أمير القلب
2010- 8- 27, 05:09 PM
أبو الطيب المتنبيء
http://www.m5zn.com/uploads/2010/8/27/photo/08271006082931n3hk3d238q.jpg
أُطاعِنُ خَيلًا مِن فَوارِسِها الدَهرُ - وَحيدًا وَما قَولي كَذا وَمَعي الصَبرُ
وَأَشجَعُ مِنّي كُلَّ يَومٍ سَلامَتي - وَما ثَبَتَت إِلّا وَفي نَفسِها أَمرُ
تَمَرَّستُ بِالآفاتِ حَتّى تَرَكتُها - تَقولُ أَماتَ المَوتُ أَم ذُعِرَ الذُعرُ
وَأَقدَمتُ إِقدامَ الأَتِيِّ كَأَنَّ لي - سِوى مُهجَتي أَو كانَ لي عِندَها وِترُ
ذَرِ النَفسَ تَأخُذ وُسعَها قَبلَ بَينِها - فَمُفتَرِقٌ جارانِ دارُهُما العُمرُ
وَتَركُكَ في الدُنيا دَوِيًّا كَأَنَّما - تَداوَلُ سَمعَ المَرءِ أَنمُلُهُ العَشرُ
إِذا الفَضلُ لَم يَرفَعكَ عَن شُكرِ ناقِصٍ - عَلى هِبَةٍ فَالفَضلُ فيمَن لَهُ الشُكرُ
وَمَن يُنفِقِ الساعاتِ في جَمعِ مالِهِ - مَخافَةَ فَقرٍ فَالَّذي فَعَلَ الفَقرُ
وَكَم مِن جِبالٍ جُبتُ تَشهَدُ أَنَّني الـ - ـجِبالُ وَبَحرٍ شاهِدٍ أَنَّني البَحرُ
وَإِنَّ سَحابًا جَودُهُ مِثلُ جودِهِ - سَحابٌ عَلى كُلِّ السَحابِ لَهُ فَخرُ
فَتىً لا يَضُمُّ القَلبُ هِمّاتِ قَلبِهِ - وَلَو ضَمَّها قَلبٌ لَما ضَمَّهُ صَدرُ
وَلا يَنفَعُ الإِمكانُ لَولا سَخاؤُهُ - وَهَل نافِعٌ لَولا الأَكُفُّ القَنا السُمرُ
قِرانٌ تَلاقى الصَلتُ فيهِ وَعامِرٌ - كَما يَتَلاقى الهِندُوانِيُّ وَالنَصرُ
فَجاءا بِهِ صَلتَ الجَبينِ مُعَظَّمًا - تَرى الناسَ قُلًّا حَولَهُ وَهُمُ كُثرُ
مُفَدّى بِآباءِ الرِجالِ سَمَيذَعًا - هُوَ الكَرَمُ المَدُّ الَّذي مالَهُ جَزرُ
فَجِئناكَ دونَ الشَمسِ وَالبَدرِ في النَوى-وَدونَكَ في أَحوالِكَ الشَمسُ وَالبَدرُ
كَأَنَّكَ بَردُ الماءِ لا عَيشَ دونَهُ - وَلَو كُنتَ بَردَ الماءِ لَم يَكُنِ العِشرُ
دَعاني إِلَيكَ العِلمُ وَالحِلمُ وَالحِجا - وَهَذا الكَلامُ النَظمُ وَالنائِلُ النَثرُ
وَما قُلتُ مِن شِعرٍ تَكادُ بُيوتُهُ - إِذا كُتِبَت يَبيَضُّ مِن نورِها الحِبرُ
كَأَنَّ المَعاني في فَصاحَةِ لَفظِها - نُجومُ الثُرَيّا أَو خَلائِقُكَ الزُهرُ
لِساني وَعَيني وَالفُؤادُ وَهِمَّتي - أَوُدُّ اللَواتي ذا اسمُها مِنكَ وَالشَطرُ
وَما أَنا وَحدي قُلتُ ذا الشِعرَ كُلَّهُ - وَلَكِنْ لِشِعري فيكَ مِن نَفسِهِ شِعرُ
وَماذا الَّذي فيهِ مِنَ الحُسنِ رَونَقًا - وَلَكِن بَدا في وَجهِهِ نَحوَكَ البِشرُ
وَإِنّي وَإِن نِلتُ السَماءَ لَعالِمٌ - بِأَنَّكَ ما نِلتَ الَّذي يوجِبُ القَدرُ
أَزالَت بِكَ الأَيّامُ عَتبى كَأَنَّما - بَنوها لَها ذَنبٌ وَأَنتَ لَها عُذرُ
http://www.m5zn.com/uploads/2010/8/27/photo/08271006082931n3hk3d238q.jpg
أُطاعِنُ خَيلًا مِن فَوارِسِها الدَهرُ - وَحيدًا وَما قَولي كَذا وَمَعي الصَبرُ
وَأَشجَعُ مِنّي كُلَّ يَومٍ سَلامَتي - وَما ثَبَتَت إِلّا وَفي نَفسِها أَمرُ
تَمَرَّستُ بِالآفاتِ حَتّى تَرَكتُها - تَقولُ أَماتَ المَوتُ أَم ذُعِرَ الذُعرُ
وَأَقدَمتُ إِقدامَ الأَتِيِّ كَأَنَّ لي - سِوى مُهجَتي أَو كانَ لي عِندَها وِترُ
ذَرِ النَفسَ تَأخُذ وُسعَها قَبلَ بَينِها - فَمُفتَرِقٌ جارانِ دارُهُما العُمرُ
وَتَركُكَ في الدُنيا دَوِيًّا كَأَنَّما - تَداوَلُ سَمعَ المَرءِ أَنمُلُهُ العَشرُ
إِذا الفَضلُ لَم يَرفَعكَ عَن شُكرِ ناقِصٍ - عَلى هِبَةٍ فَالفَضلُ فيمَن لَهُ الشُكرُ
وَمَن يُنفِقِ الساعاتِ في جَمعِ مالِهِ - مَخافَةَ فَقرٍ فَالَّذي فَعَلَ الفَقرُ
وَكَم مِن جِبالٍ جُبتُ تَشهَدُ أَنَّني الـ - ـجِبالُ وَبَحرٍ شاهِدٍ أَنَّني البَحرُ
وَإِنَّ سَحابًا جَودُهُ مِثلُ جودِهِ - سَحابٌ عَلى كُلِّ السَحابِ لَهُ فَخرُ
فَتىً لا يَضُمُّ القَلبُ هِمّاتِ قَلبِهِ - وَلَو ضَمَّها قَلبٌ لَما ضَمَّهُ صَدرُ
وَلا يَنفَعُ الإِمكانُ لَولا سَخاؤُهُ - وَهَل نافِعٌ لَولا الأَكُفُّ القَنا السُمرُ
قِرانٌ تَلاقى الصَلتُ فيهِ وَعامِرٌ - كَما يَتَلاقى الهِندُوانِيُّ وَالنَصرُ
فَجاءا بِهِ صَلتَ الجَبينِ مُعَظَّمًا - تَرى الناسَ قُلًّا حَولَهُ وَهُمُ كُثرُ
مُفَدّى بِآباءِ الرِجالِ سَمَيذَعًا - هُوَ الكَرَمُ المَدُّ الَّذي مالَهُ جَزرُ
فَجِئناكَ دونَ الشَمسِ وَالبَدرِ في النَوى-وَدونَكَ في أَحوالِكَ الشَمسُ وَالبَدرُ
كَأَنَّكَ بَردُ الماءِ لا عَيشَ دونَهُ - وَلَو كُنتَ بَردَ الماءِ لَم يَكُنِ العِشرُ
دَعاني إِلَيكَ العِلمُ وَالحِلمُ وَالحِجا - وَهَذا الكَلامُ النَظمُ وَالنائِلُ النَثرُ
وَما قُلتُ مِن شِعرٍ تَكادُ بُيوتُهُ - إِذا كُتِبَت يَبيَضُّ مِن نورِها الحِبرُ
كَأَنَّ المَعاني في فَصاحَةِ لَفظِها - نُجومُ الثُرَيّا أَو خَلائِقُكَ الزُهرُ
لِساني وَعَيني وَالفُؤادُ وَهِمَّتي - أَوُدُّ اللَواتي ذا اسمُها مِنكَ وَالشَطرُ
وَما أَنا وَحدي قُلتُ ذا الشِعرَ كُلَّهُ - وَلَكِنْ لِشِعري فيكَ مِن نَفسِهِ شِعرُ
وَماذا الَّذي فيهِ مِنَ الحُسنِ رَونَقًا - وَلَكِن بَدا في وَجهِهِ نَحوَكَ البِشرُ
وَإِنّي وَإِن نِلتُ السَماءَ لَعالِمٌ - بِأَنَّكَ ما نِلتَ الَّذي يوجِبُ القَدرُ
أَزالَت بِكَ الأَيّامُ عَتبى كَأَنَّما - بَنوها لَها ذَنبٌ وَأَنتَ لَها عُذرُ