|
ملتقى الفنون الأدبية شعر,نثر,خواطر,قصص,روايات وجميع الفنون الادبية |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
عنـــــدما عادت الذاكـــــــــــــــــــــــرة ...!
كنت في أحد زياراتي للقرية القديمة التي كان الرعيل الأول من عائلتي الكريمة يسكنها .!
وكان لها صدى في أعماقي وامتزج عبق تلك الذكريات بين الحاضر وما تخمر من تلك الذكريات وفيما أعيشه من واقع حاضر يختلف بكل أبعاده عن تلك الجذور الطاهرة التي كانت تنهل من رافد الرضا والتحدي والتكافل الاجتماعي في ابعد تجلياته . أبي رجل فكاهي ....كان يعيش في المدينة وانتقل مع عائلتي إلى القرية فيما أنا بقيت مع أحد أقاربي في المدينة لفترة من الزمن وكانت زيارتي لهم تقتصر في الأجازات المدرسية فلم اعش في القرية إلا فترة زمنية قصيرة ..! قال أبي : لماذا لا نذهب سوياً للمكان الذي كنت أنا وعمك وعمتك وجدك وجدتك نعيش ونتفاعل ونمرح ونقضي الكثير من الوقت في المتعة والجدية والتسلية ؟! قلت : ولما لا جعلت تحت قدميك الطاهرتين ! قال : إذن فلنذهب بعد وجبه الإفطار ! قلت : وهو كذلك سيدي وتاج رأسي .! يـــُـتبعــ..... |
2009- 10- 22 | #2 |
متميز في قسم المواضيع العامة
|
رد: عنـــــدما عادت الذاكـــــــــــــــــــــــرة ...!
أبي شخصية مرحه وهو يعاملني كما لو أكون أحد زملائه وعلاقتنا وطيدة في مجال الحياة بعيد عن الأب وسلطته التقليدية ! وهذا ليس ما كان يعاملني به حينما كنت في صباي الباكرة !! على كلٍ ذهبت للوالدة والفرحة تشيعني ..! وقلت لها جعلت فدى قدميها الطاهرتين يا أماه! قالت : لبيك ..! فقلت : لها لبيتِ في مكة والمدينة ...! فاصل لو سمحتم لي ؛ ( " أمي " الله ما لهذه الكلمة من سحر وهي تسربلني تعالوا نرددها أمي .... أمي ... أمي .... ياااااه ما ألذها!! ) قلت لها : أني ذاهب مع أبي إلى القرية القديمة ! وأريدك ان تحضري لنا فنجاني قهوة " ماكسويل هاوس " الوالدة لها طريقة خاصة في تحضير هذا النوع من القهوة أو هكذا أظن ان للام خصوصية على أبنائها ! فابتسمت أمي! وقالت : على الرحب والسعه سوف يكونا جاهزين في غضون عشرة دقائق إن شاء الله. ذهبت لأبي في غرفته وهو يحضر نفسه لمقابلة أحبابه في إطار وبرواز الذكريات وهو يضع قطرات من عطره الذي بات جزء من شخصيته الذي كلما شممته في أي بقعه من المعمورة قلت هذه رائحة أبي!! وانسج على تلك النشوة مواويل وأردافها بآهات وجملة وفاصل من النبرات والعبرات والنظرات..! قال لي هه جاهز ؟! قلت نعم فقط سوف ننتظر الوالدة..! وقاطعني قائلا وهل سوف تذهب معنا؟! قلت لا هي فقط سوف تحضّر لنا القهوة حتى نحتسيها مع باكورة هذا الصباح البارد لتدفئنا وتنعشنا..! يـــُـتبعــ..... |
التعديل الأخير تم بواسطة English Literature ; 2009- 10- 22 الساعة 11:21 AM |
|
2009- 10- 24 | #3 |
متميز في قسم المواضيع العامة
|
رد: عنـــــدما عادت الذاكـــــــــــــــــــــــرة ...!
