[ قسم التاريخ ] : محاضرات انتشار الاسلام في اوروبا

[كلي حنين]

وه وه ياااجعلني فدوه نقوووش جدا من جد ماااقصرتي الله لايحرمك الاجر

[شيري]

يعطططططيك الف عافية

حبيت اسأل نعتمد على الله ثم على هالمحاظررات ولا نررجع للملزمة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

[حطموكـ يـاقلبي]

لا نرجع للملزمه بعد

[رزون25]

نقوش الله يعطيكي العاااافيه ويوفقك ياعسل

ممكن لو سمحتي تنزلي باقي المحاضرات من الملف لأنه ما تحمل معي الله يجزاك خير ...

[نقوش جدار]

المحاضرة الثالثة :انتشار الإسلام بين مسيحي اسبانيا

أولاً: العوامل التي ساعدت على اعتناق مسيحي اسبانيا الإسلام :
1-الصراع بين الكاثوليك والارثوذكس:
لما قدم المسلمون أول الأمر إلى اسبانيا حاملين دينهم وجدوا المذهب الكاثوليكي قد استقر في هذه البلاد بعد انتصاره على المذهب الآرى ( الأرثوذكسي) . وقد اصدر المجمع السادس في طليطله قوانين عدة وهي:
أ-أن يقسم كل الملوك بأن لا يسمحوا بانتشار أي مذهب غير المذهب الكاثوليكي.
ب-أن ينفذ الملوك القانون بالقوة على الخارجين عليه.
ج-يحرم على كل شخص أن يتطرق إلى ذهنه أي شك بالكنيسة الكاثوليكيه المقدسة وفي النظم الانجيليه وتفاسير الآباء الروحيين والمراسيم الكنسية والقرابين المقدسة إذا ما صودرت أملاكه أو حكم عليه بالسجن المؤبد وقد كسب رجال الدين لطائفتهم نفوذا راجحا في شئون الدولة . وجلس الاساقفه وكبار رجال الدين في المجالس الوطنية التي كانت تجتمع لإقرار الشئون الهامة في الدولة والمصادقة على انتخاب الملك
د-ادعى رجال الدين الكاثوليك أنه لهم الحق في عزل الملك إذا أبى الإذعان لقراراتهم.
2-اضطهاد اليهود:
اتخذ القسس من وراء هذه القوة التي وصلوا إليها عن طريق القوانين السابقة التي أقروها في مجمع طليطلة سبيلا لاضطهاد اليهود الذين كانوا طائفة كبيرة العدد في اسبانيا ، وصدرت الأوامر المشددة ضد كل من امتنع عن الدخول في المسيحية وكان اثر هذه الاضطهاد أن رحب اليهود بالعرب الغزاة وعدوهم مخلصين لهم مما حل بهم من المظالم فساعدوهم على فتح أبواب المدن كما استعان بهم الفاتحون في حماية المدن التي وقعت بين أيديهم
3-حالة البؤس والشقاء التي عاشها الأرقاء:
رحب المسلمين الأرقاء الذين حل بهم البؤس والشقاء في عهد المسيحيين الكاثوليك الذين كانت معرفتهم بأصول المسيحية سطحيه إذا ما ووزنت بذلك التسامح الديني وهذه المزايا الكثيرة التي حصلوا عليها بإلقاء زمامهم للمسلمين .
4- ثقل الأعباء المالية الملقاة على عاتق أبناء الطبقة الوسطى
5 - فساد الجهاز الكنسي:
لما اشترك الاساقفه المسيحيون في الثورات التي قامت في بلاط المسلمين في الوقت الذي أصبحت فيه الأبرشيات تمنح الاساقفه عن طريق المزاد وعين الملحدون الذين يضمرون الإلحاد للكنيسة وأصبح هؤلاء بدورهم يمنحون منصب القساوسة أشخاصا تنقصهم الكفاية والغيرة على مبادئ الدين المسيحي بسبب ذلك الفساد الذي تطرقإلى نفوس رؤسائهم الروحيين اخذ هؤلاء المسيحيون يبحثون عن بيئة أكثر ملائمة لحياتهم الدينية والدنيوية بدخولهم في حظيرة الإسلام . ولذلك تحول العديد من رجال الدين عن المسيحية إلى الاسلام , ومنهم:
*بودو الذي كان شماسا في البلاط الفرنسي اعتنق اليهودية ومن ثم اعتنق الإسلام.
*ثيودسكلوس : كان في منصب رئيس أساقفة اشبيليه فقد اتهم بأنه ملحد لقوله بان المسيح لم يكن إلها باتحاده بالله وبروح القدس وإنما كان ابن الله عن طريق التبني لهذا قضى المجمع الديني بعزله عن منصبه وبحرمانه من حقوقه الكنسية فلجا إلى العرب ودان بالإسلام بين ظهرانيهم .
*فيلكس : نشر فلكس أسقف إحدى مدن إقليم قطلونيا الذي كان تحت حماية فرنسا أراء ثيودسكلوس وذد استدعى فليكس أمام مجمع برئاسة شارلمان وأرغم عن التكفير عن أخطائه ولكنه عاد إلى إلحاده على اثر عودته إلى اسبانيا .
ولما كان أشهر رجال الدين قد تأثروا عميقا من جراء اتصالهم بالمسلمين جاز لنا أن نحكم بأن تأثير الإسلام في مسيحي أوروبا كان عظيما وليس أدل على صحة هذا القول من التفكير في عقد مجمع بطليطله عام 936م للبحث في أصل الوسائل التي تحول دون أن تفسر هذه العلاقات في صفاء الدين المسيحي ونقاءه.
6- اقتراب معتقدات المذهب الارثوذكسي من تعاليم الإسلام فيما يخص طبيعة عيسى عليه السلام :
كذلك لا يبعد أن تكون البقية الباقية لهؤلاء القوط القدماء الذين دانوا بعقائد المذهب الاريوسي الذي ظهرت بعض آثار نهضته في الكنيسه الاسبانيه قبيل الفتح العربي قد ساعدت على حث الناس واستمالتهم لقبول هذا المذهب الجديد الذي تتفق العقيدة الاسلاميه فيه اتفاقا وثيقا مع العقيدة الاريوسيه .
ثانياً: طبقات المجتمع الاسباني الذين اعتنقوا الإسلام:
1-الأرقاء: كان هؤلاء الأرقاء الذين وصلوا إلى الحضيض أول من تدين بالإسلام في اسبانيا ولا يبعد أن يكون عدد كبير من هؤلاء الاهلين الذين كانوا منهاج هؤلاء الأرقاء.
2- الأشراف المسيحين: اعتنقوا الإسلام عن عقيدة راسخة أو عن بواعث أخرى .
3-الطبقات الدنيا الوسطى: الذين تدينوا بالإسلام عن إيمان ثابت متحولين إليه من ديانتهم القديمة التي أهمل رجالها مصالحهم ولم يحفلوا بتلقيهم أصولها وانصرفوا إلى مطامع الدنيا فساموهم الخسف ونهبوا أملاكهم وبعد إن تحول هؤلاء الأسبان إلى الإسلام ظهروا بمظهر الغير لدينهم الجديد وانضموا هم وأولادهم إلى جماعه إخوان الصفا : الذين عرفوا بالتقشف وشدة تمسكهم بالدين ولم يحفلوا بان يعيشوا عيشة الترف والإهمال التي سادت الطبقة الارستقراطية العربية
4-طبقه اليهود.
ثالثاً: سياسة التسامح الديني:
1- أسس سياسة التسامح :
مبدأ لا إكراه في الدين أي أن هؤلاء المسيحيين الأسبان مالوا إلى صلح ورضوا عن طيب خاطر بحرمانهم ما كانوا يتمتعون به من نفوذ سياسي وسلطه يمتلكه المسلمون.
2-مظاهر سياسة تسامح المسلمين ((أو صور من تسامح المسلمين )):
1.الجزية:
فرض عليهم أداء جزيه الرءوس المعتادة وهي 48درهما عن الاغنياء، 24درهما عن اهل الطبقه الوسطى ، 12 درهما عن العمال لاعفائهم من الخدمه العسكريه على ان هذه الجزيه لم تفرض الا على القادرين من الرجال على حين اعفى منها النساء والاطفال والرهبان والمقعدون والعميان والمرضى والمساكين والارقاء هذا الى ان جمع الضرائب قد قام بها الموظفون المسيحيون انفسهم مما خفف وطاتها على الناس .
2.حرية التحاكم :
في الاحوال التي كان يعتدى فيها المسيحيون على الدين الاسلامي كانوا يحاكمون امام قضاتهم وفقا للقوانين المعمول بها في بلادهم .
3.حرية المعتقد:
لم يتعرض المسلمين للمسيحين في اقامة شعائرهم الدينيه ولاغرو فقد كانوا يقدمون القرابين بين دق القانوس واحراق البخور وغيرها من الطقوس الدينيه الكاثوليكيه وكذا ترانيم المزامير وإلقاء المواعظ والاحتفال بالاعياد المسيحيه على النحو الذي كانوا يحتفلون به قبل الفتح .
4.حرية الزي:
لم يعاملوا معاملة اخوانهم في الدين في سوريا ومصر بان يلبسوا ملابس خاصة تميزهم عن المسلمين فتكون مظهرا من مظاهر اذلالهم . وكان الرهبان يستطيعون الظهور في الطرقات أمام الناس في وشاحهم الصوفي وفق نظامهم الكنسي ولم يكن ثمة مايدعو القسيس الى اخفاء شارته الدينيه ((الصليب)) وفي الوقت نفسه لم تحل المناصب الدينيه دون تقلد المسيحين المناصب العاليه في البلاط او اندماجهم في سلك الرهبنه او انتظامهم في جيش المسلمين مثال على ذلك:حسداي اليهودي كان طبيب عبد الرحمن الثالث .

3- نتائج سياسة التسامح :
ان سياسة التسامح الديني التي سارت عليها الحكومه الاسلاميه نحو رعاياها المسيحين في اسبانيا وحريه الاختلاط بين المتدينن قد ادت الى:
1)تسهيل فتح المسلمين لاسبانيا .
2)التجانس والتماثل بين الجماعتين وقد كثر التصاهر بينهم :مثال ذلك : أ- زواج عبد العزيز بن موسى بن نصير من ارملة الملك لذريق. ب-ان جدة الخليفة عبدالرحمن الناصر احد خلفاء بني امية هي الاميره انجيا بنت ملك مدينة بنبلونه الأسبانية وهذا يفسر بدوره وصف المؤرخين له بانه كان ابيض الوجه ازرق العينين.
هذا الى ان كثير من المسيحين قد تسموا باسماء عربيه وقلدوا جيرانهم المسلمين في اقامة بعض النظم الدينيه فاختتن كثير منهم وساروا مع المسلمين في امور الطعام والشراب.
3)دراسة اللغه العربيه:
سرعان ما اخذت دراسة اللغه العربيه تحل محل دراسة اللغه اللاتينيه في جميع ارجاء البلاد حتى ان لغه الدين المسيحي تطرق اليها الاهمال والنسيان شيئا فشيئا.
وسرعان ما غدت قرطبة مركزا للشعراء والادباء وبخاصة منذ عهد الحكم المستنصر الذي ارسل في شراء امهات الكتب من القاهره وبغداد ودمشق والاسكندريه . واذا تعذر شراءها ارسل من يقوم بنسخها واحضارها الى قرطبة حتى اصبحت مكتبة قصر الخليفه تضم اكثر من 400,000 مجلد وهكذا قصد قرطبه طلاب العلم من مختلف الجهات حتى اخذت تنازع بغداد مكانتها كاعظمم مركز للنشاط الفكري في العالم الاسلامي وقد صحب هذا النشاط العلمي ازدياد في عدد المدارس على انه ينبغي ان ندرك ان التعليم في الاندلس لا يقتصر على قرطبة بل انتشر في جميع انحاء الاندلس في ظل الحكم الاسلامي كما ظن الخليفة الحكم المستنصر ان التعليم في بلاده اقل مما يجب ان يكون عليه فانشاء في قرطبه 27كتابا ((كتاتيب)) لتعليم ابناء الفقراء بالمجان على حسابه الخاص وهكذا تتلمذ بعض اليهود والمسيحين الاسبان على يد علماء المسلمين فاصبح المستعربون رسلا جددا للحضارة الاسلامية وذلك لاتقانهم اللغتين العربيه واللاتينيه فستطاعوا نقل العلوم العربيوالاسلاميه الى الاسبان والاوروبين واصبح اقبال الغربين على العلوم العربيه من الامور الافته للنظر.
حتى لقد استطاعوا بان ينظموا القصائد التي يتجلى فيها اسمى مراتب الجمال بل لقد كان بعضهم امهر العرب انفسهم في قررض الشعر, وفي الحق ان اللغه اللاتينيه بلغت في بعض اجزاء اسبانيا درجة كبيرة من الانحطاط حتى لقد اصبح من الضروري ان تترجم قوانين الكنيسة الاسبانيه القديمة والانجيل الى اللغه العربيه ليسهل استعمالها على المسيحين . كانت الاداب العربيه التي ازدهرت في ذلك العصر تستولي على الافئده بجمالها ويقبل الناس دراستها في حماس وشغف .ومن ذلك الاتصال الوثيق بالمسلمين ودراسة ادابهم دراسة عميقة نجد من المسيحين الاسبان من اعترف بجمال اللغة العربية مثل الفار الذي اعترف بتعصبه على الاسلام نجده يقر ان القرآن قد صيغ في مثل هذا الاسلوب الجميل حتى ان المسيحين لم يسعهم الا قراءته والاعجاب به
4)ظهور طبقات اجتماعيه جديدة :
1.طبقة المولدين :
من ذلك نستطيع ان ندرك بسهولة كيف ان عوامل التاثير في الاراء واقامه الشعائر الاسلاميه بالاضافة الى الجهود الواضحة التي بذلت في سبيل تحول هؤلاء المسيحين قد ادت الى ماهو اكثر من مجرد التقارب والاتصال كما انها سرعان ماعملت على زيادة الداخلين في الاسلام حتى ان ذريتهم اطلق عليهم المولدين ذلك اللفظ الذي يدل على الاشخاص الذين لم يكونوا من دم عربي سرعان ما الفوا جماعه كبيرة لها اهميتها وخطرها في الدوله واصبحت بلا شك اغلبية سكان البلاد حتى اننا نقرا كثيرا عن الجهود التي بذلها هؤلاء الاسبان في مستهل القرن التاسع للتخلص من حكم العرب ثم تنشيط حركتهم وتتقدم بخطا مسرعة في مناسبات كثيرة ويظهرون باسم جماعة الحزب الوطني .
2.طبقه الصقالبه:
جموع الاسرى والرقيق الذين يرجع اصلهم الى مختلف العناصر الاوروبيه فالصقالبه في مجتمع الاندلس لايقصد بهم جماعات من عنصر السلاف فحسب بل ايضا من اهالي غاليسيا وفرنجه وكان المسلمون يحصلون على هؤلاء الصقالبة اما عن طريق اسرهم في الحروب او خطفهم من شواطئ البلاد التي يغيرون عليها ثم يستخدمونهم جنودا في الجيش او خدما في قصر الخليفه
3.طبقه المستعربون:
اهالي البلاد الاصلين ((الاسبان)) الذين احتفظوا بديانتهم المسيحية مع تاثرهم بالغه العرب وعلومهم وعاداتهم وقد اسهموا بقسط وافر في الحياة العلمية التي تمثل جانبا واضحا من الحضارة الاسلاميه الزاهرة .
4.طبقه المسالمه :
هم الاسبان المسلمين .

