تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عااااااااااجل


اجرام
2010- 6- 2, 10:08 PM
المحاظرات للعقيده مارضت تفتح معي ولا حتى المحتوى ولا عندي لها شي واختباري بكره وش الحل ؟

ابوفهد100
2010- 6- 2, 10:38 PM
هلا اجرام حياك اخوي

بدري وين الناس من 3 شهور

مايصير كذا ابد ............ زعلتني والله


تحياتي

ابوفهد100
2010- 6- 2, 10:38 PM
المحاضرة الاولى :العقيده الاسلاميه والمذاهب المعاصرة
مقدمه:
• الحمدُ لله ذي العز المجيد، والبطش الشَّديد، المبدئ المعيد، الفعَّال لما يريد، المنتقم ممن عصاه بالنَّار بعد الإنذار بها والوعيد، المُكَرَّم لمن خافه واتقاه بدار لهم فيها من كُلِّ خير مزيد، فسبحان من قسم خلقه قسمين، وجعلهم فريقين فمنهم شقيٌ وسعيد، من عمل صالحاً فلنفسهِ ومن أَساءَ فعليها وما رَبُّكَ بظلاَّمٍ للعبيد، أحمده وهو أهل للحمد والثناء والتَّمْجيد، وأشكره ونعمه بالشُّكر تدوم وتزيد، وأَشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وحده لا شريك له ولا كُفْوَ ولا عدل ولا ضد ولا نديد، وأَشْهَدُ أنَّ محمداً عبده وَرَسُوْلُهُ الداعي إلى التَّوْحِيْد، السَّاعي بالنصح للقريب والبعيد، المبشِّر للمؤمنين بدارٍ لا ينفد نعيمها ولا يبيد، المحذر لمن خالف أمره مِنْ نَارٍ تلظَّى بدوام الوقيد، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاة لا تزال على كَرِّ الجديدين في تجديد ، وسلَّم تسليماً أَمَّا بعد … :
• فإنَّ اللهَ خلق الخلق ليعرفوه ويعبدوه، ويخافوه ويوحدوه، فمن تَأَمَّلَ الكتاب الكريم، وأدار فكره فيه وجد من ذلك العجب العجاب، وكذلك السُّنَّة الصحيحة التي هي مفسرة ومبينة لمعاني الكتاب، وكذلك سِيَر السَّلَف الصَّالِح أهل العلم والإيمان، من الصًّحَابَة والتَّابِعِيْن لهم بإحسان، من تأملها علم أحوال القوم وما كانوا عليه من الحرص على تَوْحِيْد الله في رُبُوْبِيَّتِهِ وَأُلُوْهِيَّتِهِ والأَسْمَاءِ وَالصِّفَات، وأنَّ ذلك هو الذي رقَّاهم إلى تلك الأحوال الشَّريفَة والمقامات السَّنِيَّات، ومن أراد السَّيْر على منوالهم، والاقتداء بأفعالهم، فلينهج نهجهم في حرصهم على الْعَقِيْدَة، وليعزم على تعلمها عزيمةً أكيدة، فإنَّه ظافرٌ بالسَّعادة، وحائزٌ على العزة والرِّيادة، ومن أجل تحقيق ذلك فهذه ورقات في بيان عَقِيْدَة أهل السُّنَّة وَالْجَمَاعَة، الفرقة النَّاجية المنصورة إلى قيام السَّاعة، جريتُ فيها على الاختصار، سائلاً المولى الرَّحيم الغفَّار، أنْ يُنَجِيْنِي بها من النَّار، ويجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، إنَّه هو البر الرحيم، وصلى اللهُ على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين …
• ومن أجل تحقيق ذلك فهذه ورقات في بيان عَقِيْدَة أهل السُّنَّة وَالْجَمَاعَة، الفرقة النَّاجية المنصورة إلى قيام السَّاعة ، جريتُ فيها على الاختصار، سائلاً المولى الرَّحيم الغفَّار، أنْ يُنَجِيْنِي بها من النَّار، ويجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، إنَّه هو البر الرحيم، وصلى اللهُ على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين …
مبادئ علم العقيدة
• مبادئ علم الْعَقِيْدَة:
• إنَّ لكل علمٍ مبادئ ، نَظَمَهَا بعضُهُم في هذه الأبيات:
• إنَّ مبادي كُلَّ فـنٍ عـشـرة الحَـدُّ والموضوعُ ثُمَّ الثَّمَرة
• وفـضلُه ونسبةٌ والـواضعُ والاسْمُ الاستمدادُ حكمُ الشَّارع
• مسائلٌ والبعضُ بالبعضِ اكتفى ومَنْ دَرَى الجميعَ حَازَ الشَّرَفَا
تعريف العقيدة في اللغة
• الْعَقِيْدَة لغةً: فعيلة بمعنى مفعولة؛ كقتيلة بمعنى مقتولة.
• وعقد واعتقد بمعنى اشتد، وصلب، واستحكم، وَمَدَارُ الكلمة على الُّلزوم، والتَّأكُد ، والاستيثاق.
• ويطلق على العهد وتأكيد اليمين (عَقْدٌ).

ابوفهد100
2010- 6- 2, 10:39 PM
• وما عقد الإنسان عليه قلبه فهو (عَقِيْدَةٌ).
• وأصلها من العقد: وهو بمعنى الربط والشد بقوةٍ وإحكام، ومنه الإِبرام، والتَّماسك، والمُراصَّة، والتَّوثيق، والتَّأكيد، والجزم، كلها تُسَمَّى عَقْدَاً، ثُمَّ اسْتُعْمِلَتْ في التَّصميم والاعتقاد الجازم.
تعريف العقيدة إصطلاحاً
• التَعْرِيْفُ الاصطلاحي للعَقِيْدَة له مفهومان: عام، وخاص، فالمفهوم العام: هو معنى الْعَقِيْدَة بقطع النَّظر عن كونها صحيحة أو فاسدة، أمَّا بالمفهوم الخاص: فهو تَعْرِيْفُ الْعَقِيْدَة الصحيحة.
• الْعَقِيْدَة بالمفهوم العام: هي الإيمان الجازم، والحكم القاطع، الذي لا يتطرَّق إليه شَكٌ لدى المُعْتَقِد.
• الْعَقِيْدَة بالمفهوم الخاص (وهي الْعَقِيْدَة الإِسْلامية): هي الإيمان الجازم بالله I، وما يجب له في رُبُوْبِيَّتِهِ، وَأُلُوْهِيَّتِهِ، وأسمائه وصفاته، والإيمان الجازم بقضايا الغيب ومنها: الملائكة، والْكُتُبُ، والرُّسُل، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وبكل ما جاءت به النَّصوص من قضايا الاعتقاد، وما أَجْمَعَ عليه السَّلَفُ، والتَّسْلِيم لله في الحكم والأمر والشَّرْعِ، ولرسوله r بالطاعة والتَّحكيم والاتِّبَاع.
تعريف التوحيد
• التَّوْحِيْدُ لغةً: مشتق من وَحَّدَ الشيء إذا جعله واحداً، فهو مصدر وَحَّدَ يُوَحِّدُ، أي جعل الشيء وَاحِدَاً.
• لا يتحقق التَّوْحِيْد إِلاَّ بنفي وإثبات، نفي الحكم عما سوى الموَحَّد، وإثباته له وحده؛ فمثلاً نقول إنَّه لا يتم التَّوْحِيْد حتى يشهد أنْ لا إله إِلاَّ اللهُ، فينفي الأُلُوْهِيَّة عمَّا سوى الله عز وجل، ويثبتها لله وحده، وذلك أنَّ النفي المحض تعطيلٌ محض، والإثبات المحض لا يمنع مشاركة الغير في الحكم.
• فلو قلتِ مثلاً: فلانة قائمة، فهنا أثبتِ له القيام، لكنَّكِ لم توحديه به؛ لأنَّه من الجائز أنْ يشاركها غيرها في هذا القيام، ولو قلت لا قائمة، فقد نفيتِ نفياً محضاً ولم تثبتِ القيام لأحد، فإذا قلتِ لا قائم إِلاَّ هند، فحينئذٍ تكون وحدتِ هنداً بالقيام حَيْثُ نفيتِ القيام عمَّن سواها وهذا هو تحقيق التَّوْحِيْد.
• واصطلاحاً: إفراد الله I بما يختص به من الرُّبُوْبِيَّة، والأُلُوْهِيَّة، والأَسْمَاء وَالصِّفَات.
موضوع الْعَقِيْدَة
• إنَّ موضوع الْعَقِيْدَة من حَيْثُ كونها علماً هو معرفة الله بإثبات ما لله من صفات كماله، ونعوت جلاله، وتنـزيهه عن كُلِّ نقصٍ وعيب، وتنـزيهه عن مشابهة المخلوقات، وتقرير التَّوْحِيْد والإيمان، والغيبيات، والنبوات، والقدر، وسائر أصول الاعتقاد، بأدلتها من الكتاب والسُّنَّة وإجماع السَّلَف، ودفع ما يعارض هذه الأصول، والرد على المبتدعة المعارضين، وذم الغافلين المعرضين، ومدح أهل السُّنَّة القائمين بهذه الْعَقِيْدَة علماً وعملاً وحالاً ودعوةً، وبيان ما لهم عند ربهم من الكرامة. وهذه الموضوعات الجليلة هي أصل العلوم كلها. .
ثمرة العقيدة
• إنَّ ثمرة علم الْعَقِيْدَة هي أغلى ثمرة يبحث عنها الإنسان؛ ألا وهي الفوز بسعادة الدارين.
• فالبشر كلهم عبيدٌ الله، ووظيفةُ الأمة وقيمتها أنْ تقوم بالعبادة، فالتي لا تقوم بالعبادة، ولا تؤدي وظيفتها فقد ثارتْ على فطرتها، وفقدتْ قيمتَها، وقوام العبودية تصحيح الْعَقِيْدَة والإيمان، فمن تطرَّق إلى عقيدتها خلل، أو تعرض إيمانها لفساد لم تقبل منها عبادة، ولم يصحَّ لها عملٌ، وَمَنْ صَحَّتْ عقيدتها، واستقام إيمانها كان القليل من عملها كثيراً، ومن هنا وجب على كُلِّ مسلمة أنْ لا تدخر وسعاً في تصحيح إيمانها، وأنْ يكون الحصول عليه والاستيثاق منه غاية أملها، ونهاية سؤلها لا تعدل به شيئاً، ولا تتأخر فيه دقيقة.
فضل علم الْعَقِيْدَة
• إنَّ علم الْعَقِيْدَة أشرف العلوم، وأفضلها، وأفرضها، وأنفعها، وأجلها؛ لأَنَّ شرف العلم بشرف المعلوم، والمعلوم في هذا العلم هو اللهُ تبارك وتَعَاْلَى.
• نسبة علم الْعَقِيْدَة إلى بقية العلوم
• أمَّا عن نسبة علم الْعَقِيْدَة إلى بقية العلوم فهو أصل العلوم؛ إذ العلوم كلها مبنيَّة على الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وهذه هي أصول الإيمان وأركانه، وغير ذلك من الأسس - التي لابد منها في سائر العلوم - هي موضوعات يتناولها علم الْعَقِيْدَة.
واضع علم الْعَقِيْدَة
• إنَّ واضع علم الْعَقِيْدَة هو الله تبارك وتَعَاْلَى بواسطة رسله عليهم الصلاة والسلام، وهذا مما يدل على عظيم منزلة هذا العلم، وعلو قدره.

