صَعب
2016- 1- 30, 02:02 AM
نعود أو لا نعود ؟
قبلَ أسابيعَ قليلة اسْتمتعنا وابتهَجنا وطار أغلبُنا فرحاً بمشروعِ التحوّل الوطَني، ويحقّ لي ولهم ذلك! آمالٌ لا سَماء لها وأُمنياتٌ بدأتْ بالتّحقق وشعبٌ يُشارِك حاكِمه ورؤيةٌ تكاد تَكون واضحةً لمُستقبلنا الوطني.. ولكن.. نحنُ المُبتعثين، المُتعلّقة بهمُ الآمال لإحداثِ ما لا يتغيّر إلا بمثلِهم نتيجةً لقوّتهم ..
نحن المبتعثين نعيشُ حالةً من الإطمئنان في أغلب دُول الإبتعاث مثل كندا وأمريكا وبريطانيا وأستراليا وأمْثالهم. وقصدّت هُنا الإطمئنان الإجْتماعي، الصِحي والتعليمي والسكني، لأنفسنا وأبناءنا، وبالتأكيد ذلك يَعود فَضلُه أولاً لبرنامج الابتعاث الحكومي بالمملكة وثانياً لأنها دولاً تُصنّف دولياً كَدول متقدّمة لا طور التقدم ما زالت تبْني حاضِرها ومُستقبَلها. وهنا يكمُن التحدي الذي أرغب بطرحه عليكم ..
جميعُ المبتعثين أقروا على انفسهم إقراراً نظامياً بالعودةِ إلى بلاد الحرَمين وخِدمة بلادهم كأقل تقدير مثلَ عدد السنين التي اُبتعثوا لها ولكنّي بدأت ألحظُ في الآونة الأخيرة عُزوف القلة عن العَودة أو حتى قبولهم لفكرة الاسْتقرار في تلك البلاد وإن لم يُصروا عليها فعلياً وبعضهم قد استقر ولعله انخرطَ في عمل ما أو انشأ شركة أو استقطبتهم المراكز العلمية و ماشابه ذلك، بل وتقدّم بعضهم للحُصول على جنسية البلَد الذي هم فيه، وبدا لي ازدياد هذه الحالات !
عملياً لا أدري ما العمل! ولَعلي أقترحُ على الملحقياتْ الثقافية بتفعيل دورها لمتابعة عوْدة أو اسْتقرار المُبتعثين ومن ثمّ الوزارة تُكمل ذلك كيفما يتفق لهما ومَصلحة الوطن ..
أما اجتماعياً وتربوياً فالّذي أرغب بقوله باختصار أن المُشاركة في بِناء الوطن لهو خيرٌ من وطنٍ لا صلة لك به إلا خيراتٍ حِسان من صُنع بني الإنسان وتستطيع وغيرَك من المُبتعثين المواطنين تحريك أيّ مياه راكدة في بلادنا بذكاء، لا بتهور أو عدم تفكير، ووفقاً للقنواتْ الرسْمية والمُجتمعية وأيضاً الغير رسمية. لاحظوا أنّني قُلت "بناء الوطن" مستخدماً أداة التعريف في كلمة وطن ليس تفضلاً مني ولكن لأنّ ذلك هوَ الواقع لي ولك، وعلى العكْس عندَما استخدمت "وطن" الغربة فهي كلمة نَكِرَة لأنها كذلك وإن اسْتحسَنت ما لذ وطابَ لك ولي هناك .
قبلَ سنتين وأكثر زُرت حبيباً لي ومعلماً يُدعى ابو الحسن وكغيري من المُبتعثين الشباب حوْله تَشاركت معه شيئاً مما نَعيش ونتنعم هُنا في كندا، ولقد استمع لي منصتاً كعادته، ولكن ختمنا الحديث بقوله لي "أبا لين، فائدتكُ هنا أعم وأكرم! وجودك في كندا لعله يَزيدهم بحثاً علمياً واكتشافاً بحثياً يُضيف لتقدّمهم، ولكن عودتك للوطن الذي هُو في مرحلة بناء وتقديم علمَك وشخصَك وتطلعَاتك ونقدَك وآرائك وأبناءَك وما تعلموه لهذا المكان الذي أنت نَباته، وقد كنتَ نباتاً حسناً، هوَ ما سيبقيكَ حياً نافعاً بنّاءاً، أو اختصاراً إنساناً كما اعلم انك تريد" -منقول بتصرف- جازاه الله عني خيراً وفيراً.
كثيرٌ هو الذي لا يُعجبنا في بلادنا والتحدّيات في ازدياد من حولِنا وبينَنا وحتماً لن يكونَ الحل بالهجْرة والمُكوث في بلاد الابتعاث، بل الواجِب الدنيوي والأخروي هو أن نتَعامل مع الوطن كعائلةٍ لنا، بحيث يكون كل من هو أكبر منا كالوالدين، وكل من هو مقاربٌ لعمرنا كأخ وأخت، وكل من هو أصغر كأبناء لا نرجو لهم إلا خيراً أكثر من الذي نرجوه لأنفُسنا وجميع أطراف الوطن ومُدنه وأبْنيته ومؤسساته هي لنا كالبيْت الذي يجمعنا بأولئك جميعهم ولا يكون صالحاً للعيش إلا بتعاون الكُل لمنفعة الكُل.
مشروع التحوّل الوطني إنْ لم يَبدأ بك اولاً، مبتعثاً أو غيره، فلا مَنفعة فيك، ولِنعلم أنْ الوطن بنا او بغيرنا سَيكون.
بقلم / رامي عبدالرحمن خياط
قبلَ أسابيعَ قليلة اسْتمتعنا وابتهَجنا وطار أغلبُنا فرحاً بمشروعِ التحوّل الوطَني، ويحقّ لي ولهم ذلك! آمالٌ لا سَماء لها وأُمنياتٌ بدأتْ بالتّحقق وشعبٌ يُشارِك حاكِمه ورؤيةٌ تكاد تَكون واضحةً لمُستقبلنا الوطني.. ولكن.. نحنُ المُبتعثين، المُتعلّقة بهمُ الآمال لإحداثِ ما لا يتغيّر إلا بمثلِهم نتيجةً لقوّتهم ..
نحن المبتعثين نعيشُ حالةً من الإطمئنان في أغلب دُول الإبتعاث مثل كندا وأمريكا وبريطانيا وأستراليا وأمْثالهم. وقصدّت هُنا الإطمئنان الإجْتماعي، الصِحي والتعليمي والسكني، لأنفسنا وأبناءنا، وبالتأكيد ذلك يَعود فَضلُه أولاً لبرنامج الابتعاث الحكومي بالمملكة وثانياً لأنها دولاً تُصنّف دولياً كَدول متقدّمة لا طور التقدم ما زالت تبْني حاضِرها ومُستقبَلها. وهنا يكمُن التحدي الذي أرغب بطرحه عليكم ..
جميعُ المبتعثين أقروا على انفسهم إقراراً نظامياً بالعودةِ إلى بلاد الحرَمين وخِدمة بلادهم كأقل تقدير مثلَ عدد السنين التي اُبتعثوا لها ولكنّي بدأت ألحظُ في الآونة الأخيرة عُزوف القلة عن العَودة أو حتى قبولهم لفكرة الاسْتقرار في تلك البلاد وإن لم يُصروا عليها فعلياً وبعضهم قد استقر ولعله انخرطَ في عمل ما أو انشأ شركة أو استقطبتهم المراكز العلمية و ماشابه ذلك، بل وتقدّم بعضهم للحُصول على جنسية البلَد الذي هم فيه، وبدا لي ازدياد هذه الحالات !
عملياً لا أدري ما العمل! ولَعلي أقترحُ على الملحقياتْ الثقافية بتفعيل دورها لمتابعة عوْدة أو اسْتقرار المُبتعثين ومن ثمّ الوزارة تُكمل ذلك كيفما يتفق لهما ومَصلحة الوطن ..
أما اجتماعياً وتربوياً فالّذي أرغب بقوله باختصار أن المُشاركة في بِناء الوطن لهو خيرٌ من وطنٍ لا صلة لك به إلا خيراتٍ حِسان من صُنع بني الإنسان وتستطيع وغيرَك من المُبتعثين المواطنين تحريك أيّ مياه راكدة في بلادنا بذكاء، لا بتهور أو عدم تفكير، ووفقاً للقنواتْ الرسْمية والمُجتمعية وأيضاً الغير رسمية. لاحظوا أنّني قُلت "بناء الوطن" مستخدماً أداة التعريف في كلمة وطن ليس تفضلاً مني ولكن لأنّ ذلك هوَ الواقع لي ولك، وعلى العكْس عندَما استخدمت "وطن" الغربة فهي كلمة نَكِرَة لأنها كذلك وإن اسْتحسَنت ما لذ وطابَ لك ولي هناك .
قبلَ سنتين وأكثر زُرت حبيباً لي ومعلماً يُدعى ابو الحسن وكغيري من المُبتعثين الشباب حوْله تَشاركت معه شيئاً مما نَعيش ونتنعم هُنا في كندا، ولقد استمع لي منصتاً كعادته، ولكن ختمنا الحديث بقوله لي "أبا لين، فائدتكُ هنا أعم وأكرم! وجودك في كندا لعله يَزيدهم بحثاً علمياً واكتشافاً بحثياً يُضيف لتقدّمهم، ولكن عودتك للوطن الذي هُو في مرحلة بناء وتقديم علمَك وشخصَك وتطلعَاتك ونقدَك وآرائك وأبناءَك وما تعلموه لهذا المكان الذي أنت نَباته، وقد كنتَ نباتاً حسناً، هوَ ما سيبقيكَ حياً نافعاً بنّاءاً، أو اختصاراً إنساناً كما اعلم انك تريد" -منقول بتصرف- جازاه الله عني خيراً وفيراً.
كثيرٌ هو الذي لا يُعجبنا في بلادنا والتحدّيات في ازدياد من حولِنا وبينَنا وحتماً لن يكونَ الحل بالهجْرة والمُكوث في بلاد الابتعاث، بل الواجِب الدنيوي والأخروي هو أن نتَعامل مع الوطن كعائلةٍ لنا، بحيث يكون كل من هو أكبر منا كالوالدين، وكل من هو مقاربٌ لعمرنا كأخ وأخت، وكل من هو أصغر كأبناء لا نرجو لهم إلا خيراً أكثر من الذي نرجوه لأنفُسنا وجميع أطراف الوطن ومُدنه وأبْنيته ومؤسساته هي لنا كالبيْت الذي يجمعنا بأولئك جميعهم ولا يكون صالحاً للعيش إلا بتعاون الكُل لمنفعة الكُل.
مشروع التحوّل الوطني إنْ لم يَبدأ بك اولاً، مبتعثاً أو غيره، فلا مَنفعة فيك، ولِنعلم أنْ الوطن بنا او بغيرنا سَيكون.
بقلم / رامي عبدالرحمن خياط