تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : (.) عيدكم مبارك ونقطة


إيثاار
2015- 7- 19, 11:26 AM
(.)؛

غرَّد أحدهم بهذه النقطة المقوَّسة فماذا حدث؟

لم يدعوه وشأنه، فقائل هذا مودِّع، وقد لفظ أنفاسه الأخيرة، ولن يعود!

وآخر زعم أنها تعني البداية من أول السطر،
وأنه سوف يُغيِّر منهجه وطريقته بما لم يكن معهوداً عنه.

وثالثٌ رأى أنها تهديد، وأن صاحبها انتقل من القول إلى الفعل،
ولسان حاله يقول: الجواب ما ترى لا ما تسمع، ولذا فهو ضالع في مؤامرةٍ مريبة!

ورابعٌ قرأ فيها تعبيراً عن إحساس المغرِّد بأنه مقهور أو محصور،
ولعله يعاني من حالة نفسية، أو أزمة عاطفية، أو خوف من السجن..

أورد بعضهم احتمال أنها جاءت خطأً ودون قصد.

وآخرون ردُّوا بطريقة مشابهة؛ بشرطة، أو علامة استفهام،
أو نقطة، أو علامة تعجُّب، أو صورة تعبيرية.. إلخ

كثيرون عملوا لها إعادة تغريد (رتويت)!

وكثيرون وضعوها في المفضَّلة!

بدأ بعضهم يسمي المغرِّد المذكور بـ(أبو نقطة).



سكوت صاحب الشأن يزيد الأمر التباساً ويزيد الناس حيرة،
لماذا نضرب يميناً وشمالاً وهو ساكت نائم ملء جفنيه؟
أتراه لا يرى الموضوع بهذه الأهمية؟


فلماذا إذن يضع النقطة ويُحرِّك المياه الراكدة وينسحب وكأن شيئاً لم يكن؟
ألا يدري أن الكأس المليء قد يذرف من نقطة؟
وأن السيل من نقط؟
وأن نقطة الماء قد تتحوَّل إلى نقطة دم؟

وأن الوجع يبدأ بدمعة.. الدمعة التي تشبه في تكوينها نقطة كبيرة..

ماذا لو تحوَّلت أوجاع العالم إلى نقاط؟ كيف هو شكل الوطن العربي.. كيف هي إفريقيا..؟

هذه السحابة العابرة فوقنا أول من هجرها نقطة/قطرة مطر.

هذا الإنسان الضارب في أرضه المتجبر المستكبر كانت بداياته نقطة/نطفة..

الصغير الذي يرتجف القلم بين يديه لأول مرة كان يرسم العالم نقطة..

حتى تفاحة آدم كانت بدايتها نقطة صغيرة، ثم تحوَّلت إلى نقطة أكبر..

كان طوفان نوح نقطة..

كان حزن يعقوب نقطة لم تخرج دمعة بقيت داخله حتى ابيضَّت عيناه.

كانت الأرض من السماء على شكل نقطة..

إذن كلما اقتربنا للأشياء للنقاط أكثر غرقنا فيها..

ثم أنت يا كاتب المقال ماذا أردت بمقالك؟
هل أنت تؤمي إلى الاتفاق النووي الإيراني، وأنه تحول في مسار المنطقة؟

أم تقصد اتساع دائرة الإرهاب في المنطقة العربية وكيف يحاصر؟
فلماذا لا تتكلم بوضوح وجلاء؟
وتُقدِّم بضاعتك ليناقشها الناس عبر وسم (هاشتاق)؛
تجمع فيه الآراء، وتصطرع بينها حتى يخرج اللبن الصافي؛
الذي تتفق عليه كلمة المغردين ويصدرون عنه..

أم أنت ناقد يشير إلى الحالة العربية ونزوعها إلى الاستبداد والأحادية؟

أو إحاطة المنطقة بخصوم مزوَّدين بقوة لا يملكها العرب،
فهم بين حاصرتين، ولا سبيل لهم للنجاة إلا برهن مستقبلهم للقوى العظمى؛
التي تستنزف ثرواتهم، وتشغلهم بحروب الوكالة؟

......

أم ترى لتغريدتك المذكورة بُعد اجتماعي
لا يمتّ للسياسة بصلة؟ أو عائلي؟ أو اقتصادي؟ أوتنبؤي؟

أياً ما كان فقد قام الراصدون الأذكياء بتصوير ما فعلت؛
لئلا تفكر بمسح نقطتك السوداء حين ترى آثارها وعواقبها.


ولا غرابة أن تمسحها فقد تعدَّى الأمر عالم تويتر إلى الفضاء الواقعي،
وصار كل من لقيته يسألك بإصرار عما كنت تقصده..
ويطلب منك الوضوح والشفافية..
ولا ينتبه إلى أنك سمعت سؤاله ورجاءه من المعارف، والأصدقاء، والزملاء.

ولا يتفطَّن أن نصيحته لك بالسلامة من (وجع الرأس)
سبق لك أن سمعتها من المشفقين والحريصين على راحتك!



وعلى فكرة لا يزال السؤال قائماً بل هو يكبر ويكبر،
ماذا أردت؟ وماذا تريد؟ وهل أعجزك التعبير باللغة وحروفها الثمانية والعشرين؟
وبالأرقام والإحصائيات، حتى تلجأ إلى الطلاسم والألغاز والرسوم السحرية؟



عد إلى النقطة الأولى فهي نقطة العلم الصغيرة التي كبّرها الجهال
(كما يُروى عن علي رضي الله عنه)، وللنابلسي كتاب اسمه: (زيادة البسطة في بيان معنى أن العلم نقطة).



ولو سكت من لا يعلم لانتهى معظم الجدل.

ومن جميل الفهم وحسن الظن أنهم يقولون:
فلان نقطة في مصحف؛ على سبيل المدح والثناء لجماله أو لطرافته أو لدقته.

وإذا تكلموا عن فاضل قالوا: نقط به الزمان، أي: جاد.

وبالمناسبة: من تقصد؟ هل تشير من طرفٍ خفي لأحد بعينه ممن تدّعي أنهم من الفضلاء؟!

وفي اللغة: نَقَّطَهُ بِكَلامٍ تَنْقِيطاً: إذا شَتَمَهُ وسَبَّهُ وآذاهُ.

فهذه ضريبة الاحتكاك بالناس وفيهم الأفهام المتفاوتة، والقلوب المتفاوتة، والأهواء المتفاوتة..



عُدنا إلى المربع الأول،
فكل فكرة مهما كانت صائبة وضرورية فهي عرضة الآن لأن يتناولها
كل من يملك (آيباداً) أوجهازاً يصله بالشبكات،
وإن كان لا يملك فهم الفكرة، ولا يدري أبعادها،
ولعله تبرمج من قبل بموقف ضدها أو ضد كاتبها..
ولعله هازل وأنت جاد، أو جاد وأنت هازل..

عيدكم مبارك.. و(نقطة).



سلمان العودة
:rose:

أبان
2015- 7- 19, 12:25 PM
آخر سطرٍ تستنبطه من أول المقال

عيدكم مبارك و (..)

عبدالله الشّلاحي
2015- 7- 19, 12:26 PM
وأنا اقرأ المحتوى واتسلسل في قراءته شدني كثيراً
كأن هذا الأسلوب ليس غريباً علي .. نعم انه عراب الفكر الجديد سلمان العودة ..
اللذي لن تمل من القراءة أو الأستماع له ..
بالنسبة للنقطة اعتقد ان المقصود بها نقطة المشاهير .. سيخرجونها حتى لو من قعر بئر فهي ليست كنفطتنا نحن البسيطين ..
لو كتبنا في بدهاليز السياسة بحجم السماء او بحراً بالأدب لما قامت الدنيا وقعدت ..
إذاً هي نقطة ليست لنا .. لكن أراد أن نقيسها فالعلم يؤخذ آخره بالقياس ..

ايثار مبدعة كعادتك اما بإنتقاءك أو قلمك ..

دوكِ :106:

rana.a
2015- 7- 19, 02:45 PM
يعطيك العافية

و شاكره دعوتك

ليثاوي الرياض
2015- 7- 19, 07:34 PM
مشرفتنا إيثاار (http://www.ckfu.org/vb/u119746.html)شكرا على التنبيه
و كل عام و انتي بخير

حنان آل حيان
2015- 7- 19, 11:15 PM
كلام رائع يأسرني اسلوب الدكتور سلمان العوده فكر مميز ومتفرد
شاكره لك ايثار على الموضوع

عبدالعزيز123
2015- 7- 20, 01:40 AM
الله يعطيك العافية


( )

الجفول*
2015- 7- 20, 02:46 AM
يعطيك العافية ~ أشكرك عالدعوة يا جميلة ~ لك :106:

نادر511
2015- 7- 21, 12:40 PM
مشكوره إيثاار على الدعوه

وكل عام وانتي بخير

So0oT AlFgEd
2015- 7- 22, 10:12 AM
الله يعطيك العافيه ع السرد

كل عام وأنتم بخير


وعساكم من عواده






وشكراً ع الدعوه العطره

Inspiration
2015- 7- 26, 06:48 PM
كل عام وانت بخير بنتي الغالية ايثارجميل الموضوع يا جميلة الروح


:rose: