- تحاشي استخدام الألفاظ السوقية والألفاظ الموغلة في الغموض، والميل إلى استخدام الألفاظ المألوفة.
4- كثر في الخطب العباسية اللجوء إلى الاقتباس والتضمين.
إيثاار
2014- 11- 24, 11:06 PM
المحاضرة الثالثة
فنون النثر العباسي (الكتابة)
مقدمة:
بدأت الكتابة بداية متواضعة منذ العصر الجاهلي ، ثم ازدهرت وتطورت بنزول القرآن الكريم وتدوينه ، وانتشار الدعوة الإسلامية ، إلى أن بلغت الكتابة درجة عالية من التطور والرقي ، ودونت العلوم والمعارف المختلفة في النصف الأول من القرن الثالث الهجري.
وتنوعت فروعها، وأصبح لكل فرع من أفرع الكتابة من يختص به ، ويتقن الكتابة فيه.
• عوامل ازدهار الكتابة الديوانية:
ازدهرت الكتابة الديوانية في عهد بني العباس ازدهاراً كبيراً ، وبلغت حداً عالياً من الجودة ومستوىً رفيعاً في البلاغة.
ومما ساعد على رقيها وازدهارها:
1- أنها كانت تحظى بالاحترام والتقدير لدى عامة الناس وخاصتهم.
2- أن الكتابة في الديوان كانت طريقاً إلى المناصب العليا.
3- كثرة الدواوين، وتنافس الكتَّاب العاملين بها.
أشكال الكتابة الديوانية:
أ- الرسائل الديوانية:
كان الخلفاء والولاة يختارون لدواوينهم كتَّاباً بارزين يحسنون تصريف القول بحنكة واقتدار، ولديهم ثقافة واسعة في ميدان الثقافة العامة، ومعرفة تامة في طرائق الكتابة وأساليبها، فكانت الكتابة في الديوان منزلة رفيعة ، يحرص الكتاب على تثقيف أنفسهم وتجويد كتاباتهم؛ ليحظوا بها.
كان كُتَّاب الرسائل يحرصون على أن يكون صدر الرسالة موائماً لشخصية من يُراد إرسالها إليه.
كما كان بعض الكُتَّاب يسير في الرسالة على منهج عصر صدر الإسلام من حيث الوضوح والإيجاز والدقة ، على حين سلك بعضهم مسلكاً آخر، فعمد إلى الإسهاب والاهتمام بالصناعة والازدواج والترادف.
أما فيما يتعلق بخواتيم الرسالة، فقد شاع اختتام الرسائل بالسلام أو بعبارة“ إن شاء الله“ أو“ كتب فلان“أو الدعاء .
ب- التوقيعات:
التوقيع هو تعقيب موجز، كان يكتبه الخلفاء الراشدون على الرسائل الواردة إليهم من أفراد المسلمين أو من الولاة من البلدان، يردُّ فيه الخليفة بما يراه مناسباً .
وكانت التوقيعات تتصف بالبلاغة ووجازة التعبير ودقته. فمن توقيعاتهم :“ من صبر في الشدة شارك في النعمة“.
ج- العهود:
العهد وثيقة رسمية تُعطى لتسلُّم منصب كبير في الدولة، أو لمزاولة عمل مهم فيها ، وهو أشبه ما يكون بدستور مصغر أو منهج مرسوم ، يستلهمه الموكل بأحد الأعمال في تسيير عمله.
وهناك نوع آخر من العهود وهو العهد بالأمان ، ومنه عهد الأمان للمدن والبلاد وأهلها، وكان كثيراً في فترة الفتوحات الإسلامية، ثم أصبح نادراً بعد توقف حركة الفتح.
الكتابة الإخوانية:
تشمل الكتابة الإخوانية الرسائل المتبادلة في محيط العلاقات الخاصة، والتي ليست لها صفة رسمية، وتدور حول العلاقات الاجتماعية والمشاعر الخاصة :004:، مثل المحبة والبغضاء والرضا والسخط وغير ذلك من العواطف والانفعالات الذاتية.
وفيما يلي نعرض لأهم أشكال الرسائل الإخوانية:
أشكال الرسائل الإخوانية:
أ- رسائل الشوق والمودة:
وهي الرسائل التي كان يرسلها الكتاب إلى إخوانهم وأصدقائهم الغائبين عنهم، يتحدثون فيها عما يعتلج في الصدور من شوق وحنين، وما يكنونه نحوهم من حب ومودة. ويعربون عن أملهم في اللقاء ، ودعائهم إلى الله سبحانه وتعالى أن يجمع الشمل.
ب- رسائل الدعوة:
كان الكُتَّاب يوجهون رسائل إلى الأصدقاء، يدعونهم فيها إلى زيارتهم ومشاركتهم أفراحهم وقد يدعونهم لحضور مأدبة، أو للسمر الذي يخالطه اللهو وسماع المغنيين، أو للشراب ، وقد تكون الدعوة لنزهة أو لرحلة.
ج- رسائل الإهداء:
اعتاد الناس في العصر العباسي أن يهدي بعضهم بعضاً هدايا مختلفة، كالأطعمة والزهور والورود وغير ذلك.
وكان بعضهم يرسل مع الهدية رسالة ، يصف فيها الشيء الذي يهديه، ويبين دلالته الرمزية.
د- رسائل التواصي:
التوصية رسالة يرسلها شخص إلى شخص آخر له جاه يشفع عنده لشخص ثالث في أمر من الأمور، أو في قضاء حاجة من حوائجه. وكان هذا النوع من الرسائل مألوفاً في زمن العباسيين.
هـ - رسائل التهنئة:
كان الكتاب العباسيون يتبادلون رسائل التهاني مع أصدقائهم وأقاربهم في المناسبات السعيدة العامة والخاصة.
ومن هذه الرسائل: رسائل التهنئة بولاية الأعمال والمناصب والمراتب، أو التهنئة بسلامة القدوم، وغير ذلك.
و- رسائل التعزية والمواساة:
تدور رسائل التعزية – بوجه عام- حول الحث على الصبر والرضاء بقضاء الله، والدعوة إلى عدم إظهار الجزع على المصاب، والتذكير بما يلقاه الصابرون من الثواب عن فقدان الأحبة.
ز- رسائل المدح:
على الرغم من أن الكُتَّاب في العصر العباسي ، كتبوا قطعاً نثرية في المدح؛ فقد ظل المدح النثري لا يلقى رواجاً بالقياس إلى شعر المدح.
وكانت المعاني التي تعاورها الكتَّاب في رسائل المدح ، شبيهة بالمعاني التي تعاورها الشعراء في قصائد المدح، كالمدح بالكرم والشجاعة والمروءة ، ووصف الممدوح بالبلاغة، وغير ذلك.
ح- رسائل العتاب:
عندما كانت العلاقات بين الكتاب وإخوانهم وأصدقائهم ومعارفهم تتعرض لهزة أو لجفوة ؛ فمن الكتاب من كان يلجأ إلى العتاب ؛ لإزالة ما علق في النفوس من خلاف ، فيكتب إلى صديقه رسالة يبين له فيها وجه عتبه عليه ، ويُظهر له فيها أنه متمسكاً بصداقته وراعياً لحقه.
وكان يغلب على هذه الرسائل الإيجاز، وعدم الإطالة، والإكثار إلى التمثل بالشعر في ثناياها.
ط -رسائل الاعتذار:
كانت هذه الرسائل في العصر العباسي تسير على اتجاهين:
الأول: أن يعترف الكاتب بالذنب والتقصير، ومن ثمَّ يعمد إلى الاعتذار وطلب العفو والتسامح.
الثاني: أن يذكر الكاتب ما نسب إليه من ذنب أو تقصير أو زلة أو إساءة ، ومن ثمَّ يعمد إلى التنصل مما نسب إليه وتأكيد براءته بالحلف أو بالشواهد الدالة عليها، وتأكيد صدق ولائه ، وإثبات إخلاصه.
إيثاار
2014- 11- 24, 11:31 PM
المحاضرة الرابعة
فنون النثر العباسي (المواعظ والوصايا والمناظرات)
مقدمة:
تعد المواعظ والوصايا والمناظرات من فنون النثر الشفاهي كالخطب والحكم والأمثال. وقد انتشرت هذه الفنون في العصر العباسي وساعد على انتشارها وجود علم الكلام الذي يعتمد على المناظرة والحجة والإقناع.
• المواعظ:
توافد الوعاظ على قصور رجال الدولة، وألقوا على أسماع أصحابها مواعظ تبعث الوجل في القلوب والدمع في العيون، ولم يقتصر الأمر على وعظهم رجال الدولة، بل كانوا يعظون الناس في المساجد وغيرها من الأماكن التي يجتمع فيها الناس.
أقسام المواعظ:
أولاً- المواعظ العامة: وهي التي تلقى في المساجد والساحات والمحافل العامة التي يحضرها جمهور كبير من الناس . وهي تعالج قضايا عامة ومشاكل لها حظ من الانتشار في المجتمع.
ثانياً- المواعظ الخاصة:
وهي التي تقال في الدور والقصور، وهي تعالج في الغالب قضايا ظلم الأقوياء للضعفاء، وسطوتهم على الآخرين، وإسرافهم على أنفسهم، ولهذا يكثر في المواعظ الخاصة الحديث عن العدل والحث عليه، والزجر عن الظلم واقتراف المعاصي.
أسباب ازدهار المواعظ في العصر العباسي:
زادت المواعظ في العصر العباسي زيادة بالغة ، للأسباب الآتية:
1- كان علماء الدين والزهاد والمصلحون يحاولون، كلما لاحظوا جنوحاً عن جادة الدين، أن يردوا الجانحين.
2- حاول الوعاظ أن يبينوا للناس السبيل القويم، وتذكيرهم بأحكام الله، وضرب الأمثال، وذكر أخبار الأمم السالفة.
3- اتخاذ بعض الخلفاء وعاظاً لهم من أهل التخصص .
4- أخذ المتخصصون في الوعظ يجوبون شتى البقاع الإسلامية لوعظ الناس وإرشادهم.
مكونات الوعظ والإرشاد:
1- الاعتماد على الأدلة والبراهين والأقيسة المنطقية.
2- الأسلوب الخطابي المؤثر.
3- الاعتماد على القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، وأقوال الصحابة وسيرهم العطرة، وأخبار السلف الصالح، وقصص الأمم البائدة وأشعار الزهد والوعظ.
الوصايا:
الوصية: هي تلك الكلمات البليغة التي يقولها بعض الأشخاص على هيئة نصيحة غير مُلزمة لمن يهمه أمرهم أو يعزُّون عليهم، كالأبناء والأصدقاء والتلاميذ وغيرهم.
أقسام الوصايا:
1- الوصايا الخاصة:
وهي التي تكون موجهة إلى شخص معين أو أشخاص معينين،وغالباً ما تتضمن توجيه النظر إلى محاسن الأخلاق، أو التركيز على مسلك من مسالك الحياة، أو تقديم تعليمات وتوجيهات تتعلق بعمل من الأعمال.
2- الوصايا العامة:
وتكون موجهة إلى فئة من الناس كالكتاب والطلاب وغيرهم، أو موجهة إلى الناس بوجه عام، وهي تتضمن نصائح دينية أو نصائح دنيوية ، وقد تجمع بين النصائح الدينية والدنيوية.
