الفاتنه~
2010- 6- 21, 01:54 AM
آخر يوم في الاختبارات النهائية للثانوية العامة..
كان اختبارنا الأخير في مادة الحديث
استيقظت في
الساعة am 05:15 تقريبا..
في ذلك اليوم انتابني شعور غريب
بل مجموعة مشاعر
خوف قلق توتر...
ولكن ليست كالمعتاد فهذه المرة
( آخر يوم ) لا يعني أن بعده إجازة تنتظرنا ثم بعد
ذلك تعود المياه لمجاريها إنه في هذه السنة
مختلف كليا فكانت هنالك مشاعر
جديدة متضادة ..
شدة حزن وألم يكمن بأعماق قلبي
و يقاوم الخروج لآخر لحظة..
وشعور لا يوصف بالانبساط والانطلاق
والطاقة الذرية التي كانت خامدة
ثم انفجرت مع استيقاظي ، وكان متعب شعور
التناقض ذاك..
زيادة على ذلك كله كنت أعلم بأن قلوب
كثيرة هي معي الآن وكان ذلك أكثر ما يرعبني
فإن تلك القلوب هي أكبر مسؤولية..
لبست مريولي البني الذي مازلت أحتفظ به
بكامل أناقته في خزانتي ..
جلست على الأريكة أراجع بعض الدروس..
بعد لحظات..
أسمع نغمة الهرنات المعتادة تناديني حان وقت الذهاب..
لبست عباءتي وركبت السيارة الحمراء
التي تكسبني حديدا وقوة كالفراوله فهي فاكهتي الصباحية..
وصلنا عند باب مدرستي..
ولكن هذه المرة لم ألطم الباب بقوة بل أغلقته بكل رفق
ونعومه.. نعم إنه آخر يوم ومن الأدب
أن يكون وداع الباب لائقا..
خطوت خطواتي
وأنا أرجو اللحظات.. ( أرجوك تباطئي ) ..( أرجوك تباطئي )
ولكن اللحظات لم تأبه لرجائي واستمرت في عجالة..
دخلت إلى المدرسة.. وإذا بالفرح غالب على الجميع
لمست ذلك منذ الوهلة الأولى فقد كانت الابتسامات تتحدث..
ما أن وضعت عباءتي وحقيبتي ذات اللون الوردي
اقرب الحقائب إلى قلبي..
إلا وقد رن جرس بدء الاختبار
دخلنا قاعة الاختبار ولم تفارقنا الابتسامة إلى أن حضرت
أوراق الأسئلة وبدأ يعم الهدوء
والكل يدعو ربه بأن يكون ختامها مسك..
وزعت الأوراق و بدأ الكل يحل..
ما إن مرت عشرون دقيقة إلا وقد انتهى الجميع
من حل الأسئلة وكأننا في سباق ، وبدأ شغب الطالبات
طالبة: ( أستاذه يللا متى نطلع )
طالبة أخرى : ( بنات فيه حد للحين يحل.... شفتي يا أستاذه ما بقى حد )
الأستاذة : ( خلاص النظام نظام انتظروا نص الوقت )
طالبة : ( أستاذه انتي كنتي علمي والا ادبي .... )
الأستاذة : ( انا كنت أدبي ، انتوا الحين علمي والا أدبي؟ )
طالبة : ( يا أستاذه شدعوه جايه فصلنا وماتعرفين .. علمي طبعا )
الأستاذة : ( وتدرسون جغرافيا وتاريخ ؟ )
طالبة : ( لا ندرس جغرافيا بس (( بنات اسكتوا لا احد يعلمها )) )
طالبة : ( افف تعبنا من الجلسه )
طالبة : ( بنات وش رايكم صراحة أحلى سؤال ........ )
طالبة : ( ههه لا أنا عندي أحلى سؤال....... )
الأستاذة بانفجار : ( بتسكتون والا أنادي المشرفه )
الطالبات : ( خلاص خلاص بنسكت )
عم الهدوء مرة أخرى ثم أخيرا انتهى نصف الوقت
بدأت الأصوات تتعالى في الخارج ..
أتى ملف الحضور ، وقعنا سريعا وخرجنا جميعا..
الكل لم يصدق لقد انتهت الاختباراااااات النهائية ..
جلست مع مجموعة من الصديقات وأخذنا نتبادل الحوار
وبعد مرور وقت بدأن صديقات أخريات يأتون إلي
ويطلبون رقم الجوال والبريد الإلكتروني
أدركت أنها اللحظات الأخيرة في هذه المدرسة
فالكل يحاول الحصول على وسيلة اتصال تجمعنا معا
ثم أخرجت دفتري وقلمي وطلبت منهن ذات الطلب
وذهبت إلى غرفة المعلمات وطلبت ذات الطلب منهن أيضا..
ولم أودع أحدا وطلبت من الجميع أن لا يودعني وداعا حارا
فقط إلى اللقاء وسلام كباقي الأيام ..
أتت بطاقتي أي أن باصي الخاص قد وصل..
لبست عباءتي وأخذت حقيبتي بعد أن تأكدت بأن الدفتر بداخلها
خرجت من المدرسة ولكني لم أرى الباص الصغير
رأيت السائق في سيارة فورد بيضاء اللون
ذهبت وركبت السيارة .. حقا هي مريحة ولكني كنت
أريد الباص لكي أودع بابه أيضا رغم أن ذلك الباب
قد ضربني يوما ما ولكن لي علاقة خاصة مع أبواب السيارات....
وأنا في طريقي إلى المنزل أتأمل الشوارع والإشارات
والمحلات التي مررت بها كل صباح وظهر هذه السنة..
وصلت إلى المنزل..
وكلي فرح وإحساس بالحرية أخذت حماما ساخنا
وأخذت قسطا من الراحة على طريقتي الخاصة
بعد ذلك شربت الديو وبدأت أرتب كل بقايا تلك الدراسة
من أوراق وأقلام وأدوات مدرسية ..
انتهيت من ذلك بعد المغرب تقريبا ثم جلست عند
التلفاز الذي فارقته طويلا إلى أن حان وقت العشاء
أكلنا ثم جلسنا وأخذت أتحاور مع أختي التي
كانت أحاديثي معها محدودة في هذه السنة
اقترب وقت النوم ..
ذهبت إلى فراشي وبدأت أخزن أرقام صديقاتي
في جوالي وأخذت أسترجع شريط هذا اليوم
إلى أن غلبني النعاس وذهبت في نوم عميق...
انتهى ذلك اليوم وانتهت تلك السنة
التي امتلأت بالأحداث والمواقف التي قد لا تتكرر
ولكن ستبقى هذه السنة إحدى روايات ذاكرتي
وستبقى كل أحداثها الرائعة لكل أبطالها محفوظة..
أتمنى لكل أبطال تلك الرواية التوفيق والسعادة....
ودمتم سالمين...
كان اختبارنا الأخير في مادة الحديث
استيقظت في
الساعة am 05:15 تقريبا..
في ذلك اليوم انتابني شعور غريب
بل مجموعة مشاعر
خوف قلق توتر...
ولكن ليست كالمعتاد فهذه المرة
( آخر يوم ) لا يعني أن بعده إجازة تنتظرنا ثم بعد
ذلك تعود المياه لمجاريها إنه في هذه السنة
مختلف كليا فكانت هنالك مشاعر
جديدة متضادة ..
شدة حزن وألم يكمن بأعماق قلبي
و يقاوم الخروج لآخر لحظة..
وشعور لا يوصف بالانبساط والانطلاق
والطاقة الذرية التي كانت خامدة
ثم انفجرت مع استيقاظي ، وكان متعب شعور
التناقض ذاك..
زيادة على ذلك كله كنت أعلم بأن قلوب
كثيرة هي معي الآن وكان ذلك أكثر ما يرعبني
فإن تلك القلوب هي أكبر مسؤولية..
لبست مريولي البني الذي مازلت أحتفظ به
بكامل أناقته في خزانتي ..
جلست على الأريكة أراجع بعض الدروس..
بعد لحظات..
أسمع نغمة الهرنات المعتادة تناديني حان وقت الذهاب..
لبست عباءتي وركبت السيارة الحمراء
التي تكسبني حديدا وقوة كالفراوله فهي فاكهتي الصباحية..
وصلنا عند باب مدرستي..
ولكن هذه المرة لم ألطم الباب بقوة بل أغلقته بكل رفق
ونعومه.. نعم إنه آخر يوم ومن الأدب
أن يكون وداع الباب لائقا..
خطوت خطواتي
وأنا أرجو اللحظات.. ( أرجوك تباطئي ) ..( أرجوك تباطئي )
ولكن اللحظات لم تأبه لرجائي واستمرت في عجالة..
دخلت إلى المدرسة.. وإذا بالفرح غالب على الجميع
لمست ذلك منذ الوهلة الأولى فقد كانت الابتسامات تتحدث..
ما أن وضعت عباءتي وحقيبتي ذات اللون الوردي
اقرب الحقائب إلى قلبي..
