|
اللغة العربية ملتقى طلاب وطالبات تخصص اللغة العربية - التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
ملخصات الأخلاق الإسلامية وآداب المهنة لعام 1433
.
. طلآب وطآلبـآت.. لتوفير عناء البحث , ولكي يتسنى للجميع الوصول إليها مباشرة تم تخصيص هذا الموضوع لجميع ملخصات / الْأَخْلَاق الْإِسْلَامِيَّة وَآَدَاب الْمِهْنَة .. أجتهــآدآت الطلآب ] .. متجدد باستمرار , بأذن الله .. السلام عليكم هذا محتوى مقرر الأخلاق الإسلامية وأداب المهنة لدكتور : عبدالله نوري الديرشوي من المحاضرة التمهيدية الى الرابعة عشر http://www.4shared.com/********/mOY3_yli/_____.html او http://www.ckfu.org/vb/attachment.ph...7&d=1298649154 |
2012- 2- 14 | #2 |
مشرفة سابقة
|
رد: ملخصات الأخلاق الإسلامية وآداب المهنة
المحاضرة التمهيدية
المقرر ذو شقين: أولهما في الأخلاق عامة. وثانيهما في أخلاق المهنة حاصة. أهداف المقرر نهدف من دراسة هذا المقرر تحقيق ما يلي: 1- الوقوف على تعريف الأخلاق في اصطلاح العلماء, وذكر أسسها وخصائصها في الإسلام. 2- تحديد وسائل التربية الأخلاقية في الإسلام. 2- الوقوف على أهمية المهنة وضرورتها في الحياة. 3- معرفة أخلاق المهنة في الإسلام. 4- الشعور بالمسؤولية الأخلاقية . خطة تدريس المقرر: سيتم توزيع المنهج على أربع عشرة محاضرة هي: 1- تعريف الخلق وطبيعته وأقسامه ومكانته. 2- أسس الأخلاق في الإسلام. 3- خصائص الأخلاق الإسلامية. 4- وسائل اكتساب الأخلاق. 5- المسؤولية عن السلوك الأخلاقي. 6- نماذج من أخلاق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم 7- تعريف أخلاق المهنة والحاجة إلى دراستها. 8- أخلاقيات العلم والتعلم. 9- أخلاقيات العمل التجاري والمهن الخدمية. 10- خلق الطهارة والاستقامة المهنية. 11- خلق التعاون المهني. 12- خلق الأمانة المهنية. 13- خلق المحبة المهنية. 14- دراسة لنماذج لمواثيق بعض المهن المعاصرة. المحاضرة الأولى تعريف الخُلُق و طبيعته ومكانته في الإسلام أولاً .. تعريف الخلق : الخُلُق لغة: بضم الخاء واللام الطبع والسجية. أي ما جُبِل عليه الإنسان من الطَّبع. وجمعه أخلاقٌ. وهو - أي الخُلُق – يمثل صورة الإنسان الباطنة ، التي هي نفسه التي بين جنبيه وأوصافها ومعانيها المختصَّة بها. كما أن الخَلْق يمثل صورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها . واصطلاحاً: حالٌ للنفس راسخةٌ تصدر عنها الأفعال من خيرٍ أو شرٍ من غير حاجةٍ إلى فِكرٍ و رَوِيَّةٍ. وبهذا المعنى ورد قول الله سبحانه في مدح نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم }. وقد يطلق الخُلُق على نفس المبادئ والقواعد المنظمة للسلوك الإنساني على نحو يحقق الغاية من وجوده في هذا العالم على الوجه الأكمل. وبهذا المعنى ورد قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق). شرح التعريف وتوضيحه: أما التعريف الأخير فواضح لا لبس فيه, إذ إن الصدق والسخاء والرحمة والعدل وحب الخير للناس كلها أخلاق حميدة, وفضائل مسلَّمة, يسعى عقلاء الناس للتحلي بها, وتربية أبنائهم عليها.وأما التعريف الأول فهو الذي يكتنفه بعض الغموض, ويحتاج إلى توضيح, فنقول: يُقصد بـ (الحال) : الهيئة والصفة للنفس الإنسانية. و (راسخة) : أي ثابتة بعمق. وهو ما يعني أن الأفعال تتكرر من صاحبها على نسق واحد حتى تصبح عادة مستقرة لديه. ومن ثمَّ كان مَنْ ينفق المال مرة أو مرتين أو ثلاث مرات على المحتاجين لا يوصف بخلق السخاء والجود, بل لابد من تكرره منه بحيث يصبح عادة له. • و (من غير حاجةٍ إلى فِكرٍ و رَوِيَّةٍ) : أي من غير تكلف أو مجاهدة نفس , بل بسهولة ويسر وبطريقة تلقائية. • يقول الإمام الغزالي رحمه الله: "الخَلْق والخُلُق عبارتان مستعملتان معاً, يقال: فلانٌ حسنُ الخُلُق والخَلْق. أي: حسن الباطن والظاهر. فيراد بالخَلْق الصورة الظاهرة, ويراد بالخُلُق الصورة الباطنة. وذلك لأن الإنسان مركبٌ من جسدٍ مدرك بالبصر, ومن روحٍ ونفسٍ مدركٍ بالبصيرة. ولكل واحد منهما هيئةٌ وصورةٌ: إما قبيحةٌ, وإما جميلةٌ. فالنفس المدركة بالبصيرة أعظم قدراً من الجسد المدرك بالبصر, ولذلك عظم الله أمره بإضافته إليه, إذ قال تعالى: {إني خالقٌ بشراً من طين, فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين} فنبه على أن الجسد منسوب إلى الطين, والروح إلى رب العالمين, والمراد بالروح والنفس في هذا المقام واحد" . ثانياً- موضوع علم الأخلاق: يبحث علم الأخلاق في الأحكام القيمية المتعلقة بالأعمال التي توصف بالخير أو الشر, أو توصف بالحسن أو القبح, وهذا ما يميز الأخلاق عن الغرائز والدوافع؛ لأن الغرائز والدوافع هي الحاجات التي فطر الله الإنسان عليها كحاجته للأكل والشرب والنكاح والنوم... وهي أشياء لا تستوجب لصاحبها مدحاً ولا ذماً, ولا ثواباً ولا عقاباً, فإن مُدح الإنسان أو ذُم على شيء من ذلك , كان المقصود ليس نفس الفعل, وإنما طريقة صاحبه في تلبية تلك الحاجة , أو إشباع تلك الرغبة. فمن يأكل لا يمدح ولا يذم على فعله ذاك , وإنما يمدح إن أكل مما يليه وبهدوءٍ, ومضغ الطعام جيداً, وبدأ باسم الله, وانتهى بحمد الله, فهذا يحمد على فعله هذا, بخلاف من أكل بشراهة, وأدخل اللقمة على اللقمة, وجالت يده في القصعة ... فإنه يذم على فعله ذاك. ثالثاً- أقسام الخلق: • يمكن تقسيم الخلق إلى قسمين اثنين باعتبارين مختلفين: • أولهما باعتبار الفطرة والاكتساب: وبهذا الاعتبار ينقسم الخلق إلى: * أخلاق فطرية: جُبِلَ الإنسانُ عليها أي هي هبة ومنحة من الله تعالى, وليس للإنسان أي دور في اكتسابها. مثال ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأشج عبد القيس المنذر بن عائذ وكان وافد عبد القيس وقائدهم ورئيسهم - وعبد القيس قبيلة- ( إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم, والأناة ) فقال: أشيءٌ جُبِلتُ عليه, أم شيءٌ حدث لي؟ فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (بل شيء جبلت عليه). فقال: الحمد لله الذي جبلني على ما يحبه الله ورسوله". قال النووي: الحلم هو العقل. والأناة هي التثبت وترك العجلة. وسبب قول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك له ما جاء في حديث الوفد أنهم لما وصلوا إلى المدينة بادروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأقام الأشج عند رحالهم فجمعها وعقل ناقته ولبس أحسن ثيابه ثم أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقربه النبي صلى الله عليه وسلم وأجلسه إلى جانبه . * أخلاق مكتسبة: يسعى الإنسان في تحصيلها بالتدريب والممارسة العملية, ومن خلال مجاهدته لنفسه. ومنه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في الصحيح: ( العلم بالتعلم, والحلم بالتحلم). • ثانيهما باعتبار القبول وعدمه شرعاً: وبهذا الاعتبار ينقسم الخلق إلى: • 1 - خلق حسن: وهو الأدب والفضيلة وتنتج عنه أقوال وأفعال جميلة عقلا وشرعا. • 2 - خلق سيئ: وهو سوء الأدب والرذيلة وتنتج عنه أقوال وأفعال قبيحة عقلا وشرعا. • ولقد جاءت دعوته r إلى فضائل الأخلاق، فقد أسامة بن شريك قال: (كنا جلوساً عند النبي r كأنما على رؤوسنا الطير، ما يتكلم منا متكلم، إذ جاءه أناس فقالوا: من أحب عباد الله تعالى؟ قال: (أحسنهم خلقاً) وحسن الخلق من أكثر الوسائل وأفضلها إيصالا للمرء للفوز بمحبة رسول الله r والظفر بقربه يوم القيامة حيث يقول: ( إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً) . يقسم كثير من الباحثين المعاصرين ما جاء به الإسلام من تشريعات وأحكام إلى شعب أربعة هي: عقائد , وعبادات , ومعاملات , وأخلاق . وربما قسمها بعضهم إلى ثلاث شعب فدمجوا بين العبادات والمعاملات, فقالوا: عقيدة , وشريعة , وأخلاق . وهذا التقسيم إنما يصح بالنظر إلى الجهة الغالبة في تلك القضايا والمسائل التي تناولتها نصوص الشرع, وإلا فعند التأمل وإنعام النظر نجد أن هذه الشعب الثلاث أو الأربع لا تنفك عن بعضها, وأنها متداخلة متعاضدة كالبنيان يشد بعضها بعضاً. فالأخلاق التي يرد ذكرها في آخر الشعب لا تنفك عن العقيدة والعبادات والمعاملات, وهي في نفس درجاتها ومستوياتها من الأهمية والطلب. بل إنها تمثل جوهر رسالة الإسلام ولب شريعتها، بكل ما تحمله كلمة الأخلاق من عمق وشمول. وبيان ذلك من وجوه : • حث الإسلام على الفضائل وحذر من الرذائل في نصوص لا تحصى من القرآن والسنة, ووصل فيها إلى أعلى درجات الإلزام، ورتب عليها أعظم مراتب الجزاء، ثواباً وعقاباً، في الدنيا والآخرة. فالصدق يهدي إلى البر, والبر يهدي إلى الجنة, والكذب يهدي إلى الفجور, والفجور يهدي إلى النار. وامرأة دخلت النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها, ولا هي دعتها تأكل من خشاش الأرض. وبغي دخلت الجنة في كلب سقته. والمرء يبلغ بحسن خلقه درجة الصائم لا يفطر, والقائم لا يفتر. ... • بلغ من عناية الإسلام بالأخلاق أن الله سبحانه حين أثنى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلمفي القرآن الكريم اختار الثناء عليه من جهة أخلاقه ليُعلمنا أنه لا أبلغ ولا أرفع من هذه الصفة. فقال تعالى:{وإنك لعلى خلق عظيم}. • جعل الرسول صلى الله عليه وسلم الغاية والهدف من رسالته إتمام البناء الأخلاقي الذي بدأه من سبقه من الأنبياء والمرسلين, فقال فيما يرويه أبو هريرة رضي الله عنه: (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق). في باب العقائد نجد أن الإسلام يضفي على التوحيد صبغة خُلُقية، فيعتبره من باب "العدل" وهو فضيلة خلقية، كما يعتبر الشرك من باب "الظلم" وهو رذيلة خلقية, فيقول سبحانه: {إن الشرك لظلم عظيم} وذاك لأنه وضعٌ للعبادة في غير موضعها، وتوجه بها إلى من لا يستحقها. بل اعتبر القرآن الكريم الكفر بكل أنواعه ظلما، فقال تعالى: {والكافرون هم الظالمون}. • والعبادات الإسلامية الكبرى ذات أهداف أخلاقية جلية منصوص عليها في كتاب الله: • فالصلاة وهي العبادة الأهم في حياة المسلم، لها وظيفة سامية في تكوين الوازع الذاتي، وتربية الضمير الديني على الابتعاد عن الرذائل. قال تعالى: {وأقم الصلاة، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} وهي كذلك تعين المسلم على مواجهة متاعب الحياة. قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة}. • والزكاة وهي العبادة التي تلي الصلاة في الأهمية, وسيلة لتطهير وتزكية النفس, وهما من الأهمية بمكان