¤§©¤ ريم ¤©§¤
2007- 10- 4, 11:40 PM
مساء الخير للجميع
كل عام وانتوا بخير وان شاء الله تقضون أجازة ممتعة
اليوم الخميس موعدكم مع حلقة جديدة من سلسلة حلقات رواية غربة زمن
ادري طولت بس لا تلوموني التأليف مو شي هين وانا ما ودي أني اسرع فيها
وأخلصها على شي مو حلو ولا ينال على رضاكم
حلقة اليوم يمكن ما تكون بالمستوى المطلوب بس كلي رجا انها تعجبكم
والحين أخليكم مع
الحلقة الثانية عشر من غربة زمن
الحلقة الثانية عشر : صندوق المفاجآت
بقي حمد مندهشاً مما قاله له صديقه بشار:
بنت ؟؟ شلون تكون بنت ؟؟؟ وطول الوقت كنت تخدعني ؟ ليش خبيت علي كل هالوقت وأوهمتني أنه أسمك بشار؟ تكلم قول؟
تصلبت أصابع رناد على هاتفها الجوال ولا تدري كيف ترد عليه
فقد خدعته وتنكرت تحت أسم بشار لفترة طويلة ...
حينما كانت تهم ان تكتب له اعتذارها رن هاتفها :
( ست الحبايب يتصل بك )
أسرعت رناد بالرد على والدتها وقلبها يسرع في نبضاته :
يمه .. وينكم انتوا ليش ما تردون علي .... يمه شفيج تبجين شصاير ؟
... شفيه بدر؟؟؟ شتقولين ؟ بدر ماااااات
سقط الهاتف من يد رناد التي ألقت بجسدها على سريرها وهي تبكي بحرقة.. لن أطيل في وصف مرارة تلقي الخبر على رناد فقد أكتفينا من الدموع والحسرة ... ولكنها قررت العودة إلى السعودية في أسرع وقت .
دخل حسام على هدى المتعبة والتي أنهك صدرها الدخان الأسود الذي استنشقته، رفعت نفسها بصعوبة لتسأله:
حسام دقيت على أهلي ؟
- أي حبيبتي قلتلون ع الي حصل ما تخافي قلبي بس كلن عم بيحاتوكِ .
- حسام .. ياسر وينه ؟
تنهد حسام بضيق وقال: شو بدك هلأ فيه ؟
استغربت هدى من لهجته القاسية وقالت :
لا ولاشي بس أبي اتطمن عليه لأنه الي صار له مو شوي.
- هو بالغرفة الي جنبك .
- طيب شصار فيه ؟
- إيدو بس أحترقت شوي.
أتسعت عينا هدى وقالت بخوف وقلق واضح :
احترقت إيده ؟؟؟ يابعد عمري يا ياسر.
لم تدرك ما نطقت به للتو إلا بعد أن سمعت حسام يقول بغضب:
نعم؟؟؟ بعد عمرك ؟؟ شو عم بتقولي هدى ؟
- حسام حبيبي ماكنت أقصد شي بس أهو يعني صديق الطفولة واخو رفيجة عمري مافيها شي .
- حتى لو هيدا ما بخليكِ تقولي لو بعد عمري .
قالت هدى بصوت خافت :
وليييينا أبتلشنا وياه .
- شو عم بتقولي ؟
- لا لا ولاشي بس ودي أروح أتطمن عليه .
- لشو ؟ هو بخير مابو شي ...بس من شوية سمعت أنو زوج أختو توفى .
- أجل لازم أروح أعزي.
وقبل أن يبدي حسام أي أعتراض خرجت هدى من غرفتها بعد أن ارتدت حجابها وتوجهت لغرفة قريبة توقعت أنها غرفة ياسر .
طرقت الباب بهدوء ولم يأتها الرد فدخلت وهي تمشي على أطراف أصابعها لتجد ياسر ممداً على سريره وهو غارقٌ في النوم والدموع تنساب من طرف عينيه المغمضتين لتستقر على وسادته .
أحس ياسر بقدوم أحد ما ففتح عينيه بتثاقل ليجد تلك الفتاة التي تلبس لباساً مشابهاً للباسه الخاص بالمستشفى فرفع نفسه على السرير فقد تعرف على هذا الوجه الملائكي الطفولي :
هدى ؟؟
أحمرت وجنتي هدى بحياء حالما تذكرت قربه منها منذ وقت ليس ببعيد.
قالت له مبتسمة:
- ماتشوف شر ياسر وعظم الله أجرك .
- الشر ما يجيج وأجرنا واجرج .. شلونج الحين هدى ؟
- انا بخير أنت شلونها يدك الحين .
أبتسم ياسر بعذوبة وقبل أن ينطق بأي حرف دخل حسام إلى الغرفة ووجه لياسر نظارات حادة وحارقة :
مرحبا .
رد ياسر بعد أن تلاشت الأبتسامة من على وجهه :
هلا فيك حسام .
سيطر الصمت عليهم فقال حسام :
هدى لازم هلأ ترتاحي بغرفتك .
- لا انا بخير لا تخاف .
رد بلهجة آمرة : لأ هلأ بدك تروحي ع غرفتك وترتاحي .
سحبها من يدها حتى من دون أن يترك لها فرصة لتودع ياسر الذي كان قلبه يغلي كغليان بركان ثائر .. وعندما خرجت هدى تذكر كلماتها التي نطقت بها له عندما كانا في وسط النيران :
((حتى انا بس ماكنت عارفة شعورك تجاهي وضنيتك تزوجت ونسيتني عشان جذي وافقت على حسام .))
ياترى هدى تحبني ليما الحين ؟؟ ياسر استغفر ربك شتقول ؟ البنية مخطوبة واكيد ما تفكر فيني يمكن بس قالت هالكلام من تأثير التعب واحنا وسط النار .. ياربي متى راح أقدر أنساها .
خرجن النساء من بيت بدر بعد أن عزين صباح وهي لا تزال تبكي ولا تشعر بمن حولها ، جلست والدتها بقربها طوال الوقت وهي تهدأ بها ولكن لا جدوى فقد كان قلب صباح يقطر دماً على فراق بدر ، فهي تتذكره بكل مكان تتذكر صوته وحنانه تتذكر ضحكاته وهمساته.. ولكن كل هذا أختفى ولم يعد له وجود .
دخلت رناد إلى بيت أختها وهي ملتفة بالسواد وعيناها قد أصابهما الأعياء من البكاء ولكنها وجدت صباح ليست أفضل حالاً منها
فأسرعت إليها وهي تبكي وحالما رأتها أرتمت صباح في حضن أختها وهي تقول بأنين :
رناد بدر راح وخلاني آآه عليك يابدر آآه .
- خلاص ياعمري خلاص ياقلبي أدعي له بالرحمة تكفين .
أن رحيل بدر أثر كثيراً على الجميع فصراع صباح مع حياتها قد بدأ للتو .
عاد حمد من المشفى بعد ان فك عن ساقه الجبيرة التي كانت تزعجه كثيراً
وهو يفكر طوال الوقت ببشار صديقه الذي غدر به .. بالأحرى صديقته التي كان يحدثها طوال اليوم دون أن يعلم بأنها فتاة .
دخل علي إلى الغرفة وهو يردد أحد أغاني فنان العرب :
الأماكن كلها مشتاقة لك .
قال حمد بضيق : أقول ما تسكت تراك صدعت راسي .
- شفيك معصب يا بن الحلال ؟ قلتوا شيلوا الجبس وشلناه شتبي أكثر ؟ كل هذا ومو عاجبك ؟
- لا مو على الجبس بس صار شي وضايقني.
- شنو شصار ؟
- بشار يا علي .
- شفيه ؟
- طلع مو بشار .
- شلون طلع مو بشار ترجمها .
- بشار يا علي .. طلع بنت مو ولد .
