إيمان313
2010- 5- 14, 03:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم حبوبات
هذي محاضرة الزجل للأدب الأندلسي
وكل الي اطلبه منكم دعوة طيبة بالتوفيق في الدنيا والآخرة
.................................................. ....................................
الزجل
نشـــأة الزجل و تـطـوره :
الزجل فن استحدثوه الأندلسيون ، وهو في حقيقته أغنية شعبية تمثل ازدواج اللغة العربية في الأندلس لانقسامها بين لهجة دارجة وأخرى مكتوبة . ونشأ مرتبطا ً بالأغنيات الشعبية الأعجمية الشائعة يومئذ في الأندلس إضافة إلى ارتباط نشوئه بالحاجة إلى الغناء .
ومرَّ بأطوار قبل أن ينتقل من الشعبية الخالصة إلى يد الفرد الزجال الذي يمنحه قوة من شخصيته وتفننه ، لذلك لم نجد نماذج مبكرة من الزجل إلا في منتصف القرن الخامس الهجري عندما نشأت طبقة الزجالين التي خلفها ابن قزمان .
تطور الزجل :
مر الزجل بأربعة أدوار فقد بدأ اغنية شعبية مجهولة المؤلف ، ثم مر بفترة الزجالين الذين جاؤوا قبل ابن قزمان مباشرة . ومنهم أخطل بن نمارة الذي يصفه ابن قزمان بأنه “ نهج الطريق وطرق فأحسن التطريق ، وجاء بالمعنى المضيء والغرض الشريف ومن زجله :
أنا من أهل الباديـة
ومعي دارا ً خاليـة
ملا بدم الداليـة .
وقد انتقد ابن قزمان الزجالين الذين سبقوه لاهتمامهم بالإعراب في الأزجال ، والإعراب يشين الزجل على حد قوله ، مما يعني أن الزجل دخل بعد مرحلة الأغنية الشعبية ، في دور من الفصحى بعض الشيء، وأخذ نظامه يتشبهون بالشعراء ، حتى كاد يقارب الشعر الملحون ، وكادت تضيع الحدود بينهما . وجاء ابن قزمان ليعطي الزجل شكله النهائي ، ثم كان دور مدغلـّـيس الذي يمثل عودة إلى الخلط بين الاتجاهين ، فهناك ( قصائد زجلية ) إلى جوار الأزجال الحرة المطلقة من إسار الشكل الشعري التقليدي ، وعندما أرخ ابن سعيد للزجل فرق بين النوعين ، فسمى النوع الأول شعرا ً ملحونا ً ، وسمى الثاني زجلا ً، ثم ضاعت تلك التفرقة عند ابن خلدون والحلّي .
3- بـــــنــــــاء الــــــــــــــــــزجــل :
” و أول ما نظموا الأزجال جعلوها قصائد مقصدة وأبياتا ً مجردة في أبحر
وعروض العرب ، ، بقافية واحدة كالقريض لا تغايره بغير اللفظ وسموها القصائد
الزجلية ” . وقد جمع الزجل بين القصائد و الموشحات في الشكل و الوزن ، فالقصائد الزجلية التي تعد النواة الأولى للزجل ، تتفق مع القصائد الفصيحة التقليدية في التزام وزن واحد وقافية واحدة والمطلع المصرع ، وليس بينهما من خلاف إلا في اللغة والإعراب . ثم تطور الزجل وجارى في الشكل و الوزن ، الموشحات بالمذهب أو المطلع الذي يتكون في الغالب من قفل ذي أربعة أشطار ( من دون قافية في آخر الأول والثالث )، ومثاله من أزجال ابن قزمان :
يـا جـوهـر الجلال يا فخر الأندلوس
طول ما تكـُن بجاهك ليس تشتكي بوس
ويلي هذا القفل غصن من ستة أشطار :
صار الزمان صديقي أراد أو لـم يــرد
وريـت أنا سروري جديـد وزا جديـد
وكـل ليلـة فرحـة وكـل ليلة عيــد
ثم يجئ قفل من شطرين فقط ، ويتكرر الأقفال التالية جميعها كذلك :
واجـليـت فيـه آمــــالي وبت أنــــا عــروس
وهناك زجل شبيه بالموشح ، إذ التقفية فيه مرعية حسب القانون العام الذي يعتمد عليه الموشح كله في الأشطار جميعها . وقد صرح ابن قزمان أنه نظم زجله على عروض موشح معروف ، واستعار الخرجة منه .