5)حياة الاستقرار :
انهى الفتح الاسلامي للاندلس عصر الفوضى والاضطرابات التي اصابت البلاد في عصر القوط واخذ المسلمون ينشرون في البلاد جوا من الاستقرار والتسامح وينصرفون الى الانتاج والاستثمار لموارد البلاد ولم تلبث ان تحولت مروج أسبانيا في ظل الحكم العربي الى حقول زراعيه مثمرة كما ادخل المسلمون عليهم زراعة قصب السكر والارز والقطن والكتان وصناعة الحرير وقد صحب هذا التطور الزراعي اهتماما كبيرا بالري اذا ادخل العرب في اسبانيا نظامهم في الري الذي لم يصلوا الى مثله من قبل حتى ان كثير من المصطلحات المستخدمة في الزراعه والري في اسبانيا الحديثة مازالت حتى اليوم تحمل اسماء عربية ذات ا صل عربي اما المدن فقد اصبحت مركز للنشاط التجاري والصناعي فقد اشتهرت قرطبه بصناعة الخزف والجلود في حين عرفت طليطلة بسيوف والاسلحة والواقع ان قرطبة بلغت درجة كبيرة في الازدهار في العصر الاسلامي بعد ان اصبحت مركزا تجاريا وصناعيا وعلميا عظيماً اذ ادرك المسلمون اهمية موقعها ومميزاتها فتخذوها عاصمة لهم واقاموا فيها القصور والمساجد والاسواق وقد اجمع المؤرخون على انه لم توجد مدينه اخرى معاصره في اوروبا بلغت مابلغته قرطبة حينها ويكفي قرطبه فخرا ان اهلها كانوا يستطيعون السير في طرقاتها ليلا في ضوء المصابيح العامه في حين ظلت لندن 7 قرون بعد ذلك لايوجد بها مصباح عام واحد يضئ شوارعها المظلمه
6)مدى اتساع حالات التحول الى الاسلام بعد عام 1205 م :
وان هذه البذور العميقه التي القى بها الاسلام في قلوب اهالي بلاد الاندلس يمكن الحكم على مدى عمقها من هذه الحقيقة وهي انه لما طرد اخر بقايا المسلمين من هذه البلاد سنه 1610م كان هؤلاء الاهالي المساكين لا يزالون يتمسكون بدين ابائهم مع انهم ارغموا على اظهار تدينهم بالمسيحيه اكثر من قرن ومع توالي الهجرات التي حدثت منذ سقوط غرناطه حتى قيل انه طرد في ذلك الوقت اكثر من خمسمائة الف . ومن الادلة التي قد نوردها على سبيل التدليل لدعم هذه الحقيقة : انه لم يكن من بين المائتي الف من المسلمين ا لذين كانوا يعيشون في مدينة غرناطة في ذلك الحين اكثر من خمسمائة من اصل عربي على حين كان سائر هؤلاء المسلمين من اهالي بلاد الاندلس الاصليين الذين تحولوا الى الاسلام .


رابعاً: اعداء سياسة التسامح الديني يدعون ان هذه السيايه قائمه على الاضطهاد الديني من خلال الادلة التالية:
استشهاد بعض المسيحين بمحض ارادتهم :
اذا نظرنا الى ذلك الشعور الديني الذي احيا اكثرية الاسبان المسلمين وذلك التحدي والحقد الذي غلا في صدور المسيحين حتى دبروا المؤتمرات بمؤازرة اخوانهم في الدين الذين كانوا يقيمون خارج حدود بلادهم ، لا يسعنا الا الاعتراف بان تاريخ اسبانيا في ظل الحكم الاسلامي يمتاز ببعده بعدا تاما عن الاضطهاد الديني
1-واذا استثنينا ثلاثا او اربعا من حالات الاستشهاد الحقيقي فان الشئ الذي قد نطلق عليه اضطهادا او مايقرب من الاضطهاد مدة الحكم العربي انما نجده في هذه الاجراءات التعسفيه التي اتخذتها الحكومه الاسلاميه للقضا ء على الجنون الذي استولى على عقول بعضهم فدفع بهم الى التطوع للاستشهاد الذي فشا بقرطبه ،جماعه دينيه اشتهرت بتعصبها للمسيحية وانتهكت حرمة ديانة المسلمين جهرا وبغير ما سبب ورمت نبهم بالكفر واصرت على تحدى هذه الديانة وعرضوا انفسهم للقتل علي ايدي مواطنيهم الذين ظلوا السبيل ومرقوا عن الدين بتحولهم الى الاسلام وتعصبهم له .
وان هذا الانفعال النفساني الغريب الذي دفع بهذه الطائفه الى التضحية ليظهر ظهورا بينا لدى جماعه القسيسين والرهبان والراهبات وقد يبدو ان عادة اطالة التفكير والتامل بحكم وجودهم في الاديار وعزلتهم في الصوامع فيما ال اليه نفوذ المسيحيه من ضعف ومابلغته الحمية الدينيه من وهن وانحلال وقد دفع بهم الى السعي وراء شرف الاستشهاد الذي سلبهم اياه تسامح حكامهم الكفار . اكتفى الحكومه الاسلاميه بتنفيذ القوانين المعمول بها نحو من يطعن في الدين الاسلامي بمنتهى الصرامه وقد ابدت طائفه الكنيسه التي عرفت بالاعتدال الحكومه فيما بذلت من جهود في هذه السبيل ولعن الاساقفه هؤلاء المتعص بين وحرموهم الحقوق الكنسية وعقد في سنه 853م مجمع ديني لبحث وسائل القمع التي اتفق الفريقان وانتهت بالقضاء على هذه الحركه .
2- تعصب بعض المسلمين لاينفي فكرة التسامح ولكن في عهد المرابطين التي تولت حكم بلاد الاندلس انفجر بركان التعصب الديني في اوائل القرن الثاني عشر الميلادي من جانب المتحمسين من رجال الدين الاسلامي وقاسى من جراء ذلك المسيحيون واليهود وطائفة الاحرار المسلمين الذين نادوا بحريه الفكر كالفلاسفه والشعراء ورجال الادب ولكن هذه الحوادث لم تكن الا استثناء للتسامح الديني الذس اتسم بذلك الطابع الذي عرف به المسلمين في اسبانيا نحو رعاياهم من المسيحيين.






الموجود في الرابط 3 محاضرات قبل نسخت 2 والحين هذي الثالثه بس باقي الملازم موجوده تاشيرهم في موضوع حق سنه ثالثه على هالرابط :

