اﻷديب الكيني نغوغي واثينغو, ذو الثانية والثمانين عاماً, متعدد الإبداع فهو روائي وقاص ومسرحي وناقد وكاتب دراما ومتخصص في أدب الطفل, ويشغل حالياً منصب أستاذ اللغة الإنجليزية والأدب المقارن في جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة, وكان أول كاتب ينتمي إلى شرق إفريقيا يكتب باللغة الإنجليزية, إذ صدر له أول كتاب بعنوان الناسك الأسود عام ,1962 ثم نشر بعد عامين خلال دراسته في بريطانيا روايته الأولى لا تبك, أيها الطفل التي حققت له شهرةً واسعةً في بلده وخارجها.قرر نغوغي بعدها الكتابة بلغت...ه الأم, التي تدعى كيغويو, إضافةً إلى كتابته باللغة السواحلية, إحدى لغات شرق إفريقيا المحلية, كجزء من مشروعه النضالي ضد ثقافة المستعمر, وكان قبلها قدّ غيّر اسمه من جيمس نغوغي إلى نغوغي واثينغو, ولم يكن التغيير شكلياً, حيث تبلور فكره الذي يدعو إلى إحياء التراث الإفريقي في مواجهة القيم الأوروبية الغربية التي عملت مدة طويلة على اقتلاع الإفريقي من جذوره, وواصل كفاحه عبر تبنيه مشروع إعادة المنهج الدراسي في بلاده إلى لغته الأصلية بعد خروج المستعمر الانجليزي.تبنى نغوغي الماركسية اللينينية منذ بدايات نضاله, وأُلقي القبض على عائلته في تمرد الماو الماو في خمسينيات القرن الفائت ضد المستعمر البريطاني, حيث فقد أخاه غير الشقيق, وتعرضت والدته للتعذيب, وتضمنت روايته النهر الفاصل تفاصيل مجزرة الماو ماو الشهيرة.روايته حبة قمح ثبتت رؤاه الماركسية, لكنه أوصل رسائله السياسية ضد الدكتاتورية في بلاده بمسرحيته الشهيرة أنا سوف أتزوج من جديد, فأُدخل بسببها إلى المعتقل, وهناك كتب روايته الأولى بلغة شعبه على ورق التواليت وحملت عنوان الشيطان على الصليب.بعد إطلاق سراحه غادر نغوغي إلى منفاه الذي استمر حتى العام ,2004 حيث عاد إلى بلاده في رحلة قصيرة, لكن اللصوص هاجموا بيته وسرقوا ماله واغتصبوا زوجته وعاملوه بوحشية, فقرر الذهاب مجدداً للاستقرار في الولايات المتحدة.واثينغو طوّر بشكل دائم انتماءه الماركسي باحث عن صيغة أكثر ليبرالية وحداثوية, لكنه لم يغير قناعته بهيمنة القوى الكبرى على العالم, إذ يرى أن واقع اليوم هو تطور سياسي اجتماعي لسياسات الاستعمار القديمة, حيث نعيش عصر الاستعمار الجديد, إلاّ أن هذا العصر الجديد له آلياته ومؤسساته. ففي حين كانت القوى العظمى سابقاً تفرض سياساتها الاستعمارية من خلال الاستعمار المباشر لبلدان العالم الثالث في الاستعمار القديم, فإن مؤسسات حديثة مثل البنك الدولي, أو الأمم المتحدة, أو العولمة, أو الاقتصاد العالمي تفرض هيمنةً من نوع جديد, تتيح فيها للدول الكبرى التدخل في شؤون الدول الصغرى, وهذا هو الاستعمار الحديث, لذا يبقى التحكم في الدول الصغرى هو هدف الاستعمار القديم والحديث.
* مرشح لجائزة نوبل للآداب 2015
* نقلاً عن موقع صحفي
[IMG]https://fbcdn-sphotos-e-****************/hphotos-ak-xat1/v/t1.0-9/12108782_1043796812305366_8930560531457175182_n.jp g?oh=2efcdb5b1dc0baae95a7b1f315e44abb&oe=56A4169E& __gda__=1453234582_82de9b05573486164abdbc9f71c5c19 5[/IMG]