ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام (https://vb.ckfu.org/index.php)
-   ملتقى الطلاب والطالبات للتوعية والتثقيف (https://vb.ckfu.org/forumdisplay.php?f=421)
-   -   [ تطوير الذات ] : فن معالجة الأخطاء ~ في رحاب ديننا الحنيف (https://vb.ckfu.org/showthread.php?t=625628)

إيثاار 2014- 11- 8 02:35 PM

فن معالجة الأخطاء ~ في رحاب ديننا الحنيف
 
http://im49.gulfup.com/rkErLi.jpg




ترصد الشركات الغربية الكبرى أموالاً ضخمة لدراسة علم العلاقات الإنسانية، الذي يشمل: فن معالجة الأخطاء، وفن التعامل مع الآخرين، وفن كسب القلوب، وفن الإقناع، وفن قيادة الآخرين، وتنشئ لهذا الغرض معاهد مستقلة، وتدعم البحوث والدراسات المتعلقة به؛ لأنه يخدم مصالحها وأهدافها في الاتصال بالجماهير، ولا تكاد تخلو شركة من الشركات من قسم العلاقات العامة الذي يوظف فيه أناس متخصصون في هذه العلوم، أو ما يحلو [لديل كارينجي] أن يسميهم: (كاسحي الألغام))


دائماً ماتكون دلائلنا في التطور وفن مخاطبة الذوات غربية الشواهد
ولو أنا عُدنا إلى سنتنا المُطهرة لوجدنا مايُغنينا عن أية ثقافات
سيروا معي في رحاب السيرة لنكن ذوو فن في معالجة أخطاءنا .


الفن /هو الحرفية العالية , أو الإتقان .

المعالجة /هي تحويل شيء ما من صورته الطبيعية أو المتعارف عليها إلى صورة أفضل .

الخطأ /الخطأ ضد الصواب, و هو أمر مخالف لما يجب أن يكون .

هذه نصائح مهمة نستطيع من خلال تطبيقها معالجة الأخطاء بأفضل ما يمكن أن يكون, و نحصل على أعلى قدر ممكن من النتائج المرجوة من معالجة الخطأ .

1/ تجنب الجدال:
تجنب الجدال العقيم و الذي لا فائدة منه ، ولذلك فإن النصوص الشرعية لم تذكر الجدال إلا بالتي هي أحسن .
قال تعالى : { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِوَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }[النحل:125]
قال أمام المفسرين ابن كثير رحمه الله :
أي: ( من احتاج منهم إلى مناظرة وجدال، فليكن بالوجه الحسن برفق ولين وحسن خطاب )ا.هــ

يُروى عن مالك بن أنس أنه قيل له: ( يا أبا عبد الله الرجل يكون عالماً بالسنة أيجادل عنها )؟؟
قال: ( لا، ولكن يخبر بالسنة فإن قبلت وإلا سكت )
# فإن طالب الحق إذا سمع الحق قبله، و إن كان صاحب عناد وهوى لم يقنعه أقدر الناس على الجدال، وربما أن تصحيح الخطأ بلا جدال قد يكون سبب في أن يتأمل ويرجع المخطئ.
و لذاك نجد قوم نوح تذمروا من كثرة الجدال و تجرؤ على الجبار
{ قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } [ هود:32]

يقول عبد الله بن حسن ـ رحمه الله :
( المراء يفسد الصداقة القديمة، ويحل العقدة الوثيقة، وأقل ما فيه أن تكون المغالبة والمغالبة، أمتن أسباب القطيعة )
و المخطئ - الجاهل - قد يربط الخطأ بكرامته، فيدافع عنه كأنه يدافع عن كرامته .
( وإذا تركنا للمخطئ مخرجاً سَهُلَ عليه الرجوع, والطريق للعودة فلا نغلق عليه الأبواب )
قال معاذ بن جبل:( إذا كان لك أخ في الله فلا تماره )


