القمر الحنون
2010- 2- 21, 08:44 PM
د.أمل بنت عبدالله الطعيمي
عودي إلى حلمك
د.أمل بنت عبدالله الطعيمي
في طريقي إلى العمل صباحا قرأت مقال الزميل عبدالله المغلوث الذي نقل لنا فيه حكاية فتاة حلمت أن تكون طبيبة وشرع حلمها أبوابه لتدخله على أرض الواقع بمباركة من والديها وإخوتها باستثناء واحد منهم ولكن هذا الواحد ظل ينخر كالسوس في جذور أحلام أخته حتى رضخت الأخت لعواطفها وآثرت الترابط العائلي الذي لو يشوبه سوى تهديد ذلك الأخ ثم خروجه من المنزل العائلي.فتقوض حلم الفتاة وتجرعت مرارتها,وعاش أخوها مرتاحا بعد أن حفظ اسم العائلة من وصمة عار توهمها متخيلا انه حقق نصرا في ساحة للجهاد بعد أن حمى أخته من الوقوع قي رذيلة ممارسة الطب!! ومرت الأعوام وإذا به يصفق لابنته التي اختارت أن تلتحق بكلية الطب وبارك لها توجهها.وعاد لأخته يطلب السماح بعد (خراب مالطا)!!
عاد إليها وكأن شيئا لم يكن فهو يعرف مسبقا أن اعتذاره لن يرد لها الحلم وانه لن يعوض سنين خسارتها التي كانت والتي ستكون فبعض الأحلام عندما لا تتحق لأن شخصا قطع عليها الطريق تظل مثل نقطة سوداء في فؤاد المصاب.قد يعفو ويسامح لكنه يتحسس دائما تلك النقطة الناتئة..
تألمت كثيرا لحال تلك الفتاة وتجاذبتني الأفكار حول قيمة التسامح بين الظالم والمظلوم والمعتدي والمعتدى عليه، فهناك أخطاء يرتكبها الآخرون في حقنا يكون أثرها ممتدا وقد نسامح. ولكنه تسامح يشوبه الأسى، تسامح له لون الرماد فيذهب الظالم سعيدا بالتسامح ويبقى المظلوم يذكر نفسه دائما أنه سامح ولا داعي لاجترار الشعور بالأسى كلما عبرته ذكرى الألم.
أما الفكرة الثانية التي طنت في ذهني فقد جاءت مصحوبة بصورة إحدى الزميلات في الكلية من مصر العزيزة. حققت أولا حلم والدها فدخلت كلية طب الأسنان وتفوقت وعملت في مجالها ثم التحقت بكلية الآداب وتخصصت في العلوم اللغوية وتفوقت لتحقق حلمها وتنجح فيه وتتميز يعجزني هنا أن أصف لكم كيف هو عطاؤها العملي وكيف هي علاقاتها بالطالبات وكيف أجمعن على حبها وتقدير إخلاصها وتميز عطائها وتمنيت لو أن فتاة مقال أمس استطاعت أن تخطو خطوة جديدة نحو حلمها الذي تبخر بنفثة من جاهل أناني وتمنيت لو أنه يكفر عن خطئه ويجاهد ليعود بها إلى نقطة البداية فعذره كان أقبح من ذنبه.
Alamal2442@hotmail.com
منقول من جريده اليوم
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=13383&P=4
عودي إلى حلمك
د.أمل بنت عبدالله الطعيمي
في طريقي إلى العمل صباحا قرأت مقال الزميل عبدالله المغلوث الذي نقل لنا فيه حكاية فتاة حلمت أن تكون طبيبة وشرع حلمها أبوابه لتدخله على أرض الواقع بمباركة من والديها وإخوتها باستثناء واحد منهم ولكن هذا الواحد ظل ينخر كالسوس في جذور أحلام أخته حتى رضخت الأخت لعواطفها وآثرت الترابط العائلي الذي لو يشوبه سوى تهديد ذلك الأخ ثم خروجه من المنزل العائلي.فتقوض حلم الفتاة وتجرعت مرارتها,وعاش أخوها مرتاحا بعد أن حفظ اسم العائلة من وصمة عار توهمها متخيلا انه حقق نصرا في ساحة للجهاد بعد أن حمى أخته من الوقوع قي رذيلة ممارسة الطب!! ومرت الأعوام وإذا به يصفق لابنته التي اختارت أن تلتحق بكلية الطب وبارك لها توجهها.وعاد لأخته يطلب السماح بعد (خراب مالطا)!!
عاد إليها وكأن شيئا لم يكن فهو يعرف مسبقا أن اعتذاره لن يرد لها الحلم وانه لن يعوض سنين خسارتها التي كانت والتي ستكون فبعض الأحلام عندما لا تتحق لأن شخصا قطع عليها الطريق تظل مثل نقطة سوداء في فؤاد المصاب.قد يعفو ويسامح لكنه يتحسس دائما تلك النقطة الناتئة..
تألمت كثيرا لحال تلك الفتاة وتجاذبتني الأفكار حول قيمة التسامح بين الظالم والمظلوم والمعتدي والمعتدى عليه، فهناك أخطاء يرتكبها الآخرون في حقنا يكون أثرها ممتدا وقد نسامح. ولكنه تسامح يشوبه الأسى، تسامح له لون الرماد فيذهب الظالم سعيدا بالتسامح ويبقى المظلوم يذكر نفسه دائما أنه سامح ولا داعي لاجترار الشعور بالأسى كلما عبرته ذكرى الألم.
أما الفكرة الثانية التي طنت في ذهني فقد جاءت مصحوبة بصورة إحدى الزميلات في الكلية من مصر العزيزة. حققت أولا حلم والدها فدخلت كلية طب الأسنان وتفوقت وعملت في مجالها ثم التحقت بكلية الآداب وتخصصت في العلوم اللغوية وتفوقت لتحقق حلمها وتنجح فيه وتتميز يعجزني هنا أن أصف لكم كيف هو عطاؤها العملي وكيف هي علاقاتها بالطالبات وكيف أجمعن على حبها وتقدير إخلاصها وتميز عطائها وتمنيت لو أن فتاة مقال أمس استطاعت أن تخطو خطوة جديدة نحو حلمها الذي تبخر بنفثة من جاهل أناني وتمنيت لو أنه يكفر عن خطئه ويجاهد ليعود بها إلى نقطة البداية فعذره كان أقبح من ذنبه.
Alamal2442@hotmail.com
منقول من جريده اليوم
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=13383&P=4