المحاضرة الثالثة :انتشار الإسلام بين مسيحي اسبانيا

أولاً: العوامل التي ساعدت على اعتناق مسيحي اسبانيا الإسلام :
1-الصراع بين الكاثوليك والارثوذكس:
لما قدم المسلمون أول الأمر إلى اسبانيا حاملين دينهم وجدوا المذهب الكاثوليكي قد استقر في هذه البلاد بعد انتصاره على المذهب الآرى ( الأرثوذكسي) . وقد اصدر المجمع السادس في طليطله قوانين عدة وهي:
أ-أن يقسم كل الملوك بأن لا يسمحوا بانتشار أي مذهب غير المذهب الكاثوليكي.
ب-أن ينفذ الملوك القانون بالقوة على الخارجين عليه.
ج-يحرم على كل شخص أن يتطرق إلى ذهنه أي شك بالكنيسة الكاثوليكيه المقدسة وفي النظم الانجيليه وتفاسير الآباء الروحيين والمراسيم الكنسية والقرابين المقدسة إذا ما صودرت أملاكه أو حكم عليه بالسجن المؤبد وقد كسب رجال الدين لطائفتهم نفوذا راجحا في شئون الدولة . وجلس الاساقفه وكبار رجال الدين في المجالس الوطنية التي كانت تجتمع لإقرار الشئون الهامة في الدولة والمصادقة على انتخاب الملك
د-ادعى رجال الدين الكاثوليك أنه لهم الحق في عزل الملك إذا أبى الإذعان لقراراتهم.
2-اضطهاد اليهود:
اتخذ القسس من وراء هذه القوة التي وصلوا إليها عن طريق القوانين السابقة التي أقروها في مجمع طليطلة سبيلا لاضطهاد اليهود الذين كانوا طائفة كبيرة العدد في اسبانيا ، وصدرت الأوامر المشددة ضد كل من امتنع عن الدخول في المسيحية وكان اثر هذه الاضطهاد أن رحب اليهود بالعرب الغزاة وعدوهم مخلصين لهم مما حل بهم من المظالم فساعدوهم على فتح أبواب المدن كما استعان بهم الفاتحون في حماية المدن التي وقعت بين أيديهم
3-حالة البؤس والشقاء التي عاشها الأرقاء:
رحب المسلمين الأرقاء الذين حل بهم البؤس والشقاء في عهد المسيحيين الكاثوليك الذين كانت معرفتهم بأصول المسيحية سطحيه إذا ما ووزنت بذلك التسامح الديني وهذه المزايا الكثيرة التي حصلوا عليها بإلقاء زمامهم للمسلمين .
4- ثقل الأعباء المالية الملقاة على عاتق أبناء الطبقة الوسطى
5 - فساد الجهاز الكنسي:
لما اشترك الاساقفه المسيحيون في الثورات التي قامت في بلاط المسلمين في الوقت الذي أصبحت فيه الأبرشيات تمنح الاساقفه عن طريق المزاد وعين الملحدون الذين يضمرون الإلحاد للكنيسة وأصبح هؤلاء بدورهم يمنحون منصب القساوسة أشخاصا تنقصهم الكفاية والغيرة على مبادئ الدين المسيحي بسبب ذلك الفساد الذي تطرقإلى نفوس رؤسائهم الروحيين اخذ هؤلاء المسيحيون يبحثون عن بيئة أكثر ملائمة لحياتهم الدينية والدنيوية بدخولهم في حظيرة الإسلام . ولذلك تحول العديد من رجال الدين عن المسيحية إلى الاسلام , ومنهم:
*بودو الذي كان شماسا في البلاط الفرنسي اعتنق اليهودية ومن ثم اعتنق الإسلام.
*ثيودسكلوس : كان في منصب رئيس أساقفة اشبيليه فقد اتهم بأنه ملحد لقوله بان المسيح لم يكن إلها باتحاده بالله وبروح القدس وإنما كان ابن الله عن طريق التبني لهذا قضى المجمع الديني بعزله عن منصبه وبحرمانه من حقوقه الكنسية فلجا إلى العرب ودان بالإسلام بين ظهرانيهم .
*فيلكس : نشر فلكس أسقف إحدى مدن إقليم قطلونيا الذي كان تحت حماية فرنسا أراء ثيودسكلوس وذد استدعى فليكس أمام مجمع برئاسة شارلمان وأرغم عن التكفير عن أخطائه ولكنه عاد إلى إلحاده على اثر عودته إلى اسبانيا .
ولما كان أشهر رجال الدين قد تأثروا عميقا من جراء اتصالهم بالمسلمين جاز لنا أن نحكم بأن تأثير الإسلام في مسيحي أوروبا كان عظيما وليس أدل على صحة هذا القول من التفكير في عقد مجمع بطليطله عام 936م للبحث في أصل الوسائل التي تحول دون أن تفسر هذه العلاقات في صفاء الدين المسيحي ونقاءه.
6- اقتراب معتقدات المذهب الارثوذكسي من تعاليم الإسلام فيما يخص طبيعة عيسى عليه السلام :
كذلك لا يبعد أن تكون البقية الباقية لهؤلاء القوط القدماء الذين دانوا بعقائد المذهب الاريوسي الذي ظهرت بعض آثار نهضته في الكنيسه الاسبانيه قبيل الفتح العربي قد ساعدت على حث الناس واستمالتهم لقبول هذا المذهب الجديد الذي تتفق العقيدة الاسلاميه فيه اتفاقا وثيقا مع العقيدة الاريوسيه .
ثانياً: طبقات المجتمع الاسباني الذين اعتنقوا الإسلام:
1-الأرقاء: كان هؤلاء الأرقاء الذين وصلوا إلى الحضيض أول من تدين بالإسلام في اسبانيا ولا يبعد أن يكون عدد كبير من هؤلاء الاهلين الذين كانوا منهاج هؤلاء الأرقاء.
2- الأشراف المسيحين: اعتنقوا الإسلام عن عقيدة راسخة أو عن بواعث أخرى .
3-الطبقات الدنيا الوسطى: الذين تدينوا بالإسلام عن إيمان ثابت متحولين إليه من ديانتهم القديمة التي أهمل رجالها مصالحهم ولم يحفلوا بتلقيهم أصولها وانصرفوا إلى مطامع الدنيا فساموهم الخسف ونهبوا أملاكهم وبعد إن تحول هؤلاء الأسبان إلى الإسلام ظهروا بمظهر الغير لدينهم الجديد وانضموا هم وأولادهم إلى جماعه إخوان الصفا : الذين عرفوا بالتقشف وشدة تمسكهم بالدين ولم يحفلوا بان يعيشوا عيشة الترف والإهمال التي سادت الطبقة الارستقراطية العربية
4-طبقه اليهود.
ثالثاً: سياسة التسامح الديني:
1- أسس سياسة التسامح :
مبدأ لا إكراه في الدين أي أن هؤلاء المسيحيين الأسبان مالوا إلى صلح ورضوا عن طيب خاطر بحرمانهم ما كانوا يتمتعون به من نفوذ سياسي وسلطه يمتلكه المسلمون.
2-مظاهر سياسة تسامح المسلمين ((أو صور من تسامح المسلمين )):
1.الجزية:
فرض عليهم أداء جزيه الرءوس المعتادة وهي 48درهما عن الاغنياء، 24درهما عن اهل الطبقه الوسطى ، 12 درهما عن العمال لاعفائهم من الخدمه العسكريه على ان هذه الجزيه لم تفرض الا على القادرين من الرجال على حين اعفى منها النساء والاطفال والرهبان والمقعدون والعميان والمرضى والمساكين والارقاء هذا الى ان جمع الضرائب قد قام بها الموظفون المسيحيون انفسهم مما خفف وطاتها على الناس .
2.حرية التحاكم :
في الاحوال التي كان يعتدى فيها المسيحيون على الدين الاسلامي كانوا يحاكمون امام قضاتهم وفقا للقوانين المعمول بها في بلادهم .
3.حرية المعتقد:
لم يتعرض المسلمين للمسيحين في اقامة شعائرهم الدينيه ولاغرو فقد كانوا يقدمون القرابين بين دق القانوس واحراق البخور وغيرها من الطقوس الدينيه الكاثوليكيه وكذا ترانيم المزامير وإلقاء المواعظ والاحتفال بالاعياد المسيحيه على النحو الذي كانوا يحتفلون به قبل الفتح .
4.حرية الزي:
لم يعاملوا معاملة اخوانهم في الدين في سوريا ومصر بان يلبسوا ملابس خاصة تميزهم عن المسلمين فتكون مظهرا من مظاهر اذلالهم . وكان الرهبان يستطيعون الظهور في الطرقات أمام الناس في وشاحهم الصوفي وفق نظامهم الكنسي ولم يكن ثمة مايدعو القسيس الى اخفاء شارته الدينيه ((الصليب)) وفي الوقت نفسه لم تحل المناصب الدينيه دون تقلد المسيحين المناصب العاليه في البلاط او اندماجهم في سلك الرهبنه او انتظامهم في جيش المسلمين مثال على ذلك:حسداي اليهودي كان طبيب عبد الرحمن الثالث .

3- نتائج سياسة التسامح :
ان سياسة التسامح الديني التي سارت عليها الحكومه الاسلاميه نحو رعاياها المسيحين في اسبانيا وحريه الاختلاط بين المتدينن قد ادت الى:
1)تسهيل فتح المسلمين لاسبانيا .
2)التجانس والتماثل بين الجماعتين وقد كثر التصاهر بينهم :مثال ذلك : أ- زواج عبد العزيز بن موسى بن نصير من ارملة الملك لذريق. ب-ان جدة الخليفة عبدالرحمن الناصر احد خلفاء بني امية هي الاميره انجيا بنت ملك مدينة بنبلونه الأسبانية وهذا يفسر بدوره وصف المؤرخين له بانه كان ابيض الوجه ازرق العينين.
هذا الى ان كثير من المسيحين قد تسموا باسماء عربيه وقلدوا جيرانهم المسلمين في اقامة بعض النظم الدينيه فاختتن كثير منهم وساروا مع المسلمين في امور الطعام والشراب.
3)دراسة اللغه العربيه:
سرعان ما اخذت دراسة اللغه العربيه تحل محل دراسة اللغه اللاتينيه في جميع ارجاء البلاد حتى ان لغه الدين المسيحي تطرق اليها الاهمال والنسيان شيئا فشيئا.
وسرعان ما غدت قرطبة مركزا للشعراء والادباء وبخاصة منذ عهد الحكم المستنصر الذي ارسل في شراء امهات الكتب من القاهره وبغداد ودمشق والاسكندريه . واذا تعذر شراءها ارسل من يقوم بنسخها واحضارها الى قرطبة حتى اصبحت مكتبة قصر الخليفه تضم اكثر من 400,000 مجلد وهكذا قصد قرطبه طلاب العلم من مختلف الجهات حتى اخذت تنازع بغداد مكانتها كاعظمم مركز للنشاط الفكري في العالم الاسلامي وقد صحب هذا النشاط العلمي ازدياد في عدد المدارس على انه ينبغي ان ندرك ان التعليم في الاندلس لا يقتصر على قرطبة بل انتشر في جميع انحاء الاندلس في ظل الحكم الاسلامي كما ظن الخليفة الحكم المستنصر ان التعليم في بلاده اقل مما يجب ان يكون عليه فانشاء في قرطبه 27كتابا ((كتاتيب)) لتعليم ابناء الفقراء بالمجان على حسابه الخاص وهكذا تتلمذ بعض اليهود والمسيحين الاسبان على يد علماء المسلمين فاصبح المستعربون رسلا جددا للحضارة الاسلامية وذلك لاتقانهم اللغتين العربيه واللاتينيه فستطاعوا نقل العلوم العربيوالاسلاميه الى الاسبان والاوروبين واصبح اقبال الغربين على العلوم العربيه من الامور الافته للنظر.
حتى لقد استطاعوا بان ينظموا القصائد التي يتجلى فيها اسمى مراتب الجمال بل لقد كان بعضهم امهر العرب انفسهم في قررض الشعر, وفي الحق ان اللغه اللاتينيه بلغت في بعض اجزاء اسبانيا درجة كبيرة من الانحطاط حتى لقد اصبح من الضروري ان تترجم قوانين الكنيسة الاسبانيه القديمة والانجيل الى اللغه العربيه ليسهل استعمالها على المسيحين . كانت الاداب العربيه التي ازدهرت في ذلك العصر تستولي على الافئده بجمالها ويقبل الناس دراستها في حماس وشغف .ومن ذلك الاتصال الوثيق بالمسلمين ودراسة ادابهم دراسة عميقة نجد من المسيحين الاسبان من اعترف بجمال اللغة العربية مثل الفار الذي اعترف بتعصبه على الاسلام نجده يقر ان القرآن قد صيغ في مثل هذا الاسلوب الجميل حتى ان المسيحين لم يسعهم الا قراءته والاعجاب به
4)ظهور طبقات اجتماعيه جديدة :
1.طبقة المولدين :
من ذلك نستطيع ان ندرك بسهولة كيف ان عوامل التاثير في الاراء واقامه الشعائر الاسلاميه بالاضافة الى الجهود الواضحة التي بذلت في سبيل تحول هؤلاء المسيحين قد ادت الى ماهو اكثر من مجرد التقارب والاتصال كما انها سرعان ماعملت على زيادة الداخلين في الاسلام حتى ان ذريتهم اطلق عليهم المولدين ذلك اللفظ الذي يدل على الاشخاص الذين لم يكونوا من دم عربي سرعان ما الفوا جماعه كبيرة لها اهميتها وخطرها في الدوله واصبحت بلا شك اغلبية سكان البلاد حتى اننا نقرا كثيرا عن الجهود التي بذلها هؤلاء الاسبان في مستهل القرن التاسع للتخلص من حكم العرب ثم تنشيط حركتهم وتتقدم بخطا مسرعة في مناسبات كثيرة ويظهرون باسم جماعة الحزب الوطني .
2.طبقه الصقالبه:
جموع الاسرى والرقيق الذين يرجع اصلهم الى مختلف العناصر الاوروبيه فالصقالبه في مجتمع الاندلس لايقصد بهم جماعات من عنصر السلاف فحسب بل ايضا من اهالي غاليسيا وفرنجه وكان المسلمون يحصلون على هؤلاء الصقالبة اما عن طريق اسرهم في الحروب او خطفهم من شواطئ البلاد التي يغيرون عليها ثم يستخدمونهم جنودا في الجيش او خدما في قصر الخليفه
3.طبقه المستعربون:
اهالي البلاد الاصلين ((الاسبان)) الذين احتفظوا بديانتهم المسيحية مع تاثرهم بالغه العرب وعلومهم وعاداتهم وقد اسهموا بقسط وافر في الحياة العلمية التي تمثل جانبا واضحا من الحضارة الاسلاميه الزاهرة .
4.طبقه المسالمه :
هم الاسبان المسلمين .

5)حياة الاستقرار :
انهى الفتح الاسلامي للاندلس عصر الفوضى والاضطرابات التي اصابت البلاد في عصر القوط واخذ المسلمون ينشرون في البلاد جوا من الاستقرار والتسامح وينصرفون الى الانتاج والاستثمار لموارد البلاد ولم تلبث ان تحولت مروج أسبانيا في ظل الحكم العربي الى حقول زراعيه مثمرة كما ادخل المسلمون عليهم زراعة قصب السكر والارز والقطن والكتان وصناعة الحرير وقد صحب هذا التطور الزراعي اهتماما كبيرا بالري اذا ادخل العرب في اسبانيا نظامهم في الري الذي لم يصلوا الى مثله من قبل حتى ان كثير من المصطلحات المستخدمة في الزراعه والري في اسبانيا الحديثة مازالت حتى اليوم تحمل اسماء عربية ذات ا صل عربي اما المدن فقد اصبحت مركز للنشاط التجاري والصناعي فقد اشتهرت قرطبه بصناعة الخزف والجلود في حين عرفت طليطلة بسيوف والاسلحة والواقع ان قرطبة بلغت درجة كبيرة في الازدهار في العصر الاسلامي بعد ان اصبحت مركزا تجاريا وصناعيا وعلميا عظيماً اذ ادرك المسلمون اهمية موقعها ومميزاتها فتخذوها عاصمة لهم واقاموا فيها القصور والمساجد والاسواق وقد اجمع المؤرخون على انه لم توجد مدينه اخرى معاصره في اوروبا بلغت مابلغته قرطبة حينها ويكفي قرطبه فخرا ان اهلها كانوا يستطيعون السير في طرقاتها ليلا في ضوء المصابيح العامه في حين ظلت لندن 7 قرون بعد ذلك لايوجد بها مصباح عام واحد يضئ شوارعها المظلمه
6)مدى اتساع حالات التحول الى الاسلام بعد عام 1205 م :
وان هذه البذور العميقه التي القى بها الاسلام في قلوب اهالي بلاد الاندلس يمكن الحكم على مدى عمقها من هذه الحقيقة وهي انه لما طرد اخر بقايا المسلمين من هذه البلاد سنه 1610م كان هؤلاء الاهالي المساكين لا يزالون يتمسكون بدين ابائهم مع انهم ارغموا على اظهار تدينهم بالمسيحيه اكثر من قرن ومع توالي الهجرات التي حدثت منذ سقوط غرناطه حتى قيل انه طرد في ذلك الوقت اكثر من خمسمائة الف . ومن الادلة التي قد نوردها على سبيل التدليل لدعم هذه الحقيقة : انه لم يكن من بين المائتي الف من المسلمين ا لذين كانوا يعيشون في مدينة غرناطة في ذلك الحين اكثر من خمسمائة من اصل عربي على حين كان سائر هؤلاء المسلمين من اهالي بلاد الاندلس الاصليين الذين تحولوا الى الاسلام .


رابعاً: اعداء سياسة التسامح الديني يدعون ان هذه السيايه قائمه على الاضطهاد الديني من خلال الادلة التالية:
استشهاد بعض المسيحين بمحض ارادتهم :
اذا نظرنا الى ذلك الشعور الديني الذي احيا اكثرية الاسبان المسلمين وذلك التحدي والحقد الذي غلا في صدور المسيحين حتى دبروا المؤتمرات بمؤازرة اخوانهم في الدين الذين كانوا يقيمون خارج حدود بلادهم ، لا يسعنا الا الاعتراف بان تاريخ اسبانيا في ظل الحكم الاسلامي يمتاز ببعده بعدا تاما عن الاضطهاد الديني
1-واذا استثنينا ثلاثا او اربعا من حالات الاستشهاد الحقيقي فان الشئ الذي قد نطلق عليه اضطهادا او مايقرب من الاضطهاد مدة الحكم العربي انما نجده في هذه الاجراءات التعسفيه التي اتخذتها الحكومه الاسلاميه للقضا ء على الجنون الذي استولى على عقول بعضهم فدفع بهم الى التطوع للاستشهاد الذي فشا بقرطبه ،جماعه دينيه اشتهرت بتعصبها للمسيحية وانتهكت حرمة ديانة المسلمين جهرا وبغير ما سبب ورمت نبهم بالكفر واصرت على تحدى هذه الديانة وعرضوا انفسهم للقتل علي ايدي مواطنيهم الذين ظلوا السبيل ومرقوا عن الدين بتحولهم الى الاسلام وتعصبهم له .
وان هذا الانفعال النفساني الغريب الذي دفع بهذه الطائفه الى التضحية ليظهر ظهورا بينا لدى جماعه القسيسين والرهبان والراهبات وقد يبدو ان عادة اطالة التفكير والتامل بحكم وجودهم في الاديار وعزلتهم في الصوامع فيما ال اليه نفوذ المسيحيه من ضعف ومابلغته الحمية الدينيه من وهن وانحلال وقد دفع بهم الى السعي وراء شرف الاستشهاد الذي سلبهم اياه تسامح حكامهم الكفار . اكتفى الحكومه الاسلاميه بتنفيذ القوانين المعمول بها نحو من يطعن في الدين الاسلامي بمنتهى الصرامه وقد ابدت طائفه الكنيسه التي عرفت بالاعتدال الحكومه فيما بذلت من جهود في هذه السبيل ولعن الاساقفه هؤلاء المتعص بين وحرموهم الحقوق الكنسية وعقد في سنه 853م مجمع ديني لبحث وسائل القمع التي اتفق الفريقان وانتهت بالقضاء على هذه الحركه .
2- تعصب بعض المسلمين لاينفي فكرة التسامح ولكن في عهد المرابطين التي تولت حكم بلاد الاندلس انفجر بركان التعصب الديني في اوائل القرن الثاني عشر الميلادي من جانب المتحمسين من رجال الدين الاسلامي وقاسى من جراء ذلك المسيحيون واليهود وطائفة الاحرار المسلمين الذين نادوا بحريه الفكر كالفلاسفه والشعراء ورجال الادب ولكن هذه الحوادث لم تكن الا استثناء للتسامح الديني الذس اتسم بذلك الطابع الذي عرف به المسلمين في اسبانيا نحو رعاياهم من المسيحيين.


في الرابط 3 محاضرات بي قبل نسخت 2 والحين هذي الثالثه ..
وادا تبين تاشير باقي المحاضرات موجوده في موضوع حق سنه ثالثه على هالرابط تقريبا في 3 الصفحات الاخيره ..

المحاضرة الثالثة :انتشار الإسلام بين مسيحي اسبانيا

أولاً: العوامل التي ساعدت على اعتناق مسيحي اسبانيا الإسلام :
1-الصراع بين الكاثوليك والارثوذكس:
لما قدم المسلمون أول الأمر إلى اسبانيا حاملين دينهم وجدوا المذهب الكاثوليكي قد استقر في هذه البلاد بعد انتصاره على المذهب الآرى ( الأرثوذكسي) . وقد اصدر المجمع السادس في طليطله قوانين عدة وهي:
أ-أن يقسم كل الملوك بأن لا يسمحوا بانتشار أي مذهب غير المذهب الكاثوليكي.
ب-أن ينفذ الملوك القانون بالقوة على الخارجين عليه.
ج-يحرم على كل شخص أن يتطرق إلى ذهنه أي شك بالكنيسة الكاثوليكيه المقدسة وفي النظم الانجيليه وتفاسير الآباء الروحيين والمراسيم الكنسية والقرابين المقدسة إذا ما صودرت أملاكه أو حكم عليه بالسجن المؤبد وقد كسب رجال الدين لطائفتهم نفوذا راجحا في شئون الدولة . وجلس الاساقفه وكبار رجال الدين في المجالس الوطنية التي كانت تجتمع لإقرار الشئون الهامة في الدولة والمصادقة على انتخاب الملك
د-ادعى رجال الدين الكاثوليك أنه لهم الحق في عزل الملك إذا أبى الإذعان لقراراتهم.
2-اضطهاد اليهود:
اتخذ القسس من وراء هذه القوة التي وصلوا إليها عن طريق القوانين السابقة التي أقروها في مجمع طليطلة سبيلا لاضطهاد اليهود الذين كانوا طائفة كبيرة العدد في اسبانيا ، وصدرت الأوامر المشددة ضد كل من امتنع عن الدخول في المسيحية وكان اثر هذه الاضطهاد أن رحب اليهود بالعرب الغزاة وعدوهم مخلصين لهم مما حل بهم من المظالم فساعدوهم على فتح أبواب المدن كما استعان بهم الفاتحون في حماية المدن التي وقعت بين أيديهم
3-حالة البؤس والشقاء التي عاشها الأرقاء:
رحب المسلمين الأرقاء الذين حل بهم البؤس والشقاء في عهد المسيحيين الكاثوليك الذين كانت معرفتهم بأصول المسيحية سطحيه إذا ما ووزنت بذلك التسامح الديني وهذه المزايا الكثيرة التي حصلوا عليها بإلقاء زمامهم للمسلمين .
4- ثقل الأعباء المالية الملقاة على عاتق أبناء الطبقة الوسطى
5 - فساد الجهاز الكنسي:
لما اشترك الاساقفه المسيحيون في الثورات التي قامت في بلاط المسلمين في الوقت الذي أصبحت فيه الأبرشيات تمنح الاساقفه عن طريق المزاد وعين الملحدون الذين يضمرون الإلحاد للكنيسة وأصبح هؤلاء بدورهم يمنحون منصب القساوسة أشخاصا تنقصهم الكفاية والغيرة على مبادئ الدين المسيحي بسبب ذلك الفساد الذي تطرقإلى نفوس رؤسائهم الروحيين اخذ هؤلاء المسيحيون يبحثون عن بيئة أكثر ملائمة لحياتهم الدينية والدنيوية بدخولهم في حظيرة الإسلام . ولذلك تحول العديد من رجال الدين عن المسيحية إلى الاسلام , ومنهم:
*بودو الذي كان شماسا في البلاط الفرنسي اعتنق اليهودية ومن ثم اعتنق الإسلام.
*ثيودسكلوس : كان في منصب رئيس أساقفة اشبيليه فقد اتهم بأنه ملحد لقوله بان المسيح لم يكن إلها باتحاده بالله وبروح القدس وإنما كان ابن الله عن طريق التبني لهذا قضى المجمع الديني بعزله عن منصبه وبحرمانه من حقوقه الكنسية فلجا إلى العرب ودان بالإسلام بين ظهرانيهم .
*فيلكس : نشر فلكس أسقف إحدى مدن إقليم قطلونيا الذي كان تحت حماية فرنسا أراء ثيودسكلوس وذد استدعى فليكس أمام مجمع برئاسة شارلمان وأرغم عن التكفير عن أخطائه ولكنه عاد إلى إلحاده على اثر عودته إلى اسبانيا .
ولما كان أشهر رجال الدين قد تأثروا عميقا من جراء اتصالهم بالمسلمين جاز لنا أن نحكم بأن تأثير الإسلام في مسيحي أوروبا كان عظيما وليس أدل على صحة هذا القول من التفكير في عقد مجمع بطليطله عام 936م للبحث في أصل الوسائل التي تحول دون أن تفسر هذه العلاقات في صفاء الدين المسيحي ونقاءه.
6- اقتراب معتقدات المذهب الارثوذكسي من تعاليم الإسلام فيما يخص طبيعة عيسى عليه السلام :
كذلك لا يبعد أن تكون البقية الباقية لهؤلاء القوط القدماء الذين دانوا بعقائد المذهب الاريوسي الذي ظهرت بعض آثار نهضته في الكنيسه الاسبانيه قبيل الفتح العربي قد ساعدت على حث الناس واستمالتهم لقبول هذا المذهب الجديد الذي تتفق العقيدة الاسلاميه فيه اتفاقا وثيقا مع العقيدة الاريوسيه .
ثانياً: طبقات المجتمع الاسباني الذين اعتنقوا الإسلام:
1-الأرقاء: كان هؤلاء الأرقاء الذين وصلوا إلى الحضيض أول من تدين بالإسلام في اسبانيا ولا يبعد أن يكون عدد كبير من هؤلاء الاهلين الذين كانوا منهاج هؤلاء الأرقاء.
2- الأشراف المسيحين: اعتنقوا الإسلام عن عقيدة راسخة أو عن بواعث أخرى .
3-الطبقات الدنيا الوسطى: الذين تدينوا بالإسلام عن إيمان ثابت متحولين إليه من ديانتهم القديمة التي أهمل رجالها مصالحهم ولم يحفلوا بتلقيهم أصولها وانصرفوا إلى مطامع الدنيا فساموهم الخسف ونهبوا أملاكهم وبعد إن تحول هؤلاء الأسبان إلى الإسلام ظهروا بمظهر الغير لدينهم الجديد وانضموا هم وأولادهم إلى جماعه إخوان الصفا : الذين عرفوا بالتقشف وشدة تمسكهم بالدين ولم يحفلوا بان يعيشوا عيشة الترف والإهمال التي سادت الطبقة الارستقراطية العربية
4-طبقه اليهود.
ثالثاً: سياسة التسامح الديني:
1- أسس سياسة التسامح :
مبدأ لا إكراه في الدين أي أن هؤلاء المسيحيين الأسبان مالوا إلى صلح ورضوا عن طيب خاطر بحرمانهم ما كانوا يتمتعون به من نفوذ سياسي وسلطه يمتلكه المسلمون.
2-مظاهر سياسة تسامح المسلمين ((أو صور من تسامح المسلمين )):
1.الجزية:
فرض عليهم أداء جزيه الرءوس المعتادة وهي 48درهما عن الاغنياء، 24درهما عن اهل الطبقه الوسطى ، 12 درهما عن العمال لاعفائهم من الخدمه العسكريه على ان هذه الجزيه لم تفرض الا على القادرين من الرجال على حين اعفى منها النساء والاطفال والرهبان والمقعدون والعميان والمرضى والمساكين والارقاء هذا الى ان جمع الضرائب قد قام بها الموظفون المسيحيون انفسهم مما خفف وطاتها على الناس .
2.حرية التحاكم :
في الاحوال التي كان يعتدى فيها المسيحيون على الدين الاسلامي كانوا يحاكمون امام قضاتهم وفقا للقوانين المعمول بها في بلادهم .
3.حرية المعتقد:
لم يتعرض المسلمين للمسيحين في اقامة شعائرهم الدينيه ولاغرو فقد كانوا يقدمون القرابين بين دق القانوس واحراق البخور وغيرها من الطقوس الدينيه الكاثوليكيه وكذا ترانيم المزامير وإلقاء المواعظ والاحتفال بالاعياد المسيحيه على النحو الذي كانوا يحتفلون به قبل الفتح .
4.حرية الزي:
لم يعاملوا معاملة اخوانهم في الدين في سوريا ومصر بان يلبسوا ملابس خاصة تميزهم عن المسلمين فتكون مظهرا من مظاهر اذلالهم . وكان الرهبان يستطيعون الظهور في الطرقات أمام الناس في وشاحهم الصوفي وفق نظامهم الكنسي ولم يكن ثمة مايدعو القسيس الى اخفاء شارته الدينيه ((الصليب)) وفي الوقت نفسه لم تحل المناصب الدينيه دون تقلد المسيحين المناصب العاليه في البلاط او اندماجهم في سلك الرهبنه او انتظامهم في جيش المسلمين مثال على ذلك:حسداي اليهودي كان طبيب عبد الرحمن الثالث .

3- نتائج سياسة التسامح :
ان سياسة التسامح الديني التي سارت عليها الحكومه الاسلاميه نحو رعاياها المسيحين في اسبانيا وحريه الاختلاط بين المتدينن قد ادت الى:
1)تسهيل فتح المسلمين لاسبانيا .
2)التجانس والتماثل بين الجماعتين وقد كثر التصاهر بينهم :مثال ذلك : أ- زواج عبد العزيز بن موسى بن نصير من ارملة الملك لذريق. ب-ان جدة الخليفة عبدالرحمن الناصر احد خلفاء بني امية هي الاميره انجيا بنت ملك مدينة بنبلونه الأسبانية وهذا يفسر بدوره وصف المؤرخين له بانه كان ابيض الوجه ازرق العينين.
هذا الى ان كثير من المسيحين قد تسموا باسماء عربيه وقلدوا جيرانهم المسلمين في اقامة بعض النظم الدينيه فاختتن كثير منهم وساروا مع المسلمين في امور الطعام والشراب.
3)دراسة اللغه العربيه:
سرعان ما اخذت دراسة اللغه العربيه تحل محل دراسة اللغه اللاتينيه في جميع ارجاء البلاد حتى ان لغه الدين المسيحي تطرق اليها الاهمال والنسيان شيئا فشيئا.
وسرعان ما غدت قرطبة مركزا للشعراء والادباء وبخاصة منذ عهد الحكم المستنصر الذي ارسل في شراء امهات الكتب من القاهره وبغداد ودمشق والاسكندريه . واذا تعذر شراءها ارسل من يقوم بنسخها واحضارها الى قرطبة حتى اصبحت مكتبة قصر الخليفه تضم اكثر من 400,000 مجلد وهكذا قصد قرطبه طلاب العلم من مختلف الجهات حتى اخذت تنازع بغداد مكانتها كاعظمم مركز للنشاط الفكري في العالم الاسلامي وقد صحب هذا النشاط العلمي ازدياد في عدد المدارس على انه ينبغي ان ندرك ان التعليم في الاندلس لا يقتصر على قرطبة بل انتشر في جميع انحاء الاندلس في ظل الحكم الاسلامي كما ظن الخليفة الحكم المستنصر ان التعليم في بلاده اقل مما يجب ان يكون عليه فانشاء في قرطبه 27كتابا ((كتاتيب)) لتعليم ابناء الفقراء بالمجان على حسابه الخاص وهكذا تتلمذ بعض اليهود والمسيحين الاسبان على يد علماء المسلمين فاصبح المستعربون رسلا جددا للحضارة الاسلامية وذلك لاتقانهم اللغتين العربيه واللاتينيه فستطاعوا نقل العلوم العربيوالاسلاميه الى الاسبان والاوروبين واصبح اقبال الغربين على العلوم العربيه من الامور الافته للنظر.
حتى لقد استطاعوا بان ينظموا القصائد التي يتجلى فيها اسمى مراتب الجمال بل لقد كان بعضهم امهر العرب انفسهم في قررض الشعر, وفي الحق ان اللغه اللاتينيه بلغت في بعض اجزاء اسبانيا درجة كبيرة من الانحطاط حتى لقد اصبح من الضروري ان تترجم قوانين الكنيسة الاسبانيه القديمة والانجيل الى اللغه العربيه ليسهل استعمالها على المسيحين . كانت الاداب العربيه التي ازدهرت في ذلك العصر تستولي على الافئده بجمالها ويقبل الناس دراستها في حماس وشغف .ومن ذلك الاتصال الوثيق بالمسلمين ودراسة ادابهم دراسة عميقة نجد من المسيحين الاسبان من اعترف بجمال اللغة العربية مثل الفار الذي اعترف بتعصبه على الاسلام نجده يقر ان القرآن قد صيغ في مثل هذا الاسلوب الجميل حتى ان المسيحين لم يسعهم الا قراءته والاعجاب به
4)ظهور طبقات اجتماعيه جديدة :
1.طبقة المولدين :
من ذلك نستطيع ان ندرك بسهولة كيف ان عوامل التاثير في الاراء واقامه الشعائر الاسلاميه بالاضافة الى الجهود الواضحة التي بذلت في سبيل تحول هؤلاء المسيحين قد ادت الى ماهو اكثر من مجرد التقارب والاتصال كما انها سرعان ماعملت على زيادة الداخلين في الاسلام حتى ان ذريتهم اطلق عليهم المولدين ذلك اللفظ الذي يدل على الاشخاص الذين لم يكونوا من دم عربي سرعان ما الفوا جماعه كبيرة لها اهميتها وخطرها في الدوله واصبحت بلا شك اغلبية سكان البلاد حتى اننا نقرا كثيرا عن الجهود التي بذلها هؤلاء الاسبان في مستهل القرن التاسع للتخلص من حكم العرب ثم تنشيط حركتهم وتتقدم بخطا مسرعة في مناسبات كثيرة ويظهرون باسم جماعة الحزب الوطني .
2.طبقه الصقالبه:
جموع الاسرى والرقيق الذين يرجع اصلهم الى مختلف العناصر الاوروبيه فالصقالبه في مجتمع الاندلس لايقصد بهم جماعات من عنصر السلاف فحسب بل ايضا من اهالي غاليسيا وفرنجه وكان المسلمون يحصلون على هؤلاء الصقالبة اما عن طريق اسرهم في الحروب او خطفهم من شواطئ البلاد التي يغيرون عليها ثم يستخدمونهم جنودا في الجيش او خدما في قصر الخليفه
3.طبقه المستعربون:
اهالي البلاد الاصلين ((الاسبان)) الذين احتفظوا بديانتهم المسيحية مع تاثرهم بالغه العرب وعلومهم وعاداتهم وقد اسهموا بقسط وافر في الحياة العلمية التي تمثل جانبا واضحا من الحضارة الاسلاميه الزاهرة .
4.طبقه المسالمه :
هم الاسبان المسلمين .

5)حياة الاستقرار :
انهى الفتح الاسلامي للاندلس عصر الفوضى والاضطرابات التي اصابت البلاد في عصر القوط واخذ المسلمون ينشرون في البلاد جوا من الاستقرار والتسامح وينصرفون الى الانتاج والاستثمار لموارد البلاد ولم تلبث ان تحولت مروج أسبانيا في ظل الحكم العربي الى حقول زراعيه مثمرة كما ادخل المسلمون عليهم زراعة قصب السكر والارز والقطن والكتان وصناعة الحرير وقد صحب هذا التطور الزراعي اهتماما كبيرا بالري اذا ادخل العرب في اسبانيا نظامهم في الري الذي لم يصلوا الى مثله من قبل حتى ان كثير من المصطلحات المستخدمة في الزراعه والري في اسبانيا الحديثة مازالت حتى اليوم تحمل اسماء عربية ذات ا صل عربي اما المدن فقد اصبحت مركز للنشاط التجاري والصناعي فقد اشتهرت قرطبه بصناعة الخزف والجلود في حين عرفت طليطلة بسيوف والاسلحة والواقع ان قرطبة بلغت درجة كبيرة في الازدهار في العصر الاسلامي بعد ان اصبحت مركزا تجاريا وصناعيا وعلميا عظيماً اذ ادرك المسلمون اهمية موقعها ومميزاتها فتخذوها عاصمة لهم واقاموا فيها القصور والمساجد والاسواق وقد اجمع المؤرخون على انه لم توجد مدينه اخرى معاصره في اوروبا بلغت مابلغته قرطبة حينها ويكفي قرطبه فخرا ان اهلها كانوا يستطيعون السير في طرقاتها ليلا في ضوء المصابيح العامه في حين ظلت لندن 7 قرون بعد ذلك لايوجد بها مصباح عام واحد يضئ شوارعها المظلمه
6)مدى اتساع حالات التحول الى الاسلام بعد عام 1205 م :
وان هذه البذور العميقه التي القى بها الاسلام في قلوب اهالي بلاد الاندلس يمكن الحكم على مدى عمقها من هذه الحقيقة وهي انه لما طرد اخر بقايا المسلمين من هذه البلاد سنه 1610م كان هؤلاء الاهالي المساكين لا يزالون يتمسكون بدين ابائهم مع انهم ارغموا على اظهار تدينهم بالمسيحيه اكثر من قرن ومع توالي الهجرات التي حدثت منذ سقوط غرناطه حتى قيل انه طرد في ذلك الوقت اكثر من خمسمائة الف . ومن الادلة التي قد نوردها على سبيل التدليل لدعم هذه الحقيقة : انه لم يكن من بين المائتي الف من المسلمين ا لذين كانوا يعيشون في مدينة غرناطة في ذلك الحين اكثر من خمسمائة من اصل عربي على حين كان سائر هؤلاء المسلمين من اهالي بلاد الاندلس الاصليين الذين تحولوا الى الاسلام .


رابعاً: اعداء سياسة التسامح الديني يدعون ان هذه السيايه قائمه على الاضطهاد الديني من خلال الادلة التالية:
استشهاد بعض المسيحين بمحض ارادتهم :
اذا نظرنا الى ذلك الشعور الديني الذي احيا اكثرية الاسبان المسلمين وذلك التحدي والحقد الذي غلا في صدور المسيحين حتى دبروا المؤتمرات بمؤازرة اخوانهم في الدين الذين كانوا يقيمون خارج حدود بلادهم ، لا يسعنا الا الاعتراف بان تاريخ اسبانيا في ظل الحكم الاسلامي يمتاز ببعده بعدا تاما عن الاضطهاد الديني
1-واذا استثنينا ثلاثا او اربعا من حالات الاستشهاد الحقيقي فان الشئ الذي قد نطلق عليه اضطهادا او مايقرب من الاضطهاد مدة الحكم العربي انما نجده في هذه الاجراءات التعسفيه التي اتخذتها الحكومه الاسلاميه للقضا ء على الجنون الذي استولى على عقول بعضهم فدفع بهم الى التطوع للاستشهاد الذي فشا بقرطبه ،جماعه دينيه اشتهرت بتعصبها للمسيحية وانتهكت حرمة ديانة المسلمين جهرا وبغير ما سبب ورمت نبهم بالكفر واصرت على تحدى هذه الديانة وعرضوا انفسهم للقتل علي ايدي مواطنيهم الذين ظلوا السبيل ومرقوا عن الدين بتحولهم الى الاسلام وتعصبهم له .
وان هذا الانفعال النفساني الغريب الذي دفع بهذه الطائفه الى التضحية ليظهر ظهورا بينا لدى جماعه القسيسين والرهبان والراهبات وقد يبدو ان عادة اطالة التفكير والتامل بحكم وجودهم في الاديار وعزلتهم في الصوامع فيما ال اليه نفوذ المسيحيه من ضعف ومابلغته الحمية الدينيه من وهن وانحلال وقد دفع بهم الى السعي وراء شرف الاستشهاد الذي سلبهم اياه تسامح حكامهم الكفار . اكتفى الحكومه الاسلاميه بتنفيذ القوانين المعمول بها نحو من يطعن في الدين الاسلامي بمنتهى الصرامه وقد ابدت طائفه الكنيسه التي عرفت بالاعتدال الحكومه فيما بذلت من جهود في هذه السبيل ولعن الاساقفه هؤلاء المتعص بين وحرموهم الحقوق الكنسية وعقد في سنه 853م مجمع ديني لبحث وسائل القمع التي اتفق الفريقان وانتهت بالقضاء على هذه الحركه .
2- تعصب بعض المسلمين لاينفي فكرة التسامح ولكن في عهد المرابطين التي تولت حكم بلاد الاندلس انفجر بركان التعصب الديني في اوائل القرن الثاني عشر الميلادي من جانب المتحمسين من رجال الدين الاسلامي وقاسى من جراء ذلك المسيحيون واليهود وطائفة الاحرار المسلمين الذين نادوا بحريه الفكر كالفلاسفه والشعراء ورجال الادب ولكن هذه الحوادث لم تكن الا استثناء للتسامح الديني الذس اتسم بذلك الطابع الذي عرف به المسلمين في اسبانيا نحو رعاياهم من المسيحيين.






في الرابط موجود 3 محاضرات قبل نسخت 2 والحين هذي الثالثه وادا تبين تاشير الملازم بتلقيه في موضوع سنه ثالثه في الثلاث الصفحات الاخيره تقربيا
http://www.ckfu.org/vb/t104381-69.html