ريت ُوحـد َ النهـار خرج بالكميت وفي قلبِ من أجلُ مما دريتْ
قلت فيه ذا الزجل كما قد رويــت عرض التو شيح الذي سميت
عقــد اللـــه راية النصــر لأميــر العـلا أبو زكري
4
4 – مــوضوعـات الـزجـل :
تناول الزجل في مضامينه الموضوعات التي تناولتها القصيدة العربية ثم الموشح ،كالمدح والغزل و الوصف واللهو و المجون وغيرها من الموضوعات .
1- وقد نشأ الغزل مصاحبا ً اللهو و المجون ، فقد مهد بعض الزجالين لمدحهم بالغزل كما فعل ابن قزمان في مدائحه جريا ً على التقاليد الموروثة في بناء القصيدة العربية ، وبعضهم مزج غزله بوصف الخمر كأبي بكر الحصار حين قال :
الذي يعشق مليح والذي يشرب عتيق
المليح أبيض سميـن والشراب أصفر رقيق
2- أما وصف الطبيعة فلأحمد بن الحاج مدغـّليس قصيدة زجلية فيها أخيلة بارعة ، وتشبيهات رائعة ،واستعارات موفقة وصنعة طيعة ، يقول مدغليس في روضيته :
ثلاث أشياء في البساتين لس تجـد في كل موضع
النسيم والخضرَ والطيرْ شـِــمْ واتْنـَزَّه واسمَع
وربما أكثر الزجالون من ذكر الطبيعة والخمر ، لأنهم يفضلون الشراب واللهو في ظل أيكة أو على شاطئ غدير ، وكانوا يرون أعمالهم الماجنة في خلاعة وانحراف وجرأة تخدش الحياء .
3- ولهم أزجال في التصوف ومن أشهر زجالي التصوف أبو الحسن الشنشتري ، وقد نقل فن الزجل من
التعلق بالموضوعات الدنيوية والملذات الجسدية إلى أجواء إلهية حيث التصوف والحب الإلهي .
لله لله هاموا الـرجال في حـب الحبيـب
الله الله معي حــاضر في قلبـي قريــب
قـيـــمـة الــــزجــل :
ويبقى الزجل خير مصور لحياة العامة بجدها و هزلها بأفراحها و أحزانها ، فهو فن شعبي عبر عن فلسفة
الطبقات الشعبية في الحياة و نظرتهم إليها ، ولكنه فن يسف بالذوق ، فالفن العالي هو الذي يرتقي
بالمتلقي .
السلام عليكم حبوبات
هذي محاضرة الزجل للأدب الأندلسي
وكل الي اطلبه منكم دعوة طيبة بالتوفيق في الدنيا والآخرة
.................................................. ....................................
الزجل
نشـــأة الزجل و تـطـوره :
الزجل فن استحدثوه الأندلسيون ، وهو في حقيقته أغنية شعبية تمثل ازدواج اللغة العربية في الأندلس لانقسامها بين لهجة دارجة وأخرى مكتوبة . ونشأ مرتبطا ً بالأغنيات الشعبية الأعجمية الشائعة يومئذ في الأندلس إضافة إلى ارتباط نشوئه بالحاجة إلى الغناء .
ومرَّ بأطوار قبل أن ينتقل من الشعبية الخالصة إلى يد الفرد الزجال الذي يمنحه قوة من شخصيته وتفننه ، لذلك لم نجد نماذج مبكرة من الزجل إلا في منتصف القرن الخامس الهجري عندما نشأت طبقة الزجالين التي خلفها ابن قزمان .
تطور الزجل :
مر الزجل بأربعة أدوار فقد بدأ اغنية شعبية مجهولة المؤلف ، ثم مر بفترة الزجالين الذين جاؤوا قبل ابن قزمان مباشرة . ومنهم أخطل بن نمارة الذي يصفه ابن قزمان بأنه “ نهج الطريق وطرق فأحسن التطريق ، وجاء بالمعنى المضيء والغرض الشريف ومن زجله :
أنا من أهل الباديـة
ومعي دارا ً خاليـة
ملا بدم الداليـة .
وقد انتقد ابن قزمان الزجالين الذين سبقوه لاهتمامهم بالإعراب في الأزجال ، والإعراب يشين الزجل على حد قوله ، مما يعني أن الزجل دخل بعد مرحلة الأغنية الشعبية ، في دور من الفصحى بعض الشيء، وأخذ نظامه يتشبهون بالشعراء ، حتى كاد يقارب الشعر الملحون ، وكادت تضيع الحدود بينهما . وجاء ابن قزمان ليعطي الزجل شكله النهائي ، ثم كان دور مدغلـّـيس الذي يمثل عودة إلى الخلط بين الاتجاهين ، فهناك ( قصائد زجلية ) إلى جوار الأزجال الحرة المطلقة من إسار الشكل الشعري التقليدي ، وعندما أرخ ابن سعيد للزجل فرق بين النوعين ، فسمى النوع الأول شعرا ً ملحونا ً ، وسمى الثاني زجلا ً، ثم ضاعت تلك التفرقة عند ابن خلدون والحلّي .
