ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام - بعض الاوجاع لا ينفع معها طبطبه ( قصه )

,,قبل ثلاث سنوات ,,

كنت اصعد سلم ( النومه السابعه ) قبل ان يرن المحمول
اتصال من مريض بالسرطان وعلى شفى حفرة من نار
قال لي بالحرف الواحد ..

// حبيت اسلم لاني بنتحر الآن

كان معي على الهاتف رجل شاعر , يبكي .. قد قرر الانتحار وجاء فقط للوداع ..!

لم انهيه عن فعله او اصرخ في وجهه او ابكي مثله ..كنت سأخلق بذلك عائق بيني وبين عقله لن اقدر أن أتجاوزه فقد اتبع السلام بقوله :
// لا تحاولي قد قررت

كنت وبرغم أنني قد استيقظت فزعه على اتصاله في ساعات الفجر الأولى أحاول استحضار أفكاري ... لا لا !!
كنت اجمع أحزاني لوداع أحزانه

فسألته :
= هل اخترت طريقة الانتحار أم اختارها لك أنا ؟
سكت للحظه ثم قال:
//انا ما امزح !

= ولا انا !

فعلا وضعك جدا مقرف لست تعيش ولا ترضى فالأفضل أن تموت!

// أمامي عشرة أنواع من الدواء سأبلع ما استطيع منها ثم أموت

فضحكت عليه حتى ثار سخطه علي

وشرحت له كيف سيجف ريقه ثم تتقطع أنفاسه ويخرج ما في البطن كله والعالم من حوله تصفع وجهه ليتمكنوا من إيقاظه ثم ينقل للمستشفى وعملية غسيل معده وتحقيق وبلاوي سودا وغضب اسري كبير وبالأخير .. لن تموت يا شاطر

..ما قيل أعلاه من واقع تجربة ..

// طيب .. سأصعد الى الدور الرابع ثم القي بنفسي للأرض وانتهي من هذه الحياة .

= وربما سقطت على شيء لين فتكسرت وعشت مريض بالسرطان مقعد ولن يقربك الموت يا مسكين

// طيب وش الحل؟

= رصاصه في الفم !

ضحك وقال :
//أنا جبان مقدر أسويها

= تخاف الموت وأنت تعلم بقربه منك !

//ابغى اموت بس بشويش

ضحكنا سويا
ثم قضينا ليلتنا نبحث عن طريقة لموته
حتى أصبحت أصوات ضحكنا تخرج من تحت الأبواب
صمت قليل ثم قال:
// أهلي ما يبغوني لا أكمل دراسة ولا اشتغل يبغوني .. رمه جالس بالبيت زيي زي الحريم !

هذا هو السبب الحقيقي للانتحار لم يكن يريد الموت لانه طفش من المرض بل طفش من طريقة تعامل اهله مع مرضه

= تدري ليش؟

// يبغوني ارتاح

= لا يبغونك تموت وسطهم مو بعيد عنهم

حياتك تحملها في كفك يا أحمد ( هذا اسمه) ويخشون إن خرجت أن لا تعود

شعرت به يبتسم برغم هذا البعد في المسافة بيني وبينه
ثم قال بنبرة لم أعهدها فيه منذ أن قتلته عين حاسد برصاصة السرطان

// صح ..صح !!
أكلمك بكره
تصبحين على خير

= ونت من أهله

كان احمد ضائع في .. الا فهم ..
كان يحتاج من يصارحه حد جرحه
لا من يطبطب على ظهره !
وكان صوتي .. الخنجر .. هو من وقف معه

ما يزال أحمد يحمل حقيبة ممتلئة بالأدوية وحلم قديم بان يصبح ..بابا .. تبخر
وجزء بالكاد يكفيه من .. الحمد لله ..

وما أزال احمل في قلبي الدعاء له بالصبر والرضا بالحياة الدنيا وبالآخرة الجنة

ووعد بأنه إذا ما قرر الانتحار أن لا يتركني خلفه أتجرع مرارة السؤال ..ليه ؟!