ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام (https://vb.ckfu.org/index.php)
-   ملتقى المواضيع العامة (https://vb.ckfu.org/forumdisplay.php?f=3)
-   -   رسالة من إنسان لإنسان ! (https://vb.ckfu.org/showthread.php?t=1372)

بـــو أحــمــد 2006- 11- 2 07:15 AM

رسالة من إنسان لإنسان !
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة من إنسان لإنسان !
بقلم ... علي العلي




بداية
أحيك بتحية الإنسان للإنسان
تحية التوحيد للتوحيد
تحية السلام للسلام
تحية الحق إلى الخلق وتحية الخلق إلى الحق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لعل الحديث عن آفاق الإنسان وآليات الحوار الذي ينطلق من إنسانيتنا كفيلة بأن تؤهلنا إلى وضع الخطط العلمية والعملية ذات البعد الإنساني لذلك .

إن ما يستوقفني كثيراً هو أن الإنسان تميز عن سائر الكائنات بعقله ولا نرى مصداقاً للكون الجامع والمظهر الكلي للخالق عزّ وجل إلاّ الإنسان الكامل فهل من غاية لجمع شتات أفراده وتنوع أعراقه وأعرافه وتمحور أفكاره وانغلاق آفاقه على بعد واحد .

إن دعوة الإنسان الكامل تتجسد من خلال الإنسان إلى الإنسان إذ أن الإنسان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق وكلانا مسافر نحو غايته فنحن من الحق إلى الخلق ومن الخلق إلى الحق فالطريق واحد والإنسان واحد والهدف واحد ، لكن الوسائل تتعدد من هنا لابد أن نعيد التوحيد ونطوف حول المُوحّد عبر أقواس الصعود والنزول ولعل هذا الوقت هو المناسب فنحن عبر تجاذبات هذا العصر نجد أننا نأن شوقاً إلى موضوع جديد قديم وطرحٍ حديث في أساليبه عريق في فكرته ومع ما لهذا الأمر من عراقة وآثار في الأصلاب والأزمان نراه يتجسد يومياً عبر حاجز زمني تقف أمامه الأرقام ، ينعكس على مستقبلنا بعد أن فهمنا من خلاله ماضينا ومع الأسف لازلنا نتصارع فيه عند حاضرنا ، وحتى هذه الأحرف لم نصل إلى صيغة أساسية ينبع منها تأصيل أساسي ومنهجي للتعامل الإنساني فضلاً عن الديني أو العرقي أو الطائفي أو القومي بل حتى الوطني والحزبي ولا أعلم إلى أين تنتهي هذه السلسلة لكن عندما نقف عند كل هذا بنظرة من يريد أن يكون عقله بحجم الكون يستوعب جميع مفرداته من دون تناقض أو تزاحم ويقلع عن حالة أن يكون الكون بحجم عقله أرى أننا قد فقدنا اتجاه الوجود ، لذا لابد أن ندرك جميعاً نحن :
من أين ؟
وفي أين ؟
وإلى أين ؟


ولعل البداية هي في الواقع نهاية هذا الشيء إذ أننا لم نضع نصب أعيننا آفاق الإنسان وآليات الحوار .

إذ أننا عندما نحيي تقارباً نجد أنه في ذاته يحمل تباعداً لأننا نسعى إلى إدخال بعض المفردات المعرفية التي فتحت بوابات لساحات شاسعة من التجاذب والتنافر عندها ندرك أننا إذا أنجزنا للإنسان فعلى أحسن الأحوال أنجزنا المجاملات المبطنة والتي تحمل كل منها خصائص الرصد عبر غطاء (الدبلوماسية) التي أصبحت ذات تشعبات عديدة دينية وفكرية وغير ذلك بل تجاوزنا ذلك حتى أصبحنا نوظف المعرفة عبر مؤسساتها العلمية تحت غطاء أكاديمي لدعم هذا أو إقصاء ذاك لا لشيء إلاّ أنه يرى الرقم 6 من الأسفل ويبني أساسه المعرفي والفكري والآخر يقرأه من الأعلى فيبني عليه وكلاهما تجاهل ثلاثة أمور :
من أين ؟
وفي أين ؟
وإلى أين ؟


ولكي نقلص هذا التفاوت جميعاً لابد أن نحدد أولاً آفاق الإنسان وآليات الحوار عبر خطة عمل واضحة المعالم وعلى مستوى عالي من الإنسان وانعدام شبه تام إن لم يكن تام لغير ذلك لكي نؤسس على ذلك جذور بناء آليات الحوار لكي تكون مدخلاً واضحاً وشفافاً لبناء الآليات والتي تجعلنا نلمس التوحيد الذي بدأنا منه وضللناه ولعل الأدق أننا ضللناه .

أولا: أفق الغاية :
لعل النظر إلى الغاية يرسم أمامنا طبيعة الطريق، ومدى سلاسته ووعورته، وعمق منحدراته، وشدة انحناءاته، وبُعْد ارتفاعاته، وبالتالي يفتح أمامنا آفاق التعامل وآليات العمل للوصول إلى تلك الغاية. ولعل هذا نلحظه في مفرداتنا التي نرفعها؛ فنحن نرفع التقريب والحوار، لكن لم ندع للوحدة كوحدة، ولم نتصور أبعادها، بل اتجهنا للدعوة إلى التقريب والحوار، والتي قد يضيق أفقها عن واقع الوحدة والتوحيد، مما يدعونا لتحديد غاية عليا تتناسب الجهود معها ومع الساعي لتحقيقها، ولتكن تستبطن التقريب والحوار وتحققه في مرحلة من مراحل البناء التوحيدي.

ثانيًا: القبول بما هو هو :
وأعني بذلك أن يقبل جميع الأطراف كل طرف كما هو، وبما هو، دون أي مساس أو تدخل في صغيرة أو كبيرة كضمان لاستمرار النظر والوصول للغاية، وهذا في حد ذاته يعد مدخلا أساسيًّا لتقريب المسافات؛ حيث يعيش كلٌّ منَّا الآخر بما فيه، مع غض النظر عن رأيي ورأيك، وغير ذلك من الإثارات المدعوم بعضها بوثيقة الخروج عن دائرة التوحيد والإنسان.

ثالثًا: تحديد الأهداف :
لا بد أن ننظر من خلال الأهداف وحدودها؛ بمعنى أن نرسم مسارًا تتشكل به المبادئ العليا للإنسان والكون، والذي يجمع شتاتها الذي يزداد بين آونة وأخرى؛ حتى وصل الأمر بالبعض -ويا للأسف- إلى رسم إيحاء، بأسلوب يدعي أنه حضاري، بأن الإطار العام للشرائع السماوية هو مجال تشتت لا وحدة؛ حيث نرى أننا أصبحنا نختلف في كل شيء، من ثبوت حق الحياة حتى أعمق المسائل والدلالات التوحيدية، ولم نحاول أن نستلهم من كل ذلك الإيجابيات، لنراجع من خلالها السلبيات.

علمًا أننا نتذكر واقعًا ونعيش حلمًا ونحترمه كأمنية؛ لأننا فقدناه ولم نلتفت إلى موضوعية الاختلاف وروح الاختلاف، مع اختلاف محتواه وتفاوته، إلا أن أساسها هو التشخيص على مستوى الفرد، لكن فلننظر إليه ببُعْده الإيجابي الذي يخدم الإنسانية، لا "التشخص" الذي يفرز الأنانية والتشرذم.

رابعًا: القواسم المشتركة :
وهذا ما ينبغي البناء عليه، وجعله الأساس في التحرك التنفيذي حول كل شيء؛ حيث ننتقل عبر هذه الآلية إلى بناء ذات الحوار والتقريب وأساس الحوار التقريب لرسم نواة الوحدة والذي لا بد أن يكون أساسًا في كل تحركاتنا ومحاورنا الفردية والجماعية، فننهض نحو الاتفاق الذي يؤدي لبناء الحوار والتقريب الحقيقي والتطبيق الفعلي لمرحلة قبول الآخر بما هو هو، والتي تتشكل منها دائرة التفاعل التوحيدي الذي نصبو إليه تحت راية التوحيد ولسان التوحيد.

خامسًا: حوار الخلاف العلمي :
لعل ما يميز المدارس العلمية والمذاهب بأنواعها، ويحدد سعة عطائها الروح العلمية، التي تعزز في واقعها روح النمو والازدهار على الصعيد الفردي والاجتماعي، الذي ينعكس على فكر الإنسانية ومنهجها. لذا لا بد أن يُستثمَر هذا الإطار بكافة إيجابياته الفكرية والمنهجية، فما دُمْنا نؤمن بالتقريب فنحن نُقِرُّ بالاختلاف، وما دمنا نقر بالاختلاف فلا بد أن نوظف هذا الاختلاف بأزكى صوره، لذا لا بد أن ننطلق نحو بناء الذات الفردية عبر ذات الإنسانية، من خلال تفعيل وتطوير دائرة البحث المعرفي والعلمي، وإن حمل بطيَّاته سمة الخلاف الذي هو نقطة إيجابية.

ولعل التجارب تدل على ذلك، وازدهار الأمر في عصورنا الماضية سببه ذلك مع أسباب أخرى لا مجال لعرضها، وإن كان للخلاف أثر في فهم البعض الذي انطلق من خلاله لتشتيت كيان الإنسانية.

سادسًا: وحدة التقارب العلمي :
إن كان الخلاف العلمي هو المحرك الأساسي لتطوير الفكر وازدهاره، والمدارس العلمية والمذاهب الدينية تعيشه بتراثها وعصورها يومًا بيوم -حيث رسمت الذات العلمية لكل شخص أو منهج أو مدرسة أو مذهب- فإننا نراه في الواقع التاريخي والمعاصر للمدارس العلمية والمذاهب الدينية وأعلام الأديان يعكس ذلك. ولعل النظرة إلى تراثنا الفكري والمعرفي لكافة المناهج والمدارس السماوية تنطق بذلك.