في عالم الأخلاق. قال تعالى:{خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها}. • والصيام إنما يقصد به تدريب النفس على الكف عن شهواتها، وإدخال صاحبها في سلك المتقين, وهي جماع الأخلاق الإسلامية. قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} • والحج تدريب للمسلم على التطهر والتجرد والترفع عن زخارف الحياة, وضبط الجوارح. قال تعالى: {الحج أشهر معلومات، فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج}. • وفي مجال المال والاقتصاد كان للأخلاق حضورها سواءٌ في ميدان الإنتاج أم التداول أم التوزيع أم الاستهلاك. • ففي مجال الإنتاج يجب أن تكون السلعة المنتجة نافعة مفيدة, وأما ما كان ضاراً بالناس أو مؤذياً لهم فلا يجوز إنتاجه مهما كان سيجلب لصاحبه من أرباحٍ ماديةٍ. قال تعالى: {يسألونك عن الخمر والميسر، قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما}. • وفي مجال التبادل يحرم الإسلام الاحتكار والغش وكتمان العيب, وإنفاق السلعة بالحلف الكاذب, واستغلال حاجة الآخرين أو استغلال بساطتهم أو طيشهم لخداعهم ففي الحديث الصحيح: "لا يحتكر إلا خاطئ" أي آثم. وفيه أيضاً: "من غش فليس منا". وفيه: "الحلف الكاذب منفقة للسلعة ممحقة للبركة. والتملك، لا يجوز للمسلم أن يتملك ثروة من طريق خبيث، ولا يحل له أن يأخذ ما ليس له بحق لا بالعدوان ولا بالحيلة.كما لا يحل للمسلم الملك بطريق خبيث، لا يحل له تنمية ملكه بطريق خبيث كذلك.لهذا حرم الله الربا والميسر، وأكل أموال الناس بالباطل، والظلم بكل صوره، والضرر والضرار بكل ألوانه. • وفى مجال التوزيع أمر بالعدل بين الأولاد في العطية من الوالدين, كما وضع نظاماً دقيقاً في توزيع الميراث, والصدقات المفروضة, والغنائم والفيء والخراج والجزية وعطايا بيت المال. فقال صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم) • وفي مجال الاستهلاك والإنفاق أمر الإسلام بالاعتدال والتوسط, والابتعاد عن الترف, والتبذير والإسراف والتقتير. قال تعالى: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً}. وقال أيضاً: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا، إنه لا يحب المسرفين}. ومن هذا الباب تحريمه لاستعمال أواني الذهب والفضة مطلقاً، وكذا تحريمه لبس الذهب والحرير على الرجال. • وفي مجال السياسة ربط الإسلام السياسة بالأخلاق، فرفض كل الأساليب القذرة للوصول إلى الغايات مهما كانت تلك الغايات نبيلة, ورفض مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة" وجعله سياسته مبنية على الصدق والرحمة والعدل والإنصاف والمساواة بين الجميع في الحقوق والواجبات والعقوبات، وفرض احترام الاتفاقات، والوفاء fالعهود. قال تعالى: {وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء} وقال جل شأنه: {وبعهد الله أوفوا ..} وقال أيضاً {ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}. • وفي مجال الحرب لم تنفصل سياسة الإسلام عن الأخلاق, بل بقيت كما في السلم مبنية على العدل والرحمة والصدق والوفاء. قال تعالى: {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} , وقال جل في علاه: {ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام، أن تعتدوا، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، واتقوا الله إن الله شديد العقاب}. وجعل الغاية من الحرب إعلاء كلمة الله, والانتصار للحق والخير. قال تعالى: {الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت، فقاتلوا أولياء الشيطان} وقال جل جلاله: {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا، إن الله لا يحب المعتدين}. وفي السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوصي أصحابه إذا توجهوا للقتال بقوله: "اغزوا باسم الله، وفي سبيل الله، وقاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليداً) وكذلك كان الخلفاء الراشدون المهديون من بعده يوصون قوادهم: "ألا يقتلوا شيخا، ولا صبيا، ولا امرأة، وألا يقطعوا شجرا، ولا يهدموا بناءً". • وهكذا فما من مجال من مجالات الحياة يعيشها المسلم بمعزل عن القيم الأخلاقية والضوابط السلوكية, وما هذا الذي ذكرناه إلا غيض من فيض. |
2012- 2- 14 | #3 |
مشرفة سابقة
|
رد: ملخصات الأخلاق الإسلامية وآداب المهنة
المحاضرة الثانية
أسس الأخلاق في الإسلام يقوم النظام الأخلاقي في الإسلام على ثلاثة أسس هي: 1/ الأساس الاعتقادي 2/ الأساس الواقعي والعلمي 3/ مراعاة الطبيعة الإنسانية. أولاً - الأساس الاعتقادي: يتمثل الأساس الاعتقادي للأخلاق الإسلامية في ثلاثة أركان هي: الركن الأول: الإيمان بوجود الله تعالى الذي خلق الكون وخلق الإنسان وخلق الموت والحياة وهو بكل شيء من الماضي والحاضر والمستقبل عليم, حتى إنه ليعلم ما يدور في خلجات الأنفس من خير أو شر كما قال تعالى: [وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ] الركن الثاني: إن الله عز وجل منذ أن خلق الإنسان فوق هذه الأرض عرَّفه بنفسه, وعرفه بطريق الخير والشر, وطريق الحق والباطل, من خلال رسالات أوحى بها إلى من اختارهم من أنبيائه ورسله. قال تعالى: [أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ, وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ, وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ] وقال سبحانه: [وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا, فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا], ثم إن الله سبحانه قد خلق في الإنسان قدرة لإدراك تلك الحقائق, ونصب دلائل على جميع ذلك في هذه الطبيعة يدركها من تأمل فيها وبحث عنها في ثنايا هذا الكون, قال تعالى: [سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ] وبناء على ذلك كلفهم الله سبحانه باتباع الحق والخير, واجتناب الشر والباطل, كما بين واجباتهم تجاه خالقهم, وتجاه المخلوقات الأخرى, وبين لهم المحرمات التي يجب عليهم اجتنابها. الركن الثالث: هو وجود الحياة بعد الموت, وهذه الحياة إما نعيم وإما جحيم. فالأولى يكافأ بها من اتبع الحق, وفعل الخير واجتنب الشر وما حرمه الله تعالى عليه, والثانية يجازى بها من اتبع الباطل وارتكب ما حرم الله. وهذه وتلك تكون بعد حساب دقيق يقوم به الخالق يوم القيامة, كما قال سبحانه: [إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي المَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ] وقال جل جلاله: [فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ, وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ]. • إذن فهذه الحياة ميدان عمل واختبار للإنسان لمن يريد الخير, ولمن يريد الشر, قال تعالى: [الَّذِي خَلَقَ المَوْتَ وَالحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا], والحياة الأخرى للحساب والجزاء, قال تعالى: [وَنَضَعُ المَوَازِينَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ], وقال أيضاً: [اليَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ اليَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الحِسَابِ] • وهذا الأساس بهذا المفهوم في غاية الأهمية في الاتجاه الأخلاقي في الإسلام, وهو السند الذي يُعتمدُ عليه في إقامة النظام الخلقي, وفي عملية الالتزام به. فبدون هذا الأساس تفقد الأخلاق قدسيتها وتأثيرها الكبير في الإنسان, ولا يمكن أن تطبق تطبيقاً عملياً دقيقاً في السر والعلن, إلا إذا اتخذ هذا الأساس في قلوب البشر مكاناً, وآمنوا به إيماناً صادقاً. وليس هذا أساس للسلوك الأخلاقي فحسب, بل كذلك للحياة, إذ لا معنى للحياة –في الحقيقة- دون وجود هذا الأساس ودون الاعتماد عليه. • إن الذي يقرأ كتابات الوجوديين وأمثالهم من الملاحدة الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر يجد أنهم يعانون من قلق وحيرة واضطراب في أعماق قلوبهم, ثم يسعون إلى تعميمه على البشر كلهم بدعوى أنه من مستلزمات الوجود الإنساني, وأن طبيعة الحياة تقتضيه. • وهو ادعاءٌ باطلٌ, بدليل أن غيرهم ممن ليس على شاكلتهم لا يعاني من تلك الظاهرة, ولعله ناتج عن انعدام الإيمان لديهم. والسر فيه أن في طبيعة الحياة الإنسانية جانباً لا يملؤه إلا الإيمان, فمن انعدم لديه الإيمان عانى من الفراغ في هذا الجانب, فأحس بالقلق والاضطراب, وهو ما يدفعهم إما إلى الانتحار والتخلص من الحياة بطريق مباشر, أو الوقوع في شرك المخدرات أو المسكرات, ليقتل نفسه بطريق غير مباشر. والأمر الذي يؤكد صحة هذا التفسير هو أن هؤلاء الناس لا يعانون فقراً أو حرماناً أو مرضاً, بل هم أغنياء أصحاء, وإنما يعانون من فقدان الطمأنينة التي تجلبها العقيدة الصحيحة والإيمان القويم. • إن اعتماد الأخلاق على أساس من العقيدة يضفي عليها طابعاً مميزاً من القداسة, وتدفع بالإنسان إلى فعل الخير, والابتعاد عن الشر, وتجعله صاحب ضمير حي, وقد اعترف بهذا الدكتور ألكسيس كاريل حيث يقول: "الفكرة المجردة لا تصبح عاملاً فعالاً إلا إذا تضمنت عنصراً دينياً, وهذا هو السبب في أن الأخلاق الدينية أقوى من الأخلاق المدنية إلى حد تستحيل معه المقارنة, ولذلك لا يتحمس الإنسان في الخضوع لقواعد السلوك القائم على المنطق إلا إذا نظر إلى قوانين الحياة على أنها أوامر منزلة من الذات الإلهية". ثانياً - الأساس الواقعي والعلمي: إذا كان الإسلام قد دعا إلى المثالية والسمو الروحي, وذم الذين أخلدوا إلى الأرض وشهواتها, فإن دعوته إلى المثالية كانت واقعية وكانت وسطاً بين نظرتين متطرفتين هما: • أولهما: دعوات روحية تدعو الإنسان إلى محاربة الطبيعة, وعدم الاستسلام لها, مهما جابهته ضغوطات الحياة ومهما كانت شدتها؛ وذلك لأن سعادة الإنسان وسموه الروحي وخلاصه من آلام الحياة -في نظرهم- إنما تتم بمحاربة الطبيعة والتسامي على واقعها. • ثانيهما: دعوات للطبيعيين الذين أخلدوا إلى الأرض, وقدموا الطاعة لدواعيها ومتطلباتها؛ لأن الحياة معها -في نظرهم- هي الحياة السليمة التي تصل بالإنسان إلى السعادة. • فجاء موقف الإسلام نحو الطبيعة واقعياً وسطاً معتدلاً بين هاتين النظرتين, وقد تجلى ذلك في: • 1- دعوته إلى الاستعلاء على الطبيعة وعدم الاستسلام لها؛ وذلك بدعوته الإنسان إلى أن يكون سيداً على الطبيعة, فيسخر مواردها في عمران الأرض, ونفع العباد, كما قال تعالى: [هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا] وأن