2/ أزل الغشاوة عن عين المخطئ :
المخطئ لابد أن يشعر أنه مخطئ أولاً, حتى يكون لديه حافز للبحث عن الصواب, لذا لابد أن نزيل الغشاوة عن عينه ليبصر الخطأ.
أتى شاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ائذن لي بالزنا
فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا : مه مه
فقال : ادنه فدنا منه قريبا. قال : فجلس. قال :أتحبه لأمك؟؟قال: لا والله جعلني الله فداءك
قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم. قال:أفتحبه لابنتك؟؟قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك
قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم. قال:أفتحبه لأختك؟؟قال: لا والله جعلني الله فداءك
قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم ⊄..
فوضع يده عليه وقال : اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه, فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء )قال الألباني إسناده صحيح


و رُوي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب
فقال لي: ( يا عدي اطرح هذا الوثن من عنقك ) , فطرحته ثم انتهيت إليه
وهو يقرأ: ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ) حتى فرغ منها,
قلت له: إنّا لسنا نعبدهم,
فقال: ( أليس يُحرمون ما أحلّ الله فتحرمونه ويحلّون ما حرّم الله فتستحلونه) ؟؟؟
قال قلت: بلى .قال: ( فتلك عبادتهم ) [ تفسير البغوي ]

3/ استخدم العبارات اللينة في إصلاح الخطأ:
والسر في تأثير هذه العبارات الجميلة، أنها تُشعر بتقدير واحترام وجهة نظر الآخرين،
ومن ثم يبادلونك هم هذا الشعور بإنصافك فيعترفون بالخطأ ويصلحونه.
فالإنسان عبارة عن جسد، وروح وهو ملئ بالعواطف الجياشة، وله كرامة وكبرياء،
فلا يحب أن تهان كرامته، أو يجرح شعوره، حتى ولو كان أعقل الناس.

قال تعالى : { فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } [طه:44]
قال أمام المفسرين ابن كثير رحمه الله :
( الآية فيها عبرة عظيمة، وهو أن فرعون في غاية العتو والاستكبار، وموسى صفوة الله من خلقه إذ ذاك،
ومع هذاأمر ألا يخاطب فرعون إلا بالملاطفة واللين،و أن دعوتهما له تكون بكلام رقيق لين قريب سهل، ليكون أوقع في النفوس وأبلغ وأنجع
) ا.هــ

و قال رسول الله صلى الله عليه وسلمæ:æ
( ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار تحرم على كل قريب هين لين سهل) رواه الترمذي وحسنه
(( تذكر أن الكلمة القاسية في العتاب لها كلمة طيبة مرادفة تؤدي معناها و تقوم مقامها ))

4/ اللوم لا يأتي بخير:


تذكر
إن اللوم لا يأتي بنتائج إيجابية غالباً، فحاول أن تتجنبه .
قال أنس بن مالك رضي الله عنه:
( خدمته ç الرسول صلى الله عليه و سلم- في السفر والحضر ، ما قال لي لشيء صنعته لم صنعت هذا هكذا ، ولا لشيء لم أصنعه لم تصنع هذا هكذا) صحيح البخاري .
اللوم يحطم كبرياء النفس البشرية و يزرع البغضاء و الأحقاد في النفوس .
يقول ديل كارينجي /
( كم خسر العالم كثيراً من العباقرة وتحطمت نفسياتهم؛ بسبب اللوم المباشر الموجه إليهم من المربين )

5/ ضع نفسك موضع المخطئ ثم ابحث عن الحل:
عندما نعرف كيف يفكر الآخرون، ومن أي قاعدة ينطلقون، فنحن بذلك قد عثرنا على نصف الحل لعلاج الخطأ.
حاول أن تضع نفسك موضع المخطئ، وفكر من وجهة نظره هو، وفكر في الخيارات الممكنة التي يمكن أن يتقبلها، فاختر له ما يناسبه.
يُروى أن رجل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله فأعطاه درهما وأمره أن يشتري به فأساً

و يحتطب ويأتيه بعد فترة فلما جاءه أخبره أنه وفر قدرا من المال لحاجته وتصدق بالبعض الآخر .
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده ، لأن يأخذ أحدكم حبله ، فيحتطب على ظهره ، خير له من أن يأتي رجلا فيسأله ، أعطاه أو منعه ) صحيح البخاري
و هذا درس عملي من معلم البشرية صلى الله عليه و سلم فهو أعطاه حل و لم ينكر عليه أو يوبخه على هذا السلوك الخاطئ بل أعطاه الحل المناسب.

6/ ما كان الرفق في شيء إلا زانه:
قال صلى الله عليه و سلم :
( إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه ) رواه مسلم
قال صلى الله عليه و سلم :
( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه . ولا ينزع من شيء إلا شانه ) رواه مسلم
وتذكَّرقصة الأعرابي الذي بال في المسجد، وكيف عالجها النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق و لين.
قال أبو هريرة رضي الله عنه :
( بال أعرابيٌ في المسجد ، فثار إليه الناس ليقعوا به ،
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
( دعوه ، و أهريقوا على بوله ذنوبا من ماء ، أو سجلا من ماء ؛ فإنما بعثتم ميسرين ، ولم تبعثوا معسرين ) رواه البخاري

7/ دع الآخرين يتوصلون لفكرتك:
عندما يخطئ إنسان، فقد يكون من المناسب في تصحيح الخطأ أن تجعله يكتشف الخطأ بنفسه،
ثم تجعله يكتشف الحل بنفسه فإن هذا أدعى للقبول.
لان الإنسان عندما يكتشف الخطأ ثم يكتشف الحل والصواب فلا شك أنه يكون أكثر حماساً؛ لأنه يحس أن الفكرة فكرته.

8/عندما تنتقد اذكر جوانب الصواب:
حتى يتقبل الآخرون نقدك المهذب، وتصحيحك للخطأ، أشعرهم بالإنصاف بأن تذكر خلال نقدك جوانب الصواب عندهم، و امدح على قليل الصواب يكثر من الممدوح الصواب.
قال صلى الله عليه وسلم:
( نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل )
قالت حفصة : ( فكان بعدُ لا ينام إلا قليلاً ) رواه البخاري
عن عمر ابن الخطاب قال :
أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان قد جلده في الشراب ،
فأتي به يوما فأمر به فجلد ،
فقال رجل من القوم : اللهم العنه ، ما أكثر ما يؤتى به ؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا تلعنوه ، فو الله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله) صحيح البخاري

9/ لا تفتش عن الأخطاء الخفية:
حاول أن تصحح الأخطاء الظاهرة ولا تفتش عن الأخطاء الخفية لتصلحها؛ لأنك بذلك تفسد القلوب، وقد نهى الشارع الحكيم عن تتبع العورات.
قال صلى الله عليه وسلم:
( إنك إن اتبعت عورات المسلمين أفسدتهم أو كدت تفسدهم )قال العراقي إسناده صحيح
قال صلى الله عليه وسلم:
(لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله )قال المنذري إسناده صحيح أو حسن
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله :( تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل ).
وهوتكلف الغفلة مع العلم والإدراكلما يتغافل عنه تكرماً وترفعاً عن سفاسف الأمور .
قال الحسن البصري رحمه الله :( ما زال التغافل من فعل الكرام ).
و الحكمة تقول :( من تـتـبع خفيَّات العيوب، حُرِم مودات القـلوب )


دمتم بـ رُقي :106:

✶ جُمان ✶ 2014- 11- 8 06:06 PM

رد: فن معالجة الأخطاء ~ في رحاب ديننا الحنيف
 


.....
شريعتنا الأسلامية كنز عظيم
شمل جل نواحي حياتنا بما فيها فن التعامل مع الآخرين
ودلتنا عليه في كتاب الله عزوجل وفي سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام ..
...
بصراحة أهنىء أصحاب القلوووب الصادقة ذوووي الكلمة الطيبة ليني الجانب
بالأضافة الى كونها صدقة وأجر لهم .. هم يكسبووون بها رضا الله عزوجل وحبه ومن ثم محبة خلقه

أحبك الله ورسوله ياايثاار

حنان آل حيان 2014- 11- 8 06:09 PM

رد: فن معالجة الأخطاء ~ في رحاب ديننا الحنيف
 
روعه تسلم يدك موضوع جدا مفيد اختيار راقي كوجودك ايثار

تقييم + :15::15::15::15::15: :004:

Dr ʀeнαв 2014- 11- 8 06:12 PM

رد: فن معالجة الأخطاء ~ في رحاب ديننا الحنيف
 
-




موضوع جميل ياانيقة
بارك الله فيك وفي جهودك الرائعة
يعطيك ربي الف عافية
:icon19:

الجفول* 2014- 11- 8 06:32 PM

رد: فن معالجة الأخطاء ~ في رحاب ديننا الحنيف
 
سلمت اناملك ايثار ,,
طرح راقي جدا :icon1:

أسير نجد 2014- 11- 8 06:37 PM

رد: فن معالجة الأخطاء ~ في رحاب ديننا الحنيف
 
موضوع جميل ورائع اختي ايثاار

الله يعطيك العافيه :106:

Khaled.k 2014- 11- 8 10:54 PM

رد: فن معالجة الأخطاء ~ في رحاب ديننا الحنيف
 
موضوع مفيد

إيثاار
يعطيك العافيه
وشكراً على الدعوه

عبدالعزيز123 2014- 11- 9 12:54 AM

رد: فن معالجة الأخطاء ~ في رحاب ديننا الحنيف
 
دائما ماتأتين بالمفيد في ما تطرحين

الله يعطيك العافية

صَعب 2014- 11- 9 03:53 AM

رد: فن معالجة الأخطاء ~ في رحاب ديننا الحنيف
 
كثيراً ما نركض ونتسارع لنتفاخر بنقل الدراسات الغربيه والعالميه في السلوكيات وعلم النفس وغيرها من العلوم الإنسانيه في فن الحوار والنقاش وقراءة الآخرين ونُطالب بتطبيقها ، وننسى ونتناسى من جهلٍ ألمَّ بنا وأكتنفنا وأعمانا عن النظر والتبصُر والتعمُق في رسالة معلم الإنسانيه وهادي البشريه محمد ﷺ .. تلك الرساله وما حوتها من دروس وعبر وحكم ومواقف وتجارب من هدي القرآن الكريم وسنة النبي الحبيب وخلُقه ؛ أثبتت بالدليل القاطع أنها أفضل الطرُق والسبُل وأنجعها لمعالجة الأخطاء وتعديل السلوك .. كيف لا وقد آمن وأسلم بها على يديه كل هذه الأمم ، كيف لا وقد خضع لهُ ولانَ بها أكثر البشر صلابةً وقسوه على مر التاريخ بأكمله .. ولنا في بعض الصحابه ومن أتى من بعدهم حتى هذا الزمان خير شاهدٍ ودليل .. !

كل ما نشاهده ونراه من دراسات في ذلك هي من وحي قرآننا ورسالتنا المحمديه ، ولكن الفرق أننا قرأناها فقط وهم من عملوا بها ..!


مُمتن كثيراً دعوتك إيثار .. :rose:

دمعة حلم 2014- 11- 9 06:16 AM

رد: فن معالجة الأخطاء ~ في رحاب ديننا الحنيف
 
جمييييييييييل ي أيثار اجمل ماقرأت لهذا الييوم

سلمتي يانيقه واشكرك عالدعوه


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 12:23 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه