عازف الكلمه
2015- 1- 8, 10:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
واسعد الله جميع اوقاتكم بكل خير
________________________________
المرجفون: هم الذين ينشرون الشائعات الكاذبة
الشائعات إما أن تكون موجهة ضد شخص، أو أسرة، أو جهة، أو مجتمع، أو أمة بأسرها. وقد تكون هذه الشائعات مختلقة مكذوبة,
أو مبالغاً فيها، بحيث تجعل من الحبة قبة، ومن الصغير كبيراً، ومن الحقير خطيراً،
أو تكون صحيحة واقعة، لكن في نشرها وتداولها مفسدة وضرر، وإساءة وأذية، إما لصاحبها، أو لأسرته، أو للمجتمع المسلم بأكمله.
ولا يكاد يخلو مجتمع من هذه الشائعات السيئة
التي يتلقفها ويتداولها، أو يختلقها ويروجها أناس فارغون ييحثون عما يشغلون به أوقاتهم ،ولو كان في طياتها ضرر عليهم وعلى غيرهم،
أو مغرضون مفسدون ينفثون من خلالها أحقادهم، وينفسون بها عن حسدهم وبغضهم، وينشرون مكرهم ومكايدهم, ويتخذونها سلاحاً لمحاربة خصومهم والإضرار بهم.
وهذه الشائعات السيئة، كلها محرمة مذمومة، وصاحبها مذموم مأزور، غير مشكور ولا مأجور، لأنها إن كانت مكذوبة مزورة،
فإن الكذب حرام مجمع على تحريمه، بل هو من أكبر الكبائر وأشد المفاسد، وهو آفة قاتلة ما انتشرت في مجتمع إلا قوضت دعائم استقراره، وهدَّمت أركان أمنه،
ونزعت الثقة بين أفراده، وليس هو من أخلاق الكرام، فضلاً عن الملتزمين بالإسلام، بل هو أساس النفاق وعماده، وشعاره ودثاره.
وإن الكذب حين يروج بين العامة، ويذاع في المجتمع يتفاقم ضرره، ويتعاظم خطره، ويهلك بسببه كثير من الخلق،
ولهذا كان عقاب صاحبه أليماً، وعاقبته خساراً وبواراً عظيماً.
وناقل الكذب والمروج له، سواء علم أو شك أنه كذب، أو أذاعه من دون تثبت ولا تمحيص هو أحد الكاذبين،
لأنه معين على الشر والعدوان، ناشر للإثم والظلم، ولذلك قال ربنا ـ عز وجل ـ ناصحاً لعباده ومحذراً لهم:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}،
وإذا كان هذا هو الواجب في خبر المؤمن الفاسق، فكيف بخبر الكافر المحارب، أو المنافق الحاقد، أو الخبر الذي لا يعلم مصدره،
ولا عدالة قائله أو ناشره، كالأخبار والقصص التي تنشر عبر رسائل الهاتف النقال، أو شريط الرسائل في القنوات الفضائية،
أو في بعض المواقع في الشبكة العنكبوتية، والتي لا يدرى من وراءها ولا أهداف القائمين عليها، ومدى إخلاصهم ونصحهم، وعدالتهم وصدقهم؟!
فليس كل ما يقال صحيحاً، وليس كل ما يعلم يقال، وليس كل ما يسمع يذاع، وفي الناس ظلم وجهل، وفيهم حسد وكيد، وفيهم تعجل وقلة مبالاة،
والسلامة لا يعدلها شيء، وقد قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع" رواه مسلم.
وأما إن كانت الشائعة صحيحة واقعة، لكن في إذاعتها مفسدة وأذى، فإن ذلك محرم أيضاً،
وليس ذنب ـ بعد الشرك ـ أعظم تحريماً، وأسوأ عاقبة، وأعجل عقوبة من أذية المسلم والإضرار به، والاستطالة في عرضه، وتتبع عوراته،
وتأمل قوله: {ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ}، أي: بإخوانهم، وكيف جعل الأخ المسلم بمنزلة النفس،
فإذا كنت لا ترضى هذا لنفسك، وتحسن الظن بها، فلا يجوز لك أن ترضاه لأخيك المسلم، أو تسيء به الظن،
ثم حذر من تلقي هذه الشائعات والترويج لها،
والاستهانة بشأنها، قال تعالى: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ}.
ويالها من آية عظيمة تقشعر لها الجلود المؤمنة، وترجف لها القلوب الحية خشية ورهبة!!
أتظنون أيها الجهلة المتعجلون، أو الحاقدون الظالمون أن الطعن في أعراض الناس وتلويث سمعتهم بلا علم بين ولا حجة ظاهرة شيء يسير،
بل هو شيء عظيم كبير، وشنيع خطير، {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ}
فأنتم مستعدون جاهزون لتلقف هذه الشائعات السيئة وتصديقها، والسعي لنشرها وإذاعتها،
دون أن تكلفوا أنفسكم عناء التثبت منها، والتفكر في مدى المصلحة في تداولها والحديث عنها،
أو تلزموا جانب الحذر والسلامة، فتكفوا عما لا يعنيكم، وتتورعوا عن الخوض فيما قد يلحقكم به الإثم، وتقعون به في الإساءة والظلم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
واسعد الله جميع اوقاتكم بكل خير
________________________________
المرجفون: هم الذين ينشرون الشائعات الكاذبة
الشائعات إما أن تكون موجهة ضد شخص، أو أسرة، أو جهة، أو مجتمع، أو أمة بأسرها. وقد تكون هذه الشائعات مختلقة مكذوبة,
أو مبالغاً فيها، بحيث تجعل من الحبة قبة، ومن الصغير كبيراً، ومن الحقير خطيراً،
أو تكون صحيحة واقعة، لكن في نشرها وتداولها مفسدة وضرر، وإساءة وأذية، إما لصاحبها، أو لأسرته، أو للمجتمع المسلم بأكمله.
