دخلت جدتي رحمهـا الله قبل أربعين عاماً إلى منزلهـا عائدةً من أداء فريضـة الحج ، فتفاجئت بجلوس بناتهـا أمام رجـل غريب دون أي حجاب أو عباءة ، فهمّت بتغطية وجههـا عن هذا الرجل الغريب ، وبدأت بتوبيخ بناتهـا على هذا الفعل الشنيع ، ولم تفلح كل محاولات بناتهـا في توضيح الأمر لهـا ، وأن هذا الرجل لا يمكنه مشاهدتهم ، لأنهم ببساطة يشاهدونه في التلفاز .
إلا أني جدتي رحمهـا الله أصرت أن هذا الرجل يمكنه مشاهدتهم ، مثل ما يمكنهم مشاهدتـه ، وأجبرت بناتهـا لعدة أيام أن يرتدوا عباءاتهم إذا أرادوا مشاهدة التلفاز .
حال جدتي رحمهـا الله قبل أربعين سنة يذكرني بحال طالبات كلية البنات اليوم مع استوديوهات المحاضرات .
فيوم أن خطت إدارة الكلية خطوة تطويرية رائدة في مجال تعليم البنات بإستبدال تلك الدوائر التلفزيونية التي أكل عليها الزمن وشرب باستوديوهات حديثـة تتيح للطالبات التواصل مع أساتذتهم بشكل أفضـل ، وجدت وللأسف من يقف في وجههـا ويعترض ويحتج ويرفض التطوير .
الحجج التي أستخدمهـا المحتجين والمحتجـات أشبـه بالحجـة التي استخدمتهـا جدتي رحمهـا الله في الاعتراض على دخول التلفاز لمنزلهـا ، إلا أن جدتي كانت لها مبررات مقنعـة بحكم أنها تشاهد التلفاز للمرة الأولى في حياتهـا فكان اعتراضهـا منطقياً . ولكن ماهي مبررات المحتجين والمحتجات على استوديوهات المحاضرات يا تُرى ؟؟
ألم يسبق لهم ويشاهدوا الزجاج العاكس في المحلات والمطاعم والمباني ، بل وحتى في بعض المنـازل ؟؟!!
ألم يسبق لكم يا طالباتنـا الفاضلات ويا معلمات المستقبل أن درستوا الزجاج وأنواعه وانعكاساتها في مادة العلوم بالمرحلة الابتدائية ؟
هل من المنطق أن يتم بناء كليـة بهذا الحجم وبهذه الإمكانيـات ولا تراعي نوعيـة الزجاج العاكس ؟؟
هل من المنطق أن لا يتم تجربـة تلك القاعـة قبل بدء الدراسـة ؟
هل من العقـل أن يصمت الأساتذة لو كان هذا الساتـر كاشفاً ، ويستمروا دون مراعاة حُرمـة وخصوصيـة الفتيات ؟؟

...

(شمــال شرق )

لي قريبـات بكليــة البنــات كانوا داخل تلك القـاعة أثناء ألقـاء الأسـاتذة لمحاضراتهم ..
وهم من طلبوا مني الكتـابة عن هذا الموضوع ..
وهم من أكدوا لي عدم صحـة ما تنـاقلته بعض الطالبـات عن هذا الستار العاكس ، وأن أغلبية طالبات الكلية يفضلن الطريقة الحالية ، وطالبوني بمنـاشدة إدارة الكليــة عبر صحيفـة " الأحساء نيوز " بإبقاء الوضع على ما هو عليـه وعدم الرجوع للدوائر التلفزيونية التي وصفوهـا بالمخدر المغناطيسي .

وأن أغلبية طالبات الكلية يفضلن الطريقة الحالية