أسلوب الوصايا:
1- الاعتماد على الإيجاز والتركيز.
2- السهولة والوضوح.
3- كثرة استخدام الأساليب الطلبية( أمر – نهي – استفهام).
المناظرات
فن من فنون النثر في العصر العباسي، وهو تطور للمنافرات والمفاخرات.
وهو فن يقوم على الاحتجاج والجدال، وقد كثر في مجالس المأمون والمعتصم والواثق، أي في الفترة التي شهدت تعاظم نفوذ فرقة المعتزلة.
أنواع المناظرات:
1- المناظرات الفقهية.2- المناظرات الفلسفية.3- المناظرات العقدية.4- المناظرات الأدبية.5- المناظرات اللغوية.
طرق المناظرة للتغلب على الخصوم:
أولاً- طريقة المُحاجة:
وتقوم على مقارعة الحجة بالحجة، وذكر الأدلة والبراهين التي تؤيد وجهة نظر المتحدث، ويكثر على هذه الطريقة استخدام البراهين العقلية والنقلية، والقياسات المنطقية . وهذه الطريقة شاعت في المناظرات الفقهية واللغوية.
ثانياً- طريقة الالتزام:
وتقوم على البراعة في المساءلة أو البراعة في الرد، إذ يعمد أحد الخصمين إلى أسئلة تهدف إلى إلزام الخصم الآخر من خلال إجابته. وقد شاعت هذه الطريقة في مناظرات الفلاسفة والمتكلمين.
ثالثاً- طريقة التحسين والتقبيح:
يعمد الذين يستخدمونها إلى الموازنة بين شيئين، أحدهما حسن والآخر قبيح، فيذكرون مساوئ الأمر الحسن وسلبياته، ويذكرون محاسن الأمر القبيح وإيجابياته، حتى يصلوا إلى تفضيل الحسن على القبيح.
وهذه الطريقة لا تعتمد على المنطق الصحيح، بل تقوم على المغالطة ، وقد شاعت بين الأدباء ، فظهرت رسائل في تفضيل الكذب على الصدق، وتفضيل البخل على الكرم ، وتفضيل النسيان على التذكر،...
إيثاار
2014- 11- 25, 12:03 AM
المحاضرة الخامسة
فنون النثر العباسي ( الأمثال والحكم)
مقدمة حول الأمثال:
المثل قول موجز ، سائر على ألسنة الناس، وارد في حادثة واقعية أو خيالية أو عمل أدبي، أو مستمد من ملاحظة في البيئة، وهذا القول يؤتى به مع المحافظة على لفظه في حالة تُشبه الحالة الأولى التي ورد فيها.ومن أشهر الذين ألَّفوا كتباً في الأمثال في العصر العباسي: أبو عمرو بن العلاء(ت154هـ) ، والمفضل الضبي(ت170هـ)،وأبو عبيدة مَعْمر بن المثنى( ت210هـ )، وغيرهم.
الأمثال: (الأمثال المنسوبة):
تشتمل الأمثال المنسوبة على الأمثال التي نعرف قائلها من أعلام العصر العباسي، والشخصيات التي اشتهرت بصفات محبوبة أو مكروهة، والأشياء والحوادث المشهورة التي جرت مجرى الأمثال.
1- أمثال قالها أعلام العصر:هذه الأمثال وردت على ألسنة أعلام الأدب والفكر والسياسة ، ورزقت حظاً من الانتشار، فأصبحت متداولة على ألسنة الناس، وفيما يلي بعضاً من هذه الأمثال:
نماذج للأمثال المنسوبة لقائليها:
- (لا تؤخر عمل اليوم إلى الغد):
قائل هذا المثل هو أبو مسلم عبد الرحمن أبو مسلم الخراساني(ت137هـ).
وهذا المثل أحد توقيعات أبي مسلم وقد كتبه لعامل مدينة بْلَخ.
يُضرب هذا المثل في الحث على المبادرة إلى أداء الواجبات في حينها؛ لكيلا تتراكم الأعمال.
وهذا المثل يدل على يقظة أبي مسلم وحسن تدبيره، وأن من واجبات المسؤول توجيه مرؤوسيه إلى ما فيه المصلحة.
- (قد ضل من كانت العميان تهديه):
قائل هذا المثل هو بشار بن برد(ت167هـ)الشاعر العباسي، وقد كان أعمى ، فجاءه رجل يسأله عن مكان فوصفه له وصفاً دقيقاً ، ومضى الرجل، وما لبث أن عاد ثانية يسأله عن المكان ، فأخذ بشار بيده ، وقاده إلى المكان، وهو يقول:
أعمى يقود بصيراً لا أبا لكم قد ضل من كانت العميان تهديه يضرب لمن يستعين بمن هم أقل منه حيلة.
الأمثال غير المنسوبة:
هي الأمثال التي لم نعرف قائلها؛ لأنها غير منسوبة إلى أشخاص معينين، ولكن يغلب على ظننا أنها قيلت في العصر العباسي.
ومن هذه الأمثال:
- غُبار العمل خير من زعفران العطلة.
- الولاية حلوة الرضاع مرة الفطام.
خصائص الأمثال العباسية:
1- اختصاص كل طبقة من طبقات المجتمع بطائفة من الأمثال ، تروَّج بين أفرادها، فيكثرون من استخدامها وتردادها.
2- إنها أمثال حقيقية أي أن موردها – وهو الحالة التي قيل فيها أول مرة – حدث في الوجود بالفعل ، وليست أمثالاً فرضية.
3- تتميز الأمثال غير المنسوبة بالسهولة وكثرة العامية فيها؛ لذا لا تسلم من الأخطاء اللغوية.
4- يغلب على الأمثال العباسية الإيقاع الموسيقي.
5- تكثر فيها الاستعارات.
الحكم:
الحكم أقوال من جوامع الكلم ، تعبر عن موقف من الحياة والناس ، وتشتمل على توجيه وإرشاد إلى ما فيه الصلاح في القول والعمل.
تشترك الحكمة مع المثل في الإيجاز في القول، وأن كلاً منهما يعتمد على المشافهة لا الكتابة ، غير أن المثل أوسع في الانتشار.
نماذج للحكم العباسية:
من الحكم المأثورة عن العباس السفاح قوله:
” إذا عظمت القدرة فلَّت الشهوة “.
وقوله:“ إن من أدنياء الناس ووضعائهم من عَد البخل حزماً والحلم ذلاً “.
ومن أقوال المنصور: ” إذا مد عدوك إليك يده فاقطعها إن أمكنك، وإلا فقبلها“.
ومن أقوال المأمون: ” أظلم الناس لنفسه من يتقرب إلى من يبعده، ويتواضع لمن لا يكرمه، ويَقبل مدح من لا يعرفه“.
ومن الحكم الدينية:
- قول ابن المقفع:“ المغبون من طلب الدنيا بعمل الآخرة“.
- وقوله:“ عمل البر خير صاحب“.
- وقول ابن المعتز:“ طلاق الدنيا مهر الجنة“.
- وقول أبي بكر الخوارزمي:“ ظاهر التقوى شرف الدنيا، وباطنها شرف الآخرة“.
خصائص الحكم العباسية وسماتها:
1- الحكم العباسية مستمدة من تجارب وخبرات الحياة.
2- تعتمد الحكم العباسية المأثورة على الإيجاز في التعبير.
3- اتسمت الحكم العباسية بالسهولة في الأداء والتعبير،وحسن الصياغة والألفاظ المألوفة والصور البيانية،وضروب البديع، وعمق الفكرة ، ونبل المقصد.
إيثاار
2014- 11- 25, 12:18 AM
المحاضرة السادسة
فنون النثر العباسي (القصص والمقامات)
مقدمة:
فن القصص من الفنون العريقة في الأدب العربي؛ فقد ظهرت منذ العصر الجاهلي ألوان عديدة من هذا الفن.وفي العصر العباسي قد حفل بفيض زاخر من القصص المتعددة الأنواع.
• أنواع القصص العباسية:
1- القصص الهزلية:
تشتمل القصص الهزلية على أقاصيص الفشر، والقصص النمطية، والقصص الفاكهية،
وهي:
قصص الفشر: وهي أقاصيص قصيرة تدور حول أكذوبة يختلقها الراوي – القاص- بقصد التسلية والإضحاك.
النوادر“ القصص النمطية“: المقصود بالنادرة هنا هي الحكاية التي تروى عن شخص من الأشخاص على أنها واقعة طريفة حدثت له.
2- قصص الحب::004:
كثرت هذه القصص وتنوعت ، ولم تعد تعتمد على الرواية الشفهية اعتماداً أساسياً، فقد دونت قصص الحب في الكتب، وظهرت مؤلفات عديدة زاخرة بهذا النوع من القصص.
3- قصص الحيوان:
كان بعض قصص الحيوان مترجماً من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية ، وبعضها مؤلفاً باللغة العربية.
ولعل أشهر القصص المترجمة كتاب كليلة ودمنة. ويعد كتاب الحيوان للجاحظ من العلامات البارزة في هذا المجال.
4- قصص الجن::sdfgdsf:
وهي القصص التي للجن والشياطين الدور الأساسي فيها، وتم توظيف هذا الدور لخدمة فكرة يريد القاص توصيلها إلى الناس.
5- قصص العالم العلوي:
كانت قصص الإسراء والمعراج الواردة في القرآن الكريم، وفي الأحاديث الشريفة، وروايات المحدِّثين مصدراً استلهم منه بعض الكتَّاب قصصاً فنية ممتعة.
المقامات:( تعريفها):
المقامة في اللغة تعني المجلس أو النادي أو الجماعة من الناس، وظلت هذه الكلمة تستخدم في الشعر والنثر بهذا المعنى، حتى القرن الرابع الهجري، إذ اكتسبت معنى اصطلاحياً،على يدي بديع الزمان الهمذاني (ت398هـ).
والمقامات اصطلاحاً: قصص قصيرة تدور حول شخصيات نمطية من أصحاب الكُدية غالباً ، وتعمد إلى فن الإضحاك من تصرفات تلك الشخصيات وحيلها وأقوالها، بهدف الإضحاك أو السخرية أو النقد الاجتماعي أو النقد الأدبي أو الموعظة أو غير ذلك.
نشأتها:
اختلف الدارسون في نشأة المقامات، وأشار بعضهم إلى أحاديث ابن دريد( ت321هـ)، وإلى رسائل ابن فارس(ت395ه)، وقيل إن هذه الرسائل وتلك الأحاديث هي النشأة الحقيقية للمقامات.
مقامات الهمذاني : مضامينها وأهدافها:
لقد صاغ بديع الزمان مقاماته في قالب فني قصصي، متنوع الأفكار والمضامين؛ فبعض المقامات له مضمون اجتماعي، وبعضها له مضمون أدبي نقدي،وبعضها له مضمون فكري فلسفي، وبعضها له مضمون وصفي.
فنية مقامات الهمذاني:
أما من حيث الجانب الفني للمقامات ، فإن المقامة نوع من أنواع القصة القصيرة، لكن المقامة تمتاز على القصة القصيرة بأنها صيغت في أسلوب أنيق ،ألفاظه رشيقة منتقاة، وعباراته ساحرة آسرة بجمالها، وجمله مسجوعة سجعاً غير متكلف في الغالب. وفيه بعض المجازات والصور البيانية المشرقة، وفيه كثير من الأمثال السائرة والآيات الكريمة والرموز التراثية وأبيات الشعر.
وقد تكاملت عناصر القصة في مقامات الهمذاني ، كما نلمح فيها عناصر المسرحية..
المقامات الأندلسية:
انتشرت مقامات بديع الزمان في الأندلس أيام ملوك الطوائف، فأعجب بها الأندلسيون، وبادروا إلى تقليدها.
ولما ظهرت مقامات الحريري انتشرت في الأندلس انتشاراً واسعاً ، واشتهرت فيها أكثر من اشتهار مقامات بديع الزمان.
ومما تقدم نرى أن أدباء الأندلس قد تأثروا بمقامات بديع الزمان الهمذاني ، ومقامات الحريري.
إيثاار
2014- 11- 25, 10:05 PM
المحاضرة السابعة
أعلام النثر العباسي (ابن المقفع)
وقفنا في المحاضرات السابقة على مفهوم النثر العباسي وأنواعه ، وتناولنا بعض هذه الأنواع .
وتحاول بعض المحاضرات الوقوف على أعلام النثر العباسي ، وتكون البداية في هذا اللقاء بابن المقفع.
اسمه : روزبة قبل إسلامه وعبد الله بعد إسلامه.
لقبه: ابن المقفع نسبة إلى أبيه عامل الخراج الذي يقال ضُرب حتى تقفعت يده.
كنيته: أبو عمرو، أو محمد بعد أن أسلم.
مولده: ولد في قرية جور بالقرب من شيراز سنة 106هـ.
أبوه : داذويه كان والياً في بلاد فارس، يقال إنه تلاعب بأموال الخراج وأنفق قسماً كبيراً منها على أعوانه فأدبه الحاكم بضربه على يديه حتى تقفعتا.
مقتله: تذكر المصادر أنه مات شاباً ، واختلفت في سبب وفاته ؛ فيقال إن ابن المقفع كان يتهم في دينه ويرمى بالزندقة ، التي كانت سبباً في مقتله.
ثقافته:
يعد ابن المقفع أديباً ومفكراً ومصلحاً اجتماعياً تمثلت فيه المعادلة العربية والفارسية تمثلاً جميلاً . فلقد اغترف من معين الثقافة الفارسية وأشبع بها ذهنه.وقد استفاد كثيراً من نزوله البصرة إذ كانت لعهده أبرز مدينة للأدب واللغة والثقافة في العالم الإسلامي. وفيها نجوم مشهود لهم بالنبوغ وفي مربدها تناظر الشعراء واللغويون.
فقد نال ابن المقفع حظاً وافراً من العلم،إذ كان واسع الاطلاع على العلوم المختلفة،واللغات المتعددة ، فقد أتقن منها: الفارسية والعربية واليونانية، وتعدى إتقانه لها إلى الترجمة.
فهو مترجم، شاعر، لغوي، فيلسوف، سياسي،عالم بأسرار اللغات التي عرفها، وهو أول من ترجم كثيراً من كتب أرسطو في المنطق والجدل والقياس والمقولات.
أخلاقه:
كان ابن المقفع مع – زندقته- نبيل الخلق وقوراً يترفع عن الدنيا ولا يجعل للهوى سلطاناً على عقله، وكان يأخذ نفسه بكل ما يمكن من خصال المروءة والشعور بالكرامة
فكره:
يتجلى ابن المقفع لقارئه المتقصي: رجل فكر وصاحب رأي وحامل رسالة، فضلاً عن كونه أديباً وكاتباً، وشاعراً، ويمكن أن نستجلي في فكر ابن المقفع ملامح مميزة منها:
1- إجلال العقل: حرص ابن المقفع أن يجعل العقل في المقام الأول، فالعقل لديه أفضل من كل شيء .
2- الاعتدال: ابن المقفع بطبيعة مزاجه وإيثاره للحكمة وللعقل ونفوره من الحدة والتطرف إنما كان ممن يجنحون للتوسط والاعتدال ، سواء في حياته أو في آرائه.
3- رياضة النفس: لطالما نادى بضرورة كبح جماح النفس وكسر حدة غرائزها ونزواتها.
4- المثالية: بوسع أي مُطَّلع على ما كتبه ابن المقفع أن يلمس بوضوح مثالية الفكر وسمو الغاية ونبل المقصد. فهذا الكاتب داعية كبير إلى الفضيلة وحسن الخلق ودماثة الطبع ورقة الحاشية.
العوامل المؤثرة في شخصيته وأدبه:
من أهم الأحداث التي أثرت في شخصيته وأدبه:
1- نشأته في بلاد فارس.
2- انتقاله مع والده إلى البصرة مركز العلم والعلماء.
3- إتقانه اللغة الفارسية ومعرفته الهندية واليونانية.
4- إتقانه اللغة العربية، ومعرفة أسرارها، وعمق دلالتها.
5- مجالسته للعلماء والأدباء، وحرصه على ارتياد مجالس العلم في المساجد.
6- اتصاله بالأمراء الأمويين والعباسيين.
7- إسلامه.
8- وفاؤه لأصدقائه، وافتداؤه عبد الحميد الكاتب بنفسه.
9- ترجمة بعض الكتب، وتأليف الكتب والرسائل.
آراء القدامى فيه:
الخليل بن أحمد الفراهيدي:“ يراه رجلاً علمه أكثر من عقله ”.
قال الجاحظ:”كان عبد الحميد الأكبر وابن المقفع مع بلاغة أقلامهما وألسنتهما لا يستطيعان من الشعر إلا ما لا يُذكر مثله“
قال ابن عبد ربه: ” كان ابن المقفع ممن نَبلوا بالكتابة واستحقوا اسمها“.
قال الذهبي: ” كان ابن المقفع أحد المشهورين بالكتابة والبلاغة والترسل والبراعة ”.
قال الصفدي:“ كان ابن المقفع أديباً فاضلاً شاعراً بارعاً في الفصاحة والبلاغة متحققاً بنحو ولغة ”.
آثاره:
أ- مؤلفاته:
1- الأدب الكبير.
2- الأدب الصغير.
3- رسالة الصحابة.
4- الأدب الوجيز.
5- الدرة اليتيمة.
ب- الكتب المترجمة:
1- كليلة ودمنة.
2- كتاب مزدك ، وهو نوع من الأمثال.
3- كتاب التاج في سيرة ابن شروان.
وله ترجمات أخرى.
أسلوبه:
من سمات أسلوب ابن المقفع:
1- الأسلوب سهل طيع.
2- وضوح الأسلوب.
3- يزهد ابن المقفع في الصنعة والتأنق.
4- الإيجاز ملمح من ملامح أسلوب ابن المقفع.
5- الكتابة في نظره جد ورسالة وليست تسلية.
6- توخي الألفاظ والعبارات التي تكفل تأدية الغرض وتجلية القصد.
7- عباراته تخرج من العقل ، وتنبثق من التجربة.
نماذج من كتاب " كليلة ودمنه":
باب الأسد والثور ، يتضمن عشرين حكاية، منها:
1- مَثل التاجر وبنيه.
2- مَثل الرجل الهارب من الموت.
3- مَثل القرد والنجار.
4- مَثل الثعلب والطبل.
5- مَثل الناسك واللص.
6- مَثل الغراب الأسود والثعبان.
7- مَثل الأرنب والأسد.
8- مَثل الذئب والغراب.
9- مَثل القرود والطائر والرجل.
إيثاار
2014- 11- 25, 10:29 PM
المحاضرة الثامنة
أعلام النثر العباسي (سهل بن هارون)
مقدمة:
بعد أن تناولنا في المحاضرة السابقة علم من أعلام النثر في العصر العباسي ، وهو ” ابن المقفع ” ، تحاول هذه المحاضرة إلقاء الضوء على علم آخر من أعلام النثر العباسي ، ألا وهو: سهل بن هارون.
اسمه ومولده :
اسمه: سهل بن هارون بن راهيون، ويكنى أبا عمرو.
مولده: لم تذكر المصادر تاريخ ولادته، ولكنها أشارت إلى أن سهل بن هارون من أهل نيسابور، مما يرجح أنه ولد فيها، فهو فارسي الأصل من الذين دخلوا في الحياة العربية بالاستعراب . ويُعتقد أنه ولد نحو منتصف القرن الثاني الهجري.
نشأته : ضنت المصادر علينا بأخبار نشأته وحياته، إلا بعض الأخبار المتناثرة هنا وهناك في ثناياها.
ويبدو أنه انتقل إلى البصرة في مرحلة مبكرة من حياته .
وأخذ ينهل من الثقافات المنتشرة في البصرة في المدارس والمساجد والحلقات والمجالس ....
أتقن العربية ، وعرف أسرارها ، وسبر أغوارها، وهذا دفعه إلى ترجمة بعض الرسائل عن لغته الأم ( الفارسية) التي كان يتقنها تماماً
استغل سهل علاقته بالبرامكة فعقد صداقة حميمة مع الحسن بن سهل ، وزادت هذه الصداقة بعد نكبة البرامكة ، فقدم الفضل
(مدير شؤون المأمون) سهلاً إلى المأمون ، فأعجب ببلاغته وعقله ، وجعله كاتباً في خزانة الحكمة، وهي كتب الفلاسفة التي نقلت إلى المأمون من جزيرة قبرص ، فاغتبط بها المأمون ، وأمر العلماء بتعريبها، وجعل سهل بن هارون خازناً لها، فتصفحها، ونسج على منوالها كتب منها.
وفاته:
ظل سهل بن هارون يؤلف إلى أن توفي سنة خمس عشرة ومائتين.
بخله: أجمعت المصادر على أن سهل بن هارون كان نهاية في البخل . وله في ذلك حكايات كثيرة.
وكان يدافع عن البخل ، ويعجب به، وهذا ما دفعه إلى تأليف كتاب يمدح فيه البخل، ويذم الجود، ليُظهر مقدرته وقدرته على البلاغة، وأهداه إلى الحسن بن سهل في وزارته للمأمون، فوقع عليه: ” لقد مدحت ما ذمه الله، وحسَّنت ما قبَّح الله، وما يقوم صلاح لفظك بفساد معناه، وقد جعلنا نوالك عليه قبول قولك فيه، فما نعطيك شيئاً.
وكتب سهل إلى المهدي رسالة يمدح فيها البخل، فقال له المهدي: بئس الشيء مدحت، وقد أخذنا بقولك فيك فحرمناك.
ويحكى عنه أن رجلاً لقيه، :icon9:فقال له: هب لي ما لا ضرر به عليك، فقال: وما هو يا أخي؟ قال: درهم، قال: لقد هونت الدراهم، وهو طائع الله في أرضه الذي لا يعصي، وهو عشر العشرة، والعشرة عشر المئة، و المئة عشر الألف، والألف عشر دية المسلم ؛ ألا ترى إلى أين انتهى الدرهم الذي هونته؟ وهل بيوت الأموال إلا درهم على درهم؟ فانصرف الرجل، ولولا انصرافه لم يسكت.
أسباب إعجاب سهل بن هارون بالبخل :
إن ظاهرة البخل هذه عند سهل بن هارون ظاهرة تستحق المناقشة، لأنها نتجت عن قضية خطيرة، وهي أن سهلاً كان شعوبياً يتعصب للعجم على العرب وينتقصهم ، بل يبغضهم. ولما كان البخل نقيض الكرم، والعرب يتباهون به، فإن دفاع سهل عن البخل يفسر لنا مدى بغضه للعرب، ويوضح الاتجاهات المتنافسة بين التيارين: العربي والفارسي. ولعل هذا التضارب، وهو الذي دفع الجاحظ إلى تأليف كتابه البخلاء، أما كتابه البيان والتبيين فهو الذي دافع فيه عن العرب ودحض آراء الشعوبية.
رأي سهل بن هارون في المأمون:
كان سهل بن هارون معجباً ببلاغة المأمون الخليفة، يقول فيه: لم أر أنطق من المأمون أمير المؤمنين. وقد دخل على الرشيد، وهو يضاحك المأمون، فقال: اللهم زده من الخيرات، وابسط له من البركات، حتى يكون في كل يوم من أيامه مُرْبِياً على أمسه، مقَصِّراً عن غده.وكان سهل شديد الإطناب في وصف المأمون بالبلاغة والجهارة، وبالحلاوة والفخامة، وجودة اللهجة والطلاوة.
آثاره:
خلَّف لنا سهل بن هارون كثيراً من المؤلفات، ولكن لم يصل إلينا منها أي مؤلف، سوى ما ذكرته بعض المصادر في ثناياها من مقتطفات من رسائله وأقواله. وهذا سرد بأسماء كتبه:
1- كتاب ديوان الرسائل.2- كتاب النَّمِر والثعلب.3- كتاب أسباسيوس في اتخاذ الإخوان. 4- كتاب أسل بن أسل. 5- كتاب شجرة العقل. 6- كتاب تدبير الملك والسياسة.7- كتاب إلى عيسى بن إبان في القضاء.8- كتاب الضرس.9- كتاب الغزلين.10- كتاب الهزلية والمخزومي. 11- كتاب الضرتين. 12- كتاب الوامق والعذراء.
رأي القدماء في سهل بن هارون:
يقول عنه الجاحظ:
“ من الخطباء الشعراء الذين قد جمعوا الشعر والخطب والرسائل الطوال والقصار، والكتب الكبار المخلدة، والسير الحسان المدونة، والأخبار المولدة...“. ويقول عنه الجاحظ أيضاً:“ كان سهل في نفسه عتيق الوجه(جميلاً)، حسن الإشارة، معتدل القامة ، مقبول الصورة.
ويقول عنه ابن النديم:
“ كان سهل حكيماً فصيحاً شاعراً أديباً، فارسي الأصل، شعوبي المذهب، شديد التعصب على العرب...“.
ويقول أبو إسحاق إبراهيم الحصري:
” سهل ظريف عالم حسن البيان، وله كتب ظريفة صنعها معارضاً للأوائل في كتبهم....“.
ويقول ابن نباته المصري:
” انفرد سهل في زمانه بالبلاغة والحكمة، وصنف الكتب الحسنة معارضاً بها كتب الأوائل....“.
من حكم سهل بن هارون:
يقول سهل في البلاغة: ” سياسة البلاغة أشد من البلاغة، كما أن التوقي على الدواء أشد من الدواء“.
ويقول في القلم: ” القلم لسان الضمير، إذا رعف أعلن أسراره، وأبان أثاره“.
ويقول في الكتابة: ” هي أول زينة الدنيا التي إليها يتناهى الفضل، وعندها تقف الرغبة“.
حول سهل بن هارون:
استغل الكثير من الفرس الحرية التي أُعطوها من قِبل الخلفاء العباسيين ؛ فجهروا بما كانوا يخفون من الانحرافات الاجتماعية والخلقية وبكثير من عقائد الزندقة والإلحاد، فجعلت ألسنتهم تنطلق بالنيل من العرب، والتهوين من أمرهم وشانهم، والدعوة إلى إحياء دولة الفرس وبسط سلطانهم؛ وفي مقدمة هؤلاء : سهل بن هارون وغيره من الجيل الذي تربى في أحضان العرب والمسلمين وراح يكيد سراً للعرب والمسلمين، وكثيراً منهم كان يخفي مجوسيته ويتظاهر بالإسلام. وهؤلاء الذين يُسمون المحدثين أو المولدين.
إيثاار
2014- 11- 25, 11:51 PM
المحاضرة التاسعة
أعلام النثر العباسي ( الجاحظ)
مقدمة: كانت البصرة – مدينة الجاحظ – حاضرة العلم والتجارة ، وارتفع شأنها بفضل سوق المربد، حتى غدت عكاظ الإسلام. فكانت ملتقى التجارة واللغويين والشعراء والمتكلمين وسائر رجال الفكر والقلم وذوي الثقافة والمعرفة.
وقد أصبحت لهذه المدينة شخصيتها المنفردة من الناحية العلمية، بحيث غدا من مقوماتها النزعة الواقعية وإيثار المنحى المنطقي في معالجة الأمور والأخذ بمبدأ القياس في الاجتهاد والرأي. كل هذا انعكس على شخصية ” الجاحظ ” الذي نحن بصدد الحديث عنه.
• اسمه وكنتبه ولقبه:
هو عمرو بن بحر بن محبوب الكناني.
كنيته: “ أبو عثمان “.
لقبه: ”الجاحظ“، ولقب بذلك ؛ لأن عينيه كانتا جاحظتين.
أصله ومولده:
أصله: أختلف في أصله، فهناك من يقول إنه عربي خالص النسب، وهناك من يقول إنه كناني بالولاء.
مولده: قد أختلف في تاريخ ولادته، ولكن الدارسين يكادون يتفقون على أنه ولد في حدود سنة( 150هـ) في البصرة.
حياته:
يبدو أن الحياة الاجتماعية المحيطة بالجاحظ كانت صعبة، والأصعب منها ظروفه الخاصة ؛ فقد كان يعاني الفقر المدقع، فاضطر إلى أن يبيع الخبز والسمك، ولم يحل هذا دون متابعته للتحصيل العلمي، فقد كان يتردد على مربد البصرة يأخذ عن العرب شفاهاً، وأولع بالقراءة، وكان داهية في قوة الحفظ.
ولم يترك الجاحظ فرصة تفوته في مخالطة العلماء ، فقد أخذ اللغة والأدب عن أبي عبيدة والأصمعي وأبي زيد الأنصاري ، وأخذ النحو عن الأخفش ، وأخذ الكلام عن النظام.
وأخذ الجاحظ ينهل من الثقافات غير العربية ، من: يونانية وتركية وفارسية،...
ولكننا نرى أن الجاحظ بعد الفقر الذي كان فيه قد حصل الأموال، وبني البيوت، وامتلك الأراضي واقتنى العبيد، وأخذ يتصل بالوزراء ، ويتنقل في البلاد، فيعيش في بغداد زمناً ويرحل إلى دمشق وأنطاكية، كل هذا أورثه معرفة بطبائع الناس وأخلاقهم، كما زاد من ثقافته. والجدير بالذكر أن الجاحظ عاصر كثيراً من الخلفاء .
مرضه وموته:
تذكر الروايات أن الجاحظ أصيب بمرضين متناقضين هما: الفالج والنقرس.
وقد توفي الجاحظ سنة خمس وخمسين ومائتين.
من أقوال الجاحظ:
يوصي الكتاب ، قائلاً: ” ينبغي للكاتب أن يكون رقيق حواشي الكلام، عذب ينابيعه، إذا حاور سدد سهم الصواب إلى غرض المعنى“.
يوصي العلماء والأدباء قائلاً:“ لا تكلم العامة بكلام الخاصة، ولا الخاصة بكلام العامة ”.
يقول في وصف اللسان:“ هو أداة يظهر بها البيان، وشاهد يعبر عن الضمير، وحاكم بفصل الخطاب، وناطق يرد به الجواب، وشافع تدرك به الحاجة، وواصف تعرف به الأشياء،...“
رأي بعض القدماء فيه:
يقول المرزباني: “ كان أبو عثمان الجاحظ من أصحاب النَّظام، وكان واسع العلم بالكلام ، كثير التبحر فيه، شديد الضبط لحدوده ، ومن أعلم الناس به وبغيره من علوم الدين والدنيا،....“
ويقول ثابت بن قُرَّة ” ما أحسد هذه الأمة العربية إلا على ثلاثة أنفس: الأول- عمر بن الخطاب في سياسته،....والثاني- الحسن البصري في علمه،...والثالث- الجاحظ في بيانه ، فقد كان خطيب المسلمين، وشيخ المتكلمين،....
ويبين المسعودي أهمية كتب الجاحظ ويصف بيانه فيها، قائلاً:“ وكتب الجاحظ تجلو صدأ الأذهان، وتكشف واضح البرهان، لأن نظَّمها أحسن نظم، ووصفها أحسن وصف، وكساها من كلامه أجزل لفظ.....“.
ويقول الخطيب البغدادي: “ الجاحظ هو المصنف الحسن الكلام البديع التصانيف، وهو أحد شيوخ المعتزلة.
ويقول شمس الدين الذهبي: “هو العلامة المتبحر، ذو الفنون، صاحب التصانيف الكثيرة، كان من بحور العلم.
ويقول ابن نباته المصري: “لم يزل عزيز الجانب، موفور المال والجاه، وله أخبار ظريفة كثيرة، ونثر طائل، وهو إمام الفصحاء والمتكلمين، الذي ملأت الآفاق أخباره وفوائده“.
فكر الجاحظ وشخصيته:
1- الثقافة الواسعة:الثقافة الواسعة لدى الجاحظ في طليعة سماته المميزة ومن أهم مقومات شخصيته وفكره. ولعل هذا ما منحه الكثير من الثقة وجعله يشعر بنوع من السمو العقلي.
2- فكره المستنير:وفكره المستنير جعله يتخذ مواقف رافضة تجاه الزيف والانحراف والتضليل.وقد قاده هذا المنحى الفكري إلى تحكيم العقل والمنطق في كل ما يرى
3- التحرر من القيود: حرر الجاحظ نفسه من كثير من القيود حتى لا يصرفه شيء عن عالم الفكر والتأليف، فقد رفض قيد العمل الوظيفي في كنف البلاط فضلاً عن أنه لم يرتبط بزواج ولا أسرة، وأخذ يتقرب من الأعلام إلى أن غدا الجاحظ في عداد أعلام الفكر وأقطاب الاعتزال في عصره.واستطاع خلال اعتزاله أن ينفذ إلى تأليف مجموعة من الآراء تعصبت لها طائفة من المعتزلة سميت باسم الجاحظية.
4- تحكيم العقل والمنطق: يضع الجاحظ كل ما يسمعه من أخبار على محك العقل السليم والمنطق السليم أيضا، فلا تقنعه الأخبار التي لا يحكمها العقل السليم والمنطق السليم.
5- الشك وسيلة إلى اليقين: الحقيقة ضالة الجاحظ، فهو دائب التحري عنها. ولا يغير من طبيعة الأمر شيئاً أن يصدر الخبر عن رجل نابه الشأن ولو كان صاحب المنطق نفسه. والجاحظ كان يشك في بعض ما أورده أرسطو فيعمد إلى رده ودفعه دون أن يجد في ذلك حرجاً برغم الهالة التي كانت تحيط بذلك الفيلسوف في إبان القرون الوسطى.
6- الاختبار والتجريب: قد وجد الجاحظ في دنيا الحيوان مجالاً واسعاً للتجريب أشبع من خلاله نهمه العلمي . فقد طال الوقوف عند الضباب وأنواعها وتعداد غرائب صفاتها و خصائصها.
7- انشراح الصدر وحب الحياة: من طبع الجاحظ انشراح الصدر وحب الحياة، ومن مزاجه المرح: النكتة وخفة الدم. فلا يحب الانطواء على الذات ولا الاكتئاب ولا الغفلة ؛ لأنه سريع الفهم حاد الذكاء.
8- كان شديداً في تحمل الأعباء، صبوراً على المكاره، طموحاً إلى أبعد الحدود.
9- كان الجاحظ مصدر حب ومهابة. يحبه الناس لأنهم ينتفعون به ، ويخشونه .
مؤلفاته:
شملت كتب الجاحظ الأدب والسياسة والأخلاق والدين والصناعة والزراعة والكيمياء والفلسفة وسائر فنون القول والفكر، ومن بعض كتبه:
1- البخلاء.2- البيان والتبيين.3- التربيع والتدوير.4- الفرق في اللغة.5- رسالة في القلم. 6- رسالة في الميراث.7- المعارف.8- المسائل. 9- الرد على اليهود. 10- تحصين الأموال. 11- تهذيب الأخلاق. 12- الرسالة اليتيمة. 13- كتاب المعلمين.
أسلوب الجاحظ من خلال كتاب البخلاء:
1- قصص البخلاء جاءت متماسكة .
2- موضوع البخل قبيح مهين تحول على يد الجاحظ إلى فن جميل رائع.
3- غاص الجاحظ إلى أعماق نفوس شخصياته.
4- رسم لنا نماذج متناقضة.
5- بفنه البديع حبب الجاحظ إلى القراء البخلاء، فأكثرهم ظرفاء وأذكياء، وبعضهم مثقفون وأذكياء.
6- أرسى قواعد الإنشاء العربي على أنماط حية جميلة وسهلة.
7- الجاحظ هو أول أديب شمولي في العربية.
8- جاء أدب الجاحظ في البخلاء مبطناً بسخرية لطيفة وعميقة.
9- عرض لنا الجاحظ كتاب البخلاء الأدبي بأسلوب علمي تسوده المعرفة وتجلوه الثقافة السائرة على طريق العقل ونسف المنطق.
10- في البخلاء فتح جديد للإبداع الفني المسرحي.
إيثاار
2014- 11- 26, 12:28 AM
المحاضرة العاشرة
من أعلام النثر العباسي (ابن قتيبة – ابن العميد)
مقدمة وقفنا في المحاضرة السابقة على علم من أعلام النثر العباسي ألا وهو الجاحظ .عرضنا لحياته ونشأته ومؤلفاته ورأي القدماء فيه،.....ونحاول في هذه المحاضرة أن نعرض لعلمين من أعلام النثر العباسي ، وهما: ابن قتيبة،وابن العميد .
• حياته ونشأته:
هو أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، ولد سنة 213هـ ببغداد وقيل بالكوفة، أصله فارسي.
ذهب في صباه إلى الكتَّاب فحفظ شيئاً من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والأشعار وشيئاً من الفقه والنحو والحساب.
ثم أخذ يتردد على المساجد يأخذ عن علمائها كل ما عندهم من علوم الشريعة واللغة والحديث .
عكف على المترجمات يقرأ فيها ويستوعب. لمع اسمه في بيئة الفقهاء فتولى القضاء.وعمل في التدريس والتعليم حتى توفي سنة 276هـ.
مؤلفاته:
لابن قتيبة مؤلفات كثيرة منها:
1- مشكل القرآن. 2- تأويل مختلف الحديث.3- دلائل النبوة.4- غريب القرآن.5- كتاب الأشربة.6- كتاب الشعر والشعراء.7- كتاب أدب الكاتب.
أكبر مؤلف أدبي:
يعد ابن قتيبة أكبر مؤلف أدبي ظهر في العصر العباسي بعد الجاحظ ، ويتضح هذا في مقدمته لكتاب الشعر والشعراء إذ نراه يعلن أنه لن ينظر إلى المتقدم من الشعراء بعين الجلالة لتقدمه ولا إلى المتأخر بعين الاحتقار لتأخره، .....“
وأهم من هذا موقفه ضد الشعوبية حيث استطاع أن يدخل الثقافات الأجنبية: كالهندية واليونانية والفارسية على الثقافة العربية والإسلامية ، ويعمل على تكوين مزج موحد منها جميعاً .
كتاب عيون الأخبار:
وأخذ ينسق مختارات ومقتطفات من الآداب الفارسية ، مع مختارات ومقتطفات من الآداب العربية الخالصة ، ومع مختارات ومقتطفات من الثقافتين الهندية واليونانية ، وكانت ثمرة ذلك كله أربعة مجلدات ضخمة ألَّفت كتاب:“ عيون الأخبار ” وقد وزعها على عشرة كتب:
أولها كتاب السلطان ، وفيه يتحدث عن سيرته وسياسته وصحبته واختياره للعمال والقضاة والحجاب،.....
والكتاب الثاني: كتاب الحروب، وفيه يتكلم عن آدابها ومكايدها وأوقاتها وحيلها وعُدَدها وسلاحها.......
والكتاب الثالث: كتاب السؤدد، ويتكلم فيه عن مخالبه وأسبابه ، ويعرض لجوانب كثيرة من الشرف والأخلاق الرفيعة .
والكتاب الرابع: عن الطبائع والأخلاق المذمومة من مثل الحسد والغيبة .....
والكتاب الخامس: عن العلم والبيان.
والكتاب السادس: كتاب الزهد وفيه تبرز مواعظ النساك والزهاد ، وتظهر فيه ثقافة ابن قتيبة.
الكتاب السابع: كتاب الإخوان ، وفيه يتحدث عن اختيارهم وما ينبغي أن يكون بينهم من الوشائج والصلات....
الكتاب الثامن: كتاب الحوائج واستنجاحها والمواعيد وانجازها.....
الكتاب التاسع: كتاب الطعام ، وفيه يعرض لصنوف الطعام وأخبار العرب في مآكلهم....
الكتاب العاشر: كتاب النساء ، وفيه يتكلم عن أخلاقهن ، وما يقبل منهن وما يكره.....
أسلوبه:
ولعل فيما قدمنا يصور بوضوح كيف مزج ابن قتيبة بين الثقافات العربية والإسلامية والفارسة والهندية واليونانية، وكذلك ثقافة أهل الكتاب، فكل هذه الثقافات الأجنبية والعربية من مدنية ودينية استحالت عنده إلى هذه الصورة الجديدة التي نقرؤها في عيون الأخبار الذي جاء أسلوبه يمتاز بوضوحه واصطفاء ألفاظه والمزاوجة بينها وهذه طريقة الجاحظ أحياناً ، وأحياناً يسترسل دون محاولة الازدواج، ولكن مع العناية باختيار الكلمات والتناسب بينها بحيث لا نجد فيها أي نشاز ولا أي اضطراب أو انحراف، فقد كانت اللغة مرنة في يده. وبهذا الأسلوب المتناسق وما يجري فيه من استواء ،صنف كتابه :“ عيون الأخبار ”، بحيث بدأ وكأنه مضبوط في قوالب متماثلة ، أقوال تستريح لها الأذن، وتجد فيها القلوب والعقول متاعاً لا ينفد. ويكفي أن ابن قتيبة في أسلوبه الواضح الناصع الذي وصفناه استطاع أن يخرس الشعوبية إلى الأبد بما سوَّى للعربية في عيون الأخبار من هذا الأدب العربي الرفيع الذي وسع مختلف الثقافات ومزج بينها بحيث أصبح له طوابع جديدة مميزة.
...................
ابن العميد
اسمه وكنيته: هو أبو الفضل محمد بن الحسين بن محمد. المعروف بابن العميد.
لقبه: لقب ابن العميد بألفاظ كثيرة منها: الجاحظ الثاني، وقيل الجاحظ الأخير، والأستاذ ، والرئيس، لسان المشرفي.
حياته:
لم تتحدث المصادر عن تاريخ ولادة ابن العميد وبداية حياته ونشأته ، ولكن نحاول أن نعرض ما توافر في ثنايا الكتب.
ولد ابن العميد في بيت فضل وعلم وجاه ولعل ولادته كانت في السنوات الخيرة من القرن الثالث الهجري.ومات سنة ستين وثلاث مائة. لم يأن ابن العميد جهداً في حضور حلقات العلم والدرس.
واتهم ابن العميد بتعصبه للفرس على العرب، وهو ممن دخل في قضية الشعوبية.
ثقافته:
أتقن العربية وسبر أغوارها، وعرف أسرارها، وتعلم كثيراً من العلوم المختلفة في بغداد، فقد اجتمع فيه ما لم يجتمع في غيره من حسن التدبير وسياسة الملك والكتابة التي أتى فيها بكل بديع والعلوم التي برع فيها.
ولم تقتصر ثقافته على فنون الأدب ( الشعر والنثر)، بل كانت ثقافته واسعة عميقة، إذ كان يختص بغرائب من العلوم الغامضة ، كعلوم الحيل والهندسة والطبيعة،....
من حكم ابن العميد:
من حكمه الشعرية:
آخِ الرجالَ من الأبا عد والأقارب لا تقارب
إن الأقارب كالعقا رب بل أضرُّ من العقارب
من حكمه النثرية:
” خير القول ما أغناك جدُّه ، وألهاك هزله“.
” المزح والهزل بابان إذا فتحا لم يغلقا إلا بعد العسر“.
أسلوبه:
استخدم ابن العميد في أسلوبه علوم البلاغة الثلاثة من بديع وبيان ومعان.
هذا إلى جزالة الأسلوب ، وقوة السبك، ووضوح المعاني، وبساطة العبارة، وحسن اختيار الألفاظ.
وجاءت جمله في رسائله مترابطة متسلسلة.
عاطفته شديدة الصدق. صاحب خيال خصب.
رأي القدماء فيه:
يقول مسكويه: “ إنه كان أكتب عصره، وأجمعهم لآلات الكتابة حفظاً للغة والغريب، وتوسعاً في النحو والصرف والعروض، واهتداء إلى الاشتقاق والاستعارات، وحفظاً للدواوين من شعراء الجاهلية والإسلام...“.
يقول عنه التوحيدي: “ كان حسن الكتابة ،غزير الإنشاء ،جيد الحفظ ، ...“.
ويقول الثعالبي: “كان عين المشرق،...وأوحد عصره في الكتابة، وجميع أدوات الرياسة،....“.
ويقول ابن الأثير: “ كان ابن العميد من محاسن الدنيا، قد اجتمع فيه ما لم يجتمع في غيره من حسن التدبير، وسياسة الملك، والكتابة التي أتى فيها بكل بديع،....“.
ويقول ابن خلكان: “ كان متوسعاً في علوم الفلسفة والنجوم، أما الأدب والترسل فلم يقاربه فيه أحد في زمانه، وكان يسمى الجاحظ الثاني....“
ويقول الذهبي: “ كان آيةً في الترسل والإنشاء ، فيلسوفاً مهتماً برأي الحكماء،....“
ويكمل الذهبي قوله: “ كان عجباً في الترسل والإنشاء والبلاغة، يُضرب به المثل،.....“
ويقول ابن تغري: “ كان ابن العميد فيه فضل وأدب وترسل“.
إيثاار
2014- 11- 27, 09:12 PM
المحاضرة الحادية عشرة
من أعلام النثر العباسي ( الآمدي- بديع الزمان الهمذاني)
تناولنا في المحاضرة السابقة كاتبين من كتاب العصر العباسي، وهما: ابن قتيبة وابن العميد.
وتعرفنا على حياة كل منهما ، وثقافته ، وأسلوبه ، ومؤلفاته،....
وتحاول هذه المحاضرة أن تقف على كاتبين من أعلام النثر العباسي ألا وهما : الآمدي وبديع الزمان الهمذاني.
نحاول معرفة حياة كل منهما وبعض المؤلفات ، وثقافة كل منهما ، وأسلوب كل منهما،....
• الآمدي: (سيرته)
الآمدي: هو الحسن بن بشر بن يحيى الآمدي، البصري(أبو القاسم) نحوي،أديب،ناقد،كاتب وشاعر، ولد بالبصرة، ونشأ بها، وقدم بغداد، وأخذ عن الأخفش والزجاج وابن دريد.توفي سنة371هـ.
مؤلفاته:
للآمدي مؤلفات عديدة، منها:
1- المؤتلف والمختلف من أسماء الشعراء.
2- نثر المنظوم.
3- الموازنة بين أبي تمام والبحتري.
4- كتاب تفضيل شعر امرئ القيس على الجاهليين.
5- كتاب معاني شعر البحتري.
6- كتاب الحروف من الأصول في الأضداد.
7- كتاب الرد على ابن عمار فيما خطأ فيه أبا تمام.
ثقافة الآمدي النقدية:
امتلك الآمدي ثقافة نقدية واسعة اكتسبها من اطلاعه الواسع والعميق على كتب النقد العربي التي أُلفت قبله،والتي منها طبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي.
أما من حيث الثقافة اللغوية فقد كان الآمدي لغوياً قديراً، فهم اللغة العربية فهماً دقيقاً وامتلك ناصيتها، وعرف مدلولاتها الدقيقة.
ولا ننسى مؤلفات الآمدي النحوية واللغوية منها الكتاب الذي ألَّفه في مسألة(هل وقد).ولاشك أن هذه المعرفة اللغوية تقوي ثقافته النقدية وتعمقها وتمكن أداته فيها.
وعلى الرغم من تمتع الآمدي بالذوق العربي السليم، والثقافة العربية الأصيلة، فقد طعَّم ثقافته بعناصر غير عربية كاليونانية والتركية والفارسية،...
خصائص الآمدي الناقد:
1- الحرص والدقة على التحقيق:
كان الآمدي حريصاً على الأمانة في النقل، دقيق جداً وخاصة عند تحقيقه الروايات اللفظية، فيعمل بفكره الثاقب ويجهد نفسه ليخلص الرواية مما علق بها من تزييف أو تحريف أو تصحيف.
2- صحة التعليل:
ويقصد به إيراد الأمثلة والتماس التعليل العقلي لها، وهذا ما نجده متفرقاً في الموازنة في كل الأبواب.
3- رغبة الآمدي في إقرار العدل:
رغب الآمدي أن يكون حاكماً عادلاً يطمح إلى إقرار العدل وإحقاق الحق في جملة قضايا نقدية طالما تجادل الناس فيها ووقفوا عندها.
4- تجنبه الحكم النهائي:
عرض الآمدي في الموازنة لأقوال الأنصار والخصوم، دون أن يرغمنا على قبول وجهة نظره أو يفرض علينا أحكاماً لا نقرها.
دور الذوق في نقد الآمدي:
عاش الآمدي في القرن الرابع الهجري، قرن امتزاج الحضارات المختلفة، وقرأ الكثير من المؤلفات والدواوين الشعرية القديمة والحديثة، وقد كان يتمتع بذوق عربي سليم.
عاش الأدب فدخل أعماقه، ومارس الشعر فأحسن في اختياراته، وتذوق الفن النقدي فسبر أغواره.
ولا نغالي في مدحنا للآمدي وذوقه السليم في نقد الشعر، ذلك أن حسه المرهف مكنه من إصلاح بعض الأبيات للشاعر الفحل أبي تمام.
بديع الزمان الهمذاني:
اسمه: أحمد بن الحسن بن يحيى بن سعيد بن بشر الهمذاني.
كنيته: أبو الفضل.
لقبه: بديع الزمان.
أصله: ولد بديع الزمان في“همذان“ سنة 358هـ. وإليها نسب.
حياته:
لم تتحدث المصادر عن بدايات حياته ونشأته، ولكنها بدأت تؤرخ لها وتذكر عنها بعد أن أصبح شاباً قادراً على التنقل، إذ فارق همذان سنة(380هـ) وعمره نحو ثنتين وعشرين سنة، بعد أن أخذ عن كثير من علمائها.
وعلى الرغم من أخباره القليلة، فإن من يدرس مقاماته ورسائله وشعره فإنه سيقف على كثير من النقاط التي تضيء جوانب كثيرة من حياته وأخباره.
وفاته: توفي سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
صفاته:
كان بديع الزمان الهمذاني مقبول الصورة، خفيف الروح، حسن العشرة، ناصع الظرف، عظيم الخلق، شريف النفس، كريم العهد، خالص الود، حلو الصداقة.
موهبته: لم ينافسه منافس في ذكاء القريحة، وسرعة الخاطر، وشرف الطبع، وصفاء الذهن، وقوة النفس، ولم يدركه مدرك في ظرف النثر وملحه، وغرر النظم ونكته.
ثقافته:
درس بديع الزمان العربية والأدب، وحرص عل إتقانهما إتقاناً تاماً، ومعرفة أسرارهما، ولم يأل جهداً في التزود بجميع أنواع المعرفة والعلوم.
لذلك غدت ثقافته واسعة عميقة شاملة، أضف إلى ذلك كله، تطلعه إلى الاتصال بالعلماء . يضاف إلى ما سبق إتقانه للفارسية.
رأي القدماء فيه:
يقول الثعالبي: “بديع الزمان معجزة همذان ،... لم نر نظيره في الذكاء، وسرعة الخاطر، وشرف الطبع، وصفاء الذهن، وقوة النفس، ولم ندرك نظيره في طُرف النثر ومُلحه“.
ويقول عنه الحصري: “ كلامه أنيق الجواهر، يكاد الهواء يسرقه لطفاً، والهوى يعشقه ظرفاً“.
ويقول عنه البيهقي: “ كان بديع الزمان يحفظ خمسين بيتاً بسماع واحد، ويؤديها من أولها إلى آخرها، وينظر في كتاب نظراً خفيفاً، ويحفظ أوراقاً ويؤديها من أولها إلى آخرها“.
ويقول ابن خلكان: “ بديع الزمان صاحب الرسائل الرائقة، والمقامات الفائقة، وعلى منواله نسج الحريري مقاماته واحتذى حذوه،واقتفى أثره،....“.
ويقول الذهبي: “ كان بديع الزمان الأديب العلامة صاحب المقامات المشهورة والرسائل، فصيحاً مفوهاً، وشاعراً مفلقاً“.
ويقول ابن تغري عنه: “ صاحب الرسائل الرائقة والمقامات الفائقة ، اعْتُرف له بالفضل، وكان إمام وقته في المنثور والمنظوم“.
من حكم بديع الزمان الهمذاني:
( ما كل مائع ماء، ولا كل سقف سماء، ولا كل بيت بيت الله ولا كل محمد رسول الله).
( المرء لا يعرف ببرده، والسيف لا يعرف بغمده).
( إن بعد الكدر صفواً وبعد المطر صحواً).
أسلوبه في مقاماته:
الأسلوب عند بديع الزمان الهمذاني حواري قصصي في أكثر مقاماته، والقصد الأول عنده أن تكون ألفاظه مما يخلب لب السامع ويخترق بروعته ورشاقته قلبه ومشاعره؛ لذلك اختار السجع بأشكاله، لأنه اللون الفني الذي ساد الكتابة في ذلك العصر.
وبديع الزمان يعرف كيف يصوغ لفظه وكيف يعرضه، وكيف يحدث فيه من التموجات الصوتية ما يجعله يدخل الآذان دون استئذان.
كما يستعمل الإيجاز حين يحسن الإيجاز والإطناب إذا تطلب الموقف الإطناب.كان في أسلوبه كاتباً مبدعاً متقناً.
إيثاار
2014- 11- 27, 09:45 PM
المحاضرة الثانية عشرة
(كتاب البيان والتبيين للجاحظ )
تناولت المحاضرات السابقة مجموعة من أعلام النثر العباسي، وهم:
(ابن المقفع- سهل بن هارون- الجاحظ- ابن قتيبة- ابن العميد- الآمدي- بديع الزمان الهمذاني).
وقد تعرفنا على: ميلادهم ووفاتهم، وأصولهم،وحياتهم، ونشأتهم، وفكرهم، أسلوبهم، وثقافاتهم، وفكرهم، ومؤلفاتهم،.....
وتحاول هذه المحاضرة أن تلقي الضوء على كتاب: البيان والتبيين للجاحظ.
• مؤلف كتاب:البيان والتبيين:
• المؤلف :
أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكناني الذي لقب بالجاحظ بسبب جحوظ عينيه, ولد على التقريب عام 159هـ، وتوفي عام 255هـ .
ولم يكن الجاحظ رجلاً عادياً من عامة الناس الذين يطمحون إلى تثقيف أنفسهم عن طريق الاستماع والمحادثة فحسب، كأن يكون مطلبه علم الكلام, أو اللغة أو البلاغة، بل كان يتميز بمقدرة عقلية تستوعب كل شيء كما كان يتميز بنهم شديد بكل أنواع العلم والمعرفة . بل لم يكن هناك شيء أحب إليه من الكتاب وكان هناك مصدر ثالث تميز به عن غيره وهو معايشة الناس ومراقبتهم مراقبة الفنان الذي يحاول أن يكتشف عالمهم الداخلي بقدر ما يرصد مظهرهم الخارجي .
مؤلفاته :
و لا عجب بعد ذلك أن خلَّف لنا الجاحظ ثروةً من الكتب في موضوعات مختلفة ومتعددة فقد كتب في موضوعات عقائدية مثل: كتاب: ”الإمامة“, وكتاب:“الرد على اليهود“ وكتب في المعارضات وكتب في موضوعات اجتماعية .
أسلوب البيان والتبيين:
تحرر أسلوبه من الغموض وتنميق اللفظ مع الاحتفاظ بجزالته، وجاء أسلوبه يشمل: ما تعلم وما قرأ وما سمع وما خَبُرَ من أحوال الناس .
دوافع تأليف كتاب البيان والتبيين:
الدافع الأول:
لم يكن الجاحظ حتى زمن تأليف هذا الكتاب قد اختص البيان العربي ببحث شامل يبين فيه طاقات اللغة العربية في مجال التعبير وفي مجال إمتاع المستمع عن طريق المناظرة أو الخطابة وهما اللونان الأدبيان اللذان كانا يمارسان في بيئة البصرة .
الدافع الثاني:
هو الرد على الشعوبيين الذين كانوا يعيبون على العرب خطبهم وتقاليدهم في إلقاء تلك الخطب.
محتوى كتاب البيان والتبيين:
بدأ بالاستعاذة ثم تحدث عن نعمة فصاحة اللسان، وعاب التشدق وانتقل إلى الحديث عن اختلاف لغة العرب في استعمال الألفاظ. وتناول الخطابة فتحدث عن عيوب اللسان، مشيراً في ذلك إلى أشهر الخطب وأشهر الخطباء.
ثم انتقل بعد ذلك إلى الحديث عن البلاغة، فتحدث عن البلاغة في اللسان وفي الصمت وفي الكلام المسجع, مقدماً نماذج كثيرة من الحديث الشريف والخطب والحكم والأمثال.
ثم تهيأ للدفاع عن فصاحة العرب،وخطبائهم ضد اتهامات الشعوبية، ثم تكلم عن الزهَّاد والنسَّاك .
ولا تفوت الجاحظ في كل هذا فكاهته التي عُرفت عنه, وهي تبدو جلية في أثناء حديثه عن نوادر الحمقى والمجانين.
فالكتاب على هذا النحو مادته حول:( الفصاحة والبلاغة ).
منهج الكتاب:
على أن هذا لا يعني أن منهج تأليف الكتاب قد تم بناء على خطة تدرس الموضوعات دراسة متسلسلة منطقية بحيث تبدو متكاملة ومتسلسلة ومبوبة من البداية للنهاية, فهذا أسلوب لم يكن كبار الأدباء في ذلك العصر قد عرفوه بعد, بل كانت تتحكم في منهجه طريقة السرد والاستطراد التي تؤدي إلى تشعب الموضوعات.
أسباب اعتماد منهج الكتاب على طريقة السرد:
وربما يرجع هذا إلى أمور منها:
1- أن السرد كان هو الوسيلة الأولى لتحصيل الثقافة في ذلك العصر, وكان متحكماً في عقول الباحثين فعندما مارسوا عملية الكتابة بعد ممارستهم عملية التثقيف الشفوي كان أسلوب التدريس الشفهي هو الغالب عليهم.
2- عندما اتجه مفكروا ذلك العصر إلى تعريف مباحث العلوم كالبلاغة مثلاً كانوا قد عمق فكرهم وبَعُد تصورهم للأشياء واتسمت تعريفاتهم بالتشعب, وكان هذا يقتضي البحث عن نماذج من التراث العربي لتدعيم كل جانب من جوانب هذا التعريف.
3- كان رصيد المفكرين وعلى رأسهم الجاحظ من التراث العربي هائلاً بحيث يمكننا أن نقول إن المادة كانت تنصب انصباباً في أثناء تأليفهم دون أن يملكوا وقفها.
مآخذ على الكتاب:
كان الجاحظ في كتابه يأتي بالخبر في موضعه فإذا به يورده نفسه في مكان آخر دون أن تكون هناك ضرورة تقتضي ذلك.
أثر الكتاب قديماً وحديثاً:
قديماً:
يعد كتاب البيان والتبيين موسوعة في الأدب العربي تغذى بثمرها القدماء والمحدثون, وقد اعتمد عليه كبار الكتاب القدماء الذين جاءوا من بعده مثل: ابن قتيبة في: (عيون الأخبار)،و المبرد في: (الكامل) وابن عبد ربه في: (العقد الفريد)،وغيرهم.
كما انه رسم الطريق لمن جاء بعده في أسلوب التأليف الأدبي الذي هو جَمْعُ من كل شيء.
أما في العصر الحديث: لا يوجد باحث في أي جانب من جوانب التراث العربي لم يستعن بهذا الكتاب .
طبع الكتاب ونشره:
نُشر الكتاب لأول مرة بين سنتي 1311هـ - 1313هـ وقام بنشره في مجلدين حسن الفكهاني، والشيخ محمد الزهري الغمراوي، ثم نشر بعد ذلك في ثلاثة مجلدات عام 1325 هـ بإشراف محب الدين الخطيب، أما النشرة الثالثة فقد أخرجها حسن السندوبي في عام 1345هـ وتقع في ثلاثة مجلدات.
ثم ظهرت بعد ذلك نشرة للكتاب في عام 1948م – 1367هـ وقام بتحقيقها الأستاذ: عبد السلام هارون وظهرت الطبعة الثالثة للكتاب من مكتبة الخانجي بالقاهرة عام 1968م . وتوالت دور النشر على نشره بعد ذلك.
إيثاار
2014- 11- 27, 10:29 PM
المحاضرة الثالثة عشرة
( كتاب: الشعر والشعراء لابن قتيبة)
تناولنا في المحاضرة السابقة كتاب: البيان والتبيين للجاحظ ، وعرضنا لأسلوبه ، ومادته، ومنهجه ، ومحتواه ، والمآخذ عليه، وقيمته ، وطبعه ونشره،...
وتحاول هذه المحاضرة أن تلقي الضوء على كتاب: الشعر والشعراء لابن قتيبة.
• مؤلف كتاب: الشعر والشعراء:
ابن قتيبة : قريب الجاحظ في سعة الثقافة وشمولها ولد عام (213هـ828م) لأب فارسي لم يكن ذا شأن اجتماعي أو سياسي وتوفي عام (276هـ-889م) كان ابن قتيبة فيما يقول ابن النديم: (عالما في اللفة والنحو وغريب القرآن ومعانيه والشعر والفقه كثير التأليف والتصنيف ).
وتاق ابن قتيبة منذ صغره إلى أن يكون أديباً بمفهوم الأدب على أيامه فهو يحدُّث عن نفسه، قائلاً :“كنت في عنفوان الشباب وتطلب الآداب أحب أن أتعلق من كل علم بسبب وأن أضرب فيهم بسهم ” وقد ألمَّ ابن قتيبة بكل علوم عصره .
مؤلفاته:
كانت مؤلفاته صورة صادقة لثقافته، فجاءت متنوعة تشمل أغلب معارف عصره.
وذكر له صاحب الفهرست ثلاثة وثلاثين كتاباً،وبلغ بها آخرون ثلاثمائة.
ومناطق اهتمامات هذه الكتب القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، والنحو، واللغة، والأدب من شعر ونثر وأمثال، والتاريخ والآداب الاجتماعية وغيرها.
عناوين كتاب: الشعر والشعراء:
وصلنا كتاب: الشعر والشعراء في عدد من المخطوطات موزعة على عدد من مكتبات العالم في القاهرة ودمشق والمدينة المنورة وبرلين وباريس وفينَّا،وفي دار الكتب المصرية منها ثلاثة كتب.
ولم تتفق المصادر التي تحدثت عن الكتاب ومخطوطاته على عنوانه فهو عند ابن النديم:(الشعر والشعراء )وسماه الجاحظ:(أخبار الشعراء) ،وسمي أيضاً:( ديوان الشعر والشعراء )،وأيضاً:( كتاب طبقات الشعراء) وسمي:(كتاب الشعراء).
منهج تأليفه:
فصلَّ ابن قتيبة منهجه في دراسته له ؛فهو يعد أول منهج يصلنا في العربية على هذا القدر من الوضوح؛ ففيه حديث عن مادة الكتاب وهدف المؤلف من تأليف الكتاب،ووسيلته إلى هذا الهدف.
فمادة الكتاب عن:الشعراء وأزمانهم وأقدارهم وأحوالهم في أشعارهم وقبائلهم وأسماء آبائهم ومن كان يُعرف باللقب أو الكنية منهم
وعمَّا يستحسن من أخبار الشاعر وما يعتمد من شعره وما أخذه العلماء عليهم من اللحن والخطأ في ألفاظهم و معانيهم وما سبق إليه المتقدمون فأخذه عنهم المتأخرون. وفيه:أقسام الشعر وطبقاته وعن الوجوه التي يختار الشعر عليها ويستحسن لها.
رأيه في المتقدم والمتأخر من الشعراء:
يقول:( وما نظرت إلى المتقدم منهم بعين الجلالة لتقدمه ولا إلى المتأخر منهم بعين الاحتقار لتأخره؛ بل نظرت بعين العدل بين الفريقين وأعطيت كلاً حظه وقررت عليه حقه).
ويعيب على نقاد الشعر ودارسيه من أهل زمانه أن منهم من يستجيد الشعر السخيف؛ لتقدم قائله ويضعه في متخيره وينزل الشعر الرصين، ولا عيب له عنده إلا أنه قيل في زمانه أو أنه رأى قائله.
ويحتج ابن قتيبة لرأيه بأسباب عمادها:(الملاحظة والمنطق والعقل).
مادة الكتابة:
قسم ابن قتيبة مادة الكتابة إلى قسمين: (الشعر والشعراء) تحدث في القسم الأول عن: (الشعر): لفظه ومعناه، وما حُسن منه، وما رَذُلَ، وأورد تعليلاً لمنهج القصيدة العربية في وقوفها على الأطلال وانتقالها منه إلى الغزل فإلى الوصف، ثم الموضوع وانتهائها ببيت أو أبيات تجري مجرى الحكم والأمثال.
ويرى ابن قتيبة: أنه ليس لمتأخر الشعراء أن يخرج عن مذهب المتقدمين فيما يتصل بشكل القصيدة، لكنه يكره لهم أن يقلدوا القدماء في المعاني والأخيلة أو ما يجددوا ما هو شر من التقليد؛ كأن يبكي عند بنيان مشيد؛ لأن المتقدمين وقفوا على المنزل الداثر ،والرسم العافي أو يرحل على **** أو بغل ويصفهما؛لأن المتقدمين رحلوا على الناقة والبعير.
وتكلم عن الطبع والتكلف في الشعر عند الشعراء، ودواعي الشعر ثم عالج عيوب الشعر، ومنها: الإقواء والإكفاء والسناد والإجازة. وتعرض لأخطاء الإعراب وما يجب أن يكون عليه الشعر من تسامٍ عن سواقط اللهجات وشواذ اللغات.
وأوقف ابن قتيبة القسم الثاني من كتابه: الشعر والشعراء، على (الشعراء):أنسابهم، وأشعارهم،وما اتصل بهم من تاريخ وحكايات. ومهد لهذا القسم بحديث قصير مبتور عن أوائل الشعراء، ولم يلتزم بنهج معين يسير عليه في تعريفه للشعراء ، وكل ما هنالك أنه أورد الجاهليين أولاً وأتبعهم بالإسلاميين، وتناثر المخضرمون بين القسمين.
وبدأ بدراسة الشعراء بالشاعر امرئ القيس وثنى بزهير بن أبي سلمى، واتبعه بابنه كعب بن زهير.
وطريقته في التراجم المطولة أن يورد نسب الشاعر وبعض أخباره وشيئاً من نصوصه المختارة في إيجاز، ثم يعود فيبسط ما أجمله.
ولا يهتم ابن قتيبة عادة بتفسير لغويات النصوص التي يوردها ولا بشرحها،وقد يعلِّق عليها أحياناً، ينقد بعض ما يرويه لكن نقده يقوم على الذوق لا على التحليل والتعليل .
