ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

- ملتقى الفنون الأدبية (https://vb.ckfu.org/forumdisplay.php?f=150)

- - الحلقة السابعة من غربة زمن (https://vb.ckfu.org/showthread.php?t=5657)

الحلقة السابعة من غربة زمن

مساء الخير

في البداية اعتذر على تأخري في طرح الحلقة

بسبب ظروف خارجة عن ارادتي

واتمنى انكم قبلتوا اعتذاري

خصوصا انه نهاية الحلقة السادسة كانت حماسية هههههههه

المهم اتمنى لكم الأستمتاع مع الحلقة السابعة من غربة زمن

الحلقة السابعة :
المفاتيح

الساعة : الخامسة فجراً .
المكان : مستشفى يخيم عليه السكوت و الصمت المخيف

بدر في غرفة العناية المشددة وياسر قد كسر الممر بقدميه جيئة وذهاباً وصباح تبكي زوجها بحرقة وهي بين أحضان والدتها ، وأبا ياسر يفرك كلتيا يديه بعضهما ببعض بتوتر ، حينها قال لأبنه :

ياسر أركد شوي ان شاء الله مافيه الا الخير لا تخوف اختك جذي .
رد عليه ياسر وهو يقاوم دموعه : يبه شفت شقال الدكتور ؟ حالته خطرة .. تدري يعني شنو حالته خطرة ؟؟ احنا حتى ماندري شالي فيه.

- يا ولدي لا توترت اختك أهي بروحها مو قادرة تتماسك لا تنسى انه طاح قدامها .
حينها خرج الطبيب من تلك الغرفة المرعبة وقال :

فين زوجة المريض ؟
وقفت صباح وهي ترتجف :
انا .. انا يا دكتور زوجته وين بدر ؟؟ شفيه ؟؟؟

- ما تخافيش يا مدام ان شاء الله بدر بخير انا كنت عاوز اشرك لك حالتو بس هو مصر انو هو الي يشرح لك بنفسو وهو دلوقتي جوا خشي عليه وكلميه .
دخلت صباح غرفة العناية المشددة الخالية والتي لا تحتوي إلا على كم هائل من الأجهزة المبعثرة هنا وهناك ونسمة هواء باردة اجتاحتها لدى دخولها ، ورأت سرير في قلب الغرفة وقد ألقي بدر عليه وكان منهكاً ومتعباً ولا يقوى على الحراك وكأنه جثة هامدة .
اقتربت صباح منه ففتح عينيه ببطء وألتفت إليها مبتسماً ابتسامة باهتة ، مد يده المرتجفة ليمسك بيدها الباردة :
صباح قعدي .
- بدر تكفى قول لي شفيه قلبي يغلي عليك .
- سامحيني حبيبتي خبيت هالقصة عنج بس شسوي ماقدرت اصارحج واقولها لج .
- تكفى قول شفيك وأي قصة الي تتكلم عنها ؟
تنهد بدر واكمل :
صباح تذكرين مرض القلب الي كنت اعاني منه من قبل ؟
- أي اذكر بس انت شفيت منه من زمان انت الي قلت لي .
- صباح سامحيني كذبت عليج انا ماشفيت منه ولما رحت اشتغل في امريكا كنت اشتغل واتعالج بنفس الوقت عشان جذي ماكنت اقدر اجي السعودية ماكنت اقدر اني اقطع علاجي بعدين اكتشفوا الدكاترة انه مافي فايدة من العلاج وصارت ايامي معدودة ... استقلت من شغلي ورجعت لج ولعيالنا أبي اقضي آخر ايامي معاج .

قطعت كلامه نوبة شديدة من السعال الذي أنهك صدره ثم أكمل بصوت مبحوح : سامحيني صباح بس ماكنت ابي اضايقج بهالشي .. سامحيني .

