ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أخواني و أخواتي أعضاء الملتقى

تحية طيبة لكم جميعاً

و مبارك عليكم الشهر
و كل عام و أنتم بخير

لا يُخفى عليكم ما يمر به عالمنا الإسلامي من ظروف صعبة
و ما يعانيه المسلمون من مآسي و قتل و تشريد و فتن ..
خصوصاً في العراق الجريح و فلسطين الضائعة
بين يدي حركتي حماس و فتح

و انطلاقاً من مبدأ كوننا مسلمون و نشاطر أخواننا في معاناتهم و مآسيهم
بل و في طريق مواجهة فتنة الطائفية ..

أدعوكم جميعاً إلى نبذ هذه الفتنة و التفرقة بين المسلمين ..
فكون هذا سني و هذا شيعي .. لا يعني أن نفرّق بينهم ..

فكلنا مسلمون .. و لنا من المعاني و المفاهيم و الأخلاق ما يجمعنا
قال الباري عز و جل (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [آل عمران : 103] )
و قال رسول الله صلّ الله عليه و آله و سلم ( مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى )

لماذا لا نفوّت الفرصة على أعدائنا الذين يخططون على إثارة الفتن الطائفية بين المسلمين ؟
فهم عملوا و ما زالوا يعملون على إضعاف قوة المسلمين و محاربتهم بإشغالهم بأنفسهم ...
حتى تتحقق أهدافهم في جعل العالم و دول الشرق الأوسط تحت سيطرتهم لنهب خيراهم و القضاء على تراثهم الإسلامي و سلخهم من تعاليم عقيدهم و طمس ثقافتهم الخاصة بهم ..

بالرغم مما نملكه من تراث إسلامي و مفاهيم سامية .. إلا أن الفتن الطائفية و المصائب قد أزدادت حدتها على المسلمين في الآونة الأخيرة
و الواجب علينا عدم الإنسياق معها بحيث أن نكون عوامل مساعدة أو مؤيدة لها بشكل مباشر أو غير مباشر
فهذا ليس الإسلام الذي دعا إليه رسول الله صلّ الله عليه و آله و سلم ..
بل خاطب الله جل و علا نبيه الكريم صلّ الله عليه و آله و سلم بالإسلام الحق بقوله (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [النحل : 125] )
و قال تعالى (وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران : 159] )

فالله سيحاسبنا على كل شي ..

و هذه الكلمات المكتوبة ستكون حجةً علينا جميعاً

لنأخذ الغرب كمثال .. و كلنا يعلم ما حدث في القرن من الماضي من حروب عالمية قد راح ضحيتها الملايين من البشر
إلا أن الدول الأوروبية قد تغلبت على آلامها و سلكت طريق تطبيب جروحها من حيث البحث عن العوامل المشتركة التي تزيد قوتها في مواجهة أمريكا و غيرها ...
حيث قامت بالإتفاق فيما بينها على عملة موحدة و هي اليورو .. بغض النظر عن الإتفاقات الحربية و غير ذلك حتى أصبحت قوّة واحدة موحدة لا يتجرأ كائناً من كان على محاربتها ....

فلماذا لا نكون مثلهم من حيث البحث عن العوامل التي تجمعنا ؟؟؟
فديننا واحد و هو الإسلام .. و قبلتنا واحدة و هي الكعبة المشرفة
و نبينا واحد و هو محمد صلّ الله عليه و آله و سلم

لماذا لا نغض البصر عن أختلافاتنا العقائدية ..

و إن كانت ناشئة قبل 1400 سنة ؟؟؟

لماذا لا نجعل الإختلافات العقائدية عامل من عوامل التقريب بين المسلمين و الوحدة بينهم ؟
فالمعادلة بسيطة .. و لا تحتاج إلى التعقيد أبداً
المطلوب فقط ..
أن نعترف بوجود الإختلافات العقائدية و احترامها و عدم تكفير المسلم لأخيه المسلم و تحليل سفك دمه

و الله جلّ و علا يقول في كتابه الكريم (مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً[المائدة : 32])

لنحارب الفتن و خصوصاً الفتنة الطائفية حيث يقول عز و جل (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ [البقرة : 191] )

نحن الآن في عمر الزهور ..

و تفكيرنا كالأرض الخصبة و علينا أن نزرعها و نعتني بها بالشكل المطلوب حتى لا تموت أو تفنى ..

بحيث أن يكون تفكيرنا معتدل ..غير متشدد
و نفكر بمصالحنا الجماعية و نضع يدنا في يد بعضنا
في مواجهة تلك الفتن الطائفية و التحديات على الساحة الإسلامية

لنكن أخوة و أخوات في الله .. و متحابين غير متفرقين

و ليكن السني أخو الشيعي .. و ليكن الشيعي أخو السني

دعوة أخويّة مني لكم .. فهل سوف تقبلونها ؟؟؟
هل ستضعوا يدكم في يدي و تأيدوني ؟؟
القرار لكم !

بــقــلم

بــــو أحــمــد

من أراد الإستزادة عما أدعو إليه .. فليتفضل على هذا الرابط :

http://www.alwihdah.com