بـــو أحــمــد
2008- 2- 1, 06:25 AM
عندما نتعاقد مع الأستاذة الجامعية ننشغل بشكلها وننسى الشهادة!!
http://rasid4.myvnc.com/media/lib/pics/thumbs/1166787563.jpg
الشيخ مخلف بن دهام الشمري - 31 / 1 / 2008م - 12:34 م
لا يختلف اثنان بأن مخرجات التعليم الجامعي لدينا تغط في بيات شتوي دائم وهذا جعل جامعاتنا تحتل المركز الثالث من الخلف في تقييم العام الماضي حيث حصلت على المركز 2997 وهذا لا يتناسب أبدا مع مكانتنا بين الأمم وقيام الدولة بصرف آلاف الملايين على المرافق التعليمية وابتعاث آلاف المواطنين للتحصيل العلمي، حتى أصبح حاملي الدكتوراه والماجستير لدينا أكثر من عدد العمالة الوافدة للبلاد. أين المشكلة وهل دكاترتنا نساءً ورجالا حصلوا على المؤهلات عن جد أم أن هنالك شكوك تحوم حول هذه المؤهلات وصدقيتها؟!!
ما يجعلني أشكك في مؤهلات الأكاديميين لدينا هو عجزهم بل فشلهم في أمرين:
الأول: فشلهم في إيجاد نقله نوعيه لمستوى التعليم الجامعي وطريقة الأداء والخروج عن الروتين والبدائية التي تخيم على جامعاتنا والاهتمام بتنمية العقول وفتح آفاق الطالب في النقاش والحوار والبحث العلمي.
الثاني: فشلهم في عدم معرفة المؤهل من غير المؤهل ممن يتعاقدون معهم من الخارج كهيئة تدريس في جامعاتنا ومعرفة من هو صاحب الشهادة المزورة وصاحب الشهادة الصحيحة وهذا ما دفعني لكاتبة هذا المقال.
قرأت يوم أول أمس بجريدة الحياة عدد 16368 اكتشاف ثلاثة أستاذات من جنسية عربية من هيئة التدريس في جامعة أم القرى فرع الليث بشهادات مزورة وقد أمضين ثلاث وأربع سنوات يدرسن الفيزياء والاقتصاد والإنجليزي وطبعا ليست هذه المرة الأولى فقد أشار الخبر إلى اكتشاف 70 أستاذة بشهادات مزورة العام الماضي فقط في وزارة التعليم العالي!! أين ألمشكله وأين الخلل؟
سنين طويلة مرت على تعليم البنات لدينا ولكن وزارة التعليم العالي فشلت في تحقيق اكتفاء ولو 50% من أعضاء هيئة التدريس في كليات وجامعات البنات في كافة أنحاء البلاد ولا أجد لها عذرا البتة.
الميكانيكي عندما يريد أن يختار ميكانيكي فسوف يختار الأفضل لأنه يعلم الصنعة والسباك والكهربائي سوف يختار الأكفأ كذلك كل في تخصصه. وسؤالي لوزارة التعليم العالي هو: من يقوم بالاختيار لديكم؟ هل تبعثون موظف البدالة لاختيار هيئة تدريس؟ أم تبعثون دكاترة؟ طبعا يفترض أن يكونوا دكاترة ولهذا يتطلب الموضوع فحص دكاترتكم جيدا!! فقد يكونون أما أن شهاداتهم غير صحيحة أو أن لهم منافع شخصية وليس هنالك خيار آخر.
لدينا آلاف الخريجات والخريجين الذين توصد أمامهم الأبواب ويمنعون من مواصلة تعليمهم العالي داخل جامعاتنا والسبب أما العنصرية البغيضة أو عدم الرغبة في الدكتور الوطني لأن "ما وراه فايده"!!!
لا نريد أن يكون كل الدكاترة في الشريعة من حائل !! ولا كل الدكاترة في الهندسة من تاروت !! لأن لجنة القبول من جماعتهم!! نريد الأكفأ سواءً حضريا أو بدويا سنيا أو شيعيا المهم من هو أهلا لهذا المؤهل!!
لا نريد كرت المنطقية أو كرت الاسم الأخير للعائلة أو القبيلة هو تذكرة المرور للدراسات العليا!!!
