بـــو أحــمــد
2006- 10- 5, 04:42 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من حديث الطالبات !
بقلم ... د. وسمية المنصور
عادة لا تطرق الطالبة باب المكتب إلا لطلب رفع ساعات التغيب عن المحاضرات، أو لطلب الإذن باختبار بديل لأنها تخلفت عن الحضور مع زميلاتها، وكثيرا ما تكون زيارتها لاستجداء درجة من هنا أو هناك حقا أو باطلا، وكأنما نحن في سوق خضار يقبل المساومة، ومما يزيد وجع النفس أن تكون الطالبة تحت سياط الإنذار اللاهبة أو قريبة منه ولا يملك المرء لها إلا النصح المكرور أن اقرئي وأكثري من التطبيقات وانتظمي في الحضور والحقيقة أن لسان الحال يقول لا حياة لمن تنادي و(أن البر في رجب).
في الأيام الأولى لبداية الفصل الدراسي تتغير العادة فدخول الطالبات يكون طلبا لحل مشكلة تعارض المقررات في الجدول الدراسي، أو الاستفسار عن طبيعة أستاذة مقرر ما أهي من النوع الحبيب؟ أم من الشديد؟ وكأنما الشديد الملتزم بعمله غير حبيب ولكن عند الطالبات وأحسبه كذلك عند الطلاب الذكور أيضا فإن معيار (الحبابة) أن يكون الأستاذ أو الأستاذة من المتساهلين وحبذا لو يغرف الدرجات من جيبه ويمنحها مكرمات لا يقابلها عمل أو أداء، هذا ليس ظنا مني أو تخرصا فقد قالت إحدى الطالبات يوما وما يضيرك يا أستاذة لو منحتني درجات إضافية؟ هذا منطق شائع للأسف.
في أسبوع التهيئة يتسنى للطالبات الالتقاء بالأستاذات والجميع متحرر من ضغط الدرس والتحصيل فتتاح مساحة لتبادل الحوار مما لا نحظى به أثناء الانشغال بالمحاضرات، وأحاديث الطالبات كثيرة منها ما يتعلق بالدرس ومنها ما يتصل بالهم الشخصي ونادرا نادرا أن تتحدث طالبة عن هم عام أو قضية اجتماعية مما يؤكد فكرة أن غالبية هذا الجيل المعاصر يعاني أزمة التمركز حول الذات، لكن أحاديث صبتها بعض الطالبات في مكتبي استوقفتني مليا وكانت مما أثار نقاشا طويلا وأقر أنني وافقتهن في كثير مما بحن به بل وعدتهن أن أنقل صوتهن في هذه المساحة لعل وعسى!
من حديث الطالبات ما ينتقد الحياة الجامعية في قضايا تنظيم دخول الطالبات وانصرافهن والانتظام في حضور المحاضرات والزي الجامعي. تقول إحدى الطالبات أشعر أنني ما زلت في ثانوية متسعة جغرافيا فقط وعدد الطالبات أكثر مما يفقدني الشعور بالحميمية التي كانت تؤنسنا في المرحلة الثانوية، ونشعر أننا مطاردات ومتهمات إلى أن تثبت براءتنا، فنحن لا نستطيع الانصراف إذا انتهت محاضراتنا أو اعتذرت الأستاذة أو طرأ للطالبة ظرف يستدعي خروجها من الحرم الجامعي والظروف الشخصية كثيرة كموعد طبيب ونسبة كبيرة من الطالبات متزوجات وعليهن التزامات أسرية، أثارني الحوار فاستدركت على الطالبة لكن الإدارة تسمح بالانصراف قبيل الموعد المحدد إذا الطالبة طلبت الإذن رسميا، فكان رد الطالبة وما الفرق لو خرجت قبل الموعد؟ وهل يعقل أن تتقدم كل الطالبات للحصول على الإذن رسميا؟ لو كانت الحجة الخوف على الطالبة فهل ينتهي الخوف بعد الموعد المقرر؟ أليست طالبة الجامعة راشدة؟
ومن حديث الطالبات حول الزي الجامعي أنه مقيد ولا يحقق الغرض منه فلو كانت الحجة حتى لا تتنافس الطالبات في الاستهلاك المادي ويفضي إلى تعزيز مشاعر سلبية لدى من لا تملك القدرة المادية فهذه علة باطلة فالتنافس محتدم في سياقات استهلاكية أخرى فهل تتمكن الإدارة الجامعية من السيطرة على أنواع الحقائب والنظارات والجوالات والأحذية التي تكلفتها الباهظة تفوق سعر الملابس، وإن كانت الحجة درءا للفوضى اللونية فإن من حق الطالبة أن تنمي خبراتها في الاختيار ومشاهدة الطالبات الأخريات وطريقة اختيارهن ثقافة من نمط آخر تكتسب الطالبة فيها خبرة فتعدل من اختياراتها وتناسق الألوان التي تلبسها أما تقييد الطالبة الجامعية بزي موحد فقد أدى إلى أن تسلك الطالبة طرقا في التحايل فهي ترتدي ما تشاء تحت اللون المقرر ثم تتخلص منه فور اجتيازها نقاط التفتيش لتخرج بالشكل الآخر، وتضيف محدثتي ألا ترين يا أستاذة أن هذا القرار له آثار سلبية تفوق ما ينتظر منه من انضباط؟
أما الانتظام في الحضور فشكوى الطالبات أن بعضهن تسوق أعذارا كاذبة أو تأتي بتقارير طبية نعلم كلنا أنها ملفقة ومع هذا يرفع عنها الغياب أما الطالبة الصادقة التي لا تسمح لها نفسها بالتحايل وتفضل الصدق مع نفسها فإن الأستاذة تسجل عليها الغياب مما ينتهي بها إلى الحرمان من دخول الاختبار.
فيضانات البوح تلك جعلتني أتساءل لم لا نكثر في الجامعة من جلسات الحوار المفتوح فما زال من حديث الطالبات ما لم أذكره حول فحوى بعض المقررات وجدوى دراستها والفجوة بين ما تتلقاه الطالبة وما تواجهه في مجال العمل ولعلني أعود له في حديث قادم.
الــمــصــدر (http://www.alyaum.com/issue/article.php?IN=12150&I=425412&G=1/)
تـحـيـاتــي
بــو احــمــدhttp://www.cksu.com/vb/uploads/13075/1148084175.gif
من حديث الطالبات !
بقلم ... د. وسمية المنصور
عادة لا تطرق الطالبة باب المكتب إلا لطلب رفع ساعات التغيب عن المحاضرات، أو لطلب الإذن باختبار بديل لأنها تخلفت عن الحضور مع زميلاتها، وكثيرا ما تكون زيارتها لاستجداء درجة من هنا أو هناك حقا أو باطلا، وكأنما نحن في سوق خضار يقبل المساومة، ومما يزيد وجع النفس أن تكون الطالبة تحت سياط الإنذار اللاهبة أو قريبة منه ولا يملك المرء لها إلا النصح المكرور أن اقرئي وأكثري من التطبيقات وانتظمي في الحضور والحقيقة أن لسان الحال يقول لا حياة لمن تنادي و(أن البر في رجب).
في الأيام الأولى لبداية الفصل الدراسي تتغير العادة فدخول الطالبات يكون طلبا لحل مشكلة تعارض المقررات في الجدول الدراسي، أو الاستفسار عن طبيعة أستاذة مقرر ما أهي من النوع الحبيب؟ أم من الشديد؟ وكأنما الشديد الملتزم بعمله غير حبيب ولكن عند الطالبات وأحسبه كذلك عند الطلاب الذكور أيضا فإن معيار (الحبابة) أن يكون الأستاذ أو الأستاذة من المتساهلين وحبذا لو يغرف الدرجات من جيبه ويمنحها مكرمات لا يقابلها عمل أو أداء، هذا ليس ظنا مني أو تخرصا فقد قالت إحدى الطالبات يوما وما يضيرك يا أستاذة لو منحتني درجات إضافية؟ هذا منطق شائع للأسف.
في أسبوع التهيئة يتسنى للطالبات الالتقاء بالأستاذات والجميع متحرر من ضغط الدرس والتحصيل فتتاح مساحة لتبادل الحوار مما لا نحظى به أثناء الانشغال بالمحاضرات، وأحاديث الطالبات كثيرة منها ما يتعلق بالدرس ومنها ما يتصل بالهم الشخصي ونادرا نادرا أن تتحدث طالبة عن هم عام أو قضية اجتماعية مما يؤكد فكرة أن غالبية هذا الجيل المعاصر يعاني أزمة التمركز حول الذات، لكن أحاديث صبتها بعض الطالبات في مكتبي استوقفتني مليا وكانت مما أثار نقاشا طويلا وأقر أنني وافقتهن في كثير مما بحن به بل وعدتهن أن أنقل صوتهن في هذه المساحة لعل وعسى!
من حديث الطالبات ما ينتقد الحياة الجامعية في قضايا تنظيم دخول الطالبات وانصرافهن والانتظام في حضور المحاضرات والزي الجامعي. تقول إحدى الطالبات أشعر أنني ما زلت في ثانوية متسعة جغرافيا فقط وعدد الطالبات أكثر مما يفقدني الشعور بالحميمية التي كانت تؤنسنا في المرحلة الثانوية، ونشعر أننا مطاردات ومتهمات إلى أن تثبت براءتنا، فنحن لا نستطيع الانصراف إذا انتهت محاضراتنا أو اعتذرت الأستاذة أو طرأ للطالبة ظرف يستدعي خروجها من الحرم الجامعي والظروف الشخصية كثيرة كموعد طبيب ونسبة كبيرة من الطالبات متزوجات وعليهن التزامات أسرية، أثارني الحوار فاستدركت على الطالبة لكن الإدارة تسمح بالانصراف قبيل الموعد المحدد إذا الطالبة طلبت الإذن رسميا، فكان رد الطالبة وما الفرق لو خرجت قبل الموعد؟ وهل يعقل أن تتقدم كل الطالبات للحصول على الإذن رسميا؟ لو كانت الحجة الخوف على الطالبة فهل ينتهي الخوف بعد الموعد المقرر؟ أليست طالبة الجامعة راشدة؟
ومن حديث الطالبات حول الزي الجامعي أنه مقيد ولا يحقق الغرض منه فلو كانت الحجة حتى لا تتنافس الطالبات في الاستهلاك المادي ويفضي إلى تعزيز مشاعر سلبية لدى من لا تملك القدرة المادية فهذه علة باطلة فالتنافس محتدم في سياقات استهلاكية أخرى فهل تتمكن الإدارة الجامعية من السيطرة على أنواع الحقائب والنظارات والجوالات والأحذية التي تكلفتها الباهظة تفوق سعر الملابس، وإن كانت الحجة درءا للفوضى اللونية فإن من حق الطالبة أن تنمي خبراتها في الاختيار ومشاهدة الطالبات الأخريات وطريقة اختيارهن ثقافة من نمط آخر تكتسب الطالبة فيها خبرة فتعدل من اختياراتها وتناسق الألوان التي تلبسها أما تقييد الطالبة الجامعية بزي موحد فقد أدى إلى أن تسلك الطالبة طرقا في التحايل فهي ترتدي ما تشاء تحت اللون المقرر ثم تتخلص منه فور اجتيازها نقاط التفتيش لتخرج بالشكل الآخر، وتضيف محدثتي ألا ترين يا أستاذة أن هذا القرار له آثار سلبية تفوق ما ينتظر منه من انضباط؟
أما الانتظام في الحضور فشكوى الطالبات أن بعضهن تسوق أعذارا كاذبة أو تأتي بتقارير طبية نعلم كلنا أنها ملفقة ومع هذا يرفع عنها الغياب أما الطالبة الصادقة التي لا تسمح لها نفسها بالتحايل وتفضل الصدق مع نفسها فإن الأستاذة تسجل عليها الغياب مما ينتهي بها إلى الحرمان من دخول الاختبار.
فيضانات البوح تلك جعلتني أتساءل لم لا نكثر في الجامعة من جلسات الحوار المفتوح فما زال من حديث الطالبات ما لم أذكره حول فحوى بعض المقررات وجدوى دراستها والفجوة بين ما تتلقاه الطالبة وما تواجهه في مجال العمل ولعلني أعود له في حديث قادم.
الــمــصــدر (http://www.alyaum.com/issue/article.php?IN=12150&I=425412&G=1/)
تـحـيـاتــي
بــو احــمــدhttp://www.cksu.com/vb/uploads/13075/1148084175.gif