بقيت صباح منصدمة وعينيها قد اتسعتا والدمع يسقط منهما ليكتب على صفحات خديها آلامها ومعاناتها ، وبعد دقائق من الصمت قالت له بصوت هامس :
قول انك تكذب علي .. قول انك تمزح وياي بدر .
بدأ بدر بالبكاء : صباح تكفين تحملي ... هذا الي الله كاتبه وبيصير .
بدأت صباح بالصراخ في وجه زوجها : مستحيل .. بدر مستحيل تموت وتخليني ؟؟ .. انتظرتك سنة كاملة تحملت بعدك عني وتحملت غياب صوتك وحسك وهمسك عني عشان ترجع لي ... لا تموت بدر تكفى لا تموت ...

حينها دخلن الممرضات بسرعة واصطحبنها إلى الخارج بصعوبة بصراخها وبكاءها حتى انهارت بين يدي ياسر الذي كان قلبه يتفطر على أخته وزوجها .

يوم عصيب يمر على هذه العائلة فهاهي صباح تبكي زوجها بحرقة وبدر يبكي نفسه ويبكي زوجته ويبكي حياته ، إنها الحياة أناس تختفي وأناس تظهر ولكن ... ما أصعبها من حياة ..

رناد كانت في الجامعة وجلست لكي تشرب بعض العصير فقد أنهكتها المحاضرات المتتالية وهي تفكر بحمد الشخص الذي أقتحم حياتها بغمضة عين ولا تعرف عنه شيئاً حينها قالت في نفسها :
ياترى شنو شكله ؟؟ حلو ولا قيفة ؟؟ طويل ولا قصير ؟؟ متين ولا ضعيف؟؟ انا شعلي منه ليش شاغلة تفكيري فيه ؟؟ .. لحظة مو كأنه صار لياسر اسبوع مادق ؟؟ ولا حتى امي وابوي ولا صباح .. شفيهم ؟؟ يعني رحت البحرين ونسوني خير شر؟؟ خل ادق على ياسر واشوف .

أخرجت رناد هاتفها من حقيبتها واتصلت على أخيها ياسر وما هي إلا ثواني حتى وصلتها صوته المبحوح :
هلا رناد .
- هلا ياسر وينك ؟؟ ماتسأل ولا شي
- لا بس صارت شوية ظروف
- شنو هالظروف ؟
- ولا شي بعدين اقول لج .
- ياسر قول لي شفيك ؟؟ امي فيها شي؟؟
تنهد ياسر وما كان منه إلا انه حكي لها قصة بدر بالتفصيل .
- شتقول ؟؟؟ طيب ماحاول يتعالج ؟؟
- حاول بس مافي فايدة.
تغيرت ملامح رناد واكتست بالحزن .
- بعد عمري يا صباح مادري شلون حالتج الحين ... ياسر انا يوم الأربعا الجاي بنزل السعودية .. ياسر بدق عليك بعدين اذا حجزت عشان اقول لك وقت الطيارة عشان تجي تاخذني من المطار .
- اوكي خلاص .
- يلا باي .
- باي .

بقيت رناد حزينة ومستاءة ، عادت إلى شقتها ولشدة حزنها حكت لإلهام القصة كاملة حتى أشفقت الهام على بدر وصباح .

كان حمد في شقته مع علي يتبادلان أطراف الحديث حتى قال حمد :
- أي صج علي تذكرت سالفة .. تذكر لما نزلت هذيك المرا في الليل اشتري ماي ؟
- أي؟؟
- تخيل بذاك الوقت شفت بنت نازلة تشتري .
- الله ... غريبة أكيد هالبنت ماتستحي نازلة هالوقت .
- لا تظلمها شكلها بنت حلال وحتى كانت نازلة تشتري بندول يعني الظاهر كانت محتاجته ضروري .
- يمكن والله مايندرى .

سكتا قليلاً حتى قطع علي السكوت :
حمود شرايك نروح اليوم متحف البحرين الوطني ؟؟ أحس زهقان وودي اطلع .
- ممممم أوكي ليش لأ نمشي بعد صلاة المغرب شرايك ؟؟
- حلو يلا قم نتغدى عشان يمدينا نرتاح قبل لا نروح .
- اوكي .

عندما وقف حمد تفقد هاتفه النقال وقال بداخله :
غريبة .. بشار ما اشوف بلوتوثه العادة هالوقت موجود .. يالله يمكن نايم ولا يتغدى .
نزلا علي وحمد إلى الأسفل ليتناولا غدائهم .

أغلقت رناد سماعة الهاتف وقالت لإلهام : خلاص حجزت الأربعا على طيارة الساعة 4 العصر ... يعني بعد بكرة .
- الله وياج والله بشتاق لج .
- بعد عمري والله ترى ماراح اطول برجع يوم الجمعة على طول بس ابي اتطمن على زوج اختي .
- على خير حبيبتي ... اقول رناد تبين تنزلين وياي نتغدى ؟
- لا والله مالي خلق آكل .
- خلاص بنزل وبييب وياي شي خفيف تاكلينه .
- صدقيني مو لازم .
- أوكي على راحتج .

خرجت الهام من الشقة لتبقى رناد وحيدة أفكارها وخيالاتها حتى طرأ حمد على فكرها فأخذت هاتفها تتفقده :
غريبة .. وينه حمد ؟؟ العادة هالوقت موجود عاد ودي اقول له اني بسافر الأربعا .. يلا يمكن نايم .

ذهبت لتستلقي على سريرها حتى غرقت في نوم عميق .

الهام كانت تتناول طعامها بمفردها على الطاولة وكانت أمامها طاولة أخرى قد جلسا حولها شابان بدا لها احدهما مألوفا ً حتى وقف وجاء إليها وقد تعرفت عليه على الفور :
علي ؟؟؟ انت شتبي ؟؟؟
جلس علي على الكرسي الذي امامها :
الهام ارجوج سمعيني انا ودي انه علاقتنا ترجع مثل قبل صدقيني .. انا احبج .
- لو من صجك تحبني ما حبيت البنت الي ويانا في الجامعة حتى مادري شنو اسمها .
- أدري اني غلطان بس سامحيني .. انا ماصدقت اني اشوفج مرة ثانية.
- علي .. انا بنت ناس ومتربية وتذكر لما قلت لك لو كنت تحبني صج كون نفسك واخطبني من اهلي انا ماحب حركات البنات هالأيام وانت تعرفني زين .
- أي اعرفج وانا ناوي اخطبج صدقيني .
- انت كونت لك بقلبي نقطة سودا مستحيل تنمحي .. ممكن الحين تخليني اكمل غداي ؟؟
تنهد علي وقال : زين اخليج وآسف على الأزعاج وأوعدج اني ماقرب منج مرة ثانية .
- يكون احسن .

عاد علي إلى طاولته وجلس برفقة صديقه حمد الذي قال :
قلت لك لا تروح لها خلاص انساها .
- شسوي ياحمد مو قادر انساها حسيت اني احبها .
- علي كلنا عيال قرية وكل من فينا يعرف اخيه وانا اعرفك عدل كل يومين حاب لك وحدة خل البنت لحالها يارجال واعقل عن سوالفك البطالة ... والحين قم نحاسب ونصعد فوق ننام .

حاسبا حمد وعلي عن طعامهما وصعدا إلى شقتيهما وعينا علي لم تبتعد عن الهام ولكنه قرر النسيان .

خرج بدر من المستشفى وعاد إلى بيته مع زوجته وولديه وكان يبتسم ويضحك ويمازح الجميع ولا يبدو كإنسان ينتظر موته القريب .
وكانت صباح قد تعافت نوعا ما من الصدمة إلا إنها لا تزال تبكي كل ما وقعت عيناها على بدر .
جاء ياسر ليزور بدر وحينها قال بدر لياسر بعد ان ذهبت صباح :
اقول ياسر بغيتك لو ماعليك كلافة تحجز لنا تذاكر انا والمرا والعيال حق لندن يعني نغير جو شوي .
- انزين وصحتك ؟
- لا تخاف انا صحتي مثل الحديد ودي اغير لهم جو من زمان ماسافرنا ويا بعض .
- ان شاء الله بس متى تبيها السفرة ؟
- ابيها يوم الأربعا .
- لا خلها الجمعة ولا السبت .
- ليش ؟؟
- لأنه رناد بتجي الأربعا تزورك حرام ماتشوفك .
- خلاص خلها على يوم السبت .
- ان شاء الله ولا يهمك .

حينها دخلت صباح وهي تحمل صحن الفاكهة بكلتا يديها :
ها شتقولون ؟؟؟
قال ياسر مازحاً : والله ياخيتي حشينا فيج لمن قلنا بس .
- هاااا ؟؟ شتقوول ؟؟؟
قال بدر ضاحكاً : لا لا ماعاش من يحش فيج .
- أي علبالي بعد .

حينها قال بدر بصوت هامس لياسر :
اقول ترى بخليها لها مفاجأة لا تقول لها .
- ان شاء الله ولا يهمك .
قالت صباح غاضبة :

شفيكم انت وياه على هالمساسر ؟؟؟
قال بدر : لا بس اقول له شلون الأهل عساهم بخير .
- أي علبالي بعد تحشون فيني .

قضت تلك العائلة يوما ممتع بين ضحك وكلام ولكن يتخلله بعض الحزن .

خرجا علي وحمد من المتحف فقال علي :
ياااشيخ والله متحفهم فله بجد وناسة .
- أي والله صاج صج مهتمين فيه ومرتبينه .

حينها كان أمامهما شارع كان لابد منهما عبوره ليصلا إلى سيارتهما فقال حمد :
اقول حجي دق سلف حق رجولك هالشارع ياقاتل يامقتول ياتلحق ياما تلحق .
- ههههههههه أي والله يلا خلنا نستعد .. جاهز ؟؟؟
- أي جاهز.
- واحد .. اثنين .. ثلاثة يلااااااا.

ركضا علي وحمد بشكل مضحك جعلت كل من كان موجوداً ينفجر من الضحك ، وصلا إلى الرصيف بسلام وهما يضحكان حينها قال علي وهو يتفقد جيوبه : الله .. وين مفاتيح السيارة ؟؟ حمد عندك المفاتيح ؟
- لا موعندي .

حينها ألتفت علي إلى الشارع فرأى المفاتيح في وسطه والسيارات تسرع من فوقها :
- شفهم .. لحوول شيجيبهم الحين .
- انا بروح اجيبهم .
- من صجك انت ؟؟ خط سريع يابن الحلال وين تجيبهم ؟
- عادي لا تخاف اسرع واجيبهم وارجع .

وقبل أن يبدي علي أي اعتراض بدأ حمد يمشي خطواته الأولى في الشارع ببطء ثم بدأ بالإسراع وانحنى لكي يلتقط المفاتيح بسرعة ثم أسرع لكي يعود إلى الرصيف وإذا به يتعثر ليقع على الأرض وقد تلا ذلك بسرعة صوت ارتطام جسده بالسيارة المسرعة حتى استقر على الأرض والدم من حوله والمفاتيح بقربه وقد كساها دم حمد الذي تناثر حوله .
فصرخ علي وجاءه مسرعا : حمد .. حمد .
رفع رأسه بين يديه : حمد تكفى أقعد .. حمد ..

حينها صرخ في الناس المتجمعة : احد يطلب منكم الأسعاف تحركوا .

ماذا حل بحمد ؟؟ وهل سيكون بخير ..

تابعوني في الحلقة القادمة
اتمنى انه الكل يعلق على احداث الحلقة وشنو عجبكم فيها
ولا تنسوون ردودكم دافع لي لكي استمر
مع تحياتي :

ريـــــــم