يقول لي احد الطلاب في احد جامعاتنا: تصور الدكتور يتحدث معنا وكأننا طلاب في الابتدائية وإذا انتهى من الشرح يقول : أهل نجد ، احد له سؤال!!! ياللعجب!! طالب دراسات أعرفه جيدا تقدم لاختبار الماجستير من ضمن 67 طالب وحصل في اختبار اللغة الانجليزية &GRE على الترتيب السابع ولكن لم يقبل والسبب أن الدكاترة الأفاضل قالوا له رسالة في المقابلة ( أول مرة يجينا واحد بدوي بهذه العقلية!!!) وقد فهمها،، وطبعا تم استبعاده،، هذه المعايير في قبول الدراسات العليا هي التي جعلت النطيحة والمتردية ينتحلون مسمى دكتور وأستاذ في جامعاتنا وهم لا يعرفون طول أنوفهم والدليل على ذلك مستوى طلابنا الخريجين وهذه الأعداد الكبيرة من الشهادات المزورة التي تكتشف بين الحين والآخر.
ما يجري في جامعاتنا هو أشبه بالتمثيل وقضاء الوقت فقط والخنوع وتقبيل أيادي الدكتور حتى تحظى بمرتبة الشرف. يقول لي احد الطلاب من المنطقة الشرقية عملت بحث التخرج بنفسي وأمضيت الأيام وسهرت الليالي وحفظت كل كلمة فيه ومرجع ، ولكن البحث لم يكن غلافه مزخرف والنتيجة أن الدكتور أعطاني درجة (F) يعني راسب وأنا بالسنة النهائية. يقول هداني صديق بالفصل التالي إلى مكتبة خاصة ودفعت المقسوم !!وأعطوني بحثا مزخرفا لا أعرف أي شيء فيه وعندما شاهده الدكتور أعطاني A+ يعني ممتاز بتفوق.!! فإذا كان هذا هو مفهوم دكاترتنا وأنه لا يهمهم المضمون فهم طبعا ما يهمهم الشهادة بقدر ما يهمهم منظر وديكور ووسامة الأستاذة أو الأستاذ الذين سوف يتعاقدون معهم وهذا سبب وجود أعضاء هيئة تدريس بجامعاتنا بشهادات مزورة.
الغريب أن وزارة التعليم العالي توصد الباب أمام بنات البلد وتضع العراقيل أمامهن لإكمال الدراسات العليا رغم الإمكانيات الموجودة وتذهب إلى السودان ومصر وبلاد الشام وهنا وهناك وليتها تحضر بنات أفضل من بناتنا ، والمصيبة إنها تحضر أستاذات مزورات وهذا يكفي لمحاكمة اللجان التي تذهب للتعاقد فهذه كارثة على نظامنا التعليمي يجب أن لا تمر دون حساب.
وزارة التعليم العالي تترقب هذه الأيام إعلان التقييم العالمي لجامعاتنا ، وبدوري سوف أتوقع بأن الحال هي على ما كانت عليه وليس هنالك جديد فلم نسمع عن استراتيجيه جديدة للجامعات ولا الاهتمام بمراكز البحث ولا فتح المجال أمام بناتنا الخريجات لمواصلة تعليمهن العالي وتنمية مواهب الطلاب بالحوار والنقاش والبحث العلمي. كما أن المكتبات الخاصة ومحلات الطبع لا زالت تبيع الغث والسمين لطلاب الجامعات على شكل أبحاث مزخرفة تؤدي بالنهاية إلى نجاح بمرتبة الشرف الأولى ثم يتوجه إلى سوق العمل ليجد نفسه يغرد خارج السرب ويقضي بقية عمره بمهنة عاطل حتى يستحق الضمان الاجتماعي.
دعوه إلى وزارة التعليم العالي وكافة عمداء الجامعات إلى نفض الغبار ونبذ العنصرية القبلية والمذهبية والمناطق وفسح المجال أمام الكفاءات الوطنية ليأخذوا أماكنهم كأعضاء هيئة تدريس في جامعاتنا ذكورا وإناثا فوجود أستاذ أو أستاذة سعودية ولو بتقدير مقبول بشكل صحيح أفضل من وجود 73 أستاذة جميلات مائلات مميلات وبمرتبة الشرف الأولى ولكنها شهادات مزورة،، ووجود بحث متعوب عليه من الطالب المجتهد ولو كان بدون غلاف أفضل من بحث يشتريه الطالب من المكتبات المنتشرة ولو كان مزخرفا!!!! أتمنى أن يعي دكاترتنا ذلك!!! وإلى الأمام في مراحل متقدمة في الأعوام القادمة!!
مــ نـــ قــ ـــول
http://rasid4.myvnc.com/media/lib/pics/thumbs/1166787563.jpg
الشيخ مخلف بن دهام الشمري - 31 / 1 / 2008م - 12:34 م
لا يختلف اثنان بأن مخرجات التعليم الجامعي لدينا تغط في بيات شتوي دائم وهذا جعل جامعاتنا تحتل المركز الثالث من الخلف في تقييم العام الماضي حيث حصلت على المركز 2997 وهذا لا يتناسب أبدا مع مكانتنا بين الأمم وقيام الدولة بصرف آلاف الملايين على المرافق التعليمية وابتعاث آلاف المواطنين للتحصيل العلمي، حتى أصبح حاملي الدكتوراه والماجستير لدينا أكثر من عدد العمالة الوافدة للبلاد. أين المشكلة وهل دكاترتنا نساءً ورجالا حصلوا على المؤهلات عن جد أم أن هنالك شكوك تحوم حول هذه المؤهلات وصدقيتها؟!!
ما يجعلني أشكك في مؤهلات الأكاديميين لدينا هو عجزهم بل فشلهم في أمرين:
الأول: فشلهم في إيجاد نقله نوعيه لمستوى التعليم الجامعي وطريقة الأداء والخروج عن الروتين والبدائية التي تخيم على جامعاتنا والاهتمام بتنمية العقول وفتح آفاق الطالب في النقاش والحوار والبحث العلمي.
الثاني: فشلهم في عدم معرفة المؤهل من غير المؤهل ممن يتعاقدون معهم من الخارج كهيئة تدريس في جامعاتنا ومعرفة من هو صاحب الشهادة المزورة وصاحب الشهادة الصحيحة وهذا ما دفعني لكاتبة هذا المقال.
قرأت يوم أول أمس بجريدة الحياة عدد 16368 اكتشاف ثلاثة أستاذات من جنسية عربية من هيئة التدريس في جامعة أم القرى فرع الليث بشهادات مزورة وقد أمضين ثلاث وأربع سنوات يدرسن الفيزياء والاقتصاد والإنجليزي وطبعا ليست هذه المرة الأولى فقد أشار الخبر إلى اكتشاف 70 أستاذة بشهادات مزورة العام الماضي فقط في وزارة التعليم العالي!! أين ألمشكله وأين الخلل؟
سنين طويلة مرت على تعليم البنات لدينا ولكن وزارة التعليم العالي فشلت في تحقيق اكتفاء ولو 50% من أعضاء هيئة التدريس في كليات وجامعات البنات في كافة أنحاء البلاد ولا أجد لها عذرا البتة.
الميكانيكي عندما يريد أن يختار ميكانيكي فسوف يختار الأفضل لأنه يعلم الصنعة والسباك والكهربائي سوف يختار الأكفأ كذلك كل في تخصصه. وسؤالي لوزارة التعليم العالي هو: من يقوم بالاختيار لديكم؟ هل تبعثون موظف البدالة لاختيار هيئة تدريس؟ أم تبعثون دكاترة؟ طبعا يفترض أن يكونوا دكاترة ولهذا يتطلب الموضوع فحص دكاترتكم جيدا!! فقد يكونون أما أن شهاداتهم غير صحيحة أو أن لهم منافع شخصية وليس هنالك خيار آخر.
لدينا آلاف الخريجات والخريجين الذين توصد أمامهم الأبواب ويمنعون من مواصلة تعليمهم العالي داخل جامعاتنا والسبب أما العنصرية البغيضة أو عدم الرغبة في الدكتور الوطني لأن "ما وراه فايده"!!!
لا نريد أن يكون كل الدكاترة في الشريعة من حائل !! ولا كل الدكاترة في الهندسة من تاروت !! لأن لجنة القبول من جماعتهم!! نريد الأكفأ سواءً حضريا أو بدويا سنيا أو شيعيا المهم من هو أهلا لهذا المؤهل!!
لا نريد كرت المنطقية أو كرت الاسم الأخير للعائلة أو القبيلة هو تذكرة المرور للدراسات العليا!!!
يقول لي احد الطلاب في احد جامعاتنا: تصور الدكتور يتحدث معنا وكأننا طلاب في الابتدائية وإذا انتهى من الشرح يقول : أهل نجد ، احد له سؤال!!! ياللعجب!! طالب دراسات أعرفه جيدا تقدم لاختبار الماجستير من ضمن 67 طالب وحصل في اختبار اللغة الانجليزية &GRE على الترتيب السابع ولكن لم يقبل والسبب أن الدكاترة الأفاضل قالوا له رسالة في المقابلة ( أول مرة يجينا واحد بدوي بهذه العقلية!!!) وقد فهمها،، وطبعا تم استبعاده،، هذه المعايير في قبول الدراسات العليا هي التي جعلت النطيحة والمتردية ينتحلون مسمى دكتور وأستاذ في جامعاتنا وهم لا يعرفون طول أنوفهم والدليل على ذلك مستوى طلابنا الخريجين وهذه الأعداد الكبيرة من الشهادات المزورة التي تكتشف بين الحين والآخر.
ما يجري في جامعاتنا هو أشبه بالتمثيل وقضاء الوقت فقط والخنوع وتقبيل أيادي الدكتور حتى تحظى بمرتبة الشرف. يقول لي احد الطلاب من المنطقة الشرقية عملت بحث التخرج بنفسي وأمضيت الأيام وسهرت الليالي وحفظت كل كلمة فيه ومرجع ، ولكن البحث لم يكن غلافه مزخرف والنتيجة أن الدكتور أعطاني درجة (F) يعني راسب وأنا بالسنة النهائية. يقول هداني صديق بالفصل التالي إلى مكتبة خاصة ودفعت المقسوم !!وأعطوني بحثا مزخرفا لا أعرف أي شيء فيه وعندما شاهده الدكتور أعطاني A+ يعني ممتاز بتفوق.!! فإذا كان هذا هو مفهوم دكاترتنا وأنه لا يهمهم المضمون فهم طبعا ما يهمهم الشهادة بقدر ما يهمهم منظر وديكور ووسامة الأستاذة أو الأستاذ الذين سوف يتعاقدون معهم وهذا سبب وجود أعضاء هيئة تدريس بجامعاتنا بشهادات مزورة.
الغريب أن وزارة التعليم العالي توصد الباب أمام بنات البلد وتضع العراقيل أمامهن لإكمال الدراسات العليا رغم الإمكانيات الموجودة وتذهب إلى السودان ومصر وبلاد الشام وهنا وهناك وليتها تحضر بنات أفضل من بناتنا ، والمصيبة إنها تحضر أستاذات مزورات وهذا يكفي لمحاكمة اللجان التي تذهب للتعاقد فهذه كارثة على نظامنا التعليمي يجب أن لا تمر دون حساب.
وزارة التعليم العالي تترقب هذه الأيام إعلان التقييم العالمي لجامعاتنا ، وبدوري سوف أتوقع بأن الحال هي على ما كانت عليه وليس هنالك جديد فلم نسمع عن استراتيجيه جديدة للجامعات ولا الاهتمام بمراكز البحث ولا فتح المجال أمام بناتنا الخريجات لمواصلة تعليمهن العالي وتنمية مواهب الطلاب بالحوار والنقاش والبحث العلمي. كما أن المكتبات الخاصة ومحلات الطبع لا زالت تبيع الغث والسمين لطلاب الجامعات على شكل أبحاث مزخرفة تؤدي بالنهاية إلى نجاح بمرتبة الشرف الأولى ثم يتوجه إلى سوق العمل ليجد نفسه يغرد خارج السرب ويقضي بقية عمره بمهنة عاطل حتى يستحق الضمان الاجتماعي.
دعوه إلى وزارة التعليم العالي وكافة عمداء الجامعات إلى نفض الغبار ونبذ العنصرية القبلية والمذهبية والمناطق وفسح المجال أمام الكفاءات الوطنية ليأخذوا أماكنهم كأعضاء هيئة تدريس في جامعاتنا ذكورا وإناثا فوجود أستاذ أو أستاذة سعودية ولو بتقدير مقبول بشكل صحيح أفضل من وجود 73 أستاذة جميلات مائلات مميلات وبمرتبة الشرف الأولى ولكنها شهادات مزورة،، ووجود بحث متعوب عليه من الطالب المجتهد ولو كان بدون غلاف أفضل من بحث يشتريه الطالب من المكتبات المنتشرة ولو كان مزخرفا!!!! أتمنى أن يعي دكاترتنا ذلك!!! وإلى الأمام في مراحل متقدمة في الأعوام القادمة!!
مــ نـــ قــ ـــول