ابوفهد100
2010- 6- 2, 10:40 PM
• أسماء علم الْعَقِيْدَة
• يُعرف هذا العلم عند أهل السُّنَّة بعدة أسماء، تصدق عليه وهي كالتَّالي:
• 1-الْعَقِيْدَة: (والاعتقاد والعقائد): فيقال عَقِيْدَةُ السَّلَف، وعَقِيْدَةُ أهل السُّنَّة، وعَقِيْدَةُ أهل الأَثَر ونحوه، ومن ذلك:
• شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة وَالْجَمَاعَة للإمام اللالكائي.
• 2-التَّوْحِيْد: وهو وإنْ كان موضوعاً من موضوعات الْعَقِيْدَة، لكنْ لأنَّه من أشرف موضوعات الْعَقِيْدَة وأهمها أُطلق على الْعَقِيْدَة؛ لأَنَّ إطلاق الجزء على الكل دليل على أهميته، ومن ذلك:
• كتاب التَّوْحِيْد وإثبات صفات الرب، لابن خزيمة.
• كتاب التَّوْحِيْد، لابن مندة.
• كتاب التَّوْحِيْد، لشيخ الإِسْلام محمد بن عبد الوهاب.
• - السُنَّة: وأطلق السَّلَفُ اسْمَ السُّنَّة على الْعَقِيْدَة؛ لأَنَّ السُّنَّة تشمل كُلَّ ما أُثِرَ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في أمور الاعتقاد أولاً، والعلم ثانياً، والعمل ثالثاً؛ ولأنَّ السُّنَّة في اللغة الطريقة، فأُطلق على عَقِيْدَة السَّلَف السُّنَّة لاتباعهم طريقة الرَّسُوْلِ صلى الله عليه وسلم وأصحابه في ذلك، وهذا الإطلاق هو أشهر إطلاقات الْعَقِيْدَة في القرون الثَّلاثة المفضَّلة، ومن ذلك:
• أ- السُّنَّة، للإمام أحمد.
• ب- السُّنَّة، للإمام عبد الله بن الإمام أحمد.
• ج السُّنَّة، لأبي بكر الخلال.
• 4-أصول الدِّيْنِ (أصول الديانة): والأصول هي أَرْكَانُ الإيمان، وأَرْكَانُ الإِسْلام، والمسائل القطعيَّة، وما أجمع عليه المسلمون، ومن ذلك:
• الإبانة عن أصول الديانة، لابن بطة.
• الإبانة عن أصول الديانة، لأبي الحسن الأشعري.
• 4-أصول الدِّيْنِ (أصول الديانة): والأصول هي أَرْكَانُ الإيمان، وأَرْكَانُ الإِسْلام، والمسائل القطعيَّة، وما أجمع عليه المسلمون، ومن ذلك:
• الإبانة عن أصول الديانة، لابن بطة.
• الإبانة عن أصول الديانة، لأبي الحسن الأشعري.
5- الفقه الأكبر: وهو يرادف أصول الدِّيْنِ، مقابل الفقه الأصغر وهو الاجتهادية، ومن ذلك:
أ‌- الفقه الأحكام الأكبر المنسوب لأبي حنيفة.
6-الشَّريعة: أي ما شرعه الله وَرَسُوْلُهُ من سنن الهدى، وأعظمها أصول الدِّيْنِ، ومنه قوله تَعَاْلَى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْك}، ومن ذلك:
الشَّريعة، للإمام الآجري.
اصطلاحات تطلقها الفرق الضالة على علم العقيدة
وهناك اصطلاحاتٌ أخرى تُطْلِقُهَا الفِرَقُ الضَّالَة على هذا العلم، ومن أشهر تلك المصطلحات ما يلي:
1-عِلْمُ الكلاَمِ: وهذا الإطلاق يعرف عند سائر الفِرَقِ المُتَكَلِّمَة؛ كالمعتزلة والأشاعرة، وهو لا يجوز؛ لأَنَّ علم الكلام مُبْتَدَعٌ، ويقوم على التَّقَوُّل على اللهِ بغير علم، ويخالف منهج السَّلَف في تقرير العقائد.
2-الفَلْسَفَة: عند الفَلاَسِفَةِ ومن سلك سَبِيْلَهم، وهو إطلاق لا يجوز في الْعَقِيْدَة؛ لأَنَّ الفلسفة مبناها على الأوهام، والعقليات الخياليَّة، والتَّصًورات الخُرَافِيَّة عن أمور الغيب المَحْجُوْبَة.
3-التَّصَوُّف: عند المُتَصَوِّفَة والفَلاَسِفَةِ والمُسْتَشْرِقِيْنَ ومن نحا نحوهم، وهو إطلاق مُبْتَدَعٌ؛ لأنَّه ينبني على اعتبار شَطَحَات المُتَصَوِّفَة ومزاعمهم وخرافاتهم في الْعَقِيْدَة.
4-الإلِهِيَّات: عند أهل الكلام، والفَلاَسِفَةِ والمُسْتَشْرِقِيْنَ وأتباعهم، وهو خطأ؛ لأَنَّ المقصود به عندهم فلسفات الفلاسفة، وكلام المتكلمين والملاحدة فيما يتعلق بالله تَعَاْلَى.
استمداد علم العقيدة
لها مصدران أساسيان هما:
كتاب الله تَعَاْلَى (الْقُرْآن الْكَرِيْم).
السُّنَّة الثَّابِتَة الصَّحِيْحَةُ. فالرَّسُوْلُ r، لا ينطق عن الهوى إنْ هو إِلاَّ وحيٌ يوحى.
وإجماع السَّلَف الصَّالِحِ مصدرٌ مبناه على الكِتَابِ والسُّنَّة.
أمَّا العقل السَّلِيْم، والفطرة المستقيمة فيوافقان الأدلة المذكورة، ويدركان ضرورة النُّبُوَات، وإرسال الرُّسُل، وضرورة البعث والجزاء على الأعمال على الإجمال لا على التَّفْصِيْل.
أمَّا أمور الغيب فلا سَبِيْلَ لإدراك شيءٍ منها على التَّفْصِيْل إِلاَّ عن طريق الكِتَابِ والسُّنَّة.
حكم تعلم العقيدة
يجب تعلم الْعَقِيْدَة وجوباً عينياً؛ أي أنَّه يجب على كُلِّ مسلمة تعلم الْعَقِيْدَة من حَيْثُ الإجمال، أمَّا مسائلُهُ الدَّقِيْقَةُ، والرَّدُ عل أهل الْبِدَع، فهذا واجبٌ كفائي، إذا قام به البعضُ سقط الإثمُ عن الباقين، وسيأتي مزيد بيان في الكلام عن وجوب التَّمَسُّك بعَقِيْدَة أهل السُّنَّة وَالْجَمَاعَة.
مسائل علم العقيدة
مسائل الْعَقِيْدَة: هي القضايا المبحوث عنها فيه، وهي أصول الإيمان السِّتَة، وأسماء الله وصفاته، وعدالة الصًّحَابَة، ونحوها من مسائل الْعَقِيْدَة، وأحياناً تُذْكرُ بعضُ المسائل الفقهية؛ لاتِّفَاقِ أهل السُّنَّة عليها ومخالفة أَهْلِ الْبِدَع لهم في ذلك؛ كالمسح على الخُفَّيْن.

ابوفهد100
2010- 6- 2, 10:40 PM
المحاضرة الثانية : أهمية الدراسة علم العقيدة ومصادرها
أهمية دراسة العقيدة
إن أهمية دراسة العقيدة السلفيَّة تنبع من أهمية العقيدة نفسها، وضرورة العمل الجاد الدّؤوب لإعادة الناس إليها، وذلك لأمور:
أولاً: لقد كانت عناية القرآن بتوحيد الله عظيمة فهو القضية الكبرى، ومهمة الرسل الأولى:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِين} [سورة النحل:36] {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُون}. [سورة الزخرف:45]
فالقرآن كله حديثٌ عن التوحيد، وبيان حقيقته والدعوة إليه، وتعليق النجاة والسعادة في الدارين عليه. حديثٌ عن جزاء أهل التوحيد وكرامتهم على ربِّهم، كما أنه حديثٌ عن ضدِّه من الشرك بالله وبيان حال أهله وسوء منقلبهم في الدنيا، وعذاب الهون في الأخرى {حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيق}. [سورة الحج:31] {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا}. [سورة النساء:48] والأوامر والنواهي ولزوم الطاعات وترك المحرمات هي حقوق التوحيد ومكملاته.
إنَّ بعثة رسول الله rورسالته وسيرته من أولها إلى آخرها، مكيِّها ومدنيِّها، حضرها وسفرها، سِلمها وحربها كلها في التوحيد منذ أن أُمر بالإنذار المطلق في سورة المدثر{وَالرُّجْزَ فَاهْجُر} [سورة المدثر:5]
إلى الأمر بإنذار العشيرة {فَلاَ تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِين} [سورة الشعراء:213-214]
إلى الأمر بالصدع بالدعوة {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِين}. ثم من بعده الأمر بالهجرة {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا}. [سورة التوبة:40]
والإذن بالقتال والجهاد {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز}. [سورة الحج:40]
إلى فتح مكة حين كسرت الأصنام{وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}. [سورة الإسراء:81]
إلى الإعلام بدنو الموت {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [سورة النصر:3] وقال بأبي هو أميr وهو في مرض موته: ((لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ)).
لم تخلُ فترةٌ من هذه الفترات البتة من إعلان التوحيد وشواهده ومحاربة الشرك وظواهره، ويكاد ينحصر عرضُ البعثة كلِّها في ذلك، فما ترك r تقريرَ التوحيد وهو وحيدٌ، ولا ذهل عنه وهو محصورٌ في الشعب، ولا انصرف عنه وهو في مسالك الهجرة والعدو مشتد في طلبه، ولا قطع الحديث عنه وأمره ظاهر في المدينة بين أنصاره وأعوانه، ولا أغلق باب الخوض فيه بعد فتح مكة الفتح المبين، ولا اكتفى بطلب البيعة على القتال عن تكرار عرض البيعة على التوحيد ونبذ الشرك، فهذه سيرته المدونة وأحاديثه الصحيحة، والقرآن من وراء ذلك كله.
من أجل هذا كان التوحيد أولاً ولا بد أن يكون أولاً في كل عصر وفي كل مصر، أما أركان الإسلام الخمسة الكبرى ومعالمه العظمى فشرعت لتعلن التوحيد وتجسده وتقرره وتؤكده تذكيراً وتطبيقاً، وإقراراً وعملاً.
فالشهادتان إثبات للوحدانية، نفيٌ للتعدد وحصرٌ للتشريع والمتابعة في شخص المرسَل المبلِّغ محمد r.
والصلاة مفتتحةٌ بالتكبير المنبئ عن طرح كل من سوى الله عز شأنه واستصغار كل من دون الله عز وجل. ناهيك بقرآن الصلاة وأذكارها في منازل {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِين}. [سورة الفاتحة:5]
أمَّا الزكاة فهي قرينة الصلاة في التعبد والاعتراف للرب الجليل وإخراجها خالصة لله طيبة بها النفس براءةً من عبادة الدرهم والدينار{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِين}. [سورة فصلت:6-7]
أمَّا الصيام الحق فهو الذي يدعُ الصائمُ فيه طعامه وشرابه وشهوته من أجل ربه ومولاه.
أمَّا الحج فشعار الأمة كلها في بطاح مكة فهو التلبية بالتوحيد ونفي الشرك.
ثانياً: ما كانت هذه الأدلة المتكاثرة، والحجج المتضافرة، والبراهين المتوافرة في شأن التوحيد، إلا لعظم الأمر، وخطر شأن القضية، وشدة الخوف على الناس من الانحراف والقلوب من الزيغ.
ولماذا لا يُخاف عليهم والشياطين ما فتئت تترصد لبني آدم تجتالهم وتُغويهم؟ وفي الحديث القدسي: قال r: ((إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا، وَإِنَّهُ قَالَ: كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عِبَادِي فَهُوَ لَهُمْ حَلالٌ، وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ فَأَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا)).
كيف لا يكون الخوف والرسول r خاطب أصحابه الصفوة المختارة من الأمة: ((إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الأَصْغَرُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الشِّرْكُ الأَصْغَرُ؟ قَالَ: الرِّيَاءُ، يُقَالُ لِمَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ إِذَا جَاءَ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمْ: اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ فَاطْلُبُوا ذَلِكَ عِنْدَهُمْ)).
ولماذا لا يُخاف الخلل في التوحيد والنقص في صدق التعبد والتعلق؟ لماذا لا يُحذر من الشرك وأنواعه وأسبابه والله يقول في محكم تنـزيله: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُون}. [سورة يوسف:106]
ثالثاً: التوحيد هو أول الدين وآخره، وظاهره وباطنه، وقطب رحاه، وذروة سنامه، قامت عليه الأدلة، ونادت عليه الشواهد، وأوضحته الآيات، وأثبتته البراهين، نصبت عليه القبلة، وأُسست عليه الملة، ووجبت به الذمة، وعُصمت به الأنفس، وانفصلت به دار الكفر عن دار الإسلام، وانقسم به الناس إلى سعيدٍ وشقيٍّ ومهتدٍ وغوي، وجاءت نصوص القرآن والسنة آمرةٌ بأخذ الدين وتعلمه، وتعلم الدين أول ما يتناول مسائل العقيدة، ولهذا سماه أهل العلم الفقه الأكبر، وقال النبيr : ((مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ)) وأول ما يدخل في ذلك واولاه علم التوحيد والعقيدة.
رابعاً: إنها أصل في أعمال الجوارح, بمعنى أنَّ صلاح العقيدة يورث صلاح العمل والعكس بالعكس, وقد ضرب الله مثلا لذلك بأهل الكتاب حين قال: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُون}. [سورة آل عمران:23-24]
وما لم يتحقق التوحيد وإخلاص العبادة وتمام الخضوع والانقياد والتسليم فلا تقبل صلاة ولا زكاة ولا يصح صوم ولا حج، ولا يزكوا أي عمل يتقرب به إلى الله {وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [(88) سورة الأنعام]
إذا لم يتحقق التوحيد ويصدق الإخلاص فلا تنفع شفاعة الشافعين، ولا دعاء الصالحين حتى ولو كان الداعي سيد الأنبياء والمرسلين محمدr اقرءوا إن شئتم {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ} [(80) سورة التوبة]

ابوفهد100
2010- 6- 2, 10:41 PM
خامساً: أنَّ العقيدة السلفية تجعل المسلم يعظِّم نصوص الكتاب والسنة، وتعْصِمُه من ردِّ معانيها، أو التّلاعب في تفسيرها بما يوافق الهوى.
سادساًً: أنها تربط المسلم بالسَّلف من الصحابة ومَن تبعهم، فتزيده عزَّة وإيمانًا وافتخارًا، فهم سادةُ الأولياء، وأئمَّة الأتقياء، والأمر كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: ((إنَّ الله نظرَ في قلوب العباد، فوجَد قلبَ محمّدٍ e خيرَ قلوب العباد، فاصطفاهُ لنفسه، فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد e، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيِّه، يقاتِلون على دينه، فما رَأى المسلمون حسنًا فهو عند الله حسنٌ، وما رأوْهُ سيِّئًا فهو عند الله سيئ)).
سابعاً: بالعقيدة الإسلامية تتوحَّد صفوف المسلمين:
لا يوحد صفوف المسلمين والدُّعاة إلا الاجتماع على عقيدة السلف الصالح، فعليها تجتمع كلمتهم، وبدونها تتفكَّك؛ ذلك أنها عقيدة الكتاب والسنة والجيل الأول من الصحابة، وكل تجمُّع على غيرها مصيره الفشل والتفكُّك.
ثامناً: ليس للقلوب سرور وليس للصدور انشراح إلا بالتوحيد:
إنَّ انشراح الصدور لا يكون إلا بالتوحيد والعقيدة الصحيحة، ففيه يكون الولاء والبراء، والحب والبغض، والمودة والعداء. يضعف كل رباط إلا رباط العقيدة، وتضمحل كل وشيجة إلا وشائج الحب في الله. رابطة الإيمان يتهاوى دونها كل صلة بعرق أو تراب أو لون. للإيمان طعم يفوق كل الطعوم، وله مذاق يعلو على كل مذاق، ونشوة دونها كل نشوة. حلاوة الإيمان حلاوة داخلية في نفس رضية وسكينة قلبية تسري سريان الماء في العود، وتجري جريان الدماء في العروق. لا أرقَ ولا قلق، ولا ضيق ولا تضييق، بل سعة ورحمة، ورضاً ونعمة {ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيمًا} [(70) سورة النساء].
تاسعاً: الْعَقِيْدَة الصحيحة ضرورية للإنسان:
إنَّ الْعَقِيْدَةَ الصَّحِيْحَةَ ضرورية للإنسان ضرورة الماء والهواء، بل أَشَدُّ من ذلك، وبدونها يُصْبِحُ الإنسان ميتاً، وإنْ كان يتحرَّك بين ظهراني النَّاس.
عاشراً: هي أساس بناء المجتمع الإنساني:
فإنْ كانت عَقِيْدَة المجتمع سليمة انضبط ذلك المجتمع وترابط وارتقى إلى ذروة الكمال الإنساني، وإنْ كانت عقيدته منحرفةً تَفَكَّكَ وَتَشَتَّتَ ذلك المجتمع، وهبط إلى الحَضِيْضِ الدَّانِي، وقد دَلَّت التَّجاربُ على أَنَّ صلاح سلوك الفرد يتناسب مع صلاح عقيدته، وفساد سلوك الفرد يتناسب مع مدى فساد عقيدته.

