ثابت
2016- 2- 5, 09:26 PM
بُلينا نحن المسلمين في هذا الزمان بالتقليد والمحاكاة لغيرنا دون وعي أو تمحيص لما يردنا من ثقافات، وصرنا نتلقف ماتقذفه إلينا المجتمعات المتجاوزة لنا حضاريا من ثقافة وأسلوب حياة باهتمام بالغ وانبهار كبير، دون إعمال الدراسة أو التنقيح أو الفحص بل المسارعة بتَلبُّس هذه الثقافة والاحتفاء بها واعتبارها من مقومات التقدم والتطور والرقي، بل بتنا نبحث عن أسهل الطرق وأيسرها لاستيراد ثقافة نقدمها لأجيالنا غير مبالين بالعائد الفكري والسلوكي الذي تخلفه لديهم هذه الثقافة المستوردة، والمؤلم أننا بدأنا نقلد المُقَلَّد وهو دليل على خواء فكري وعجز ثقافي وضعف روح الابتكار والإبداع لدينا.ولكي نقنع الآخرين بخصوصيتنا فإننا نضفي على ما نستورده مسحة دينية ليوافق ديننا وتوجهنا ثم نقدمه دون أي اعتبار لتأثيره على المجتمع، وربما لا نقوم ـ بل مؤكد في أحايين كثيرة ـ ببحث ودراسة هذاالمنتج الثقافي والمعرفي ومدى فائدته وأصالته وجودته وانعكاسه بالمنفعة على المجتمع، ولا يهمنا سوى المردود المادي الذي تقدمه الشركات المعلنة التي بدورها لا تهتم إلا بما يدخل حساباتها البنكية من عملة دون أي اهتمام بترسيخ قيم أو مُثل تساهم في تقوية بنيان المجتمع أو تضيف دعامات تجعله بناءً متينا صامدا أمام التحديات، هذا عدا استغلال اتصالات ورسائل المتابعين ممن تجذبهم البرامج او تؤثر فيهم وباتوا متعلقين بها وعلى استعداد ليخسروا أموالهم وأوقاتهم في سبيل مواصلة مشاهدتها ومتابعة سلسلة حلقاتها.
هذا التقليد بات مشوِها لكثير من جوانب حياتنا فأصبحنا نهتم بمكون ثقافي دخيل وخاوٍ ولا يمثلنا، لأنه لا يعتمد على إرث ثقافي أصيل يحقق التوازن النفسي والعقلي والروحي لدى الفرد المسلم، بل يأخذه إلى أبعاد متباينة تصيبه بالاضطراب والتشتت والصدمة الثقافية ويكون الفرد حائرا بين ما تربى عليه وتعلمه في البيت والمدرسة من قيم دينية ومجتمعية وبين ما يتلقاه من أفكار وسلوك وعادات تمطرها عليه وسائل الإعلام ليل نهار.
هذه الوجبات الثقافية الجاهزة التي تقدمها وسائل إعلامنا والخالية من الإبداع والأصالة جعلتنا مجتمعا مقلدا ومجدبا ثقافيا ومستعدا لاستقبال أي منتج ثقافي غربي واستنساخه والاحتفاء به وتقديمه كمنتج محلي أصيل، ذلك يجعلنا ـ مع الوقت ـ نعاني من خمول فكري وتجمد ثقافي ووهن معرفي لن تسامحنا عليه الأجيال القادمة.
يزخر تاريخنا بصفحات مضيئة من الإرث الثقافي والأدبي والعلمي، وهو نبع لا ينضب حين نقرر أن ننهل منه ما يساهم في بناء فكري حضاري ثقافي لمجتمعنا، ولا تنقصنا الإمكانات المادية والبشرية لتقديمه بصورة عصرية تلقى القبول لدى الأجيال الحالية وترضي نهمهم وتشبع شغفهم، ولكننا كما قلت بُلينا بحب التقليد لأننا استسهلنا كل شيء وأصبحنا نعتمد على القوالب الجاهزة التي تملأ الفراغ البرامجي لدينا دون أي التفات لقيمة وأهمية وأصالة ما يُقدم .. فأي عجز نمر به؟
بقلم/ ثابت
هذا التقليد بات مشوِها لكثير من جوانب حياتنا فأصبحنا نهتم بمكون ثقافي دخيل وخاوٍ ولا يمثلنا، لأنه لا يعتمد على إرث ثقافي أصيل يحقق التوازن النفسي والعقلي والروحي لدى الفرد المسلم، بل يأخذه إلى أبعاد متباينة تصيبه بالاضطراب والتشتت والصدمة الثقافية ويكون الفرد حائرا بين ما تربى عليه وتعلمه في البيت والمدرسة من قيم دينية ومجتمعية وبين ما يتلقاه من أفكار وسلوك وعادات تمطرها عليه وسائل الإعلام ليل نهار.
هذه الوجبات الثقافية الجاهزة التي تقدمها وسائل إعلامنا والخالية من الإبداع والأصالة جعلتنا مجتمعا مقلدا ومجدبا ثقافيا ومستعدا لاستقبال أي منتج ثقافي غربي واستنساخه والاحتفاء به وتقديمه كمنتج محلي أصيل، ذلك يجعلنا ـ مع الوقت ـ نعاني من خمول فكري وتجمد ثقافي ووهن معرفي لن تسامحنا عليه الأجيال القادمة.
يزخر تاريخنا بصفحات مضيئة من الإرث الثقافي والأدبي والعلمي، وهو نبع لا ينضب حين نقرر أن ننهل منه ما يساهم في بناء فكري حضاري ثقافي لمجتمعنا، ولا تنقصنا الإمكانات المادية والبشرية لتقديمه بصورة عصرية تلقى القبول لدى الأجيال الحالية وترضي نهمهم وتشبع شغفهم، ولكننا كما قلت بُلينا بحب التقليد لأننا استسهلنا كل شيء وأصبحنا نعتمد على القوالب الجاهزة التي تملأ الفراغ البرامجي لدينا دون أي التفات لقيمة وأهمية وأصالة ما يُقدم .. فأي عجز نمر به؟
بقلم/ ثابت