3- بـــــنــــــاء الــــــــــــــــــزجــل :
” و أول ما نظموا الأزجال جعلوها قصائد مقصدة وأبياتا ً مجردة في أبحر
وعروض العرب ، ، بقافية واحدة كالقريض لا تغايره بغير اللفظ وسموها القصائد
الزجلية ” . وقد جمع الزجل بين القصائد و الموشحات في الشكل و الوزن ، فالقصائد الزجلية التي تعد النواة الأولى للزجل ، تتفق مع القصائد الفصيحة التقليدية في التزام وزن واحد وقافية واحدة والمطلع المصرع ، وليس بينهما من خلاف إلا في اللغة والإعراب . ثم تطور الزجل وجارى في الشكل و الوزن ، الموشحات بالمذهب أو المطلع الذي يتكون في الغالب من قفل ذي أربعة أشطار ( من دون قافية في آخر الأول والثالث )، ومثاله من أزجال ابن قزمان :
يـا جـوهـر الجلال يا فخر الأندلوس
طول ما تكـُن بجاهك ليس تشتكي بوس
ويلي هذا القفل غصن من ستة أشطار :
صار الزمان صديقي أراد أو لـم يــرد
وريـت أنا سروري جديـد وزا جديـد
وكـل ليلـة فرحـة وكـل ليلة عيــد
ثم يجئ قفل من شطرين فقط ، ويتكرر الأقفال التالية جميعها كذلك :
واجـليـت فيـه آمــــالي وبت أنــــا عــروس
وهناك زجل شبيه بالموشح ، إذ التقفية فيه مرعية حسب القانون العام الذي يعتمد عليه الموشح كله في الأشطار جميعها . وقد صرح ابن قزمان أنه نظم زجله على عروض موشح معروف ، واستعار الخرجة منه .
ريت ُوحـد َ النهـار خرج بالكميت وفي قلبِ من أجلُ مما دريتْ
قلت فيه ذا الزجل كما قد رويــت عرض التو شيح الذي سميت
عقــد اللـــه راية النصــر لأميــر العـلا أبو زكري
4
4 – مــوضوعـات الـزجـل :
تناول الزجل في مضامينه الموضوعات التي تناولتها القصيدة العربية ثم الموشح ،كالمدح والغزل و الوصف واللهو و المجون وغيرها من الموضوعات .
1- وقد نشأ الغزل مصاحبا ً اللهو و المجون ، فقد مهد بعض الزجالين لمدحهم بالغزل كما فعل ابن قزمان في مدائحه جريا ً على التقاليد الموروثة في بناء القصيدة العربية ، وبعضهم مزج غزله بوصف الخمر كأبي بكر الحصار حين قال :
الذي يعشق مليح والذي يشرب عتيق
المليح أبيض سميـن والشراب أصفر رقيق
2- أما وصف الطبيعة فلأحمد بن الحاج مدغـّليس قصيدة زجلية فيها أخيلة بارعة ، وتشبيهات رائعة ،واستعارات موفقة وصنعة طيعة ، يقول مدغليس في روضيته :
ثلاث أشياء في البساتين لس تجـد في كل موضع
النسيم والخضرَ والطيرْ شـِــمْ واتْنـَزَّه واسمَع
وربما أكثر الزجالون من ذكر الطبيعة والخمر ، لأنهم يفضلون الشراب واللهو في ظل أيكة أو على شاطئ غدير ، وكانوا يرون أعمالهم الماجنة في خلاعة وانحراف وجرأة تخدش الحياء .
3- ولهم أزجال في التصوف ومن أشهر زجالي التصوف أبو الحسن الشنشتري ، وقد نقل فن الزجل من
التعلق بالموضوعات الدنيوية والملذات الجسدية إلى أجواء إلهية حيث التصوف والحب الإلهي .
لله لله هاموا الـرجال في حـب الحبيـب
الله الله معي حــاضر في قلبـي قريــب
قـيـــمـة الــــزجــل :
ويبقى الزجل خير مصور لحياة العامة بجدها و هزلها بأفراحها و أحزانها ، فهو فن شعبي عبر عن فلسفة
الطبقات الشعبية في الحياة و نظرتهم إليها ، ولكنه فن يسف بالذوق ، فالفن العالي هو الذي يرتقي
بالمتلقي .