يكون كذلك سيداً على نفسه, فيضبط ميوله ورغباته ويوجهها وفقاً للمثل العليا التي جاء بها الإسلام. • 2- دعوته إلى التأقلم والانسجام مع الطبيعة ومع الواقع, وعدم التصادم معها, وذلك عن طريق اتخاذ قواعد للسلوك تنسجم تمام الانسجام مع القوانين الأساسية للحياة البشرية, وهي القوانين الثلاثة التالية: قانون المحافظة على الحياة, وقانون تكاثر النوع الإنساني, وقانون الارتقاء العقلي والروحي, وفي هذه القوانين يتجلى الأساس العلمي الذي أقام الإسلام نظامه الأخلاقي عليه. • ففيما يتعلق بالقانون الأول – الذي هو المحافظة على الحياة- فإن الإسلام اعتبر كل سلوك من شأنه أن يحافظ على الحياة وينميها, سلوكاً أخلاقياً. وكل سلوك يضاد الحياة أو يعوقها بصورة من الصور يعد سلوكاً غير أخلاقي. فمن هنا كان القتل حراماً أخلاقياً, وكذا تهديد الآخرين وإخافتهم, والتحاسد والتباغض والتدابر. وكان من الواجب احترام الناس والمحافظة على أرواحهم وأعراضهم ودمائهم, والسعي لنفعهم. • وفيما يتعلق بالقانون الثاني – الذي هو تكاثر النوع- فإن الإسلام اعتبر كل سلوك من شأنه أن يؤدي إلى إبقاء النوع وتحسينه سلوكاً أخلاقياً راقياً. فشرع الزواج وحث عليه, ونهى عن التبتل أو الرهبانية كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالُّوها. فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبداً، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فقال: (أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوموأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني). كما حث على حسن اختيار الزوجة, فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (تخيروا لنطفكم، وانكحوا الأكفاء، وأنكحوا إليهم). وحث الآباء على تزويج بناتهم من أناس صالحين, فقال صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلاَّ تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفساد). ثم إن الإسلام حرم كل سلوك من شأنه أن يعوق استمرار التناسل؛ لأنه يعد منعاً لاستمرار النوع, ومن ثمَّ فقد حرم الإسلام الخِصاء, كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه، قال: "كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم ليس لنا نساء، فقلنا: يا رسول الله، ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك". فالإسلام يعد الخروج على القوانين الطبيعية والأخلاقية تعدياً وخروجاً عن جادة الحياة المستقيمة. • وفيما يتعلق بالقانون الثالث – الذي هو الارتقاء العقلي والروحي- فإن الإسلام اعتبر كل سلوك من شأنه أن يؤدي إلى السعادة والإقبال على الحياة بمحبة وانشراح وينمي العقل ويحافظ عليه سلوكاً أخلاقياً راقياً, وكل سلوك يضاد ذلك كأن يجعل الإنسان يعيش في عزلة من الناس متشائماً قلقاً, أو يضر بعقله ويجعله مريضاً أو متخلفاً مستسلماً للجهل والخرافات سلوكاً غير أخلاقي. ومن ثم فقد وجدناه يحث على العلم وصلة الرحم ومحبة الآخرين والرحمة بهم, والرضا بقضاء الله وقدره, كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)() أو قوله صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيراً له)() أو في تحريمه للانتحار, أو تعاطي المسكرات أو المخدرات أو ما من شأنه أن يضر بصحة الإنسان البدنية أو بعقله • فقال تعالى: [يَسْأَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا] وقوله سبحانه: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ , إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ فِي الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ] . ومثلها من النصوص كثير جداً. ثالثاً – مراعاة الطبيعة الإنسانية: • وهذا الأساس مهم في الدراسات الأخلاقية, وذلك لوجود ارتباط وثيق بين السلوك وطبيعة الإنسان, ولتوقف نجاح النظام الأخلاقي على مدى انسجامه مع واقع هذه الطبيعة. • فالإسلام ينظر إلى الإنسان على أنه روح وجسد, وعقل وقلب ومشاعر وعواطف, وأن هناك صراعاً بين طبيعة الإنسان وتكوينه المادي الذي يميل إلى الأرض والتراب الذي خلق منه, فيستجيب للأهواء والشهوات وينساق لها, وروحه العلوية التي هي من نفخ الإله, وتدعو إلى السمو والرقي والمثالية. • والمطلوب هو التنسيق بين هاتين الطبيعتين في الإنسان, وتوجيهه إلى السلوك الذي يليق به بصفته أشرف مخلوق على ظهر الأرض, وصاحب رسالة خُلِق من أجلها في هذه الدنيا. • والمرجع في هذا التنسيق هو رب العالمين تبارك وتعالى. |
2012- 2- 14 | #4 |
مشرفة سابقة
|
رد: ملخصات الأخلاق الإسلامية وآداب المهنة
المحاضرة الثالثة
خصائص الأخلاق الإسلامية تمتاز الأخلاق الإسلامية بجملة من الخصائص تميزها عن غيرها من الأنظمة الأخلاقية, وتعطيها وجودها وطابعها المتفرد والمستقل, وهي: · الانبثاق عن عقيدة الإسلام:أي أنها مرتبطة بالعقيدة ارتباطاً قوياً وعميقاً بحيث يستحيل الفصل بينهما, وما أكثر النصوص التي تربط بين الإيمان وحسن الخُلُق. حتى إنها لتجعل الإيمان, هو نفسه حسن الخُلُق, كيف لا؛ وحسن الخلق يقتضي شُكر المنْعِم (الإله), والاعتراف بفضله, والثناء عليه, والوقوف عند حدوده بامتثال أوامره, واجتناب نواهيه. وأي عقوق أعظم من أن يتمرد الإنسان على خالقه ومولاه, ويتنكر لجميله, ويخالف أمره ونهيه, كما هو الشأن في الكفار والمنافقين. يقول الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: "حسن الخلق هو الإيمان, وسوء الخلق هو النفاق, وقد ذكر الله تعالى صفات المؤمنين والمنافقين في كتابه, وهي بجملتها ثمرة حُسْن الخلق, وسوء الخلق, فلنورد جملة من ذلك لتعلم آية حسن الخلق. قال الله تعالى: [قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ, الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ, وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ, وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ, وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ...] , وقال تعالى: [وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا...].. من أشكل عليه حاله فليعرض نفسه على هذه الآيات, فوجود جميع هذه الصفات علامة حسن الخلق, وفقد جميعها علامة سوء الخلق, ووجود بعضها دون بعض يدل على البعض دون البعض, فليشتغل بتحصيل ما فقده, وحفظ ما وجده. وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن بصفات كثيرة, وأشار بجميعها إلى محاسن الأخلاق, فقال صلى الله عليه وسلم: (من كان يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فلا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كان يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كان يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أو لِيَصْمُتْ). وقال: (لَا يُؤْمِنُ أحدكم حتى يُحِبَّ لِأَخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ). وقال: (أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً). ويقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى: "الإيمان قوة عاصمة عن الدنايا, دافعة إلى المكرمات ومن ثمَّ فإن الله عندما يدعو عباده إلى خير أو ينفرهم من شر, يجعل ذلك مقتضى الإيمان المستقر في قلوبهم. وما أكثر ما يقول في كتابه: " يا أيها الذين آمنوا " ثم يذكر بعدُ ما يُكلفهم به, مثل قوله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ] [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا] .. وقد وضح صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم أن الإيمان القوي, يلد الخلق القوي حتماً, وأن انهيار الأخلاق مرده إلى ضعف الإيمان, أو فقدانه, بحسب تفاقم الشر أو تفاهته.. فالرجل الصفيق الوجه, المعوج السلوك الذي يقترف الرذائل غير آبه لأحد, يقول رسول الإسلام في وصف حاله: "الحياء والإيمان قرناء جميعاً فإذا رفع أحدهما رفع الآخر"!. والرجل الذي ينكب جيرانه ويرميهم بالسوء, يحكم الدين عليه حكما قاسياً فيقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم : (والله لَا يُؤْمِنُ والله لَا يُؤْمِنُ والله لَا يُؤْمِنُ قِيلَ وَمَنْ يا رَسُولَ اللَّهِ قال الذي لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بوائقه). وتجد الرسول صلى الله عليه وسلم عندما يعلم أتباعه الإعراض عن اللغو, ومجانبة الثرثرة والهذر يقول: (وَمَنْ كان يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أو لِيَصْمُتْ). وهكذا يمضى في غرس الفضائل وتعهدها حتى تؤتى ثمارها, معتمداً على صدق الإيمان وكماله..". إذاً فالدين هو منبت الأخلاق, وهو مصدر الرقابة عليها, وهو المقوِّم لها إذا انحرفت, وهما متلازمان لإقامة كل مدنية فاضلة خيرة في مصلحة الإنسان. · الشمول:حيث تشمل جميع المجالات, فهناك خلق مع الله ومع رسله عليهم السلام, قال تعالى: [إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ المُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ] وقال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ] , وهناك خلق مع المسلمين يقول صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخ المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره.. كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه) وخلق مع غير المسلم, قال تعالى: [لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ] وقال صلى الله عليه وسلم: (من آذى ذمياً فقد آذاني) وهناك خلق الكبير والصغير (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا) وخلق مع الحاكم [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ] ومع الوالدين والأبناء والبنات والزوج والقرابة, ومع الضيف والمعلم والصديق, ومع البهائم والجماد, . يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى: "قد تكون لكل دين شعائر خاصة به, تعتبر سمات مميزة له. ولا شك أن في الإسلام طاعات معينة, ألزم بها أتباعه, وتعتبر فيما بينهم أموراً مقررة لا صلة لغيرهم بها, غير أن التعاليم الخُلُقية ليست من هذا القبيل؛ فالمسلم مكلف أن يلقى أهل الأرض قاطبة بفضائل لا ترقى إليها شبهة, فالصدق واجب على المسلم مع المسلم وغيره, والسماحة والوفاء والمروءة والتعاون والكرم.. الخ وقد أمر القرآن الكريم ألا نتورط مع اليهود أو النصارى في مجادلات تهيج الخصومات ولا تجدي الأديان شيئاً. قال الله تعالى: [وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ]. واستغرب من أتباع موسى وعيسى أن يشتبكوا مع المسلمين في منازعات من هذا النوع الحاد:[قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ] . وحدث أن يهودياً كان له دَيْنٌ على النبي, فجاء يتقاضاه قائلاً : إنكم يا بني عبد المطلب قوم مُطل!! فرأى عمر بن الخطاب أن يُؤدب هذا المتطاول على مقام الرسول, وهَمَّ بسيفه يبغي قتله. لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أسكتعمر قائلاً: (أنا وهو أولى منك بغير هذا, تأمره بحُسن التقاضي, وتأمرني بحُسن الأداء), وقد أمر الإسلام بالعدل ولو مع فاجر أو كافر. قال عليه الصلاة والسلام: "دعوة المظلوم مُستجابة, وإن كان فاجراً ففجوره على نفسه) ... وبهذه النصوص, مَنع الإسلام أبناءه أن يقترفوا أية إساءة نحو مخالفيهم في الدين. ومن آيات حسن الخلق مع أهل الأديان الأخرى ما ورد عن ابن عمر: أنه ذبحت له شاة في أهله ? فلما جاء قال: أهديتم لجارنا اليهودي؟ أهديتم لجارنا اليهودي؟. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه).. • أما من الناحية العامة, فقد قرر الإسلام أن بقاء الأمم وازدهار حضارتها, واستدامة منعتها, إنما يُكفل لها إذا ضمنت حياة الأخلاق فيها, فإذا سقطت الخلق سقطت الدولة معه. وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا • ويؤكد هذه الحقيقة حديث الرسول لقومه وعشيرته, فقد رشحتهم مكانتهم في جزيرة العرب لسيادتها, وتولي مقاليد الحكم بها. ولكن النبي أفهمهم ألا دوام لملكهم إلا بالخُلُق وحده. فعن أنس بن مالك قال: "كنا في بيت فيه نفر من المهاجرين والأنصار? فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم, فجعل كل رجل يوسع رجاء أن يجلس إلى جنبه.. ثم قام إلى الباب فأخذ بعضادتيه . • فقال: (الأُمَرَاءُ من قُرَيْشٍ ثَلاَثاً ما فَعَلُوا ثَلاَثاً ما حَكَمُوا فَعَدَلُوا وَاسْتُرْحِمُوا فَرَحِمُوا وَعَاهَدُوا فَوَفَوْا فَمَنْ لم يَفْعَلْ ذلك منهم فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ). هذا الحديث حاسم في أنه لا مكانة لأمة ولا لدولة ولا لأسرة إلا بمقدار ما تمثل في العالم من صفات عالية, وما تحقق من أهداف كريمة. فلو أن حكماً حمل طابع الإسلام والقرآن, ثم نظر الناس إليه فوجدوه لا يعدل في قضية, ولا يرحم في حاجة, ولا يوفي في معاهدة, فهو باسم الإسلام والقرآن قد انسلخ عن مقوماته الفاضلة, وأصبح أهلاً لأن يلعن في فجاج الأرض وآفاق السماء. ومن أقوال الإمام ابن تيمية: "إن الله يقيم الدولة العادلة, وإن كانت كافرة, ولا يقيم الدولة الظالمة, وإن كانت مسلمة" . إن الخلق في منابع الإسلام الأولى من كتاب وسنة هو الدين كله, وهو الدنيا كلها, فإن نقصت أمة حظاً من رفعة في صلتها بالله, أو في مكانتها بين الناس, فبقدر نقصان فضائلها وانهزام خلقها". • الثبات:ويقصد بالثبات أن الفضائل الأساسية للمجتمع من صدق ووفاء وأمانة وعفة وإيثار مرتبطة بنظام الشريعة العامة، وهي أمور لا يستغني عنها مجتمع كريم، مهما تطورت الحياة، وتقدم العلم بل تظل قيماً فاضلة ثابتة. • إن الأخلاق في الإسلام لا تتغير ولا تتطور تبعا للظروف الاجتماعية والأحوال الاقتصادية، بل هي حواجز متينة ضد الفوضى والظلم والشر، كما قال الله تعالى: [تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ] . • وأما السبب الذي يجعل أخلاق الإسلام ثابتة فهو: • ارتباطها بالفطرة البشرية التي تتصف بالثبات ويرثها الأحفاد عن الآباء والأجداد (كل مولود يولد على الفطرة) فالخلق فطرة. • وكونها نابعة عن الدين، وإذا كان الدين يصلح لجميع الناس، ويهدف إلى الخير المطلق، لأنه من الله سبحانه وتعالى، وقد راعى فيه الخير العام. قال تعالى: [أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ] فكذلك الأخلاق الإسلامية. • ويترتب على خاصية الثبات هذه أن الأخلاق مختلفة عن التقاليد؛ لأن التقاليد تتغير بين الفينة والأخرى, بتغير مبررات وجودها، وليس كذلك الأخلاق، لأنها تقوم على أسس ثابتة كالحق والعدل والخير. • كما أن الثبات في الأخلاق من شأنه أن يبعث الطمأنينة في حياة الفرد، وفي حياة المجتمع, بخلاف من ينظر إلى الأخلاق على أنها تتطور وتتبدل بتبدل الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والسياسية, فإن من شأنها أن تجعل الإنسان يعيش من غير قيم عليا, وفي اضطراب وقلق. · الجمع بين الواقعية والمثالية:فأما كونها واقعية فتعني أنها عملية وقابلة للتطبيق, ولا يستعصي على أحد من الناس تطبيقها وتجسيدها في حياته, ولكنها في ذات الوقت مثالية أيضاً. بمعنى أن من الناس من تتوق نفسه إلى معالي الأمور, و لا يرضى لنفسه بأن يكون كسائر الناس, ولا يشبع ذلك نهمه ورغبته في التسامي بخلقه, ورغبته في التحلي بالفضائل, ولكن ليس كل الناس يطيق ذلك, فجاء الإسلام وراعى بتشريعه استعدادات هذا وذاك, ولم يحمل الناس على ما لا يطيقون, وما يمكن أن تمله نفوسهم وتتقاصر عنه, فشرع العدل وذلك بأن يصل كل ذي حق إلى حقه, ولكن دعاه في الوقت ذاته إلى الإحسان وهي مرتبة أعلى من العدل فيها التضحية والصفح والتجاوز, فقال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ] وقال