ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام (https://vb.ckfu.org/index.php)
-   ملتقى المواضيع العامة (https://vb.ckfu.org/forumdisplay.php?f=3)
-   -   مقال الشيخ إبراهيم الخضيري في وفاة أخته رحمها الله‏ (https://vb.ckfu.org/showthread.php?t=230507)

#همس# 2011- 10- 6 10:59 AM

مقال الشيخ إبراهيم الخضيري في وفاة أخته رحمها الله‏
 
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


ما احوجنا هذه الايام لقصص الاعتبار و الاتعاظ


و ما احوجنا للتذكير في ظل تزاحم مشاغل الحياه و احداثها و مستجداتها


و كفانا بالموت واعظا


فماذا عسانا أعددنا للقائه؟؟؟


اليكم هذه القصه التي تحمل بين طياتها من العبر و المواعظ ما هو كفيل بشحذ الهمه لاعداد زاد سفر بعيد و شاق


يقول الشيخ في نص رسالته


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على قضاءه و قدره
إنا لله و إنا إليه راجعون و إنا لفراقك يا أم معاذ لمحزونون



في فجر الاثنين 22 رمضان 1432 هـ انتقلت إلى رحمة الله أختي هيلة بنت عبدالعزيز الخضيري زوجة الشيخ القاضي الفاضل : أيمن بن عبدالله العسكر .


و لأن في موتها عبرة أردت أن أبثها لكم موعظة و ذكرى للمؤمنين ،،،
فهي تصغرني ب تسع سنوات تقريبا وقدر لي أن أكون ولياً لها في بعض مراحل حياتها
فقد حجت فريضتها معي ،، و كنت أشرفت على زواجها بالكامل ،، ذلك أن والدي رحمه الله أصيب بمرض أقعده عن إدارة شؤون البيت ،، فكان ذلك من مسؤوليتي لأنني كنت أسكن معهم في البيت ،،
و لن أحدثكم من تاريخ حياتها لأقول إنها كانت امرأة متدينة بسيطة سمحة هينة لينة فذاك تاريخ انطوى وانقضى ،،
لكن سأحدثكم عن قصة وفاتها رحمها الله
****
يظهر و الله أعلم أن مرضها بدأ في رمضان العام الماضي ،،
لكن في شهر محرم بدأت الأسرة تلحظ التغيرات السلوكية في حياتها
فأصبحت تنام أكثر من المعتاد بقليل
و أصبحت تزورنا باستمرار على غير عادتها حيث كانت حريصة على بيتها حتى و لو كانت كل أخواتي مجتمعات ،،
بدأ يظهر على سلوكها رحمة غير عادية بجميع أفراد العائلة
بعد مضي شهرين على هذه التصرفات غير الطبيعية بدأ الجميع يتساءل ما الذي طرأ في حياتها ،،
هل هي حامل
هل لديها مشكلة اجتماعية
هل و هل ..
اجتمعت أنا و أخي علي ( و هو أصغر مني و أكبر منها) ..
و تناقشنا في أمرها
و بعد عدة خيارات رأينا من المصلحة أن يقوم أخي علي بمصارحتها ..
قام بزيارتها في منزلها ،، و جلس معها
فنفت نفيا قاطعا أن لديها أي مشكلة
وحينما أصر عليها ،، بدأت تلمح أنها بعافية و أن زوجها مريض !! و أن هذا الوضع أثر على نفسيتها !!
انطلت هذه الحيلة علي و على أخي
و بعد مرور شهر كامل
قررنا مع زيادة تدهور وضعها أن نناقش الأمر مع زوجها
ناديته للبيت
جلست أنا وأخي معه
حدثناه بما نلاحظ دون أن نخبره بحيلتها التي قالتها ..
تنهد كثيرا
و قال كنت من بعد الحج ألحظ هذا التغير و أريد مصارحتكم ثم أقول لعلي أعالج الأمر بنفسي
تناقشنا حاولي ساعتين كاملتين
و قلنا لعله أمر نفسي
فلتذهب للعيادة النفسية
و لم يكن زوجها يحبذا هذا الموضوع لحاجة في نفسه
استشار عددا من الأطباء
و كان مما أشار عليه بعضهم بعد سماعه لعدد من الأعراض
أن يجرى لها أشعة لفحص الرأس
تحايل عليها زوجها و ذهب لمستشفى الحبيب
أجرى الاشعة ،، و خرجت النتيجة ،، و أعادوا الأشعة مرة أخرى ،، و كانت النتيجة المذهلة
ورم سرطاني كبير في منطقة حساسة جدا جدا من الرأس
طلبوا منه الذهاب فورا لأحد المستشفيات الحكومية
أخذها للبيت
و ذهب فورا لمستشفى الشميسي و أكدوا صحة المعلومة
و ذهب لمدينة الملك فهد الطبية و أكدوا صحة الخبر و حاجتها العاجلة لدخول غرفة العمليات صباح السبت
كان الخبر ثقيلا عليه
حضر إلينا في مساء ذلك اليوم الأربعاء ( قبل حفل الجمعية للمدارس النسائية بأسبوع) و تناقشنا طويلا معها في الموضوع و أخبرنا أن بامكانه نقلها للعلاج في أي مكان في العالم بعد استخارة واستشارة طلب مني و من أخي أن نذهب إليها لاعطائها الخبر بشكل تدريجي
ورم صغير حميد في الرأس
بعد معرفتها بقدومنا للبيت رفضت أن تفتح لنا الباب إلا بشرط ألا نناقشها في الأمر
فقلنا لها ما هو !!!!
فقلت: أنا فحصت في المستشفى و أنا مصابة بورم و لا أقبل أن يتحدث أحد في الأمر فلن أذهب للمستشفى ،، فدخلنا على شرطها ،، جلسنا قليلا ثم ذهبنا
أخبرنا إخوتي و أخواتي و تتابعنا عليها لإقناعها فلم تسمح لأحد أن يناقشها
أخبر هو والدته لمناقشتها فقد كانت تحبها فلم تتقبل منها
أخبرنا نحن والدتنا لعلها أن تقنعها فرفضت رفضا قاطعا
و كان جوابها عجيبا
لا أريد الأطباء أن يتعرضونني
أنا متوكلة على ربي سألجأ إليه فإن أراد لي بقية من العمر فسيزول المرض و إن أخذ روحي فلعله خير لي
و صمدت في وجهنا جميعا
و استمرت ترقي نفسها و تشرب ماء زمزم و ما ورد في السنة من أدوية ،،
في 20 رجب طلبت من زوجها أن تذهب للبيت الحرام فتسأل الله عفوه و عافيته ،،
ذهبت و كانت طوال الفترة تذهب الى الحرم من بعد العشاء الى الفجر تصلي ،، تطوف ،، تدعو
زرنا جميعا مكة فكانت حريصة على عدم مقابلتنا
تتظاهر بأن لديها ضيوف من أقارب زوجها
و كان الهدف ألا يحدثها أحد بالعلاج و قد بدأت عليها آثار التعب في 10 شعبان أجرت والدتي عملية جراحية في ظهرها
فكانت تتصل بأمي كل ليلة و هي أمام الكعبة فتدعو و تطلب من أمي و هي في الرياض أن تؤمن عبر الجوال قرابة الربع ساعة يوميا يشتد الألم مع دخول رمضان
ينصحها زوجها بعدم الصيام
فتصر على الصيام
و تذهب للصلاة
في منتصف رمضان اتصلت بكل واحد منا و من أعمامي جميعا فتتحدث مع كل واحد ثم تدعو له
قال لها زوجها : تريدين العيد في الرياض أو مكة
قالت : انا سأموت فدعني أموت في البلد الحرام
يوم الجمعة 19 رمضان اتصلت بأخي محمد و كان في مكة وقد طلب منها أن يزورها قبل فرفضت و طلبت أن تزوره هي
زارته قبل الافطار فرأى المرض قد هدها و أنهكها فأشار عليه بالفطر فرفضت و هو يرأها تتألم
ذهب هو لصلاة التراويح في الحرم و ذهبت هي للمسجد المجاور صلت الفريضة و قالت إني أشعر بالتعب
فبقيت مضجعة لم تستطع صلاة التراويح
فور انتهاء الامام من الصلاة خرجت مسرعة و قالت أحس بصداع شديد ركبت في سيارة عائلة غير معروفة طلبت منهم السرعة بالذهاب بها للبيت لأنها متعبة جدا و لا تستطيع انتظار السائق فركبت معها ابنة أخي
اتصلت بزوجها
حضر مسرعا
جلست تلك الليلة تتألم و تصبر و تصر على عدم الذهاب للمستشفى و تؤكد على زوجها
صامت يوم 20 رمضان بكل صعوبة
ذهبت على قدميها للمسجد المجاور فصلت القيام ليلة الحادي و العشرين مع والد زوجها و كان محبا جدا لها
صامت يوم 21 رمضان بصعوبة بالغة و زوجها يلح عليه بالفطر فترفض في العصر أصيبت بإعياء شديد
أفطرت مع أذان المغرب بقطرات ماء يضعها زوجها في فمها بكل صعوبة و هي مضجعة
صلت صلاة المغرب و قد بدأت بنشاط جديد
سجدت بين يدي ربها
حينما نهضت قال زوجها ماذا تفعلين ؟؟
قالت أشكر ربي أن وفقني لصيام 21 يوم
ثم طلبت أن تغتسل بنفسها
فقالت لها والدة زوجها أنت متعبة و يكفيك الطهارة في مكانك..
فألحت بالاغتسال
فطلبت منها أن تدخل معها دورة المياه
فرفضت رفضا قاطعا
اغتسلت بنفسها
و لبست لباس جديدا .......... تستعد به لمقابلة ربها
بدأ الاعياء والتعب يشتد .. و هي سكرات الموت
كلما أفاقت قالت : أريد أن أصوم غدا
في الساعة 12 ليلا أحضر زوجها ممرضة ومغذي
تحسنت حالتها
ثم اشتدت سكرات الموت
و هي تؤكد ألا تنقل للمستشفى ،، وأن يكون موتها بين أبنائها
و أبنائها يرقبونها من بعيد
قبيل الفجر
و في شدة الاغماء
قرر زوجها نقلها للمستشفى
حضر الاسعاف
و نقلت للمستشفى بسرعة
أذان الفجر لليوم 22 رمضان
وصلوا للمستشفى
اجتماع 8 أطباء عليها
بدأ طبيب الانعاش يضع يده على صدرها لاجراء الانعاش القلبي
60 ثانية مرت
التفت الطبيب لزوجها يأمره بالخروج و يرقبه من بعيد
فيرفض زوجها
فيعلم الطبيب أن زوجها قد امتلئ سكينة و طمأنينة و رضا بقضاء الله و قدره
فيخبره الخبر بكل لطف
فيخر ساجد لله شاكرا
أن رأها تموت أحسن ميتة يتمناها الصالحون
صائمة قائمة راضية متوكلة
في بلد حرام و شهر عظيم
اتصل بنا
غادرنا الرياض بالطائرة 8 صباحا
غسلناها بعد العصر
فكانت على مرأى حسن يحبه المؤمنون
صلينا عليها مغرب ليلة 23 رمضان و قد كان الحرم مملوء بالمصلين المعتكفين و المعتمرين و في ليلة يرجى أن تكون ليلة القدر دفناها في المقبرة و أنزلتها بنفسي للقبر فكانت خفيفة المحمل رحمها الله
ذهبت برفقة أخي علي لسكنها فأخذنا أطفالها الأربعة
سلطانة 14 سنة ، سندس 10 سنوات، معاذ 8 سنوات ، عبدالله 4 سنوات
رجعوا معي أيتام بلا أم إلى الرياض ،،
في العزاء
قابلت السائق الخاص بأسرتها فقال : اتصلت بي يوم الخميس و قالت خذ من 500 ريال من فلان و اشتر بها أغراضا و أذهب بها لبيت فلان (أسرة فقيرة)



اتصلت يوم الثلاثاء امرأة تشادية نعرفها جيدا تسأل عن أخبارها فقالت لها أختي إنها توفيت أمس فبكت كثيرا
و عندما حضرت للعزاء قالت إنها اتصلت بي يوم السبت (قبل وفاتها بيوم) و قالت إذا كنت تعرفين نساء من الأفريقيات اللاتي يعملن في البيوت ولديهن أطفال فاطلبي منهن أن يرجعن لأطفالهن و أنا أعطيهن مكافاة و ليبقين مع أطفالهن



قال زوجها قبل وفاتها بأيام أخذت كل ما تملكه فتصدقت به و وزعته على الفقراء


اتصلت بأختي في بداية رمضان و قالت لها قولي لابراهيم يحضر خادمة عاجلة لأمي على حسابي


قال زوجها : اتصل بي خلق كثير ممن أعرف و لا أعرف متأثرين بوافتها و عجيب صنيعها


أقسم لي والد زوجها : أنه بكى لفراقها أشد مما بكى على والدته يقول لشدة احسانها بي وبوالدة زوجها ،،،
__
رحمها الله رحمة واسعة و أسكنها فسيح جناته
هذه مواقف مختصرة كتبتها على عجل فيها عبرة لي و لكم ،،
و لا تنسوها من دعواتكم




أخوكم : ابراهيم الخضيري
27 رمضان 1432 هـ




رحم الله أم معاذ رحمة واسعة و أسكنها فسيح جناته و الهم ذويها الصبر والسلوان

اللهم أحسن خاتمتنا و خواتم المسلمين
اللهم آمييين اللهم آمييين

أبو عبدالله13 2011- 10- 6 11:47 AM

رد: مقال الشيخ إبراهيم الخضيري في وفاة أخته رحمها الله‏
 
قصة معبرة
رحم الله أم معاذ واسكنها فسيح جناته
وصبر اهلها وذويها
وانا لله وانا له راجعون

Ệliẑaḇễṱĥ 2011- 10- 6 12:03 PM

رد: مقال الشيخ إبراهيم الخضيري في وفاة أخته رحمها الله‏
 
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحم الله أم معاذ رحمة واسعة و أسكنها فسيح جناته
و الهم ذويها الصبر والسلوان
اللهم أحسن عاقبتنا فى الامور كلها

وأجعل أخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله
وأجعل خير أيامنا يوم نلقاك يا أرحم الراحمين
جزيتى الجنان ورضا الرحمن أختى همس على نقل هذه القصه التى فيها من العبر الكثير ,’


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 12:33 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه