[ توعوي عام ] : فلينظر الإنسان إلى طعامه

[Huda Hasan]

بسم الله الرحمن الرحيم

ارتبط مفهوم الطب القديم بالخرافة والدجل لأسباب كثيرة، منها الاعتماد على ما يرويه الأجداد، وعدم البحث عن الحقيقة، وقلة المصادر، وعدم فهم حقيقة الطب القديم وكيفية العلاج والتداوي به.

لذلك سأتحدث عن نظرية الطب اليوناني التي بدأت منذ آلاف السنين، والتي طرأ عليها بعد الإسلام بعض التغييرات لتتناسب مع ديننا ومعتقداتنا.

تعتمد النظرية على أربعة عناصر هي:
الحرارة، البرودة، الرطوبة، واليبوسة.

نظرية الطب اليوناني
«الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة هي أصل تكوين الأشياء الجسمانية. ازدوج البرد مع الرطوبة فصار ماء، ولذا كان الماء أول المخلوقات الجسمانية والعناصر الأرضية. ازدوجت الحرارة مع اليبوسة فصارت نارًا. ارتفعت النار لخفتها ورسب الماء لثقله ، فصار بينهما تضاد وتباعد ونتج عنه الهواء، فحرك الباري الهواء بقدرته فصار ريحًا، وحرك الريح الماء حتى تلاطمت أمواجه وأرغى زبده، وصار الزبد طبقات بعضها فوق بعض، فجمد بالقدرة فصار ترابًا وأرضًا.
الماء رطب ثقيل سيال، والنار حارة يابسة خفيفة، والهواء حار رطب لطيف، والتراب بارد يابس، هي الأخلاط الأربعة وطبائع كل شيء في الكون من بينها الإنسان».

علم الأمزجة والفرق بين الطبائع
علم الأمزجة والطبائع من أهم المباحث الطبية منذ القدم، يعتمد هذا العلم على تحليل الصفات الجسدية والمزاجية والحالة النفسية التي يمر بها الإنسان، وفي الحالات المرضية يكون التحليل لتشخيص الحالة واكتشاف العلاج لها بمخالفة طبيعة الحالة المزاجية في المأكل والملبس والحمام وتغيير البيئة.

فقد يمر الإنسان بأحد الأمراض العارضة كالاكتئاب أو النسيان أو غيرها من الأمراض مما يغير صفاته الجسدية والنفسية، فمثلاً في الاكتئاب يميل الشخص لكونه سوداوي الأفكار، تكثر الأهوال في منامه والوسوسة في يقظته، كما تتغير بشرته لتكتسب لوناً رمادياً ويميل للحدة وربما الانعزال! في هذه الحالة في علم الأمزجة يسمى مزاجه سوداويًا (بارد يابس).
ويمكن علاجه في علم الأمزجة بتغيير البيئة من مكانه للأماكن الدافئة والمريحة، وتغيير الملبس كلبس الحرير مثلًا؛ الذي يبهج النفس، وتغيير طعامه للأطعمة والأعشاب الحارة اليابسة كالخزامى.

وأما باختلاف الفئة العمرية فمثلاً تختلف صفات الشيخ الكبير وأطباعه الباردة والهادئة عن الطفل الصغير الذي يميل للمرح والحركة والنشاط، ففي الشيخوخة يميل الشخص للمزاج البلغمي أما في الصبا فيميل للمزاج الدموي، ومن هنا نرى الاختلاف واضحاً جلياً في طبعه وأمراضه وأفكاره.

[Huda Hasan]

أنواع الأمزجة
المزاج العضوي: كل عضو له مزاج خاص ومختلف عن الآخر، والعلة في ذلك؛ التفاوت في الوظيفة التي يتعهدها.
♦︎ القلب: أكثر الأعضاء حرارة ويبوسة، لأنه العضو الوحيد المتحرك باستمرار، والحركة تلازم اليبوسة والحرارة.
♦︎ العظام:أكثر الأعضاء برودة، وغلبة العنصر الترابي عليه يجعله أكثر الأعضاء يبوسةً وثباتًا.
♦︎ الدهون: باردة رطبة، الأفراد قليلي الحركة معرضين أكثر لتجمع الدهون وزيادة الوزن.
♦︎ المخ: كذلك بارد ورطب.
♦︎ الكبد: أكثر الأعضاء حرارة ورطوبة.
♦︎ الجلد: بالخصوص جلد اليد والأصابع أكثر الأعضاء تعادلًا.

المزاج الفطري: المزاج الذي يولد به الإنسان، ويرثه من الأم والأب.

المزاج الجغرافي:
♦︎ المناطق الجبلية لها مزاج بارد يابس.
♦︎ المناطق الصحراوية حارة يابسة.
♦︎ المناطق القريبة من البحار تكون باردة رطبة.

المزاج الفصلي:
♦︎ الشتاء: بارد رطب.
♦︎ الربيع: حار رطب.
♦︎ الصيف: حار يابس.
♦︎ الخريف: بارد يابس.
يعتدل المزاج في أوائل الربيع والخريف.

مزاج الجنس: مزاج الرجال يميل لأن يكون حار ويابس أكثر من النساء، فلهذا تتعرض النساء للأورام وآلام المفاصل مثلًا؛ أكثر من الرجال.

مزاج السن: تنقسم حياة الأفراد إلى مراحل:
♦︎ المرحلة الأولى: من الولادة إلى سن 15: غلبة المزاج الدموي (حار رطب).
♦︎ المرحلة الثانية: من انتهاء 15 إلى سن 35: غلبة المزاج الصفراوي (حار يابس).
♦︎ المرحلة الثالثة: من انتهاء 35 إلى 60: غلبة المزاج السوداوي (بارد يابس).
♦︎ المرحلة الرابعة: فترة بعد الستين: غلبة المزاج البلغمي (بارد رطب).

[Huda Hasan]

إن لأبقراط فضل كبير في ظهور هذه الطريقة للعلاج وهي متبعة إلى يومنا هذا في بعض الدول، فقد اعتمد أبقراط في علاجه للناس هذه النظرية من خلال متابعة الحالة النفسية والمزاجية والأعراض الجسدية وتحليلها، وقسمها على حسب الحالة المزاجية للإنسان وهي:



♦︎ المزاج البلغمي (الذي يشبه الماء بطبعه وهو بارد رطب)
● صفاته: البلغم، سريع الشيب، قليل العطش، كثرة الشحم، وبياض اللون، الترهل، كثرة الريق وسيلانه ولزوجته، البلادة والكسل، النوم الكثير، ضعف الهضم، النسيان، بياض البول، وكثرة الكوابيس.
● الشخصية والحالة النفسية: الميل لمشاهدة البحار والأنهار والثلوج، الميل للأطعمة الحارة والحالية والبهارات، رؤية السراب، قليل الطاقة، الضجر، الخوف، صبور، اجتماعي، يميل للتزين، ضعيف الإرادة، كثرة المزاح.
● ويحتمل له من الأمراض: ضعف الجهاز الهضمي، تكسر وتهشم في الأسنان والأظافر، فرقعة المفاصل، الفالج، اللقوة، وجع الأذن، البرص، الصداع البارد، وجع الكلى ،والنسيان.
● الأكل النافع: لحم الجمل والخروف، لحم الطيور، الخردل، الثوم، البقدونس، الدارسين، الزعفران، جوز الهند.
● الأكل الضار: اللبنيات، الحمضيات، المخللات، الرز الأبيض، العدس، البطاطس، الشاي والقهوة، النارنج، الكيوي، الماش، العدس، الخيار بدون القشر
♦︎ المزاج الصفراوي (الذي يشبه النار بطبعه وهو حار يابس)
● صفاته: نحيل البنية، بياض البشرة والعينين، كثرة البثور على الجلد، حرارة اليدين والقدمين، الشعر المجعد، خصوبة مرتفعة، شدة العطش، سرعة التنفس، ضعف الشهية، عطش شديد، يبوسة في اللسان.
● الشخصية والحالة النفسية: سريع الغضب والرضا، كثير الكلام، سريع البديهة، أحيانًا جريء وأحيانًا خجول، مقيد بالأصول، منظم، حساس، متذبذب الإرادة.
● ويحتمل له من الأمراض: الهذيان، إسهال الدم، السعال، الصداع، قروح المفاصل، والحصبة.
● الأكل النافع: الرمان، الكمثرى، التفاح، الخوخ، الكرز، المشمش، البطيخ الأحمر، زيت الزيتون، الجزر، الشوفان، الكركم.
● الأكل الضار: الشاي والقهوة، اللبنيات، البيض، الأطعمة المثلجة، الثوم، الموز الكثير، التين الحامض، اللحوم الحمراء، الفلافل، السمبوسة.
♦︎ المزاج الدموي (الذي يشبه الريح والهواء بطبعه وهو حار رطب)
● صفاته: الإفراط في النوم والقدرة على السهر، الصداع، الغلظة في العروق، احمرار البشرة واللسان، كثرة التثاؤب، الرعاف، نزيف اللثة.
● الشخصية والحالة النفسية: شاعري، ميال للهدوء، شجاع، حسن الأخلاق، ذاكرة قوية، ذكاء، كريم، يحب التنوع ولا يحب التكرار، غير منظم، حيوي ونشيط، مرح، معنوياته عالية، مخلص في العمل.
● ويحتمل له من الأمراض: ورم الرأس، الدمامل، الرمد، اللّوز، أورام الكبد، المعدة، والطحال.
● الأكل النافع: التفاح، الخيار، الخس، الرمان، زيت الزيتون، البقوليات، أنواع التوت. السماق، كثرة شرب الماء.
● الأكل الضار: الأكل المقلي، الدهون، الحلويات، البهارات، الأكل المالح والمخللات، اللحم الأحمر، اللبن، المشروبات الغازية، الشرب أثناء الأكل، الباذنجان.
♦︎ المزاج السوداوي (الذي يشبه التراب بطبعه وهو بارد يابس):
● صفاته: النحافة، قلة النوم، جفاف الأنف، كمودة اللون، بارد الجسم، زيادة الشهوة للطعام، حموضة الفم، زيادة الوسواس، كثرة الفرغ من الأحلام.
● الشخصية والحالة النفسية: يميل للطعام الحار والحالي، الميل للجو الربيعي، منظم ودقيق، منطقي، بعيد الأفق، قليل الحركة، مضطرب، سيء الظن، عنيد.
● ويحتمل له من الأمراض: الثآليل، داء الثعلبة، فساد الطعام في الجوف، القولنج، نفخة البطن، الصداع، الأرق، السعال الجاف، أمراض الطحال، حصى الكلى والمثانة، النقرس.
● الأكل النافع: لحم الخروف، لحم الجمل، والطيور، الزعفران، النعناع، الريحان، الكرفس، العسل، التين، التمر، الزنجبيل، الدارسين.
● الأكل الضار: الباذنجان، الموالح، السمك، اللبنيات، الغذاء الحمضيات، الرز الأبيض.


وفي الختام:
قال الله تعالى: فلينظر الإنسان إلى طعامه
«المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء»
الموازنة هي أصل الصحة النفسية والجسدية
غالبًا أنت مزيج من كل الأخلاط، وإنما يغلب ويطغى عليك واحد منها، ويتغير بتغيير بعض العادات ولو تغيير بسيط..
الكثرة والإدمان فيها ضرر ولو كان أصل الشي نافع لك

وعدت بهالموضوع من فترة طويلة وتأخرت
أهم سبب للتأخير هو ان المعلومات درستها وتعلمتها خلال سنوات من القراءة والبحث والتجارب مش من مصدر واحد وكان علي أجمعها بطريقة أتمنى تكون واضحة ومفهومة لكم

[l a v e n d e r]

.


يعطيك ألف عافيه موضوع جديد ومعلومات جديدة وقيمة .. 🤍🌿


.

[زوال الشمس]

عسى إيدك ماتمسها النار
ماشاء الله تبارك الله
موضوع مفيد و جميل
أتمنى المزيد في الملتقى
لانة مهم و غير أجر من رب العالمين
جزاك الله خير الجزاء
تم التنبيه

[2COOL]

موضوع قيم ويحتاج قراءة أكثر من مرة
عشان نستفيد من المعلومات اللي فيه
يعطيك العافية Huda Hasan
لكِ عزيزتي

[روراء❀]

موضوع جميل جداا يعطيك العافيه

[Huda Hasan]

شكرًا لكم


إضافة بسيطة

فرط الرطوبة في المخ يسبب أمراض، منها الجنون

بالنسبة للمواليد في أول عمرهم.. البكاء مفيد جدًا لهم
لأنه يخرج الرطوبة الزايدة من المخ وحتى العظم

وبعدها الزكام
لذلك إذا كان الزكام خفيف أنا دايمًا أقول لا تحاولوا تعالجوه
ولو ما كان خفيف ع الأقل تحملوه يومين ثلاثة قبل العلاجات الدوائية


الرازي يقول ان الدراسة تساعد على إخراج الرطوبة الزايدة من المخ
طبعًا مو بس الدراسة.. التفكير والتأمل مثلا
أهم شي شغلوا مخكم

[l a v e n d e r]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Huda Hasan

شكرًا لكم


إضافة بسيطة

فرط الرطوبة في المخ يسبب أمراض، منها الجنون

بالنسبة للمواليد في أول عمرهم.. البكاء مفيد جدًا لهم
لأنه يخرج الرطوبة الزايدة من المخ وحتى العظم

وبعدها الزكام
لذلك إذا كان الزكام خفيف أنا دايمًا أقول لا تحاولوا تعالجوه
ولو ما كان خفيف ع الأقل تحملوه يومين ثلاثة قبل العلاجات الدوائية


الرازي يقول ان الدراسة تساعد على إخراج الرطوبة الزايدة من المخ
طبعًا مو بس الدراسة.. التفكير والتأمل مثلا
أهم شي شغلوا مخكم

بيشتغل ي هدى ي حببتي غصب عننا وربنا ..
الحمدلله على نعمة ..

اضافة رائعه يسعد قلبك ..
م نتحرمش ..

[Huda Hasan]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة l a v e n d e r

بيشتغل ي هدى ي حببتي غصب عننا وربنا ..
الحمدلله على نعمة ..

اضافة رائعه يسعد قلبك ..
م نتحرمش ..

إذا كان يشتغل زيادة، ممكن نطلع من فرط الرطوبة وننط لفرط الجفاف
واحنا ندور التوازن دايمًا

طبعًا الموضوع يتكلم عن مدارس الطب القديم، ولكن عندي إضافة من مدرسة التوازن الغذائي

إذا كان مخك دايمًا مشغول وما يهدا
الشاي والقهوة ممكن تصحصح مخك مؤقت
لكن ضررها في هالحالة أكثر من نفعها، لأنها غنية بالكوبالت
الكوبالت عدو البوتاسيوم، وطبعًا البوتاسيوم صديق الأعصاب والمخ والتفكير