أيضاً:[وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ] [وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ] · وهذا يختلف عن الدعوات المثالية التي نادى بها بعض الفلاسفة من أمثال أفلاطون في كتابه الجمهورية الفاضلة, وكذلك النصارى في الوصايا التي نسبوها إلى نبي الله عيسى عليه السلام, وهي مستعصية على التطبيق, ولا تستقيم معها حياة الإنسان, وسرعان ما يملها, وتسأم نفسه من فعله لما فيها من تكلف شديد. قال عليه الصلاة والسلام: (عَلَيْكُمْ مَا تُطِيقُونَ مِنْ الْأَعْمَالِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا). وفي معناه قوله تعالى: [فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ] . الوسطية: وتعني كون الأخلاق الإسلامية وسطاً بين طرفين متضادين, وهذه الوسطية والاعتدال جلية في جوانب الدين الإسلامي كله؛ ففي نظرته إلى تكوين الإنسان كان وسطاً بين: · غلاة المثاليين الذين يعتبرون الإنسان روحاً علوية محبوسةً في الجسد ويجب عليه أن يتحرر منه. · غلاة الواقعيين الذين يعتبرون الإنسان جسداً فقط ويتنكرون للروح ومتطلباته. فجاء الإسلام وقرر أن الإنسان مخلوق مركب من عقل وشهوة, وفيه استعداد للتقوى والفجور, وقد بين الله له طريق الخير وطريق الشر بوساطة أنبيائه ورسله, ثم ترك له حرية , فقال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} وفي نظرة الإسلام إلى الحياة كان وسطاً بين طرفين متقابلين هما: 1/ من يرى أن الحياة هي هذه الدنيا التي نعيشها فقط. 2/ وأولئك الذين يتنكرون لهذه الحياة الدنيوية ومتعها, ويرون أن السعي يجب أن يكون للآخرة فقط. فجاء الإسلام ليقرر الانسجام والتوافق بين الحياتين, وأن الدنيا مزرعة للآخرة, ويجب للإنسان أن يعمل لها ويسعى في عمارتها لأنها تمثل جزءاً من المهمة التي خلق الله عز وجل البشر من أجلها. قال تعالى: {هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا } أي طلب منكم عمارتها, وقال أيضاً: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ } · وفي دعوته إلى التحلي بالفضائل الخلقية كان وسطاً لا يقبل الزيادة ولا النقصان, فعلى سبيل المثال لا الحصر, حث على: · الحكمة واعتبرها فضيلة, قال تعالى: [يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا] ولكنها تأتي بين رذيلتين هما: الخِبُّ والبَلَه. والخب: إفراطٌ وزيادة من جهة الاتصاف بالمكر والحيلة وسوء الظن. والبله: تفريط ونقصان عن الاعتدال, وسذاجة وسفه. · والسخاء واعتبره خلقاً كريماً, لكنه بين أنه يأتي بين رذيلتين, هما: الإسراف والتقتير, قال تعالى: [وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ البَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا] وقال: [وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا]. · والشجاعة وهي وسطٌ بين رذيلتي التهور والجبن. فالتهور زيادة عن الاعتدال، ويقدم بها الإنسان على الأمور المحظورة، التي يجب في العقل الإحجام عنها, قال تعالى: [وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ] . والجبن نقصان عن الاعتدال, قال تعالى في وصف المنافقين: [رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ] · · والعفة وهي وسط بين رذيلتي الشره والخمود. فالشره هو إفراط الشهوة إلى المبالغة في اللذات. والخمود هو خمود الشهوة عن الانبعاث إلى ما يقتضي العقل نيله وتحصيله. · والحياء وهو وسط بين رذيلتي الوقاحة وصفاقة الوجه من جهة, والخور والمهانة من جهة أخرى. · والتواضع وهو وسط بين رذيلتي الكبر والعلو من جهة, والذلة والحقارة من جهة أخرى. · والعدل هو التوسط المحمود في كل شيء, بأن يعطي كل ذي حق حقه, من غير غبن وتغابن. والغبن إفراط أي أن يأخذ ما ليس له، والتغابن تفريط, أي أن يعطي في المعاملة ما ليس عليه حمد وأجر. |
2012- 2- 14 | #5 |
صديق قسم التربية الخاصة
|
رد: ملخصات الأخلاق الإسلامية وآداب المهنة
وهذى هديه لكم جااهز للطبااعه ..
دعواتكم .. |
|
|
2012- 5- 7 | #6 |
أكـاديـمـي نــشـط
|
رد: ملخصات الأخلاق الإسلامية وآداب المهنة
يعطيك العافيه وموفقين ان شاء الله
|
2012- 5- 7 | #7 |
مشرفة سابقة
|
رد: ملخصات الأخلاق الإسلامية وآداب المهنة
الله يعافيك ...
ويآك يارب... |
2012- 5- 7 | #8 |
مشرفة سابقة
|
رد: ملخصات الأخلاق الإسلامية وآداب المهنة
|
2012- 5- 11 | #9 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: ملخصات الأخلاق الإسلامية وآداب المهنة
جزاكم الله خير
|
2012- 5- 19 | #10 |
أكـاديـمـي فـعّـال
|
رد: ملخصات الأخلاق الإسلامية وآداب المهنة
جزاكم الله خير
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[ جميع التخصصات ] : [ مُميْز ] : حااااااااااضر العالم الاسلامي تلخيص كااااامل باذن الله | عذوب الشوق | منتدى كلية الآداب بالدمام | 85 | 2012- 6- 1 02:24 AM |
أسئلة انجلش قراء لعام 1433 الفصب الثاني | == الفيصل == | المستوى الثاني - كلية الأداب | 32 | 2012- 5- 25 05:50 AM |
كـــل مــا يــخــص مــادة الــتربيه الخـــاصــه بـ المملكه .. | ₪ حـكـاية روح|~ | ارشيف المستوى 3 تربية خاصة | 83 | 2012- 5- 21 11:18 PM |