ابوفهد100
2010- 6- 2, 10:41 PM
المحاضرة الثالثة :خصائص العقيدة الإسلامية
1- سلامة المصدر
وذلك باعتمادها على الكِتَابِ والسُّنَّة وإجماع السَّلَف وأقوالهم فَحَسْب:
وهذه الخاصيَّة لا تُوْجَد في مذاهب أهل الكلام، والمبتدعة، والصُّوفيَّة، الَّذِيْنَ يعتمدون على العقل والنَّظر، أو على الكَشْفِ والحَدْسِ والإِلْهَام والوَجْد، وغير ذلك من المصادر البَشَريَّة النَّاقِصَة التي يحكَّمونها أو يعتمدونها في أمور الغيب، والعَقِيْدَة كُلُّها غَيْبٌ.
أمَّا أهل السُّنَّة فهم بحمد الله معتصمون بكِتَابِ اللهِ تعالى، وسُنَّةُ رَسُوْلِهِ e، وإجماع السَّلَف الصَّالِحِ وأقوالهم، وأَيُّ مُعْتَقَد يُسْتَمَد من غير هذه المصادر إنَّما هو ضلالٌ وَبِدْعَةٌ.
فالَّذِيْنَ يزعمون أنَّهم يَسْتَمِدُّوْنَ شيئاً من الدِّيْنِ عن طريق العقل والنَّظر، أو علم الكلام والفلسفة، أو الإِلْهَام والكَشْفِ والوَجْد، أو الرؤى والأحلام، أو عن طريق أشخاص - غير الأنبياء - يزعمون لهم العِصْمَة أو الإحاطة بعلم الغيب، من أَئِمَّةٍ، أو رؤساء، أو أولياء، أو أَقْطَاب أو نحوهم، أو يزعمون أنَّهم يسعهم العمل بأنظمة البشر، من زعم ذلك فقد أعظم على اللهِ الفِرْيَة، ونقول لمن زعم ذلك كما قَالَ اللهُ تَعَاْلَى: {قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}. وأنَّى له أنْ يأتي إِلاَّ بِشُبَهِ الشَّيطان. وهذه الخَصِيْصَةُ وهي الاعتماد على الكِتَابِ والسُّنَّة، ومنهج السَّلَف الصَّالِحِ سِمَةٌ من سمات أهل السُّنَّة لا تتخلَّف في كُلِّ مكانٍ وزمان، والحمد لله الكريم المنان.
2- أنَّها تقوم على التسليم لله تَعَاْلَى، ولرسوله e
وذلك لأَنَّ الْعَقِيْدَة غيب، والغيب يقوم ويَعْتَمِد على التَّسليم والتَّصديق المطلق للهِ تَعَاْلَى، ولِرَسُوْلِهِ e، فَالتَّسْلِيْمُ للغيب من صفات المؤمنين التي مدحهم اللهُ بها، قَالَ تَعَاْلَى: {الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}. [سورة البقرة:1-3]. والغيب لا تدركه العقول ولا تُحِيْطُ به، ومن هنا فأهلُ السُّنَّة يَقِفُوْنَ في أمر الْعَقِيْدَة على ما جاء عن الله وعن رسوله e، بخلاف أهل الْبِدَع فهم يخوضون في ذلك رجماً بالغيب، فلا هم أراحوا عقولهم بالتَّسليم، ولا عقائدهم وذممهم بالاتِّبَاع، ولا تركوا عامَّة أتباعهم على الفطرة التي فطرهم الله عليها.
3- موافقتها للفطرة القويمة، والعقل السليم
لأَنَّ عَقِيْدَة أهل السُّنَّة وَالْجَمَاعَة تقوم على الاتِّبَاع والاقتداء والاهتداء بهدي الله تَعَاْلَى، وهدي رسوله e، وما عليه سَلَف الأُمَّة فهي تَسْتَقِي من مَشْرَب الفطرة، والعقل السَّليم، والهدي القَوِيم، وما أعذبه من مشرب. بل هي عَقِيْدَةٌ تشبع الجَوْعَةَ التي لا تشبعها النُّظُم الفلسفيَّة، ولا المذاهب الوثنية، ولا السلطان السياسي، ولا الثراء المالي: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}. أمَّا المعتقدات الأخرى فما هي إِلاَّ أوهامٌ، وتخرُّصَات، تُعْمِي الفطرة، وتُحيِّر العقول.
4- اتصال سندها بالرَّسُوْلِ e، والصًّحَابَة والتَّابِعِيْن وأئمة الهدى قولاً وعملاً واعتقاداً
فلا يوجد - بحمد الله - أصلٌ من أصول عَقِيْدَة أهل السُّنَّة وَالْجَمَاعَة ليس له سند متصل بالرسول e، وقدوة من الصًّحَابَة والتَّابِعِيْن، وأئمة الدين إلى اليوم، بخلاف عقائد المبتدعة التي خالفوا فيها السَّلَف، فهي مُحْدَثَة ولا سند لها من كتابٍ أو سنةٍ أو أثرٍ عن الصًّحَابَة والتَّابِعِيْن، وما لم يكنْ كذلك فهو بِدْعَة، وكل بِدْعَة ضلالة.
5- الوضوح والبيان
تمتاز عَقِيْدَة أهل السُّنَّة وَالْجَمَاعَة بالوضوح والبيان ، وَخُلوها من الغموض والخفاء ، ونقائها من الفلسفة والتَّعقيد في ألفاظها ومعانيها ؛ لأنَّها مستمدة من كتاب الله المبين ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومن كلام رسوله الأمين عليه أزكى صلاة وأتم تسليم الذي لا ينطق عن الهوى إنْ هو إِلاَّ وحيٌ يوحى، وتنجي المتمسِّك بها من هَلَكةِ الخوض في ذات الله، وردِّ نصوص كتاب الله وسنَّة نبيِّه e.
ومن ثَمَّ تكسب صاحبها الرِّضا والاطمئنان لقدر الله، وتقدير عِظَمِ الله، ولا تكلِّف العقل التَّفكير فيما لا طاقة له به من الغيبيَّات؛ فالعقيدة السلفيَّة سهلةٌ ميسَّرة، بعيدة عن التّعقيد والتّعجيز. بينما المعتقدات الأخرى هي من تخليط البشر أو تأويلهم وتحريفهم ، وشتَّان بين المشربين ، لا سِيَّمَا والعَقِيْدَة تُوْقِيفيَّة غيبية لا مجال للاجتهاد فيها كما هو معلوم .
6- سلامتها من الاضطراب والتناقض
فإنَّ الْعَقِيْدَة الإِسْلامية الصَّافية لا اضطراب فيها ولا تناقض ولا التباس، وذلك لاعتمادها على الوحي، وقوة صلة أتباعها بالله، وتحقيق العبودية له وحده لا شريك له، والتَّوكل عليه وحده، وقوَّةُ يقينهم بما معهم من الحق، وسلامتهم من الحَيْرَةِ في الدِّيْن، ومن القلق والشَّك والشُّبهات، بخلاف أهل الْبِدَع فلا تخلو أهدافهم من علةٍ من هذه العلل.
أصدق دليلٍ على ذلك ما حصل لكثيرٍ من أَئِمَّةِ علم الكلام والفلسفة والتَّصوُّف من اضطراب وتَقَلُّب ونَدَم بسبب ما حصل منهم من مجانبة عَقِيْدَة السَّلَف، خَاصَّةً عند التَّقَدُمِ في السِّنِ، أو عند الموت؛ كما حصل للإمام أبي الحسن الأشعري، حَيْثُ رجع إلى عَقِيْدَة أهل السُّنَّة وَالْجَمَاعَة بعد الاعتزال، وكذا الباقلاني، وأبو محمد الجويني، والشهرستاني، والرازي، وغيرهم كثير.
7- أنَّها سبب الظهور والنصر والفلاح في الدارين
من أبرز خصائص الْعَقِيْدَة الإِسْلامية أنَّها من أسباب النجاح، والنَّصر والتَّمَكُن لمن قام بها ودعا إليها بصدقٍ وعزمٍ وصبر، فالطَّائِفَةُ التي تتمسَّك بهذه الْعَقِيْدَة السَّلَفِيَّة، هي الطَّائِفَةُ الظَّاهرة والمنصورة التي لا يضرهم من خذلهم ولا من عاداهم إلى يوم القيامة؛ كما أخبرنا بذلك الرَّسُوْلُ e : ((لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِيْنَ عَلَى الْحَقِّ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُم حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ)).
8- عَقِيْدَة الجماعة والاجتماع
ذلك أنَّها الطَّريقة المثلى لجمع شمل المسلمين على الحق، ووحدة صفوفهم، وإصلاح ما فسد من شؤون دينهم ودنياهم؛ لأنَّها تردُّهم إلى الكتاب والسُّنَّة وسَبِيْلُ المؤمنين، وهذه الخاصيَّة لا يمكن أنْ تتحقَّق على يد فرقةٍ أو أنظمةٍ لا تقوم على هذه الْعَقِيْدَة أبداً، والتأريخ شاهدٌ على ذلك فالدُّول التي قامت على السُّنَّة هي التي جمعتْ شمل المسلمين وقام بها الجهاد والأمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكر، وَعَزَّ بها الإِسْلام قديماً وحديثاً.
9- البقاء والثبات والاستقرار
من أهم خصائص عَقِيْدَة أهل السُّنَّة: البقاء والثَّبات والاستقرار والاتِّفَاق، فعقيدتهم في أصول الدين ثابتة طيلة هذه القرون، وإلى أنْ تقوم السَّاعة، بمعنى أنَّها مُتَّفِقَة ومستقرة ومحفوظة، في ألفاظها ومعانيها، تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل، لم يتطرَّق إليها التَّحريف ولا التَّبديل، ولا التَّلفيق ولا الالتباس، ولا الزِّيادة ولا النَّقْص.
وذلك لأنَّها مُسْتَمَدَةٌ من كتاب الله الَّذِي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومن سُنَّةِ رَسُوْلِ اللهِ e، وقد تلقاه الصًّحَابَة ثُمَّ التَّابِعُوْن، وأَئِمَّةُ الهدى المتمسِّكون بهديه e إلى اليوم تلقيناً وكتابةً.
بخلاف فرق الضلال، فهم مضطربون في كُلِّ ما خالفوا فيه السَّلَف مما أَوَّلُوه أو ابتدعوه، ويكثر في عقائدهم التَّلفيق والالتباس والاضطراب، والتَّوقف فيما جاء عن الله وعن رسوله e، وابتداع الألفاظ والمعاني التي لم ترد عن الله ولا عن رسوله e.
10- وسطية أهل السنة والجماعة
الوسطية تعني الاعتدال والتوازن بين أمرين أو طرفين فيهما إفراطٌ وتفريط، وهذه الوَسَطِيَّة هي العدل والطَّريق الذي تجتمع فيه الفضيلة، فأهلُ السُّنَّة وَسَطٌ بين الفرق الأخرى في جميع جوانب الدين، فهم وَسَطٌ في أسماء الله تَعَاْلَى وصفاته، وَسَطٌ في الوعد والوعيد، وَسَطٌ في مواقف الصًّحَابَة، وهكذا في سائر أبواب الاعتقاد؛ لأَنَّ عَقِيْدَة السَّلَف مُسْتَمَدَةٌ من الكتاب، والسُّنَّة، وما كان كذلك فهو خيارٌ وسط في كل شيئ
11- إنًّها تعصم الدم والمال، وتصحح جميع الأعمال
أمَّا الْعَقِيْدَة الفاسدة فإنَّها تهدر الدم والمال، وتُحْبِطُ جميع الأعمال، وقد دَلَّ على ذلك الكِتَابُ والسُّنَّة الصَّحِيْحَةُ ومن ذلك ما يلي:
قوله تَعَاْلَى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
قوله تَعَاْلَى: {وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَـانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَـسِرِينَ}.
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ e : ((لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّي رَسُوْلً اللهِ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَث: الثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ باِلَّنْفسِ، وَالتَّارِكُ لِدِيْنِهِ المُفَارِقُ للِّجَمَاعَةِ)).
12- أنَّها تجيب على جميع التساؤلات التي تشغل الفكر الإنساني
مثل مِنْ أين جئنا؟ ومِنْ أين جاء هذا الكون؟ ومِنْ الموجد له؟ وما هي أسماؤه وصفاته؟ ولماذا أوجدنا؟ وما دورنا في هذه الحياة؟ وما علاقتنا بالخالق؟ وهل هناك عوالم غير منظورة؟ وهل بعد هذه الحياة حياةٌ نَصِيْرُ إليها؟ وكيف تكون تلك الحياة؟ كُلُّ هذه الأسئلة لا تُوْجَد عَقِيْدَةٌ لديها إجابةٌ صادقةٌ كافيةٌ شافيةٌ عليها إِلاَّ في الْعَقِيْدَةِ الإِسْلامية الصَّحِيْحَةِ.

