5 أدوات ذكاء اصطناعي تدعم اللغة العربية

[إنجي أحمد]

يتعرض الكثير من الناطقين باللغة العربية لنوع من الظلم فيما يخص استخدام أنظمة وأدوات الذكاء الاصطناعي، التي ما تزال غير قادرة على مواكبة تنوع وغنى لغتنا الأم، أو أن مطوري تلك الأدوات لم يكترثوا بعد لتطوير أنواع كافية تشمل اللغة العربية. وأيًا تكن الأسباب، فإن إتاحة الوصول إلى الذكاء الاصطناعي لأكبر عدد من المستخدمين حول العالم سيعزز تكافؤ الفرص ويجعل المنافسة عادلة. كيف يمكن توظيفه لدعم المجتمعات العربية؟ وما هي التحديات؟ وكيف سيكون المستقبل؟
تأثير الذكاء الاصطناعي على اللغة العربية
تتمتع اللغة العربية بتنوع كبير، سواء في اللهجات أو المدارس وحتى القواعد، بالإضافة إلى غناها وطبيعتها الاشتقاقية. كل ذلك يزيد من صعوبة تعاطي الذكاء الاصطناعي معها، لكن يمكن حل هذه المشاكل. العالم الذي ابتكر الذكاء الاصطناعي ووظفه لخدمة البشرية، لن يكون عاجزاً عن ابتكار الوسائل التي تضمن أن يستفيد منه المتحدثون باللغة العربية الذين يزيد عددهم عن 550 مليون نسمة حول العالم.
للأسف، ما يزال الذكاء الاصطناعي غير قادر على منح الناطق باللغة العربية ما يحتاجه من معلومات دقيقة، وغالباً يعود السبب إلى قلة المحتوى العربي عبر الإنترنت، والذي لا يشكل أكثر من 3% على جوجل مثلاً.
وبغض النظر عن الإحباط الذي يواجهه مستخدمو أدوات الذكاء الاصطناعي العرب، فإنهم يعانون مشكلة أخرى هي تواجد البيانات باللغة الإنجليزية، ما يعيق قدرتهم على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحقيق النمو المهني والشخصي، وهذا يؤدي إلى اتساع الفجوة الرقمية.
فوائد تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجالات اللغة العربية
لا تتوقف مجالات اللغة العربية التي يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بها عند حد معين، فهو يشمل كل النواحي من الطب إلى الهندسة والفنون. ومن فوائد تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجالات اللغة العربية:
الترجمة: ترجمة نصوص كبيرة بسرعة ودقة.
تحسين جودة الترجمة والكتابة: تحديد الأخطاء وتصحيحها.
أتمتة المهام: توفير الوقت والمال للشركات.
تحليل تعليقات وسلوك العملاء: منح رؤى قيّمة.
تذكير المستخدمين العرب بقواعد النحو والتشكيل.
أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية
رغم عدم استفادة المستخدمين الناطقين بالعربية بشكل كامل من مزايا الذكاء الاصطناعي، إلا أن هذا لا يلغي وجود بعض التطبيقات التي تدعم اللغة العربية. فيما يلي بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تدعم اللغة العربية:
تطبيق ريتر Rytr: يساعد في كتابة المحتوى العربي مثل المدونات ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي ووصف المنتجات.
تطبيق ChatGPT.mal.io: يوفر إمكانية إنشاء محتوى باللغة العربية، سواء كان صياغة رسائل البريد الإلكتروني أو الحصول على أفكار جديدة للمدونة.
تطبيق araby.ai: متخصص بإنتاج محتوى عربي، ويوفر مجموعة خيارات تشمل المقالات ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي.
تطبيق Simplified.com مبسط: يساعد في تبسيط إنشاء محتوى عربي عبر تلخيص النصوص والمقالات المعقدة، كما يعتبر أداة قيمة لترجمة المحتوى إلى لغة عربية موجزة ومفهومة.
تطبيق صححلي Sahehly: يقدم خدمات التدقيق الإملائي والنحوي وتحسين الصياغة والتشكيل التلقائي، ويمكن استخدامه في مختلف أنواع النصوص بما فيها المقالات والتدوينات ورسائل البريد الإلكتروني.
التحديات أمام توظيف الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية
تختلف اللهجات في اللغة العربية ليس فقط بين البلدان بل حتى بين المدن في البلد الواحد، وهذا أحد أبرز التحديات التي تواجه عملية توظيف الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية. هناك أيضاً نقص بيانات التدريب المتاحة باللغة العربية لأنظمة الذكاء الاصطناعي، وهيمنة اللغة الإنجليزية في عالم الذكاء الاصطناعي، وتعقيد اللغة العربية وغناها بالمفردات والقواعد النحوية.
الذكاء الاصطناعي ومستقبل اللغة العربية
رغم التحديات، يبدي الكثير من الخبراء تفاؤلاً بمستقبل استخدام الذكاء الاصطناعي باللغة العربية. التكنولوجيا تتطور بسرعة، والعديد من الباحثين العرب يعملون على تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي تستطيع فهم اللهجات العربية وتفسيرها بدقة.
إجمالاً، مستقبل اللغة العربية في ظل الذكاء الاصطناعي يبدو مشرقًا إذا ما استثمرت الدول العربية فيه وسرعت وتيرة العمل به، مما سيؤدي إلى استفادة المجتمعات العربية منه بشكل أكبر وأوسع.