ولا يكاد يخلو مجتمع من هذه الشائعات السيئة
التي يتلقفها ويتداولها، أو يختلقها ويروجها أناس فارغون ييحثون عما يشغلون به أوقاتهم ،ولو كان في طياتها ضرر عليهم وعلى غيرهم،
أو مغرضون مفسدون ينفثون من خلالها أحقادهم، وينفسون بها عن حسدهم وبغضهم، وينشرون مكرهم ومكايدهم, ويتخذونها سلاحاً لمحاربة خصومهم والإضرار بهم.
وهذه الشائعات السيئة، كلها محرمة مذمومة، وصاحبها مذموم مأزور، غير مشكور ولا مأجور، لأنها إن كانت مكذوبة مزورة،
فإن الكذب حرام مجمع على تحريمه، بل هو من أكبر الكبائر وأشد المفاسد، وهو آفة قاتلة ما انتشرت في مجتمع إلا قوضت دعائم استقراره، وهدَّمت أركان أمنه،
ونزعت الثقة بين أفراده، وليس هو من أخلاق الكرام، فضلاً عن الملتزمين بالإسلام، بل هو أساس النفاق وعماده، وشعاره ودثاره.
وإن الكذب حين يروج بين العامة، ويذاع في المجتمع يتفاقم ضرره، ويتعاظم خطره، ويهلك بسببه كثير من الخلق،
ولهذا كان عقاب صاحبه أليماً، وعاقبته خساراً وبواراً عظيماً.
وناقل الكذب والمروج له، سواء علم أو شك أنه كذب، أو أذاعه من دون تثبت ولا تمحيص هو أحد الكاذبين،
لأنه معين على الشر والعدوان، ناشر للإثم والظلم، ولذلك قال ربنا ـ عز وجل ـ ناصحاً لعباده ومحذراً لهم:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}،
وإذا كان هذا هو الواجب في خبر المؤمن الفاسق، فكيف بخبر الكافر المحارب، أو المنافق الحاقد، أو الخبر الذي لا يعلم مصدره،
ولا عدالة قائله أو ناشره، كالأخبار والقصص التي تنشر عبر رسائل الهاتف النقال، أو شريط الرسائل في القنوات الفضائية،
أو في بعض المواقع في الشبكة العنكبوتية، والتي لا يدرى من وراءها ولا أهداف القائمين عليها، ومدى إخلاصهم ونصحهم، وعدالتهم وصدقهم؟!
فليس كل ما يقال صحيحاً، وليس كل ما يعلم يقال، وليس كل ما يسمع يذاع، وفي الناس ظلم وجهل، وفيهم حسد وكيد، وفيهم تعجل وقلة مبالاة،
والسلامة لا يعدلها شيء، وقد قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع" رواه مسلم.
وأما إن كانت الشائعة صحيحة واقعة، لكن في إذاعتها مفسدة وأذى، فإن ذلك محرم أيضاً،
وليس ذنب ـ بعد الشرك ـ أعظم تحريماً، وأسوأ عاقبة، وأعجل عقوبة من أذية المسلم والإضرار به، والاستطالة في عرضه، وتتبع عوراته،
وتأمل قوله: {ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ}، أي: بإخوانهم، وكيف جعل الأخ المسلم بمنزلة النفس،
فإذا كنت لا ترضى هذا لنفسك، وتحسن الظن بها، فلا يجوز لك أن ترضاه لأخيك المسلم، أو تسيء به الظن،
ثم حذر من تلقي هذه الشائعات والترويج لها،
والاستهانة بشأنها، قال تعالى: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ}.
ويالها من آية عظيمة تقشعر لها الجلود المؤمنة، وترجف لها القلوب الحية خشية ورهبة!!
أتظنون أيها الجهلة المتعجلون، أو الحاقدون الظالمون أن الطعن في أعراض الناس وتلويث سمعتهم بلا علم بين ولا حجة ظاهرة شيء يسير،
بل هو شيء عظيم كبير، وشنيع خطير، {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ}
فأنتم مستعدون جاهزون لتلقف هذه الشائعات السيئة وتصديقها، والسعي لنشرها وإذاعتها،
دون أن تكلفوا أنفسكم عناء التثبت منها، والتفكر في مدى المصلحة في تداولها والحديث عنها،
أو تلزموا جانب الحذر والسلامة، فتكفوا عما لا يعنيكم، وتتورعوا عن الخوض فيما قد يلحقكم به الإثم، وتقعون به في الإساءة والظلم.