إلا وقد رن جرس بدء الاختبار
دخلنا قاعة الاختبار ولم تفارقنا الابتسامة إلى أن حضرت
أوراق الأسئلة وبدأ يعم الهدوء
والكل يدعو ربه بأن يكون ختامها مسك..
وزعت الأوراق و بدأ الكل يحل..
ما إن مرت عشرون دقيقة إلا وقد انتهى الجميع
من حل الأسئلة وكأننا في سباق ، وبدأ شغب الطالبات
طالبة: ( أستاذه يللا متى نطلع )
طالبة أخرى : ( بنات فيه حد للحين يحل.... شفتي يا أستاذه ما بقى حد )
الأستاذة : ( خلاص النظام نظام انتظروا نص الوقت )
طالبة : ( أستاذه انتي كنتي علمي والا ادبي .... )
الأستاذة : ( انا كنت أدبي ، انتوا الحين علمي والا أدبي؟ )
طالبة : ( يا أستاذه شدعوه جايه فصلنا وماتعرفين .. علمي طبعا )
الأستاذة : ( وتدرسون جغرافيا وتاريخ ؟ )
طالبة : ( لا ندرس جغرافيا بس (( بنات اسكتوا لا احد يعلمها )) )
طالبة : ( افف تعبنا من الجلسه )
طالبة : ( بنات وش رايكم صراحة أحلى سؤال ........ )
طالبة : ( ههه لا أنا عندي أحلى سؤال....... )
الأستاذة بانفجار : ( بتسكتون والا أنادي المشرفه )
الطالبات : ( خلاص خلاص بنسكت )
عم الهدوء مرة أخرى ثم أخيرا انتهى نصف الوقت
بدأت الأصوات تتعالى في الخارج ..
أتى ملف الحضور ، وقعنا سريعا وخرجنا جميعا..
الكل لم يصدق لقد انتهت الاختباراااااات النهائية ..
جلست مع مجموعة من الصديقات وأخذنا نتبادل الحوار
وبعد مرور وقت بدأن صديقات أخريات يأتون إلي
ويطلبون رقم الجوال والبريد الإلكتروني
أدركت أنها اللحظات الأخيرة في هذه المدرسة
فالكل يحاول الحصول على وسيلة اتصال تجمعنا معا
ثم أخرجت دفتري وقلمي وطلبت منهن ذات الطلب
وذهبت إلى غرفة المعلمات وطلبت ذات الطلب منهن أيضا..
ولم أودع أحدا وطلبت من الجميع أن لا يودعني وداعا حارا
فقط إلى اللقاء وسلام كباقي الأيام ..
أتت بطاقتي أي أن باصي الخاص قد وصل..
لبست عباءتي وأخذت حقيبتي بعد أن تأكدت بأن الدفتر بداخلها
خرجت من المدرسة ولكني لم أرى الباص الصغير
رأيت السائق في سيارة فورد بيضاء اللون
ذهبت وركبت السيارة .. حقا هي مريحة ولكني كنت
أريد الباص لكي أودع بابه أيضا رغم أن ذلك الباب
قد ضربني يوما ما ولكن لي علاقة خاصة مع أبواب السيارات....
وأنا في طريقي إلى المنزل أتأمل الشوارع والإشارات
والمحلات التي مررت بها كل صباح وظهر هذه السنة..
وصلت إلى المنزل..
وكلي فرح وإحساس بالحرية أخذت حماما ساخنا
وأخذت قسطا من الراحة على طريقتي الخاصة
بعد ذلك شربت الديو وبدأت أرتب كل بقايا تلك الدراسة
من أوراق وأقلام وأدوات مدرسية ..
انتهيت من ذلك بعد المغرب تقريبا ثم جلست عند
التلفاز الذي فارقته طويلا إلى أن حان وقت العشاء
أكلنا ثم جلسنا وأخذت أتحاور مع أختي التي
كانت أحاديثي معها محدودة في هذه السنة
اقترب وقت النوم ..
ذهبت إلى فراشي وبدأت أخزن أرقام صديقاتي
في جوالي وأخذت أسترجع شريط هذا اليوم
إلى أن غلبني النعاس وذهبت في نوم عميق...
انتهى ذلك اليوم وانتهت تلك السنة
التي امتلأت بالأحداث والمواقف التي قد لا تتكرر
ولكن ستبقى هذه السنة إحدى روايات ذاكرتي
وستبقى كل أحداثها الرائعة لكل أبطالها محفوظة..
أتمنى لكل أبطال تلك الرواية التوفيق والسعادة....
ودمتم سالمين...