قيمة الكتاب:
الكتاب على قدر كبير من التنظيم وهو أول ما نلقى من تأليف عربي منظم.
وخاتمة الكتاب لا تشعر بانتهائه؛ حيث خلا من تراجمٍ لثلاثة من كبار شعراء عصره، وكانوا معاصرين له، وهم:
أبو تمام, والبحتري, وابن الرومي .
طبع الكتاب ونشره:
كان كتاب الشعر والشعراء من أوائل المصادر العربية التي قام على تحقيقها ونشرها المستشرقون.
ففي العالم العربي طبعه لأول مره السيد محمد بدر الدين الخانجي سنة(1302هـ -1904م)، وطبعه محمود توفيق بمطبعة المعاهد بمصر سنة (1350هـ - 1932م)، وحققه أيضاً الأستاذ أحمد محمد شاكر، وصدرت الطبعة الأولى لهذا التحقيق سنة( 1945م )، والطبعة الثانية عن دار المعارف بمصر ( 1969م ).
إيثاار
2014- 11- 27, 11:27 PM
المحاضرة الرابعة عشرة
(خصائص النثر العباسي ونماذجه)
تناولنا في عدة محاضرات مجموعة من أعلام النثر العباسي: (ابن المقفع، سهل بن هارون، الجاحظ، ابن قتيبة، ابن العميد، الآمدي،....).
ثم عرضنا لكتابين من كتب العصر العباسي وهما:“ البيان والتبيين“ للجاحظ ،و“ الشعر والشعراء ” لابن قتيبه.
وتحاول هذه المحاضرة أن تعرض لبعض خصائص النثر العباسي، ونماذج من رسائل ابن المقفع.
• خصائص النثر العباسي:
تميز النثر العباسي بعدد خصائص، منها:
أولاً- التعقيد والموضوعية:
إزاء التطور الحضاري المتناهي في العصور العباسية غدت الكتابة – كسائر فنون العصر- صناعة معقدة في قواعدها وأساليبها.
حتى إذا أهلَّ فجر القرن الرابع الهجري كان الطابع الموسوعي قد وضع مياسمه على الكتابة والتأليف وما استتبع ذلك من مصنفات وكتب كان الجاحظ رائدها الأول.
وقد تطلب ذلك كله من الكاتب مؤهلات لم يكن الكاتب في سالف العهد يحتاج إلى مثلها، حين لم يكن عليه إلا أن يكون فصيحاً، متسماً بالبداهة، قادراً على الارتجال.
ثانياً- الاستطراد:
وقد نجم عن الطابع الموسوعي في التأليف وما انطوى عليه أسلوب ذلك العصر من إسهاب، بروز ظاهرة الاستطراد.
فحين كانت المسائل معينة والأفكار محددة لم يكن على الكاتب في صدر الإسلام أو في العصر الأموي، أو حتى على الكاتب في أواخر عهد بني أمية وأوائل عهد بني العباس أن يسترسل في موضوعه ويتوغل في شعاب الفكر ووجوه الرأي.
أما الأمر في هذه الحقبة العباسية المغايرة فقد بات مختلفاً بعد اتساع المعارف وغزارة الأفكار.
ويبدو أن الجاحظ وجد في هذا الوضع الجديد ما يثقل على القارئ العربي الذي ألف اللمح والإيجاز واعتاد سماع المثل السائر أو الخطبة المقتضبة.
فكان لابد للكاتب تجاه ذلك، ومن منطلق نفساني، أن يخلل ركام الآراء المسهبة وفيض المسائل المستفيضة بمحطات أو استراحات ينعطف إليها بقارئه ويِحرص من خلالها على أن يريحه من عناء المتابعة ووطأة التقصي، فكان من جراء ذلك أن جنح إلى الاستطراد. والجاحظ كان صاحب هذا المذهب ورائده والداعي إليه.
ثالثاً- الزخرفة والتصنيع:
ومن أهم ما انطوت عليه حياة الناس في العصر العباسي ذلك التبدل الحضاري الكبير حين تغيرت ملامح الحياة تغيراً أساسياً؛ فتهدم إطارها القديم وحل محله إطار جديد من الزخرف والتصنيع. فقد أخذ الناس يعيشون معيشة حضارية مترفة لا تتصل بالبادية ولا بالحياة العربية القديمة، وإنما تتصل بالأناقة والترف والزينة ... وطبيعي أن يسري هذا الذوق من حياة العباسيين الاجتماعية إلى حياتهم الأدبية لأنه تعبير عصرهم الذين عاشوا فيه.
رابعاً- ظاهرة السجع:
وواقع الأمر أن السجع إنما وضع مياسمه على الرسائل الديوانية أي المنشورات الرسمية أول الأمر، وبخاصة في إبان القرن الثالث الهجري.
ثم أتى القرن الرابع ليشهد استمرار هذه الظاهرة الفنية بل استفحالها فيما تلا ذلك من العصور.
ولم تعد ظاهرة السجع وسائر ألوان البديع محصورة في نطاق الرسائل الديوانية بل أخذت مدى أبعد وأشمل وأخذت تسري في الرسائل الأدبية وفي أنماط نثرية أخرى كان أشهرها المقامات.
حتى ليمكن القول إن هذا الأسلوب النثري المسجوع أصبح النمط الأثير إلى القلوب في تلك الحقبة العباسية وما تلاها بعد ذلك من عهود. ولقد سرى السجع إلى المؤلفات والمصنفات مما يتصل بكتب الأدب وبغيرها من كتب التراجم والأخبار والتاريخ...وبدا ذلك شائعاً في مقدماتها وخطب مؤلفيها.
وترك كل ذلك مياسمه على أسماء تلك الكتب والمصنفات، مثل:
”يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر“ للثعالبي،و“زهر الآداب وثمر الألباب“ للحصري،و“إنباه الرواة على أنباه النحاة“، ... وهكذا وجدنا الكتَّاب والمصنفين يلتزمون هذه التسميات في عناوين كتبهم في القرون التي تلت، مثل كتاب:“نهاية الأرب في فنون الأدب“ للنويري،....
نماذج من النثر العباسي:
يقول ابن المقفع في تهنئته بمولودة لأحد أصدقائه:
” بارك الله لكم في الابنة المستفادة، وجعلها زيناً، وأجرى لكم بها خيراً، فلا تكرهها، فإنهن الأمهات والأخوات والعمات والخالات، ومنهن( الباقيات الصالحات ) وربَّ غلام ساء أهله بعد مسرتهم، وربَّ جارية فرَّحت أهلها بعد مساءتهم“.
اقتبس ابن المقفع من القرآن الكريم كلمة( الباقيات الصالحات) واعتنى بالإيجاز والاقتصاد الشديد.
ويقول ابن المقفع في التعزية عن ولد:
” إنما يستوجب على الله وعده من صبر لله بحقه، فلا تجمعنَّ إلى ما فُجعت به من ولدك الفجيعة بالأجر عليه والعوض منه، فإنها أعظم المصيبتين عليك، وأنكى المرزئتين لك، أخلف الله عليك بخير، وذخر لك جزيل الثواب“.
المرزئتين: المصيبتين.
والدقة المنطقية واضحة في هذه الرسالة مع ما يجري فيها من طرافة التفكير، فقد جعل الجزع على الولد فجيعة لا تقل عن فجيعة فقده، بل جعلها أعظم وأنكى، إذ تحرم صاحبها الثواب.
وتلطف فدعا لصاحبه أن يعوضه الله عن ولده ويخلف عليه بخير منه.
إيثاار
2014- 11- 27, 11:34 PM
إلى هذا القدر قد أنهينا المقرر الأدبي الثالث:106:
بالتوفيق:106:
إيثاار
2014- 12- 21, 12:29 AM
واجبات أدب الأطفال
تكمن أهمية أدب الأطفال في تلوين حياة الطفل
بناء شخصية الطفل
إرهاف حس الطفل
ب+ج
أوجه الاختلاف بين أدب الكبار وأدب الصغار تكمن في
طبيعة اللغة
عملية النقد والتحليل
الشكل
جميع ما ذكر
عناصر القصة في أدب الأطفال
هي الفكرة، والحبكة، و السرد، والشخصيات، والزمان ، والمكان، والحل، والمغزى
الصراع، والبطولة، والارتجال، والحبكة، والسرد، والشخصيات
العلاقات، والواقعية، والزمان، والمكان، والحل، والمغزى
الشكل، واللون، الصور، والرسوم، الفكرة، والحبكة، والسرد
1.تهدف أناشيد الأطفال إلى تنمية
حب التنغيم
التعبير عن نفس الطفل
إكساب الطفل مهارات تعليمية
جميع ما ذكر
2. يعد النشيد تدريب جسماني حيث
ا. يقوي عضلة البطن
ينمي العضلات الصوتية
ينمي عضلات اليدين
ينمي عضلات الظهر
3. حسني فريز كاتب في أدب الأطفال يحمل الجنسية
السورية
السعودية
الأردنية
المصرية
القاموس اللغوي للطفل يعني
*مجموع ما يعرفه الطفل من مفردات
بعض ما يعرفه الطفل من مفردات
ما يعرفه الطفل من مفردات إضافة إلى ما لا يعرفه
جميع ما ذكر
الزمان في قصة العنزات الثلاث هو:
الحاضر
المستقبل
*الماضي
لا شيء مما ذكر
الشخصيات الرئيسية في قصة العنزات الثلاث:
*الوحش والعنزات الثلاث
الرجل والعنزات الثلاث
العنزات الثلاث
جميع ما ذكر
من أهم التطبيقات والوسائل على أدب الأطفال:
بطاقات الاستيعاب والفهم
أسئلة للتفكير
الاستقراء
*جميع ما ذكر
سسعد الشمري
2014- 12- 21, 06:17 PM
السلام عليكم
كيف اختباركم
والله حليت الغالب من فهمي وسبق قريت الملخص قرايه فقط الله يزينها . !
إيثاار
2014- 12- 22, 03:14 AM
السلام عليكم
كيف اختباركم
والله حليت الغالب من فهمي وسبق قريت الملخص قرايه فقط الله يزينها . !
أهلاً بك أخي
ولله الحمد الاختبار جميل
كان يحتاج منك المراجعة فقط
سسعد الشمري
2014- 12- 22, 03:54 PM
جزاكم الله خير
هالحين بعد النثر الظاهر مافيه الا الملخص الموجود نذاكر منه مافيه اسئله .!
فاطمة الجليل
2014- 12- 22, 07:06 PM
فيه اسئلة المراجعة الي نزلها الدكتور في الخدمات الطلابيه حليتها ونزلتها ما شفت الموضع هذا ولا نزلتها هنا
سسعد الشمري
2014- 12- 22, 10:09 PM
المشششكله في الصرف والنحووو الله يعديهم على خير
ولا الباقي بسيطه ان شالله ..
تشاركوني الراي .!
زعيم الليل
2014- 12- 22, 10:25 PM
لا طبعا
مدخل الى اللسانيات
عندي أصعب من النحو والصرف
سسعد الشمري
2014- 12- 23, 05:07 PM
اختبار معقد للاسف شكلي حملت الماده الله يعين
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, Ahmed Alfaifi