ثابت
2016- 1- 17, 05:26 PM
غريب أمر بعضهم، يستقبلك هاشا باشا لا تسعه الفرحة، تحسبمن فرط الحظوة التي تلقاها أنك رفيق عمره والصاحب الأقرب، وترى من شدة سرورهواحتفائه بك ما يدهشك.
ولكن حينما تغيب، يبدأ بإشهار أسلحته، وشحذ أدوات هجومه،وجلدك بلا رحمة ولا هوادة، ويمضي يقلب صفحات التاريخ، لنبش ماضيك بما يزيدك ألماووجعا، وكأن بينكما ثأرا لا أمل في الصلح فيه، حين تعرف هذه الشخصية وما تعانيه منمرض عضال تتبدد لديك كل صور الغرابة.
هنا اعتلال نفسي، واختلال في الشخصية، أفرزه جُبنالمواجهة، وخوف المصارحة، والتوجس من الحق، وعلةٌ انتشرت كالوباء في كامل الشخصية،فلا يملك صاحبها فكاكا ولا تملصا، بل نراه وقد سيطرت عليه هذه الخصلة مفضوحامكشوفا، يتململ محاولا إضفاء جو من الضحك والدعابة ولكن قد تجلى ادعاؤه وانكشفزيفه.
ذو الوجهين .. شخصية معتلة، استشرت في المجتمع وتمددت،تنفث سمومها وتمد أذاها وتُلحق بالآخرين الضرر، سلاحها التلون والنفاق والانتهازيةوالخداع. يتراءى لذي الوجهين أن أعماله نوع من الذكاء الاجتماعي واستغلال للفرصوأنه يتمتع بالحنكة والدهاء، يستمرئ مع الوقت هذا الأسلوب حتى يتلاشى لديه وخزالضمير وتأنيبه، فيرى عمله صوابا ومقصده صالحا، ومكاسبه بلا شائبة.
ذو الوجهين يُظهر لك المحبة والألفة، ويشعرك بحفاوتهوقربه، فتطمئن له وترتاح، ولكن حين تغيب يخلع وجه البراءة، ويلبس وجهه الآخرالقاتم، المملوء حقدا وحسدا وبغضا، يحاول زرع الشقاق، وبناء الخلافات، وتشويه سمعةالآخرين، كل ذلك إرضاءً لغرور نفسه الدنيئة، ورتقا لشخصيته المشوهة.
وقد ذم النبي الكريم صاحب هذه الصفة فقال صلى الله عليهوسلم: " تجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه "
فهذه الشخصية المهزومة الوضيعة تحمل في داخلها الشروالهدم والفساد، تتجلى فيها كل الصفات الوضيعة من جُبن وكذب ونفاق وخداع ومراوغةوخيانة، فلا بد ـ ليصلح المجتمع وأفراده ـ من تعرية هؤلاء وكشفهم وفضحهم وكف أذاهمعن الناس ولجمهم عن الخوض في الآخرين. ومهما حاول صاحب هذه الشخصية الاختباء وراءالأقنعة المزيفة والتلون والنفاق فهو مفضوح، لأنه مهما طال أمد الشر واستحكم فلابد للخير أن يظهر في النهاية وينتصر.
--------
يقول جبران خليل جبران: "قمة المتعة أن تجالس شخصيكرهك ويغتابك كثيرا ومع ذلك تجده يبين لك العكس وهذا كافٍ بأن يخبرك بأن لحضوركهيبة قادرة على تحويله لمنافق وجبان".
بقلم : ثابت
ولكن حينما تغيب، يبدأ بإشهار أسلحته، وشحذ أدوات هجومه،وجلدك بلا رحمة ولا هوادة، ويمضي يقلب صفحات التاريخ، لنبش ماضيك بما يزيدك ألماووجعا، وكأن بينكما ثأرا لا أمل في الصلح فيه، حين تعرف هذه الشخصية وما تعانيه منمرض عضال تتبدد لديك كل صور الغرابة.
هنا اعتلال نفسي، واختلال في الشخصية، أفرزه جُبنالمواجهة، وخوف المصارحة، والتوجس من الحق، وعلةٌ انتشرت كالوباء في كامل الشخصية،فلا يملك صاحبها فكاكا ولا تملصا، بل نراه وقد سيطرت عليه هذه الخصلة مفضوحامكشوفا، يتململ محاولا إضفاء جو من الضحك والدعابة ولكن قد تجلى ادعاؤه وانكشفزيفه.
ذو الوجهين .. شخصية معتلة، استشرت في المجتمع وتمددت،تنفث سمومها وتمد أذاها وتُلحق بالآخرين الضرر، سلاحها التلون والنفاق والانتهازيةوالخداع. يتراءى لذي الوجهين أن أعماله نوع من الذكاء الاجتماعي واستغلال للفرصوأنه يتمتع بالحنكة والدهاء، يستمرئ مع الوقت هذا الأسلوب حتى يتلاشى لديه وخزالضمير وتأنيبه، فيرى عمله صوابا ومقصده صالحا، ومكاسبه بلا شائبة.
ذو الوجهين يُظهر لك المحبة والألفة، ويشعرك بحفاوتهوقربه، فتطمئن له وترتاح، ولكن حين تغيب يخلع وجه البراءة، ويلبس وجهه الآخرالقاتم، المملوء حقدا وحسدا وبغضا، يحاول زرع الشقاق، وبناء الخلافات، وتشويه سمعةالآخرين، كل ذلك إرضاءً لغرور نفسه الدنيئة، ورتقا لشخصيته المشوهة.
وقد ذم النبي الكريم صاحب هذه الصفة فقال صلى الله عليهوسلم: " تجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه "
فهذه الشخصية المهزومة الوضيعة تحمل في داخلها الشروالهدم والفساد، تتجلى فيها كل الصفات الوضيعة من جُبن وكذب ونفاق وخداع ومراوغةوخيانة، فلا بد ـ ليصلح المجتمع وأفراده ـ من تعرية هؤلاء وكشفهم وفضحهم وكف أذاهمعن الناس ولجمهم عن الخوض في الآخرين. ومهما حاول صاحب هذه الشخصية الاختباء وراءالأقنعة المزيفة والتلون والنفاق فهو مفضوح، لأنه مهما طال أمد الشر واستحكم فلابد للخير أن يظهر في النهاية وينتصر.
--------
يقول جبران خليل جبران: "قمة المتعة أن تجالس شخصيكرهك ويغتابك كثيرا ومع ذلك تجده يبين لك العكس وهذا كافٍ بأن يخبرك بأن لحضوركهيبة قادرة على تحويله لمنافق وجبان".
بقلم : ثابت