|
التاريخ ملتقى طلاب وطالبات التاريخ المستوى الثالث واعلى |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
ملخصات قضاياثقافيه معاصرهـ
آلسَلآمُ عَلَيكْم وَرَحَمَةُ آلله وَبَرَكآتهُ هُنآ سوف يَتمْ وَضع جَمَيعْ [الملخصات] لمقرر قضاياثقافيه معاصرهـ بالتوفيق للجميع |
2011- 10- 11 | #2 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: ملخصات قضاياثقافيه معاصرهـ
المحاضره الاولى :
الوسطية سمة هذه الأمة، وبها تُعْرف دون الأمم، بل هي ميزة ميزها الله تعالى بها على غيرها، ورد وصف الأمة بها في القرآن الكريم في قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)(البقرة: من الآية143). - قال ابن تيمية رحمه الله: «قد خص الله تبارك وتعالى محمدًا صلى الله عليه سلم بخصائص ميّزه الله بها على جميع الأنبياء والمرسلين، وجعل له شِرْعة ومنهاجًا أفضل شرعة، وأكمل منهاج مبين، كما جعل أمته خير أمة أخرجت للناس ... وجعلهم وسطًا عدلا خيارًا؛ فهم وسط في توحيد الله وأسمائه وصفاته، وفي الإيمان برسله وكتبه، وشرائع دينه من الأمر والنهي والحلال والحرام» -ومع كون الوسطية سمة من سمات الأمة، فإنه يتنازعها - في الواقع- عديد من الأطراف، منهم الجافي والمغالي، ومنهم من يأخذ بها في طرف دون طرف، -- بل تستخدم الوسطية أحيانًا لتمرير بعض المفاهيم الخاطئة، وتلبيس الحق بالباطل، أو توظَّف لأغراض ظاهرها الدين وباطنها الدنيا، وتضيع الوسطية بين الإفراط والتفريط. - ومن هنا كان من المهم بيان الوسطية ومجالاتها ومنهجها مفهوم الوسطية: ليس المقصود بالوسطية أنها ملتقى الطرفين دائما; لأن هذه الأمة آخر الأمم، وإنما المقصود بها أن هذه الأمة أمة وسط؛ أي خيار عدول، لقوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}(البقرة؟،143)، -وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة». (البخاري، كتاب الجمعة، باب فرض الجمعة). -والوسطية حالة محمودة تدفع صاحبها للالتزام بهدي الإسلام دون انحراف عنه، أو تغيير فيه، بل تستقي الهدي الصادق من النبع الصافي؛ لتجعل الأمة عادلة تقيم العدل بين الناس، وتنشر الخير، وتحقق عمارة الأرض بوحدانية الله، والإخاء الإنساني بين البشر، فيعطى في ظل الإسلام كل ذي حقٍّ حقَّه. -وقد أشار القرآن إلى وسطية الخيرية في آيتين من خمس آيات نصت على لفظة الوسطية، الأولى في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (البقرة143)، والثانية في قوله تعالى: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ} (القلم 28)، أوسطهم: أعدلهم وأرجحهم عقلا. -كما أن الوسطية تعني أعدل الأحوال، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم للثلاثة رهط، حين تقالُّوا عبادةَ النبي، فقال لهم: «أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، ولكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني» (الترغيب والترهيب: 3/30، ومسند أحمد: 3/285) -وقد فهم الصحابة والسلف ذلك المعنى من الوسطية، فنقل عن الإمام علي -رضي الله عنه-قوله: «عليكم بالنمط الأوسط، فإليه ينزل العالي، وإليه يرتفع النازل ». وفي رواية: «يلحق بهم التالي، ويرجع إليهم الغالي» (أخرجه أبو عبيد في غريب الحديث) وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: «إنّ من أحب الأمور إلى الله القصد في الجدة، والعفو في المقدرة، والرفق في الولاية، وما رفق عبدٌ بعبد في الدنيا إلا رفق الله به يوم القيامة» (رواه ابن أبي شيبة وابن السري في الزهد) -وقد عنى النبي صلى الله عليه وسلم بالوسطية –أيضا-أنها البعد عن الشطط والانحراف واللغو، فقال صلى الله عليه مسلم: «وإياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين» (أخرجه أحمد والنسائي، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم) -وقوله صلى الله عليه وسلم: «يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا، إنما بعثتم ميسِّرين ولم تبعثوا معسرين»(متفق عليه) وتقوم وسطية الإسلام على قواعد من القرآن والحديث النبوي. -وفي قول اللَّه تعالى في محكم التنزيل: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا). أوضح الطبري هذا التشبيه بقوله: بأن جعلناكم أمة وسطاً. والوسط في كلام العرب: الخيار. ثم قال: وأنا أرى أن الوسط في هذا الموضع هو الوسط الذي بمعنى الجزء الذي هو بين الطرفين. (تفسير الطبري 2 /5). -ووصفهم بأنهم وسط لتوسطهم في الدين، فلا هم أهل غلو فيه غلو النصارى الذين غلوا بالترهب وقولهم في عيسى ما قالوا فيه، ولا هم أهل تقصير فيه تقصير اليهود الذين بدَّلوا كتاب الله وقتلوا أنبياءهم، وكذبوا على ربهم، وكفروا به، ولكنهم - أي المسلمين- أهل توسط واعتدال فيه، فوصفهم الله بذلك، إذ كان أحب الأمور إلى الله أوسطها. والخيار من الناس: عدولهم. -وقال في الكشاف (ومثل ذلك الجعل العجيب جعلناكم "أمة وسطاً" أي خياراً. -وقال الرازي الوسط: هو العدل في قول جماعة بدليل الآية والخبر والشعر والنقل والمعنى، أما الآية فهي ( قَالَ أَوْسَطُهُمْ ) [ القلم: 28 ]، والخبر: ما رواه القفال عن الثوري عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم: « أمة وسطاً () قال: عدلاً » وما رواه ابن السمعاني عن علي مرفوعاً: « خير الأمور أوسطها أو أوساطها » وفي رواية ابن عباس عند الديلمي مرفوعاً: « خير الأمور أوسطها » . والشعر قول زهير: هم وسط يرضى الأنام بحكمهم إذا نزلت إحدى الليالي العظائم - والنقل كما قال الجوهري في الصحاح: (أمة وسطاً) أي عدلاً، -وأكد القرطبي تفسير الوسط بأنه العدل. -فثبت أن الأمة الإسلامية متصفة بالعدالة، مما جعلها أهلاً لأداء الشهادة على الأمم الأخرى بأن رسلهم بلّغوهم رسالات ربهم، ورسولنا شاهد علينا بأنه بلغنا الرسالة، وأدى الأمانة. -كما ثبت عند القائلين بتفسير الوسط من كل شيء خياره: أن الأمة الإسلامية معتدلة متوسطة في رسالتها وشريعتها، ومبادئها وقيمها، تلتزم الصراط السوي، وتلتزم منهج الاعتدال، وتتجه بإخلاص منقطع النظير لإصلاح الأمم والشعوب والأفراد بما يحقق لهم السعادة والنجاة، ويكفل لهم عز الدنيا، والفلاح في الآخرة، على أساس الجمع بين المثل العليا والواقع المشاهد. -ثم إن اتصاف الأمة الإسلامية بالعدالة والخيرية يؤهلها لأن تكون أمة القيادة والتوجيه، لالتزامها شرف الكلمة والإحسان والعدل، والتوازن والاعتدال، ولصواب عقيدتها، وإحكام نظامها وشريعتها ومنهجها. وسطية الأمة والدين والرسالة: -والمعنى في هذا السياق القرآني ينصرف إلى أمور ثلاثة: أولها: الأمة الوسط. وثانيها: الدين الوسط. وثالثها: الرسالة الوسط. - فالأمة الوسط التي تدين بالدين الوسط هي ذات رسالة وسطية، تحمل مبادئ الإيمان والحرية والمساواة والتكافل والتضامن بين جميع البشر، وتنشر قيم الخير والفضيلة، وتدعو الناس كافة إلى سواء السبيل، وتسلك بهم الطرق المستقيمة التي توصلهم إلى الأمن والأمان، والسلام والاطمئنان، وإلى سكينة القلب وراحة الوجدان. -والأمة الوسط شاهدة على الناس الشهادة التي تؤكد التكليفَ الإلهيَّ، (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا). -والشهادة بالحق هي أعلى الدرجات في سلم المسؤولية التي تتحمّلها الأمة الإسلامية وتنهض بأعبائها وتقوم بواجباتها. -لقد اختار اللَّه الأمة الإسلامية لتكون شاهدة على العالمين، لأنها أمة الوسط، لا تميل إلى التفريط ولا إلى الإفراط، ولأن خيرية الأمة من وسطيتها. يقول تعالى في كتابه العزيز: )كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ). فالخيرية في هذا السياق هي الوسطية، واللَّه سبحانه وتعالى وصف أمة الإسلام بالصفتين معاً، كما وصفها بصفات أخرى في آيات كثيرة. -ولما جعل اللَّه هذه الأمة وسطاً، خصّها بأكمل الشرائع وأقوم المناهج، كما قال تعالى: (هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ). -لقد جعل اللَّه الإسلام ديناً وسطاً وأمر المسلمين بأن يكونوا خياراً عدولاً، فهم خيار الأمم والوسط في الأمور كلها، بلا إفراط، ولا تفريط، في شأن الدين والدنيا، وبلا غلو في دينهم، ولا تقصير منهم في واجباتهم، -فهم ليسوا بالماديين، ولا بالروحانيين، وإنما جمعوا حق الجسد وحق الروح، تمشياً مع الفطرة الإنسانية القائمة على أن الإنسان جسد وروح. ولعلنا بهذا الربط بين (وسطية الإسلام)، وبين (خيرية الأمة الإسلامية)، نصل إلى إدراك المفهوم العميق لهذا المبدأ السامي من مبادئ الإسلام. وهو مبدأ لم تكن تعرفه الأديان السماوية السابقة على الإسلام، وذلك مما يتطابق تطابقاً تاماً مع الدين الخاتم والرسالة الخاتمة. - ولا ينبغي أن يتبادر إلى الذهن على أي نحو من الأنحاء أن الوسطية تعني مستوى من مستويات التوفيق بين قواعد ومبادئ وقيم ومثل نزولاً على مقتضى من المقتضيات، أو أنها ضرب من (التقريب) بين ما تَبَايَنَ واختلف من التشريعات والأحكام. فهذا الفهم للوسطية يجافي حقيقتها ويتعارض مع خصوصيتها. -وجملة القول أن الوسطية هي تحقيق لمبدأ التوازن الذي تقوم عليه سنة اللَّه في خلقه. يقول تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) أي بمقدار وبميزان. -فالوسطية هي المنهج الرباني، والنظام الكوني الإلهي، وسنة اللَّه في خلقه، وهي تنسجم مع الفطرة الإنسانية، ولذلك فالخير كلُّه في الوسطية التي جاء بها الإسلام للأمة الإسلامية وللإنسانية جمعاء، في كل زمان ومكان. -وقد بلغت الوسطية الإسلامية وتبلغ هذا المقام في حضارتنا، لأنها بنفيها الغلو الظالم والتطرف الباطل، إنما تمثل الفطرة الإنسانية الطبيعية في براءتها، وفي بساطتها، وبداهتها، وعمقها، وصدق تعبيرها عن فطرة اللَّه التي فطر الناس عليها، إنها صبغة اللَّه معالم الوسطيه : 1- توحيد مصادر المعرفة: وذلك بالجمع بين الوحي والعقل؛ فالوحي هو مصدر التشريع، والعقل له دور في فهم الوحي، كما أنه مصدر من مصادر المعرفة البشرية العامة في الحياة، كما أنه يجمع بين علوم الشريعة وعلوم الحياة. 2- التلازم بين الظاهر والباطن: فيجمع بين الاهتمام بأعمال الجوارح وأعمال القلوب، أو ما يعرف بفقه الظاهر وفقه الباطن. 3- الإتباع في الدين، والإبداع في أمور الدنيا. 4- صحة النقل وصراحة العقل: فيجمع بين منهجي مدرسة الرأي ومدرسة الأثر. 5- الجمع بين عمارة الحياة والسمو الروحي: فيتولد عنه الاتزان بين متطلبات الجسد والروح، وتكون الدنيا مزرعة الآخرة، ويجمع بينهما وَفْقَ منهج الله . 6- الاجتهاد الصادر من أهله وفي محله: فلا هو يغلقه كلية، ولا يفتح لكلِّ أحد. 7- الثبات في الأهداف والمرونة في الوسائل. 8- التوازن في التعامل مع التراث احترامًا بين التقديس والتبخيس. 9- التكامل في بناء الإنسان عقلا وروحًا وجسدًا ووجدانًا بصورة متوازنة. 10- قوة المضمون وجمال العرض والأسلوب: فكم من الجواهر الحِسَان ضاعت لسوء عرضها، وكم من الناس غشَّ الآخرين ببضاعته المزجاة؛ لأنه أحسن عرضها. 11- الجمع بين التهذيب والتأديب، بين البناء الداخلي والسلطان الخارجي. 12- تحرير المرأة من الوافد المستلب ومن التقليد الموروث: وذلك أن القضية اكتنفها طرفان: طرف يريد للمرأة الانسلاخ من القيم، وآخر يُكْرهها على عادات وتقاليد لا علاقة لها بالشرع، والوسط أن يعيش كل من المرأة والرجل وفق منهج الله. مضاهر الوسطيه: إن للوسطية في الإسلام مظاهر متعددة في مجالات متنوعة، فالوسطية الإسلامية كامنة في الاعتقاد والعبادات والشعائر والأخلاق والتشريع. 1.ففي مجال الاعتقاد نجد الإسلام وسطا بين الخرافيين الذين يصدقون بكل شيء ويؤمنون بغير برهان وبين الماديين الذين ينكرون كل ما وراء الحس، كما أنه وسط بين الملاحدة الذين لا يؤمنون بإله قط وبين الذين يعددون الآلهة حتى عبدوا الأبقار وألَّهوا الأوثان والأحجار. 2.وهو وسط بين الذين يقدسون الأنبياء حتى رفعوهم إلى مرتبة الألوهية أو البنوة للإله وبين الذين كذبوهم واتهموهم وصبوا عليهم كؤوس العذاب، وهو وسط بين الذين يؤلِّهون الإنسان وبين الذين جعلوه أسير جبرية اقتصادية أو اجتماعية أو دينية . الوسطية في العقيدة الموافقة للفطرة باعتماد منهج القرآن والسنة والسلف الصالح في أمر العقيدة، والبعد عن اصطلاحات الجدليين، والاهتمام ببيان أثر العقيدة على النفوس، واعتماد طريقتي المعرفة النقلية والعقلية في العقيدة؛ لتقوية الصلة بالله سبحانه. 4. وفي مجال العبادات والشعائر نجد الإسلام وسطا بين الأديان والنِّحَل التي ألغت الجانب (الرباني) -جانب العبادة- من فلسفتها وواجباتها، كالبوذية التي اقتصرت فروضها على الجانب الأخلاقي الإنساني وحده. وبين الأديان والنِّحل التي طلبت من أتباعها التفرغ للعبادة والانقطاع عن الحياة والإنتاج، كالرهبانية المسيحية. فالإسلام يطلب من المسلم أداء شعائر محدودة، ثم يطلقه بعد ذلك ساعيا منتجا يمشي في مناكب الأرض ويأكل من رزق الله. . وسطية الشعائر الدافعة للعمارة، فالتكاليف ليست كثيرة ولا شاقة، كما أنها لا تتعارض مع متطلبات الحياة من سعي لرزق وكدح لتأمين معاش. 6. التوسط بين التمذهب والتقليد: وما أحسن ما عبر عنه الإمام ابن القيم رحمه الله؛ حيث فرق بين التقليد والاتباع؛ فالاتباع عمل بقول الغير مع الحجة والدليل، أما التقليد فهو عمل بغير دليل. 7. وسطية في الفتوى: بالمقارنة بين الكليّ والجزئيّ، والموازنة بين المقاصد والفروع، والربط بين النصوص ومعتبرات المصالح في الفتاوى والآراء؛ فلا شطط ولا وكس. . وفي مجال الأخلاق نجد الإسلام وسطا بين غلاة المثاليين الذين تخيلوا الإنسان ملاكا أو شبه ملاك وبين غُلاة الواقعيين الذين حسبوه حيوانا أو كالحيوان، فالإنسان في نظر الإسلام مخلوق مُركب فيه العقل وفيه الشهوة، فيه غريزة الحيوان وروحانية الملاك. 9. وسطية في التعامل مع الآخر: فيجعل الحوار أساسًا للتعامل مع الآخر، وإعطاؤه الحرية في ممارسة شعائره، وألا يكون الخلاف دافعًا للعداء أو الاعتداء، بل العيش المشترك هو الجامع للتعاون، وأن المواطنة تقرب بين المختلفين، وتجعلهم يسعون للاشتراك في تحقيق المصالح المرجوة للجميع. . والإسلام وسط في النظرة إلى الحياة بين الذين أنكروا الآخرة واعتبروا الحياة الدنيا هي البداية والنهاية، وبين الذين رفضوا هذه الحياة وألغوا اعتبارها من وجودهم واعتبروها شرا تجب مقاومته والفرار منه، فحرَّموا على أنفسهم طيباتها وزينتها. 6. وفي مجال التشريع نجد الإسلام وسطا في التحليل والتحريم بين اليهودية التي أسرفت في التحريم وكثرت فيها المُحرَّمات مما حرَّمه إسرائيل على نفسه ومما حرَّمه الله على اليهود جزاء بغيهم وظلمهم، وبين المسيحية التي أسرفت في الإباحة حتى أحلت الأشياء المنصوص على تحريمها في التوراة. . ومن المظاهر الفريدة في وسطية الإسلام أنه وازن بين الفردية والجماعية، بعكس التيارات الفلسفية والفكرية التي جاء بعضها ليطلق حرية الإنسان في كل شيء، والمذاهب الأخرى التي جاءت لتجعل خصوصيات الفرد مشاعا للمجتمع كله. 11. وسطية في التفاعل الحضاري: من خلال الفاعلية الإيجابية دون تقوقع أو استلاب، والاعتزاز بلا استعلاء، والتسامح بلا هوان، فالمسلمون أمة قائمة برأسها تتمتع بخصائصها الذاتية المتميزة، فهم كما وصفهم رسولهم الكريم: ”المؤمنون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم“ تمت |
2011- 10- 11 | #3 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: ملخصات قضاياثقافيه معاصرهـ
المحاضرة الثانية عالمية الإسلام والروابط البشرية –مفهوم •العالمية •مستند عالمية الإسلام: •أولاً: أدلة عالمية الإسلام من القرآن الكريم. •ثانيا: أدلة عالمية الإسلام من السنة النبوية المطهرة. •مرتكزات عالمية الإسلام ودعائمها. •الروابط البشرية: مفهومها وأنواعها. مفهوم العالمية : - لغة: العالمية نسبة إلى العالم. والعالم في اللغة: الخلق كله، وقيل كل ما حواه بطن الفلك، وكل صنف من أصناف الخلق كعالم الحيوان وعالم النبات وغيرها. -من ناحية المفهوم، فالعالمية أو عالمية الاسلام تعني: أن رسالة الإسلام غير محدودة بعصر ولا جيل ولا بمكان، فهي تخاطب كل الأمم وكل الأجناس وكل الشعوب وكل الطبقات وهي هداية رب الناس لكل الناس ورحمة الله لكل عباد الله. -- عالمية الإسلام معنى ولفظا نطق بها القرآن، وحينما نقول شيئا عالميا معناه أنه في العالم كله أو للعالم كله. -ولكن الإسلام للعالمين وليس فقط للعالم، فالقرآن الكريم كما ورد في بعض الآيات وصف الرسالة الإسلامية بأنها للعالمين {ومَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}، {تَبَارَكَ الَذِي نَزَّلَ الفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً}، فإذا منتهى العالمية في خطابه. -فالإسلام دين عالمي ارتضاه الله تعالى لجميع الخلق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهو وحده الذي جاءت هدايته شاملة لجميع مناشط الحياة ومعالجة كل القضايا، ويمكن تطبيق مبادئه في كل زمان ومكان، والتشريع الإسلامي جاء شاملاً وكاملاً وخالداً، لا يختص بزمان دون زمان، ولا بقطر دون غيره، ولا بخلق دون سواهم مستند عالمية الإسلام: -يستند مفهوم عالمية الإسلام على نصوص كثيرة من القرآن الكريم والسنة النبوية كلها تجعل من المعلوم ضرورة أن الإسلام عالمي؛ -وأنه عقيدة لا ينفرد بها شعب أو مجتمع بعينه، ولا يختص ببلد أو بلاد معينة، بل هو دين ذو قوانين تسري على الأفراد على اختلافهم من العنصر، والوطن، واللسان، -ولا يفترض لنفوذه حاجزاً بين بني الإنسان، ولا يعترف بأية فواصل وتحديدات جنسية أو إقليمية أو زمنية فهو عام في المكان والزمان. أولاً: أدلة عالمية الإسلام من القرآن الكريم. إذا نظرنا في نصوص القرآن الكريم نجد دلالة واضحة على عالمية الإسلام، وذلك من عدة وجوه: •الوجه الأول : نصوص صريحة: منها: •النص الأول: (تبارك الذي نـزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً). •النص الثاني: (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون). •النص الثالث: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً). النص الرابع: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين). النص الخامس: (إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين). النص السادس: (وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ). النص السابع: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون). إن هذه الآيات تدل على عالمية الرسالة المحمدية بشكل لا لبس ولا شك فيه. الوجه الثاني : دعوة غير العرب . جاء في القرآن الكريم دعوة أهل الكتاب من اليهود والنصارى والمشركين إلى الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وبين لهم بأن الإسلام هو الدين الحق الذي لا يقبل الله سواه، قال تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)؛ بل تجاوزت رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اليهود والنصارى والبشرية بأكملها فلم تقتصر على عالم الإنس فقط بل تعدت ذلك إلى عالم الجن أيضاً. قال تعالى: (قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد فآمنّا به ولن نشرك بربنا أحداً)، وقال تعالى: (وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين* قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتاباً أنـزل من بعد موسى مصدقاً لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم). الوجه الثالث : خطابات القرآن ونداءاته العامة إن القرآن الكريم كثيراً ما يوجه خطاباته إلى الناس غير مقيدة بشيء، وهذا دليل واضح على أن خطاباته وتوجيهاته تعم الناس كافة. ومن أمثلته: -قوله تعالى: (يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين). -وقوله تعالى: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون). وغيرها من الآيات كثير، فهو يخاطب الناس جميعاً بقوله يا أيها الناس ولم يقل يا أيها العرب. الوجه الرابع : التشريعات القرآنية عالمية: - يعتمد الإسلام في جميع أحكامه وتشريعاته، وما يخص الإنسان في معاشه ومعاده، على طبيعة الإنسان التي يتساوى فيها جميع البشر. - ولا يجد الباحث مهما أوتي من مقدرة علمية كبيرة فيما جاء به نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم أي طابع إقليمي، أو صبغة طائفية. وتلك آية واضحة على أن دعوته دعوة عالمية لا تتحيز إلى فئة معينة، ولا تنجرف إلى طائفة خاصة. فالعبادات والمعاملات والأخلاق، والنظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والقضائي..الخ، لا تجد في ثنايا أياً منها أي تفكير طائفي أو نـزعة إقليمية. فمثلاً في المعاملات وما يترتب عليها من مقاضاة بين الناس يأمر الله سبحانه وتعالى المسلم أينما وجد زماناً ومكاناً قائلاً: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل). الوجه الخامس: الإسلام ينبذ أي مقومات للتفرقة بين الناس: إن أقوى دليل على أن الإسلام رسالة عالمية مكافحته للنـزاعات الإقليمية والطائفية، فالإسلام لا يفرق بين أبيض وأسود ولا بين جنس وآخر. والمقياس الوحيد للتفاضل في الإسلام هو التقوى، قال تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله اتقاكم). ثانيا: أدلة عالمية الإسلام من السنة النبوية المطهرهـ: النص الأول:ها هو صلى الله عليه وسلم يخبر قومه قائلاً: "والله الذي لا إله إلا هو إني رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة". - النص الثاني : ان النبي صلى الله عليه وسلم رحمة مهداة للناس كافة، ”يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة“ (الحاكم والهيثمي) - النص الثالث: اختص صلى الله عليه وسلم من بين الأنبياء بأنه بعث للناس كافة: ”أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من قبلي، كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى كل أحمر واسود“ (الزيلعي) - أرسل صلى الله عليه وسلم كتبا إلى عظماء زمانه يدعوهم فيها للإسلام، (فبعث سفراءه وفي أيدي كل واحد منهم كتابا خاصا؛ إلى قيصر الروم، وكسرى فارس، وعظيم القبط، وملك الحبشة، ...الخ) - رسالته إلى كسرى ملك فارس: "بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله ، إلى كسرى عظيم فارس: سلام على من اتبع الهدى ... وأدعوك بدعاية الله ، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة، لأنذر من كان حياً، ويحق القول على الكافرين، اسلم تسلم فإن أبيت فعليك إثم المجوس”. - وهذا أيضاً ما كتبه إلى قيصر ملك الروم يقول فيه: ”بسم الله الرحمن الرحيم .. إلى هرقل عظيم الروم : سلام على من اتبع الهدى . أما بعد فإني أدعوك بالإسلام اسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين". ثالثاً:مرتكزات عالمية الإسلام ودعائمها: 1\عالمية الدعوة: - إن أعظم الأدلة على عالمية الإسلام هو سرعة انتشاره ودخول الكثيرين فيه في العديد من المناطق، اعتمادا على قوة الحجة في خطاب الدعوة الإسلامية للفكر الإنساني، - وأبرز أمثلة هذا الانتشار هو مبادئ ديننا الحنيف التي تبرز عالمية الدعوة تجسيدا لوحدة النوع الإنساني، وترسيخا لمبدأ سواسية الناس في الخلقة، وتحقيقا لإرادة الله عز وجل في جعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا ذلك التعارف الذي يقود إلى التعاون والتكامل والسعي إلى التفاضل بالتقوى. \ وحدة النوع الإنساني: -يمتاز الإسلام بنظرته إلى وحدة النوع الإنساني، فالناس يشكلون وحدة إنسانية لا تمايز بين شعوبها وأفرادها في الأصل أو الطبيعة أو المصير، والناس جميعا ينحدرون من أصل واحد: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ} (النساء/1)، -هذه النفس الواحدة - عند التدقيق والتحليل - تعود إلى ذكر أو أنثى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى} (الحجرات/13)، ثم إن هذا الأصل الواحد يعود بعد ذلك إلى أب واحد، ينتسب إلى التراب، - يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أبيض، ولا لأبيض على أحمر فضل إلا بالتقوى» (أحمد). 