ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام - نبذة عن البرمجة اللغوية العصبية (nlp)

نبذة عن البرمجة اللغوية العصبية (NLP)

كثر الجدل في أمر البرمجة اللغوية العصبية، فمنهم من قال: إنها علم، ومنهم من قال: إنها فن، ومنهم من قال: إنها مهارات وما إلى ذلك.

البرمجة اللغوية العصبية أخذت مفاهيمها ونماذجها من عدد كبير من حقول العلم والمعرفة منها: علم النفس وعلم وظائف الأعضاء وعلم الأحياء وعلم الأعصاب وعلم الطب وعلم اللغة ونظرية النظم وغيرها.

إذن يمكننا أن نعرف البرمجة اللغوية العصبية على أنها مهارات وتقنيات لها جذور تُستقى من مشارب ومناهج علوم إنسانية كثيرة. وهذا تعريفي الشخصي والذي أراه أنا - وقد يتفق معي كثير من المدربين- مناسباً جداً حتى لا يحدث لبس عند فئة من الناس بحجة عدم القيام بتجارب علمية وعدم وجود جامعات تدرس البرمجة اللغوية العصبية كعلم.

والمطلع على ما ذكرته الكتب الأجنبية وما يدرسه بعض المدربين يجد أنهم يذكرون أن البرمجة اللغوية العصبية أطلق عليها فن وعلم إيصال الإنسان إلى درجة الامتياز. كما تعرف كذلك بأنها دراسة الخبرات الذاتية للإنسان.
وبالرغم من هذا التباين في التعريف إلا أنها تساعد في معرفة الفرق بين أعمالنا التي تخرج بنتائج مرضية أو مقبولة وبين أعمالنا التي نحصد منها نتائج إيجابية. وتساعدنا في التخلص من المشاعر السلبية التي تلازم الخبرات والتجارب غير المرضية.

البرمجة اللغوية العصبية (NLP) ليست محصورة في معرفة التصرفات الخارجية للإنسان وتحسينها والأمور التي نلاحظها ونرصها فحسب، وإنما تتعدى معرفتها إلى أبعد من ذلك لتصل إلى دراسة طريقة التفكير التي تؤثر على معتقداته وقيمه ومبادئه وإيمانه وشعوره.

ودراسة العوامل التي تؤثر في برمجة عقل الإنسان وتجعله يسلك منحى مغايراً عما كان عليه سابقاً ويتصرف بطريقة لم تعهد عليه.

فالبرمجة اللغوية العصبية تساعد الإنسان على تحسين أسلوب الاتصال في التعامل مع نفسه ومع الآخرين، حيث تظهر نتيجة ذلك من خلال ما يسمعه أو ما يراه أو ما يشعر به.

ولذا يفضل أن يتصل الإنسان بنفسه أولاً ليعلم ما الذي يريده، وما الذي يمكن أن يحققه له هدفه المنشود من آثار إيجابية أو سلبية على مجالات حياته المختلفة. ومن الناحية التطبيقية فإن البرمجة اللغوية العصبية تركز على الهدف المطلوب أو الغاية من الاتصال بالآخرين أو أي مظهر إيجابي لسلوك الإنسان لتسعى في تحقيقه.

بالرغم من أن البرمجة اللغوية العصبية (NLP) اكتشفت في نهاية الستينات إلا أنها أنتجت فوائد عدة في حقول مختلفة وكثيرة مثل علم الإدارة والقيادة والتدريب والتعليم والمفاوضات والتسويق .. إلخ.

ومن فوائد البرمجة اللغوية العصبية (NLP) أن بإمكان الإنسان أن يعمل تغييرات أساسية ثابتة في سلوكه سواء في مجال العمل أو في مجال الحياة الخاصة إذا كانت لديه الرغبة الشديدة.

وببساطة يمكننا القول: إنه متى ما عرف الإنسان ما الذي يريده فإنه باستطاعته اختيار ما يريده وما يرغب فيه. ومتى ما عرف جيداً استراتيجية عملية التفكير لديه؛ فإنه يستطيع أن يتعلم كيف يتحكم في طبيعته السيكولوجية التي في العادة هي سلوك العقل اللاواعي. كما أنه سيبدأ في السعي بجد واجتهاد لتحقيق الأهداف النبيلة التي كانت تبدو له من قبل أنها بعيدة وصعبة المنال.

فتقنيات البرمجة اللغوية العصبية تزود الإنسان بآليات وتقنيات كثيرة وبأسلوب كامل وفعال من التكنيك الذهني لحدوث التغيير الذي يجعله قادراً على التحكم بمشاعره وعواطفه وانفعالاته وحياته بدرجة إيجابية كبيرة. وهذا الأمر يشعر به ويراه ويلمسه كل من تعلم ودرس تقنيات البرمجة اللغوية العصبية.

إذن فممارسة البرمجة اللغوية العصبية (NLP) تقود الإنسان للوصول إلى أهدافه المستقبلية التي يرغب في تحقيقها، وترفع من مستوى تفكيره وفهمه وإدراكه لأمور حياته العملية والعلمية والاجتماعية. وتجعل منه شخصاً متميزاً بين أقرانه، ومتفائلاً بما كتب الله له في هذه الحياة الدنيا.

وما أحب أن أؤكد عليه هو أن البرمجة اللغوية العصبية لا تغني عن علم النفس وإنما هي مساعده له. كما أن الدارس لها ليس شرطاً أن يكون طبيباً نفسانياً أو اختصاصياً نفسانياً أو اجتماعياً أو غير ذلك.

http://www.lmacademy.net/vb/uploaded/2_1167415594.jpg

يتكون مصطلح البرمجة اللغوية العصبية من ثلاث كلمات هي "البرمجة" و"اللغوية" و"العصبية"، وتوضيح معنى كل كلمة كما يلي:

البرمجـــة Programming

فاستخدام مصطلح "البرمجة" يعود إلى الطريقة التي تمكننا من برمجة أفكارنا وسلوكنا كما يُبرمج جهاز (الكمبيوتر) ليؤدي غرضاً معيناً.

وهي تعني مجموعة الأفكار والشعور والأحاسيس والعواطف والتصرفات التي اكتسبناها طوال السنوات الماضية والتي بدورها تؤثر على مسار حياتنا إما سلباً أو إيجاباً.

فكل منا تبرمج بأسلوب معين عن طريق نفسه ووالديه ومجتمعه وأصدقائه والمدرسة ومؤثرات خارجية كثيرة، فخرج كل منا بشخصية تختلف عن الآخر.

ولذا قيل :إن شخصية الإنسان في الوقت الحاضر هي نتاج ما اكتسبه فيما مضى، وشخصيته في المستقبل ناتجة عمّا سيكتسبه في المستقبل. ولا ننسى الدور الهام للعوامل الوراثية في تكوين الشخصية كما يذكر علماء النفس.

اللغويـــة Linguistic

ومصطلح "اللغة" تعني معرفتنا ذلك الجزء من اللغة الذي يلعب دوراً هاماً في جودة اتصالنا بالآخرين، ومقدرتنا على تنظيم أفكارنا وإيصال المعلومة بشكل واضح وسليم وتلقيها وإلا حصلنا على ردة أفعال غير مطلوبة وغير متوقعة، وذلك لعدم وضوح الرسالة.

ومن ناحية أخرى فهي تعني مقدرتنا على استخدام اللغة الملفوظة من خلال استعمال كلمات وعبارات معينة وبأسلوب معين.
كما تعني مقدرتنا على استخدام اللغة غير المحكية أو الصامتة التي تدل عليها أوضاع الجسم مثل هيئة الجلوس والوقوف وإيماءات الأيدي وتعابير الوجه وما إلى ذلك.

وكما هو معروف ومثبت أن لغة الجسد أحياناً كثيرة تكون أصدق وأبلغ في التعبير من الكلمة المحكية، ولذا في بعض الأمور يؤخذ ويستدل بإيماءات الجسد على حقيقة الموقف إذا لم تتطابق معها الكلمات الملفوظة.

العصبيـــة Neuro

ومصطلح "العصبية" تعني الجهاز العصبي للإنسان والذي من خلاله يدرك الإنسان العالم الخارجي عن طريق قنوات الإدراك الخمس والتي تجعلنا نسمع ونرى ونحس ونتذوق ونشم.

يتكون الجهاز العصبي من جزأين رئيسين أولهما الجهاز العصبي المركز والذي يتكون من الدماغ والنخاع الشوكي، وثانيها الجهاز العصبي الطرفي الذي ينقسم إلى الجهاز العصبي الجسمي والجهاز العصبي الذاتي.
ولكون الإنسان كائناً حياً فهو يتفاعل مع البيئة المحيطة به، حيث يتأثر بها ويؤثر فيها. فعندما يتأثر جزء ما من جسم الإنسان بمؤثر خارجي أو داخلي فإنه يحدث انتقالاً للسيالات (النبضات) العصبية التي تتضمن مجموعة من التغيرات الكهروكيميائية التي تمر بالتتابع خلال الليفية العصبية. ويدرك الإنسان بإحساسه عند وصول تلك النبضات العصبية إلى المخ.

وهناك وسيلتان لعملية انتقال السيالات العصبية خلال الجهاز العصبي. أولهما الانتقال خلال الألياف العصبية، وثانيهما الانتقال عبر مناطق التشابك العصبي بين الخلايا العصبية المتجاورة.
.
راق لي .....