- هاااا ؟؟ بنت ؟؟؟ شلون ؟؟ وشلون عرفت ؟؟؟
- والله أهو الي قال لي قصدي أهي الي قالت لي شفت أهتمامه الغريب وشفت أنه مو راضي يخليني أشوفه قلت وراه سر وأمس اعترف لي أنه بنت مو ولد .
- يعني طلعت بشارنة مو بشار .
- ها ها ها بايخة فاضي انا حق ثقالة دمك .
- طيب شراح تسوي وياها .
- والله مادري انا بس أبي اعرف ليش سوت جذي فيني وليش خدعتني طول هالوقت .
- طيب أسألها شنو تنتظر ؟
- والله ودي بس مو شايفها كل ما اسوي بحث ما ألقى أسمها فجأة أختفت ... المهم ماعلينا أنت شسويت في روحتك للكويت ؟
- والله رحت عند أهل ألهام وشفت أخوها وعرفته على نفسي وخطبتها منه ... حمد تتوقع توافق .
- ماراح تلقى مثلك بس لو أنت مخفف من سوالفك البطالة بس يلا ان شاء الله الله يتمم على خير .
- الله يسمع منك .
دخلت ألهام إلى شقتها منهكة ومفتقدة وجود رناد معها .. رناد التي شغلتها الكثير من الظروف عنها ..
علي تقدم لخطبتها ولكنها لا تتخيل نفسها زوجة له في يوم من الأيام
لقد أحبها منذ أن وقعت عيناه عليها وهي أحبته ولكنه لم يكن أهلاً للحب المتفجر الذي وهبته له الهام فقد أحب قلبه غيرها الكثير من الفتيات وربما ستستمر هذه المعاناة حتى بعد زواجهما ... :
ياربي شسوي أوافق ولا ما أوافق ؟؟ أحس اني يمكن كنت احبه بنفس الوقت مو قادرة اتخيل نفسي زوجته .. ياليت احد يساعدني ويشاركني في أتخاذ القرار .
بقيت الهام طوال الليل وحيدة تفكر بمصيرها وعلي يفكر بقرارها .
ذهبت رناد لكي تزور ياسر أخيها الحبيب الذي يعاني من آلام يده وآلام قلبه، دخلت عليه غرفته في المشفى مبتسمة :
هلا ياسر شلونك؟
تفجأ ياسر لحضور رناد :
هلا رناد شجابج السعودية؟
- شسوي ياخوي دريت بالخبر وعلى طول جيت .. المهم انت شلونك الحين .
رفع لها يده وقال: شوفة عينج اليد والقلب محروقين .
- اسم الله عليك ماتشوف شر .. خلاص عاد يا ياسر لازم تنساها .
- صعب والله صعب يا رناد مو بيدي.
- دارية بس لازم تحاول .
- صدقيني بحاول والله بحاول .
بقيت رناد فترة طويلة مع أخيها الذي قد نحف كثيراً منذ آخر مرة رأته فيها وبدا لها ياسر جديد غير الذي تعرفه .
أعطى الطبيب المعالج لهدى الأذن بالخروج من المشفى بعد أن تعافت تماماً وقد أتى حسام لأصطحابها فرحاً فأخرجها من غرفتها وهو ممسكٌ بيدها حتى أفلتت يدها من قبضته وقالت:
حسام اقدر امشي لحالي مافيني شي .
- اوكي على راحتك .
- أقول حسام رناد موجودة عند ياسر بروح أسلم عليها .
رد حسام بعصبيته :
منو لزوم وبعدين انا هيدا ياسر مابحبو ما بطيقه خلاص خلينا نمشي .
لم ترد هدى أن تفتح معه موضوع للنقاش فرافقته إلى الباب وحينما ركبا السيارة وأتجها إلى شقة صغيرة أستأجرها حسام ليقضوا فيها ما تبقى لهم من أيام في السعودية ألتفت حسام إليها وقال:
هدى عندي لك خبر حلو كتير .
- شنو؟
- شبكِ عم بتقوليها من غير نفس .