ذهبت للتو الى السيارة لتدفئتها فالجو كان يميل للبرودة فعندما دبت الحياة في مفاصلها وأحرقت وقودها وزئرت فإذا بصوت فيروز يشدو على مقطع من أغنيتها " أهالينا " فتركت الخيال يقودني إلى اللا مكان واللا زمان وأنا مشدوه ببلادة في صدر لحظة حانية تعتصرني فيها عاصفة العاطفة وبعد برهة من الاستلاب عدت لليقظة وذهبت للداخل وإذا بوالدتي قد أحضرت القهوة وذهبت أنا وأبي الى تلك الأماكن التي لم أعيش فيها ولكن أبي قد أبلى بلاء حسن في تصوير الحياة التي كانوا يعيشونها فكأنه يبعثها من بين تلك الركام التي هجرها أهلها فماتت في جنباتها نبضات الحياة واستوطنتها بدلا منهم الطيور والهوام وبقت تلك الطلال واقفه كشاهد عين على حياة سالفه لأجيال وتفاعل في حقبة زمانية كانت هي المنصة لهم التي ينطلق منها شحنة الأمل ويحدوهم ارومة الطموح وتبسم ثغر كل صباح جديد على محياها ..! توقفت السيارة ! لا ادري كيف وقفت.! لكنها وقفت ..! وترجلت أنا وأبي والصمت يشيعنا وهو يمشي الهوينى على وجه تلك الأديم وكأنه يرفق بآثار آبائه وبصمات طفولته دون ان يفتر ثغره بأم شفه..! يلحق... |
التعديل الأخير تم بواسطة English Literature ; 2009- 10- 24 الساعة 09:35 AM |
|
2009- 10- 28 | #4 |
متميز في قسم المواضيع العامة
|
رد: عنـــــدما عادت الذاكـــــــــــــــــــــــرة ...!
وأنا التزمت الصمت وأثرت إلا أعكّر عليه صفو خياله أو اقطع أوصال أفكاره ..! توقف عن المشي فجأة فتوقفت معه بآلية بحتة فيما خيالنا ظل يتابع المسير لم يحفل بنا ..!! قال أبي : -وكأنه يقشع عباءة الصمت عن ملامح اللحظة : يا لؤي ! - قلت: لبيك وسعديك جعلت بين حذائك وقدميك .! قال: -وهو يشير إلى إطلالة سور قد قسى الزمن عليه فهدم بعضه..! - كنا أنا وعمك وعمتك نلعب في تلك الأماكن وأشار الى اتجاه آخر..! وستتبع قائلا : أترى تلك النخلة؟! -وكأنه يقول لفظة الأم فحينها قرأت ذلك من الكلمة وهي تنساب من مرشفيه !!- كنا نلعب تحتها !! كنا نمضي جـّل الوقت بين سعفها وليفها ويداعبنا ظلها ..! -وأشار في جهة أخرى في مكان تتزاحم فيه شجرة التين مع شجرة السدر -كان عمك ومن هم في أترابه يجلسون حولها وكان يخالطهم أبناء القرى المجاورة وكانوا يتناقشون حول ما يدور في الحياة في ابسط مفاهيمها حول الزراعة والحصاد والماشية وما الى ذلك..!! تقدم أبي فتطاير الغبار من وطئ أقدامه فأحسست بطعم تلك التربة في حلقي وشذا عبق رائحتها يغازل أنفاسي واخذ يشرح لي تفاصيل بيتهم الذي كانوا يقطنونه وكان صغيرا لحد أنني دفعت نفسي من خلال بابه حتى كدت احشر فيه..!!! بحــــة ..؛ وفاصل ..اقتطعها من حنجرة الحكاية .. كانت بيوتهم ضيقة وصدورهم ميادين تحتوي الجميع فيما نحن الآن نملك البيوت الواسعة التي تضيق صدور من يسكنها حتى من أنفاسهم عجبي .. نعود ..! |
التعديل الأخير تم بواسطة English Literature ; 2009- 10- 28 الساعة 12:36 AM |
|
2009- 10- 31 | #5 |
متميز في قسم المواضيع العامة
|
رد: عنـــــدما عادت الذاكـــــــــــــــــــــــرة ...!
فعلى خلفية تلك الرحلة التي لا أستطيع أقول كل ما دار فيها كتبت خاطرة أسميتها
( ( حكاية بيني وبين الأطلال ) . وذهبت أقول...! كم أنا توّاق للعب في برحت فنائك ..! وكم تسعد ناظري في معانقة ذرات ترابك ..! وكم تـتراقص أنفاسي شهيقا وزفيرا فرحا وترحا في آن! عندما تستنشق رائحة رطوبة ذكرياتك ..! دخلت حجراتك وقبلها وقفت على أطلالك..! نظرت في كل زاوية فوجدت أني اعقد مع كل زاوية حكاية وألف حكاية ، قبّلت بابك المتهدم والتقطت من على الأرض قطعت خشب حسبتها شاهد عصر، مزجاة بخمار الغبار لمستها تحسستها استشعرتها فجأة انتابتني القشعريرة ودبت في أوصالي تيارات هزت وجداني وأيقظت هجيع كياني " كأني الأمس خشب من لحم وجلد وشحم " ، قرأت على صفحة تلك الخشبة الملقاة بعدما أزلت الغبار عنها صوت الباب الذي خُلعت منه فتفجرت من نشاراتها أصوات كأنها عواء ذئب في فلا قد هجره أحبابه ، قلت لتلك القطعة هاأنا أتحسس مشاعرك..! وأنا احتفل ببعضك..! فهل أنا جزء من ذاكرتك ؟! فتبسم وتحشرج وغص وانسابت منه كلمات لا اخالني استوعبتها وقال مردفا: أقعدني على حجر تلك الدرجات!! فأقعدته! فانزلق بالبوح وتسابقت من بين تلك الغبرة شظايا كلمات كأنها رصاصات ، يقول بحرقة من هنا سحبوا أجزائي ودكوا أضلاعي بعدما خلعوني من كلي فسقطت كما سقط المتاع ..! فعلمت فيما بعد ان أحد الصبية قد خلع الباب وسُحب من على تلك الدرجات وألقى به أرضا وتحطمت مفاصله وحلقاته وبقى هذا الجزء الذي يحدثني شاهد عيان ليقول لي عندما كان له بقية كان بمثابة الحارس الأمين والساتر الذي لا ينتهك ستر من أمّنوه ...! انتهى |
التعديل الأخير تم بواسطة English Literature ; 2009- 10- 31 الساعة 03:10 PM |
|
2009- 11- 3 | #6 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: عنـــــدما عادت الذاكـــــــــــــــــــــــرة ...!
يعطيك العافيه
ع القصه الراائعه |
2009- 11- 7 | #7 |
أكـاديـمـي
|
رد: عنـــــدما عادت الذاكـــــــــــــــــــــــرة ...!
يسلموووووووووووو
|
2009- 11- 12 | #8 |
فريق تطوير الملتقى
|
رد: عنـــــدما عادت الذاكـــــــــــــــــــــــرة ...!
يعطيك العافيه اخوي اداب
صراحه لغه منمقه وسهله وتصوير خيالي للقصه تسلم |
2009- 11- 23 | #9 |
متميز في قسم المواضيع العامة
|
رد: عنـــــدما عادت الذاكـــــــــــــــــــــــرة ...!
اشكركم جميعا ولكم كل الحدائق العطرة
|
2009- 11- 24 | #10 |
مراقبة عامة سابقاً
|
رد: عنـــــدما عادت الذاكـــــــــــــــــــــــرة ...!
شكرا لك على القصة الرائعة
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الذاكـــــــــــــــــــــــرة, غاية, عنـــــدما |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أسئلة الهيئة السعودية - تمريض | فتنة | منتدى الأكاديمية الدولية للعلوم الصحية | 35 | 2010- 6- 29 09:00 PM |
(عادة سيئة فينا )نحب اللي يجافينا .. واللي يحبنا نجفاه .. لو هو ميت فينا | مالك الصمت | قسم المحذوفات و المواضيع المكررة | 2 | 2009- 5- 10 05:11 PM |
الأميرة غادة بنت جلوي ترعى«حماية الطفل» لطلبة الطب بالدمام | علي المطر | ملتقى الكليات الصحية بالاحساء | 0 | 2009- 4- 13 06:12 PM |
[ أزواج للبيع ] | إرضاء الفتيات غاية لاتدرك ! | هل هذا صحيح | هستوب | ملتقى المواضيع العامة | 7 | 2009- 4- 10 09:17 PM |