.Perfect
2016- 3- 17, 05:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم ان شاءالله بخير..
اليوم حبيت اشاركم التأمل في حديث قنوت الوتر..
الكلام المكتوب هنا هو اختصار لمحاضرة لاستاذتي الكريمة استفدت منها جدا وأحببت أن أشارككم بها..
بسم الله الرحمن الرحيم. .
بداية لا اظن ان احد منا يجهل دعاء قنوت الوتر فلله الحمد نسمعه دائما في المساجد ونسمعه في رمضان ..
ولكن..
هل تأملنا يوما في هذا الحديث؟؟
هل تأملنا في الراوي ؟؟
مشكلتنا ايها الاحبة اننا نقرأ بالقفز..
ما معنی هذا الكلام؟؟
يعني اننا حين نقرأ في كتب الدين ونجد دليل من القرآن والسنة نتجاوز الدليل ونقرأ الشرح..
وحتی ان قرأنا الحديث نتجاوز اسم الراوي اليس كذلك؟؟
ولكن تأملوا معي يا اخوتي راوي هذا الحديث..
عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال :
(( علمني جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر:
اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت
وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت )).
هل لاحظتم الراوي؟؟
هو الحسن بن علي رضي الله عنهما حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم...
والآن مالمذهل في الأمر؟؟
المذهل ان الرسول صلى الله عليه وسلم توفي وعمر الحسن لا يتجاوز العشر سنوات!!
وهذا يعني ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم طفل بعمر العاشرة صلاة الوتر! !
يا الله اين نحن من هذا؟؟
الان طفل بعمر العاشرة تجد اهله لا يحثونه علی صلاة الفريضة فضلا عن صلاة الوتر..
لازال موقف يتكرر في ذهني عندما كنت في المتوسطة لأحدی زميلاتي تخبر صديقتها انها تنام من الظهر حتی صلاة العشاء ثم تجمع كل الصلوات!!
ردت عليها صديقتها ..لا حرااام..
انا هنا انبسطت قلت بتنصحها لكن يوم ردت كانت الطامة!!
قالت لها اجمعي الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء اما كلهم مع بعض حرام!!!
ههه استغفر الله والله وقتها ماعرفت اضحك ام ابكي..
يوم تكون الصلاة عمود الدين نحن الكبار نقصر بها فهل سنعلم ابناءنا صلاة الوتر!!
نعود للحديث..
لنری مالذي علمه الرسول صلى الله عليه وسلم لحفيده..
أولا :اللهم اهدني فيمن هديت:
الهداية ..
اعظم وأجل مطلب ولهذا ندعو الله في صلاتنا خمسة عشر مرة {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}..
والهداية نوعينهداية العلم وهداية العمل..
أي دلنا على الحق ووفقنا للعمل به ؛ فينبغي للقارئ أن يستحضر أنه يسأل الهدايتن : هداية العلم وهداية العمل.
ثانياً: وعافني فيمن عافيت :
والمعافاة ايضا من امرين : أمراض القلوب وأمراض الأبدان .
أمراض الأبدان معروفة لكن أمراض القلوب تعود إلى شيئين:
الأول: أمراض الشهوات ، التي منشؤها الهوى : أن يعرف الإنسان الحق ، لكن لا يريده ؛ لأن له هوًى مخالفًا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلّم.
الثاني: أمراض الشبهات التي منشؤها الجهل ؛ لأن الجاهل يفعل الباطل يظنه حقًّا وهذا مرض خطير جدًّا؛ فأنت تسأل الله المعافاة والعافية من أمراض الأبدان، ومن أمراض القلوب، التي هي أمراض الشبهات، وأمراض الشهوات.
ثالثا:وتولنا في من توليت :
أي : كن ولياً لنا الولاية الخاصة التي تقتضي العناية بمن تولاه الله عزَّ وجلَّ والتوفيق لمايحبه ويرضاه.
رابعا:وبارك لي فيما أعطيت:
أي: أنزل لي البركة فيما أعطيتني ، والبَرَكَة هي الخيرات الكثيرة الثابتة.
الأمور التي نستحضر بها البركة:
المال والولد والعلم وغير ذلك مما أعطى الله عزَّ وجلَّ، فتسأل الله البركة فيه؛ لأن الله إذا لم يبارك لك فيما أعطاك، حرمت خيرًا كثيرًا.
ماأكثر الناس الذين عندهم مال كثير لكنهم في عداد الفقراء؛ لأنهم لا ينتفعون بمالهم، يجمعونه ولا ينتفعون به. وهذا من نزع البركة.
كثير من الناس عنده أولاد، لكن أولاده لا ينفعونه لما فيهم من عقوق، وهؤلاء لم يُبَارَكْ لهم في أولادهم.
تجد بعض الناس أعطاه الله علمًا كثيرًا لكنه بمنزلة الأمي، لا يظهر أثر العلم عليه في عبادته، ولا في أخلاقه، ولا في سلوكه، ولا في معاملته مع الناس، بل قد يُكْسِبه العلم استكبارًا على عباد الله، وعلوًّا عليهم، واحتقارًا لهم.
خامساً: وقني شر ما قضيت:
وهنا قد يأتي تساؤل..
هل يقضي الله بالشر!!
الجواب:
هناك حديث للرسول صلى الله عليه وسلم قال:
" إن الله ليحمي عبده المؤمن الدنيا وهو يحبه كما تحمون مريضكم الطعام والشراب" صححه الألباني -رحمه الله
ماهو المعنی؟؟
المعنی يا أحبتي ان قضاء الله كله خير وان كان ظاهره شر..
فنحن لانعلم الغيب..
فكما نمنع مريضنا الطعام والشراب اذا كان يضره يمنعنا الله سبحانه وتعالی من أمور نحبها ولكنه يعلم سبحانه وتعالی أنها شر لنا..
قال سفيان الثوري :
" إن منع الله عبده من بعض محبوباته هو عطاء منه له; لأن الله تعالى لم يمنعه منها بخلاً، وإنما منعه لطفاً "
فإذا أتاك أمر لا يسرك وغابت عنك حكمته لا عليك إلا أن تسلم الأمر لمالكه مع الصبر والإيمان التام بأن الصبر دائماً ما يرافقه الفرج ولو بعد حين.
والحديث في هذا الموضوع يطول ولكني حاولت الايجاز ما استطعت واكتفيت بشرح الاشياء التي نطلبها في الوتر..
ختاما أتمنی ان لا يكون الموضوع مخالف للدستور واتمنی ان تستفيدوا كما استفدت..
ان اصبت فمن الله وإن أخطأت فمني ومن الشيطان..
تسعدني تعليقاتكم لإثراء الموضوع ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. .
كيفكم ان شاءالله بخير..
اليوم حبيت اشاركم التأمل في حديث قنوت الوتر..
الكلام المكتوب هنا هو اختصار لمحاضرة لاستاذتي الكريمة استفدت منها جدا وأحببت أن أشارككم بها..
بسم الله الرحمن الرحيم. .
بداية لا اظن ان احد منا يجهل دعاء قنوت الوتر فلله الحمد نسمعه دائما في المساجد ونسمعه في رمضان ..
ولكن..
هل تأملنا يوما في هذا الحديث؟؟
هل تأملنا في الراوي ؟؟
مشكلتنا ايها الاحبة اننا نقرأ بالقفز..
ما معنی هذا الكلام؟؟
يعني اننا حين نقرأ في كتب الدين ونجد دليل من القرآن والسنة نتجاوز الدليل ونقرأ الشرح..
وحتی ان قرأنا الحديث نتجاوز اسم الراوي اليس كذلك؟؟
ولكن تأملوا معي يا اخوتي راوي هذا الحديث..
عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال :
(( علمني جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر:
اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت
وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت )).
هل لاحظتم الراوي؟؟
هو الحسن بن علي رضي الله عنهما حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم...
والآن مالمذهل في الأمر؟؟
المذهل ان الرسول صلى الله عليه وسلم توفي وعمر الحسن لا يتجاوز العشر سنوات!!
وهذا يعني ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم طفل بعمر العاشرة صلاة الوتر! !
يا الله اين نحن من هذا؟؟
الان طفل بعمر العاشرة تجد اهله لا يحثونه علی صلاة الفريضة فضلا عن صلاة الوتر..
لازال موقف يتكرر في ذهني عندما كنت في المتوسطة لأحدی زميلاتي تخبر صديقتها انها تنام من الظهر حتی صلاة العشاء ثم تجمع كل الصلوات!!
ردت عليها صديقتها ..لا حرااام..
انا هنا انبسطت قلت بتنصحها لكن يوم ردت كانت الطامة!!
قالت لها اجمعي الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء اما كلهم مع بعض حرام!!!
ههه استغفر الله والله وقتها ماعرفت اضحك ام ابكي..
يوم تكون الصلاة عمود الدين نحن الكبار نقصر بها فهل سنعلم ابناءنا صلاة الوتر!!
نعود للحديث..
لنری مالذي علمه الرسول صلى الله عليه وسلم لحفيده..
أولا :اللهم اهدني فيمن هديت:
الهداية ..
اعظم وأجل مطلب ولهذا ندعو الله في صلاتنا خمسة عشر مرة {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}..
والهداية نوعينهداية العلم وهداية العمل..
أي دلنا على الحق ووفقنا للعمل به ؛ فينبغي للقارئ أن يستحضر أنه يسأل الهدايتن : هداية العلم وهداية العمل.
ثانياً: وعافني فيمن عافيت :
والمعافاة ايضا من امرين : أمراض القلوب وأمراض الأبدان .
أمراض الأبدان معروفة لكن أمراض القلوب تعود إلى شيئين:
الأول: أمراض الشهوات ، التي منشؤها الهوى : أن يعرف الإنسان الحق ، لكن لا يريده ؛ لأن له هوًى مخالفًا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلّم.
الثاني: أمراض الشبهات التي منشؤها الجهل ؛ لأن الجاهل يفعل الباطل يظنه حقًّا وهذا مرض خطير جدًّا؛ فأنت تسأل الله المعافاة والعافية من أمراض الأبدان، ومن أمراض القلوب، التي هي أمراض الشبهات، وأمراض الشهوات.
ثالثا:وتولنا في من توليت :
أي : كن ولياً لنا الولاية الخاصة التي تقتضي العناية بمن تولاه الله عزَّ وجلَّ والتوفيق لمايحبه ويرضاه.
رابعا:وبارك لي فيما أعطيت:
أي: أنزل لي البركة فيما أعطيتني ، والبَرَكَة هي الخيرات الكثيرة الثابتة.
الأمور التي نستحضر بها البركة:
المال والولد والعلم وغير ذلك مما أعطى الله عزَّ وجلَّ، فتسأل الله البركة فيه؛ لأن الله إذا لم يبارك لك فيما أعطاك، حرمت خيرًا كثيرًا.
ماأكثر الناس الذين عندهم مال كثير لكنهم في عداد الفقراء؛ لأنهم لا ينتفعون بمالهم، يجمعونه ولا ينتفعون به. وهذا من نزع البركة.
كثير من الناس عنده أولاد، لكن أولاده لا ينفعونه لما فيهم من عقوق، وهؤلاء لم يُبَارَكْ لهم في أولادهم.
تجد بعض الناس أعطاه الله علمًا كثيرًا لكنه بمنزلة الأمي، لا يظهر أثر العلم عليه في عبادته، ولا في أخلاقه، ولا في سلوكه، ولا في معاملته مع الناس، بل قد يُكْسِبه العلم استكبارًا على عباد الله، وعلوًّا عليهم، واحتقارًا لهم.
خامساً: وقني شر ما قضيت:
وهنا قد يأتي تساؤل..
هل يقضي الله بالشر!!
الجواب:
هناك حديث للرسول صلى الله عليه وسلم قال:
" إن الله ليحمي عبده المؤمن الدنيا وهو يحبه كما تحمون مريضكم الطعام والشراب" صححه الألباني -رحمه الله
ماهو المعنی؟؟
المعنی يا أحبتي ان قضاء الله كله خير وان كان ظاهره شر..
فنحن لانعلم الغيب..
فكما نمنع مريضنا الطعام والشراب اذا كان يضره يمنعنا الله سبحانه وتعالی من أمور نحبها ولكنه يعلم سبحانه وتعالی أنها شر لنا..
قال سفيان الثوري :
" إن منع الله عبده من بعض محبوباته هو عطاء منه له; لأن الله تعالى لم يمنعه منها بخلاً، وإنما منعه لطفاً "
فإذا أتاك أمر لا يسرك وغابت عنك حكمته لا عليك إلا أن تسلم الأمر لمالكه مع الصبر والإيمان التام بأن الصبر دائماً ما يرافقه الفرج ولو بعد حين.
والحديث في هذا الموضوع يطول ولكني حاولت الايجاز ما استطعت واكتفيت بشرح الاشياء التي نطلبها في الوتر..
ختاما أتمنی ان لا يكون الموضوع مخالف للدستور واتمنی ان تستفيدوا كما استفدت..
ان اصبت فمن الله وإن أخطأت فمني ومن الشيطان..
تسعدني تعليقاتكم لإثراء الموضوع ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. .