- مافيني شي .. شنو الخبر؟
- انا كلمت بيك أمس وقال لألي بتقدروا تتجوزا الأسبوع الجاي .
صرخت هدى فزعة : هاااا ؟؟ نتزوج الأسبوع الجاي ؟؟ شلون؟؟؟
بقيت صباح وحيدة في منزلها الذي فقد نوره منزلها الذي أصبح مظلماً من بعد رحيل بدر .. أخذت تتجول في أرجاءه وتتذكر في كل ركن بدر ،
أصرت والدتها على أخذ الطفلين معها في غرفتها لكي تريح صباح ولو قليلاً .
دخلت صباح إلى غرفتها التي لم تعتد في الآونة الأخيرة أن تراها دون بدر حتى جلست على السرير منهكة وقد كانت تتذكر كل ثانية وكل لحظة وكل دقيقة عاشتها مع بدر حتى تذكرت لحظة موته حينمها قال لها بصوته الذي بدأ يتلاشى :
تحت السرير يا صباح وعرفي أني أحبج .
رفعت صباح رأسها المدفون بين كفيها :
تحت السرير ؟؟؟؟ شتقصد يا بدر شنو الي تحت السرير ؟؟
أنزلت صباح بسرعة لتجثو على ركبتيها بالقرب من السرير الذي دست يدها تحته وأخذت تحركها حتى لامست شيء لم تتعرف عليه من ملمسه
سحبته ناحيتها وأخرجته لم يكن سوى صندوق بني في غاية الأناقة والجمال:
ياترى شنو بهالصندوق .
فتحته صباح على عجل فرأت ورقة قرأت محتواها بسرعة حينها أتسعت عيناها وصرخت صرخة كتمتها بصعوبة بيدها .
ما الذي كان موجود بهذه الورقة ؟؟ وما علاقته بها ؟؟ وهل سيغير من مجرى حياتها ؟؟
تابعوني في الحلقة القادمة
أتمنى أنه الحلقة نالت على رضاكم
وياليت تقولون رايكم بالأحداث
ولا تنسون ردودكم دافع لي عشان أستمر
مع تحياتي:
ريــــــم
كل عام وانتوا بخير وان شاء الله تقضون أجازة ممتعة
اليوم الخميس موعدكم مع حلقة جديدة من سلسلة حلقات رواية غربة زمن
ادري طولت بس لا تلوموني التأليف مو شي هين وانا ما ودي أني اسرع فيها
وأخلصها على شي مو حلو ولا ينال على رضاكم
حلقة اليوم يمكن ما تكون بالمستوى المطلوب بس كلي رجا انها تعجبكم
والحين أخليكم مع
الحلقة الثانية عشر من غربة زمن
الحلقة الثانية عشر : صندوق المفاجآت
بقي حمد مندهشاً مما قاله له صديقه بشار:
بنت ؟؟ شلون تكون بنت ؟؟؟ وطول الوقت كنت تخدعني ؟ ليش خبيت علي كل هالوقت وأوهمتني أنه أسمك بشار؟ تكلم قول؟
تصلبت أصابع رناد على هاتفها الجوال ولا تدري كيف ترد عليه
فقد خدعته وتنكرت تحت أسم بشار لفترة طويلة ...
حينما كانت تهم ان تكتب له اعتذارها رن هاتفها :
( ست الحبايب يتصل بك )
أسرعت رناد بالرد على والدتها وقلبها يسرع في نبضاته :
يمه .. وينكم انتوا ليش ما تردون علي .... يمه شفيج تبجين شصاير ؟
... شفيه بدر؟؟؟ شتقولين ؟ بدر ماااااات
سقط الهاتف من يد رناد التي ألقت بجسدها على سريرها وهي تبكي بحرقة.. لن أطيل في وصف مرارة تلقي الخبر على رناد فقد أكتفينا من الدموع والحسرة ... ولكنها قررت العودة إلى السعودية في أسرع وقت .
دخل حسام على هدى المتعبة والتي أنهك صدرها الدخان الأسود الذي استنشقته، رفعت نفسها بصعوبة لتسأله:
حسام دقيت على أهلي ؟
- أي حبيبتي قلتلون ع الي حصل ما تخافي قلبي بس كلن عم بيحاتوكِ .
- حسام .. ياسر وينه ؟
تنهد حسام بضيق وقال: شو بدك هلأ فيه ؟
استغربت هدى من لهجته القاسية وقالت :
لا ولاشي بس أبي اتطمن عليه لأنه الي صار له مو شوي.
- هو بالغرفة الي جنبك .
- طيب شصار فيه ؟
- إيدو بس أحترقت شوي.
أتسعت عينا هدى وقالت بخوف وقلق واضح :
احترقت إيده ؟؟؟ يابعد عمري يا ياسر.
لم تدرك ما نطقت به للتو إلا بعد أن سمعت حسام يقول بغضب:
نعم؟؟؟ بعد عمرك ؟؟ شو عم بتقولي هدى ؟
- حسام حبيبي ماكنت أقصد شي بس أهو يعني صديق الطفولة واخو رفيجة عمري مافيها شي .
- حتى لو هيدا ما بخليكِ تقولي لو بعد عمري .
قالت هدى بصوت خافت :
وليييينا أبتلشنا وياه .
- شو عم بتقولي ؟
- لا لا ولاشي بس ودي أروح أتطمن عليه .
- لشو ؟ هو بخير مابو شي ...بس من شوية سمعت أنو زوج أختو توفى .
- أجل لازم أروح أعزي.
وقبل أن يبدي حسام أي أعتراض خرجت هدى من غرفتها بعد أن ارتدت حجابها وتوجهت لغرفة قريبة توقعت أنها غرفة ياسر .
طرقت الباب بهدوء ولم يأتها الرد فدخلت وهي تمشي على أطراف أصابعها لتجد ياسر ممداً على سريره وهو غارقٌ في النوم والدموع تنساب من طرف عينيه المغمضتين لتستقر على وسادته .
أحس ياسر بقدوم أحد ما ففتح عينيه بتثاقل ليجد تلك الفتاة التي تلبس لباساً مشابهاً للباسه الخاص بالمستشفى فرفع نفسه على السرير فقد تعرف على هذا الوجه الملائكي الطفولي :
هدى ؟؟
أحمرت وجنتي هدى بحياء حالما تذكرت قربه منها منذ وقت ليس ببعيد.
قالت له مبتسمة:
- ماتشوف شر ياسر وعظم الله أجرك .
- الشر ما يجيج وأجرنا واجرج .. شلونج الحين هدى ؟
- انا بخير أنت شلونها يدك الحين .
أبتسم ياسر بعذوبة وقبل أن ينطق بأي حرف دخل حسام إلى الغرفة ووجه لياسر نظارات حادة وحارقة :
مرحبا .
رد ياسر بعد أن تلاشت الأبتسامة من على وجهه :
هلا فيك حسام .
سيطر الصمت عليهم فقال حسام :
هدى لازم هلأ ترتاحي بغرفتك .
- لا انا بخير لا تخاف .
رد بلهجة آمرة : لأ هلأ بدك تروحي ع غرفتك وترتاحي .
سحبها من يدها حتى من دون أن يترك لها فرصة لتودع ياسر الذي كان قلبه يغلي كغليان بركان ثائر .. وعندما خرجت هدى تذكر كلماتها التي نطقت بها له عندما كانا في وسط النيران :
((حتى انا بس ماكنت عارفة شعورك تجاهي وضنيتك تزوجت ونسيتني عشان جذي وافقت على حسام .))
ياترى هدى تحبني ليما الحين ؟؟ ياسر استغفر ربك شتقول ؟ البنية مخطوبة واكيد ما تفكر فيني يمكن بس قالت هالكلام من تأثير التعب واحنا وسط النار .. ياربي متى راح أقدر أنساها .
خرجن النساء من بيت بدر بعد أن عزين صباح وهي لا تزال تبكي ولا تشعر بمن حولها ، جلست والدتها بقربها طوال الوقت وهي تهدأ بها ولكن لا جدوى فقد كان قلب صباح يقطر دماً على فراق بدر ، فهي تتذكره بكل مكان تتذكر صوته وحنانه تتذكر ضحكاته وهمساته.. ولكن كل هذا أختفى ولم يعد له وجود .
دخلت رناد إلى بيت أختها وهي ملتفة بالسواد وعيناها قد أصابهما الأعياء من البكاء ولكنها وجدت صباح ليست أفضل حالاً منها
فأسرعت إليها وهي تبكي وحالما رأتها أرتمت صباح في حضن أختها وهي تقول بأنين :
رناد بدر راح وخلاني آآه عليك يابدر آآه .
- خلاص ياعمري خلاص ياقلبي أدعي له بالرحمة تكفين .
أن رحيل بدر أثر كثيراً على الجميع فصراع صباح مع حياتها قد بدأ للتو .
عاد حمد من المشفى بعد ان فك عن ساقه الجبيرة التي كانت تزعجه كثيراً
وهو يفكر طوال الوقت ببشار صديقه الذي غدر به .. بالأحرى صديقته التي كان يحدثها طوال اليوم دون أن يعلم بأنها فتاة .
دخل علي إلى الغرفة وهو يردد أحد أغاني فنان العرب :
الأماكن كلها مشتاقة لك .
قال حمد بضيق : أقول ما تسكت تراك صدعت راسي .
- شفيك معصب يا بن الحلال ؟ قلتوا شيلوا الجبس وشلناه شتبي أكثر ؟ كل هذا ومو عاجبك ؟
- لا مو على الجبس بس صار شي وضايقني.
- شنو شصار ؟
- بشار يا علي .
- شفيه ؟
- طلع مو بشار .
- شلون طلع مو بشار ترجمها .
- بشار يا علي .. طلع بنت مو ولد .
- هاااا ؟؟ بنت ؟؟؟ شلون ؟؟ وشلون عرفت ؟؟؟
- والله أهو الي قال لي قصدي أهي الي قالت لي شفت أهتمامه الغريب وشفت أنه مو راضي يخليني أشوفه قلت وراه سر وأمس اعترف لي أنه بنت مو ولد .
- يعني طلعت بشارنة مو بشار .
- ها ها ها بايخة فاضي انا حق ثقالة دمك .
- طيب شراح تسوي وياها .
- والله مادري انا بس أبي اعرف ليش سوت جذي فيني وليش خدعتني طول هالوقت .
- طيب أسألها شنو تنتظر ؟
- والله ودي بس مو شايفها كل ما اسوي بحث ما ألقى أسمها فجأة أختفت ... المهم ماعلينا أنت شسويت في روحتك للكويت ؟
- والله رحت عند أهل ألهام وشفت أخوها وعرفته على نفسي وخطبتها منه ... حمد تتوقع توافق .
- ماراح تلقى مثلك بس لو أنت مخفف من سوالفك البطالة بس يلا ان شاء الله الله يتمم على خير .
- الله يسمع منك .
دخلت ألهام إلى شقتها منهكة ومفتقدة وجود رناد معها .. رناد التي شغلتها الكثير من الظروف عنها ..
علي تقدم لخطبتها ولكنها لا تتخيل نفسها زوجة له في يوم من الأيام
لقد أحبها منذ أن وقعت عيناه عليها وهي أحبته ولكنه لم يكن أهلاً للحب المتفجر الذي وهبته له الهام فقد أحب قلبه غيرها الكثير من الفتيات وربما ستستمر هذه المعاناة حتى بعد زواجهما ... :
ياربي شسوي أوافق ولا ما أوافق ؟؟ أحس اني يمكن كنت احبه بنفس الوقت مو قادرة اتخيل نفسي زوجته .. ياليت احد يساعدني ويشاركني في أتخاذ القرار .
بقيت الهام طوال الليل وحيدة تفكر بمصيرها وعلي يفكر بقرارها .
ذهبت رناد لكي تزور ياسر أخيها الحبيب الذي يعاني من آلام يده وآلام قلبه، دخلت عليه غرفته في المشفى مبتسمة :
هلا ياسر شلونك؟
تفجأ ياسر لحضور رناد :
هلا رناد شجابج السعودية؟
- شسوي ياخوي دريت بالخبر وعلى طول جيت .. المهم انت شلونك الحين .
رفع لها يده وقال: شوفة عينج اليد والقلب محروقين .
- اسم الله عليك ماتشوف شر .. خلاص عاد يا ياسر لازم تنساها .
- صعب والله صعب يا رناد مو بيدي.
- دارية بس لازم تحاول .
- صدقيني بحاول والله بحاول .
بقيت رناد فترة طويلة مع أخيها الذي قد نحف كثيراً منذ آخر مرة رأته فيها وبدا لها ياسر جديد غير الذي تعرفه .
أعطى الطبيب المعالج لهدى الأذن بالخروج من المشفى بعد أن تعافت تماماً وقد أتى حسام لأصطحابها فرحاً فأخرجها من غرفتها وهو ممسكٌ بيدها حتى أفلتت يدها من قبضته وقالت:
حسام اقدر امشي لحالي مافيني شي .
- اوكي على راحتك .
- أقول حسام رناد موجودة عند ياسر بروح أسلم عليها .
رد حسام بعصبيته :
منو لزوم وبعدين انا هيدا ياسر مابحبو ما بطيقه خلاص خلينا نمشي .
لم ترد هدى أن تفتح معه موضوع للنقاش فرافقته إلى الباب وحينما ركبا السيارة وأتجها إلى شقة صغيرة أستأجرها حسام ليقضوا فيها ما تبقى لهم من أيام في السعودية ألتفت حسام إليها وقال:
هدى عندي لك خبر حلو كتير .
- شنو؟
- شبكِ عم بتقوليها من غير نفس .
- مافيني شي .. شنو الخبر؟
- انا كلمت بيك أمس وقال لألي بتقدروا تتجوزا الأسبوع الجاي .
صرخت هدى فزعة : هاااا ؟؟ نتزوج الأسبوع الجاي ؟؟ شلون؟؟؟
بقيت صباح وحيدة في منزلها الذي فقد نوره منزلها الذي أصبح مظلماً من بعد رحيل بدر .. أخذت تتجول في أرجاءه وتتذكر في كل ركن بدر ،
أصرت والدتها على أخذ الطفلين معها في غرفتها لكي تريح صباح ولو قليلاً .
دخلت صباح إلى غرفتها التي لم تعتد في الآونة الأخيرة أن تراها دون بدر حتى جلست على السرير منهكة وقد كانت تتذكر كل ثانية وكل لحظة وكل دقيقة عاشتها مع بدر حتى تذكرت لحظة موته حينمها قال لها بصوته الذي بدأ يتلاشى :
تحت السرير يا صباح وعرفي أني أحبج .
رفعت صباح رأسها المدفون بين كفيها :
تحت السرير ؟؟؟؟ شتقصد يا بدر شنو الي تحت السرير ؟؟
أنزلت صباح بسرعة لتجثو على ركبتيها بالقرب من السرير الذي دست يدها تحته وأخذت تحركها حتى لامست شيء لم تتعرف عليه من ملمسه
سحبته ناحيتها وأخرجته لم يكن سوى صندوق بني في غاية الأناقة والجمال:
ياترى شنو بهالصندوق .
فتحته صباح على عجل فرأت ورقة قرأت محتواها بسرعة حينها أتسعت عيناها وصرخت صرخة كتمتها بصعوبة بيدها .
ما الذي كان موجود بهذه الورقة ؟؟ وما علاقته بها ؟؟ وهل سيغير من مجرى حياتها ؟؟
تابعوني في الحلقة القادمة
أتمنى أنه الحلقة نالت على رضاكم
وياليت تقولون رايكم بالأحداث
ولا تنسون ردودكم دافع لي عشان أستمر
مع تحياتي:
ريــــــم