والذي نردده ونتناوله بل وننهل منه اليوم علومنا هو بيننا الآن، لكننا لم نستثمره، وإن كان الآخر قد نهل منه وارتقى، ومن هنا يتجلى التقارب العلمي الذي يمثل العقل الجمعي للفرد والأمة، والتقريب الأساسي لتوحيد منهج الأمة وفكرها، وتطوير فكر الفرد بلحاظ الأمة، والأساس العملي في دفع عجلة تحركنا. فبالتقارب العلمي نقرر التقريب المؤدي للوحدة الذي يمر عبر الآليات السابقة، وتسلسلها الذي قد يعبر عن منهجها وتدرجه.

لذا لا بد من كل ذلك لبناء ذات الفرد والأمة، فعلى هذا الأساس يمكن أن نؤسس الإنسان ، ونبني ذهن الإنسان الذي يعكس ذات أمة الإنسان بهذه الآليات التي لنا أن نصفها بالأساسية، والتي من الممكن أن تكون فاعلة نحو التحرك المدعوم -بلا شك- بقوائم وأبعاد لا بد أن تلازم مسيرة التحرك الذي نتمنى، بل نعمل على أن يمتلكها كل فرد إنساني، بل كل إنسان يفكر في التقريب المؤدي للوحدة، أو من يتمنى الاتجاه نحوه، والتي منها:
1 ـ الموضوعية.
2 ـ الإنصاف.
3 ـ حسن الظن.
4 ـ تجاوز الذات.
5 ـ نقاء الذات نظريًّا وعمليًّا.
6 ـ الإبداع نحو الوحدة.


فهذه الأمور هي زوايا أساسية تتشكل منها مجموعة دائرة التحرك، بما تحويها من تفرعات وتداخلات، والتي سوف تفرز باعتقادنا أساسًا لوحدة أمة الإنسان، وترسم مسارها وهي موحدة، ولعل هذه الأمور تكون قواعد حاكمة؛ خصوصًا للفرد الإنساني الذي يرى فعله وقوله من خلال انتمائه للأمة الإنسانية لا بلحاظ آخر. فلا بد أن يكون كلٌّ منَّا أمة في فرد، والكل فردٌ لهذه الأمة، فيتحرك بمسؤولية وحِكْمة، ويكبر بكبر حجم هذه الأمة، بماضيها وحاضرها، ويحدد مستقبلها، لا أن نُصغِّر الأمة بصغرنا، هذا ما يمكن أن يكون مدخلا أساسيًّا لترميم آليات الوحدة. ولعل الحديث حول ذلك يحتاج لبسط أكثر وتفريع أوسع، وتحليل يفتح محاور تلك الآليات التي سعيت من خلالها أن أسير، وأُسسَ لِمَا يمكن أن يكون تحت إطار (كلنا راعٍ وكلٌّ منَّا مسئول عن رعيته). ولعل الإنسان والإنسانية رعية تستحق ذلك.






مـــ نــ قــ ــو ل



تـحـيـاتــي
بــو احــمــد
http://www.cksu.com/vb/uploads/13075/1148084175.gif

ولاية 2006- 11- 2 09:27 AM

رد: رسالة من إنسان لإنسان !
 
رسالة رائعة

تحمل الكثير من المعاني والاهداف

الف شكر اخوي بواحمد على هذه النقلة القيمة

ونترقب منك المزيد

اختك
ولاية

ملكة الاحساس 2006- 11- 2 09:56 AM

رد: رسالة من إنسان لإنسان !
 
مشكوراخوي

بواحمد

على هذه الرسالة الرائعة والمفيدة

جوزيت خيرا

دمت و دام قلمك

http://www.deeiaar.com/vb/deeiaar/sn/23.gif

ملكة الاحساس

ملكة الاحساس 2006- 11- 2 10:04 AM

رد: رسالة من إنسان لإنسان !
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكور اخوي
بواحمد

وجزاك الله خيرا

على هذا الرسالة الهادفة

تحياتي
ملكة الاحساس

بـــو أحــمــد 2006- 11- 5 10:25 PM

رد: رسالة من إنسان لإنسان !
 
ولاية - ملكة الاحساس
العفو ..

و بالتوفيق للجميع

ربي زدني علما 2006- 11- 5 11:35 PM

رد: رسالة من إنسان لإنسان !
 
ابواحمد

رسالة محمله بالمعاني الراقيه الرائعه


تشكر على نقلك الطيب

وفقت لكل خير

تحياتي

ضـيـاء 2006- 11- 14 04:08 PM

رد: رسالة من إنسان لإنسان !
 
معاني رااااااائعه

بس وين اللي يفهم بالضبط كلمه الانسانيه

الله يعطيك الف عافيه بواحمــــــــــــد

بـــو أحــمــد 2006- 11- 17 11:13 AM

رد: رسالة من إنسان لإنسان !
 
ربي زدني علما - ضـيـاء
العفو ...

و بالتوفيق للجميع


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 03:49 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه