ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

صالح الثرباني

الكلمات في حياتنا لها بريقها الخاص عند كل شخصية, وتتفاوت جماليات الكلمات من شخصية إلى آخرى حسب ما يملي الضمير وما تملية البيئة التنشيئة إذ أن جميع أنواع هذه الكلمات الفقاعية يحتضنها كل كائنٍ بشري, فهناك من تأسره بعض من الحروف, فتجعله حبيس قضبان الأحزان والهموم, وهناك من هو كالصندوق المجوف يستقبل أي شيءٍ دون أن يؤثر أو يتأثر, وهناك عكس ذلك, وهناك من هو كالصخرِ لا يتأثر إلا بقدر تأثر الصخر من وقع قطرة الماء عليه, وبالمعنى العام للكلمات فهي كفقاعات بعضها مُتطاير وبعضها راكد بحسب طبيعة الفرد الفيسيولوجية والفيزيولوجية, وهي أنواع وألوان كلٌ له طبيعته الخاصة, وتأثيره على الآخر وما ينعكس من ذلك الآخر على المصدر الأول, فهناك فقاعات بيضاء لا ينم عنها إلا شفافية مطلقة, وروح حيوية فائقة في الجمال, ومنها الأحمر الذي يفوح منه رائحة الطبيعة الخلابة, ومنها الأسود كسواد الليل المظلم, ومنها الصابوني الذي لا تطيق العين ملامسته, ومنها الأسيدي والذي لا يحتمله أي عضوٍ من أعضاء الكائن البشري وغيرها ومع كثرة تنوعها وتلونها, إلا انها خفيفة الوزن ثقيلة المعنى – ثقل المعنى يخضع تحت نوع المرسل والمرسل له- يدفعها أي شيءٍ للحركة المستقيمة أو المتعرجة أو المتدحرجة, ومنها إلى الأعلى وإلى الأسفل, وتتأثر بقدر خفتها دون أن تؤثر وإن أثرت قليلًا, إلا أن تأثيرها لا يكاد يؤلم إلا حينما تكون حركتها تعلو المؤثر عليه أو تتساوى مع حركة الأشياء المؤثرة فيها شريطة المعاكسة, وحينما نريد الإمساك بها, فلن يكون في وسعنا ذلك, مهما حاولنا ما لم يكن هناك قوة مضادة لخفتها, وإن أمسكنا بها! فيعني ذلك فسادها, ما لم يكن هناك قوة مضادة لفسادها, وإن فسدت فلا يعني ذلك فساد مفعولها, إلا بقدرٍ يسير مع بعض أنواعها, لأنه لمجرد خرجها من صناديقها, أدت ما خرجت من أجله.

وحتى يستنا لنا كيفية التعامل مع الكلمات, حيث أنها سريعة التملص لا تستقر أبدًا, فلا بد لنا من ملء الفراغات القائمة وسط كل فقاعة, لمنع الخفة والمرونة الناتجة عنها, حينها يمكننا أن يسيطر كل واحدٍ منا على فقاعته, لأنه إذا لم يرفع معدل وزن الكتلة الفقاعية, إلى معدل تستطيع الحواس المادية السيطرة عليها, فلا فائدة أبدًا, وسيبقى الحال مثل ما كان سابقًا.

تكون طريقة رفع معدل الوزن للكتلة الفقاعية, عن طريق العقل الحاضر والباطن, وذلك من خلال خلق مصطلحات جمالية بمضمونها كالمحبة والأنس والصدق وحب الآخرين, والعلم باللفظ قبل النطق وغيرها, فإذا تم شحن الفقاعات بكل ما يتضمنه أي مفردٍ تجميلي, كان في قدرتك السيطرة على الكلمات, ومعرفة وضع كل كلمة في مكانها المناسب بكل حكمة وعقل.