ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

النجاح هو أن تحقّق هدفك الذي حدّدته مُسبقاً بثمن أقل ونتيجة أكبر من المتوقّع عن طريق تجاوز العقبات التي تقف في طريقك فلا نجاح يأتي هكذا دون عقبات وليس هناك أحد من النّاس لا يملك متطلبّات النّجاح فالله سبحانه لا يُريد لنا الفشل بل يُريد لنا النّجاح في الدّنيا والآخرة ((قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعبادِه والطّيبات من الرّزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدُّنيا خالصةً يوم القيامة)) ولذلك أعطانا جميع متطلبّات النّجاح فهو قد أنعم علينا بالكثير و (أن الله إذا أنعم على عبدٍ يُحبّ أن يرى آثارها) وبما أنّه قد أعطى للجميع مقداراً متساوياً تقريباً ((كُلاًّ نُمدُ هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربّك وما كان عطاءُ ربِك محظوراً)) فقد أنعم علينا بعقل نستطيع به إكتشاف الطّاقات الكامِنة فينا وتنميتها وإستثمارِها لـ النّجاح فلا تنظر إلى ما ليس لديك بل أنظر إلى ما لديك فحتى لو كُنت تملك القليل إستثمره لتصنع منهُ شيئاً فالبحر مكوّن من قطرات كذلك النّجاحات فلا تتوقّع نجاحاً كبيراً مُفاجِئاً فالنّجاح الكبير عبارة عن تراكُمات من نجاحات وإنجازات صغيرة فمثلاّ الدّكتوراه لا تأتي هكذا بل هي عباراة عن تراكمات لنجاحك بدايةً بالصفّ الأوّل الإبتدائي ... فالنّجاح موجود دائِماً ومتوفّر وهو أقرب إليك ممّا تظن ولكنّه لا يأتي إليك بل أنّك من يجب أن يذهب إليه وتبذل جُهداً ولو بسيطاً لِتحصل عليه فهو كالماء فالله سبحانه أنعم بهِ علينا و لكنّه لا يأتي ليدخل فمك ويُرويك وحيثُ أنّك لا تستطيع العيش بدونه يجب عليك أن تبذل قليلاً من المجهود لتشربه فترتوي ، إذن لِتحصل على النجاح لابُد أن تعمل وتسعى للحصول عليه ((وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى)) وأعلم أن أي جُهد تبذله ستحصل على نتيجتِه فالله لا يُضيّع جُهد أحد فأنت لو رميت إبرةً في المحيط لأرتفعت مياهه بمقدار وزن هذه الإبرة فالله سيُعطيك بمقدار جُهدِك ((فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)) والعالم مليء بِفرص النّجاح ولكنّها تأتي غير واضحة ومغبرّه فلو إنتظرت وضوحها لضاعت ،فهي تحتاج لإقدام للحصول عليها فالحياة ليس فيها توقّف فأنت إن لم تتقدّم في هذه الحياة وتتطوّر فسوف تخسر فمثلاّ إذا كان لديك مقداراً من المال وتركته هكذا ولم تستثمره فسيتناقص ،ولا تظن أن النّجاح يقتصر على البعض فلكلّ إنسان سلّم خاص للنّجاح فالبعض يتسلّقه للنهاية والبعض يتسلّقه حتى منتصفه و البعض الآخر لا يتسلّقه بل ينظر لمن يتسلّق ويتمنّى وقوعه ليصعد مكانه ولكن لا يمكنك أن تحصد النجاح من جهد غيرك ((ولا تُجزون إلاّ ما كنتم تعملون)) فالنّجاح إذن ليس ضربة حظّ أو مجرّد رغبة وإرادة فقط فهل من يفشلون في هذه الحياة ليس لديهم رغبة بالنجاح ،إنّما النجاح رغبة وإرادة (ماضعُف بدنٌ عمّا قويت عليهِ النيّة) و قليل من الحظ وكثير من السعي و العمل فالعمل وقود النّجاح بتوفيقٍ من الله ،فكلّ عمل يحتاج إرادتان من الله وإرادة من الإنسان فأنت مثلاً لا تتمنّى أن تنبت شجرة فتنبت بل عليك أولاً أن تزرع ،فإرادة الله الأولى أنّه وفّر لك المواد اللازمة للزراعة من ماء و هواء و شمس ... ثم تأتي إرادتك وهي أن تزرع هذه البذور ثم تأتي إرادة الله الأُخرى وتوفيقه بأن يسمح لهذه البذور بالنمو ، إذن فتوفيق الله ضروري ولكنّه ليس بديلاً للعمل ((وقل إعملوا فسيرى الله أعمالكم )) فأنت لا تستحق توفيق الله إذا لم تعمل للحصول عليه ، وللنجاح مراحل يجب أن تمر بها لتحصل عليه : 1-الإندفاع برغبة شديدة للحصول على شيء 2- مواجهة الصعوبات وفي هذه المرحلة ينسحب الكثير من الناس عندما يواجهون هذه الصعوبات فتفتر رغبتهم و تضعف إرادتهم و يتراجعوا فلا يحصلوا على النجاح 3- تخطّي الصعوبات والإستمرار وهنا تبدأ نتائج النّجاح بالظّهور فإذا إستمرّيت لهذه المرحلة حصدت النّجاح ، فثق بنفسك وإستخرج الطاقات الكامنة فيك ،فأنت مخزون هائل من الطاقات (أتزعم أنّك جرمٌ صغير وفيك أنطوى العالم الأكبرُ) والخيال الذي يوازي في أهمّيته العقل فالأشياء التي تتخيّلها تستطيع تحقيقها فأغلب الإختراعات كانت عبارة عن خيالات ،و كن شُجاعاً و أستغلّ الفُرص وأبدأ بتحديد هدفك (ما رام أمرؤ شيئاً إلاّ وصل إليهِ أو ما دونه) والزمن الذي تُريد تحقيقهُ فيه ، وحاول أن تكتب ما ترغب به فالله سبحانه بعظمته يكتب على نفسه (كتب على نفسه الرحمة) فالكتابة تكون كأنّك تضع عقداً بينك وبين نفسك حتى لاتتراجع وضع خطّة تساعدك على التنفيذ وأخبر من حولك حتى تخجل أن تتراجع عنها وحتى يقوموا بتشجيعك إذا فترت همّتك وعش نجاحك في خيالك قبل أن تعيشه في الواقع فالله يكلّمنا عن الجنة و نعيمها وكأننا فيها ، وأعمل ولا تستسلم عندما تواجهك صعوبات و عقبات بل تخطّاها و إبحث عن خيارات أُخرى ولا تُكرّر أخطائك .

النجاح حقٌّ لكل إنسان في هذه الحياة فأجعله هدفاً لك وواجباً عليك :(204):