3\وحدة الطبيعة الإنسانية: -هذه الطبيعة أو الفطرة الواحدة موجودة في الناس جميعا، وهي التي أكد عليها قول الله تعالى: {فِطْرَة اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}. -وقد منح الإسلام هوية جديدة للإنسان، وأحدث من أجل استيعاب هذه الهوية أمة جديدة لم يكن لها مثيل من بين الأمم؛ -لم تقم على أسس عرقية أو دينية أو لونية، وإنما قامت على أساس الاعتراف بالإنسان، فكان الإسلام دين الإنسان بحق، اعترف بنوازعه فأحكم لها ضوابطها. - بل هو مواطن عالمي، صور الله دخائله ونوازعه تصويرا لم تبلغه فلسفات الأرض قديمها وحديثها، وبوأه منزلة لم ترق به الأيديولوجيات مبلغها في قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}. 4\مهمة الأمة الإسلامية ووظيفتها: -الأمة الإسلامية أمة عالمية يجمعها أمر واحد ودين واحد، وتكاليفها واحدة، وهي تحمل أمانة الشهادة على الناس يوم القيامة، قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} -ولكن هذه الوحدة البشرية التي جاء بها الإسلام لم تمح خصوصيات الشعوب، بل اعتبر الله تعالى التمايز بين الناس لونا وعرقا ولسانا آية من آياته عز وجل، كما ورد في الآية الكريمة: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ} (الروم/22). 5\عالمية الخطاب القرآني للفكر الإنساني: - إن الخطاب القرآني قد خاطب العقل الإنساني بالإطلاقق، ودعاه إلى التأمل والتدبر والنظر في آيات كثيرة، قال الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ} (آل عمران/190)، - والآيات القرآنية التي تدعو إلى النظر وإعمال الرأي والتأمل كثيرة، وقد تصل إلى مئات الآيات، وهي تحمل تربية عقلية ترقى بمستوى الفكر لمن تدبرها واتبع منهجها. 6\عالمية القيم: -والقيم الإسلامية عالمية في ذاتها، مرنة في تطبيقها؛ لأنها استجابة للفطرة السوية، فقيم العدل والتعاون والمساواة وغيرها قيم عالمية في ذاتها، تواضع عليها الناس واصطلحوا جميعا، واستحسنها العقل البشري في مختلف الأزمان، -وهي واضحة في منهجها، مرنة في تطبيقها، تمتاز بالاعتدال والتوسط بين الحقوق والواجبات، وتلائم بين النـزعة الفردية والمصلحة الاجتماعية، وتغذي الروح والجسد، وتطمح إلى المثال مع مراعاة الواقع وترسخ الثوابت وتساير التطور. 7\عالمية الحلول للمشاكل الإنسانية: -قدم الإسلام حلول لمختلف معضلات الحياة في عقيدة واضحة ومنهج بيّن لا لبس فيه، فداوى القلق، وعالج اليأس، وأذهب الغم، وجعل للحالات النفسية أدوية يلمسها من تفهم معاني القرآن الكريم وتفيأ ظلاله وعاش في رحابه، واقتبس من نور النبوة ما يضيء به مسيرة حياته. 8\عالمية النظام الاجتماعي: أقام الإسلام نظاما اجتماعيا رائدا، أساسه التكافل، وعماده نسيج اجتماعي متلاحم، فالمؤمنون (إخوة)، أُخوة تعلو على رابطة النسب، قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (الحجرات 10)، هكذا فالمجتمع مفتوح لكل من أراد الانتماء إليه، لذلك ضم إليه مختلف الأجناس والألوان والطبقات. مفهوم الروابط البشرية: - تمثل الروابط البشرية حالة التواصل الفطرية والمكتسبة بين الأفراد والجماعات، وما ينشأ عنها من حقوق وواجبات وعلاقات أدبية من تواد وتراحم وغيرها، هذه الروابط يقوم عليها بنيان المجتمعات وتربط أفرادها بعضهم ببعض. -وقد قرر الإسلام مجموعة من المبادئ التي تدعم هذه الروابط وتقويها، من أهمها: الكرامة الإنسانية، والعدالة الاجتماعية، والمساواة بين الناس، والحرية، والوفاء بالعهود والمواثيق، والتعاون على البر، والتسامح مع الآخر. -( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) ( الاسراء/70 ) - وقال تعالى: ”وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله“ (المائدة 2). -كما بنى الإسلام علاقة المجتمع الإسلامي بغيره على أساس السلم، قال تعالى: ”يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين“ (البقرة 208). -لأنه في بيئة السلم تقوى العلاقات الاجتماعية، وتنمو الصلات الحميمية بين الناس، ويشعرون بقيمتها وآثارها النافعة. أنواع الروابط البشرية: 1.رابطة وحدة الأصل: ”هو الذي أنشاكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون“ (الأنعام 98). وقوله تعالى: ”يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم“ (الحجرات 13). 2. رابطة الأسرة والقرابة: إن ارتباط الإنسان بأفراد أسرته أبا أو أما أو زوجة أو أولادا أو أقاربا وأرحاما هو ارتباط فطري، يقرها الإسلام، ويأمر بها: ”وبالوالدين إحسانا وبذي القربى“ (النساء 36)، ”وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله“ (الأنفال 75)، ”ووصينا الانسان بوالديه حسنا“ (العنكبوت 8). لكن بالرغم من ذلك فإنها لا تقدم على رابطة الإيمان التي يتعين أن تكون غاية عليا لتواصل المؤمن وعلاقته بغيره، ”قل عن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وازواجكم .... أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين“ (التوبة 24). 3. رابطة الدين: إن غاية الإسلام من رابطة الدين تحرير البشرية كلها من عبودية الأهواء، والارتفاع بها عن أوضار الحقد وشوائب العصبيات، لتصوغ علاقاتهم الإنسانية صياغة فريدة، قوامها الدين الحنيف، ولحمتها التناصح والتآزر، وجوهرها الإخلاص وسلامة النفس. ”إنما المؤمنون إخوة“ (الحجرات 10)، ”واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا“ (آل عمران 103). . رابطة الميثاق: لما كانت علاقة السلم هي الأصل في العلاقات الإنسانية، وهي ضمان تحقيق الأمن والسلامة للشعوب والأمم ودفع الظلم عن المستضعفين، فإن العهود التي تكون هذه الرابطة وتقويها يجب احترامها، إذا كانت قائمة على العدل والإنصاف واحترام الآخرين والاعتراف بحقوقهم. - فقد كانت عهود النبي صلى الله عليه وسلم عهودا عادلة، وحرم الإسلام نقض العهد بعد إبرامه، ”الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون“ (البقرة 27). - وأول من يجب لهم الوفاء بالعهد أهل الذمة المقيمين بيننا ، ولهم حق المواطنة. قال صلى الله عليه وسلم: ”من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة“ (البخاري)، ”ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه حقه او كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة“ (أبو داود). تمت |
2011- 10- 11 | #4 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: ملخصات قضاياثقافيه معاصرهـ
|
2011- 10- 13 | #5 |
صديقة الملتقى
|
رد: ملخصات قضاياثقافيه معاصرهـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ~
ملخص رائع ~يجزاك كل خير عزيزتي~ |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
ملخصات, معاصرهـ, قضاياثقافيه |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
& ملخصات لأخونا المعتقل & الدخول للأهمية | الجوoOoري | المستوى الثاني - كلية الأداب | 54 | 2011- 11- 19 07:59 PM |
تنوية بسيط للاخوان اللي ينزلون ملخصات | ҒăĨ9Äļ | إدارة أعمال 1 | 11 | 2011- 10- 5 08:04 AM |
مراجعـــة الصحه واللياقه .. من واقع المذاكــــــــره | βaŷaņ | المستوى الأول - كلية الأداب | 1950 | 2011- 6- 4 08:13 PM |
تعالواا نجمع اكبر عدد من الاسئله لماده ( اسس الخدمه) | JojO- | اجتماع 3 | 101 | 2011- 1- 15 01:07 PM |
يا اخوان اريد محاضرات النحو التطبيقى من 1الى41 | عبدالله بن حمري | قسم المحذوفات و المواضيع المكررة | 6 | 2011- 1- 4 03:03 PM |