ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام - السعادة الحقيقية في فهم آلية الروح والجسد

كثيرا ما تواجهنا الحياة بـ شتى تقلبات الظروف..
هناك من تمر عليه فيقول لها سلاما وهناك من يستسلم لها خاضعا فيمرض أو يتمارض فيصير الهم هموما والضيق لا مخرج له ولا باب..

لاشك أن أكثر الأمراض العضوية هي بالأساس أمراض نفسية وتشنجات عضلية لو أراح الإنسان نفسه من التفكير السلبي ولوم الذات
لأراح بدنه ونفسه وصح جسمه بلا علاج ولا أدوية هذه الأدوية التي ما هي إلا مسكنات ومهدئات وسرعان ما يعود المرض كاشف عن أنيابه.
المرض نحن نصنعه ونحن أيضا قادرين على نزعه من العروق إن آمنا أننا فعلا قادرين على ذلك بالتفاؤل والرضا والسلام الداخلي.

يحضرني قصة ذلك الرجل الذي بين عشية وضحاها صار أعمى ، كان للتو عائدا الى بيته مساءا ومن غير أن يدري سقط في حفرة
صاح كثيرا حتى أنقذوه ولاكن لقد فقد بصره وصار أعمى بعد أن كان بصيرا ، تحمل شتى الظروف القاسية ، كافح وأكمل مشواره بالحياة وهو أعمى
ومرت السنون طرق خلالها كل أبواب الأطباء قالوا له : لا فائدة (( أنت أعمى )) تعايش مع المرض لا علاج لك كأنهم ملكوا علوم الأرض ليقروا
أن لا فائدة من علاجه نسوا أنهم بشر وعلمهم قليل ..
واصل كفاحه واستمر في تجارته حتى جاءه خبر مفرح بأمر عقاراته فرجع الى بيته فرحان
يبشر امرأته فبشرته أيضا بنجاح أبناءه فنام تلك الليلة سعيدا وفي الصباح........
في الصباح أستيقظ فرأى النور لأول مره عاد له بصره وكأن شيئ لم يكن.عاد بصيرا دون علاج ولا أدويه فقط لأنه كان سعيدا
سبحان الله...

تذكرت للتو قصة سيدنا يعقوب عليه السلام قال الله تعالى(وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84)
تأملوا هذه الآية كيف أن الحزن يؤثر على العين تأثير مباشر من قول عليم خبير..
وهذه الآية دلالة واضحة أن الأمراض العضوية تنتج أحيانا من الضغوط النفسيه فالحزن جعله لا يبصر ولما أعطوه قميص يوسف عليه السلام
وشم رائحة ابنه عاد له البصر...عليهما السلام

النفس والجسد واحد لا فصل بينهما إذا تألمت النفس تألمت على إثرها الأعضاء وإذا سكنت وهدأت أراحت الأعضاء
أن نعيش السلام الداخلي والرضا هذا هو الكنز الذي لا يفنى ..
وحصن منيع من الخضوع والاستسلام لشتى تقلبات الظروف.