ابوفهد100
2010- 6- 2, 10:42 PM
المحاضرة الرابعة : قواعد العقيدة الإسلامية
أولاً : القواعد العامة
1- مصادر عَقِيْدَة أهل السُّنَّة وَالْجَمَاعَة:
نظراً لأَنَّ عَقِيْدَة أهل السُّنَّة تُوْقِيفيَّة، فهي تقوم على التَّسْليم بما جاء عن اللهِ وعن رَسُوْلِهِ e، دون تحريفٍ، ولا تأويلٍ، ولا تعطيلٍ، ولا تمثيلٍ.
ولها مصدران أسَاسِيَّان هما:
1- كتاب الله تَعَاْلَى (الْقُرْآن الْكَرِيْم).
2- السُّنَّة الثَّابِتَة الصَّحِيْحَةُ.
فالرَّسُوْلُ e، لا ينطق عن الهوى إنْ هو إِلاَّ وحيٌ يُوْحَى.
وإجماع السَّلَف الصَّالِحِ مصدرٌ مبناه على الكتاب والسُّنَّة.
والفطرة المستقيمة والعقل السَّليم: رَافِدَانِ مُؤَيِّدَانِ لا يستقلان بتقرير تفصيلات الْعَقِيْدَة، فهما يوافقان الكتاب والسُّنَّة ولا يعارضانهما.
وإذا ورد ما يوهم التَّعارض بين النَّقْل والعقل، اتَّهَمْنَا عُقُوْلَنَا، فإنَّ النَّقلَ الثَّابتَ مُقَدَّمٌ وَمُحَكَّمٌ في الدَّيْن، فتقديم عقول النَّاس وآرائهم الفاسدة على كلام الله تَعَاْلَى وكلام رَسُوْلِهِ e ضلالٌ وشقاء.
2- خبر الآحاد الثابت عن رَسُوْلِ اللهِ e :
فإنَّ الحديث إذا صَحَّ عن النَّبِيِّ e، وإنْ كان من خبر الآحاد وجب قبوله، فهو حُجَّةٌ قَطْعِيَّةٌ.
3- ما اختلف فيه في أمور الدين فمرده إلى الله وَرَسُوْلِهِ e :
فأيُّ أَمْرٍ من أمور الدَّين يقع فيه التنازع فيجب رَدُّهُ إلى كِتَابِ اللهِ تَعَاْلَى، وسُنَّة رسوله e؛ كما فهمهما الصًّحَابَة والتَّابِعُوْن، والسَّلَف الصَّالِحون؛ إذ المرجع في فَهْمِ نصوص الكِتَابِ والسُّنَّة هُم الصًّحَابَة والتَّابِعُوْن، ومن اقتفى أثرَهم من أَئِمَّةِ الهدى والدَّيْن، ولا عبرة بمن خالفهم؛ لأنَّه مُتَّبِعٌ غير سَبِيْلُ المؤمنين. فيجبُ التَّسْليم للأحاديث الصَّحِيْحَةِ، وآثار السَّلَف الصَّالِحِ، من غير كَيْفَ ولا لِمَ؛ لأَنَّ ذلك بِدْعَة.
4- أصول الدين والعَقِيْدَة تُوْقِيفيَّة:
فهي عَقِيْدَةٌ يُوْقَفُ بها عند الحدود التي حدَّدها وبيَّنها، وبلَّغها النَّبِيُّ e، فلا مجالَ فيها لزيادةٍ أو نقصان، ولا تعديلَ ولا تبديل؛ وذلك لأَنَّ الْعَقِيْدَة ربَّانِيَّةُ المصدر، موحىً بها من عند الله تَعَاْلَى.
فإنَّ كُلَّ محدثةٍ في الدين بِدْعَة، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضلالة؛ كما صحَّ ذلك عن رَسُوْلِ اللهِ e.
فليس لأحدٍ أنْ يُحْدِثَ أمراً من أمور الدَّيْن، زاعماً أنَّه يجب التزامه أو اعتقاده، فإنَّ الله تَعَاْلَى أكمل الدَّيْن، وانقطع الوحي، وخُتِمَتْ النُّبُوَّة؛ لقوله تَعَاْلَى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} .
وقوله e : ((مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَاْ مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُو رَدٌّ)).
وهذا الحديث قَاعدةٌ من قواعد الدَّيْن وأَصلٌ من أصول الْعَقِيْدَة.
ومن اعتقد أنَّه يسعه الخروج عمَّا جاء به النَّبِيُّ e من الدَّيْن، فقد خلع رِبْقَةَ الإِسْلام من عُنُقِهِ.
5- يجب التزام الألفاظ الواردة في الكتاب والسُّنَّة في الْعَقِيْدَة :
يجب الالتزام بالألفاظ الواردة في الكِتَابِ والسُّنَّة في الْعَقِيْدَة، واجتناب الألفاظ المُحْدَثَة التي ابتدعها المتكلِّمون والفلاسفة وأشباههم من أهل الْبِدَع؛ لأَنَّ الْعَقِيْدَة تُوْقِيفيَّة، فهي مما لا يعلمه إِلاَّ الله U.
6- أمور الْعَقِيْدَة غيبٌ :
أمور الْعَقِيْدَة غيبٌ ومبناها على التَّسليم بما جاء عن الله، وعن رسوله e، ظاهراً وباطناً، ما عقلناه منها وما لم نعقله، فمن لم يُسَلِّمْ فيها لله تَعَاْلَى، ولرسوله e، لم يَسْلَم دينُهُ.
7- لا يجوز الخوض والجدل والمراء في الْعَقِيْدَة ونصوصها :
لا يجوز الخوض في نصوص الْعَقِيْدَة؛ والمنَّاظرة فيما يتناظر فيه أهل الجدل ويتنازعون فيه من دينهم؛ لأنَّها غيبٌ، إِلاَّ بقدر البيان وإقامة الحُجَّة، مع التزام منهج السَّلَف في ذلك.
قَالَ الأوزاعي: "إذا أراد الله بقومٍ شراً ألزمهم الجدل، ومنعهم العمل".
8- لا يجوز تأويل نصوص الْعَقِيْدَة :
لا يجوز تأويل نصوص الْعَقِيْدَة، ولا يجوز صرفها عن ظاهرها بغير دليلٍ شرعيٍّ ثابتٍ عن المعصوم e، ولهذا لما سلَّط المحرفون التأويلات الباطلة على نصوص الشَّرع فسد الدَّيْن فساداً لولا أنَّ الله I تكفل بحفظه، وأقام له حرساً وكَّلَهُم بحمايته من تأويل الجاهلين، وانتحال المبطلين، ومن رحمة الله بهذه الأُمَّةِ أنَّهُ يَبْعَثُ لها عند دُرَوْسِ السُّنَّة، وظُهُوْرِ الْبِدْعَةِ من يجدِّدُ لها دينها، ولا يزال يَغْرِسُ في دينه غَرْسَاً يستعملهم فيه علماً وعملاً.
9- من لوازم الْعَقِيْدَة العمل بالشريعة :
فالحكم بغير ما أَنْزَلَ الله تَعَاْلَى ينافي التَّوْحِيْد والتَّسْليم لله تَعَاْلَى، ولرسوله e، فتجويز الحكم بغير شرع اللهِ كفرٌ أكبر، أمَّا العدول عن شرع اللهِ في واقعةٍ معيَّنَةٍ لهوىً في النَّفْسِ، أو إكراهٍ مع الالتزام بشرع اللهِ فهو كفرٌ أصغر ، أو ظلمٌ ، أو فُسُوْق .!!

ابوفهد100
2010- 6- 2, 10:42 PM
المحاضرة الخامسة : القواعد التفصيلية
ثانياً: القواعد التفصيلية
1- يتلخَّصُ اعتقاد أهل السُّنَّة وَالْجَمَاعَة في الجملة فيما يلي:
1- عقيدتهم في أسماء الله وصفاته :
إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله e، ونفي ما نفاه الله عن نفسه وما نفاه عنه رسوله e من غير تمثيلٍ ولا تكييف، ولا تشبيهٍ ولا تحريفٍ، ولا تأويلٍ ولا تعطيلٍ؛ كما قَالَ تَعَاْلَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير}. والله تَعَاْلَى وصف نفسه، ووصفه رسوله e بأنَّه: سميعٌ، بصيرٌ، عالمٌ، متكلمٌ، حيٌ، قدير، وأنَّه مستوٍ على عرشه، فوق عباده، وأنَّه تَعَاْلَى يرضى ويسخط، ويغضب ويحب، كما يليق بجلاله وعظمته، مع الجزم بنفي الشبيه والمثيل.
2- عقيدتهم في مسائل الإيمان وسائر المغيبات:
أ- من أصول أهل السُّنَّة أنَّ الإيمان قولٌ وعمل:
يزيد وينقص، ويشمل الإيمان بكل ما أخبر اللهُ به، أو أخبر عنه رسوله e، من أمور الغيب والشَّهادة، جملةً وتفصيلاً، ومن ذلك:
1- الإيمان بالله تَعَاْلَى وتوحيده بالرُّبُوْبِيَّة، والأُلُوْهِيَّة، والأَسْمَاء وَالصِّفَات.
2- الإيمان بالملائكة، وأنَّهم عبادٌ مكرمون، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وأنَّهم مُوَكَّلُوْنَ بعبادة الله تَعَاْلَى، ومنهم من له وظائف وأعمالٌ أخرى، كاختصاص جبريل u بإنزال الوحي، ومَلَكُ الموت بقبض الأرواح، ومالك بخزانة النَّار، ومنهم من وُكِّلَ بكتابة الأعمال، والمقادير، وَتَسْيِّير السَّحاب، وإنزال المطر، ومنهم حَمَلَةُ العرش ...
3- الإيمان بالْكُتُبِ، المُنَزَّلَة من الله تَعَاْلَى إلى رُسُلِهِ هِدَايَةً للعباد، ومنها: الزَّبُور، والتَّوْرَاة، والإِنْجِيُل، والقُرْآن، وهو أكملها وناسخها.
4- الإيمان بالأنبياء والمرسلين جميعاً، ومن جاء ذكره منهم في الْقُرْآن الْكَرِيْم، وصحيح السُّنَّة، وجب الإيمان به على وجه الخصوص، وأنَّهم كلهم بلَّغوا رسالاتِ الله، وَدَعَواْ إلى تَوْحِيْدِهِ وحذَّروا من الشِّرك. {أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الْطَّاغُوت}.
وأنَّ محمداً e هو أفضلُ الخلق وخَاتَمُ النَّبِيِّين، بعثه اللهُ إلى النَّاس جميعاً، وبموته e انقطع الوحي، وَأَكَمَلَ اللهُ الدِّيْن.
5- الإيمان باليوم الآخر، وأنَّ الموت حقٌ، والإيمان بنعيم القبر وعذابه، والبعث، والنَّفخ في الصُّوْرِ، والنَّشور، والعرض، والحساب والجزاء، والصُّحف، والميزان، والصِّراط، والحوض، والجنَّة ونعيمها، والنَّار وعذابها ...
ويؤمنون بالساعة وأشراطها، ومنها: خروج الدجَّال، ونزول عيسى u، وخروج المهدي، ويأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابَّة، وغير ذلك مما ثبت في الأحاديث.
6- الإيمان بالقدر، خيره وشره، حلوه ومُرِّه من الله تَعَاْلَى، وأنَّ الله علم كُلَّ شيءٍ قبل أنْ يكون، وكتب ذلك في اللَّوح المحفوظ، وأنَّه تَعَاْلَى ما شاء كان وما لم يشأ لم يكنْ، وأنَّه تَعَاْلَى خالق كُلِّ شيءٍ، وأنَّه قدَّر الأرزاق، والآجال، والسَّعادة والشَّقاء، والهداية والضَّلال، وأنَّه تَعَاْلَى فعَّالٌ لما يريد، وأنَّه تَعَاْلَى أخذ الميثاق على بني آدم، وأَشْهَدَهُم على أنفسهم أنَّه ربهم.
أ_ الْقُرْآن :
من أصول أهل السُّنَّة أنَّ الْقُرْآن الْكَرِيْم كلام الله منزلٌ غير مخلوق، وأنَّ من زعم أنَّه مخلوقٌ فقد كفر.
ب- الرؤية :
وذلك أنَّ المؤمنين يرون ربَّهم يوم القيامة بأبصارهم، من غير كيفٍ ولا إِحاطة.
ج- الشفاعة :
فالمؤمنون يؤمنون بسائر الشَّفَاعات التي ثبتت في الْقُرْآن والسُّنَّة بشروطها يوم القيامة، وأعظمها: شَفَاعَةُ النَّبِيِّ e العظمى للخلائق يوم القيامة، وشَفَاعَتُهُ e لأهل الكبائر من أُمَّتِهِ، وغير ذلك من الشَّفَاعات له e، ولغيره من الملائكة والنَّبِيِّين والمؤمنين وغيرهم؛ كما جاءت بذلك الآثارُ الصَّحِيْحَةُ.
هـ- الإسراء والمعراج :
الإسراء إلى بيت المقدس، والمعراج إلى السماء السَّابِعَة، وسدرة المنتهى ثابتٌ للنَّبِيِّ e؛ كما جاءت بذلك الآيات والأحاديث الثَّابِتَةُ عن النَّبِيِّ e

ابوفهد100
2010- 6- 2, 10:43 PM
المحاضرة السادسة : عقيدة أهل السنة في بقية الأصول والأحكام الاعتقادية
ثالثاً: عقيدة أهل السنة والجماعة في بقية الأحكام
1- من أصول الدين عند أهل السُّنَّة: حب الرَّسُوْلِ r:
محبةُ الرَّسُوْلِ r واجبةٌ؛ حتَّى يكون الرَّسُوْلُ r أحبَّ للمرء من نفسه وولده، والنَّاس أجمعين؛ فقد قَالَ r: ((لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُوْنَ أَحَبَّ إِلِيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِيْنَ))، ثُمَّ حبُّ أصحابِ رَسُوْلِ اللهِ r، وزوجاته أُمَّهَاتُ المؤمنين، والتَّرَضِي عنهم، وأنَّهم أفضلُ الأُمَّةِ، والكَفُّ عمَّا شَجَرَ بينهم، وأنْ بغضهم أو الطَّعْنَ في أحدٍ منهم ضلالٌ ونِفِاقٌ.
وأفضلهم: أبو بكر، ثُمَّ عمر، ثُمَّ عثمان، ثُمَّ علي، والعشرة المبشرون بالجنَّة.
كما يدين أهل السُّنَّة بحب آل بيت رَسُوْلِ اللهِ r، ويستوصون بهم خيراً، ويرعون لهم حقوقهم؛ كما أمر رَسُوْلِ اللهِ r، من غير غلوٍ ولا جفاء، لا إفراطٍ ولا تفريط.
2- مجانبة أهل الْبِدَع والنفاق والأهواء، وأهل الكلام:
مجانبة أهل الْبِدَع وبغضهم، والتَّحْذير منهم؛ الجَهْمِيَّةِ، والمُعْنَزِلَةِ، وَالخَوَارِجِ، وَالقَدَرِيَّةِ، وَغُلاَةُ المُرْجِئَةِ، والأشاعرة، وَغُلاَةُ الصُّوْفِّيَّةِ، وَالفَلاَسِفَةِ، وَسَائِرِ الفِرَقِ والطَّوائِف، التي جانبتْ السُّنَّة وَالْجَمَاعَة.

- لزوم الجماعة :
يجب الاجتماع والاعتصام بحبل الله، الْقُرْآن والسُّنَّة، فإنَّ الفُرْقَةَ عن أهل الحق شذوذٌ وهَلَكَةٌ وضلالٌ.
قَالَ تَعَاْلَى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا}.
4- وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف :
يجب السَّمْع والطَّاعة لولاة الأمر بالمعروف، والتَّدَيُّن بطاعتهم في طاعة الله ما لم يؤمروا بمعصية، ولا يجوز الخروج عليهم، وإنْ جاروا، إِلاَّ أنْ يُرَى منهم كُفْرٌ بواحٌ عليه من الله برهان.
5- وجوب النصيحة لله ولرسوله r ثُمَّ للأئمة المسلمين وعامتهم:
أَئِمَّةُ المسلمين هم ولاة الأمور من الأمراء والعلماء، فيجب تقديم النَّصيحة لهم، ولعامَّة المسلمين.
أمَّا النَّصِيْحَة لأَئِمَّةِ المسلمين فحبُّ صلاحهم ورشدهم وعدلهم، واجتماع الأُمَّة عليهم، وكراهية افتراق الأُمَّةِ عليهم، والبغض لمن أراد الخروج عليهم.
6- الجهاد مع الإمام براً كان أو فاجراً:
الجهاد من شعائر الدين، وذروة سنام الإِسْلام، وأنَّه قائمٌ إلى يوم القيامة.
7- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
إنَّ الأمر بالمعروف والنَّهيَ عن المنكر أصلٌ من أصول الدين، ومن أعظم شعائر الإِسْلام، وهو واجبٌ على الاستطاعة.
8- أحكام المسلمين وحقوقهم:
أ- من شهد أنْ لا إله إِلاَّ الله وأنَّ محمداً رَسُوْلُ اللهِ r، وصلى صلاتنا:
فمن استقبل قبلتنا، وأظهر شعائر الإِسْلام،فهو مسلمٌ له ما للمسلمين، وعليه ما عليهم، حرامُ الدم والمال والعِرْض، وحسابُهُ على الله، وإساءةُ الظنَّ به، أو التَّوَقُفَ في إسلامه بِدْعَةٌ وتنطعٌ في الدين.
ب- لا يجوز تكفير أحد من أهل القبلة بذنبٍ يرتكبه:
لا نُكَفِّر أحداً من أهل القبلة بذنبٍ يرتكبه، إِلاَّ من جاء تكفيره في الكتاب والسُّنَّة وقامت عليه الحُجَّة، وانتفت في حقه عَوَارِضُ الإكراه، أو الجهل، أو التَّأويل؛ كما لا يجوز الشَّكُ في كفر من حكم الله وَرَسُوْلِهِ r بكفره من المشركين، واليهود، والنصارى وغيرهم.
ج- لا نجزم لأحدٍ بجنة أو نار:
لا نَشْهَدُ لأَحَدٍبجنَّةٍ ولا بِنَار، إِلاَّ من شهد له رَسُوْلُ اللهِ r.
د- ومرتكب الكبيرة في الدنيا فاسقٌ وعاصي:
حكم مرتكب الكبيرة في الدنيا أنَّه فاسقٌ وعاصي، وفي الآخرة تحت مشيئةِ اللهِ إنْ شاء عذَّبَه، وإنْ شاء غفر له، ولا يُخَلَّد في النَّار، ونرجو للمُحْسِنِ، ونخاف على المُسِيء.
هـ – الصَّلاَةُ خَلْفَ أَئِمَّةِ المسلمين (ولاة أمورهم):
نُصَلَّي خَلْفَ أَئِمَّةِ المسلمين بَرِّهِم وفَاجِرِهِم، والجهاد معهم.
و- وجوب الحب في الله والبغض في الله:
الحُبُّ في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان، ومن ذلك الولاء للمؤمنين الصَّالِحين، والبراءة من المشركين والكافرين والمنافقين، وكُلُّ مسلمٍ له من الولاية بِقَدْرِ ما لديه من الإيمان والاتِّبَاع للرسول r، ومن البراءة بِقَدْرِ ما فيه من فِسْقٍ وَمَعْصِيَّة.
ز- كَرَامَاتُ الأَولِيَاءِ حَقٌ:
وليس كُلَّ كَرَامةٍ دليلٌ على التَّوْفِيْقِ والصَّلاح، إِلاَّ لمنْ كان على هدي رسول الله r، ظاهراً وباطناً.
وقد تكون الكرامةُ ابتلاء، وليس كُلَّ خارقٍ للعادة يكون كَرَامةً

ابوفهد100
2010- 6- 2, 10:44 PM
المحاضرة السابعة: منهج القرآن العظيم في تقرير العقيدة
منهج القرآن في معالجة قضايا التوحيد
• أولاً : منهج الْقُرْآن في تقرير التوحيد على وجه الإجمال :
• قَالَ ابن القيم :
• 1- إنَّ الْقُرْآن إِمَّا خبرٌ عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله وأقواله، فهو التَّوْحِيْد العلمي الخبري.
• 2- وَإِمَّا دعوةٌ إلى عبادته وحده لا شريك له، وخلع ما يعبد من دونه، فهو التَّوْحِيْد الإرادي الطلبي.
• 3- وَإِمَّا أمرٌ ونهيٌ، وإلزامٌ بطاعته وأمره ونهيه، فهو حقوق التَّوْحِيْد ومكملاته.
• 4- وَإِمَّا خبرٌ عن إكرام أهل التَّوْحِيْد وما فعل به في الدنيا وما يكرمهم به في الآخرة، فهو جزاء تَوْحِيْدِهِ.
• 5- وَإِمَّا خبرٌ عن أهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النَّكَالِ وما يَحُلُّ بهم في العقبى من العذاب، فهو جزاء من خرج عن حكم التَّوْحِيْد.
• فالقرآن كله في التَّوْحِيْد، وحقوقه، وجزائه، وفي شأن الشِّرْكِ وأهله، وجزائهم.
• ثانياً : منهج الْقُرْآن في تقرير التوحيد على وجه التفصيل :
• إنَّ للقرآن الكريم منهجه الخَّاص في تقرير عَقِيْدَة التَّوْحِيْد؛ وذلك لأنَّه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وَقَد سَلَكَ الْقُرْآنُ الْكَرِيْمُ في بيان حقيقة هذا التَّوْحِيْد ومقتضياته مسالكَ شتى:
• 1- الاستدلال على توحيد الألوهية بتوحيد الربوبية :
• إذا نظرنا في الآياتِ القرآنيةِ نَرَىَ أنَّها تُنَبِّهُ إلى دليل الخلق والإبداع، وهذا الدَّلِيْلُ مبنيٌ على أصلين :
• أنَّ الموجودات مخلوقة.
• كُلُّ مخلوق لابد له من خالق.
• وَيَعْتَمِدُ هذا الدَّلِيْلُ على إثارة الفكر للتَّعَرُّفِ على خالق الموجودات جميعها، والاستدلال بذلك على وحدانيته تَعَاْلَى، وهو أَوَّلُ دليلٍ تُلْفِتُ الآياتُ النَّظَرَ إليه؛ كقوله تَعَاْلَى: {وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}. [سورة البقرة:116-117]
• ومُلَخَّصُ هذا الدليل: أنَّ كُلَّ ما في الكون مخلوقٌ، والمخلوق لابدَّ له من خالق؛ لأنَّه يستحيل أنْ يكون خلق من غير خالق، وقد كان المشركون يؤمنون بهذا الدَّلِيْل من حَيْثُ دلالته على تَوْحِيْد الرُّبُوْبِيَّة، ولا يؤمنون بدلالته على تَوْحِيْد الأُلُوْهِيَّة، قَالَ تَعَاْلَى عنهم: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}.[سورة العنكبوت:61]
• وقد أقام الْقُرْآن الحجة عليهم بتوحيد الرُّبُوْبِيَّة ليكون مُوْصِلاً لهم لِتَوْحِيْدِ الأُلُوْهِيَّة؛ حَيْثُ يقول تَعَاْلَى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}. [سورة البقرة:21]
• والمعنى: كما أنَّ المتفرد بخلقكم وخلق الَّذِيْنَ من قبلكم، والمتفرد بِرُبُوْبِيَّة السموات والأرض، وليس لذلك رَبٌ سِواهُ، فكذلك ينبغي ألاَّ يتخذ إلهٌ سواه i.
• 2- تسفيه آلهة المشركين، والتشنيع على عابديها:
• كقوله تَعَاْلَى: {أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}. [سورة الأنبياء:67]
• وقوله: {قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}. [سورة الأنبياء:54]
• 3- تصوير ما سيكون يوم القيامة بين العابدين والمعبودين:
• ذكر الْقُرْآن ما سيكون بين العابدين والمعبودين، والأتباع والمتبوعين من التبرؤ والمعادة؛ للتَّنفير من الشرك وبيان سوء عاقبة أهله؛ كقوله تَعَاْلَى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}. [سورة البقرة:166]
• 4- بيان أنَّ المعبودين من دون الله كالمسيح وأمه والعزير دينهم التوحيد:
• ذكر الْقُرْآنُ الْكَرِيْمُ أنَّ المعبودين من الأنبياء دِيْنُهُمْ تَوْحِيْدُ الله ولا يرضون بهذا الشِّرك؛ كقوله تَعَاْلَى: {أُولَائِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}. [سورة الإسراء:57]، فالعابد لهم طلب منهم شيئاً لا يستطيعونه، ولا يرضونه، ولا يُقِرُّوْنَهُ.
• 5- رده سبحانه على المشركين باتخاذهم شفعاء بأنَّه لا يشفع أحدٌ إِلاَّ بإذنه:
• رَدَّ اللهُ تَعَاْلَى على المشركين الَّذِيْنَ اتخذوا من دون الله وسطاء وشفعاء؛ ليشفعوا لهم عند الله، وبيَّن أنَّهم لا ينفعونهم، وأنَّ الشفاعة لله جميعاً، وأنَّه لا يشفع أحدٌ إِلاَّ بإذنه، ولا يشفع عنده إِلاَّ لمن ارتضى؛ كقوله تَعَاْلَى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ (43) قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}. [سورة الزمر:43]
• 6- تقرير الْقُرْآن للتوحيد بضرب الأمثال:
• لقد ضرب الله i للناس في هذا الْقُرْآن من كُلِّ مثل؛ لأَنَّ ضرب الأمثال فيه فوائد كثيرة؛ كالتذكير، والوعظ، والحثُّ، والزَّجر، والتَّقرير، وتقريب المراد للعقل وتصويره بصورة المحسوس، وتشبيه الخفي بالجلي، حتى يرى المُتَخَيَّلُ في صورة المُتَحَقَّق، والمُتَوَهِّم في معرض المُتَيَقَّن، والغائب كأنَّهُ مُشَاهَد.
• وقد امتن الله i على عباده بأنْ ضرب لهم الأمثال قَالَ اللهُ تَعَاْلَى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا}. [سورة الإسراء:89]
• وقَالَ تَعَاْلَى: {وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ}. [سورة إبراهيم:45]
• أ- الأمثال المضروبة لله ولما يعبد من دونه:
• ضرب اللهُ تَعَاْلَى مثلاً لنفسه ولما يعبد من دونه بعدم قبول المشركين إشراك عبيدهم في ما يخصهم، فكيف يقبلون ذلك للهِ تَعَاْلَى؟.
• قَالَ تَعَاْلَى: {ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ} [سورة الروم:28]
• وهذا المثل هو قصةُ عَبْدٍ في ملك غيره عاجزٍ عن التَّصَرُّفِ، وَحُرٌ غَنِيٌ مُتَصَرَّفٌ فيما آتاه الله، فإذا كان هذان لا يستويان عندكم مع كونهما من جنسٍ واحدٍ مشتركين في الإنسانية، فكيف تشركون بالله وتسوُّون به من هو مخلوقٌ لهُ، مقهورٌ بقدرته من آدميٍ وغيره مع تباين الصفات ؟!! وأنَّ اللهَ لا يمكن أنْ يُشْبِهَهُ شيءٌ من خلقه.
• ب- أمثلة عجز آلهة المشركين:
• ضرب لله مثلاً لعجز آلهة المشركين عن سماع الدُّعَاءِ وعن إجابته كذلك: فقَالَ تَعَاْلَى: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَىْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَآءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَآءُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِى ضَلَالٍ }. [سورة الرعد:14]
• فقد شَبَّهَ i المشركين في دعائهم لأصنامهم، وأنَّها لا تستجيب لهم، بالعطشان الذي جلس على شفير بئر، وبسط كفيه إلى الماء، وأخذ يدعوه إلى فيه من بعيد مشيراً إليه بيده ليبل غلته، فلا هو نزل إلى البئر فشرب، ولا الماء يرتفع إليه؛ لأنَّهُ جمادٌ لا يحس بعطشه، ولا يسمع دعاءه، وهكذا الأوثان لا تحسُّ بدعاء عابديها لها، ولا تستجيب لهم؛ لأنَّهَا جماداتٌ منحوتةٌ على هيئة الأحياء.
• 7- تقرير الْقُرْآن للتوحيد بالأدلة العقلية :
• خلق الله الإنسان وركب فيه العقل، وأَمَرَه أنْ يستخدم هذا العقل في طاعة اللهِ تَعَاْلَى، وأنْ يُفَكِّرَ في مخلوقاته، ومن أمثلة ذلك : خلق الإنسان حَيْثُ خاطب الله فيه العقل فقَالَ تَعَاْلَى: {أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَىْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ أَمْ خَلَقُواْ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُونَ}. [سورة الطور:35-36]؛ لأَنَّ البشر لم يخرجوا عن أحد احتمالاتٍ ثلاثة:
• إمَّا أنْ يكونوا مخلوقين من غير خالق.
• وإمَّا أنْ يكونوا خلقوا السموات والأرض، وخلقوا أنفسهم.
• وإمَّا أنْ يكونوا مخلوقين لخالقٍ واحدٍ.
• والاحتمالين الأوَّل والثَّاني باطلان أشدَّ البطلان؛ إذ يستحيل أنْ يكون الخلق جاء من غير خالق؛ لاستحالة صدور أثرٍ بلا مُؤَثَّر، وفعلٍ بلا فاعل، وخلقٍ بلا خالق؛ كما يستحيل أنْ يكونوا هم الَّذِيْنَ خلقوا أنفسهم؛ إذ يلزم منه اجتماع الضدين في الوقت نفسه: الوجود والعدم، فيكونوا خالقين مخلوقين.
• وعليه فلم يبق إِلاَّ الاحتمال الثَّالث : وهو كونهم مخلوقين لخالقٍ واحد هو الله رب العالمين، فيجب إذاً إفراده بالأُلُوْهِيَّة، وإخلاص العِبَادَةِ له؛ ولذلك يقول في نهاية سورة الطور {أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ}. [سورة الطور:43]

ابوفهد100
2010- 6- 2, 10:48 PM
انا ماهي عندي الماده هذا الي حصلته لك وجاري البحث عن الباقي
عندي الملزمه مانصحك فيها الحين لأن عدد اكثر من 160 صفحه
وراح تشتتك خلك على المحتوى ....


اتمنى لك التوفيق تحياتي


وهذا رابط الملزمه

http://www.4shared.com/file/197667081/6266056c/___-61.html

لو اردت طباعاتها او قرائتها هي على صيغة pdf



تحياتي

اجرام
2010- 6- 2, 10:57 PM
ابوفهد جعل عيني ماتبكيك والله
الله يوفقك يارب في الدنيا والاخره والله انك ماقصرت الله يبيض وجهك يارب ومشكورررررررررر الف الف شكر

اجرام
2010- 6- 2, 10:59 PM
ماعليه لبى قلبك بكلف عليك شوي بس طريقه الاسئله شلون؟
وانا شاايف ادله كثيره مدري هي معنا والا لا؟
واذا عن 3 شهور يارجال خلها بضروفها والله اني مادري عن شي حتى موادي للحين مدري شنهي
الله يكتب الي فيه الخير ان شاء الله

ابوفهد100
2010- 6- 2, 11:10 PM
ماعليه لبى قلبك بكلف عليك شوي بس طريقه الاسئله شلون؟
وانا شاايف ادله كثيره مدري هي معنا والا لا؟
واذا عن 3 شهور يارجال خلها بضروفها والله اني مادري عن شي حتى موادي للحين مدري شنهي
الله يكتب الي فيه الخير ان شاء الله



هلا اخوي والله اللي اعرفه عن هالماده ان المطلوب الملزمه كامله مع حفظ جزء عم

هالماده في المستوى الثاني واللي حملها من المستوى الأول هو بس اللي يقدر
يدرسها يعني لامستجدين الأول عندهم هالماده ولا اللي نجحو بالثقافه الأسلاميه ياخذونها


يعني الله يعينك حتى المباشره ماعتقد احد حضرها عشان ناخذ لك المفيد


حاول تقراء الملزمه قراءه وتراجع جزء عم

واتمنى لك التوفيق



تحياتي

verymoon*14
2010- 6- 2, 11:36 PM
ما عاد يمديك تذاكر لاكن ماقدامك حل الا في الاختبار تقول حقره بقره والي عليها العشره تختارها 000 حل رهيب

verymoon*14
2010- 6- 3, 01:48 AM
جزء عم ماراح يجيكم في الاختبار

مناكير وردي
2010- 6- 7, 01:40 AM
اللة يوفقك يااااارب
اللة يسهل امرك

ابو الخواليد
2010- 7- 13, 03:51 PM
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم